مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2010, 06:51 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
أساليب التربية النبوية

أساليب التربية النبوية
أسلوب الإقناع
جاء في مسند الإمام أحمد : (( أن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنى، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالو: مه، مه ، فقال: أدنه، فدنا منه قريباً، قال: فجلس، قال : أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لبناتهم؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، .... قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء )) .

ففي هذا الأثر طلب الشاب من الرسول صلى الله عليه وسلم الرخصة بالزنا وركوب الفواحش بأسلوب صريح منفّر. ولكن تأمل معي أخي الحبيب إلى موقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع هذا الشاب وتعامله معه . كان موقفه صلى الله عليه وسلم موقفاً حكيماً، ومعلماً بارعاً؛ حيث عالج هذه المشكلة بهدوء وروية، فلم ينهره صلى الله عليه وسلم ولم يعنفه، بل طلب منه أن يدنو ويُقْبل عليه، في حين أن بعض الصحابة قد زجروه، كما في الحديث (( فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه )) ، ثم بدأ معلم الخير في إقناع الفتى باستعمال الحوار العقلي والموازنة بين الحقائق الفطرية في الناس. حيث قال : (( أتحبه لأمك ؟ )) (( أفتحبه لابنتك؟)) (( أفتحبه لعمتك؟ )) إلخ ... ومن البدهي أن يكون الجواب : لا؛ لأن نفس المرء تأنف أن يتعرض أحد على قرابته بالأذى.

وهذه المبادرة النبوية بأسلوب الإقناع الفكري ولّدت في نفس الشاب القناعة، وعلمّته مقاصد الشريعة وحِكَِمِها من تحريم هذا الفعل الشنيع، وإلا كان من الممكن أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : هذا حرام، ولا يجوز، وينكر عليه، ويسرد له من أدلة القرآن الكريم على تحريم الزنا، ولكن تبقى قضية القناعة لا تأخذ حقها في النفس .

ثم ازدان مع هذا الحوار النبوي الجميل والمقنع أن تلطف الرسول صلى الله عليه وسلم مع هذا الشاب حيث وضع يده الشريفة على صدر الشاب، ودعا له بالمغفرة والطهر ... وهذا الدعاء النبوي الكريم بمثابة العلاج لشهوات النفس لدى الشاب ، فكانت ثمرة هذا الحوار والعلاج النبوي كما في الأثر: (( فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء )) .

وفيما سبق درس دعوي تربوي للدعاة والمربين بأن يأخذوا أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته للأمة، من الإقناع الفكري ، والتلطف بالمتربين، والدعاء لهم بالبركة والخير والمغفرة .

إعداد : أبو الحسن الفطاني علي مهاما

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-08-2010, 07:10 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

التدريب العملي
استخدام أسلوب التدريب العملي .

فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة العقبة، وهو على ناقته: (( القط لي حصى )) . قال ابن عباس : (( فلقطت له سبع حصيات من حصى الخذف ... )) رواه ابن ماجه برقم (3029) .

وفي الحديث الآخر عن علي رضي الله عنه قال : (( أمرني رسول الله على بدنه، وأن أقسم جلالها وجلودها )) رواه ابن ماجه برقم (3099) .

يلاحظ من الموقفين السابقين أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من الصحابيين : (علي، وابن عباس رضي الله عنهما) أن يقوما بأعمال النسك بأنفسهم ؛ وهذه لفتة تربوية نبوية تدعو إلى استخدام أسلوب الممارسة العملية في المجالات التربوية .

ومن المعلوم أن في النفس مهارات قابلة للنمو، فإذا ما سقت بالتدريب العملي زادت قدراتها وإمكانياتها نحو الكمال البشري، وألفت ما تدرّبت عليها حتى تصبح سجية لها.

فتبين مما سبق أن على المربين العناية بأسلوب الممارسة العملية ؛ لما لها من الأهمية التربوية؛ إذ هي أسرع إلى الفهم ، وأدعى إلى التطبيق، وأرعى إلى الثبات، وأفضل سبيل لتقويم الأخطاء.

إعداد : أبو الحسن الفطاني علي مهاما .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27-08-2010, 07:13 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

التربية بالأحداث
إن اختيار الوقت المناسب من قبل المربي، في توجيه من حوله يسهل ويقلل من جهد العملية التربوية ويؤتي نتائج تربوية أفضل، فمعلم الأمة صلى الله عليه وسلم كان دقيق النظر إلى تحين الزمان والمكان المناسبين لتوجيه من حوله، والاستفادة منهما في تلقين أصحابه الأفكار البناءة، وتصحيح السلوك الخاطئ، وإحلال سلوك سليم[1]. وأكثر من يتعرض لهذه المواقف التربوية هو المعلم، فعليه أن يتبع أسلوب النبي المربي صلى الله عليه وسلم ويجعل للرحمة مكاناً في قلبه ويرحم طلبته حتى يستطيع برحمته وحكمته أن ينفذ إلى القلوب وتكون كلمته نافذة إلى نفوسهم، ويتحقق الهدف التربوي. فرحمة العباد تجلب رحمة الخالق تبارك وتعالى كما ورد في الحديث، عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: كَانَ ابْنٌ لِبَعْضِ بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهَا، فَأَرْسَلَ: "إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، ولِلَّهِ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ " فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فَأَقْسَمَتْ عَلَيْهِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَقُمْتُ مَعَهُ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ ابْنُ كَعْبٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَلَمَّا دَخَلْنَا نَاوَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبِيَّ، وَنَفْسُهُ تَقَلْقَلُ فِي صَدْرِهِ-حَسِبْتُهُ قَالَ:-كَأَنَّهَا شَنَّةٌ، فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَتَبْكِي؟فَقَالَ:"إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ[2]"* فرحمته صلى الله عليه وسلم لا تقف عند حد التأثير والتأثر، بل كان يراعي مصالحهم رحمة بهم ويوجههم إلى السلوك الذي يفيدهم .

ويكون تطبيق التربية وفقاً للأحداث وأمام الناس أحياناً حتى يدركها الناس جميعاً، فمن الأحداث ما هو خاص بين المربي وصاحب الشأن ومنها ما هو عام ويحتاج إلى جمع من الناس حتى يتم تطبيق التوجيه التربوي حسب الموقف. فعن جَابِرٍ قَالَ: أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ عَبْدًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:أَلَكَ مَالٌ غَيْرُهُ؟" فَقَالَ: لَا، فَقَالَ:" مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي" فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيُّ بِثَمَانِ مِائَةِ دِرْهَمٍ، فَجَاءَ بِهَا رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلِأَهْلِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهَكَذَا وَهَكَذَا"يَقُولُ: فَبَيْنَ يَدَيْكَ وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ[3]*. كما جاء في الحديث أن الرجل أعتق عبده رغم أنه فقير ومحتاج، وليس عنده ما ينفقه إلا هذا العبد، فأُخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، فسأل الرجل: أَلَكَ مَالٌ غَيْرُهُ؟" فَقَالَ: لَا، عندها كان التوجيه التربوي التطبيقي، حيث سأل الصحابة رضي الله تعالى عنهم من يشتري العبد، ففي هذا الموقف النبوي تظهر الحكمة ومعالجة الأمور؛ لأنه أراد أن يسد حاجة الرجل وأهله ثم يتصدق بما بقي من مال.فيظهر من الحديث دروس تربوية منها الابتداء في النفقة حسب الترتيب المذكور- النفس، الأهل، القرابة، فعن اليمين ثم عن الشمال- ومنها أن الحقوق والفضائل إذا تزاحمت قدم الأوكد فالأوكد، ومنها أن الأفضل في صدقة التطوع أن ينوعها في جهات الخير ووجوه البر بحسب المصلحة، ولا ينحصر في جهة بعينها[4]، وأن النفس أولى من غيرها بالإحسان، وأن يفكر المرء قبل البدء في أي عمل ويختار الأفضل.

بهذا الأسلوب التربوي كان صلى الله عليه وسلم يبين أفضل الأعمال، ويوجه سيئها بطريقة لا تجرح المشاعر ولا تؤذي النفوس ويبين الأولويات والفضائل بطريقة مشوقة، مستغلاً المناسبات والأحداث في التعليم والتوجيه بأسلوب حكيم ومعاني بليغة، كما قال أنسy: كُنَّا مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ، فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ، قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ أَكْثَرُنَا ظِلًّا صَاحِبُ الْكِسَاءِ، وَمِنَّا مَنْ يَتَّقِي الشَّمْسَ بِيَدِهِ، قَالَ:فَسَقَطَ الصُّوَّامُ، وَقَامَ الْمُفْطِرُونَ، فَضَرَبُوا الْأَبْنِيَةِ وَسَقَوُا الرِّكَابَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالْأَجْرِ[5]"* الحديث يجسد حال الصحابة في السفر، فكانوا على قسمين منهم الصائم ومنهم المفطر، فالصائمون أنهكهم التعب إضافة لحرارة الجو فكانوا لا يستطيعون العمل والحركة، أما المفطرون فقد شدوا أوساطهم للخدمة، وقاموا بالأعمال بكل نشاط واجتهاد، وفي هذا الموقف يُبين صلى الله عليه وسلم أي الفريقين أجره أفضل الصائم أم العامل، فقال: "ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالْأَجْرِ". إن الإسلام دين رحمة للعالمين، يفتح لهم آفاق الحياة على منهج سليم، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وضح صلى الله عليه وسلم أن التعاون في وجوه الخير له عظيم الأجر –فالله تبارك وتعالى يُحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه- كما أنه يغرس في القلوب حباً مستمداً من الأخوة الصادقة في الله. ثمرته الإحساس بمعاناة المسلمين والتخفيف عنهم . إن المدرسة النبوية هي مدرسة القيم والمبادئ، وإيجاد الثقة في النفس، بهذا الأسلوب درب محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه ليكونوا على قلب رجل واحد يساعد القوي الضعيف، ويتعاون المسلمون فيما بينهم، إن هذه التوجيهات لو تلقاها أصحابها وهم جالسون قاعدون في بيوتهم لن يدركوا أهميتها ويشعروا بفائدتها، إن مثل هذه التربية هي التي أخرجت الجيل الجاد العملي، الذي يعيش العلم والعمل معاً. حريصاً على المبادرة لفعل الخير . فالمفطرون أرادوا أن يعاونوا الصائمين فبادروا بالعمل، فكان أجرهم أعظم، من هذا نخلص إلى أن العمل من أجل الجماعة أفضل من العمل الشخصي ولو في عبادة، وهذا له هدف عميق وحث على قضاء حوائج الناس ومساندتهم في حاجتهم، ولا يتم هذا العمل إلا من خلال الإحساس بأحوال الآخرين، فالمربي الكريم صلى الله عليه وسلم يشعر بأصحابه ويأمرهم بالاعتدال في كل الأمور حتى في العبادات، فمع توجيهه لأصحابه في كــــــل موطن، إلا أن تربيته كثيراً ما تكون من خلال الأحداث، فكان يضع الناس في الموقع والميدان ويأتي التوجيه حينها، كما جاء في حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوِصَالِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: فَإِنَّكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ! تُوَاصِلُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَأَيُّكُمْ مِثْلِي؟ إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي" فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا، ثُمَّ رَأَوُا الْهِلَالَ، فَقَالَ:" لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلَالُ لَزِدْتُكُمْ "كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا[6]*. إن مصدر الطاقة في الإنسان الغذاء فإذا بعُد عنه ضعف جسده وقل جهده، والإسلام دين قوة وعمل، لا يقبل بالأعمال التي تضعف الجسم، وتقلل من طاقته، فالخالق سبحانه وتعالى يعلم ما يتوافق مع عباده فيأمرهم به، وما يضرهم فينهاهم عنه، ولكن الإنسان أكثر شيء جدلاً، وهذا ما يتضح في الحديث السابق حيث نهى المربي الفاضل صلى الله عليه وسلم عن الوصال، -وهو صوم يومين فصاعداً من غير أكل أو شرب بينهما- رحمة بأمته وتخفيفاً عنهم، ولكن بعض الصحابة وجد في نفسه قوة فأراد أن يقتدي بالمصطفى ويواصل في صومه، فواصل بهم صلى الله عليه وسلم يوماً ثم يوماً لاحتمال المصلحة في تأكيد زجرهم وبيان الحكمة في نهيهم والمفسدة المترتبة على الوصال، وهي الملل من العبادة والتعرض للتقصير في بعض وظائف الدين من إتمام الصلاة بخشوعها وآدابها، وعندما مضى يومان من الوصال وهم قد ضعفوا وأفطروا عند رؤية الهلال، فقال لهم: "لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلَالُ لَزِدْتُكُمْ " كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا، فالصحابة تعلموا درساً بالتطبيق الفعلي وكانوا عبرة لغيرهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لهم أنه لا أحد مثله فقالr: "وَأَيُّكُمْ مِثْلِي؟ إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي"، أي يجعل الله فيّ قوة الطاعم الشارب[7]. إن أسلوب التربية بالتجربة والعمل من أنجح الأساليب التربوية نظراً لفعاليته، والإحساس به وممارسته، فالرسول صلى الله عليه وسلم استخدم هذا الأسلوب مع أصحابه حيث تركهم يمارسون ما ظنوا أنهم يستطيعون فعله، فالنفس تعيش حالة من التصميم حتى ولو كانت على خطأ، ولا يوقظ هذه النفوس إلا شيء من الإقناع، يردها للجادة، ويؤكد لها معاني الصواب. وفعلاً ثبت لهم بالتجربة خطأ ظنهم .

إن الأسلوب التجريبي أسلوب حضاري عصري ينادي به علماء التربية وعلماء النفس، إضافة لعلماء الطبيعية، مما يدل على أن أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التربويه سبقت جميع الأساليب الحديثة ، فكانت تربيته عظيمة شامخة تتجسد فيها أفضل العلاقات الإنسانية، والقيم الإسلامية ، والزهد في الدنيا والإقبال على الله؛ لأن تربيته صلى الله عليه وسلم غير محددة بزمان أو مكان، فالمربي الناجح هو الذي ينتهز الفرصة المناسبة لتحقيق ما يريد الوصول إليه، سواء كان في المسجد أو السوق وغير ذلك .

إعداد: دكتورة/فاطمة باجابر





--------------------------------------------------------------------------------

1- سويد /محمد نور بن عبد الحفيظ، منهج التربية النبوية للطفل، ط4، 1412هـ، مرجع سابق ،ص313.

2- البخاري، صحيح البخاري، مرجع سابق، ج9، كتاب التوحيد، ص206، ر :6.

3- مسلم /صحيح مسلم، مرجع سابق، ج2، كتاب الزكاة، ص574، ر:997.

1-النووي/صحيح مسلم بشرح النووي، مرجع سابق، ج7، كتاب الزكاة، ص69، ر: 997.

2- مسلم / صحيح مسلم، مرجع سابق، ج2، كتاب الصيام، ص647، ر:1119.

1- مسلم / صحيح مسلم، مرجع سابق، ج2، كتاب الصيام، ص636، ر:1103.

2- النووي/مرجع سابق، ج7، كتاب الصيام، ص173، ر: 1103.

الدكتورة فاطمة باجابر

الدكتورة فاطمة باجابر

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27-08-2010, 07:15 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

نماذج عملية من الحوافز النبوية
إن من الأساليب التربوية النافعة التي يمكن للمربين من الآباء والمعلمين الاستفادة منها ما يمكن أن نعبر عنها بالحوافز ( الثواب ) وهي المشجعات والمرغبات والمستحثات التي تدفع المتربي إلى مزيد من الرضا والقناعة وبالتالي الجد والبذل والعطاء وهذه الحوافز تتنوع بين مادية وأخرى معنوية ونفسية وكذلك أخروية غيبية ، ولعلي هنا أعرض بشي من الاختصار جملة من النماذج التي استخدم فيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعاَ من هذه الحوافز وهي الحوافز المعنوية ، لتكون لنا نبراساَ نهتدي به عند ممارسة عملية التربية والتعليم .

النموذج الأول :

في موقف تربوي رائع يستخدم صلى الله عليه وسلم نوعاً آخر من الحوافز يتمثل في منح الأوسمة والثناء على بعض الصحابة في جوانب التميز لديهم في إحدى الغزوات.

قال صلى الله عليه وسلم : «كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة» رواه مسلم(

((وهذا الحديث فيه استحباب الثناء على الشجعان وسائر أهل الفضائل؛ لاسيما عند صنيعهم الجميل؛ لما فيه من الترغيب لهم ولغيرهم في الإكثار من ذلك الجميل، وهذا كله في حق من يأمن الفتنة عليه بإعجاب ونحوه)

وقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم بعض صحابته وأثنى عليهم فقال صلى الله عليه وسلم: «نِعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح» رواه الترمذي

فالمدح والثناء من أساليب الحفز التربوية النافعة إذا كان وفق الضوابط الشرعية، وكان لغرض التربية والحفز، وأما غير ذلك فقد ورد النهي عنه في أحاديث كثيرة، وقد ذكر أهل العلم وبينوا المدح المحمود من غيره من خلال الجمع بين الأحاديث في ذلك.

قال الإمام النووي ((قال العلماء وطريق الجمع بينها أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كتنشيطه للخير وازدياده منه أو الدوام عليه والاقتداء به كان مستحباً والله أعلم))

النموذج الثاني :

ومن صور المكافأة بالثناء الحسن والمدح، استخدام عبارات التشجيع مثل: أحسنت، بارك الله فيك، ونحو ذلك. وقد طبقها صلى الله عليه وسلم في نموذج عملي فريد.

فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء فقال: أحججت؟ قلت: نعم، قال: بما أهللت؟ قلت: لبيك بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أحسنت...» رواه البخاري

إن على المربي استخدام الثناء بالعبارات الحسنة الجميلة إذا رأى من المتربي أي بادرة حسنة في سلوكه أو في اجتهاده فيقول له أحسنت، بارك الله فيك، أو نعم الابن فلان، فمثل هذه الكلمات اللطيفة تشجعه، وتقوي روحه المعنوية، وتترك في نفسه أحسن الأثر، مما يجعله يحب والديه ومعلميه ومدرسته، ويتفتح ذهنه للتدريس، ويكون في نفس الوقت مشجعاً رفاقه أن يقتدوا به في أدبه وسلوكه واجتهاده؛ لينالوا الثناء والتشجيع .



عبدالرحمن بن علي الجهني

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27-08-2010, 07:17 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

أسلوب السؤال
أهمية السؤال في العملية التعليمية

للسؤال أهمية عظمى في العملية التعليمية إذ به يستخرج العلم ، بل هو جوهر العملية التعليمية ، و قد جعله الله طريقاً إلى العلم و المعرفة ؛ فأمر عباده المؤمنين بالسؤال عما أشكل عليهم فقال تعالى :{فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [الأنبياء:7].

و السؤال الجيد شفاء من قصور الفهم ، فعن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن رجلاً شُجَّ في سفر ، ثم احتلم ، فقيل : ما نجد لك من رخصة ، فاغتسل ، فمات ، فلما أُخْبَر النبي صلى الله عليه و سلم قال : "قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا ، فإنما شفاء العيّ السؤال" [أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة ، باب المجروح يتيمم ، حديث رقم (336) ، و أخرجه ابن ماجة في كتاب الطهارة و سننها ، باب في التيمم ضربتين ، حديث رقم 572]

و السنة النبوية زاخرة بالأمثلة الكثيرة على أهمية السؤال ، فعندما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم يسأله عن الساعة ، لم يجبه النبي صلى الله عليه و سلم على سؤاله نظراً لأنه سأل عما لا يهمه معرفته ، و وجّهه صلى الله عليه وسلم إلى أهم مما سأل عنه ، فقال له : ما أعددت لها" [أخرجه البخاري في كتاب الأدب ، باب ما جاء في قول الرجل ويلك ، حديث رقم (5815) ، و أخرجه مسلم في كتاب البر و الصلة و الآداب ، باب المرء مع من أحب ، حديث رقم 2639]

و كأنه يقول له : لو أنك سألت عما أُعدّه لهـا ، لكان أولى .

و نعرض إلى نموذج آخر من سيرته صلى الله عليه و سلم يدل على أن المعلم ينبغي أن يبدأ أحياناً بالسؤال ليزيل ما في نفوس المتعلمين من خوف و رهبة و غموض ، فعن أنس – رضي الله عنه – قال : أقيمت الصلاة فجاء رجـل يسعى ، فانتهى و قد حفزه النفس أو ابتهر ، فلما انتهى إلى الصف قال : ( الحمد لله كثيراً طيـباً مباركاً فيه ) فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلّم صلاته قال : أيكم المتكلم ؟ فسكت القوم ، فقال : أيكم المتكلم ، فإنه قال خيراً و لم يقل بأساً ، قال : يا رسول الله ، أنا أسرعت المشي فانتهيت إلى الصف فقلت الذي قلت ، قال : لقد رأيت اثنى عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها ، ثم قال : إذا جاء أحدكم الصلاة فليمش على هيئته ، فليصل مـا أدرك و ليقض مـا سبقـه . [ أخرجه مسلم في كتاب المساجد و مواضع الصلاة ، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام و القراءة ، حديث رقم 600]

فتأمل حال النبي صلى الله عليه و سلم و هو المعلم الأول كيف أنه لما سأل عن المتكلم و لم يجد إجابة من الصحابة – رضوان الله عليهم – أعاد السؤال ، ثم رأى أنه ربما خاف المتكلم من إظهار نفسه ، فنبه صلى الله عليه و سلّم أن المتكلم إنما قال خيراً ليحثه على إظهار نفسه ، و يُذهب عنه الخوف ، و لما برز المتكلم و اتضح أخذ صلى الله عليه و سلّم في تعليمه كيفية المشي إلى الصلاة ، و يؤخذ من هذا الحديث الفوائد التالية :

على المعلم أن يبدأ بالسؤال إذا رأى الحاجة تقتضي ذلك ، و ليس المتعلم هو الذي يسأل دائماً .

إزالة الخوف من نفس المسؤول و تشجيعه على الإجابة .

مكافأة السائل على إجابته ، ففي هذا الحديث قال النبي صلى الله عليه و سلّم :" لقد رأيت اثنا عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها " و في ذلك مكافأة معنوية للمسئول تحثه على الإجابة .

غالي اللقماني

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27-08-2010, 07:20 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

أسلوب القدوة
الاقتداء الصحيح طريق الاهتداء



كان النبي r قدوة لكل مسلم فهو إذا أراد أن يأمر أصحابة بأمر يبدأ بتطبيقه على نفسه، عنْ جَابِرٍ قَال (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ، فَبَلَغَهُ:أَنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ، فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنَ الْمَاءِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَشَرِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، فَأَفْطَرَ بَعْضُ النَّاسِ، وَصَامَ بَعْضٌ، فَبَلَغَهُ أَنَّ نَاسًا صَامُوا فَقَالَ:"أُولَئِكَ الْعُصَاةُ) إن معلم البشرية يرى أن الاقتداء الفعلي أكثر تأثيراً في النفوس والعقول، والنصح والوعظ وإن كان لابد منهما إلا أنه لابد من تجسيد تطبيقي لهما، فمن سار على نهجه فقد اهتدى، ومن خالفه فقد عصى، والحديث يبين أنه عندما علم عن حال الناس من التعب وهم على سفر أراد r أن يؤكد للناس أن الدين يسر، فأخذ بمبدأ (يسّروا ولا تعسّروا)، وكان من خُلقه إذا خُيّر بين أمرين اختار أيسرهما، فبدأ بنفسه وشرب الماء، فاقتدى به بعض أصحابه، أما الآخرين الذين أرادوا إتمام الصيام مخالفين قدوته فقد وصفهم صلى الله عليه وسلم بأنهم عصاة . لأن الاقتداء بالنبي أمر واجب على كل مسلم، قال تعالى(وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله إن الله شديد العقاب) (الحشرآية 7) .

كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يقتدون بكل أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وإن لم يعرفوا العلة، عَنْ سَالِمٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ: (قَبَّلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْحَجَرَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَ وَاللَّهِ! لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ) يبين الحديث حرص الصحابة على الاقتداء حتى بدقائق الأمور، فكل أفعاله صلى الله عليه وسلم كانت قدوة للأمة الإسلامية.وقد بين الحديث أن عمر أعلن طاعته واتباعه الرسول صلى الله عليه وسلم في تقبيل الحجر، وأنه فعل ذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا أن إعلان بعض الأعمال يكون أفضل من إخفائها إذا كان فيها قدوة؛ لأن من الأعمال ما يقتدى بها ويستمر أجرها لمن سنها. ومن يحاول إظهار العمل للقدوة، عليه أن يكون عالماً عارفاً بما يفعل ويظهره للاقتداء به، وأن يراقب قلبه فلا يدع للرياء فيه مجالاً. وهذه صفة المقربين من الرسول صلى الله عليه وسلم وقد شهد لهم أنهم قدوة ويقتدى بهم. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" إِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ) يشير الحديث إلى إن الإسلام هو دين القدوة الحسنة، وإن أكثر الناس قدوة هو أعلمهم وأصلحهم، وكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر، ممن طلب صلى الله عليه وسلم الاقتداء بهم، وإن كان في الحديث تخصيص لهما، إلا أنه يفيد العموم، فكل من كانت صفاته موافقة لمنهج المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو قدوة للآخرين .

ومنهجهr توافق الفعل مع القول لأنه أعمق وأقوى في التأثير على النفس، وما أعظم موقف عمرy حين كان يجمع أهل بيته ليقول لهم: إني سأدعو الناس إلى كذا وكذا، وأنهاهم عن كذا وكذا، وإني أقسم بالله العظيم لا أجد واحداً منكم أنه فعل ما نهيت الناس عنه، أو ترك ما أمرت الناس به إلا نكلت به نكالاً شديداً، ثم يخرج رضي الله تعالى عنه ويدعو الناس إلى الخير، فلم يتأخر أحد عن السمع والطاعة، لإعطائهم القدوة بفعله، قبل إعطائهم إياها بقوله.

فالصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا أبر"هذه الأمة قلوباً، وأعمقهاً علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هدياً، وأحسنها حالاً، اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، وعلى الأمة الإسلامية أن تعرف فضلهم، وتتبع آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم[1]".قال تعالى (أولئك الذين هدى الله، فبهدهم اقتده) (الأنعام آية 90)

وقد ورد كثير من الأحاديث التي تشير إلى أن الصحابة كانوا قدوة لبعضهم، فهم

يؤيدون ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ، وينكرون ما خالف السنة حتى ولو كان من العبادات، وسار على نهجهم التابعون. فعَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله تعالى عنهم، قَالَ: (صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي طَرِيقٍ قَالَ: فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ فَرَأَى نَاسًا قِيَامًا فَقَالَ:مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: يُسَبِّحُونَ قَالَ:لَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا أَتْمَمْتُ صَلَاتِي، يَا ابْنَ أَخِي!إِنِّي صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُُ عزَّ وجل ، وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عزَّ وجل ، وَصَحِبْتُ عُمَرَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَصَحِبْتُ عُثْمَانَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عزَّ وجل لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) الحديث يشير إلى أن ابن عمر أنكر فعل الناس كيف يقصرون الصلاة ويكملون النافلة، فذكر: "لو اخترت التنفل ؛ لكان إتمام فريضتي أربعاً أحب إلي، ولكني لا أرى واحداً منهما، بل السنة القصر وترك التنفل، ومراده النافلة الراتبة مع الفرائض كسنة الظهر والعصر وغيرها من المكتوبات). ويفيد الحديث بأن تقديم الأولويات أفضل من تقديم المكملات. وقياساً عليه فإنه ينبغي على من بيده زمام الأمور تقديم الأولويات في الأعمال، في جميع الأحوال، وخاصة من بحوزته أعمال خاصة بالآخرين، ولكن الواقع مغاير لما ينبغي، فقد قُدمت المصالح الشخصية وأُعطيت الأولويات الخاصة اهتماماً أكثر ووضعت في مقدمة الأعمال دون مبالاة بمصالح الآخرين. وهذه المعاناة المعاصرة تفشت في المجتمعات الإسلامية، وما ذلك إلا لفقد القدوة، والبعد عن السيرة النبوية، لأن قدوته صلى الله عليه وسلم سراج ينير القلوب والعقول لمن تمسك بها .فهو قدوة حية على مر العصور لمن اتبعها وتمسك بها .





--------------------------------------------------------------------------------

4- الخداش /جاد الله بن حسن، المهذب المستفاد لتربية الأولاد، ط1، 1421هـ، المكتبة الإسلامية :عمان . ص271

دكتورة / فاطمة با جابر

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27-08-2010, 07:21 PM
الصورة الرمزية عرجاني2
عرجاني2 عرجاني2 غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 300
معدل تقييم المستوى: 14
عرجاني2 is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27-08-2010, 07:23 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

التربية بالقصة
أسلوب القصص الأحداثية:

وهو سرد القصص التي حدثت في الماضي، قبل زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأُخبر بها، أو حدثت في زمنه. وفسرها لأصحابه، وقد تتكرر أحداثها في أي عصر أو مجتمع. بطريقة مشابهة وليس مطابقة، وإن حدثت فهي تختلف بشخوصها وفي كيفية توجيه الحدث، فكل هذه القصص أسلوب تربوي للاستفادة منه في الحياة، وتهذيب السلوك، وتنوير البصيرة.

والقصص التالية تنوعت حسب الأحداث. "فهي ذات التأثير الروحي والخلقي والاجتماعي والإنساني، مستهدفة غرس الخير والفضائل والقيم والمبادئ في النفوس وترقية الوجدان[1]". وتبيان المسائل المراد بيانها، فمنها ما يتعلق بالتوحيد، والمحبة في الله، ووجوب الصبر على فعل الخير، والصدق في التعامل، وفضل التوبة. فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِr قَالَ:"كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ:إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟فَقَالَ:لَا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟فَقَالَ:نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ، فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ[2]"*، الحديث يدل دلالة واضحة على سعة رحمة الله بعباده وعفوه عنهم، والقصة تفتح باب الأمل لكل عاص، مهما عظم ذنبه، وكبر جرمه، فرغم وجود هذه الذنوب الجسيمة إلا أنها لم تقتلع كل نوازع الخير ودوافعه، وبقي خوفه من الله يحرك وجدانه، فأخذ يبحث عن مخرج من هذه الذنوب ويطهر نفسه، فسأل عن أعلم أهل الأرض؛ لأنه يرى أن جرمه كبير ولا يمكن لأي شخص أن يفتيه، فدلوه على راهب، - والرهبان كثيروا العبادة قليلوا العلم- فاستعظم الراهب الذنب وأسرع بالإجابة بعدم التوبة، وكان جزاؤه القتل بسبب التسرع بالرد من غير علم، وأكمل الرجل قتل المائة، ولكن ما زال الأمل يراوده، وهذه الفطرة السليمة تبحث عن من يرشدها إلى الصواب، وينير لها الطريق.حتى وجد القاتل رجلاً عالماً فعرض عليه معضلته، فأخبره أنه لا أحد يحول بينه وبين التوبة، ورحمة الله واسعة، ودله على الطريق الذي يجب عليه أن يسلكه، ويترك القوم الضالين الذين يصحبهم ويعيش معهم، وينتقل إلى بيئة صالحة، ويهاجر من بيئة السوء إلى أرض أخرى، فخرج الرجل متوجهاً لله؛ مهاجراً لأجل عبادة الله، طالباً حياة الصلاح والاستقامة، وفي منتصف الطريق كان أجله وساعته، وكان مصيره إلى ملائكة الرحمة، وغفرالله له ذنوبه[3].فاللهI نهى عن القنوت واليأس من رحمته مهما بلغت الذنوب.قال تعالى:â قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم á (الزمرآية 53) والمتأمل في الحديث يعرف أن الصحبة لها تأثير، واختيار الأصدقاء أمر مهم للأبناء، وواجب على الآباء معرفة أصدقاء أبنائهم، كما أن في القصة أسلوباً تربوياً رائعاً، وهو أن نأخذ العلم من أهله، ولا نبخل على أنفسنا بالبحث عن مصدر العلم، والقصة تشمل مبادئ عظيمة، فالإقبال على الله والخوف منه، والتوبة من الذنوب هي طريق النجاة، وأن الموت يأتي فجأة ولا يعلم الإنسان بأي أرض يموت، ولا ينجيه من عذاب الله إلا النية السليمة، والقصد الصحيح، والتوبة الصادقة. فالطبيعة الإنسانية فيها الخير والشر، والنفس أمارة بالسوء، والله U ينادي عباده كل ليلة ليتوب مسيء النهار، ويجزيهم بالسيئات إحساناً. وهذا منهج الخالق العظيم، فما منهج الخلق من الإساءة؟ هل يسلكون هذا الأسلوب ويتبعونه ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِr :" رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ u رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى u سَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ! فَقَالَ عِيسَى u:آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ نَفْسِي[4]"*. أسلوب تربوي إنساني يدل على احتواء المربي للأمور وجلب محبة الناس في الدين، فالعفو والتسامح، والحلم والأناة صفات يُحبها الرحمن، أما تقنص أخطاء الناس من أجل التشفي، أو المكايدة فهذه من أفعال الشيطان؛ لأن ذلك يوغر الصدور، ويغرس العداوة بين أفراد المجتمع. والمسلم لا يتعامل إلا بما أمره به دينه من حُسن خلق وتأدب مع الآخرين. وأسلوب التعامل أصبح الآن فناً وعلماً مستقلاً بذاته يدرس في الجامعات والمعاهد في الدول المتقدمة، والمسلمون لديهم هذا العلم منذ شروق عصر النبوة المحمدية، فالمنهج الرباني الذي طبقهr في مدرسة النبوة هو أفضل منهج للبشرية، و تخرج منه أفضل جيل يشهد له العالم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. والتمسك بهذا التعامل واجب إنساني وديني وتربوي لكل مربي ومعلم، وقد سار عليه الأنبياء عليهم السلام قبل محمدr .



--------------------------------------------------------------------------------

2- حسن /محمد حسن أحمد، الأساليب التربوية في السنة النبوية الشريفة .1410هـ، رسالة ماجستير، جامعة الأزهر.ص208.

1- مسلم، صحيح مسلم، مرجع سابق، ج4، كتاب التوبة، ص1683، ر: 2766.

1- الأشقر/صحيح القصص النبوي /مرجع سابق، ص247-249.

2- مسلم / صحيح مسلم، مرجع سابق، ج4، كتاب الفضائل، ص1466، ر:2368.

د/ فاطمة باجابر

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27-08-2010, 07:24 PM
الصورة الرمزية عرجاني2
عرجاني2 عرجاني2 غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 300
معدل تقييم المستوى: 14
عرجاني2 is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27-08-2010, 07:25 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: أساليب التربية النبوية

الثواب و التحفيز
الثواب والتحفيز المادي وأثره على النفوس

إن المهتم بعملية التربية والتعليم يدرك بجلاء أهمية الثواب وأثره على نفوس المتعلمين حيث يبعث فيهم روح النشاط والمثابرة والجد والمنافسة كما أنه من العوامل المهمة في استثارة الدوافع الكامنة في نفوسهم وتوجيهها .

هذا وإن التحفيز والثواب يتأتى في صور وأشكال مختلفة يمكن التنويع فيما بينها ومنها الثواب والتحفيز المادي ، ولعلي أقف هنا وقفة يسيرة مع هذا النوع من الثواب في ضوء القرآن الكريم وسنة النبي الكريم صلى اله عليه وسلم .

أخي القارئ الكريم إن من طبيعة الإنسان وفطرته حبه للمال، فهو زينة الحياة الدنيا. قال الله تعالـى: â و تحبون المال حباً جماًá .

وقد استخدم هذا النوع من التحفيز في القرآن الكريم

قال الله تعالى: âفكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً á

وقال الله تعالى: â وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعحل لكم هذه و كفّ أيدي الناس عنكم á.

وعن أبي قتادة t أن النبي e قال: «من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه». رواه البخاري([1]).

فالدين الإسلامي يدعو المسلم إلى الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة التوحيد وابتغاء مرضاة الله تعالى والجنة ابتداءً، ولا مانع أن يكون الأمل والرغبة في المغنم أحد الحوافز التي تحث المؤمن على قتال المشركين، وإلحاق الهزيمة بهم.

وعن النبي e «من أحيا أرضاً ميتة فهي له وليس لعرق ظالم حق»([2]). ففي هذا الحديث حث وترغيب في زراعة الأرض واستعمالها.

وقد كان النبي e يستخدم المال ليثبت الناس على الإسلام، وهم المؤلفة قلوبهم، كما فعل في غزوة حنين([3]).

حيث كان النبي e يرغِّبهم ويحثهم بالمال على التمسك بالإسلام، كما أن الزكاة تدفع لهم أيضاً للغرض نفسه.

ويمكن أن يؤخذ من هذا أن للعطاء المادي أثراً في التحفيز والترغيب في العمل، وجعل النفس تُقبل عليه بهمة ونشاط أكبر.

انظر إلى هذا الأثر فيما رواه أنس بن مالك t أن رجلاً سأل النبي e غنماً بين جبلين فأعطاه إياه فأتى قومه فقال: أي قوم اسلموا، فوالله إن محمداً ليعطي عطاءً ما يخاف الفقر، فقال أنس: ((إن كان الرجل ليُسْلِم ما يريد إلا الدنيا فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها...)) ([4]).

إن مراعاة المربي لهذا النوع من الحوافز وتقديمه لأبنائه وتلاميذه على شكل مكافآت أو هدايا عينية أو نحوها دفع لهم نحو العمل الدؤوب المثمر ، خصوصاً في ظل حاجة ماسة إلى المال لمواجهة متطلبات هذا العصر الذي يؤثر فيه الجانب المادي كثيراً.



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) البخاري، صحيح البخاري مع الفتح، كتاب (( المغازي ))، باب ((قول الله تعالـى â و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكمá )) (7/630).

([2]) الترمذي، سنن الترمذي، كتاب ((الأحكام)) باب ((ما ذكر من إحياء الموات)) (3/662)، وأبو داود، سنن أبي داود، كتاب ((الخراج والإمارة والفيء))، باب ((في إحياء الموات)) (3/453)، وصححه الألباني كما في صحيح الجامع (2/1036).

([3]) البخاري، صحيح البخاري مع الفتح، كتاب ((المغازي))، باب ((غزوة الطائف في شوال)) (7/644).

([4]) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب ((الفضائل)) باب ((سخاؤه e)) (15/72).

عبد الرحمن الجهني

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دعوة مصالحة !! النـــاجعي المجلس الانتخابي والسياسة المحلية 8 27-08-2009 07:04 AM
دروس من الهجرة النبوية سمو الرووح المجلس الإســــلامي 7 13-01-2008 12:27 AM
أساليب تربية الناشئة في عهد النبوة د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 12 11-04-2007 09:34 PM
السنة النبوية الواثق المجلس الإســــلامي 6 24-01-2006 11:10 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 03:08 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع