البلاك بيري Blackberry ، أو التوت البرّي ، تلك الثمرة البرية السوداء ، الصعبة الحصاد و الاستخراج لتكاثف الأشواك من حولها .
البلاك بيري أيضاً ، قصيدة للشاعرة الأمريكية المُنتحرة ( سيلفيا بلاث Sylvia Plath ) و التي شبّهت فيها المرأة المُحاطة بالمخاطر بتلك الثمرة المُحاطة بالأشواك ، و تقول فيها :
A blackberry alley, going down in hooks, and a sea
Somewhere at the end of it, heaving. Blackberries
Big as the ball of my thumb, and dumb as eyes
Ebon in the hedges, fat
With blue-red juices. These they squander on my fingers.
أمّا الآن فلم تعد تلك الكلمة مُقتصرة على الثمرة البرية أو على القصيدة الأمريكية ، بل تعدّتها إلى نطاقٍ أوسع و أشمل ، ليُصبح ذلك الهاتف الخليوي الذكي الذي ( يجعل العالم بين يديك ) ، فمزاياه و ما يحتويه من تقنيات سريعة و متعددة جعلت العالم في تهافت غير مسبوق على ( جهاز هاتف ) .
إلى هنا و نحن كما يُقال باللهجة العامية ( في السليم ) ، و لكن ماهو ( غير سليم ) و ( غير سوي ) و ( غير طبيعي ) و ( غير مقبول ) هو سلوك بعض من البلاك بيريين ( الغير عقلاء ) و الإدمان المرضي ( الغير عقلاني ) على الجهاز الذكي و أيضاً على ( البرود كاست ) .
و البرودكاست كلمة بلاك بيريية معروفة لدى مُعتنقي المذهب – المُتعصب - البلاك بييري و تعني : تلك الرسالة المعممة لجميع جهات الاتصال في قائمة المسنجر الخاص بالبلاك بيري ، أي هي رسالة للكل ، تُعرف في أحيانٍ متوسطة بـ (
مع البلاك بيري لا حدود للسخافة ) .
فعندما ..!!
يصيح الهاتف ينبئ عن وصول رسالة برودكاست تقول :
(
أنا أتمشى مع قطوتي على البحر ) هنا لا حدود للسخافة ..!!
أن أكون في عزاء ٍ مُفجع ، و تجلس على يميني الفتاة المكلومة بوفاة زوجها الشاب ، فيصرعها البكاء تارة و تصرعه تارة ، و تجلس على يساري إحدى فتيات البلاك بيري ، مُنهمكة في ( جهازها الغبي ) تبتسم تارة ، و تضحك تارة ،
هنا لاحدود للتبلّد الحسّي ..!!
أن أجلس في أحد الأماكن العامة ، فتدخل إحدى الفتيات و قد لَبسَت العباة المطرّزة بالأحمر الفاقع ، مع
Legging بنفس اللون الأحمر ، مع Flat
Shoes بنفس اللون أيضاً ، مع فستان للبلاك بيري أحمر فاقع لونه يسر الناظرين ..!!
و لكأنها تطبّق قول إخواننا المصريين (
اللي في النفوخ في الجزمة ) ، مع إضافة (
في اليد أيضاً ) ..
هنا لا حدود للتفاهة ..!!
أن أكون في انتظار المصعد لوقتٍ ليس بالقصير ، فيأتي أخيراً ، لنركب جميعاً ، إلا فتيات البلاك بيري ، هن لم يشعرن أن المصعد قد أتى و ذهب ، بل لعلهن لم يشعرن أن المكان أصبح خالياً تذروه الرياح إلا منهن ، بسبب الانهماك المرضي في ( الجهاز العجيب ) ..!!
هنا لا حدود لـ/ الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من الخلق .
هذه هي الحالة الكسيفة التي وصل إليها بعضٌ من فتيات و فتيان البلاك بيري هذه السنة في خليجنا العربي ، على الرغم من ظهوره قبل سنواتٍ عدة في اوروبا .
من وجهة نظري ، حقيقٌ أن تسمّى هذه السنة بـ / سنة البلاك بيري ، أسوة بأجدادنا الذين كانوا يسمّون السنون حسب الأحداث الأبرز التي تقع آنذاك ،
كَـ / سنة الطَبعَة ، و سنة المطر ، و سنة الخير .. الخ ، هي إذاً (
سنة البلاك بيري ) .
،
عزالله إنها صادقه الي كتبت هالمقاله ..