بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأعزاء أعضاء منتديات مجالس العجمان .. اسعد الله أوقاتكم بكل خير .. وبكل حب وود ... وبكل صفاء ونقاء .. الحقيقة انه
يشرفني ويشرف مشرفي المجالس ألأدبيه .. بتقديم هذه المواضيع البسيطة لكم عسى أن تحوز على رضاكم جميعا .. ويستفاد منها .. جعلنا الله وإياكم ممن نفعهم بعلمهم ونفع بعلمهم .. فما أجمل الحياة .. عند صفاء العقيدة ..والإخلاص بتوحيد العبادات كلها لله .... وما أجمل الحياة .. عند صفاء النية .. والتخلص من الشكوك ومن الظنون السيئة تجاه الآخرين سواء قريبين أو بعيدين .. وما أجمل الحياة .. عند ما تمد يد العون لأحد الأشخاص الذين يمدون أيديهم طلباَ للمساعدة و ألإعانة على مصائب الدنيا .. بجميع أنواعها .. اقلها رفع الروح المعنوية للشخص .. وأكثرها البذل على ألأشخاص بالمالية .. وما أجمل الحياة عند ما تكتب سطر أو سطرين .. وقراءها شخص لا تعرفه ولا يعرفك سوى بالاسم .. فيلقى ظالته في تلك السطور التي كتبت .. فيدعو لك بظهر الغيب .. لماذا ؟؟ لأنه أخوك المسلم الذي صار أخوك ولم تلده أمك .. ولأنه سمع حديث الرسول .. صلى الله عليه وسلم (( دعوة المسلم لأخوه المسلم في ظهر الغيب مستجابة )) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. نعم مستجابة بإذن الله .. ومن حبه لك .. قد دعاء لك .... وما أجمل الحياة .. إذا حاولنا فهمها .. وطبقنا ما فهمنا منها التطبيق الصحيح .. ويكثر القول والكتابة في هذا المجال .. ولضيق المساحة نكتفي بهذه المقدمة البسيطة .. لكي لا يتسرب الملل للقاري .. ونصبح منفرين بدل من مقربين ..
وقد خصصت هذه المقالات ألأسبوعية لتتناول كل ما يخص الأدب والشعر بنوعيه.. العامي .. والفصيح .. وتتطرق لسيرة بعض الأدباء ... وبعض الشعراء .. سواء القداما منهم أو شعراء الجيل الحالي ..
وفي أول مقال لنا في هذا الأسبوع سنحاول أن نتكلم عن الشعر والشعراء في عصر صدر الإسلام وهو العصر الثاني من عصور الشعر ويشمل هذا العصر عصر الدولة الأموية أيضاً .... والعصر الأول هو عصر الجاهلية .. والعصر الثالث هو عصر الدولة العباسية .... , والشعر كما هو معروف عند العرب هو (( ديوان العرب )) فلما أتاهم الرسول صلى الله عليه وسلم .. بالأمر العظيم والحادث الخطير حاملاً بين يديه القران الكريم .. فشد ذهولهم القران وانزعجوا من وقع معانيه فانقسموا شعرا العرب إلى قسمين .. ضال يناوئه .. ومهتد يعاضده .. لأنه صار صارفاً لهم عن التشاغل بالشعر و سمعو قول الله تعالى .. (( والشعراء يتبعهم الغاؤن )) حتى قوله تعالى (( إلا الذين امنوا وعملو الصالحات و ذكرو الله )) ........ ولبث الحال على ذلك مدة حياة الرسول .. ولما آل الأمر إلى بني أمية بعد فتح الممالك والأمصار .. أضافو إلى ما ألفوه من أغراض الشعر والإكثار من التباهي بالنصر .. ووصف المعارك .. وأصبح الشعر لساناً يعبر عن مقاصد كل حزب .. حتى انه أصبح حرفة عتيدة .. وصناعة جديدة ومورد ثروة وأصبحت درا ستة ونقده وروايته دأب العلماء والأدباء حتى الخلفاء وأولياء عهودهم ..
ويمكن وصف ما كان عليه الشعر في هذا العصر من حيث أغراضه ومعانيه وتصوراته وعباراته على النحو التالي
أغراض الشعر وفنونه
1- نشر عقائد الدين وحكمه ووصاياه والحث على اتُباعه وخاصة زمن النبي . صلى الله عليه وسلم .. وخلفائه الراشدين
2- التحريض على القتال ووصفه .. والترغيب في نيل الشهادة رفعاً لكلمة الله ,, وذلك في أزمان غزوات النبي صلى الله عليه وسلم .. وحصار المدن وفتحها
3- الهجاء : وكان أؤلاً في سبيل الدفاع عن الإسلام بهجو مشركي العرب بما لا يخرج عن حدٌ المروءة , وبما رضيه النبي من حسان بن ثابت شاعره .. في هجاء قريش وعشيرة النبي من بني عبد مناف .. وكان يتحرج عنه المسلمون ولو بالتعريض زمن النبي وخلفائه .. ولذلك عاقب أمير المؤمنين الحطيئة وهدده بقطع لسانه لنيله من بعض المسلمين .. ثم صار بعد ذلك يتساهل في أمر الهجاء بين الشعراء .. وإن لم يصل في الإقذاع والفحش إلى الحد الذي وصل إليه في العصر الأتي ومن ذلك التهاجي المشهور بين جرير والفرزدق والأخطل
4- المدح : وقلما كان مبدأ الإسلام في غير النبي من حيث الاهتداء بهدية ونشر الحق على يديه .. وكان خلفاؤه يأنفون مدحهم بما تزهى به نفوسهم تواضعاً .. ثم استرسل الشعراء فيه .. وقبل ذلك منهم الخلفاء إلى أن كان المدح من اهم الدعائم لتوطيد اركان الدولة وتفخيم مقام الخلفاء والولاة والإشادة بعظمتهم
معانيه وأخيلته وألفاظه وأساليبه وأوزانه
لم يخرج يخرج شعراء هذا العصر في جملة تصورهم وتخيلهم عما ألفوه زمن الجاهلية وإن فاقوهم كثيراً في ترتيب الفكر وتقريب المعنى إلى الاذهان والوجدان بما هذب نفوسهم ورفق طباعهم من دراسة كتاب الله وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم .. وكذلك لم يخرجو جملة من هيئة تأليف اللفظ ونسجه ومتانة اسلوبه عن نظائرها في الجاهلية .. ولم يطرا على اوزان الشعر العربي حدث غير ماعرف عنه في الجاهلية ,, وإنما شاع في هذا العصر نظم .. الأراجيز والتطويل فيها واستعمالها في جميع أغراض القصيد .
الشعراء
شعرا عصر صدر ألإسلام ممن خلصت عربيتهم و أستاقمت ألسنتهم ولم يمتد اليهم اللحن .. ولقد زادتهم مدرسة القران الكريم فصاحة وبلاغة وإحكاماً زاليهم اللحن .. ولقد زادتهم مدرسة القران الكريم فصاحة وبلاغة وإحكاماً إتقاناً حتى فضلهم بعض الرواة على سابقيهم من الجاهليين .. ومن اشهر شعراء هذا العصر
كعب ابن زهير ابن أبي سلمى
ألخنساء بنت عمر بن الشريد
ألحطيئة العبسي
حسان بن ثابت ألأنصاري
النابغة الجعدي العامري
عمر ابن أبي ربيعة القرشي
ألأخطل التغلبي النصراني
الفرزدق التميمي الدرامي
جرير التميمي اليربوعي
الكميت الأسدي الكوفي
وجميل ,,, وكثير ,,, ونصيب ,,, والراعي ,,, وذو الرمة
والحديث عنهم يطول .. ولكن نختصر في هذا المقال عن الحديث عن اثنين منهم ,, ونتطرق لسيرهم وأشعارهم .. وهم كعب بن زهير .. والشاعرة الخنساء .. واما بقية شعراء العصر فسوف نتحدث عنهم في الاسابيع القادمة بإذن الله
كعب بن زهير
هو كعب بن زهير بن أبي سلمى أحد فحول المخضرمين ومادح النبي الأمين .. ولما ظهر الإسلام ذهب أخوه بجير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فغضب كعب لإسلامه وهجاه وهجا رسول الله وأصحابه .. فتوعده النبي وأهدر دمه فحذره أخوه العاقبة إلا أن يجيء إلى النبي مسلماً .. فهام كعب على وجهه بين القبائل .. فلما ضاقت الأرض في وجهه جاء أبا بكر رضي الله عنه بالمدينة وتوسل به إلى الرسول فأقبل به عليه وآمن وانشده قصيدته المشهورة
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول = متيم إثرها لم يفد مكبولُ
وقال كل خليل كنت آمله = لا أُلهينك إني عنك مشغولُ
فقلت خلو سبيلي ..لا أبا لكم..= فكل ماقدر الرحمن مفعولُ
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته = يوماً على آلة حدباءَ محمولُ
نبئت أن رسول الله أوعدني = والعفو عند رسول الله مأمولُ
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة الــ = قرآن فيها مواعيظٌ وتفصيلُ
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم = أذنب وقد كثرت فيٌ الأقاويلُ
فخلع عليه النبي بردته فبقيت في أهل بيته حتى باعوها لمعاوية بعشرين ألف درهم .. ثم بيعت للمنصور العباسي بأربعين الفاً . ومات سنة 24هـ
وكان كعب من الشعراء المجيدين المشهورين بالسبق وعلو الكعب في الشعر ,, وكان خلف الأحمر أحد علماء الشعر يقول : لولا قصائدُ لزهير مافضلتة على ابنة كعب .. وكفاه فضلاً أن الحطيئة مع ذائع شهرتة رجاه أن ينوه به في شعره .. حيث قال
فمن للقوافي شأنها من يحُوكُها = إذا ما مضى كعب وفوز جْروَلُ
ومن افضل ماقال كعب ابن زهير
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني = سعيُ الفتى وهو مخبوءٌ له الدهرُ
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها = والنفس واحدة والهم منتشرُ
فما المرءُ ما عاش ممدود له أملٌ = لا ينتهي العمر حتى ينتهي الأثرُ
وقولة في الذم .. وبعض الناس الذين يحبون الكلام في البعض
إن كنت لاترهب ذمٌي لما = تعرف من صفحي عن الجاهل
فاخش سكوتي إذ أنا منصت = فيك لمسموع خنا القائل
فالسامع الذم شريكٌ له = ومطعم الماكول كا لآكل
مقالة السوء إلى أهلها = أسرع من منحدر سائل
ومن دعاء الناس إلى ذمه = ذموه بالحق وبالباطل
................................
الخــنــســــاء
هي السيدة تماضر الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية أرقى شواعر العرب .. وأحزن من بكى وندب
أبوها عمرو وأخوها معاوية وصخر ,, وكانت الخنساء من أجمل نساء زمانها فخطبها دريد بن الصمة فارس جشم ,, فرغبت عنه وآثرت التزوج في قومها فتزوجت منهم .. وكانت تقول المقطعات من الشعر .. فما قتل أخوها معاوية وأخوها لأبيها صخر .. جزعت عليهما جزعاً شديداً ,, وفدت على النبي مع قومها لما جاء الإسلام وأسلمت .. وكان يعجب النبي شعرها .. ويستنشدها ويقول هيه يا خناس .. ويومي بيده .
وما فتئت تبكي صخراً قبل ألإسلام وبعده حتى عميت ,, وبقيت إلى أن شهدت حرب القادسية مع أولادها ألأربعة فاوصتهم وصيتها المشهورة .. وحضتهم على الصبر عند الزحف .. فقتلو جميعاً .. فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ,, ولم تحزن عليهم حزنها على أخويها .. وتوفيت سنة 24هـ
شعرها
أغلب علماء الشعر قالو لم تكن أمرأة قبل الخنساء ولا بعدها أشعر منها .. ومن فضل ليلى الاخيلية عليها لم ينكر عليها أنها أرثى النساء ,, وكان بشار بن برد .. يقول لم تقل امرأة شعراً إلا ظهر الضعف فيه فقيل له وكذلك الخنساء .. فقال : تلك التي غلبت فحول الشعراء .. ولم يكن شأنها عند شعراء الجاهلية أقل منه عند شعراء الإسلام فذلك النابغة الذبياني يقول لها وقد أنشدته بسوق عكاظ قصيدتها التي مطلعها
قذى بعينيك أم بالعين عوارُ = أم ذرٌفتْ إذا خلت من أهلها الدارُ
يقول لولا أن أبا بصير (يعني الأعشى) أنشدني قبلك لقلت إنك أشعر من بالسوق ,, وسئل جرير من أشعر الناس قال أنا لولا الخنساء , قيل فبم فضلتك قال بقولها
إن الزمان وما يفني له عجب = أبقى لنا ذنباً واستو صل الرأسُ
إن الجديدين في طول أختلافهما = لايفسدان ولكن يفسد الناسُ
ومن جيد شعرها أيضاً قولها في رثاء أخيها صخراً
أعيني جوداً ولا تجمدا = ألا تبكيان لصخر الندا
ألا تبكيان الجريء الجميل = ألا تبكيان الفتى السيدا
رفيع العماد طويل النجاد = ساد عشيرته أمردا
إذا القوم مدو بأيديهم = إلى المجد مد إليه يدا
فنال الذي فوق أيديهم = من المجد ثم انتمى مضعدا
ومن بديع قولها في رثاء أخيها صخراً
ألا ياصخر إن أبكيت عيني = فقد أضحكتني زمناً طويلا
دفعت بك الخطوب وأنت حيٌ = فمن ذا يدفع الخطب الجليلا
إذا قبح البكاء على قتيل = رأيت بكاءك الحسن الجميلا
هذا ما استعطنا إيجاده لكم في هذا الأسبوع وكتابته وتلخيصه .. فنتمنى أن يحوز على رضاكم .. وأن يستفاد منه إن شاء الله
تحياتي لكم جميعا
فهد بن محسن
10-04-2005, 12:51 AM
العرض العادي
