هل تملكك الأيادي الخفية أدخل وتأكد ؟؟؟!!!

[فواز بن محمد]

أنت كأي انسان طبيعي لك حياتك الاجتماعية والمهنية والعلمية، ولأنك انسان طبيعي فأنت معرض لمواجهة علاقات كثيرة مع أهلك، اصدقائك، دكتورك بالجامعة، مديرك بالدوام وحتى الموظفين اللي معاك.



خلال 5 ثواني ، أبيكم تسترجعون معاي شريط ذكرياتكم القديم أو تفاصيل أيامكم الحالية، هل لقيتوا ضمن الأرشيف عن أشخاص استغلاليين أو مسيطرين؟



هل حسيتوا في يوم من الأيام بأن في أحد قاعد يحرك خيوطكم ويخليكم تسوون شي كنتوا تفضلون انكم ما تسوونه أو العكس؟



طبعا تذكرون لعبة العرايس او بمسمى آخر "الانسان الخشبي" اللي اطرافه امربطه بخيوط وبالنهاية أكو عصايتين خشب تخلينا نتحكم بحركة ايدينه وريوله، عرفتوه؟





تمام، لأني بسولف لكم عنه..

هالانسان له علاقات اجتماعية ومهنية كثيرة اللي قد يحصل من وراها على أكبر مكسب أو يطلع منها بأكبر خسارة بسبب الأيدي الخفية اللي تحرك خيوطه.. من المؤكد انكم تب تعرفون ليش واشلون صار في مصيدة تلك العلاقات.



ان "الأيدي الخفية" ما تهمها المشاعر ولا تخدم إلا مصالحها ومطالبها على حساب هالانسان الخشبي. ولا راح يوقفها الاحساس بالظلم او التأثير السلبي على تلك العلاقة إنما تظل تستخدم اساليبها الاستغلالية المسيطرة إلى حين تحبط جهودها عن طريق التوقف عن مكافأتها بتلبية رغباتها. أي ان الطريقة الوحيدة للتخلص من السيطرة والاستغلال هي تغيير سلوكك، فراح تشوف نفسها مجبورة على ان تغير هذي الأساليب أو انها تبحث عن انسان آخر في مكان آخر كهدف يسهل عليها تحريكه مثلما هي تبي.



و لما تتوقف عن مكافأة الاساليب المستغلة بأن تتوقف عن الاستجابة لمحاولات التخويف والتهديد.. وتتوقف عن الخضوع والاستسلام لهذي المحاولات.. راح تقوم من جانبك بتغيير طبيعة العلاقة وبعدها تحط حــد للدمار العاطفي/ النفسي اللي سوته هذي العلاقة.



محاولة السيطرة على الآخرين واستغلالهم تختلف عن محاولة التأثير عليهم بطريقة مشروعة ومباشرة وصريحة. سواء كانت عملية السيطرة على الضحية متعمدة أو غير متعمدة فبمجرد ان تتم مكافأتهم يمارسون نفس التأثير السلبي على ضحاياهم.



طبعا كلنا معرضين للسيطرة والاستغلال بس بعض الاشخاص أكثر عرضة من البعض الآخر. وهم يعلنون بدون عمد منهم عن قابليتهم للاختراق من خلال ما تكشف عنه للاخرين من عادات وتوجهات





ان نقاط الاختراق في النظام الشخصي ، هي:

1- عادات وتوجهات تهتم بإرضاء الآخرين. ان مرض الرغبة في ارضاء الآخرين هو نمط قهري يشعر صاحبه بأنه واقع تحت سيطرة حاجته إلى القيام بذلك وتصير عنده بالفعل ضرورة ملحة في الحصول على استحسانهم وفي الوقت نفسه يشعر بفقدان سيطرته على الضغوط والمتطلبات. والضرر منها هو انك راح تهتم بحاجات الجميع على حساب حاجاتك أنت.



2- الرغبة الدائمة في نيل واستحسان وقبول الآخرين.

3- الخوف من المشاعر السلبية. (الغضب والحرمان)

4- قلة الحسم وعدم القدرة على الرفض.

5- الذات الهلامية (هوية باهتة وحدود شخصية غير واضحة)

6- ضعف الاعتماد على الذات.

7- موضع السيطرة الخارجي: اعتقاد الشخص ان السبب الرئيسي للاشياء اللي تصير له تقع تحت سيطرة الآخرين والعوامل الخارجية أكثر من وقوعها تحت سيطرته هو.



هذي الحاجات والأنماط الشخصية الخاصة تجعل منك هدف سهل للمستغلين، فنقاط الضعف هذي من الممكن ان تنمو وتتطور كنتيجة للاشتراك بدور الضحية في علاقاتك بمثل هؤلاء الاشخاص.



لذلك الانسان عليه ان يتحمل مسئولية حماية النفس من الضغوط والاستغلال عن طريق التحلي بالشجاعة اللي تشعل شرارة عملية التغيير ، لذلك عليك ان تصل إلى اعماقك من الداخل لتجد شجاعتك الشخصية، وتترك نقاط قوتك ترشدك الى الطريج وألا تسمح لمخاوفك بتقرير مصيرك.





بنهاية حديثي لكم، اخذوا من وقتكم لحظات قليلة عشان تتأملون هذه الفكرة:

إذا لم أهتم بنفسي... فمن يهتم بها؟؟

إذا اهتميت بنفسي فقط.. فأي انسان أنا؟؟؟

وإذا لم ألتزم بهالشي الحين... فــ متى؟؟؟؟



منـــــــــــــــــــــــقول