مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2005, 10:16 PM
مجالس العجمان مجالس العجمان غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: kuwait
المشاركات: 2,231
معدل تقييم المستوى: 10
مجالس العجمان قام بتعطيل التقييم
امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الصباح ومسيرة العطاء والانجازات



بمناسبة عودة امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح الى ارض الوطن سالما متعافا ، يسر ادارة منتدى مجالس قبيلة العجمان ان تسلط الضوء بسيرة تاريخية مطولة لسمو امير البلاد جابر الخير منذ توليه ولاية العهد وقبلها حتى اعتلائه عرش امارة دولة الكويت، سائلين الله عز وجل بمنه وكرمه ان يمن على امير البلاد بوافر الصحة والعافية انه ولي ذلك والقادر عليه.

( مصدر المعلومات الديوان الاميري )

( مقدمة تاريخية )

نشأة الكويت وحكامها من آل صباح


بوابة قصر السيف

نشأت الكويت في الطرف الشمالي الغربي للخليج العربي في عام 1613م ، حينما توافدت مجموعات من الأسر والقبائل الي هذه المنطقة قادمة من الجزيرة العربية مدركة أهمية هذا الموقع ومميزاته وصلاحيته لإقامة كيان مستقرتتوافر له كل المقومات التي تضمن له البقاء والازدهار ، وسرعان ما أخذ هذا الكيان شكله السياسي الواضح المتميز.

ثم بدت الحاجة ماسة إلى قيام قيادة دائمة مستقرة يرجع إليها أفراد المجتمع في شؤون حياتهم وتتوافر لها الشرعية القانونية لممارسة سلطاتها الشرعية ، وتمثيل هذا المجتمع لدي الجهات الخارجية والمجتمعات المحيطة به ، فعهدوا إلى رجل منهم من آل الصباح توسموا فيه الكفاية والقدرة والصلاح ، وبايعوه بالحكم .


وفيما يلي تسلسل حكام الكويت من آل الصباح وفترة حكم كل منهم :

1- الشيخ / صباح بن جابر (صباح الأول) ( المتوفي سنة 1190 هـ الموافق 1776م)

2- الشيخ / عبد الله بن صباح (1190 – 1230 هـ) (1776-1814م)

3- الشيخ / جابر بن عبد الله (1230 – 1276هـ) (1814-1859م)

4- الشيخ / صباح بن جابر بن عبد الله (1276 – 1283 هـ) (1859-1866م)

5- الشيخ / عبد الله بن صباح (1283 – 1310 هـ) (1866-1892م)

6- الشيخ / محمد بن صباح (1310 – 1314 هـ) (1892-1896م)

7- الشيخ / مبارك الصباح (مبارك الكبير) (1314 – 1334 هـ) (1896-1915م)

8- الشيخ / جابر المبارك الصباح (1334 – 1336 هـ) (1915م-1917م)

9- الشيخ / سالم المبارك الصباح (1336 – 1340 هـ) (1917-1921م)

10- الشيخ / أحمد الجابر الصباح (1340 – 1370 هـ) (1921-1950م)

11- الشيخ / عبد الله السالم الصباح (1370 – 1385هـ) (1950-1965م)

12- الشيخ / صباح السالم الصباح (1385 – 1398هـ) (1965-1977م)

13- الشيخ / جابر الاحمد الصباح (1398 هـ) (31/12/1977 حتى الان )

الشيخ صباح بن جابر (صباح الأول)
[المتوفي سنة 1190 هـ الموافق 1776م ]


اختلف المؤرخون على تاريخ بداية حكم الشيخ صباح بن جابر و لكنهم اتفقوا على اختيار أهل الكويت له ، حين شعروا بالحاجة إلى أن يؤمر عليهم أمير منهم ، يكون مرجعا لهم في حل المشكلات ، والفصل في القضايا والخلافات ، فوافقهم ، وكان يستشير كبار قومه في المهم من الأمور ، وله السمع والطاعة فيما يقضي به من حق ، أو ما يأمر به من أحكام الشريعة الإسلامية.


وما يعرف عنه أنه كان أمثل القوم عقلا ، وأحمدهم سيرة ، ويؤيد ذلك اختيار سكان الكويت له ، وإجماعهم على تقديمه عليهم أميرا دون سواه.

الشيخ عبد الله بن صباح
[ 1190 – 1230 هـ ] [ 1776 - 1814م ]



تولى الحكم بعد والده ، مع أنه كان أصغر اخوته سنا ، لما اشتهر به من عقل وذكاء وشجاعة وكرم.


إمتدت تجارة الكويت في عهده إلى الهند والملييار واليمن والعراق ، وانتعشت كثيرا نتيجة للكوارث التي حلت بالبصرة والزبير خلال فترة حصارهما واحتلال فارس لهما ( 1775 - 1779م).


وقامت في عهده علاقات مباشرة بين الكويت وممثلي شركة الهند الشرقية الإنجليزية في الخليج ، فأصبحت الكويت محطة رئيسية للقوافل الناقلة للبضائع من البصرة إلى حلب بفضل السياسة الحكيمة القائمة على الالتزام بالحياد والعلاقات الطيبة مع الأطراف الأخرى.

ومن أهم الأحداث في عهده :


- معركة ( الرقة ) حين طمع بنو كعب في الكويت ، وتذرعوا لذلك برفض الشيخ عبدالله خطبة أحدهم لابنته ، وجرت المعركة قرب جزيرة ( فيلكا ) ، بعد أن استنهض الشيخ همم المقاتلين الكويتيين فكان لهم النصر ، وعادوا بكثير من الذخيرة والمدافع التي غنموها ، فنصبوها على الشاطئ تخليدا لانتصارهم.


- بناء أول سور في الكويت ، لصد هجمات الأعداء عنها ، وقد امتد هذا السور من حي النصف في الشرق ، إلى حي البدر في القبلة ، وكانت له عدة أبواب ، يسمي كل منها (دروازة).

الشيخ جابر بن عبدالله
[ 1230 – 1276هـ ] [ 1814 - 1859 م]



تولى الإمارة بعد أبيه عبد الله بن صباح ، وكان عاقلا حليما ، حازما كريما ، يضرب بكرمه المثل حتى أن الكويتيين أطلقوا عليه " جابر العيش " والعيش تعني الارز لكثرة ما كان يتصدق به على الفقراء والمساكين ، مع قلة موارده المالية.

ومن الأحداث المهمة في عهده :

- مساعدة الحكومة العثمانية على استخلاص البصرة والمحمرة من قبيلة بني كعب العراقية ، حين أغارت عليهما واحتلتهما.


- رفض الشيخ جابر طلبا لجماعة من الإنجليز جاءوا إلى الكويت وحاولوا إقناعه برفع الراية الإنجليزية أو السماح لهم بالبناء في الكويت ، أو إعطاء تعهد بأنه سيعامل الدولة العثمانية بمثل هذه المعاملة إذا لم يستجب لهم ، وأعلن أن كل أمر يتعلق بالكويت مرهون بمصلحتها وحدها.


- استقبلت الكويت في عهده ، ثلاثة من الرحالين الغربيين هم : (بكنجهام) و (ستوكويلر) والكابتن (بلي) المقيم الإنجليزي في الخليج ، وقد لفت نظرهم استقرار الكويت وازدهار تجارتها خلافا لجيرانها ، حيث تغيرت حكومات مجاورة ، وتبدلت أحوال كثيرة تبعا لذلك.

الشيخ صباح بن جابر بن عبد الله
[ 1276 – 1283 هـ ] [ 1859 - 1866م ]



كان بشوشا ، يدير أمور الحكم بروح الأب تجاه أبنائه ، يحتفظ بالسلطة السياسية ، لكن السلطة القضائية كانت في يد القاضي وحده.


وفي عهده اتسعت التجارة ، وكثرت أموال الكويت ، وحين أراد أن يضع رسوما جمركية على البضائع الخارجة من الكويت قال له التجار : " لا تجعل على أموالنا ما لم يجعله أبوك ولا جدك من قبل " وتلطف في إقناعهم فلم يقتنعوا ، ولكنهم قالوا : " ستكون أموالنا وقفا على ما تحتاج إليه الكويت " فوافقهم على ذلك.


ولقد لفت نظر الكولونيل "بلي" حين زار الكويت ثانية في عام 1865م سعة أفقه ، وإطلاعه على ما يجري خارج الكويت من أمور لها صلة بالأحداث في أوروبا والعالم ، وكان ذلك من خلال صحيفة عربية كانت تصدر في باريس ، وترسل إليه حافلة بالأخبار الأجنبية والمحلية.

الشيخ عبد الله بن صباح
[ 1283 – 1310 هـ ] [ 1866 - 1892م ]



كان هادئ الطبع محبوبا من أهل الكويت لقناعته وتواضعه في معيشته ، شهما كريما يسارع إلى نجدة من يلجأ إليه ، ويستنجد به ، حتى أنه أرسل عشرين سفينة ملأى بالرجال لنجدة شيخ المحمرة (جابر بن مرادو) حين استنجد به اثر نزاع أدي إلى قتال مع قبيلة "النصار" الواقعة تحت إمرته.


كما أرسل مرة أخرى جيشا لإرغامهم على تنفيذ وعدهم حين نكثوا عنه ، وكان قد ضمنهم في ذلك لدي شيخ كعب وأمير المحمرة.


وتظهر السجلات البريطانية الرسمية أن الكويت كانت تحتفظ بأسطول تجاري وحربي في هذه الحقبة كما كان عليه حالها منذ مائة عام سابقة ، وتدل ضخامة عدد السفن الكويتية التي شاركت بها الكويت في حملة العثمانيين إلى الاحساء عام 1871م ، والبالغ عددها ما بين 300-400 سفينة على مدي ازدهار التجارة الكويتية ، فمثل هذا العدد لا يمكن أن يتوافر لبلد لا تنتفع به.


وكانت له جهود مشهودة في التوفيق والصلح بين المتخاصمين ، كما فعل مع حاكم البحرين الشيخ محمد ، وأخيه الشيخ علي الخليفة.

الشيخ محمد بن صباح
[ 1310 – 1314 هـ ] [ 1892 - 1896 م ]



كان حكم الشيخ محمد استمرارا لسياسة أخيه الشيخ عبد الله الذي تولى الإمارة قبله ، وقد نعمت الكويت خلال الثلاثين عاما التي وليا فيها أمور الحكم بالاستقرار الداخلي ، وحسنت العلاقات التي تربطها بجيرانها العرب ، كما أنها بقيت بعيدة عن التحالف البريطاني الذي وقعته إمارات أخرى في منطقة الخليج والجزيرة العربية.

الشيخ مبارك الصباح ( مبارك الكبير )
[ 1314 – 1334 هـ ] [ 1896 - 1915 م ]



الشيخ / مبارك الكبير

هو الذي أرسي قواعد دولة الكويت الحديثة ، فقد استطاع أن يبحر بمهارة وحنكة وسط طوفان المطامع الدولية ، وقد تميز تحركه بالدبلوماسية البارعة ، والنضج السياسي ، والتجربة الغنية بالخبرة في التعامل مع الأحداث واستثمارها لصالح الكويت . وقد كان لاضطلاعه بمسئوليات إخضاع البادية ، وحروبه مع قبائلها ، وقدرته على استمالتهم ، والتعامل الذكي معهم - أثره الواضح في ذلك كله.


وقد استطاع أن يحقق توازنا كبيرا في علاقات الكويت الدولية ، ضمن للكويت شخصيتها المتميزة ، وقرارها المستقل فعزز مكانتها ، وحولها من إمارة مستهدفة إلى كيان سياسي فاعل مؤثر استقرت حدوده وأصبح له نشاطه في المجتمع الدولي.

ومن أهم الأحداث في عهده :


- مساعدته لأشقائه العرب حين تشتد بهم الأزمات ، وتعاونه مع الأمير عبدالرحمن آل سعود وولده عبد العزيز على استعادة دولتهم وتوحيدها غير عابئ بالتحذيرات البريطانية .


- صموده ونجاحه في التصدي لأطماع الدول الكبري التي حاولت أن تنال موضعا في أرض الكويت حين تقدمت ألمانيا بتأييد من الدولة العثمانية لشراء منطقة ساحلية مساحتها عشرون ميلا مربعا في الكويت لتكون نهاية محطة سكة حديد بغداد.


- مقاومته لضغوط العثمانيين حين ابلغه والي البصرة مضمون إنذارهم بنفيه الاختياري ، ونجاح قدراته الدبلوماسية في مواجهة الموقف، مستغلا تناقض المصالح الدولية في المنطقة.


- زيارة اللورد (كيرزون) للكويت عام 1903م وسط احتفالات أدهشت الزائر ، وتحدثت عنها الصحافة الأوربية والتركية والعربية.


- اختيار الكويت مقرا للقاء يعقده ( هاردنج) حاكم الهند ، إبان الحرب العالمية الأولى لاختبار نوايا الحكام العرب تجاه بريطانيا ، وحرص مبارك على تأكيد استقلال الكويت في هذه الظروف.


- الحفاظ على الكيان السياسي والجغرافي المعترف به من القوي الكبري من خلال اتفاقية 1899م التي أبرزت الكيان المتميز المستقل لدولة الكويت.


- تثبيت الحدود الشمالية لإمارة الكويت وإفشال كافة محاولات اقتطاع أي أجزاء منها وبخاصة جزيرتا وربة وبوبيان من خلال اتفاقية 1913م ، هذه الحدود التي كانت أساسا انطلقت منه لجنة ترسيم الحدود التابعة للأمم المتحدة عام 1993م في عملها.


لقد منح مبارك الكبير الكويت قلبه وعقله وكيانه ، وأرسي لها حكما مستقرا ومكانة دولية انطلقت منها نهضتها الحديثة.

الشيخ جابر المبارك الصباح
[ 1334 – 1336 هـ ] [ 1915 - 1917 م ]





الشيخ / جابر المبارك الصباح

كان حليما متسامحا ، سليم الصدر لا يعرف الحقد إلى قلبه سبيلا ، غرس محبته في قلوب قومه بدماثة خلقه ، ولطف بشاشته ، وان كان القدر لم يمهله طويلا ، حيث لم تمتد فترة حكمه ولكنه ما كاد يمسك بزمام الحكم حتى سعي إلى معاونة المحتاجين.

ازدهرت الكويت في عهده بسبب ازدياد التجارة مع الشام حاملة لتلك المناطق مختلف البضائع التي كانوا في أمس الحاجة إليها، وقد كان لذلك أثر سلبي لدي الإنجليز، ولكن نظرا لاحترامهم للشيخ جابر فقد آثروا عدم اتخاذ إجراء ضده، رغم أن هذا يعد كسرا للحصار المضروب من أوروبا على الشام باعتبارها جزءاً من الدولة العثمانية.



في عهده عقد بالكويت عام 1917م مؤتمر ضم السير بيرسى كوكس الحاكم العسكري البريطاني في العراق، والملك عبد العزيز آل سعود، والشيخ خزعل خان والشيخ جابر بن مبارك لتوحيد كلمة العرب تحت راية زعيم عربي ضد العثمانيين، ومن أقوال الشيخ جابر التي نالت استحسان الجميع: "نحن مسلمون، وإذا ما أجمع المسلمون على شخص فنحن له من الطائعين."

الشيخ سالم المبارك الصباح
[ 1336 – 1340 هـ ] [ 1917 - 1921 م ]



الشيخ/ سالم المبارك الصباح

كان حازماً ، قوياً ، متمسكا بدينه ، منفذا لتعاليمه ، له إلمام ببعض علوم الدين واللغة ، يتجول ليلا في أنحاء المدينة لمراقبة الالتزام بحسن المسلك وسيادة الأمن.

كانت باكورة أعماله خفض الرسوم الجمركية
إلى 4%، وأسقط الجمارك عن البضائع الخارجة ، فإزدهرت التجارة في عهده ، وحققت ربحا وفيرا لأهل الكويت حيث كان من المؤيدين لإستمرار تدفق البضائع إلى الشام ( حدود الدولة العثمانية ).



وقد هددته بريطانيا التي فرضت حصارا على العثمانيين بأنها لن تفي بوعودها بالمحافظة على سلامة الكويت إذا تعرضت لخطر غزو خارجي إن لم يكف عن سياسته المنحازة تجاه الدولة العثمانية .


ولعل أمير الكويت الشيخ سالم قد أدرك مغبة ذلك ، وبخاصة مع بداية النزاع مع بعض جيرانه، ذلك النزاع الذي كان من نتائجه موقعة الجهرة بين الكويت ، والإخوان الموالين لابن سعود بقيادة زعيمهم فيصل الدويش (1920م).


وفي عهده مدت أسلاك البرق إلى الكويت ، فأصبحت على اتصال بالعالم الخارجي.

الشيخ أحمد الجابر الصباح
[ 1340 – 1370 هـ ] [ 1921 - 1950 م ]



الشيخ / أحمد الجابر الصباح

تولى حكم الكويت وعمره خمسة وثلاثون عاما في فترة عصيبة من تاريخ الكويت ، فعالج بحكمة علاقات الجوار مع الآخرين، وسعي إلى تأمين الحدود الكويتية و توثيقها و المحافظة عليها رغم الظروف و المتغيرات السياسية الصعبة في المنطقة. مما يشير إلى أنه أعد إعدادا طيبا لإدارة أمور بلاده قبل أن يتولاها، وقد بدأ عهده بإفساح المجال لتأسيس مجلس ينظر في شؤون البلاد ومصالحها ويكون عونا له في إدارة الأمور والأحكام، وعاهد أعضاء المجلس الاثني عشر أن لا يبت في أمر مهم إلا بتصديق المجلس عليه ، ولم يشأ الله لهذا المشروع أن يعمر طويلا لأسباب متعددة.



تأسست في عهده المدرسة الأحمدية ، والمكتبة الأهلية ، والنادي الأدبي ، وغادرت الكويت إلى الخارج أول بعثة لطلب العلم ، وكانت مؤلفة من 7 أشخاص ، كما وافقت الكويت على منح امتياز لشركة بريطانية في الأرض المحايدة بين الكويت ونجد للتنقيب عن النفط ، وشهدت الكويت - بالإضافة إلى ذلك - خلال عهده حدثين هامين:


أولهما :تأسيس المجلس التشريعي عام 1938م ، وصدور قانون يحدد صلاحياته ، جاء في مقدمته أن الشعب ممثلا في أعضائه المنتخبين هو مصدر السلطة ، وقد تحول هذا المجلس بعد عام من إنشائه إلى ما يسمي بالمجلس الاستشاري يعين رئيسه وأربعة من أعضائه من الأسرة الحاكمة ، إلى جانب تسعة أعضاء آخرين من أعيان البلد.


ثانيهما :اكتشاف النفط بكميات تجارية في شهر فبراير 1938م ، وان كانت الكويت لم تستفد من ذلك إلا في 30/6/1946 نظرا لاندلاع الحرب العالمية الثانية ، فما أن أخذت عائدات النفط تتدفق على البلاد - مع قلتها في البداية - حتى استغل الشيخ أحمد الجابر هذه الثروة في بناء نهضة البلاد التعليمية والصحية والعمرانية ، فأسست مدينة الاحمدي ، وتزايد الاهتمام بتحلية مياه الشرب ، والكهرباء ، وظهرت بشائر الحركة الدستورية التي تابعها من بعد خلفه الميمون الشيخ عبد الله السالم الصباح .

الشيخ عبد الله السالم الصباح
[ 1370 – 1385هـ ] [ 1950- 1965 م ]




الشيخ/ عبدالله السالم الصباح

عم الرخاء الاقتصادي الكويت مع تزايد إنتاج النفط ، واتجهت البلاد إلى نهضة عمرانية شاملة ، كان وراء مسيرتها الواعية شخصية الأمير وحبه الخير لوطنه وشعبه ، ومشاركته في الحياة العامة قبل الإمارة ، حيث تولي رئاسة المجلس التشريعي ، ثم رئاسة مجلس الشورى ، كما ترأس الكثير من الجمعيات الأدبية والعلمية وكذلك الإشراف على مالية الكويت ، ومن ثم قاد حركة النهضة قيادة راشدة.



وإن كان الشيخ مبارك الصباح قد حافظ على مكانة الدولة السياسية والدولية ، فإن الشيخ عبد الله السالم الصباح قد أرسي دعائمها داخليا بالمؤسسات الدستورية والقانونية التي انطلقت بها إلى آفاق الاستقلال والديمقراطية والنهضة الحديثة.


- في عهده انتشر التعليم وزودت المدارس الحديثة بأحدث الأجهزة والمعامل والأدوات المدرسية ، وقدم الغذاء ، والكساء للطلبة ، وأنشئت معاهد المعلمين ، والمعاهد الخاصة للمعوقين.


- وتم تأمين العلاج للمواطنين والمقيمين مجانا ، وأنشئت المستوصفات والمراكز الصحية لرعاية الطفولة والأمومة ، ومستشفي الصباح النموذجي لتوفير الرعاية الصحية الكاملة.


- كما أنشئت أكبر محطة لتقطير مياه البحر ومحطة كبيرة لتوليد الكهرباء ، وبنيت المساكن لذوي الدخل المحدود ، ونظمت المساعدات المالية للأرامل ، واليتامى والعجزة.


- نشطت التجارة في عهده برا وبحرا وجوا ، ونظمت التجارة الداخلية ، وأصبحت منطقة الشعيبة الصناعية قائمة على صناعة تكرير البترول والإفادة من مشتقاته في الصناعات البتروكيماوية كالأسمدة وغيرها.


- شهد عام 1961م في عهده استقلال الكويت ، وإلغاء معاهدة الحماية المبرمة مع بريطانيا عام 1899 ، واستبدلت بها معاهدة صداقة وتعاون ، وأصبحت الكويت دولة مستقلة ذات سيادة ، وعضوا في جامعة الدول العربية ( يوليو 1961م) وأسهمت في جميع مؤتمرات الجامعة منذ ذلك الحين.


- كما أسهمت الكويت في التنمية الاجتماعية لشقيقاتها العربيات من خلال صندوق التنمية الكويتي الذي قدم معونات مادية وقروضا ميسرة ليست مشروطة بتوجهات سياسية معينة.


- وقامت بإنشاء المدارس في الكثير من إمارات الخليج العربي و اليمن و السودان وزودتها بالمدرسين والكتب اللازمة.


- في عهده شكلت أول وزارة في الكويت بعد الاستقلال وإلغاء معاهدة 1899م ، وأجريت انتخابات عامة لاختيار عشرين عضوا يكونون المجلس التأسيسي الذي اضطلع بمهمة وضع الدستور.


- أجريت الانتخابات لاختيار أول مجلس أمة بعد الاستقلال في يناير 1963م وتوالت بعد ذلك المجالس النيابية وترسخت المسيرة الديمقراطية في الكويت برعاية الشيخ عبد الله السالم ومؤازرته.


- تبادلت الكويت التمثيل الدبلوماسي مع معظم دول العـالم ، وانضـمــت إلـى هـيـئة الأمم المتحدة في 14/5/1963 ، وشاركت في المنظمات الدولية التابعة لها كمنظمة الصحة العالمية ، ومنظمة الأغذية والزراعة ( الفاو ) واليونسكو ، والبنك الدولي ، ومنظمة العمل الدولية ، وعملت جاهدة من خلال نشاطها الدولي على نصرة القضايا العربية بعامة ومن بينها القضية الفلسطينية.


- صدر برعايته أول دستور كويتي ، وصدق الأمير عليه في 11/11/1962، ويشمل هذا الدستور إلى جانب تحديد شكل الدولة ونظام الحكم بها ، اختصاصات السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية ، ومبادئ اجتماعية وسياسية تتضمن حقوق الأفراد ، والحريات العامة ، والفصل بين السلطات مع تعاونها. لمزيد من المعلومات عن الشيخ / عبد الله السالم الصباح ، إضغط على مؤسس الدولة .

الشيخ صباح السالم الصباح
[ 1385 – 1398هـ ] [ 1965 - 1977 م ]



الشيخ/ صباح السالم الصباح

سار على نهج سلفه ، فمضت نهضة البلاد بخطي سريعة في كافة الميادين العلمية والصحية والعمرانية والاقتصادية ، فأنشئ الكثير من المدارس وافتتحت في عهده جامعة الكويت، وأنشئت مجموعة من المستشفيات للرعاية الصحية ، ووضع حجر الأساس لكثير من الصناعات الوطنية ، ونالت مساكن ذوي الدخل المحدود، و الرعاية السكنية للمواطنين عناية خاصة من سموه.

وبتوجيهاته وقفت الكويت إلى جانب شقيقاتها العربيات خلال العدوان الإسرائيلي عام 1967م ، وشاركت بجيشها ودماء أبنائها في المعركة.



وكان لحضوره مؤتمر قمة الخرطوم أثر كبير في تصفية الأجواء العربية ودعم الدول المتضررة بالعدوان اقتصاديا حتى تزول آثاره ، وساند في المجال السياسي والعالمي القضايا العربية وعلي رأسها قضية فلسطين ، وعمل على وحدة الصف العربي في مواقف كثيرة ، ولا سيما في مواجهة الخطر الصهيوني الذي كان يمثل هجمة استعمارية شرسة على بعض البلاد العربية.

الشيخ جابر الاحمد الصباح
[ 1398 هـ ] [ 31/12/1977 ]



تولى الإمارة في 31/12/1977م ، وقاد البلاد مستثمرا خبرته السابقة بالشؤون المالية ، والتدبير المحكم في استثمارات الكويت داخل البلاد وخارجها ، واتصاله الفاعل والمؤثر الذي خدم القضايا الرئيسية للوطن والأمتين العربية والإسلامية.


الشيخ / جابر الأحمد الصباح

في ضوء سياسته الرامية إلى وحدة الصف العربي ، ودعم القوي السياسية والاقتصادية بمنطقة الخليج والجزيرة العربية انعقد مؤتمر القمة الأول لدول مجلس التعاون الخليجي بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1981م لتحقيق التكامل السياسي والأمني والاقتصادي بين دول المنطقة ، ودعم مواقفها تجاه قضايا الحق والتنمية والسلام ، ولا يزال هذا المؤتمر حتى يومنا هذا يعقد في موعده سنويا في دولة من دول الخليج ، ويمثل الخطوة الواعدة على طريق التكامل العربي ، ووحدته الاقتصادية والسياسية المأمولة

وفي عهده عقد مؤتمر القمة الإسلامي بدولة الكويت ، واختير رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي خلال دورة كاملة ( الدورة الخامسة ) أسهم خلالها بإبراز دور المنظمة على المستوى العالمي ، وعمل على ترسيخ الكثير من قانون تنظيمها.


كان له دور فعال ومؤثر في حشد القوى العالمية والدولية لنصرة الحق الكويتي ، وإعادة الكويت دولة حرة مستقلة ذات سيادة على أرضها ، حين فاجأ النظام العراقي العالم باحتلال الكويت عام 1990.


عمل مــع الأشـــقـاء والأصــدقــاء من دول العــالم على تحرير الكويت وتطهير أرضها من براثــن العـدوان ، الذي اجتمعت على ضرورة القضاء عليه بإرادة المجتمع الدولي وبشكل لم يسبق له نظير في التاريخ المعاصر . وكان لقدرته على استثمار الكفايات والقوي الوطنية خارج الوطن آنذاك ، وإرسال الوفود الشعبية والرسمية إلى دول العالم كافة - الأثر الواضح في شرح قضية الكويت وبيان عدالتها في مواجهة الإعلام العراقي الزائف ، والدعاوي الباطلة.


استطاع أن يقود من خلال تنظيم محكم العمل السياسي خارج البلاد ، و المقاومة الكويتية داخلها ، وتوفير الأموال اللازمة لدعم النشاط المكثف والمتصل لكل منهما ، فضلا عن رعاية المواطنين الكويتيين داخل الكويت وخارجها على نحو حفظ لهم كرامتهم ، ووفر لهم متطلبات الحياة ، أعانهم على الصمود وتحمل آلام البعد والفراق عن الأهل والوطن في الخارج ، وقسوة الاحتلال وبشاعة جرائمه في النفس والمال والممتلكات العامة والخاصة في الداخل.


وكان لهذه الجهود أثرها في دعم وحدة المواطنين وإكسابهم الصلابة والقوة والصمود ، فاجتمعت كلمة أبناء الكويت خلف قيادتها الشرعية على نحو أذهل العدو والصديق ، وكشف عن معدن الشعب الكويتي وتلاحمه في الشدائد والأزمات ، وظهر ذلك واضحا في أمرين:


- رفض الصامدين في الداخل أي مظهر من مظاهر التعاون مع سلطات الاحتلال ، والتضحيات البالغة التي قامت بها المقاومة الكويتية ضد المحتل.


- تكاتف القوي الوطنية بفئاتها المختلفة خلف حكومتها الشرعية في مؤتمر جدة ، ومساندتها في نضالها المشروع لتحرير البلاد من المعتدي الآثم.


وبعد تحرير الكويت قاد الجهود المكثفة ، لإعادة إعمارها وإزالة آثار العدوان عليها في فترة قياسية لا تقارن بأي حال مع التقديرات العالمية التي وضعتها وتوقعتها المؤسسات المتخصصة العالمية.

واستمر جهده بعد تحرير الكويت في حركة دائبة تستهدف الإعمار والبناء وتنشد الأمن والسلام ، و تؤمن بالتعاون الدولي وسيلة لحياة إنسانية كريمة.

التعديل الأخير تم بواسطة : مجالس العجمان بتاريخ 18-08-2005 الساعة 12:03 AM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-08-2005, 10:17 PM
مجالس العجمان مجالس العجمان غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: kuwait
المشاركات: 2,231
معدل تقييم المستوى: 10
مجالس العجمان قام بتعطيل التقييم



نبذة تاريخية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه


حضرة صاحب السمو أمير البلاد أثناء توليه منصب محافظ الأحمدي

إن الحديث عن قادة المجتمع ، وبالأخص أولئك الذين تركوا بصماتهم الرائعة فى ضمائر شعوبهم وحققوا إنجازات بشرية عظيمة تفتخر بها الأجيال المتعاقبة لا تتسع له الصفحات ، وتضيق به عادة مثل هذه الملخصات ، هؤلاء القادة والزعماء يسجل لهم التاريخ بكل تقدير واعتزاز الفترة التي قادوا وأداروا فيها مجتمعاتهم وأمتهم في طريق التقدم والرخاء والرقي.
وسمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت هو أحد أولئك القادة الذين تفانوا في عطائهم ، وفي خدمة وطنهم وشعبهم ، فأحبه الجميع وتمسكوا به قائدا وزعيما للدولة ، وراعيا للمجتمع في أصعب الأوقات ، وأحلك المراحل التي مرت بها الكويت في تاريخها المعاصر.
وهنا نسجل لسمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح حاكما لمناطق النفط ، ورئيسا لدائرة المالية ، فوزيرا للمالية والاقتصاد ، ورئيسا لمجلس الوزراء ، ووليا للعهد ، فحاكما لدولة صغيرة في مساحتها وتعدادها السكاني ، كبيرة وعظيمة في أمانيها وتطلعاتها المستقبلية ، ونحن إذ نسجل لحقبة زمنية حققت فيها الكويت مقومات المجتمع المدني الديمقراطي ، والحياة العصرية بكل معطياتها وأسبابها الحضارية ، فإننا نتناول عهدا زاخرا وغنيا بالعطاء ، يقوم عليه صاحب السمو الشيخ جابرالأحمد الصباح أمير دولة الكويت المفدى ... عهد نوجز فيه فكر سموه ، وتعليمه ، وثقافته ، ودبلوماسيته ، وممارساته العملية في المجالات الإنسانية ، والوظيفية ، والقيادية ، وتطلعاته المستقبلية.

الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح
تعليمه ... قيادته ... فكره ... جهوده ... دبلوماسيته


تعليمه ... هو النجل الثالث للمغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم دولة الكويت الأسبق طيب الله ثراه ، والحاكم الثالث عشر من أسرة آل الصباح ، وثالث أمير لدولة الكويت منذ عهد الاستقلال.

فقد ولد سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في الكويت عام 1928م ، وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية والأحمدية والشرقية ، وكان سموه مثالا للطالب المجد ، الحريص في تصرفاته ، والخلوق مع زملائه من الطلبة ... وإلى جانب تواضعه في علاقاته مع أقرانه من التلاميذ كانت تربطه علاقة احترام وود بأساتذته.

ونظرا لأن التعليم في الكويت آنذاك لم تكن قد اكتملت مراحله المتقدمة ، فقد أتاح له والده الشيخ أحمد الجابر الصباح الفرصة لان يتتلمذ على يد عدد من الأساتذة المتخصصين في مجالات مختلفة ومتعددة من المعرفة ، وقد ساعده ذلك كثيرا في حياته العملية فكان دائما على مستوى الحدث ، سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا ، كما أتاح له الفرصة لزيارة العديد من بلدان العالم التي بدأت تخطو خطوات واسعة وسريعة في نهضتها ، حيث رأى سموه عن كثب أحوال تلك المجتمعات وحياة شعوبها الحضارية ، وما وصلت إليه من تقدم وتطور شامل في شتى مجالات الحياة وميادينها ، والأخذ بأسباب التكنولوجيا الجديدة والتقنية الحديثة.

قيادته ... كان سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح قياديا حكيما في إدارة شؤون البلاد ، وقد استمد سموه تلك الحكمة من المخزون النضالي العظيم الذي خلفه الآباء والأجداد الذين ركبوا الصعاب واعتركوا المخاطر بشتى ألوانها ، ليحموا الكويت ، ويحافظوا على استقلالها ، ويكرسوا سيادتها ، وهي نعمة تتفيأ ظلها الأسرة الكويتية الواحدة.

فكره ... إن فكر سموه هو في الحقيقة محصلة نهائية لتجربة غنية وثرية ، ممزوجة بالرؤية الواقعية لما حولنا اليوم من سباق في شتى المجالات لاحتلال أحد المقاعد الأمامية في قطار العصر السريع نحو حضارة القرن الحادي والعشرين ، كما هو نتيجة لما استقصاه سموه وجمعه في أوقات وفترات زمنية متفاوتة ، ومواقع ظروف مختلفة ومتباينة ، بالإضافة إلى التاريخ الطويل من الممارسات العملية في العديد من المجالات المهنية والوظيفية والدبلوماسية ، والقيادية المختلفة ، فقد اكتسب سموه من خلالها رؤية واضحة لعالم اليوم ، وما يمكن أن يكون عليه عالم الغد.

جهوده ... لقد انصبت - ولا تزال - جهود سموه في تحقيق السلام ، والأمن والأمان ، وكفالة حقوق الإنسان ، وتدعيم الديمقراطية ، وحرية التعبير ، والتطور المستمر نحو مزيد من التحديث والرقي ، والدعوة إلى التنمية ، والأخذ بأسباب التقنية الحديثة.

دبلوماسيته ... تتضح ثمرة دبلوماسية سموه ، في إقامته لعلاقات الود والتفاهم والمصالح المتبادلة مع أغلب شعوب العالم ، تلك التي تجسدت بوضوح في الوقفة الرائعة لتلك الدول خلال فترة العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت ، كما اتضحت دبلوماسيته في تلاحم سموه مع قضايا المجتمع الدولي ، وبالأخص المتمثلة في تلك المجموعة من المنظومة الفكرية ، التي ألقاها في المحافل والقمم الدولية ، التي يحرص سموه دوما على أن يكون حضوره متميزا فيها.

التعديل الأخير تم بواسطة : مجالس العجمان بتاريخ 17-08-2005 الساعة 10:49 PM.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-08-2005, 10:20 PM
مجالس العجمان مجالس العجمان غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: kuwait
المشاركات: 2,231
معدل تقييم المستوى: 10
مجالس العجمان قام بتعطيل التقييم



ممارساته العملية والسياسية :

مرحلة ما قبل ولاية العهد :


1- تولى سموه رئاسة الأمن العام في مدينة الأحمدي :


بدأ سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفـظــه الله ورعاه حياته العملية في يناير عام 1949 م رئيسا للأمن العام في مدينة الأحمدي ، هذه المـديـنــة التـي جـســدت وشهدت انتقال المجتمع الكويتي من مرحلة صعبة عانى فيها الشعب الكويتي شظف العيش وقساوة الحياة ، إلى مرحلة تميزت بالرفاه الاجتماعي ، والتعامل مع أسباب الحضارة الحديثة.


وقد زودت هذه المرحلة سموه بخبرات إدارية واسعة ، ومعرفة ودراية بأمور فنية تختص بشؤون النفط واقتصادياته على وجه الخصوص ، مما جعل ذلك دوما محور اهتمام سموه ، وذلك لثقة سموه بأن هذه المادة الاستراتيجية هي عصب الحياة في الكويت حاضرا ومستقبلا.


2- تولى سموه رئاسة دائرة المالية :


في عام 1959م تولى سموه منصب رئيس دائرة المالية ، الذي جاء منسجما مع اهتمام سموه بشؤون النفط ، ومتساوقا مع تفكيره ، وتجاربه وخبراته التي اكتسبها حين كان رئيسا للأمن العام في مناطق النفط الأمر الذي جعل سموه ذا شأن ومكانة رفيعة في اقتصاديات النفط ومطالب المجتمع وحقوق الوطن لدى شركاته العاملة ، وبخاصة في الكويت.


3- تولى سموه أول منصب وزاري :

تم تعيين سموه في أول وزارة شكلت بعد الاستقلال ، وبالتحديد في 17/1/1962م عندما اختير سموه أول وزير للمالية والاقتصاد ، حيث استمر سموه على رأس هذا الجهاز خلال الفترة مـا بـيـن عام 1959-1965م ، وهنا يجدر بالذكر أن سموه قــد تولى بالإضافــة إلــى عمــله وزيـرا للجهاز المالي للدولة ، مهام نائب رئيس مجلس الوزراء ، كما ناب عن كل من سمو الأمير آنذاك الشيخ عبد الله السالم الصباح وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح السالم الصباح في أثناء غيابهما في الخارج.

وفي الفترة التي تولى فيها سمو الشيخ جابر الأحمد حقيبة الجهاز المالي حقق سموه جملة من الإنجازات الكبيرة والمهمة نورد أهمها فيما يلي :

1- إنشاء (بنك الائتمان) لتيسير الائتمان العقاري والزراعي والصناعي ، وذلك من أجل زيادة دخل كل من الدولة والمواطنين ، من حصيلة قيام الأفراد بإنشاء صناعات ، ومشروعات زراعية وعقارية ، وتأسيس الشركات المختلفة والمساهمة في رأسمالها.

2 - إصدار نقد كويتي لاستخدامه في التداول ، بدلا من النقد الهندي بغية عدم الارتباط بعملة دولة أخرى ، مما قد يؤثر سلبا في كيان الدولة.

3- إنشاء مؤسسة مهمة هي (مجلس النقد الكويتي) الذي أشرف على إصدار أوراق النقد والمسكوكات في الكويت.

4- إعداد النظام الخاص بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ، والذي باركه سمو أمير البلاد آنذاك الشيخ عبد الله السالم الصباح ، برأسمال قدره 50,000,000 دينار كويتي ، ليكون دعامة من دعائم التنمية الاقتصادية في الدول العربية الشقيقة.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17-08-2005, 10:22 PM
مجالس العجمان مجالس العجمان غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: kuwait
المشاركات: 2,231
معدل تقييم المستوى: 10
مجالس العجمان قام بتعطيل التقييم



مرحلة ولاية العهد

في تاريخ 30/11/1965م ، صدر مرسوم أميري يقضي بتعيين سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رئيسا لمجلس الوزراء ، وتكليف سموه بتشكيل الحكومة ، وقد استمر سموه في منصبه هذا حتى بويع بالإجماع في مجلس الأمة وليا للعهد ، بالإضافة إلى عمله رئيسا لمجلس الوزراء ، وصدور مرسوم أميري بذلك في 31/5/1966م.

أولاً : اهتمامات سموه وأهم إنجازاته أثناء فترة ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء :

كان سموه متابعا جيدا للأزمات الاقتصادية العالمية ، وذلك لتجنب تداعياتها السلبية التي قد تنعكس على الواقع الكويتي ، وكان موضوع التضخم المالي والنقدي في العالم من أهم الأمور التي تقلق سموه ، فرأى أنه لابد من وجود أداة مركزية تتولى الأمور النقدية في البلاد ،



بنك الكويت المركزي

وتشرف عليها ، وتحميها من المخاطر ، نتيجة لتعقد الظروف الاقتصادية الدولية ، وما يواجه العالم من أزمات اقتصادية طاحنة ، وقد أسفرت أفكار سموه في هذا المجال عن آلية جديدة ، تقوم بأداء هذا الدور ، وكان ذلك بإنشاء البنك المركزي.

كما أولى سموه أمور الصناعة والتصنيع في البلاد أهمية كبيرة ، فقد أشار في كلمته بمناسبة حفل افتتاح بنك الكويت الصناعي إلى ما يؤكد ذلك ، ضمن أمور أخرى: " .... إن الحكومة في دعمها لقطاع الصناعة ، تهدف إلى إقامة اقتصاد وطني على أسس راسخة ، بتنويع مصادر الدخل ، وبإقامة صناعات توفر المزيد من الفرص لطاقة العمل الكويتية المتنامية ، وإيجاد فرص استثمار بديلة للفوائض العامة ، والمدخرات الخاصة .... ".




مشروع المخطط الهيكلي للدولة من أهم إنجازات حضرة صاحب السمو أمير البلاد

وكذلك اهتم سموه بالعلم اهتماما بالغا ، وذلك لإيمانه المطلق وقناعته الراسخة بأن العلم هو أساس جميع الأفكار الحديثة والمتطورة ، وأساس صياغة الدولة في مختلف القطاعات ، وقد عبّر سموه عن هذا الاهتمام عدة مرات وفي أكثر من مناسبة نورد مثالاً منها ما جاء في كلمة سموه التي ألقاها في إحدى جلسات مجلس الأمة حيث قال :"... ستهتم الحكومة بتنمية المرافق العامة ، ومنهاجها ذلك التخطيط للتنمية ، والاعتماد على العلم ، بنظرياته الحديثة وأفكاره المتطورة والاهتمام بالأبحاث والدراسات ......".
وكذلك انصب اهتمام سموه بشكل كبير على مشروع المخطط الهيكلي للدولة ، حيث عهد بتلك المهمة إلى عدد كبير من المتخصصين والمستشارين المعماريين من أبناء البلد ومن خبراء العالم ، لوضع تصوراتهم من أجل التوسع المعماري في الكويت هذا المشروع الضخم الذي نلمس نتائجه على أرض الواقع الآن هو ثمار جهد وفكر سمو الشيخ جابر الاحمد ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك ، والذي كان حريصا كل الحرص على أن يترأس بنفسه اجتماعات خبراء المخطط الهيكلي ليزودهم بتوجهاته وإرشاداته ، ويتابع أفكارهم وتصوراتهم لكويت المستقبل.


بالإضافة إلى ذلك اهتم سموه بخطة تطوير الجهاز الوظيفي ، ورفع كفاءته ، ليكون له مردود طيب في مجال العطاء الوظيفي ، وكانت تلك الخطة إحدى أهم المشروعات الكبيرة التي تشهد نتائجها اليوم أيضا هياكل التنظيم الإداري ، وفي هذا الصدد لم ينس سموه قضية الرواتب والأجور وتطوير مستوياتها ، فصدرت قرارات من مجلس الوزراء في هذا الاتجاه في القطاعين العام والمشترك ، وقدأنصف تنفيذ المشروع العاملين في الدولة وحسن رواتبهم وأجورهم.


وعلى المستوى الشعبى رعى سموه بنفسه مشروع القسائم السكنية للمواطنين ، وطلب من البلدية أن تنتهي من إعداد تلك القسائم ، حتى يتسنى توزيعها على المواطنين في نهاية عام 1975م تحقيقا لمبدأ امتلاك المواطن سكنا خاصا يقيه وأسرته من الحر والبرد ويحفظ عليه خصوصيته وكرامته.


من جهة أخرى ، وبجهود سموه وعطائه المتصل ، خطت الكويت خطوة نفطية هائلة ذات تأثير عظيم في المنطقة ، وكان وجود سموه على رأس المجلس الأعلى للبترول عاملا قويا في إحداث هذا التأثير ، فقد قررت الكويت استعادة ثروتها النفطية وإحكام السيطرة عليها بالكامل ، وذلك عن طريق إلغاء الامتياز النفطي الذي أعطى للشركات الأجنبية ، وكان لها ذلك عام 1963م ، حيث كان مقدرا أن يبقى هذا الامتياز حتى عام 2025م ، وهكذا تحقق للكويت ما أرادته ، وما سعى له سموه بجهد متصل ، حتى صدرت المراسيم الأميرية التي حققت ذلك الإنجاز الوطني العظيم.

ثانياً : سياسة الحكومة كما تبينها خطابات سموه أثناء ولايته للعهد


1- كلمة سموه أمام مجلس الأمة بعد مبايعته وليا للعهد :


في 31/5/1966م ألقى سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ، كلمة جامعة أمام مجلس الأمة إثر مبايعة سموه بالإجماع وليا للعهد ، وقد تضمنت الكلمة بيان الحكومة وبرنامجها في مواجهة الأوضاع الاقتـصـاديــة والاجـتـمـــاعية والسـيـــاســية والتنظيمية في البلاد ، وكذلك العلاقة المتبادلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وما ينبغي أن تكون عليه تلك العلاقة من تضامن وتعاون من أجل الصالح العام للدولة ، والمواطن ، والمجتمع.


2- خطاب سموه بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثالث :


ألقى سموه خطاب الحكومة أمام مجلس الأمة في 10/2/1971م ، مستعرضا الشؤون المحلية والقضايا العربية والدولية ، مشيرا إلى أن الحكومة بصدد إعلان خطة جديدة تواكب متطلبات البلاد الاقتصادية والاجتماعية لخمس السنوات القادمة ، موضحا ما تم إنجازه وتحقيقه في الأوضاع الاقتصادية والتجارية في البلاد ، خاصة بعد الركود النسبي الذي ساد خلال عام 69/1970م ، كما استعرض سموه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من أجل حماية المستثمرين المحليين والمشروعات التي تم إنجازها وما يتوقع إنجازه في المراحل المقبلة.


3- خطاب سموه في دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث :


ألقى سموه خطاب الحكومة أمام مجلــس الأمــة بصـفـتـه وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء في 24/10/1972م ، ركز فيه على الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية وموقف الكويت الواضح والرافض لذلك العدوان ، كما أشار سموه إلى العديد من القضايا المحلية والتي كان أهمها مسألة كفالة الأمن والطمأنينة في ربوع البلاد ، ونوه سموه بأن الحكومة قد أعدت مشروع قانون للمحافظة على الثروة البترولية ، وضبط استغلالها وفق افضل الطرق الفنية ، بما يحقق المصلحة الاقتصادية للبلاد.


4- خطاب سموه في دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الثالث :


ألقى سموه خطاب الحكومة في 31/10/1973م ، أشار في بدايته إلى الدور الطليعي للكويت في المعركة القومية للامة العربية ، إيمانا منها بالمصير المشترك ، والاستجابة التلقائية لردع العدوان وتحقيق العدل والسلام ، مبينا أن الحق لا بد له من قوة تحميه وتدافع عنه ، ومن هنا جاء اهتمام الحكومة بالقوات المسلحة الكويتية من أجل الحفاظ على تراب الوطن وأرضه ، في الوقت الذي بذلت فيه الحكومة المزيد من الجهد لكفالة الأمن والطمأنينة في ربوع البلاد ، والحد من الخروج على القانون.


من جانب آخر أشار سموه إلى مدى اهتمام الحكومة بشؤون البيئة ، الأمر الذي حدا بها إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر إقليمي حول البيئة لمعالجة موضوع تلوث مياه الخليج العربي.


كما أكد سموه أهمية العلم في حياة الشعوب باعتباره أهم وأقوى ركائز التخطيط العصري ، بالإعلان عن تأييد الحكومة بحماس إنشاء معهد الكويت للأبحاث العلمية ليكون في خدمة أهداف التنمية في البلاد.


5- خطاب سموه في دور الانعقاد التكميلي الخامس للفصل التشريعي الثالث :


في 31/10/1974م تحدث سموه في خطابه أمام مجلس الأمة عن الجهود التي تبذلها الكويت من أجل وحدة الصف العربي ، وتوثيق عرى الأخوة والتضامن مع الدول الإسلامية ، كما أوضح سموه أن سياسة الكويت على المستوى الدولي تهدف أساسا إلى التعاون من أجل بناء عالم أفضل للبشرية جمعاء ، وذلك عن طريق الحوار المستنير المثمر ، في إطار من الاحترام والفهم المتبادل للمصالح الحقيقية لكافة شعوب العالم.


من جانب آخر ركز سموه على الشأن الكويتي الداخلي ، وبخاصة فيما يتعلق بتطورات الأسواق المالية في ظل الاضطرابات النقدية المتلاحقة.


كما ألقى سموه الضوء على ما حققته المؤسسات الحكومية من إنجازات متنوعة في مجال عملها سواء كانت صحية أو تعليمية أو خدمية.


6- خطاب سموه في دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الرابع :


كان لسموه وقفة جديدة أمام مجلس الأمة في 11/2/1975م ، حيث أكد سموه في خطابه هذا على تبني الحكومة خطا وطنيا قوميا ، حرصت من خلاله على النهوض بمسئولياتها الكاملة ، من أجل النهوض بالمجتمع وسعادة الإنسان الكويتي.


كما استعرض سموه في هذا الخطاب ، القضايا الاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا النفط التي باتت إحدى نقاط الصراع الدولي ، منوها بأن الأمر يدعو إلى إرساء قواعد علاقات جديدة بين الدول المنتجة وشركات البترول الأجنبية ، وهذا ما باشرته الكويت بالفعل ، بهدف استثمار ثروتها البترولية بأيدي أبنائها ، وذلك في إطار استكمال السيادة الفعلية على مقدرات الثروة الوطنية للبلاد.

التعديل الأخير تم بواسطة : مجالس العجمان بتاريخ 17-08-2005 الساعة 10:53 PM.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17-08-2005, 10:26 PM
مجالس العجمان مجالس العجمان غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: kuwait
المشاركات: 2,231
معدل تقييم المستوى: 10
مجالس العجمان قام بتعطيل التقييم



جهود حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وإنجازاته منذ توليه مقاليد الحكم في 31/12/1977م





الشيخ جابر الأحمد الصباح يدلي بالقسم أميرا للكويت

بويع صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أميرا لدولة الكويت في 31/12/1977م ، في أثر وفاة المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح ، ليصبح الأمير الثالث عشر في أسرة آل الصباح ، وثالث أمير لدولة الكويت منذ استقلالها.




فالمبايعة نهج متعارف عليه لدى أبناء الشعب الكويتي حكاما ومحكومين ، فهي مبدأ من مبادئ نظام الشورى في الحكم ، والحاكم لا بد وأن يحظي بقبول عامة الشعب والأسرة الحاكمة واختيارهما معا.


وكإجراء دستوري قام صاحب السمو بأداء اليمين الدستوري في اليوم التالي في اجتماع عقده مجلس الوزراء في قصر المسيلة برئاسة رئيس الوزراء بالنيابة وزير الإعلام الشيخ جابر العلي السالم الصباح.

اللقاء بأبناء الشعب وفعاليات المجتمع واجب أبوي ورسالة تاريخية :




حضرة صاحب السمو أمير البلاد يتواصل مع أبناء الوطن

لقد وجد صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه أن أول خطوة يود أن يخطوها بعد توليه الحكم هي الاتصال المباشر بالمواطنين على المستويين الشعبي والرسمي ، لأن مطالب الناس ومشكلاتهم لا يمكن الإحساس بها إلا من خلال المعايشة الشخصية لها.




كما أراد سموه من هذا اللقاء أن يستمع إلى ردود الفعل للبرنامج المستقبلي الذي أعده وعرضه في كلمته السياسية ، التي خاطب فيها الشعب بمناسبة انتهاء فترة الحداد الرسمي على الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح طيب الله ثراه ، والذي حاول سموه من خلاله تحديد معالم المسيرة الكويتية المستقبلية ليصل إلى كل المواطنين وجميع شرائح المجتمع.


لذا كان لسموه عدة زيارات ولقاءات بالمواطنين في مناطق سكنهم ، حيث أتيحت الفرصة لكل مواطن في التحدث أو توجيه الأسئلة إلى سموه في جو أسري تسوده الديمقراطية ، فيتسنى لسموه الاضطلاع عن قرب على أوضاع المنطقة ومشكلاتها الحياتية.


وكان سموه يؤكد لأولئك المواطنين أهمية الالتزام بروح التعاون والوحدة الوطنية، والأخوة المستمرة بين أبناء الشعب الكويتي.


كما التقى سموه ضمن تلك اللقاءات مع ضباط الجيش الكويتي بمختلف رتبهم ومواقعهم العسكرية ، وضباط القطاعات التابعة لوزارة الداخلية ومسؤوليها ، ورؤساء وأعضاء جمعيات النفع العام.


والتقى سموه أيضا بالرعيل الأول في أماكن تجمعاتهم ، وغيرهم من مسؤولي وفعاليات مؤسسات المجتمع المدني.

المنظومة الفكرية لحضرة السمو الشيخ جابر الأحمد عبر مسيرته في قيادة الدولة والمجتمع :

أولا : الفكر المجتمعي والعدالة الاجتماعية :


تواصل حضرة صاحب السمو أمير البلاد مع أبنائه الطلبة خارج البلاد

كان حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه متابعا جيدا للتداعيات والإفرازات الاجتماعية التي صاحبت رياح التغيير التي هبت على الكويت بعد تدفق عوائد النفط عليها ، وانفتاح المجتمع لاستقبال أفواج العمالة العربية والأجنبية الوافدة، التي جاءت للمساهمة في بناء كويت المستقبل

، وخروج الكويتيين في رحلات سياحية وانتشارهم في دول حضارية متقدمة ، وكذا خروج أفواج من الطلبة الكويتيين من سور الكويت لاول مرة من اجل الدراسة وتحصيل العلم في دول عربية وأجنبية.

وقد أدى هذا الانفتاح إلى إحداث هزة كبيرة في المجتمع الكويتي أثرت في أنماط الحياة الاجـتـمــاعية التي كان يعيشها الكويتيون ، فالأسرة الكبيرة انكمشت وتـقـلـصــت لصالـــح الأسر الصغيرة .... و الأعراف والتقاليد التي كانت تحكم المجتمع تراجعت لتحل محلها القوانين ، والفتاة الكويتية خرجت من أسوار البيت للتحصيل العلمي في الكويت وفي الخارج.


هذه التحولات وغيرها ، نقلت المجتمع الكويتي من حالته الأولية حيث علاقة الوجه للوجه ، إلى وضع جديد تحكمه القوانين ، وتنظم شؤون حياته نظم وإجراءات تشرف على تنفيذها مؤسسات الدولة.


وفي السطور القادمة سوف نحاول إيجاز شيء من فكر سموه المجتمعي ، وتوجهاته التي تصدرت أولويات العمل الوطني في مطلع النهضة الحضارية التي شهدتها الكويت.


1- كانت قضية الأجيال القادمة إحدى الهواجس التي شغلت بال صاحب السمو ، فاهتدى فكر سموه إلى أهمية إنشاء صندوق للأجيال القادمـة يــدخر فيها ما يمكن ادخاره من عائدات الـدولة واسـتـثـمــــاراتها ، وتحققت الفكرة وخرجت إلـى حـيــــز التطبيق بصدور مرسوم أميري في 28/11/1976م ، يكفل للأجيال القادمة حياة كريمة ومرفهة.


وكان هذا التفكير سابقا لأوانه ، ورؤية ملؤها الشفافية في قراءة المستقبل ، جعلت وجود حساب خاص لاحتياطي الأجيال القادمة خير معـيــــن في مواجهــــة ما نـجــــم عــن العدوان والاحتلال العراقي، حيث كفل الصندوق للمواطنين الكويتيين داخل الكويت وخارجها ما يكفيهم لعيش حياة كريمة إبان الأزمة.


2- كان سموه يسعى دوما إلى القضاء على الأمية في الكويت ، وكان يرى أن تقدم المجتمع لا يمكن أن يتحقق وأن يستقيم في ظل الأمية والجهل ، فدعا سموه إلى القيام بحملة للقضاء على الأمية في الكويت ، وكان أهم ما أثمرت عنه تلك الحملة صدور مرسوم بقانون بشأن إلزامية التعليم ومحو الأمية ، وذلك في 23 /8/1981م.


زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد لمجمع دور الرعاية الاجتماعية

ومع استقلال الكويت بدأ التأكيد في كل مناسبة على مفهوم دولة الرفاه الاجتماعي ، فالفكر الاجتماعي لدى صاحب السمو أمير البلاد جاء شاملا للعلم ، والمعرفة ، والصحة الجيدة وغيرها من المسائل الإنسانية والمجتمعية.




كان هذا المفهوم في فكر صاحب السمو قد أخذ أبعادا اجتماعية عميقة ، لتشمل الأسرة وكل ما يحيط بها من قضايا اجتماعية ، فالتعليم في فكر سموه يعني مواكبة الحضارة الحديثة ، ويعني مستقبل الكويت ، ويعني الرأسمال الــذي لا ينـضـــب ، كمـــا يعني فرص عمل لمن يبحث عن عمل ، ومن ثم كان دستور الكويت مؤكدا ومحاكيا لهذا الفكر.


وامتد هذا الفكر الشمولي ليشمل جوانب أخرى من حياة المجتمع ، تمثلت في دعوة سموه وتشجيعه لإقامة الجمعيات الأهلية وفقا لاحتياجات المجتمع بهدف المساهمة والمشاركة الأهلية ، وإسهام المواطنين في خدمة مجتمعهم ، ومن الجدير بالذكر هنا أن المرأة الكويتية قد استأثرت بقدر لا يستهان به من هذا العمل التطوعي.


ومن جهة أخرى ، اهتم سموه بشرائح أخرى من المجتمع كالأمهات ، والأطفال ، والشباب ، والشيوخ ، وذوي الاحتياجات الخاصة ، وكان اهتمام سموه بهذه الفئات اهتماما منقطع النظير ، فكان سموه يتابع شخصيا همومهم وقضاياهم.

ثانيا : الفكر الاقتصادي والتنموي :


حضرة صاحب السمو أمير البلاد يزرع شجرة إيذانا بإقامة مشروع إنمائي

يمكننا القول بأن حضرة صاحب السمو الأمير هو مهندس الاقتصاد الكويتي منذ كان حاكما لمناطق النفط عام 1949م ، فلقد كانت بصماته وأفكاره وتطلعاته المستقبلية ملموسة على كل ما تقوم به وتنفذه الدولة في مجال التنمية الاقتصادية ، وذلك على المستويين المحلي والعالمي.




فعلى المسـتـوى المحلـي كـانت فـكــرتا توزيع الثروة على أبـنــاء الشعب بطرق مختلفة ، وتعدد مصادر الدخل دون الاعتماد على سلعة واحدة (النفط) من بنات أفكار سموه.


أما على المستوى العالمي ، فقد اقترح سموه أمام قمة عدم الانحياز في سبتمبر عام 1989م أربعة مقترحات عملية لحل مشكلة الديون وفوائدها التي تعاني منها الدول الفقيرة ، كما كرر سموه في الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة أثناء انعقاد دورتها الـ 33 دعوته إلى إيجاد نظام اقتصادي وإنساني عالمي عادل ، مؤكدا أن الفوائد المتزايدة لديون دول الشمـــال على دول الجنوب أصبحت ذات تأثير سلبي مباشر على التنمية في دول الجنــوب ، مما يعـــرقل بنــاءها وتطورها ، وقد اعتبرت هذه الدعوة وهذا المقـــترح وثيقة رسمية من وثائـــق الأمم المتحدة ، لتصبح فيما بعد جزءا من إعلان (كراكاس).


حضرة صاحب السمو أمير البلاد في قمة عدم الانحياز عام 1989م

لقد كان لدعوة صاحب السمو وفكره الاقتصادي الذي حمله معه ونقله إلى المجتمع الدولي صدى دولي واسع ، فقد لقيت مقترحات سموه ترحيبا كبيرا من عدد كبير من رؤساء دول العالم والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتخصصة ، وبخاصة تلك العاملة في المجالات التنموية.



ثالثا : الفكر السياسي :


منذ استقلال الكويت ودخولها جامعة الدول العربية والأمم المتحدة اختطت لنفسها سياسة واضحة المعالم للتحرك على المستويين الإقليمي والدولي ، حيث اعتمدت ( الوسطية ) منهجا للسياسة الخارجية ، استطاعت من خلالها تحقيق علاقات جيدة مع دول العالم ، وهي التي انعكست بشكل مباشر على موقف تلك الدول المؤيدة للحق الكويتي إبان العدوان والاحتلال العراقي للكويت عام 1990م.


ومن ثم ، فقد أصبحت الكويت في إطار هذا النهج ، وهذه السياسة الدولية الحكيمة التي سخرها صاحب السمو لصالح بلده ، ذات مكانة مرموقة في السياستين العربية والدولية ، وصاحبة كلمة مسموعة في مواجهة الأحداث والصراعات الدولية.

1- الأسرة الخليجية :


كانت الكويت وما زالت تؤمن بوحدة دول الخليج العربية ، فتشابك مصالح هذه الدول واشتراكها في عادات وتقاليد وثقافة ومصير مشترك يحتم عليها أن تنصهر في بوتقة واحدة.


فمنذ مطلع الخمسينيات كانت الكويت تعمل بكل جهدها وإمكاناتها على أن تترجم ما تؤمن به من أفكار إلى واقع عملي ملموس.


وكانـت فكــرة التعاون وشــد أزر الأخـوة فـي دول الخلـيج العربــية عن طريــق المساعدات الفنية أولى الخطوات في هذا الاتجاه ، حيث أنشئت أول مؤسسة كويتية في عام 1953م لمتابعة هذا الأمر ، وقد سميت ( بهيئة الخليج والجنوب العربي).




حضرة صاحب السمو أمير البلاد في الدورة السابعة عشر للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي

وبعد مضي قرابة 28 عاما ، وعلى وجه التحديد في الفترة من 25-26/5/1981م شهدت مدينة أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة مولد أول تنظيم إقليمي خليجي "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" جاء ليمثل نقطة تحول كبرى في حاضر هذه المنطقة ، وليغدو تجسيدا عمليا لأماني أجيال متعاقبة من أهل الخليج تحلم به وترجوه وتتمناه.


وقد اعتبر ذلك اللقاء الانطلاقة الأولى لمسيرة المجلس " الدورة الأولى للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية " ، حيث وقع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس على النظام الأساسي للمجلس ، الــذي يتـضـمـــن موافقـــة الدول الست على إنشائه ، كما تم في ذلك اللقاء أيضا الموافقة على النظام الداخلي للمجلس الأعلى ، وهو السلطة العليا لمجلس التعاون وأحد الأجهزة الرئيسة الثلاث المكونة له إلى جانب المجلس الوزاري.


في الدورة السابعة عشر للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في مدينة الدوحة في قطر خلال الفترة من 7–9/9/1996م ، تقدم صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت باقتراح بإنشاء مجلس استشاري شعبي يكون رديفا لمجلس التعاون ، إيمانا من سموه واقتناعاً راسخاً بأهمية الدور الشعبي وضرورة إفساح المجال له لكي يعمل في إطار المجلس .


أن موافقة قادة دول المجلس على هذا المقترح الحضاري لمناقشته في دورة قادمة إنما يدل كذلك على اقتناعهم بالدور الذي ستلعبه شعوبهم في مسيرة المجلس بجانب قادتهم وحكوماتهم.


وفي الدورة الثامنة عشرة للمجلس التي عقدت في رحاب دولة الكويت خـــلال الـفـتــــرة من 20-22/9/1997م جرت مناقشة تفعيل الدور الشعبي في دعم المجلس الأعلى وانتهت إلى قرار تضمنه البيان الختامي للمجلس الذي أكد من جديد حرصه على تعزيز دور المواطن في تفعيل مسيرة دول الخليج ، متخذا أول خطوة عملية في هذا الاتجاه حين قرر إنشاء هذه الهيئة الاستشارية من مواطني دول المجلس من ذوي الخبرة والكفاءة ، لتتــولى إبــداء الرأي فيما يحيله المجلس إليها من أمور ، وقد تم تشكيل المجلس خلال السنة ذاتها بواقع خمسة أعضاء من كل دولة ، وقد تولت الكويت رئاسة أول دورة ورشحت لهذا المنصب السيد عبد الله يعقوب بشارة الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية .

2 - الأسرة العربية :


لقد اهتم صاحب السمو الأمير بقضايا الأمة العربية اهتماما كبيرا ، وكان لها الأولوية في فكره السياسي ، ويتجسد ذلك بوضوح عند الأزمات السياسية ، والمحن الكبرى التي مرت بها الأمة العربية كحرب 1956م ، ونكسة عام 1967م ، وحرب تحرير جزء من الأراضي العربية في أكتوبر 1973م.


وكانت القضية الفلسطينية لها حضور مستمر في فكر سموه السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وكان سموه يرفض دائما المساومة على قضية الشعب الفلسطيني ، كما كان سموه يعتز اعتزازا كبيرا بحركة التحرير الفلسطينية لكونها واحدة من حركات التحرير العالمي ، لإيمان سموه بحق الإنسان في الحياة ، وحقه الكامل ، في استعادة ما سلب منه ، ولم يترك سموه أي مناسبة قومية أو دولية تمس القضية الفلسطينية إلا وكان في صدارة قادة الدول العربية في الدفاع عن الحق الفلسطيني ومناصرته ، وبخاصة في السنوات التي ترأس فيها سموه منظمة المؤتمر الإسلامي ( الدورة الخامسة / الكويت / عام 1987م ) حيث مكنه ذلك الموقع من مخاطبة دول العالم قادة وشعوبا بإسم ملايين المسلمين في كافة أرجاء العالم داعيا إياهم إلى إيجاد حل عادل لتلك القضية ، ومساعدة الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم.


لذا كان سموه أكثر أولئك القادة حزنا وألما على المحن التي كانت تصيب الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج.


كان سموه حريصا كل الحرص على وحدة كلمة العرب والعمل العربي المشترك وتضامن الشعوب العربية ، وكان لسموه في هذا الاتجاه مبادرات توفيقية عديدة ، سعيا إلى إعادة التضامن العربي كلما تصدعت العلاقة ، أو شابتها شائبة بين دولة عربية وأخرى.


كما كان صاحب السمو الأمير حريصا أشد الحرص على حضور اجتماعات القمم العربية ، وكان لسموه دور فعال ومؤثر في إيجاد الحلول المناسبة للقضايا العربية المدرجة على جدول أعمال هذه القمم ، كما كان لسموه حضور مشهود في مناقشات ومداولات تلك القمم خاصة دور سموه المميز في تصفية الأجواء العربية أو في تقديم كامل الدعم المادي والمعنوي للمصالحة العربية أينما كانت.


ومن أجل كل تلك الجهود والمساعي القومية التي بذلها صاحب السمو على الساحة العربية ، تم اختيار سموه " شخصية عربية متميزة " ، وذلك في الاستفتاء الذي أجراه ( المركز العربي للإعلام وبحوث الرأي العام ) في ديسمبر عام 1989م والذي شارك فيه 10,000 مواطن عربي من الدول العربية ، والمهاجرون في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا واستراليا واليابان.


من جهة أخرى ، استحق سموه أيضا وسام الرأي العام العربي من الطبقة الأولى ، بمناسبة اختيار سموه في استفتاء عالمي شمل عشر زعامات عالمية أدت أدوارا متميزة على المستوى العالمي والإسلامي والعربي ، حيث جرت مراسم تسليم الوسام في 2/6/1990م بمبنى السفارة الكويتية في القاهرة.

3- الأسرة الإسلامية :


صاحب السمو أمير البلاد يرأس الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي

إن فكرة عقد لقاءات إسلامية على أعلى المستويات قد طرحت على أساس العمل العربي الإسلامي منذ أمد بعيد ، حيث بادرت المنظمات والشخصيات الإسلامية المعنية بالعمل العربي والإسلامي إلى الدعوة لعقد مؤتمرات وإنشاء منظمات إسلامية دولية ، سعيا وراء إيجاد قنوات اتصال وتعاون بين الشعوب والأقطار الإسلامية ، خدمة ودفاعا عن المصالح المشتركة التي تربطها في ظل الإسلام.



وكان صاحب السمو الأمير أحد الشخصيات التي دعت إلى إنشاء منظمة إسلامية تعنى بشؤون المسلمين وتبحث حال الشعوب الإسلامية أينما كانت ، وجاءت حادثة إحراق المسجد الأقصى لتحرك مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم لتسارع في عقد أول مؤتمر قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في الرباط ، وذلك خلال الفترة ما بين 22-25 /9/1969م ، وحضره رؤساء وممثلو معظم الدول الإسلامية.


كما كان من أكثر الاهتمامات والهواجس التي شغلت فكر صاحب السمو متابعته المستمرة للمسيرة الإسلامية حتى ظهورها ككتلة جديدة في التنظيم الدولي ، ورغم ذلك ، فقد ظل سموه متابعا لهذه المسيرة ، ومحاولا ترسيخ هذا الكيان الدولي بين التنظيمات الدولية الأخرى ، وخاصة عندما دعا سموه عام 1980م إلى الإسراع بإنشاء محكمة عدل إسلامية يرتضيها جميع المسلمين في كافة أنحاء العالم حكما وقاضيا ومصلحا ، في خطوة للمحافظة على الخصوصية الإسلامية بعيدا عن محكمة العدل الدولية ، وخاصة فيما يتعلق بحفظ الدماء وعدم سفكها بين المقاتلين من أمة محمد ، ووقف الصراعات الدائرة بين الإخوة في الإسلام.


ومن الجدير بالذكر أن سفراء سبع دول إسلامية في الكويت قد أجمعوا على تأييدهم الكامل لدعوة صاحب السمو ، وهم سفراء كل من الأردن ، ولبنان ، والسودان ، وموريتانيا ، وباكستان ، وبنغلاديش ، وأندونيسيا.


ودعما لهذه التوجهات والجهود الخيرة ، قام صاحب السمو الأمير في 22 /9/1988م ، برحلة سلام بإسم ألف مليون مسلم في كافة أنحاء المعمورة ، بادئا زيارته لفرنسا لينتقل بعدها إلى نيويورك ، حيث ألقى سموه خطابا تاريخيا أمام الدورة الـ 43 للجمعية العامة للأمم المتحدة بإسم هؤلاء المسلمين جميعا بصفته رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي.


وقد اقترح سموه في هذا الخطاب التاريخي مشروعا مكونا من ثلاثة بنود يمكن أن تساهم في معاناة الدول النامية المثقلة بالديون الخارجية ، والتي باتت إحدى وسائل الضغط التي تمارسها دول الشمال المتقدمة على دول الجنوب الفقيرة.


فقد دعا سموه إلى قيام نظام اقتصادي وإنساني جديد ، كما دعا إلى مقاومة الإرهاب مع ضرورة التفريق بين الإرهاب الظالم ، سواء كان فرديا ، أو جماعيا ، أو حكوميا ، والحق المشروع في الدفاع عن النفس والوطن ، لكونه حقا شرعته القوانين الدولية.


وقد حظي هذا الخطاب المنهجي والتاريخي الشامل باهتمام وكالات الأنباء وبثته في نشراتها الرئيسة ، مركزة بوجه خاص على القضايا التي تناولها سمو الأمير في خطابه ، كأزمة الديون التي تعاني منها الدول النامية ، ومشكلة دفن النفايات النووية والكيماوية من قبل الدول الصناعية في مناطق الدول النامية ، وما يتعلق بالحوار بين الشمال والجنوب.

4- الأسرة الدولية :


حضرة صاحب السمو أمير البلاد مع رؤساء وفود الدول الإسلامية للدورة 43 للجمعية العامة للأمم المتحدة

إن اهتمام صاحب السمو الأمير بالقضايا الدولية لم يكن يوما أقل شأنا من اهتمامات سموه بالقضايا المحلية ، بل كان يتجاوزها في بعض الأحوال والظروف ، لأن فلسفة سموه وفكره بشأن الدول يتمحوران بصفة أساسية حول النظرة الشمولية للقضايا الدولية ، مهما تباينت وتعددت جوانبها أو تشعبت محاورها ،


وذلك لإيمان سموه بأن التداعيات السلبية لهذه القضايا واحدة في جميع الأحوال وإن اختلفت في درجتها ومساحتها وتنوعت أسبابها ، وبخاصة في جانبها السياسي والاقتصادي ، وبالتالي فإن محصلتها النهائية تشكل ضررا بالغا للبشرية لكونها الخاسر الأعظم في أتون هذا الصراع.

من هنا ، فإن فكر سموه في معالجة القضايا الدولية ينطلق دوما من النظرة الشمولية هذه النظرة التي تبرز جليا وواضحا في المقترحات والمبادرات التي يقدمها سموه إلى المحافل الدولية ، والتي يسعى من خلالها إلى إيجاد قنوات تفاهم واتصال وتقارب بين مفردات المجتمع الدولي ، تبعده عن مخاطر الانزلاق في حروب إقليمية قد تقود العالم إلى حروب أوسع وأكبر منها ، لا يعرف الإنسان وقتها مدى تأثيرها المدمر ، ونتائجها الرهيبة على الإنسانية والمجتمع البشري.


وما سنورده في السطور القادمة ليس سوى نماذج من تلك الجهود العديدة التي كرسها صاحب السمو الأمير في معالجة الأوضاع الدولية من منظور عملي يحفظ كرامة كل دولة وسيادتها ، ويهدف إلى حماية البشرية ، ونشر السلام العالمي في ربوع المعمورة.


في ديسمبر عام 1980م ، بدأ صاحب السمو الأمير زيارة لـ 6 دول آسيوية في أول جولة عمل يقوم بها سموه منذ توليه سدة الحكم ، وهي : جمهورية باكستان الإسلامية – الهند – بنغلاديش - أندونيسيا - ماليزيا - سنغافورة ، وقد تركزت مباحثات سموه مع قادة هذه الدول حول تعاون الكويت معها في المجالات الاقتصادية والسياسية ومجالات المال والاستثمار ، بما يحقق توسيع هذا التعاون وتنسيقه وتنميته.


ففي باكستان أمر صاحب السمو ببناء عدد من المساجد والمدارس والمستشفيات وحفر الآبار للمياه في عدد من القرى الباكستانية هدية من شعب الكويت إلى شعب باكستان ، كما قام سموه بغرس شجرة في إحدى المناطق الجبلية.


في 8/3/1983م ، دعا صاحب السمو أمير البلاد حركة عدم الانحياز إلى تكثيف جهودها من أجل إنهاء النزاع المسلح بين العراق وإيران ... قال سموه في كلمة ألقاها أمام مؤتمر القمة السابع لدول عدم الانحياز : " إن نجاح الحركة في وضع حد لهذه الحرب هو ميزان دقيق لصدق فعالية جهودها ... " كما دعا سموه إلى بذل جهود مثمرة لإنهاء التوسع الإسرائيلي فوق الأرض العربية ، وضمان حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.


في 24/1/1987م ، أعرب سموه عن دعم الكويت الكامل للأمم المتحدة ، وتمنى لها ولوكالتها المتخصصة كل نجاح في سعيها للقيام بالمهمات الكبرى المنوطة بها ، وقد جاء ذلك في الخطاب الذي وجهه سموه بمناسبة يوم الأمم المتحدة ، والذي أعلن فيه سموه تمسك الكويت بالمبادئ السامية التي تجسدت في ميثاق الأمم المتحدة ، والتزامها بالقانون الدولي الذي ينبغي أن يحكم العلاقات بين الدول كبيرها وصغيرها.


في 26/8/1988م ، حث سموه الأسرة الدولية على مواصلة الجهود لحل المشكلة الفلسطينية باعتبارها من أبرز القضايا الإقليمية التي تهدد أمن العالم بأسره وسلامته ، كما دعا سموه إلى العمل سويا في سبيل تحقيق آمال الشعوب المستضعفة في فلسطين وناميبيا وغيرهما لاستعادة حقوقهما المسلوبة ، جاء ذلك في كلمة وجهها سموه بإسم الكويت ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى الأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال بيوم ناميبيا.


في 28/9/1988م ، كانت لصاحب السمو وقفة شامخة شموخ الكويت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، أراد بها سموه أن يثبت للعالم أنه حتى في عالم الكبار يمكن للدول الصغيرة أن تقول كلمة الحق والصواب ، وتتمسك وتؤمن بالعدالة وتدعو إليها ، فقد تحدث سموه من فوق منبر الأمم المتحدة واضعا أولوياته بالترتيب الصحيح ، معبرا عن الهموم العربية والإسلامية ، وهموم العالم الثالث.


تحدث عن الإرهاب الذي طال الكويت منه الكثير ، موضحا الفرق بين الإرهاب الظالم والحق المشروع في الدفاع عن النفس ، محذرا من الخلط بينهما ، منبها إلى الفجوة الشاسعة التي تفصل بين دول الشمال والجنوب ، وبين الأغنياء والفقراء ، معتبرا أن حالة من الاستغلال تهدد المسار الاقتصادي العالمي بسبب أزمة الديون العالمية.


وهنا بادر سموه إلى طرح تصور شامل لهذا الوضع ، تتحمل فيه الدول الغنية نصيبها الكبير من خلال إسقاط الديون المستحقة على الدول الأشد فقرا ، داعيا سموه في الوقت ذاته إلى قيام نظام اقتصادي إنساني جديد.


وقد حظي هذا الخطاب المنهجي التاريخي الذي ألقاه سموه أمام الدورة الـ 43 للجمعية العامة للأمم المتحدة بصفته رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي باهتمام وكالات الأنباء العالمية وبخاصة وكالات أنباء دول الكتلة الشرقية في نشرتها الرئيسية باللغة الإنجليزية ، وكذلك عدد كبير من وكالات الأنباء في دول العالم الثالث والدول العربية التي نشرت مقتطفات مطولة من خطاب سموه ، ركزت فيها على القضايا المهمة والمصيرية التي أولاها سموه الأهمية في خطابه وبخاصة ما يتعلق بمشكلة دفن النفايات النووية الكيماوية من قبل الدول الصناعية في مناطق متفرقة من دول العالم الثالث ، إضافة إلى النداء الذي وجهه سموه إلى جميع دول العالم من أجل إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد أكثر توازنا وعدلا وإنسانية بين الشعوب.


وأشاد تعليق سوفييتي بخطاب صاحب السمو فوصفه بأنه : " كلمة متزنة أثبتت أن الكويت دولة وأميرا تتمتع عن جدارة بالاحترام والثقة ، ليس فقط في الوسط العربي والإسلامي بل في جميع أنحاء العالم".


ومن جانبه ، رحب المفوض العام عن المجموعة الأوروبية (كلود سيشون) بمبادرة سمو الأمير بشأن المديونية المستحقة على دول العالم الثالث.


ومن جهة أخرى ، أبلغ المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة (ميرتن وولترز) أن : "الولايات المتحدة ستدرس بعناية الخطة التي اقترحها سمو الأمير على المجتمع الدولي ، وبخاصة ما يتعلق بالحوار بين الشمال والجنوب الذي تهتم به بلاده " ، وذكر وولترز " أن صاحب السمو رجل مهم ، وعميق التفكير ، وسنكون سعداء بالتأكيد على دراسة اقتراحه بعناية".

رابعا : النهج الديمقراطي والإنساني في فكر صاحب السمو الأمير : -

1- الديمقراطية :



( .... ان الدستور الذي أصدرناه ليس أكثر من تنظيم حقوقي لعادات معمول بها في الكويت ، فقد كان الحكم دائما في هذا البلد شورى بين أهله ......).


هذه الكلمات هي من أقوال المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح الحاكم الحادي عشر لدولة الكويت ، وهي كلمات تحكي باختصار قصة الديمقراطية في المجتمع الكويتي ، فلقد كان نظام الحكم في الكويت منذ فجر التاريخ قائما على أساس الشورى بين الحاكم والشعب ، رغم غياب المجالس والمؤسسات الدستورية المنظمة لهذه العلاقة.


فقد كانت سلطة الحاكم بمثابة السلطة التنفيذية ، في حين كانت السلطة التشريعية متمثلة في أعراف وتقاليد من صنع أهل الكويت أكثر من كونها من صنع الحاكم ، وبالطبع كان مبدأ الشورى يعني التزام الحاكم باستشارة الأهالي ، كما لم ينفرد الحاكم يوما بوضع تشريع دون الرجوع إلى الأعراف والتقاليد ، وأحكام الشريعة الإسلامية التي كانت تنظم علاقات المجتمع.


وفي عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح وعلى وجه التحديد عام 1921م ، تأسس أول مجلس للشورى ، وعلى الرغم من أن عضويته كانت تتم عن طريق التعيين إلا أنه اعتبر أول محاولة لتنظيم الشورى في الحكم ، وتحديد العلاقة بين الحاكم والشعب.


ثم تلا ذلك إنشاء أول مجلس للبلدية عام 1930م ، وأول مجلس للمعارف عام 1936م كما تم انتخاب أول مجلس تشريعي عام 1938م ، وصدور وثيقة وطنية مبسطة تتفق مع واقع الحياة في ذلك الوقت.


هكذا يتضح لنا أن الممارسات الديمقراطية ، ونظام الشورى في الحكم كانت من الثوابت الأساسية والمهمة في مسيرة المجتمع الكويتي منذ نشأته ، ولم تكن وليدة عهد الاستقلال.


ولا شك في أن عصرا جديدا قد بدأ مع تولي المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح الحكم حيث تم إعلان استقلال الكويت في عـــام 1961م ، وصـدور دسـتــور الكويت في عام 1962م (الذي يعد ترجمة لتلك الممارسات والثوابت السياسية الكويتية) وقد بدأ العمل به في عام 1963م ، كما تم انتخاب أول مجلس للامة في البلاد.


وهكذا كان كذلك صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد مسايرا وملازما لكل تلك التحولات ، وكان له دوما رأي وموقف في معترك تلك التطورات والتصورات المطروحة ، فالمنظومة الفكرية لسموه المتعلقة بالحياة الديمقراطية والحريات العامة لا يمكن أن يرتقي إليها الشك ، ففي كل المناسبات التي يخاطب فيها صاحب السمو شعبه يؤكد أهمية الشورى والديمقراطية كمنهج للحياة في الكويت ، وأنهما أساس الحكم وضميره.


وبهذا نجد أن الديمقراطية دائما وأبدا في فكر سموه ووجدانه ، فهو يعبر في كل مناسبة عن إيمانه العميق بحرية المواطنين في الحوار وإبداء الرأي ، والمشاركة الفعالة في كل ما يتعلق بحياتهم ، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية.

2- حقوق الإنسان :


حضرة صاحب السمو أمير البلاد في إحدى جولاته لنادي الصم الكويتي

كانت الكويت وعلى مر العقود حريصة كل الحرص على كفالة احترام حقوق الإنسان مستمدة مبادئها من الشريعة الإسلامية ومما جاء في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة ، لتصبح هي الأخرى إحدى الثوابت في النظام السياسي للكويت ، وتترجم - فيما بعد - في مواد الدستور وأحكامه ، فالمادة (29) من الدستور تنص على أن : (الناس سواسية في الكرامة ، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة ، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين).




كما تشير المادة (30) إلى أن : (الحرية الشخصية مكفولة) ، وتقضي المادة (31) بأنه : (لا يجوز القبض على إنسان أو حبسه أو تفتيشه أو تحديد إقامته ، أو تقييد حريته في الإقامة أو التنقل إلا وفق أحكام القانون ، ولا يعرض أي إنسان للتعذيب أو للمعاملة الحاطة بالكرامة).


وقد شكل مجلس الأمة الكويتي في جلسته المنعقدة بتاريخ 24/10/1992م ، لجنة برلمانية دائمة تعنى بحقوق الإنسان ، وتضم في عضويتها سبعة نواب ، وذلك حرصا من المجلس واهتماما منه بالجانب الإنساني الذي يشكل ركيزة من ركائز الدولة العصرية ، التي يسودها العدل ويحكمها القانون.


وقد امتد حرص صاحب السمو الأمير على المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان إلى المجتمع الدولي ، فلم تخلُ كلمة لسموه أمام المحافل الدولية ، وبخاصة الأمم المتحدة من الدعوة إلى محاربة التمييز والتفرقة العنصرية ، كما لم يترك سموه مناسبة عالمية بشأن حقوق الإنسان ، ومناهضة الفصل العنصري ، إلا وكان لسموه رسالة أو كلمة يطالب فيها بتحرير الإنسان من ظلم أخيه الإنسان ، وكما أن وقوفه إلى جانب حركات التحرر الوطني كان من الثوابت الراسخة في فكر سموه.


هذا ، وقد خطت الكويت في عهد سموه خطوات بعيدة في دعم حقوق الإنسان ، وذلك من خلال انضمامها إلى العديد من الاتفاقيات الدولية المتصلة بحقوق الإنسان ومحاربة التمييز والتفرقة العنصرية بجميع صورها وأشكالها ، تأكيدا منها لحسن النوايا والإخلاص للمبادئ الإنسانية ، وعلى الأخص ما ورد منها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، والعهدين الدوليين للحقوق السياسية ، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

3- الفكر المؤسسي :


لقد عرفت الكويت نظام المؤسسات منذ مطلع الثلاثينيات حيث استطاعت أن تحقق الكثير من الإرادة الشعبية وتنقلها من المجال الفكري والتنظيري إلى المجال التطبيقي ، وقد كان صاحب السمو الأمير من المتابعين لإنجازات هذه المؤسسات وبخاصة أن سموه كان ممن تولوا رئاسة مجالس التخطيط في البلاد ، وقد أولاها اهتماما بالغا ، وحقق من خلالها إنجازات كبيرة.


وعند تولي سموه مقاليد الحكم سعى إلى تشكيل مؤسسات فكــــرية وعلـمـيــة تابعة للديوان الأميري ، لتكون عونا فيما يواجه المجتمع من أمور تحتاج إلى الدراسة والمتابعة ، كما تسهل - في الوقت ذاته - لأصحاب القرار اتخاذ قراراتهم في الاتجاه السليم.


ومن ضمن تلك المؤسسات نذكر هنا مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجهاز الدراسات والبحوث الاستشارية ومكتب الشهيد ومكتب الإنماء الاجتماعي واللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.


ومن جهة أخرى ، فقد كان صاحب السمو الأمير في مقدمة أولئك المشجعين والداعين إلى قيام المزيد من الهيئات الأهلية والتطوعية ، الأمر الذي مهد الطريق لأن تلعب دورا مهما وبارزا في حياة المجتمع الكويتي الذي تطور من مجتمع بسيط إلى مجتمع حضاري متقدم ، كما سجلت هذه الهيئات موقفا تاريخيا متميزا من خلال دورها في النضال الوطني ومساندتها للشرعية الكويتية وقيادتها السياسية ، وتمسكها بالوحدة الوطنية ، ولعل القرارات الصادرة عن المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة في أكتوبر عام 1990م خير بيعة تعبّر عن صدق مشاعر واحساسات أبناء الكويت وفكرهم ، وهيئاتهم الرسمية والأهلية وتجمعاتهم الشعبية ، وقد جاء هذا الموقف الوطني المؤثر ثمرة نتاج لفكر صاحب السمو الأمير في دعمه المتواصل لهذه المؤسسات ، ومدها بالمقومات التي تكفل لها تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.

4- الفكر الإداري :


ويمكننا التعرف على هذا الفكر لدى سموه من خلال اهتماماته ومتابعته المستمرة والمتعددة لأحداث التغيير والتطوير في الهياكل الإدارية في الدولة ، وحرصه الشديد على اللقاء بالمسؤولين في القطاعات المختلفة المعنية بشؤون التخطيط ، ذلك لأن خطط الإصلاح الإداري والتنمية الإدارية تأتي على رأس اهتمامات سموه ، ومن هنا كان لتوجيهات سموه أثرها الفاعل في عملية التطور الإداري في البلاد.


وفي هذا السياق قام سموه بإعداد مفكرة تضمنت توجيهاته وتوصياته وأفكاره ، التي كان أهمها السعي دوما إلى تطوير أنظمة الخدمة العامة ، واسـتــحداث التشـريـعــات لمقتضيات خطط التنمية الشاملة ، وتبسيط إجراءات العمل في الجهاز الحكومي إلى أقصى حد ممكن ، وبخاصة في الأجهزة ذات التعامل الجماهيري الكبير ، وإنشاء جهاز للرقابة الإدارية في الدولة ، لكشف السلبيات القائمة ومواجهتها ، وإعداد ندوات للقيادات الإدارية العليا في الدولة.


وقد امتد فكر سموه في المجال الإداري إلى تنظيم الإدارة المحلية ، ونعني بذلك إنشاء محافظات مستقلة تعنى بشؤون المحافظة ، وتعمل على تطويرها ، وتلمس احتياجاتها ، وتقوم بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني القائمة فيها ، خدمة للمواطنين والمقيمين في دائرتها.



التعديل الأخير تم بواسطة : مجالس العجمان بتاريخ 17-08-2005 الساعة 11:23 PM.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17-08-2005, 10:27 PM
مجالس العجمان مجالس العجمان غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: kuwait
المشاركات: 2,231
معدل تقييم المستوى: 10
مجالس العجمان قام بتعطيل التقييم



جهـود حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمـد الجابر الصباح
خلال فترة الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت



حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الصباح مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.

منذ اللحظات الأولى للعدوان والاحتلال العراقي على دولة الكويت ، ومنذ خروج الشرعية الكويتية من الكويت في فجر يوم الخميس 2/8/1990م منذ تلك اللحظات والشرعية الكويتية المتمثلة في حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمـد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في حالة عمل متواصل ليل نهار .


ووفـق تخطيط هادف ومتزن ، وجهود دؤوبة ، وعطاء لا ينضب ، وتحركات دائمة ومستمرة لا يقطع تواصلها شئ من اجل استرداد الوطن الغالي واستقلاله واستعادة حريته ، فلم يكن للوقت قيمة إذا لم يصاحبه إنجاز يحقق إحدى الغايات المرجوة ، ولم تكن ساعات العمل تحتسب إذا لم تقترن بخطوة مثمرة اتخذتها القيادة الكويتية من أجل عودة الكويت حرة مستقلة.


وقد تعددت جهود صاحب السمو حفظه الله ومساعيه ما بين حضور المؤتمرات والمحافل الدولية والمشاركة فيها ناقلا إليها كلمة الكويت وخطابها الرسمي والشعبي ، والقيام بزيارات عمل رسمية ، والتباحث مع رؤساء الدول ورؤساء الوزراء والوزراء ، وإرسال الوفود والمبعوثين الكويتيين لإيصال صوت الحق وعدالة قضية الكويت إلى كل دول العالم ، وهذا ما سنتطرق إليه ببعض الإسهاب والتفصيل.


حقا لقد كانت تلك اللحظات عصيبة ومريرة وشديدة القسوة ، وصدمة قوية تفوق تصور العقل والفكر والوجدان ، لكن رجاحة العقل والمنطق السليم ، وسمو النفس والإيمان بمشيئة الله وقدره ، جعلت قوة الصدمة وصعوبة تلك اللحظات ومرارتها ، وعمق المأساة التي تحملها ، تضعف وتتهاوى أمام تصميم القيادة وإرادة الرجال وعزيمة الشجعان ، لذا كان التأكيد والإصرار على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وأنه لا توجد أي مساحة في العقل والفكر والوجدان للمساومة على الأرض ، وأن الكويت لا بد أن تعود بكامل ترابها وبحارها وأجوائها كما كانت واحة أمن وأمان وسلام واستقرار.


أولا : الأوامر والمراسيم الأميرية :


أصدر صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله خلال الفترة المشار إليها الأوامر والمراسيم الأميرية بحسب الترتيب الآتي :


- في 3/8/1990م أصدر صاحب السمو أمرا أميريا يقضي بأن تنعقد الحكومة بصفة مؤقتة في المملكة العربية السعودية ، وأن يتولي الوزراء كل فيما يخصه مباشرة الأعمال المعهودة إليه.


- في 15/9/1990م بدأت السفارات والقنصليات الكويتية في تنفيذ أوامر صاحب السمو بشأن صرف معونات الإعاشة والرعاية المخصصة للأسر والعائلات الكويتية في الخارج.


- في 8/10/1990م اصدر سموه مرسوما يقضي بعدم الالتزام بإعادة قيمة الأوراق النقدية المسروقة من خزائن بنك الكويت المركزي.


- في 19/10/1990م أصدر سموه مرسوما يقضي بإخضاع الأموال المملوكة للكويتيين وغيرهم من المقيمين للملكية الحمائية.


- في 26/2/1991م أصدر سموه مرسوما يقضي بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء الكويت لمدة ثلاثة أشهر من هذا التاريخ ، وقد عين سموه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حاكما عرفيا عاما يقوم بين مهام أخرى بالتنسيق بين القوات الكويتية المسلحة وبين قيادة القوات العسكرية من الدول المتعاونة مع الكويت.

ثانيا : مشاركة سموه في المؤتمرات والقمم العربية والإسلامية والعالمية والكلمات التي ألقاها سموه في تلك المحافل :


شارك صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله فــي الـكـثـيــر من المؤتمرات والمحافل الإقليمية والدولية ، التي كانت من أهم تحركات سموه وجـهــوده المـتـواصلة وعمـــله المستمر في تحريك الرأي العام ، والمساعدة في تدعيم مواقف دول العالم الصديقة التي تساند قضية الكويت وتثبيتها ، وذلك من أجل استرداد الكويت وعودتها حرة مستقلة ، حيث قام سموه بتوجيه العديد من الكلمات والرسائل إلى تلك المحافل.

1- مؤتمر القمة العربي الطارئ :

وكانت البداية في 9/8/1990م ، حين شارك سموه في مؤتمر القمة العربي الطارئ في القاهرة الذي حمل خلاله سموه في كلمته القادة العرب مسؤوليتهم التاريخية تجاه وجوب العمل الفوري لإنهاء الاحتلال العراقي للكويت وعودة نظامها الشرعي إليها.

2- الرسالة الأميرية إلى المؤتمر الإسلامي العالمي :


حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الصباح مع الرئيس مبارك

وفي 10/9/1990م ، شدد سموه على مبادئ الإسلام وركائز الإيمان التي من أهمهــا الوقوف مع الحق ورفع الظلــم وردع الفئــة الباغية ، خاصـــة وأن (العراق) لم ترع حق الجوار ولا حرمة الإسلام في الشهر الحرام (الحادي عشر من محرم) ، وذلك في برقية وجهها سموه إلى المؤتمر الإسلامي العالمي المنعقد في مكة المكرمة لبحث الأوضاع في الخليج، والتي تلاها السيد يوسف الحجي نيابة عن سموه.


خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

3- الدورة (45) للجمعية العامة للأمم المتحدة :

خاطب سموه أكثر من ستين رئيس دولة وتسعين رئيس حكومة ووزيرا وسفيرا في الدورة الخامسة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، في لحظة تاريخية عظيمة صفق فيها أولئك المسؤولون بالإضافة إلى الحضور الغفير من الجمهور والمراقبين تحية لسموه عند دخوله وقد تواصل ذلك لفترة طويلة ، ثم صفقوا له مرة أخرى بعد أن أنهى سموه كلمته حيث استمرت وقفة التصفيق حوالي خمس دقائق متواصلة.


ومن الجدير بالذكر أن مثل هذه الوقفة لم يحدث مثلها في تاريخ الأمم المتحدة من قبل ، مما يؤكد موقع الكويت في السياسة الدولية ، ويثبت مساندة دول العالم لقضية الكويت الحقة ودعم موقفها العادل.


لقد خاطب سموه تلك الدورة موضحا الرسالة التي جاء يحملها من أرض الكويت وشعبها ، هذا الشعب الذي أحب السلام وعمل من أجله ، وهذه الأرض كانت ملتقى الشعوب الآمنة ، لذا كان لا بد من توضيح هول المحنة وقسوة العذاب اللذين يعيشهما شعب تلك الأرض المحتلة ، وبقاء مصير تلك الأمة بأيدي الضمائر الطيبة الخيرة ، والأنفس الصادقة الشريفة.


وكان لمشهد التأييد والترحيب بالتصفيق المؤثر عدة ردود أفعال عالمية لم يسبق لها مثيل نذكر أهمها في الآتي :


أ- تصدرت صور صاحب السمو ونص كلمته أمام الجمعية العامة مساحة كبيرة في الصفحات الأولى لوسائل الإعلام العالمية المقروءة والمسموعة والمرئية فكانت أكبر وأشمل تلك التغطيات في صحيفتي "نيويورك تايمز - NEW YORK TIMES ، وواشنطن بوست - WASHINGTON POST" الأمريكيتين.


ب- ركزت شبكات التلفزيون على الاستقبال الحافل والتعاطف الاستثنائي الذي حظي به سموه ، فعلي سبيل المثال قطعت شبكة الـ " سي إن إن - CNN " برامجها العادية وبثت خطاب سموه كاملا.

4- مؤتمر القمة العالمي للطفولة :


وفي القاعة نفسها (قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة) وبعد مضي يومين من اللحظة التاريخية لوقوف سموه على المنبر مخاطبا أعضاءها ، يعود سموه مرة أخرى ليشارك في مؤتمر القمة العالمي للطفولة ، والتي كانت أوسع قمة تقام على المستوى العالمي بأسره ، فقد شارك فيها (71) رئيس دولة وحكومة و (69) وزير خارجية.


فقد وصف هذه القمة نائب رئيس المؤتمر (موسي تراوري) بقوله : " لم يحصل أبدا مثل هذا الحشد الكبير لرؤساء الدول حول الطاولة نفسها ، والسبب هم الأطفال " ، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة (خافيير بيريز دي كويلار) بأنها : " تمثل إلتزاماً على أعلى مستوى لبناء عالم يحفظ أغلى موارد الجنس البشري".


وكان سمو أمير البلاد حفظه الله وحده من بين رؤساء دول الشرق الأوسط الذي شارك في هذا المؤتمر وألقى كلمة الكويت أمام هذا الحشد الكبير ، ويجدر بالذكر أن الكثير من المتحدثين الذين أعقبوا سموه استشهدوا بكلماته وعباراته الإنسانية ، مؤكدين في كلماتهم على حق أطفال الكويت في العيش في سلام.


وفي هذا المؤتمر نقل سمو الأمير رسالة أطفال الكويت - الذين كانوا نجوم المؤتمر- مركزا على أن حقوق الطفل جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان ، واصفا سموه حال أطفال الكويت بأنهم يعيشون أيامهم بخوف ورعب وتشرد ، مستصرخا باسم أطفال الكويت ، ضمائر كل من هم في القاعة وعلى امتداد المعمورة ، ليهبوا من أجل حماية حقوقهم الإنسانية.

5- مؤتمر وزراء الخارجية لمنظمة المؤتمر الإسلامي :


ترأس صاحب السمو مؤتمر وزراء الخارجية لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورته الخامسة في 1/10/1990م ، حيث استقبل المؤتمرين سموه في حفاوة وتظاهرة غير عادية ملأتها أجواء من الترحيب والتأييد لم تعرف مثلهما المنظمة قط.


وقد حرك هذا المشهد المؤثر شجون أحد الوزراء المشاركين في المؤتمر فصاح : " بعد هذا المؤتمر سيعرف العالم كله براءة الإسلام والمسلمين من صدام حسين ومن النظام العراقي البائد".


وأمام هذا المؤتمر أوضح سموه في كلمته وبين قضايا عديدة : " أن النظام العراقي البائد الذي يتشدق بحمل راية الإسلام هو أبعد الناس عنه ، فلقد خان وكذب ، واستحل العرض والدم والمال " ، وقد أعقبت انتهاء كلمة سموه عاصفة مدوية من التصفيق.

6- المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة :


وفي 13/10/1990م ، أقيمت أضخم تظاهرة كويتية سياسية منذ الاحتلال تمثلت في المؤتمر الشعبي الكويتي الموسع في جدة الذي جاء تحت شعار (التحرير ... شعارنا .... سبيلنا ... هدفنا).


المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة

وفي هذا المؤتمر وجه سموه في كلمته رسالة تحية وتـقـدير واحتــرام إلــى أهل الكويت في الكويت ، لما يسطرونه من أروع آيات الصمود ، كما أكد سموه أن : "الواجب يحتم علينا جميعا في مؤتمرنا هذا أن نعقد العزم على التعاون اللامحدود لتحرير الوطن من دنس العدو ، فنحن أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة يرعاها الله بعنايته وتوفيقه".



وقد جاء في البيان الختامي للمؤتمر 20 قرارا نلخص أهمها فيما يلي :


- الرفض القاطع للاحتلال وإدانة أعمال القتل والتعذيب والإرهاب كافة ، تلك التي مارسها العراقيون ضد المدنيين الكويتيين ، والتي شملت النساء والأطفال.


- التمسك بنظام الحكم وتجديد البيعة لصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله.


- التقدم بعميق الشكر والامتنان إلى المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة ودول العالم الصديقة قادة وحكومات وشعوبا لوقوفها مع الكويت ، ولاستضافتها المواطنين الكويتيين.


- مناشدة كل من : مجلس الأمن التحرك السريع لاتـخــاذ قرار يجيز استعمال القوة لتطبيق قراراته ، والأمم المتحدة ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، ولجنة الهلال الأحمر ، وكافة الهيئات الإنسانية العالمية ، للضغط على النظام العراقي البائد ، لتخفيف البطش والتنكيل والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها الكويتيون والمواطنون المقيمون في الكويت.


- التأكيد على أنه بعد أن يتحقق نصر الله على الاحتلال ستعود كويت الأسرة الواحدة .... وكويت الأمن والامان .... بتعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في ظل دستور 1962م والنظام الشرعي الذي اتخذه الشعب وارتضته الأجيال المتعاقبة.

7- اليوم العالمي لحقوق الإنسان :


في 10/12/1990م ألقى سمو الأمير كلمة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان أحصى فيها الانتهاكات العراقية في الكويت ، كالإعدام دون محاكمة ، والقتل الجماعي للأطفال الخدج ، وعمليات القتل العشوائي ، كما بين سموه أن وقوف دول العالم مع الكويت هو تأكيد لرفض عدوان الإنسان على أخيه الإنسان.

8- القمة (11) لمجلس التعاون لدول الخليج العربية :


غادر صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله الطائف مقر إقــامـتــه فــــــي 22/12/1990م إلى الدوحة ، مترئسا وفد دولة الكويت لحضور أعمال القمة الحادية عشرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي انعقد تحت شعار (التحرير و التغيير).

وكانت أهم نتائجه :


- تأكيد وقوف دول المجلس مع الكويت وتضامنها معها والتزامها بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ، وإعلان أن علاقات دول المجلس مع دول العالم المختلفة ستتأثر سلبا أو إيجابا بحسب مواقف تلك الدول من تنفيذ قرارات مجلس الأمن.


- مواصلة الضغط بكل الوسائل لضمان التنفيذ التام لقرارات مجلس الأمن مع المحافظة على وحدة الموقف الدولي.


- تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن والتأكيد على مواصلة التعبئة العامة وحشد الطاقات العسكرية لمواجهة الوضع الخطير في المنطقة.


- تأكيد حق الكويت في الحصول على التعويـــضات الـكــاملة عما لحق بها من خسائر ونهب وسرقة ، وفق قرار مجلس الأمن رقم (674) وقرارات مجلس الجامعة العربية.


- تكليف لجنة من وزراء خارجية دول المجلس للقيام بجولات جماعية إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وبعض الدول العربية وغيرها من الدول ذات الأهمية وتأكيد موقف دول المجلس من أجل الحفاظ على وحدة الموقف الدولي.


- دعم الوفود الشعبية من الدول الأعضاء وتشجيعها للقيام بزيارات جماعية إلى عدد من الدول التي لها مواقف معينة لشرح الموقف لها.

9- الاجتماع المشترك لهيئتي مكتبي مؤتمر القمة الإسلامي الخامس والمؤتمر الإسلامي (19) لوزراء الخارجية :


وفي 21/2/1991م شارك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، نيابة عن سموه في الاجتماع المشترك للدول الأعضاء بهيئتي مكتبي مؤتمر القمة الإسلامي الخامس والمؤتمر الإسلامي التاسع عشر لوزراء الخارجية الذي عقد في القاهرة ، وقد جاء في الكلمة التي ألقاها نيابة عن سموه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية : "ان الحرب المشروعة والدائرة في منطقتنا ، والتي تأتي تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم (678) لإجبار العراق على الامتثال للشرعية الدولية ، إنما تمثل جهدا دوليا مشروعا في مواجهة التعنت العراقي المتواصل لكل النداءات الدولية ، ومن هنا فإن بلادي التي آلمها جرح الغدر ومرارة الاحتلال ، ترفض المبادرات الهادفة إلى وقف إطلاق النار ، دون التزام ومباشرة من النظام العراقي البائد بالانسحاب الكامل من الكويت ، والالتزام بكافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".

ثالثا : زيارات العمل الرسمية التي قام بها سمو الأمير حفظه الله لبعض دول مجلس الأمن الدائمة العضوية :


قام صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله بعدة زيارات رسمية في إطار جولة واسعة لسموه تشمل بعض دول مجلس الأمن الدولي الدائمة العضوية ، خلال فترة العدوان العراقي على دولة الكويت :

1- الزيارة للولايات المتحدة :


حضرة صاحب السمو أمير البلاد مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش

وكانت الزيارة الأولى لسموه في 28/9/1990م إلى الولايات المتحدة الأمريكية تلبية لدعوة موجهة لسموه من الرئيس الأمريكي جورج بوش ، حيث استقبل ســموه عـند وصولــــه للـبـيـت الأبيض ما يفوق الـ (2000) مواطن كويتي وعربي ، حاملين الأعلام الكويتية واللافتات التي تدعو إلى تحرير الكويت ، وبعد المحادثات الرسمية بين الطرفين في مأدبة غداء العمل التي أقامها الرئيس لصاحب السمو ، شكر سموه الرئيس الأمريكي على موقف بلاده العادل ، وعلى ما أظهره الشعب الأمريكي من تأييد لهذا الموقف.




2- الزيارة لفرنسا :


في 22/10/1990م وصل صاحب السمو إلى باريس في زيارة عمل رسمية استمرت يوما واحدا أجرى سموه خلالها محادثات رسمية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ، شملت تطورات الوضع في الخليج ، ودراسة سبل تنفيذ القرارات الخيرة لمجلس الأمن ، والداعية إلى الانسحاب الشامل للقوات العراقية من الأراضي الكويتية بكاملها.

3- الزيارة للمملكة المتحدة :


وقام سموه بزيارته التالية إلى بريطانيا في 23/10/1990م ، حيث أجرى خلالها محادثات هامة مع رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر في مقر رئاسة الحكومة ، وقد صدر في نفس اليوم تأكيد من الجانبين الكويتي والبريطاني ، بأن حل الكارثة التي خلفها الاحتلال العراقي ، لا يكون إلا بانسحاب عراقي شامل وفوري من كل الاراضي الكويتية ، وعودة الشرعية الحاكمة إليها ، لتمارس حقوقها المشروعة على تراب وطنها.

4- الزيارة إلى الصين :


واختتم سموه هذه الجولة من الزيارات في 26/12/1990م بزيارة إلى الصين استغرقت ثلاثة أيام استقبلته بكين بحفاوة بالغة ، كسرت خلالها بروتوكولات الضيافة المألوفة ، تعبيرا عن مدىاهتمامها بأمير البلاد وقضية الكويت ، وقد أكد الرئيس الصيني في أثناء استقباله لسموه وقوف بلاده بجانب الكويت ودعمه بكل الوسائل من أجل أن تعود دولة مستقلة ذات سيادة بحكومتها وشرعيتها المتمثلة في صاحب السمو الأمير ، معربا لسموه عن تعاطف حكومته البالغ مع معاناة الشعب الكويتي ، ومؤكدا أن الكفاح من أجل العدالة لا بد أن ينتصر في النهاية.

خامسا : اللقاءات والاجتماعات والمباحثات مع رؤساء الدول ووزرائهم وسفرائهم :


التقى صاحب السمو الأمير خلال أشهر الاحتلال مع العديد من رؤساء الدول ، ورؤساء الوزراء والـوزراء والسفراء المبعوثين من قبل رؤساء دولهـــم ، فقد التـقـــــى سموه بـالرئيـــس الأمريكي جورج بوش ، ورئيس جمهورية بنغلاديش حسين محمد إرشاد ، والرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم ، ورئيس جمهورية فنزويلا كارلوس اندريز بيريز ، ورئيس جمهورية رومانيا ايون اليسكو ، ورئيس جمهورية السنغال عبدو ضيوف ، ورئيس جمهورية النيجر علي شعيب ، حيث ناقش سموه مع كل منهم آخر تطورات الأوضاع في منطقة الخليج العربي الناتجة عن العدوان العراقي على دولة الكويت ، والوضع الخطير الناجم عن استمرار الاحتلال وإصرار العراق على تجاهله لقرارات مجلس الأمن الصادرة بهذا الشأن ، والعلاقات الثنائية بين البلدين.


استقبال حضرة صاحب السمو وسمو ولي العهد لوزير الخارجية الصيني

كما تباحث سموه مع رئيس الوزراء البريطاني جون ميجور ، ورئيس وزراء جمهورية سانت كيتس ودينيفس ، ورئيس الوزراء الصومالي محمد حوادلة مدر ، ورئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف ، ورئيس الوزراء الفرنسي ميشال روكار ، حيث تناول سموه البحث في اخر المستجدات على الساحة الخليجية ، وتعزيز الإجراءات الدولية لإرغام العراق على الانسحاب الكامل من الكويت.


كذلك اجتمع سموه بوزير الخارجية البريطاني دوغلاس هيرد ، ووزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر ، ووزير الدولة التركي للشؤون الاقتصادية جوني تنر ، ووزير الخارجية الفرنسي رولان دوما ، ووزير الدولة السنغالي تانور جانكا ، ووزير خارجية جمهورية زائير واكتافا ، ووزير الدفاع القطري الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ، ووزير خارجية المملكة العربيــة السعودية الأمير سعود الفيصل ، ووزير خارجية الصين كيان كيشان ، ووزير خارجية يوغسلافيا بوديمير لونشار ، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي دانيال أومار أتوبو ، ووزير الدفاع الفرنسي بيار جوكسي ، ووزير الدفاع الأمريكي ريتشارد تشيني ، ووزير الخارجية التركي أحمد كورجيا البيتموجين ، ووزير خارجية جمهورية غامبيا عمر سي.


وقد تضمنت لقاءات سموه معهم تأكيدهم لمواقف بلادهم الثابتة من قرارات مجلس الأمن المتعلقة بدولة الكويت ، وتجديد دعم بلادهم للكويت ولقضيتها العادلة خاصة في كفاحها ضد القوات العراقية الغازية من أجل أن تنال حريتها واستقلالها.


كما اجتمع سموه بسفراء كل من تنزانيا ، وجـمـهـورية الـنـيـجــر ، وجـمـهــورية الـمـكـسيك ، ونيوزيلندا ، وإيطاليا ، حيث تسلم منهم سموه رسائل من رؤساء دولهم إليه تتعلق بأوضاع المنطقة ومستجدات الأحداث ، وتأييدهم ودعمهم الكاملين للكويت أميرا وحكومة وشعبا.

التعديل الأخير تم بواسطة : مجالس العجمان بتاريخ 17-08-2005 الساعة 11:42 PM.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17-08-2005, 10:29 PM
مجالس العجمان مجالس العجمان غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: kuwait
المشاركات: 2,231
معدل تقييم المستوى: 10
مجالس العجمان قام بتعطيل التقييم



مواصلة المسيرة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه

العودة إلى أرض الوطن :





عودة حضرة صاحب السمو أمير البلاد إلى الكويت

بعد غياب قسري وقهري استمر سبعة أشهر ونصف نتيجة للعدوان والاحتلال العراقي عاد سمو أمير البلاد إلى أرض الوطن بتاريخ 14/3/1991م حامدا وشاكرا المولى عز وجل الذي أحبط العدوان وأعاد الحق إلى أصحابه.




فقد حطت الطائرة التي أقلت سموه من المملكة العربية السعودية التي استضافت سموه خلال فترة الاحتلال ، على أرض مطار الكويت الدولي في تمام الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي ، وبعد نزول سموه من الطائرة سجد على أرض الكويت الحرة المحررة شاكرا الله على عودة البلاد حرة مستقلة.


وقد أعرب سموه عن عظيم إعجابه وتقديره للشعب الكويتي الذي صمد على أرض الوطن ، مشيدا بصبرهم على الظلم وبتمسكهم بأرضهم ووطنهم وشرعيتهم ، مشيدا بالبطولات التي بذلها الصامدون المرابطون في الداخل إبان محنة الاحتلال ، هذه العبارات جاءت في كلمة ألقاها سموه وسط أجواء سيطرت عليها مشاعر الفرح والاستبشار ، عبر عنها المواطنون الذين تجمعوا في إحتفال رسمي وشعبي على أرض المطار وعلى أرصفة الشوارع ، حاملين الأعلام وصور سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وهم يهتفون بحياتهما وببقاء الكويت حرة مستقلة.


وقد رحبت وسائل الإعلام العربية والدولية بعودة سموه ، فقد ذكرت صحيفة الشرق اللبنانية أن عودة سمو الأمير إلى أرض الوطن هي عودة القائد المنتصر الذي اشتاقت أرض الكويت إليه واشتاق إليها ، كما رحبت وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة وسائل إعلام دول التحالف بعودة سمو الأمير إلى وطنه وشعبه ، وكان ذلك مؤشرا ودليلا واضحا ومهما على عودة الشرعية الدستورية إلى الكويت.


خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد في العشر الأواخر من مضان

وفي 7/4/1991م ألقى سمو الأمير خطابا بمناسبة العشر الأواخر من رمضان جريا على عادة سموه في كل عام ، وكان هذا الخطاب أول كلمة يوجهها سموه إلى أبناء شعبه منذ عودته إلى أرض الوطن المحررة ، شكر فيها كل من ساند الكويت ووقف معها في أثناء محنة الاحتلال ،


مؤكدا أن الكويت لن تنسى لهم مواقفهم وفاء وعرفانا ، كما لا ننسى أيضا مواقف أولئك الذين ساندوا الظلم والطغيان ، وأعلن سموه إسقاط كافة الديون المستحقة على المواطنين للبنوك التجارية وإسقاط ديون بنك التسليف والإدخار ، منوها إلى أن النية تتجه إلى دراسة أوضاع حملة الجنسية من الفئة الثانية من الذين ثبت ولاؤهم وإخلاصهم للكويت ، وأنه عازم على إصدار مرسوم برعاية أسر الشهداء وتكريمهم ، مؤكدا أنه لن يهدأ له بال حتى يعود جميع الأسرى إلى ذويهم.
وكان سموه حفظه الله ورعاه قد بدأ منذ عودته نشاطا مكثفا ، حيث التقى عددا من الفعاليات السياسية والاقتصادية ، كما قام بزيارات لأسر الشهداء لتقديم عزائه الشخصي لذويهم ، كذلك أصدر سموه تعليماته للإسراع بصرف المنحة الأميرية لكل الذين رابطوا داخل الكويت أثناء حرب التحرير ، إضافة إلى ذلك تابع سموه جهود الحكومة بهدف تذليل مصاعب الحياة بعد التدمير الذي خلفته قوات الغزو في القطاعات والمؤسسات والمرافق الكويتية.

جابر الاحمد ورحلة التعمير والبناء :


" إن مرحلة التعمير والبناء المقبلة لوطننا ، هي مرحلة العطاء بلا حدود ، مرحلة تتشابك خلالها الأيدي في تعاون ، وتلتقي القلوب في وحدة وصمود .... " هكذا كان تفكير سموه وتوجهه بعد أن من الله على الكويت بالتحرير وعودة الوطن إلى سابق عهده بعد ما حل به من دمار وخراب - على كافة أوجه الحياة - بأيد ملوثة بالحقد والحسد والغدر.


دمار المنشآت

فالمهمة صعبة وشاقة ، وأرض الكويت المحررة تركها الغزاة بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طعام ، وبيئة الحياة ملوثة بعد أن ارتكبت سلطات الاحتلال وقواته جريمة العصر بإشعال الحرائق في آبار النفط الكويتية ، وزرع الألغام ، وتدمير الأسواق والمباني والوزارات والمنشآت ، وذلك لتعجيز الشعب الكويتي ومنعه من استكمال مسيرته الحضارية بعد التحرير.




فلقد أصدر سموه المرسوم الأميري رقم (19) لسنة 1991م بتشكيل الحكومة الجديدة بتاريخ 21/4/1991م ، وقال يومها إن هذه الحكومة ستجابه تحديات عديدة لمعالجة ما خلفه العدوان العراقي ، وطالب سموه أعضاء الحكومة باستعجال تنفيذ المرسوم الأميري المتعلق برعاية أسر الشهداء ، وتشكيل لجنة وطنية تتفرع لمتابعة قضية الأسرى والمفقودين ، كما حث سموه على التخفيف من معاناة المواطنين نتيجة ما تعرضت له ممتلكاتهم من تدمير ونهب على أيدي القوات العراقية الغازية.


مخلفات الاحتلال العراقي الغاشم من الأسلحة والذخيرة

وبدأت جهود إعادة الإعمار فورا وفقا لما خطط من قبل ، ووفقا لما سبق وأبرم من عقود مع العديد من الشركات العالمية ، وعلى الفور بدأت أيضا عمليات إزالة الألغام والمتفجرات التي زرعتها قوات النظام العراقي البائد في الكويت ، حيث قدر عددها بمليون و 80 ألفا و36 لغما ، دون أن تتوافر خرائط تبين مواقع زرعها ، هذه الألغام كبدت الكويت الكثير من الخسائر البشرية والمادية ، واستغرقت عملية إزالتها وقتا طويلا ، وما زال العمل جاريا حتى الآن للتخلص نهائيا منها على الرغم من تدمير وإبطال مفعول 90% منها.


وهكذا بدأت الخدمات الأساسية تعود إلى ما يقرب من صورتها الطبيعية بعد شهر واحد، حيث أعيد افتتاح البنوك بعد شهرين من بداية التحرير ، وأعلنت الحكومة ضمان جميع الودائع والمدخرات المصرفية التي كانت قائمة عند 1/8/1990م ، كما قررت دفع الفوائد المستحقة عن الودائع الثابتة وحسابات الادخار عن كل فترة العدوان العراقي ، في الوقت الذي سددت فيه الدولة مرتبات جميع الموظفين الكويتيين العاملين في القطاع الحكومي بأثر رجعي عن تلك الفترة ، كما التزمت بسداد مكافآت نهاية الخدمة لجميع الموظفين غير الكويتيين، إضافة لذلك أعفت الدولة المستأجرين من دفع الإيجارات المستحقة عن الفترة الممتدة من 1/8/1990م إلى يونيو 1991م ، كما أسقطت جميع فواتير الهاتف والمياه والكهرباء المستحقة الدفع عن الفترة ذاتها.


وفي خلال ثلاثة أشهر تالية للتحرير انتظمت الحياة العملية في الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية ، وبجهود خارقة تم إعداد المدارس ومباني كليات الجامعة التي دمرت ونهبت لاستقبال الطلبة والطالبات ، حيث أضاء سمو الأمير بتاريخ 24/8/1991م (شعلة العلم) إيذانا بعودة حوالي 300,000 طالب وطالبة للمدارس في أول عام دراسي يبدأ بعد التحرير.


وفي زمن قياسي وخلال سبعة أشهر عقب التحرير ، شهدت الكويت احتفالات رسمية وشعبية افتتحها سمو الأمير ، مغتنما الفرصة لتوجيه رسالة إلى أبنائه وبناته الطلبة والطالبات ، جاء فيها أن طاغية بغداد أراد أن يطمس كل شيء في الكويت حتى دور العلم ، واليوم بحمد الله وبفضله عادت الكويت تدريجيا إلى ما كانت عليه ، حاثا لهم وداعيا إياهم إلى الجد والاجتهاد في سبيل تحصيل العلم ، لأن العلم هو مستقبل البلد ، ومستقبل الكويت.



حضرة صاحب السمو أمير البلاد يرعى احتفال إطفاء آخر بئر نفطي
وبتاريخ 6/11/1991م شمل سموه حفظه الله برعايته حفل إطفاء آخر آبار النفط المشتعلة بحقل (برقان) الذي حضرة أكثر من 800 شخصية عربية ودولية وممثلو الصحافة العالمية ووكالات الأنباء ، وفي هذا الحفل الكبير أعلن سمو الأمير الانتهاء من إطفاء حرائق الآبار التي سببت أبشع كارثة بيئية في العالم سببها النظام العراقي البائد عند هزيمته وفراره من الكويت المحررة.



ويعتبر إطفاء هذا الكم من آبار النفط المشتعلة في زمن قياسي إنجازا تاريخيا ومعجزة تحققت على أرض الكويت ، وشاهدا آخر على إرادة الشرعية الكويتية والشعب الكويتي وعزمهما على عودة الكويت إلى ما كانت عليه ، كويت الحضارة والحداثة.


وكان عدد الآبار التي أشعلها النظام الحاقد في بغداد قد بلغ 616 بئرا، كما أن 76 بئرا لم تشتعل إلا أنها انفجرت وتدفق النفط منها.


وقــد توجــت مظاهر عودة الحياة إلى الكويت بعودة مجلــس الأمـــة الكويـتــــي للإنعقاد بتاريخ 20/10/1992م ، بعد أن أصدر سمو الأمير مرسوما أميريا بالدعوة إلى انتخابات عامة لاختيار مجلس أمة جديد وفقا لأحكام دستور 1962م.


وفي الجلسة الإفتتاحية للمجلس أكد سمو الأمير على أن التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ليس مطلبا فقط ، وإنما هو أمر واجب لأنهما عضوان في جسد واحد هو الكويت وشعبها ، وشدد سموه على أن بناء الكويت ورفعتها والذود عنها وحمايتها هو في المقام الأول مسؤولية شعبها.


بهذه الروح الوطنية الخلاقة قاد سمو أمير البلاد مرحلة التعمير والبناء قيادة واعية بذل خلالها الكثير من الجهد والفكر والعمل الدؤوب المتواصل والتخطيط السليم.

المؤسسات والمراكز والهيئات التي أنشئت لمعالجة آثار الاحتلال :


لقد كان من الضروري نتيجة للأضرار البشرية والمادية التى لحقت بالكويت وشعبها إنشاء العديد من المؤسسات والمراكز والهيئات واللجان لمعالجة هذه الآثار نذكر منها :

1- الهيئة العامة لتقدير التعويضات عن خسائر العدوان العراقي :


أنشئت بتاريخ 27/5/1991م ، بموجب المرسوم بقانون رقم (6) لسنة 1991م ، لتتولى دون غـيــرها حـصــر الأضـــرار وتقديم الخسائر للمتضررين نتيجة للأعمال التـــي قام بها المـعـتــدي والـتــي وقعت في الحادي عشر من محرم 1410هـ الثاني 2/8/1990م حتى 11 شعبان 1411 هـ الموافق 26/2/1990م.

2- مكتب الشهيد :


لقد أولى صاحب السمو الشهداء وأســـرهم جل الاهتمام وعظيم الرعاية ، تقديرا لتضحيات من استشهدوا في سبيل الوطن ، وفي هذا الـسـبـيــل أنشئ مكتــب الشــهـــيد تـنـفـيـــذا للمرسوم الأميري رقم (38) لسنة 1991م بتاريخ 19/6/1991م ، الذي دعا في تحديد اختصاصاته إلى تكريم الشهداء وأسرهم ماديا ومعنويا ، وأعطى لمجلس الأمناء الذي يشرف على المكتب حرية كاملة لاقتراح ما يراه مناسبا لتحقيق الأهداف المرجوة ، وتنفيذ تلك المقترحات بعد إقرارها من سمو الأمير.

3- مكتب الإنماء الاجتماعي :


في حياة البناء والانطلاق ، كانت هذه رؤية القيادة الحكيمة التي أقدمت على خطوة حضارية ذات رسالة إنسانية ، فصدر المرسوم الأميري الكريم رقم (63) لسنة 1992م بتاريخ 21/4/1992م بإنشاء مكتب الإنماء الاجتماعي ليعكس قيمة ومكانة الإنسان الكويتي في وجدان وفكر القيادة ، والغرض من إنشاء هذا المكتب هو تجميع الجهود وحشد الإمكانات المادية والفنية للعمل على معالجة الآثار النفسية والاجتماعية التي خلفها العدوان العراقي الغاشم ، وإعادة تأهيل الذات الكويتية لتصبح آمنة مطمئنة تمارس دورها الطبيعي في إنماء مجتمعها وإكمال مسيرة البناء فيه.

4- اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين :


قضية الأسرى والمفقودين هي قضية الكويت الأولى ، وشغلها الشاغل ، كما يؤكد ذلك صاحب السمو دائما ، لذا أصدر سموه المرسوم الأميري رقم (133) لسنة 1992م بتاريخ 15/8/1992م بتشكيل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين لتوحيد الجهود وتنظيمها لتحقيق الهدف المنشود في تأمين عودة كافة الأسرى والمحتجزين والمفقودين إلى وطنهم وذويهم في أقرب وقت ، والعمل على رعاية أسرهم وتوفير ما يحتاجون إليه من خدمات في ظل كفالة المجتمع وتضامن أبنائه.

5- مركز الدراسات والبحوث الكويتية :


أنشئ المركز بناء على المرسوم الأميري رقم 178/92 بتاريخ 26/9/1992م ليكون مصدرا وطنيا للعلم والمعرفة بتاريخ دولة الكويت وشؤونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتراثية ، وجمع الوثائق والمستندات المتعلقة بالعدوان العراقي وأبعاده المختلفة ، ودراستها وتحليلها وتوثيقها بما يحقق للباحثين والمعنيين بقضايا دولة الكويت أقصى ما يمكن من الإفادة في الحاضر والمستقبل.

قضية أسري الكويت ومرتهنيها في قلب الأمير ووجدانه :



منذ تحرير الكويت وتطهيرها من ألغام النظام العراقي البائد ، وقضية الأسرى والمرتهنين الكويتيين وغيرهم ممن أخذوا عنوة من الكويت لا تزال هاجس الجميع أميرا وحكومة وشعبا.


وقد قدمت الكويت أدلة تؤكد وجود 605 أسرى ومفقودين من الكويت ورعايا دول أخرى في السجون العراقية ، ومن الأدلة التي قدمتها الكويت شهادات ذوي الأسرى والمرتهنين حيث أكد الجميع عملية الأسر ووجود الأسرى ، كما أن وثائق عراقية تركتها سلطات الاحتلال عند هروبها من الكويت عند نهاية حرب التحرير ، تشير بالدليل القاطع إلى إلقاء القبض على هؤلاء الأسرى وتحديد أماكن سجنهم ، فضلا عن شهادة الرهائن الأجانب الذين أطلق سراحهم بواسطة زعماء سياسيين دوليين.


لقد حرص سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد على اصطحاب بعض أبناء الأسرى خلال زيارات رسمية قام بها إلى دول عديدة ، سعى من خلالها إلى طرح قضية الأسرى والمرتهنين أمام العالم كقضية إنسانية غير سياسية.



حضرة صاحب السمو أمير البلاد مع أبناء الأسرى والمرتهنين

كما حمل صاحب السمو أمير البلاد رسالة الكويت إلى العالم كله ، ودوت في مبنى الأمم المتحدة أثناء إلقاء سموه كلمة الكويت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والأربعين سبتمبر 1991م مخاطبا الضمير الإنساني فيهم لإرغام النظام العراقي البائد على إطلاق سراح الأسرى والمرتهنين من أبناء الكويت وغيرهم ، وفي مبادرة لا سابق لها في تاريخ المنظمـة الدولية،


جلست باقة من أبناء الأسرى والمرتهنين في مقصورة بجوار صاحب السمو وعلى ملامحهم البريئة تبدى للعالم عمق المأساة الإنسانية ، كما رسمت أجمل صورة لتلاحم الأسرة الكويتية الواحدة قيادة وشعبا ، وعزمها على متابعة مسيرة التحرير حتى إطلاق سراح آخر أسير.

ففي كلمة قوطعت أكثر من مرة بالتصفيق قال سموه : "من فوق هذا المنبر أخاطب بإسم الكويت وشعبها المجروح ضمير العالم كي يخلص هؤلاء الأسرى والمرتهنين من معاناتهم فالإنسان أكرم الخلق ولا يجوز اتخاذه سلعة للمساومة أو وسيلة للضغط أو رهينة للإبتزاز".


لكن حكم الغاب والنظام البربري الغاشم يبدو أنه لا يزال قائما في عالمنا المعاصر ، وهو قائم بالقرب من حدود الكويت الشمالية يمثله نظام صدام حسين بأساليبه العقيمة ، ونواياه العدوانية التي لم تتوقف ، فالاحتفاظ بالأسرى الكويتيين في السجون وساحات القمع العراقية حتى يومنا هذا يشكل استمرارا لحالة العدوان التي لم تتوقف ، وهي حالة عدائية لم تعد تستهدف كيان دولة الكويت فحسب ، بل تعدت ذلك إلى الاعتداء على قلوب ومشاعر الآباء والأمهات ، والإخوة والأخوات ، والزوجات والأطفال الذين ينتمي إليهم الأسير وينتمون إليه ، كما أن هذا العدوان يمثل اعتداء على أسمى مبادئ دين الإسلام الحنيف الذي أحل عتق الرقاب ، وحث على معاملة الأسير بالحسنى أو العفو عنه ، إضافة إلى ذلك فإن عملية الاحتفاظ بالأسرى والمرتهنين الكويتيين وغيرهم في غياهب السجون العراقية ومعتقلاتها يعد عدوانا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف المتصلة به ، كما يعد أيضا عدوانا على مسيرة الحضارة الإنسانية التي اجتازت ظلمات القرون الغابرة.


إن مشكلة الأسرى والمرتهنين هي قضية ذات طابع إنساني من الدرجة الأولى ، وقد احتضنتها الاتفاقيات الدولية من خلال موادها العديدة ، وكانت فحوى قراري مجلس الأمن (686 ، 687 ) كما كانت الموضوع المركزي في جولات صاحب السمو أمير البلاد ، ومقابلاته مع رؤساء دول العالم الشقيقة والصديقة.


من جانب آخر ، فإن اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين التي تشكلت بمرسوم أميري تبذل جهودا حثيثة في سبيل أن تكون هذه القضية من أولويات القضايا العالمية المطروحة على الساحة الدولية.

توجهات صاحب السمو الأمير في تصريف شؤون بلاده :


" إن الشورى والمشاركة الشعبية في أمور البلاد كانت طبيعة الحياة في بلدنا ولها طرق عديدة ، إلا أن عودة الحياة النيابية هي ما اتفقنا عليه في مؤتمر جدة ، ووفاء بهذا العهد فقد قررنا بعد أن تستقر الأوضاع وتبدأ مسيرة الحياة ويعود أهل الكويت إلى بلدهم أن تجري الانتخابات النيابية خلال السنة المقبلة بإذن الله تعالى حسب ما نص عليه دستورنا ".


هكذا أكد سموه التزامه الواضح بإعادة الحياة النيابية في أول كلمة يلقيها على أرض الكويت المحررة بعد عودته مباشرة ، ليصدر فيما بعد مرسوما أميريا بالدعوة إلى انتخابات عامة لاختيار مجلس أمة جديد وفق نصوص دستور 1962م وهو أول مجلس أمة يأتي بعد تحرير الكويت ، وقد افتتحه سمو الأمير في 20/10/1992م.


لقد كان سمو الأمير يتصرف في قيادته للبلاد ، وتوجيهه للعمل السياسي فيها على أساس أن الديمقراطية اختيار كويتي ، وأن الديمقراطية كانت منذ البداية هي سبيل الكويت الدائم في مسيرتها المتنامية ، وأن الديمقراطية الكويتية ليست ديمقراطية مستعارة بل هي أصيلة ومحلية ، وكويتية الجذر والمنبت والمنهج والقيم انطلاقا من أن الشورى بين الكويتيين في تسيير أمور بلدهم واقع تاريخي.


هذه المعاني والمفاهيم ، كما يراها سمو الأمير هي التي أعطت الديمقراطية الكويتية شخصيتها المتفردة ووضعها الحقيقي ومغزاها الأصيل ، أما ما عدا ذلك من التقليد للآخرين فهو لون من ألوان التبعية التي ينفر منها الكويتيون كل النفور ، فهم يحرصون دائما على الأصالة التي هي أبرز سماتهم عبر مراحل تاريخهم ، وإذا عرف الكويتيون ذلك وآمنوا به ، كانت ديمقراطيتهم مثالا يحتذى ونموذجا يقتدى به ، وهذا ما يؤكده سمو الأمير حين يقول : " ... شعب الكويت عازم في ضوء تجربته ألا يتهاون في شيء من قيمه ومكاسبه ، فالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان وتمتع الجميع بالثروة أسس نزداد بها تمسكا لحياتنا المستقبلية ....."


ولا عجب في ذلك فقد قرر المجلس الاستشاري للمركز العربي لأبحاث ودراسات الرأي العام بالقاهرة إهداء وسام الرأي العام العربي لعام 1991م لصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ، وقد جاء الاختيار بالإجماع بعد الاستفتاء الذي أجراه المركز تحت إشراف مجموعة من ابرز العلماء العرب في العلوم السياسية والإعلام وعلم الاجتماع ومستشارين في القضاء.


وقد تم ترشيح سموه من قبل لجنة ضمت في عضويتها عددا كبيرا من الشخصيات المصرية ، حيث جاء في حيثيات الاختيار " ..... أنه تقديرا لمواقف سموه الوطنية والقومية ، وإعجابا بصموده خلال محنة بلاده المتمثلة في أبشع عدوان شهده العصر الحديث ، ولكنه بصموده وحكمته نجح في تحويل المحنة إلى صمود رائع ، ونجاح وانتصار ، ودفع شعبه في ظل قيادته إلى تجاوز الحدث الرهيب ، كما تحرك دوليا وعربيا وإسلاميا لتثبيت الشرعية والانتصار للحق.


وكذا لتواضعه المفرط ولارتباطه ولاهتمامه بأبناء وطنه في فترة الاحتلال وما بعده ، وهي تجربة فريدة ومتميزة حيث لم يحدث أن ارتبط شعب بحاكم مثله.


هذا كله ، وبالإضافة إلى التصاقه بآلام وطنه وأمته كان الدافع الأساسي لإجماع الآراء على اختيار سموه رجل العام ....... "

المسيرة الاجتماعية والمجتمعية :


ينطلق سمو الأمير في ممارسة مسؤولياته الوطنية ، من إيمانه العميق بأن المواطن الكويتي هو أساس البناء الوطني ، يرى حفظه الله أن الآمال في المستقبل المرغوب إنسانية ومشروعة ، وتكاليفها في المقابل واجبة مفروضة ، ويؤكد أن باعث هذه الآمال هو شعب الكويت من خلال العمل الدائب والعطاء المخلص والبذل المتفاني.


وحول قطب هذه الحقيقة المركزية ، تدور في فكر الشيخ جابر الأحمد ، عشرات القضايا التي تعني الكويت حاضرا ومستقبلا ، كما ورد في خطاب ألقاه في أواخر شهر رمضان عام 1992م ، وقد تمحورت بشكل بارز حول التركيبة السكانية التي هي من أساسيات القضايا المتعلقة بطبيعة المجتمع الكويتي وشخصيته ، وبمستقبل الكويت والتخطيط لصيانة أمنها ورفاهية شعبها ، هذه القضية التي سيظل علاجها ناقصا ما لم يؤمن المواطن الكويتي بأنه أساس بناء الوطن والتمتع بالأمن والدفء والرعاية داخل هذا البناء ، وأن تصميم خطط الكويت الإنمائية المستقبلية يجب أن يأخذ في الاعتبار أن المواطن الكويتي هو مدارها وقطب رحاها ، منه بدايتها وعليه منتهاها ، له ولأبنائه ولأحفاده ترسم السياسات المطلوبة ، وبه وبعلمه وجهده وإخلاصه تتحقق الطموحات المرغوبة ، كما يؤكد ذلك ربان السفينة الكويتية باستمرار.


لقد اهتم سمو الأمير بالمجتمع وبنائه بناء سليما على أسس ثابتة وقوية لكي يوفر بيئة علمية صحية تساعد على الإبداع والابتكار ..... وقد حدد سموه أسس دخول الكويت إلى القرن المقبل بتحدياته ومصاعبه ، مشيرا بأنه لا مكان للخاملين فيه أو المتكاسلين عن طلب العلم والجد والعمل ، والاعتماد على الذات وصفاء النفوس قبل ذلك كله.


وهنا يحث سموه المسؤولين عن تربية الناشئة دون أن يستثني نفسه - حفظه الله - على مزيد من العناية بالصغار عماد الغد ، حيث يقول " ..... علينا ، وعلى الآباء والأمهات ، وعلى أولي العلم والخبرة ، أن نولي هذه النفوس اهتمامنا ، وأن نهيئ لكل نفس مجالها الذي تعطي فيه ..... " وفي موقع آخر يدعو سموه إلى أن : " ..... نمهد لها السبل لتكشف عن أغوارها ، ولتندفع بقواها إلى العمل الذي يرضي الله ويشرف الإنسان ويبني الوطن ...... "


وهكذا يواصل سموه تشجيع العلم والعلماء ، ويرعى المواهب ويخصص الجوائز والحوافز للمبدعين ، سواء كانوا كويتيين أو عربا ، كما يترأس سموه شخصيا مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، ويشرف على توجيه برامجها ونشاطاتها مهيئا بذلك الكويت لدخول القرن الحادي والعشرين ، و مسخرًا كل الإمكانات من أجل البحث العلمي والباحثين ، ولما كان النشاط الرياضي بمختلف ألعابه أحد مظاهر التقدم الحضاري ووسيلة ناجحة للإعلام الخارجي فإن اهتمامات صاحب السمو تنصب أيضا في هذا الاتجاه ، وكان لا بد من جهاز مستقل يرعى نشاطات هؤلاء الشباب ، فأصدر سموه مرسوما أميريا بإنشاء الهيئة العامة للشباب والرياضة لتكون جهازا مستقلا يرعى نشاطاتهم بعد أن كان هذا الجهاز مجرد إدارة من إدارات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.


حضرة صاحب السمو أمير البلاد مع أبنائه المعاقين

الإقتصادية وبنفس الرؤيا والحرص الذي يرعى به سموه العلم والعلماء والشباب ، كانت رعايته واهتمامه بمؤسسات العمل الاجتماعي كجمعيات النفع العام ، وبخاصة جمعيات الفئات وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من الهيئات التطوعية ، ذلك لأن هذه المؤسسات الاجتماعية تشكل في واقع الحال نواة المجتمع المدني ، وتبرز الوجه الحضاري للكويت ، الذي يحق لنا أن نفخر ونباهي به.


المسيرة الاقتصادية :

الشيخ جابر الأحمد ، رجل دولة من الطراز الأول ، يوظف خبرته الطويلة في التخطيط والحس الاستشاري لمصلحة بلده ، انطلاقا من إيمانه بأن مسيرة اقتصاد الكويت الوطني ، ليست مصالح ذاتيه ولا مكاسب آنية ، إنما هي مسيرة وطن ، باق بأرضه وأجياله ، واثق من غده ومستقبله ، ولذلك فمن حق هذا الوطن الذي أفاء بخبراته على المواطنين أن يكون هو أول مستفيد من هذه الخيرات باستثمارها على أرضه لخير أبنائه ، فأموال الكويت هي عصب قوتها ، ولعل في توجيهها إلى تبني المشروعات المحلية ، والتي ستنتج عن انتقال بعض النشاطات والخدمات إلى القطاع الخاص ، فرصة استثمارية نافعة للفرد والوطن ، وهنا يشير سموه : "..... ولكي يكون مجتمعنا حيويا منتجا ، مستعدا لحياة أكثر تعقيدا ، تتطلب أفرادا لهم خبراتهم واستعداداتهم لزمن يمتاز بكل جديد وسريع ، فإنه من الضروري القيام بإجراء الدراسات والبحوث ووضع الخطط لكويت القرن القادم ، وأن نعد الأجيال لتتسلم المسؤولية والقيادة لعصر جديد ، حتى لا تتخلف أجيالنا عن الركب العالمي ، ولنضع في هذا السبيل نصب أعيننا أمرين أساسين أولهما : إصلاح الوضع الإداري في مؤسساتنا العامة والخاصة ، حتى تنصلح من خلاله أمور كثيرة ، على أن يكون العمل لذلك صادقا ، وليس مجرد شعارات ، فالله عز وجل يقول ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) والأمر الثاني : الموقف الحازم والصلب ضد الفساد والمفسدين ، بحيث لا نتهاون في عقاب مرتكبي الحوادث المخزية التي تنال من قيم مجتمعنا وأمنه واستقراره ....... "

المسيرة السياسية :

" إن سياسة الكويت سياسة وفاق وسلام ، تنبع من روح القانون الدولي والنظام العالمي الجديد الذي يهدف إلى تدعيم أسسه ويعتمد على قوة القانون والشرعية الدولية واستخدام الصلاحيات التي يوفرها ميثاق الأمم المتحدة".


هذه الكلمات لحضرة صاحب السمو تحدد بإيجاز المسار السياسي لدولة الكويت ، تلك الدولة المسالمة التي تحب ولا تكره ، تصادق ولا تعادي ، تجمع ولا تفرق ، تصالح ولا تخاصم وهي على هذا المسار ثابتة الخطى ماضية في طريقها الذي رسمه لها قائدها.


وعلى رغم ما تعرضت له الكويت من عدوان واحتلال كان بمثابة الصدمة لها لم تغير من سياستها الخارجية ، بل العكس زادها ذلك قوة وثباتا ، وهذا ما يؤكده سمو الأمير في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والأربعين " ..... الكويت اليوم كالكويت بالأمس ، جسر محبة ورسول سلام ، والفرق أنها اليوم أعمق شعورا بمعنى السلام ، وأعظم إيمانا بالنظام الجديد الذي يصون العدل ويحمي الحق ويسعى للخير.... "


فعلى المستوى الخليجي ولد مجلس التعاون لدول الخليج العربي بفكرة كويتية خالصة نابعة من قناعة أميرها وقائدها الذي استطاع بنظرة ثاقبة أن يحدد الخطوة وميقاتها بهدف حفظ الخليج العربي من طمع الطامعين وحقد الحاقدين وكأنه ينظر إلى عصور قادمة تكون فيها التكتلات ركيزة المجتمع الدولي.


وسمو الأمير كان دائما يردد على مسامع إخوانه قادة الخليج في كل دورة من دوراته ضرورة الوقوف في وجه الأخطار ، لحمة ثابتة ولبنة متماسكة خرجت من رحم التعاون الخليجي .... هذا التعاون الذي يهدف إلى خير بلدان الخليج وشعوبه من أبناء الجيل الحاضر وأبناء الأجيال المقبلة وإلى خير البشرية.


وكثيرا ما شدد سمو الأمير في كلماته بمؤتمرات قمم مجلس التعاون الخليجي على أن لقاءات المجلس الأعلى لمجلس التعاون واجتماعاته تتخذ طابعا مميزا في المنطقة العربية حيث أصبح مجلس التعاون رمزا للترابط والتماسك والمصير الواحد ، وقد تولد شعور لدى المواطن في بلدان مجلس التعاون بأنه جزء لا يتجزأ من مجموعة متناسقة ، وأنه على المستوى الفردي مستعد لان يشارك في أي جهد لتعضيد هذا الشعور وترسيخه فكرا وعملا.


ثم جاءت قمة الدوحة لدول مجلس التعاون في العام 1996م لتكون منتدى لفكرة كويتية خالصة طرحها سمو الأمير على إخوانه قادة مجلس التعاون ، تتمثل في تكوين مجلس استشاري من 30 عضوا من مواطني الدول الست الأعضاء في المجلس ، تكون مهمته تقديم النصح والمشورة والرأي للمجلس الأعلى لمجلس التعاون ، وقد تلقى إخوانه قادة دول مجلس التعاون فكرة سموه بكل ترحاب وتقدير رغبة منهم في أن تكون قرارات مجلس التعاون منسجمة مع تطلعات المواطنين.


أما على المستوى العربي فإن سمو الأمير يؤمن إيمانا عميقا بأهمية أن يسود السلام العادل والشامل المنطقة العربية على أسس صحيحة وسليمة ، بإعادة جميع الحقوق المشروعة إلى سوريا في هضبة الجولان ولبنان في جنوبه وبقاعه الغربي ، وبذلك تتجنب المنطقة عوامل عدم الاستقرار.


كما أن القضية الفلسطينية لها النصيب الأكبر في اهتمامات سمو الأمير ، فهي رفيقته الدائمة في مشاركاته الخارجية ، فهو يؤكد أنه لا يمكن للأمن والاستقرار أن يسود المنطقة ما لم تحل هذه القضية.


ولقد لعب سمو الأمير دورا بارزا في تسوية النزاع الذي دار في اليمن عام 1994م حيث دعا سموه المسؤولين اليمنيين في ذلك الوقت إلى وقف القتال الدائر في بلادهم والجلوس على طاولة المفاوضات للتباحث بروح أخوية مخلصة حول جميع عناصر الاختلاف ، وأعرب سموه لدى استقباله مبعوث نائب رئيس مجلس الرئاسة باليمن آنذاك عن أسف الكويت العميق لإراقة الدماء وإزهاق الأرواح وإهدار القوى ، وأكد سموه بوضوح موقف الكويت الثابت الرافض لاستخدام القوة في حل المشكلات.


مساعدة اللاجئين العراقيين في مخيماتهم في إيران عن طريق الهلال الأحمر الكويتي

والكويت يمثلها أميرها المفدى حريصة أشد الحرص على التمسك بانتمائها العربي ، وتعزيز هذا الانتماء في قلوب أبنائها ، وعلى الرغم مما أصابها من آلام بأياد عربية أساءت لعروبتها ولروابط الأخوة وصلة الرحم .... فإن الكويت تفرق بين النظام النظام العراقي البائد والشعب العراقي المظلوم والذي هو الآخر ضحية من ضحايا هذا النظام ... فالكويت لم تنس معاناة الشعب العراقي ، حيث قدمت له ممثلة بجمعية الهلال الأحمر الكويتية الكثير من المساعدات الإنسانية وبخاصة في مخيمات اللاجئين العراقيين في جنوب إيران.




وفي إحدى زيارات سموه الرسمية لبريطانيا قدم تبرعا سخيا لصندوق "عمار" لإغاثة اللاجئين العراقيين ، هذا الصندوق الذي سمي باسم صبي عراقي يعاني من تشوهات جسدية ، حيث أصيب أثناء الهجمات التي شنها نظام بغداد بالأسلحة الكيماوية والجرثومية في منطقة الاهوار بجنوب العراق عام 1991م ، وقد أحضرت "ايما نيكلسون" النائبة البريطانية المحافظة التي ساهمت في إنشاء الصندوق الصبي عمار إلى لندن في عام 1992م ، لتلقي العلاج الطبي ومن ثم أطلقت اسمه على صندوق لإغاثة اللاجئين العراقيين.


وقد قرر القائمون على الصندوق استخدام الهبة الأميرية لبناء مستشفي وتطوير برنامج تعليمي في جنوب إيران لخدمة اللاجئين العراقيين الذين تركوا ديارهم بسبب قسوة نظام صدام حسين العدواني.


وعلى مستوى الدول الإسلامية ، وفي تناغم يعبر عن شخصية سمو أمير البلاد الدؤوبة المتفانية شهد العالم الإسلامي اهتماما بالغا من سموه بقضايا الأمة الإسلامية على اختلافها وتباينها السياسي.


فقد ترأس سموه منظمة المؤتمر الإسلامي في الكويت خلال دورتها الخامسة (1987-1991م) التي صادفت وقوع الاحتلال العراقي على الكويت ، حيث طلب سموه من الدول الإسلامية العذر عن أي تقصير من جانب رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي خلال المحنة التي تعرضت لها الكويت يقول سموه " .... فقد كنا نود أن نعطي الكثير من أجل المنظمة لولا ما تعرضنا له من مأساة .... " جاء ذلك في خطاب سمو الأمير بمناسبة افتتاح مؤتمر القمة الإسلامـــي في دورتـــه الســـادسة " بداكار عام 1991م ، حيث ذكر سموه في خطابه الإنجازات التي تحققت طيلة سنوات قيادة الكويت للقمة الإسلامية وأبرزها الاهتمام بقضية فلسطين وفي مقدمتها القدس الشريف ، وعملية السلام الشاملة التي بـــدأت في مدريد ، وقـضــــايا لـبـنـان وأفغانستان وجنوب أفريقـيـــــا وجزيرة مــايـــوت ، والوضع الاقتصادي الحرج بأفريقيا ، وأحداث الصومال ونزاع جامكو وكشمير والاقليات الإسلامية في العالم.


من جانب آخر يؤكد حفظه الله : " ..... أن حقائق الإسلام ليست شعارات للاستهلاك في سوق السياسة ، إنما هي أوامر إلهية مقدسة ..... " مذكرا بما فعله النظام العراقي البائد مع جاره المسلم في الكويت.


وفي هذا التوجه ، يحث سموه دول المنظمة دائما على التعـــاون والتــرابط والاتحاد ليكون لها شأن ، حيث يقول حفظه الله " .... في سبيل تحقيق صورة ناصعة لأمتنا ودخول حلبة المنافسة التي تفرضها المرحلة الحالية أرى أن يكون طريقنا إلى ذلك أن نحدد دون مزايدات ودون المساس بخصوصيات دولنا ضوابط الالتزام من كل الأطراف واحترام المواثيق ونبذ العدوان ، وتتجه جهودنا في الوقت نفسه نحو البحث عن الوسائل الممكنة البالغة الوضوح والتحديد ، والخطوات والمراحل لتحقيق أهدافنا ، وإلى البحث عن صيغة عملية نضمن من خلالها قدرا متفقا عليه من التنسيق بين مواقف الدول الإسلامية إن لم يصل إلى التطابق فلا يصل إلى التضارب والتناقض ، ولتكن هذه السبل من مهام الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ....".


ومن جهة أخرى ، يحرص سمو الأمير أشد الحرص على تقديم المساعدات إلى المسلمين في شتى أرجاء العالم ، وخاصة في مجال بناء المساجد والمدارس والمستشفيات ودور الأيتام وغيرها من المشروعات التي تعود بالنفع على المسلمين.


كما يبدي سموه تعاطفا شديدا مع قضايا المسلمين في العالم ، حيث يحرص على اللقاء بالأقليات والمنظمات الإسلامية في الدول الغربية أثناء مهماته الرسمية لهذه الدول ، والاستماع إلى مشكلاتهم وتفهم أوضاعهم وتقديم المساعدة في ما يحتاجون إليه ، وبخاصة أولئك المسلمين الساعين لنيل حريتهم واستقلالهم كما حصل في البوسنة والهرسك.


وعندما نأتي إلى الحديث عن الأسرة الدولية نجد أن سمو الأمير لم يكن أقل نشاطا واهتماما بهذا الجانب الذي يشمل التعاون مع دول العالم من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة والقمم الدولية المتخصصة ، والتي يحرص سموه على حضور اجتماعاتها من منطلق أنه مكان تجتمع فيه الدول على قدم المساواة ، وتسعى متآزرة لإقامة الحق والعدل ، والحفاظ على النظام والأمن العالميين ، وتحقيق الخير والسلام لشعوب الأرض.


ولا غرابة في ذلك ، فقد أثبتت الأمم المتحدة دورها البارز إبان أزمة الكويت وما اتخذه مجلس الأمن من قرارات إعادة الحق الكويتي والشرعية الكويتية إلى سابق عهدها ، وقد أشاد سمو الأمير بهذا الموقف الحازم للأمم المتحدة ، حيث أكد رعاه الله في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها السادسة والأربعين أن " ..... هذا الصنيع لهو النذير لكل من تسول له نفسه أن يبطش بالآخرين تحقيقا لطموح زائف أو إرضاء لنزوة جامحة ، إن الأمم المتحدة له بالمرصاد .......".


وفي ظل النظام الدولي الجديد الذي تحددت معالمه إثر أزمة الكويت لا يمكن أن تنعم منطقة الشرق الأوسط بالأمن والاستقرار ، ما لم تحل قضية فلسطين ولبنان الشقيق حيث يقول سموه مخاطبا الأمم المتحدة ...... " لقد تحددت من خلال تجربة الكويت المعالم الواضحة لنظام دولي جديد يقوم على الشرعية واحترام سيادة الدول ، والقضية الفلسطينية في ضوء هذا النظام يجب إيجاد حل عاجل لها ، متمثل في تنفيذ قرارات مجلس الأمن كاملة ، توضع بمقتضاها نهاية مشرفة لمأساة الشعب الفلسطيني ، وإنما لنأمل أن تلقى الجهود المبذولة الآن لعقد مؤتمر للسلام النجاح والتوفيق وتحقيق الهدف المشهود ، والأمر نفسه ينطبق على لبنان الشقيق الذي يحتاج منا جميعا إلى الوقوف بجانبه لتحقيق الاستقرار فيه والعمل الصادق على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الصادرة بشأنه.


هذا ، ونتيجة للموقف الحازم للأمم المتحدة ، فإن العراق الذي كان يماطل في ترسيم حدوده مع الكويت والذي يصر على اعتبارها المحافظة العراقية التاسعة عشرة اضطر أخيرا إلى الاعتراف الرسمي الموثق بسيادة الكويت واستقلالها ، وبحدودها معه كما أقرتها اللجنة الدولية المنبثقة عن مجلس الأمن ، وإنه سيضطر لاحقا إلى استكمال تنفيذ سائر القرارت الدولية المتعلقة بحرب تحرير الكويت ، وضمانا لعدم تكرار المغامرة العراقية التي وقف العالم بأسره ضدها ، فقد وقعت دولة الكويت اتفاقيات دفاعية مع كل من واشنطن ولندن وباريس وموسكو والصين.


ومن أجل المزيد من التلاحم والتعاون مع الأسرة الدولية ، كان لسمو الأمير الكثير من المشاركات الخارجية على مستوى العالم من قمم ومؤتمرات ترك خلالها بصمات واضحة المعالم سجلت لصالح الكويت ..... مـن هـذه المشاركات :


في 12/6/1992م شهد سموه حفظه الله افتتاح قمة الأرض التي بدأت أعمالها في "ريو دي جانيرو " حيث شارك فيها 106 من زعماء العالم ، وكان سمو أمير البلاد الزعيم العربي الوحيد الذي يحضر القمة.


وقد ألقى سموه كلمة الكويت في المؤتمر دعا فيها سموه لإيجاد كوكب نظيف وصحي يستطيع بنو الإنسان العيش فيه وتأمين مستقبل أجيالهم المقبلة ، مؤكدا استعداد الكويت للإسهام بشكل فعال في كل ما يعود على الإنسان بالخير والرفاه ، والتعاون مع المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى الغايات النبيلة والداعية لتحقيق حلم الإنسان المعاصر في إيجاد بيئة صحية مستقرة، كما تحدث سموه عن الكارثة البيئية الكبرى التي عرفها العصر الحديث وذلك بإشعال النيران وتفجير 792 بئر نفط كويتي ، وسكب الملايين من براميل النفط في مياه الخليج ، ودعا سموه في هذا المؤتمر إلى إصدار تشريعات تعتبر التدمير المتعمد للبيئة جريمة ضد الإنسانية ، مشيرا إلى توقيع الكويت على الاتفاقية الخاصة للتنوع الحيوي ، كما دعا سموه إلى البحث عن مسببات الفساد البيئي المختلفة.


في 2/12/1992م تبنى مؤتمر قمة عدم الانحياز في دورته العاشرة في العاصمة الإندونيسية "جاكرتا" المبادرة التي سبق لسمو الأمير أن طرحها أمام الأمم المتحدة عام 1988م وحدد طرحه عام 1990م الذي دعا فيه المجتمع الدولي إلى إعادة جدولة ديون بعض الدول وإسقاط الفوائد وأصول القروض عن الدول المعدمة ، وقد تصدرت هذه القضية مناقشات المؤتمر وتم بالفعل مناقشة خطة لجدولة هذه الديون في اللجان المختصة.


في 11/3/1995م حضر سمو الأمير أعمال القمة العالمية للتنمية الاجتماعية التي عقدت في العاصمة الدانمركية "كوبنهاجن" وناقشت عددا من القضايا المتعلقة بالإسراع بخطوات التنمية الاجتماعية في العالم والحد من الفقر والبطالة ، وقد ألقى سموه كلمة أمام القمة أوضح فيها حرص الكويت على مد يد العون والمساعدة إلى سائر دول العالم مشيرا إلى أن حجم القروض الكويتية إلى سائر دول العالم تبلغ 8 بلايين دولار.


وأكد سموه أمام قمة كوبنهاجن رفض الكويت أميرا وحكومة وشعبا القهر والإذلال الذي يمارس على الأسرى والمرتهنين أينما كانوا ومهما كانت الأسباب والدواعي الرامية إلى احتجازهم.


وقد وزع الوفد المرافق لسموه على رؤساء وأعضاء الوفود المشاركة كتابا يروي تجربة الكويت مع التنمية الاجتماعية ونبذة عن نشاط الكويت الاقتصادي في مرحلة ما قبل النفط علاوة على سياسة الكويت في مواجهة القوى العالمية وحدودها مع جيرانها وأسس الحكم في الكويت الذي يعتمد الديمقراطية والشورى أساسا له.


وتتصدر الكتاب مقدمة لصاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح اشتملت على عرض موجز للكتاب ومضمونه حيث يقول سموه :


" .... يهدف هذا الكتاب إلى تقديم صورة شاملة لعملية التنمية الاجتماعية في الكويت نتعرف من خلالها على الأصول التي استمدت منها الكويت كيانها وتميزها وطابعها الإنساني ، وكانت القوى الدافعة وراء إنجازاتها المعبرة عن الجهود المتلاحمة لقيادتها وشعبـهـــا والروح الملهمة لصمودها وثباتها ، فلم يستطيع العدوان العراقي أن يخضع لإرادتها أو يمحو هويتها ، أو يجد بين صفوفها من يفرط في ذرة من ترابها وحقوقها وتصدت لمقاومته في ثبات وإصرار ............ "


ويضيف سموه في تقديمه للكتاب " ...... أن الكويت تتطلع إلى نتائج المؤتمر الذي يعبر عن إرادة عالم عانى كثيرا من أحلام الطغاة ، تلك الأحلام التي صنعت الحروب واسـتـنــزفت موارد الأمم وطاقاتها ، كما عانى من الإنسانية التي انتشرت معها صور من البؤس والفقر ، أهدرت آدمية الإنسان في عالم يكابد تدهور القيم والمثل التي تمنح الحياة الإنسانية قيمتها وكرامتها ........... "


في 24/10/1995م شارك سمو الأمير في الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الأمم المتحدة ، حيث ألقى سموه كلمة الكويت التي بدأها بتقديم الشكر لهذه المنظمة الدولية بإسمه وبإسم شعب الكويت على ما قدمته لدولة الكويت من مساندة ضد العدوان ، متمنيا أن تستمر هذه المساندة حتى يتم تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن وبخاصة ما يتعلق بالأسرى الكويتيين وغيرهم الذين يمثل احتجازهم في السجون العراقية مأساة إنسانية.


وبهذه المناسبة قام مركز نظم المعلومات بالديوان الأميري بإصدار مجموعة من ثلاث كتب تحكي " للتاريخ " أحداثا مهمة في مسيرة الكويت الحديثة ، ترجمت إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والأسبانية والروسية والصينية.


ومما يعطي لهذه المجموعة وزنها أنها اعتمدت في حكايتها "للتاريخ" على الموضوعية التامة والحقائق المجردة المحايدة المدعمة وثائقيا ، مع تجنب تام لأي نفاق دعائي أو جنوح إلى مبالغات لا تتفق مع الحقيقة والواقع.


وقد تشرفت هذه المجموعة من الكتب الثلاثة بتقديم من صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ، الأمر الذي يمثل توكيدا على أهمية وقيمة ما تطرحه هذه المجموعة من موضوعات ، ومما طرحه سموه في هذا التقديم دعوته إلى العالم أجمع " ..... وبعد فإننا في هذه المناسبة العظيمة الرائعة الاحتفال بالعيد الخمسين للأمم المتحدة نتقدم إلى شعوب هذه الأرض جميعهم بالتهنئة بهذه المناسبة الغالية على نفس كل إنسان شريف ، راجين من كافة شعوب هذا الكوكب أن يلتفوا حول هذه المنظمة الدولية ، ويساندوها بكل ما أوتوا من قوة ، ويبذلوا كل ما في وسعهم من طاقات مادية ومعنوية في سبيل تدعيمها وترسيخ جذورها وقواعدها ، وأن يتمسكوا بأهداف ميثاقها ، ويعملوا في إصرار على تحقيق تلك الأهداف ، بل وأن ينشدوا المزيد منها ، حتى تتحقق الآمال والأحلام في أن يصبح هذا العالم وحدة واحدة وكيانا واحدا ، لا مجال فيه لصراع بين دولة وأخرى ، أو نزاع إقليمي أو حدودي ، أو نزاعات وتعصبات عرقية أو دينية ، ولا وجود فيه لاعتداء دولة على أخرى وانتهاك حرماتها والعبث بمقدراتها ....... ".

قصائد ابناء قبيلة العجمان بمناسبة عودة امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الصباح حفظه الله سالما مُعافا:






في نهاية هذه السيرة المباركة لامير البلاد الشيخ جابر الاحمد الصباح حفظه الله ، نسأل الله العلي القدير بأن يمن على سموه بوافر الصحة والعافية انه ولي ذلك والقادر عليه.

مع تحيات

إدارة شبكة مجالس قبيلة العجمان




التعديل الأخير تم بواسطة : ابومحمد الشامري بتاريخ 19-08-2005 الساعة 10:22 AM.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18-08-2005, 12:38 AM
خالد المحفوظي خالد المحفوظي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 1,686
معدل تقييم المستوى: 21
خالد المحفوظي is on a distinguished road

الله يعطيكم العافية يا ادارة المنتدى ما قصرتم وعساكم على القوة والله يحفظ الشيخ جابر ابو مبارك ويديم على الصحة اللهم امين.

تحياتي

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18-08-2005, 01:51 PM
فواز بن محمد فواز بن محمد غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 3,296
معدل تقييم المستوى: 22
فواز بن محمد is on a distinguished road

يكفيه ان كل من شاهد صورته دعاء له وقال له الصغير والكبير بصوت واحد ( بابا جابر ) ادامه الله بحفظه والبسه ثوب الصحة والعافية آمين

 

التوقيع

 

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

 
 
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19-08-2005, 11:14 AM
ابو جابر المري ابو جابر المري غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 195
معدل تقييم المستوى: 20
ابو جابر المري is on a distinguished road

لا هنتم يا ادارتنا الغاليه على النبذه الرائعة لسيدي صاحب السمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد حفظه الله ورعاه وادام عليه نعمة الصحة والعافية.

دمتم

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عجمان ( الرس ) : العلماء وطلبة العلم الجزء 3 ابومحمد الشامري مجلس أنسـاب قبيلة العجمـــــان 25 05-06-2013 07:34 PM
بيان العلماء وطلبة العلم حول قيادة المرأة للسيارة. أبو ناصر المجلس الإســــلامي 5 23-07-2005 08:20 AM
عالم النفس : مع الشيخ عائض القرني ( نقل صوتي من قناة المجد الفضائية ) سهيل الجنوب المجلس الإســــلامي 8 06-06-2005 01:40 PM
..::][ مـامثل زايــد عرفـنـا في الـزمن قـايد .. كل المعـالي تعلي من معـاليهـا ][::.. لبيه يا منـــــادي المجلس العــــــام 18 04-06-2005 02:39 PM
أبن لادن والجزيرة وأنا هداج تيما المجلس السياسي 1 19-05-2005 06:06 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 03:58 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع