مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس الأدبية~*¤ô ws ô¤*~ > بوح المشاعر

بوح المشاعر الشعر الفصيح - الحر - الخواطر الشعريه - النثر - القصص والحكايات

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-03-2006, 09:44 PM
الصورة الرمزية شما
شما شما غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 293
معدل تقييم المستوى: 19
شما is on a distinguished road
Thumbs up طلــــــــــــــــــــقني

يقول: كنت بلغتُ من العمر عندها اثنين وعشرين عاماً، تزوجت مبكراً، ولدي الآن من البنين ثلاثة، ومن البنات أربع، كنت أعيش مع والدي في بيت واحد، أعمل بائعاً في متجر والدي للملابس الجاهزة الذي يدر علينا بعض المال نعيش منه، وبعد الزواج ذهبت باحثاً عن عمل يساعدني على الاستمرارية في الحياة، ويوفر لي معيشة كريمة، وكان لي إخوة صغار يسكنون معنا في البيت، هذا ما جعلني أجد في الطلب لأحصل على عمل، فيسر الله عز وجل لي ما كنت أصبو إليه وكنت أتقاضى أجرة ممتازة مقارنة مع غيري، فتحسن وضعنا الاقتصادي، بنيت بيتاً مستقلاً عن والدي وإخوتي، وكان هذا استجابة لرغبة زوجتي التي ألحت علي كثيراً بالانفصال عن والديَّ وإخوتي الصغار، وكانت تفتعل مشاكل يومية معهم لأتفه الأسباب. وعلى كل حال انفصلنا عن العائلة، فارتحت من المشاكل اليومية نوعاً ما، لأنه كان يؤلمني ما أسمعه من والدتي عما تقوم به زوجتي تجاهها، رغم أني كنت أنصحها بعدم إثارة أي إساءة تعكر خاطر والدتي، كانت عنيدة، وكانت دائماً تظهر بصورة المظلومة وتبكي طويلاً إن حدثتها بهذا الأمر، مدعيةً أنها تحسن إليهم وهم يسيؤون إليها. الآن أصبحت أزور والديَّ وإخوتي الصغار كل أسبوع مرة، بعدما كنت يومياً بجوارهم، فمنزلي الآن يبعد بعض الشيء عن منزل العائلة، إلا أنني كنت أشعر بسعادة تغمرني عند عزمي زيارتهم، فمشاغلي كثرت، وهمومي تعددت، إلا أنني بقيت على هذه الحال وهذا أقل الواجب، كانوا يسعدون بلقائي الأسبوعي، ويستقبلونني بكل ترحاب، وأنا كذلك، بل كان هذا اليوم حافزاً لي على العطاء والتفاؤل والشعور بالنشوة المستمرة التي تتخلل جوانحي، فيطيب لها قلبي، لم لا؛ فهما أحق الناس بحسن صحبتي في هذه الدار، ومرت الأيام وانقطعت عن العمل، وأخذت جاهداً في إيجاد بديلاً عنه، لأطلب رزقي ورزق أبنائي، إلا أن الفرص كانت قليلة، وكان هذا أمر الله وما لنا إلا التسليم والرضى بقضاء الله، نفقاتي ازدادت، طعام وشراب وكسوة وطلبات الأبناء والزوجة التي لا ترضى بالقليل، فهي تعيش الترف وتؤمن بالملذات من دون النظر إلى حالنا وما وصلنا إليه. أصبحنا اليوم نعيش الكفاف بكل ما تعنيه الكلمة فالحمد لله فلم تزدد إلا إلحاحاً، وأخذت تطلب ما يتعذر إحضاره، فأنا اليوم أجلب الضروريات بشق الأنفس، أصبح البيت جحيماً لا يطاق، زوجة بداخله لا تفهم إلا كلمة واحدة: “هات، جيب، بدنا.. بدي، أريد، أبي، أبغي، أرغب، الخ” صبرت، على مُرِّ القضاء، فلا يستقيم إيمان عبد حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وكنت أتوجه إلى بيت العائلة؛ حيث الوالدان والإخوة، وكانوا على اطلاع تام بمعيشتي، كل شهر مرة واحدة، وذلك لانشغالي بهموم الحياة الأسرية، أخذت الفجوة تزداد حتى فوجِئتُ يوماً بزوجتي تصرخ في وجهي قائلة: طلقني، طلقني، طلقني، طلقني، طلقني..! وقتها، أيقنت ولم يكن هذا مستغرباً، أن المرأة لا تنكح لجمالها فحسب، لكن كلمتها لا تزال ترن بصداها في رأسي، الأبناء يسمعون كلمتها وينظرون إلي بعين حزينة، ويطلبون من أمهم أن تكف عن كلامها وصراخها، لم هذا يا أماه؟ فترد قائلةً بصوت مرتفع يجلجل أركان البيت، إليكم عني، لا أم لكم، الحقوا بأبيكم الذي لا يوفر لكم رغيف الخبز إلا بشق الأنفس، فكرت ملياً؛ قلت في نفسي: أخطأت الطريق منذ البداية، تزوجتها جميلة، ولم أرع الدين فيها، فأمي طالما ذكرتني، ونصحتني بالظفر بذات الدين، انتهى كل شيء الآن، الأبناء أين يذهبون إن أجبتها؟ إنه الضياع والتشتت يمنة ويسرة، فما أمامي إلا الصبر، وقلت بأعلى صوتي: آه، من تأوه لا ينفع، ومن عيون صارت كالعيون مما تدمع، وعدت إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي طالما تجاوزته: “اظفر بذات الدين تربت يداك”. حقاً إن يداي لم تنلا شيئاً، فأنا أقاسي ما جنيته على نفسي، في البداية كنت ألاقيها مرحة، فالمال عندي وفير، أما الآن فأصبحت كالأفعى المحمومة تلدغ يمنة ويسرة. تذكرت مقولة أمي ثانية: “يا ولدي إن الدين مع العمر يزداد، والجمال مع العمر ينقص، فاحرص على ما يزداد، ودعك مما ينقص”، أصبحت أكابر نفسي، وأعللها بالأماني خشية تصدع البيت، وذهاب الأبناء من بين يدي، وأندم حيث لا ينفع الندم، كنت أنظر إلى أطفالي، فينفطر قلبي، وتتدفق عبراتي من غير استئذان، فأقول: لا يوجد أمامي من سبيل سوى الصبر، لأحفظ ما تبقى من كيان بيتي، فكرت بالزواج من غيرها، إلا أنني لا أملك ما أتزوج به. فأوصي كل من قرأ قصتي هذه، أن يحذر من “خضراء الدمن”، أبد الدهر، إن الجمال يغري، والحسن يردي إن لم يصن بدين، فاظفر بذات الدين تربت يداك، وهذه جولتي وإياكم، وما جال في خاطري أكبر من ذلك، وقليل من الإشارة، يغني عن كثير من العبارة.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 09:12 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع