اعتقال رئس جمعيه تحفيظ القران في الصرار

[saad]

عقد حلقات سرية وجمع أموالاً دون حساب مصرفي
أسرار اعتقال رئيس جمعية تحفيظ القرآن في الصرار



المدرسة التي يدرس فيها خ. الغامدي


مكتب جمعية تحفيظ القرآن بالصرار من الخارج

الرياض، النعيرية: محمد الملفي
كشف شهود عيان ومقربين لـ"الوطن" تصرفات رئيس جمعية تحفيظ القرآن بالصرار، التي أدت إلى الاشتباه به من قبل الجهات الأمنية، ومن ثم اعتقاله على خلفية ما كان يقوم به من ممارسات. وروى شهود العيان التفاصيل، حيث قال عدد من الشهود إن خ. الغامدي حوَّل جمعية تحفيظ القرآن بالصرار إلى هيئة لجمع الأموال، دون أن يفتح حساباً مصرفياً باسم الجمعية. وكان الغامدي، حسب رواية الشهود، يدعو بعض أعضاء الجمعية إلى إقامة الدروس بسرية، وذلك حسب إفادة من سمع هذه الدعوة من سكان المنطقة. وكان يدعم طلبة الجمعية من أبناء الفقراء بمبلغ 800 ريالاً شهرياً، شريطة ألا يكون في منزل أسرة هذا الطالب دش لاستقبال القنوات الفضائية.

الدروس والعمل السري
تحدث لـ"الوطن" في البداية أحد سكان القرى المجاورة لمركز الصرار 270كم شرق الرياض العاصمة، فهد العجمي، قائلاً: إن أعضاء جمعية تحفيظ القرآن بالصرار يقيمون دروساً وحلقات للذكر، وإنني والكلام للعجمي، كنت مواظباً على حضور هذه الدروس والحلقات في بادئ الأمر، ثم اكتشفت أنه لا يقدم فيها جديد سوى قراءة من كتب السيرة وخلافه، ومع استمراري على الحضور لهذه الدروس لاحظت أن هناك دعوة إلى سرية هذه الدروس والحلقات ولا أعلم ما هو الهدف من هذا، ولكن هذه الدعوة لعقد هذه الدروس والحلقات بسرية تامة تبناها أحد أعضاء جمعية تحفيظ القرآن بالصرار وهو رئيسها خ. الغامدي، وهو في العقد الثالث من العمر، ويعمل مدرساً في مدرسة هجرة مغطي الابتدائية، إحدى الهجر التابعة لمركز الصرار، ونقل العجمي عن الغامدي قوله: "يا أخوان لا نريد أن يأتي أحد غيرنا"، مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان". ويضيف العجمي: بعد هذه التصرفات من رئيس الجمعية، أدركت أن هناك أموراً لا يريد أحداً أن يطلع عليها فانقطعت عن حضور هذه الدروس وبقيت على هذا الانقطاع فترة قاربت 4 أشهر تخللتها محاولات من أعضاء الجمعية باستقطابي للحضور بقيام عدد منهم بزيارتي في منزلي، وإرسال الرسائل من جوالاتهم على جوالي ومنها رسالة أرسلها لي أحدهم ويذكر فيها أن تنظيم الإخوان المسلمين هو أقرب التنظيمات إلى منهج السلف، ومازلت على انقطاعي عنهم وعدم مجالستهم، إلى أن علمت أن إدارة جمعية تحفيظ القرآن بالصرار، فتحت مكتباً نسائياً في قريتنا وأحضروا امرأة لتقوم بتحفيظ النساء القرآن ولم تطلع نساؤنا على صفتها الرسمية ولا أي وثيقة تثبت أنها تنتمي إلى أي جمعية خيرية. ومنذ الدرس الأول الذي درسته طلبت من النساء التبرع للأعمال الخيرية، وفي هذا إثارة للشبهة حسب كلام العجمي، فجمعية تحفيظ القرآن هدفها تحفيظ القرآن وليس جمع التبرعات للأعمال الخيرية، مضيفاً: لو جمعت التبرعات على حساب في إحدى البنوك السعودية لم نمانع، ولكن أن تجمع التبرعات النقدية بطريقة تدعو لإثارة الشبهة فقد دفعني ذلك لمحاولة منع هذه النشاطات، ومنها أنني أرسلت شكوى في هذه الجمعية إلى إمارة المنطقة الشرقية، أوضحت فيها تفاصيل أكثر عن أعمال أعضاء هذه الجمعية، كما أن أحد الشباب الذين ما زالوا مستمرين في حضور هذه الدروس وحلقات الذكر التي تقيمها الجمعية أخذ يعلن استياءه من الأوضاع القائمة في العراق كما أنه قال لي في إحدى المرات إن الدولة ملامة على تعطيلها للجهاد، فما يحصل في العراق يوجب علينا أن ننصر إخواننا هناك.
يضيف فهد العجمي قائلاً: أصبح هذا الشاب يفتي من رأسه وكأنه لم يسمع أو يقرأ فتاوى كبار العلماء تجاه ما يحدث في العراق، وقال هذا الشاب كلاماً كثيراً أثبت لي أنه تأثر بالذين يحضر لهم الدروس والحلقات، كما أن أحد أعضاء هذه الجمعية كان يعتبر المنشق سعد الفقيه مرجعاً له من حيث صدق المعلومات، وكلنا يعلم مدى كذب الفقيه وكذب مصادره.
يستطرد العجمي: سبق أن حضر إليَّ أحد أعضاء هذه الجمعية ويعمل مدرساً أيضاً وطلب مني أن يقوم بإلقاء خطبة على المصلين في المسجد الذي أنا أمامه فرفضت طلبه، وطلبت منه أن يحضر إذناً من مراقب المساجد في المنطقة، فذهب ولم يعد بعدها، ويكثر نشاط أعضاء الجمعية، والكلام للعجمي، في القرى المجاورة ويلقون الخطب في المساجد ويقيمون الدروس.
ويضيف العجمي: هناك عضو في هذه الجمعية يثني دائماً على كتب سيد قطب ويثني على تنظيم الإخوان المسلمين، وحين أنكرت عليه ذلك وأن تنظيم الإخوان المسلمين من التنظيمات المحظورة، أخذ يتحاشاني في مثل هذه الأحاديث. وما يزيد على ذلك أنني علمت قبل أيام قليلة أن رئيس مكتب جمعية تحفيظ القرآن الكريم في الصرار خ. الغامدي ألقي القبض عليه من قبل السلطات الأمنية بتهمة تمويل الإرهاب وما زال إلى الآن في السجن. وأذكر قبل عدة أشهر أن خ. الغامدي أتى إلى قريتنا يطلب من الموسرين أن يعطوه زكاة أموالهم، بصفته رئيس مكتب جمعية تحفيظ القرآن بالصرار، وهنا السؤال: خ. الغامدي هو رئيس مكتب جمعية تحفيظ القرآن بالصرار كيف يحق له أن يجمع التبرعات النقدية؟ ويجمع زكاة الأموال؟

إدارة مراقبة المساجد
من جهته قال مراقب المساجد في محافظة النعيرية عبد الله كران العجمي: إن رئيس مكتب جمعية تحفيظ القرآن بالصرار خ. الغامدي سبق أن شكاني شفهياً عن تهم يعتقد أنني أتحدث بها حول بعض نشاطاته، مضيفاً: أنني كنت أمنعهم من إلقاء الخطب في المساجد ضمن صلاحياتي، وهذا سبب كرههم لي، وأنا لم أقم بذلك بشكل شخصي ولكن مسؤوليتي تحتم عليَّ أن أمنعهم من إلقاء الخطب في المساجد.

مكان العمل
وقال مدير مدرسة مغطي الابتدائية فالح المعان العجمي لـ"الوطن": إن خ. الغامدي يعمل مدرساً في المدرسة الذي أنا مديرها لأكثر من 6 سنوات وخارج المدرسة لا أعلم عنه شيئاً، كما أنه في إجازة بدون مرتب وما زال في هذه الإجازة إلى الآن.

الجمعية متعددة الأنشطة
وأكد مدير مدرسة القليب، إحدى القرى التابعة لمركز الصرار، حثلين فالح العجمي أن خ. الغامدي ألقي القبض عليه أثناء قدومه من خارج السعودية، قبل بضعة أشهر، بتهمة تمويل إرهابيين وما زال في سجنه إلى الآن، وشكك حثلين العجمي، وهو من المقربين من خ. الغامدي حسب تعبيره، في أن يكون إرهابيا أو ممولاً للإرهاب، معرباً عن تزكيته له من منطلق "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، وأضاف حثلين العجمي أن خ. الغامدي يستقطب المتبرعين بأموالهم من داخل الصرار ومن خارجها، وأضاف حثلين العجمي: أن الغامدي، والكلام لحثلين العجمي، خصص مبلغ 800 ريال لأسر طلبة تحفيظ القرآن الكريم الفقراء بشرط ألا يكون في منزل هذه العائلة دش، الطبق اللاقط للقنوات الفضائية، ولا يصرف له إعانة حتى يقوم بتكسير هذا الدش، وأن المعيار في تقييم الأسر الفقيرة المحتاجة لهذا الدعم المادي هو حضور رئيس مكتب جمعية تحفيظ القرآن بالصرار بنفسه "خ. الغامدي" إلى منـزل هذه الأسرة للاطلاع عن كثب على مدى حاجتهم لهذا الدعم.

رئيس مركز الصرار
تحدث لـ"الوطن" رئيس مركز الصرار خالد بن ضيدان بن حثلين قائلاً: إنه لا يعلم عن رئيس مكتب جمعية تحفيظ القرآن بالصرار سوى أنه رئيس لهذا المكتب وأموره الشخصية لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى.
وفي رده على سؤالنا أنه وبصفته رئيسا لمركز الصرار لابد أن يعلم عن مثل هذه الأنشطة، أجاب خالد بن حثلين أن الغامدي يأتي إلى الجمعية وبعد انتهاء عمله يذهب ولسنا مكلفين بمراقبته، كما أكد أنه ليس معنياً بنشاط مكتب جمعية تحفيظ القرآن بالصرار، مضيفاً أنه ينصح بعدم توجيه التهمة إلى خ. الغامدي إلى أن تتضح نتائج التحقيقات معه.