مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~ المجالس الـخـاصـة ~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الطلابي

المجلس الطلابي يعنى هذا المجلس بأخر الاخبار الجامعات والكليات والمعاهد الأكاديمية

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #41  
قديم 01-09-2010, 05:24 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

نموذج حضاري ( 5 )
وكان رسول الله r بتأييد من الوحي حارساً للتطبيق الكامل للمشروع الإسلامي فكان يوجه وينصح و يرشد ويقوم ويسدد بأقواله وأفعاله وتقريراته . يقول برغوث مبارك (1415) :

" إن دراسة سيرة الرسول r وحركته في 23 عاماً هي في جوهرها دراسة في تشكيل حضارة وبناء نموذج حياتي جديد بـ (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فأقواله وأفعاله وتقريراته وشمائله وفضائله وأخلاقه r هي القواعد التي عليها بنى المجتمع الإسلامي وعقد لبناته ، فلم يكتف عليه الصلاة والسلام بوضع مخططات التغيير وبرامجه ومناهجه وكيفياته وموجباته ، بل ساهم في البناء حتى وصل به إلى المرحلة التي أكمل فيها مهمة البلاغ المبين التي أمره بها الخالق عز وجل .. فكانت الحضارة الإسلامية هي حضارة المصلحة بخلاف الحضارات التي عاصرتها والتي نعاصرها نحن اليوم بعد أربعة عشر قرناً من الزمان " (ص43) .

6 - تبصير الأجيال بخصائص نبي الحضارة ورسالته الخالدة :

لم يسجل التاريخ لأي من المربين أو العظماء تفصيلات حياته و دقائقها كما سجل لمحمد بن عبدالله r ، ولم يكن لأي مشهور ، قبل أن يبرز على مسرح التاريخ مواقف كبيرة ، تدل على أن هذا الإنسان سيكون من الصفوة ذوي التأثير الحضاري . ولم يكن يُعلم أن هذا الإنسان سوف يأتيه يوم يستحق فيه الاهتمام ويستحق أن تُتابع تحركاته وأن تنال تصرفاته الإشادة والتقدير. وحتى الأنبياء عليهم السلام لم ترصد لنا المصادر الوثيقة تفاصيل السنوات التي عاشوها قبل مبعثهم ، ولم تتوفر معلومات أكيدة تساعد على عرض سيرتهم منذ الولادة إلى الوفاة .

أما نبينا محمد r فلم تكن شاردةٌ ولا واردةٌ إلا وصلتنا عنه ، وسجلتها كتب التاريخ والسير سواءً منها ما كان قبل البعثة أو بعدها . وتبوأ r بفعله الحضاري في البشرية أن يكون أعظم عظماء التاريخ ، ولا عجب في ذلك فقد اختاره الله واصطفاه وفضله على العالمين. وأخرج r بعبادته وأخلاقه وسموه البشري نموذج الفرد الحضاري الذي أسس الحضارة الكاملة الراقية .

إن نبينا محمد r هو رائد الحضارة ومربي رجالها في القديم والحديث ،فلابد من ذكر صفاته وشمائله، ولا بد من ترداد أقواله وأفعاله وسيرته كي تتعلق به قلوب الأجيال وتمتلىء حباً بذكر محاسنه r. ومن السبل للوصول إلى هذا الهدف هو أن يتعرف المربي والمتربي على ما تحلى به r من المآثر والمكارم التي أكرمه الله بها ، وأن يتذكر الفضائل التي فضله بها على العالمين من الجن والإنس . ومنها قوله r : (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) رواه مسلم في كتاب الفضائل باب تفضيل نبينا r. ومنها قوله r : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ) رواه البخاري في كتاب الأنبياء . يقول ابن القيم رحمه الله (1405) : " فلا يجوز لأحد قط أن يقول عن غيره أنه سيد الناس وسيد الكل أو سيد ولد آدم " (ج2ص341) . وأما ماورد من النهي عن التفضيل بينه وبين الأنبياء من أحاديث من نحو قوله r : (لا تفضلوا بين الأنبياء) متفق عليه ، فقد قال ابن حجر (1404) : " قال العلماء في نهيه عن التفضيل بين الأنبياء : إنما نهى عن ذلك من يقوله برأيه لا من يقوله بدليل أو من يقوله بحيث يؤدي إلى تنقيص المفضول أو يؤدي إلى الخصومة والتنازع، أو المراد لا تفضلوا بجميع أنواع الفضائل بحيث لا يُترك للمفضول فضيبلة " (ج6ص446) . والله تعالى يقول : {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَات}(البقرة: من الآية253) .

ولا شك أن إدراج هذه المحتويات المعرفية تزيد المعلم والمتعلم إيماناً وتصديقاً وحباً واتباعاً لنبينا محمد r ، ولا يزال المتربي يستزيد معرفةً فيزيد اتباعاً إلى أن يرتقي في المحبة و يصير خليل الرحمن r أحب إليه من كل عزيز وحبيب . وإذا سيطر الحب الوجداني قدم أقوال المصطفى وأفعاله وآراءه على كل مرغوب مشتهى ومحبوب . قال r : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) رواه البخاري (ج1ص54) كتاب الإيمان .

وقد خص الله سبحانه و تعالى نبيه الكريم بخصائص لم يكرم بها أحداً لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً. قال تعالى :{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً}(النساء: من الآية113).

ذكر العز بن عبدالسلام (ت660) أن هذه الآية صريحة في المفاضلة ، وأن الله فضل نبينا r من وجوه كثيرة (ص33) . ثم ذكر العديد من الخصائص التي تدل على علو مرتبته r وشرف مكانته وتميزه على جميع الخلق ، ومنها :

- أنه سيد ولد آدم ، وأفضل الخلق ، وبيده لواء الحمد يوم القيامة .

- إخباره أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ولم يُخبر أحد من الأنبياء بمثل ذلك.

- إيثاره r أمته على نفسه إذ جُعل لكل نبي دعوة مستجابة فكل منهم تعجل دعوته في الدنيا واختبأ r دعوته شفاعةً لأمته يوم القيامة .

- معجزة كل نبي تصرمت وانقرضت،ومعجزة سيد الأولين والآخرين r - وهي القرآن العظيم - باقية إلى يوم القيامة .

- تسليم الحجر عليه r ، وحنين الجذع إليه ونبع الماء من بين يديه ، ولم يثبت لأحد من الأنبياء مثل ذلك .

- الأموات الذين أحياهم من الكفر بالإيمان أكثر عدداً ممن أحياهم عيسى حياة الأبدان .

- أن الله تعالى أرسل كل نبي إلى قومه خاصةً وأرسل نبينا محمداً r إلى الناس كافة .

- أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام بالطور وبالوادي المقدس ( وهي في الأرض) وكلم نبينا محمداً r عند سدرة المنتهى ( وهي في السماء) .

- أن الله تعالى أرسله رحمةً للعالمين فأمهل عصاة أمته ولم يعاجلهم إبقاءً عليهم بخلاف من تقدمه من الأنبياء فإنهم لما كُذبوا عوجل مكذبهم .( ص33-65) .



وبعد هذا العرض الموجز للرسالة الحضارية التي قام بها المصطفى r لنا أن نتساءل ما نصيب السيرة النبوية في المناهج التربوية اليوم ؟ وما المقدار الكمي والكيفي الذي تتناوله الكتب الدراسية في فصول ومدارس العالم الإسلامي ؟ ثم ما أثر معرفتها في سلوك المربين والمتربين على السواء ؟ وما أثرها في حياة المعلمين والمرشدين العاملين في ميادين الدعوة والتربية والتعليم ؟

إن من واجب المسئولين والمربين خاصةً أن يحسنوا التعامل مع السيرة النبوية وخصوصاً في هذه المرحلة العصيبة من حياة الأمة ، وإن من المهمات الواجبة ما يلي :

- معرفة حق النبي r وما يجب له من الإجلال والتوقير والتعظيم بدون غلو أو مبالغة.

- بذل الجهود لتحليل المواقف والأحداث التي مرت على النبي r وصحت من سيرته لأخذ الدروس والعبر منها .

- تبيين منهج المصطفى r وهديه في مختلف جوانب الحياة .

- التركيز على الاقتداء العملي من جميع فئات المجتمع وخاصةً المعنيين بالعملية التربوية .

-ربط السيرة النبوية جملةً وتفصيلاً بالسنن الربانية للاستفادة منها في حركة الإصلاح والتغيير الحضاري.

- إبراز كيفية ممارسة الرسول r تدريب أصحابه على البناء والتعمير ، وكيف دربهم على الجهاد والكفاح ، ومن الأمثلة على ذلك عند بناء المسجد وأثناء حفر الخندق ، ومواقفه الشجاعة والنبيلة أثناء الغزوات كما حصل في غزوة حنين وأحد وفتح مكة .



د. هاشم الأهد

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 01-09-2010, 05:29 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

التربية النبوية واحترام النظام
الحمد لله الذي خلق كل شيءٍ فقدره تقديراً ، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ الذي بُعث إلى أمةٍ جاهلةٍ فربّاها وعلّمها ، ونظم شأنها كله حتى جعلها خير أُمةٍ أُخرجت للناس ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد ؛

فيُعد احترام النظام إحدى القيم السلوكيةٌ الاجتماعية التي تُعنى بها المجتمعات وتحرص عليها ، وتعمل جاهدةً على تربية الأفراد على احترامها والتمسك بها حتى تكون سلوكاً يُعمل به وتتم ممارسته من قبل الجميع .

وإذا أمعنا النظر في تعاليم وتوجيهات وإرشادات ديننا الإسلامي الحنيف ؛ فإننا سنجدها قد حثت ودعت إلى احترام النظام والمُحافظة عليه ، وعملت من خلال التربية الإسلامية بعامةٍ والتربية النبوية بخاصةٍ على تفعيل هذه القيمة السلوكية التي تُعد في المجتمع المُسلم مبدأً وشعاراً ينادي به الجميع ، ثم يتم تحويله إلى سلوكٍ يمارسه الأفراد في حياتهم اليومية ، ويتخلقون به في كل شأنٍ من شؤون الحياة .

وانطلاقاً من هذا المضمون التربوي النبوي العظيم ؛ فإن على كل فردٍ في المجتمع المُسلم أن يُعنى عنايةً خاصةً بمسؤولياته المختلفة تجاه مجتمعه الذي ينتمي إليه ، وأن يستشعر أهمية الواجب الملقى عليه في هذا الشأن تحقيقاً لما صحَّ في الحديث الشريف عن عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" كلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته ، والأمير راعٍ ، والرجل راع على أهل بيته ، والمرأة راعيةٌ على بيت زوجها وولده ، فكلكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيته " ( البخاري ، الحديث رقم 5200 ، ص 930 ) .

وحتى يكون هناك شيئاً من البسط والتوضيح فإن من أبرز معاني هذا الواجب أن يُسهم المُسلم بإخلاصٍ وفعالية في حل مُشكلات مُجتمعه ، وأن يعمل على نشر الوعي في أوساطه المختلفة ، وأن يحرص على تفعيل مبدأ احترام النظام بين أفراده وجماعاته ؛ سواءً كان كبيراً أم صغيراً ، ذكراً أم أُنثى ، مُتعلماً أم غير مُتعلم ، مسؤولاً أم غير مسؤول ، وهو ما يؤكده ما جاء في الحديث الشريف عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، ومن لم يُصبح و يُمس ناصحًا لله ، ولرسوله ، ولكتابه ، ولإمامه ، ولعامة المسلمين ؛ فليس منهم " ( المستدرك ، 7473 ) .

أما كيفية حفظ النظام فتكون بأن يُدرك الإنسان أن النظام سلوكٌ دينيٌ ووعيٌ حضاريٌ ، وواجبٌ إنسانيٌ ، وأن أكبر شواهده في واقعنا احترامنا لذواتنا ، والتزامنا الصواب في القول والعمل والنية ، والبعد عن الخطأ والأذى مهما كان صغيراً ، والحذر من العشوائية ، والعبث ، والفوضى ، والظلم ، والاعتداء على حقوق الآخرين في أي شأنٍ ، ومهما كان ذلك يسيراً في تقديرنا لأن ذلك السلوك لا يُمكن أن يتفق وشخصية الإنسان المسلم الذي لا يُمكن أن يعتدي على حقوق الآخرين ، وهو ما أكده وصف النبي صلى الله عليه وسلم للمُسلم فيما صحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :

" المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره ، التقوى هاهنا " ويُشير إلى صدره ثلاث مرارٍ : " بحسب امرىءٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرامٌ ، دمه وماله وعِرضه " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 6541 ، ص 1124 ) .

كما أن من أهم أساليب احترام النظام أن يكون الإنسان ( في أي زمانٍ أو مكان أو ظرف ) قدوةً حسنةً ، وأسوةً طيبةً لمن حوله في القول والعمل والمظهر ، وأن يكون مُلتزماً في واقعه بالسلوك الاجتماعي المقبول في المجتمع ، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بالتحلي بالأخلاق الفاضلة ، والتمسك بالقيم الخُلقية والمبادئ والمُثل العُليا التي عليه أن يدعو إليها ، وأن يبُثها بين الآخرين من خلال تعامله الحسن وسلوكه المنظم وتصرفاته المُنضبطة التي تُعد خير ما أُعطي العبد المُسلم فقد جاء عن أسامة بن شريك أنه قال شهدتُ الأعراب يسألون النبي صلى الله عليه وسلم : قالوا : يا رسول الله ! ما خير ما أُعطي العبد ؟ قال : " خُلُقٌ حسنٌ " ( رواه ابن ماجة ، الحديث رقم 3436 ، ص 575 ) .

ويأتي من أبرز الأساليب وأنفعها لحفظ النظام أن يحرص الإنسان على تقويم وتصحيح ما قد يصدر عنه من سلوكياتٍ خاطئةٍ غير مقصودة ، وأن يرجع إلى جادة الصواب إذا ما وقع في الخطأ فعن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :

" يا معاذ ، اتبع السيئة بالحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " ( رواه أحمد ، الحديث رقم 22039 ) .

كما أن من الأساليب الفاعلة في حفظ النظام أن يعمل المسلم على مُساعدة الآخرين من حوله على اكتشاف أدوارهم الاجتماعية الحاضرة والمُستقبلية التي يمكنهم من خلالها المُشاركة الجماعية في تنمية مظاهر الانضباط الذاتي للمجتمع ، والطاعة الواعية عند أفراد المجتمع . وهو ما يشهد له الحديث النبوي الشريف ؛ فقد صحّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" من دعا إلى هُدًى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقُصُ ذلك من أجورهم شيئًا ، ومن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقصُ ذلك من آثامهم شيئًا " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 6804 ، ص 1165 ) .

يُضاف إلى تلك الأساليب أن يحرص الإنسان المسلم على إتقان عمله المُسند إليه ، وبذل أقصى جهدٍ في أدائه على الوجه المطلوب الذي يُرضي الله تعالى أولاً ، ثم يُرضي من استأمنه عليه وأسنده إليه ، فعن أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" إن الله عز وجل يُحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " ( المعجم الأوسط ، الحديث رقم 897 ) .

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 01-09-2010, 05:50 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

أختاه لا تحزني
يا فتاة الإسلام .

أيتها المؤمنة القانتة .

أيتها الدرة المصونة ، والجوهرة المكنونة .

السلام عليكِ ورحمة الله تعالى وبركاته ، أما بعد :

فلا تحزني لأن الله تعالى شرَّفكِ بالإسلام ، ورفعكِ بالإيمان ، وجعلكِِ شقيقةً للرجل ومثيلةً له .قال تعالى : } إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً { ( سورة الأحزاب : 35 ) .

وليس هذا فحسب بل قد أنزلك منزلةً رفيعةً عندما كرَّمكِ بالانتساب إلى أُمهات المؤمنين – رضي الله عنهن – ، ومن سار على نهجهن من النساء الصالحات ، والعابدات القانتات ، والمؤمنات الصادقات . اللواتي قال فيهن الشاعر :

فتشبَّهُوا إن لم تكونوا مِثلهم

إن التّــَشبه بالكِرام فــلاحُ

لا تحزني وقد أنصفك الإسلام يوم أن جعل منك البنت المصونة ، والأُخت الغالية ، والزوجة المكفولة ، والأم الحنون ، والجدة الموقرة .

واعلمي أن هذه المنزلة العالية ، والمكانة المتميزة لم تكن لتُمنح لك لولا أنك أمينةٌ على أبنائه ، وحافظةٌ لكيانه ؛ فلا تُفرطي في أداء هذه الأمانة العظيمة ، واحتسبي ما تبذلينه من جهدٍ ووقتٍ في ذلك عند الله جل جلاله ، فهو الذي لا يُضيع عمل عاملٍ من ذكر أو أُنثى .

لا تحزني وأنتِ متمسكةٌ بحجابك الشرعي الساتر لكل ما أمر الله بستره لأن في هذا الحجاب عزةً وكرامةً لا يذوق حلاوتها إلا من آمنت بالله رباً ، ورضيت بالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ، فعن العباس بن عبد المطلب t أنه سمع رسول الله e يقول :

" ذاقَ طعمَ الإيمانِ ، من رضي بالله ربّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمدٍ نبيّاً " ( رواه الترمذي ، الحديث رقم 2623 ، ص 591 ) .

وإياك ثم إياك أن تنـزعي هذا الحجاب ، أو تتهاوني في الحفاظ عليه ؛ فهو أمرٌ من الله تعالى ليُجنبك الأذى ، قال سبحانه : } يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً { ( سورة الأحزاب : 59 ) . وهو هدي المصطفى e الذي جاء به ليُميز المرأة المسلمة عن غيرها من النساء وليُربيها على خُلق الحياء منذ نعومة أظفارها ، فتعيش – بإذن الله – في سعادةٍ وسرور ، وتسلم من الوقوع في الرجس والفجور ، ويرضى عنها العزيز الغفور . ولله در من قال :

لا تُعرضي عن هدي ربك ساعةً

عضي عليه مدى الحياةِ لتغنمي

ما كان ربُكِ جـائراً في شرعه

فاستمسكي بعُراه حتى تسّلمي

ودعي هراء القائلـيـن سفاهةً

إن التقدم فـي السفـور الأعـجمي

لا تحزني وأنت ممن شرفها الله تعالى بحمل رسالة الإسلام في البيت ، وفي المدرسة ، وفي مكان العمل ، وفي كل زمانٍ ومكان ؛ وكوني قدوةً صالحة في دينك ودنياك ، وعلمك وعملك ، ومأكلك ومشربك ، وملبسك وزينتك ، وكلامك وصمتك ، و في كل شأنك . وأعلمي أن لكل عملٍ غاية ، ولكل مشوارٍ نهاية .

لا تحزني وأنت تعلمين أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعافٍ كثيرة ، وأن السيئة بمثلها ، ولا تنسي – بارك الله فيك – أن الله تعالى يعفو ويتجاوز عن عباده بفضله ورحمته وكرمه .

لا تحزني وأنت ملازمةً لبيتك ، محافظة على أداء واجباتك ، قائمة بما افترضه الله تعالى عليك من العبادات والطاعات ؛ واعلمي أن في عدم الاختلاط بالفارغات واللاَّهيات نعمةً كبيرةً لا تُقدَّر بثمن ؛ إذ أن في البعد عن هؤلاء راحةً للبال ، وهدوءا للخاطر ، وسلامة للنفس ، وبعداً عن الخطأ .

لا تحزني وأنتِ محافظة على ذكر الله تعالى ملازمة للاستغفار ، فإن في كثرة الاستغفار وملازمة الإنسان له ارتياحاً من الهموم ، وسلامةً من الغموم ، ووسيلة لطلب السعادة وراحة البال .

جاء في الحديث عن ابن عباس عن معلم الناس الخير e أنه قال : " من لزم الاستغفارَ جعل الله له من كل ضيقٍّ مخرجاً ، ومن كل همٍّ فرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب " ( رواه أبو داود ، الحديث رقم 1518 ، ص 234 ) . وعليكِ – بارك الله فيك – بالإكثار من التسبيح والحمد والتكبير والتهليل والاستغفار ، وترطيب اللسان بكثرة ذكر الله تعالى لتحصل لك الطمأنينة ، قال سبحانه : } الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ { ( الرعد : 28 ) .

لا تحزني وأنتِ تتمتعين بصحة الجسم ، وعافية البدن ، وسلامة الحواس . وتذكري أن هناك الكثير ممن يبحثون عن الصحة فلا يجدونها ، ويتمنون العافية فلا تحصل لهم ، وأنتِ - بفضلٍ من الله تعالى - تنعُمين بذلك كله ؛ فلا شكوى من مرضٍ ، ولا بكاء من ألمٍ ، ولا معاناة من إعاقةٍ ، وصدق الله حيث يقول : } وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ { ( إبراهيم : 34 ) .

لا تحزني إذا لم يتحقق مرادك ، أو حال حائلٌ دون بلوغ آمالك فإن كل شيءٍ بقضاءٍ وقدر ، وتأكدي أنه لا يُمكن أن يحصل أو يقع أمر صغيراً كان أو كبيراً ، إلا بعلم الله تعالى وتقديره . قال جل في عُلاه : } إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ { ( القمر : 49 ) . ولأنك لا تعلمين أين يكون الخير والصلاح ! فقد يحرص الإنسان على أمر ما ويجتهد في تحقيقه ؛ فإذا ما تحقق كرهه وتمنى غيره ، والعكس صحيح . قال جل من قائل : } وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ { ( البقرة : من الآية 216) .

لا تحزني فإن باب علام الغيوب ، وغفار الذنوب ، مفتوح وغير محجوب . قال سبحانه : } قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ { ( الزمر :53 ) . وعليكِ إذا ما زلَّت بكِ القدم ، أو أحاطت بكِ الخطيئة ، أن تحسني الظن بالله تعالى ، وأن تسارعي بالعودة إلى الله غافر الذنب وقابل التوب ، والالتجاء إليه سبحانه فقد قال جل شأنه : } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً { ( الطلاق : من الآية 5 ) . وعن أبي موسى t عن النبي e قال : " إن الله عزَّ وجلَّ يبسُط يده بالليل ليتوب مسيءُ النهار ، ويبسُط يده بالنهار ليتوب مسيءُ الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 6989 ، ص 1196 ) .

وما أجمل قول القائل :

وإن هـوى بكِ إبلـيس لمعصيـةٍ

فأهلكـيـه بالاستغـفار ينتـحـبِ

بسجدةٍ لكِ في الأسحار خاشعةً

سجـود معـترفٍ لله مـقتـربِ

وخيرُ ما يغسل العاصي مدامعه

والـدمع مـن تـائبٍ أنـقى مـن السُحبِ

لا تحزني وأنتِ قادرة على دعاء الله وسؤاله ، والوقوف بين يديه ، والانطراح على عتبات ربوبيته ، فإن من يسأل الله تعالى يُعطه ، ومن يطلبه يمنحه ، ومن يرجوه يُحقق رجاءه ، ومن يستعيذه يُعذه ، ومن يستغفره يغفر له ، ومن يُقبل عليه يقبله . فقد صحّ عن أنس بن مالكٍ t أنه قال : سمعت رسول الله e يقول : " قال الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أُبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماءِ ثم استغفرتني غفرتُ لك ولا أُبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئاً لأتيتك بقُرابها مغفرةً " ( رواه الترمذي ، الحديث رقم 3540 ، ص 804 ) .

لا تحزني إذا كنتِ قد سَخرّتِ قلبك وجوارحك لطاعة الله تعالى ورضاه ؛ فلا تنطق شفتيك إلا بقول الحق ، ولا يلهج لسانك إلا بالذكر ، ولا يُصغي سمعك إلا للمعروف ، ولا تُبصر عينيك إلا ما أحل الله لها ، ولا تبذل يديك إلا الصدقة والإحسان ، ولا تسر قدميك إلا إلى الطاعات والواجبات ، ولا تُشغلك مباهج الدنيا الفانية عن العمل والاستعداد للدار الآخرة .

لا تحزني يا من أطعت زوجك في الحق ، وأديت فرضك طاعةً وامتثالاً ، وصمتِ شهرك اتباعاً واقتداءً ، فقد ضمن لك الصادق المصدوق e الدخول من أي أبواب الجنة شئتِ ؛ لما روي عنه e أنه قال : " إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وأطاعت زوجها ، دخلت جنة ربها " ( رواه ابن حبان ، الحديث رقم 4163 ، ص 471 ) .

لا تحزني وأنتِ من يصلح الله تعالى بصلاحها المجتمع ، فيرتقي ويرتفع ، ويهتدي وينتفع ، ويرعوي ويرتدع . وليس هذا فحسب فأنتِ من تُنشئ الأطفال ، وتخرَّج الأبطال ، وتصنع الرجال . قال الشاعر :

الأم مدرســـةٌ إذا أعددتـها

أعددت شعباً طيب الأعـراقِ

الأم أستاذ الأساتذة الأُولى

شغلت مآثـرهـم مدى الآفـاق

وفي الختام ، أسأل الله العظيم ، رب العرش الكريم ، أن يُصلح بنات المسلمين ، وأن يكفيهن كل شرٍ يُرادُ بهن ، وأن يُذهب عنهن الهم والغم والحزن ، وأن يُريهن الحق حقاً ويرزقهن اتباعه ، والباطل باطلاً ويرزقهن اجتنابه ، وأن يوفق الجميع لما فيه الخير والسَّداد ، والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد ...



د. صالح بن علي أبو عرّاد

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 01-09-2010, 05:54 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

الخصائص الاجتماعية لمرحلة المراهقة وأساليب رعايتها: (1)

تمثل مرحلة المراهقة نقطة انطلاق الفرد اجتماعيا من النطاق الأسري الضيق إلى نطاق المجتمع حيث تتميز العلاقات الاجتماعية بأنها أكثر اتساعاً وشمولاً عنها في مرحلة الطفولة ، فيبدأ المراهق بالشعور بالارتياح مع أشخاص خارج نطاق الأسرة -الأصدقاء - أكثر مما يجده مع والديه وإخوته ، ومن مظاهر ذلك : زيادة الوقت الذي (يمضيه المراهق مع رفاقه وزملائه ، وقلة الوقت الذي يمضيه مع أفراد الأسرة).



هذا وأبرز خصائص النمو الاجتماعي في مرحلة المراهقة ما يلي:

1 ـ الانتماء:

يظهر في مرحلة المراهقة الشعور بالانتماء إلى بعض الجماعات القائمة في المجتمع ، وهذا الانتماء يعتمد على ما يسود في المجتمع . ففي بعض المجتمعات يكون الانتماء مبنياً على الرابطة الدموية كالقبيلة أو المكان أو المنطقة ، أو النشاطات كالأندية

ومن مظاهر سلوك المراهق حيال هذه الانتماءات المسايرة والتي تعنى إتباع معايير الجماعة بحذافيرها ، ومحاولة الظهور بمظهرها والتصرف كما يتصرف أفرادها.

وتعود مسايرة المراهق للجماعة التي ينتمي إليها إلى:

أ ـ أنه دخل إلى عالم جديد ، فهو ينظر إلى ما يفعله الآخرون فيتبعه :

ب‌ ـ محاولة تجنب كل ما يؤدي إلى إثارة النـزاع بينه وبين أفراد هذه الجماعة . بغية تحقيق التوافق الاجتماعي. .

وهذه المسايرة ليست صفة ملازمة للمراهق ، ولا تكون تامة إلا في أول المراهقة وتخف تدريجياً مع تقدم الفرد في سلم المراهقة بحيث يساير في الأمور التي يقتنع بها ، أما الأمور التي لا يقتنع بها فقد يخالف فيه.

2 ـ تكوين الجماعات (جماعة الرفاق):

من أهم ما يميز النمو الاجتماعي في مرحلة المراهقة الميل الشديد عند معظم المراهقين إلى الانخراط بعضهم مع بعض في جماعات ؛ لأن الفرد في هذه المرحلة لم يعد طفلا ، ولم يصبح راشداً ، فيشترك مع جماعة لكي يتفاعل معها ، ويجد مكانته الاجتماعية عندها.

وتتميز جماعة الرفاق بمميزات خاصة تميزها عن غيرها من الجماعات ، وهذه المميزات ليس بالضرورة أن تنطبق جميعا أو بنفس الصورة على جميع فئة المراهقين. فهي تختلف من مجموعة إلى مجموعة أخرى ، ومن فرد إلى فرد آخر. وهذه الخصائص أو الميزات تقل أو تتلاشى تدريجياً كلما تقدم المراهق في السن. ومن هذه الخصائص ما يلي:

أ‌) التجانس بين أعضائها فهم من جنس واحد ، وأعمارهم وخلفياتهم الاجتماعية وميولهم ومستوياتهم الدراسية متقاربة . ويزداد التجانس مع مرور الوقت لعدة أسباب منها : تأثر بعضهم ببعض ، ومسايرتهم للسلوك الغالب في المجموعة ، وانسحاب الأفراد البعيدين بعض الشيء عن غالبية المجموعة في بعض الصفات.

ب‌) محدودية العدد.

ج) المجموعة الوحيدة :حيث تتعدد المجموعات التي يرتبط بها الفرد في المراحل التالية للمراهقة ، أما المراهق فإنه يرتبط بمجموعة واحدة ، ولا يستطيع الاستغناء عنها ببديل

د) تسير وفق نظام معين ضمني غير مصرح به . أي أنه يوجد نظام يربط علاقة أفراد هذه المجموعة دون أن يشعروا بذلك . حيث يُعرف من يستطيع أن ينظم معهم ، والذي لا يستطيع ، ولذلك معروف من القيادي في هذه المجموعة الذي يرجع إليه عندما يقترح أحدهم موضوعاً معيناً مثل الذهاب إلى رحلة أو زيارة صديق.

هـ) شديدة التماسك : فالعلاقات بين أفراد المجموعة قوية لدرجة أنه يصعب سحب أي عضو منها ، ويزداد التماسك عندما يشعرون بتدخل من قبل الآخرين.

و) تمارس ضغطاً على أفرادها . وغالباً يتأثر المراهق بهذه الضغوط من قبل مجموعته إلا إذا كانت علاقته بالمجموعة لم توثق بعد أو كان يتميز بقوة الإرادة.

وظاهرة تكوين مجموعة الرفاق ليست سلبية أو سيئة ، بل الظاهرة في حد ذاتها طبيعية وصحية ، ولكن مجموعة معينة بذاتها قد تكون طيبة أو سيئة حسب طبيعة أفرادها . لأن لمجموعة الرفاق دورًا مهماً لنمو المراهق الاجتماعي ، فهي تنمي فيه روح الانتماء للجماعة ، بما يؤدي به إلى حبها ومراعاة معاييرها ، والإذعان لآرائها ، وهذا يخلص المراهق من الأنانية والعزلة . ويزرع فيه حب مساعدة الآخرين والعمل في سبيل الغير ، كما تساعد المراهق على أن يتعلم كيفية التفاعل الاجتماعي مع الأتراب أو غيرهم ، كما تساعده على اكتساب بعض المهارات والاهتمامات والاتجاهات التي تتناسب مع هذه المرحلة ، وكيفية تبادل المشكلات والمشاعر . كما وأن هناك دوراً مهماً جداً لمجموعة الرفاق ألا وهو شعور المراهق بأن له قيمة واعتباراً في هذه المجموعة وهذا الدور كثيراً ما يفقده في غير مجموعة الرفاق.

3 ـ التمركز حول الذات (الاعتناء بالمظهر الخارجي)

يسعى المراهق أن يكون له مركز ومكانة اجتماعية ، وهو من أجل ذلك يقوم بالأعمال التي تلفت وتجذب نظر الآخرين إليه ،(وذلك بحسب نوعية المجموعة التي يتعايش معها ويقتدي بها) فإن كانت ذات عناية بالملبس والمظهر زادت عنايته بذلك، فيختار الأنواع والألوان الزاهية ، وأحدث الموديلات . كما يعتني بشعره فيقوم بتصفيفه وعمل القَصَّات تقليدًا للموضة .

والعناية بالمظهر في إطاره الشرعي ليس مذموما ، وإنما يكون مذموما إذا تشبه الشاب بالنساء، أو زادت العناية عن حدها وأصبحت الشغل الشاغل للمراهق، بحيث تكون سبباً في ضياع كثير من الأوقات فتفوته بعض الأمور الواجبة.



4 ـ الشعور بالمسؤولية الاجتماعية:

يزداد نمو الوعي والبصيرة الاجتماعية عند المراهق ، ويظهر ذلك في التعرف على الحقوق والواجبات الاجتماعية ، كحقوق الوالدين والأقارب ، وممارستها كحضور المناسبات الاجتماعية والقيام بزيارة المرضى وغيرها . ومحاولته فهم ومناقشة المشكلات الاجتماعية والسياسية ، ووضع حلول لها بناء على المعايير التي تكونت عنده.

كما يتطلع المراهق في هذه المرحلة إلى تحمّل مسئولياته الاجتماعية والتي تشعره بأنه قادر على الاعتماد على نفسه . فإذا حصل لديه تناقض بين ما ينبغي أن يكون من وجهة نظره وبين الواقع الذي يعيشه يبدأ بتوجيه النقد وفي بعض الأحيان محاولة الإصلاح . فقد يقوم بتوجيه نقده إلى والديه ، من حيث مظهرهما كاللبس والسلوك وطريقة تربيتهما لإخوته الصغار ، بناء على مقارنة والديه بآباء وأمهات أصدقاء والديه من حيث المظهر والسلوك وطرق تربيتهم ، فإذا رأى أن الصواب والمناسب ما عند أصدقاء والديه قام بتوجيه النقد إليهما ، ومحاولة إقناعهما بتغيير ما عليه والديه . ومع عدم تقبل والديه لهذا النقد أو إقناعه والتوضيح له حقيقة الأمر قد يحدث النـزاع والخلاف.

ويستمر المراهق بتوجيه النقد إلى كل ما يراه غير مناسب سواء في البيت أو المدرسة أو البيئة، وسواء إلى الأوضاع الاجتماعية أو السياسية ونحوها أو إلى الأشخاص.

وقد يرجع ذلك إلى رغبته في فهم ما يحدث من حوله ، ومحاولة الإصلاح ، وذلك من خلال طرح الآراء أو المشاركة التي تساعد في تقويم الحال التي يراها غير مناسبة .

ولعل ذلك يعود إلى التناقض بين ما تكون لدى المراهق من مفاهيم وأفكار وبين ما يتلقاه من وسائط التربية كالأسرة والمسجد والإعلام . وليس إلى ميل المراهق إلى نقد الآخرين.





5 ـ المنافسة :

تعتبر المنافسة من مظاهر العلاقات الاجتماعية في مرحلة المراهقة ، فالمراهق غالبا يقارن نفسه بغيره من أصدقائه أو زملائه ، ويحاول أن يكون مثلهم ، أو أحسن منهم، ويقارن قدراته بقدرات الآخرين ، وسلوكياته بسلوكيات الآخرين . وتظهر في الألعاب الرياضية والتحصيل الدراسي وفي الملبس وفي بعض الممتلكات.

وللمنافسة أشكال صحيحة وهي التي تعود على المراهق بالفائدة كالتي تدفعه إلى التحصيل الدراسي ، والتي تدفعه للاستزادة من الأعمال الصالحة.

وأشكال غير صحيحة وهي التي (( تقوم على الأنانية ، أو التي يصاحبها الشعور بالخوف والخجل ، أو الشعور بالإثم والعدوان أو التي تنتهي بالعداء وحب الانتقام )) وتؤدي بالمراهق إلى المعاناة والتوتر والضياع.

ومن محاسن وفوائد المنافسة الصحيحة أنها تشعر المراهق بذاته وقيمته كما تدفعه إلى أن يكون جدياً ومنتجاً في حياته.

ومن هنا ينبغي الاهتمام برعاية النمو الاجتماعي للمراهق من خلال التربية الاجتماعية والتي تهدف إلى بناء العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة وأفراد المجتمع على أساس تقوى الله عزَّ وجلّ ، والحب والمودة ، والعطف والتضحية والتعاون والتسامح والبر ، وتنمية الإحساس بروح المسؤولية الفردية والاجتماعية.



الباحث: عبدالرحمن الحجيلي

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 01-09-2010, 06:00 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

رسالة إلى المعـتمر


* أيها المعتمر .

** يا واحداً من ضيوف الرحمن سبحانه .

*** يا من شددت الرحال إلى بلد الله الحرام .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

فإن العمرة شعيرةٌ واجبةٌ ، يُقصد بها زيارة بيت الله الحرام للطواف والسعي . وقد جاء الترغيب في أدائها والحث على فعلها في كتاب الله بقوله جل في عُلاه : } وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ { ( البقرة : من الآية 196) .كما جاء في السنة المطهرة عن أبي هريرة t أن رسول الله e قال : " العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما " ( البخاري ، الحديث رقم 1773 ، ص 285 ) . ولهذا كان على كل مسلم أن يحرص على أدائها بقدر استطاعته، وأن لا يهملها أو يتقاعس عنها بدون عذر شرعي ، وهنا أوجه هذه الرسالة إلى كل معتمر لعله يجد فيها نفعاً أو فائدة . فأقول مستعيناً بالله وحده :

*يا من نويت أداء العمرة ، عليك أن تقصد بعمرتك وجه الله سبحانه والدار الآخرة والتقرب إلى الله سبحانه بما يرضيه من الأقوال والأعمال في ذلك الموضع الشريف، وأن تحذر كل الحذر من أن تقصد بعمرتك أعراض الدنيا الفانية ، أو الرياء والسمعة ، والمفاخرة بين الناس . وهنا تذكّر أن عليك سؤال أهل العلم عن ما يُشكل عليك من أمورٍ ومسائل حتى تكون على بصيرةٍ ، وتكون عمرتك على الوجه الذي يرضي الله Y .

* يا من عزمت على السفر إلى بلد الله الحرام ، اختر الرفقة الصالحة الطيبة التي تعينك على ذكر الله جل وعلا ، وتُذكِّرك إذا نسيت ، واحرص على صحبة أهل الطاعة والتقوى والصلاح ، وطلبة العلم المتفقهين في الدين ، وإياك وصحبة السفهاء و الفُسَّاق والأشرار . وأعلم أن مال العمرة لابد أن يكون حلالاً حتى يقبلها الله Y ،فلا يدخل فيه مالٌ مسروق أو مغصوب ، أو من مصدر حرامٍ كالربا أو الرشوة أو الغش ونحو ذلك.

*يا من توجهت إلى بلد الله الحرام لإتمام مناسك العُمرة ، لا تتجاوز الميقات الذي تمر به في طريقك إلى مكة المكرمة حتى تحرم منه إن كان سفرك براً أو بحراً ، فإذا وصلت إلى الميقات فعليك التجرد من ثيابك والاغتسال كغُسل الجنابة ، ثم تلبس قطعتين من القماش الذي لا مخيط فيه ، أحدهما إزاراً يستر النصف الأسفل ، والثاني رداء ًيستر النصف الأعلى كاملاً ، والأفضل أن يكونا أبيضين للرجال ؛ أما المرأة فلها أن تلبس ما شاءت من ثيابٍ ، وأن تحذر التشبه بالرجال أو التبرج ، وأن لا تُخصص للعمرة لوناً معيناً فإن ذلك غير وارد .أما إذا كان سفرك جواً فعليك أن تحرم إذا حاذيت الميقات الذي تمر به ، ويفضل أن تلبس ثياب الإحرام قبل ذلك حتى إذا حاذيت الميقات نويت الإحرام في الحال بأن تقول : (( لبيك اللهم عمرةً )) ، فإنه لا يجوز تأخير الإحرام عن ذلك .

* يا من لبست ملابس الإحرام لا تنس أن تتطيب عند الإحرام في رأسك ولحيتك لما جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) أنها قالت :

" كنت أُطيب رسول الله e لإحرامه حين يُحرم ، ولحله قبل أن يطوف بالبيت " ( البخاري ، الحديث رقم 1539 ، ص 249 ) . واعلم – جُزيت خيراً - أن لك أن تصلي ركعتين بِنِيَّةِ سنة الوضوء ، ثم تنوي الاحرام بالعمرة وتجهر بها قائلاً : " لبيك عمرةً " أو " لبيك اللهم عمرة " . أما النساء فلا يجهرن بها ولا بالتلبية .

وهنا تذكر أن لك متى خفت من عائق يعوق إتمام نسكك أن تشترط عند الإحرام فتقول : (( إن حبسني حابسٌ فمحلي حيث حبستني )) . وعند ذلك تُشرع لك البدء في التلبية المشروعة الثابتة فقد ورد عن ابن عمرٍ - رضي الله عنهما - أن تلبية رسول الله e : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والمُلك ، لا شريك لك " ( البخاري ، الحديث رقم 1549 ، ص 251 ) . وارفع صوتك بها واكثر منها حتى تبدأ الطواف بالبيت الحرام ، أما النساء فيلبين بصوتٍ منخفض .

* يا من أحرمت لله تعالى معتمراً تجنب جميع محظورات الإحرام ؛ فلا تأخذ من شعرك أو أظفارك شيئاً ولا تتطيب بعد الإحرام في بدنك أو إحرامك ، ولا تقتل الصيد ، ولا تُغط رأسك بملاصق ، ولا تقطع شجر الحرم ونباته الأخضر ، ولا تلتقط لقطته إلا لتعريفها ، ولا تباشر زوجك بشهوة سواءً كان ذلك باللمس أو التقبيل أو نحوهما ، ولا تلبس المخيط سواءً كان ذلك قميصاً أو ثوباً أو سروالاً ، أو عمامةً أو خفاً أو نحوها ، ولا تلبس المرأة النقاب أو البرقع أو نحوهما ؛ وعليها ألاَّ تلبس القُفازين في يديها لورود النهي عن ذلك ؛ إلا أن عليها متى كانت بحضرة رجالٍ أجانب أن تُغطي وجهها بالخمار ونحوه . وأعلم أنه لا بأس ( أخي المعتمر ) بلبس النعلين والخاتم غير المذهب وسماعة الأذن والنظارة والساعة والحزام ، ولا بأس بتغيـير ملابس الإحرام وغسلها وتنظيفها ، وغسل الرأس والبدن .

* لا تنس ( أخي المعتمر ) أن عليك أن تبدأ الطواف من محاذاة الحجر الأسود الذي إن لم يتيسر لك استلامه فيكفيك التكبير مع الإشارة إليه باليد اليمنى لما ورد في صفة حجة النبي e لابن عمر رضي الله عنهما أن النبي e عندما انتهى إلى البيت " استقبل الحجر فكبَّر " ( ابن خُزيمة ، ج 4 ، الحديث رقم 2716 ، ص 214 ) . ولا تُقبِّل يداك بعد الإشارة بهما إليه ، وإياك ومزاحمة الناس أو إيذائهم بأي نوعٍ من الأذى القولي أو الفعلي . فإذا ما مررت بالحجر الأسود بعد ذلك فكبر فقط ، وقبِّله إن استطعت دونما مزاحمةٍ لما في الحديث عن عمر بن الخطاب t قال : قال رسول الله e : "يا عمر ، لا تؤذ الضعيف . إذا أردت استلام الحجر فإن خلا لك فاستلمه ؛ وإلا فاستقبله وكبِّر " ( البيهقي في السُنن الكبرى ، ج 5 ، الحديث رقم 9043 ، ص 80 ) .

* إذا بلغت الركن اليماني في طوافك وتيسّر لك استلامه فامسح عليه بيدك اليمنى ولا تُقبِّله ، ولا تزاحم الناس عليه ، فإن شق عليك استلامه فاتركه وامض في طوافك ؛ ولا تُشر إليه ، ولا تُكبِّر عند محاذاته . واعلم ( بارك الله فيك ) أنه ليس للطواف دعاءٌ مخصوص أو ذكرٌ معين ؛ و أن ما يسمى بأدعية الطواف والسعي التي تنتشر بين أيدي كثيرٍ من الحجاج والمعتمرين ليست ثابتة عن الرسول e ، وأن المشروع للمسلم في الطواف يتمثل في الإكثار من الذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم ، إلاّ في ختام كل شوط بين الركن اليماني والحجر الأسود فيستحب أن يقول الطائف بالكعبة : (( ربنا آتنا في الدنيا حسنةً ، وفي الآخرة حسنةً ، وقنا عذاب النار )) لما ورد عن عبد الله بن السائب عن أبيه قال : سمعت النبي e يقول ما بين الركن اليماني والحجر : " ربنا آتنا في الدنيا حسنةً ، وفي الآخرة حسنةً ، وقنا عذاب النار " ( الحاكم ، ج 2 ، الحديث رقم 3098 ، ص 3042 ) . وهنا عليك أن تُراعي أنه لا ينبغي رفع الصوت بالدعاء حتى لا يكون هناك تشويش على بقية الطائفين والمصلين .

* لا تنس - أخي المعتمر – أن مما يُشرع للرجال (( الاضطباع )) و (( الرَّمَل )) في الطواف فقط ؛ فأما الاضطباع فهو أن يجعل الرجل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على الكتف الأيسر, وبذلك يكون كتفه الأيمن مكشوفاً حتى إذا فرغ من الطواف غطاه وأعاد الرداء إلى حالته الأولى . أما الرَّمَل فهو إسراع المشي مع مقاربة الخطوات , ويكون ذلك في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف فقط إن تيسر له ذلك ، لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " سعى النبي e ثلاثة أشواطٍ ، ومشى أربعةً في الحج والعمرة " ( البخاري ، الحديث رقم 1604 ، ص 260 ) .

* لا تنس أن تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم u بعد فراغك من الطواف بالبيت سبعة أشواط لقوله تعالى : } وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً { ( البقرة : من الآية 125) ؛ فإن لم يتيسر ذلك فصل في أي موضع من الحرم دون مزاحمةٍ أو مضايقةٍ للمصلين والطائفين ، واعلم أنه يُسَنُ في هاتين الركعتين قراءة (سورة الكافرون ) بعد الفاتحة في الأولى ، و ( سورة الإخلاص ) بعد الفاتحة في الثانية .

* توجّه بعد ذلك إلى المسعى واصعد على الصفا تالياً قوله تعالى : } إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ { ( البقرة : 158 ) . ثم استقبل القبلة وارفع يديك حامداً الله سبحانه وتعالى وداعياً بما تشاء ، ثم انزل من الصفا متوجهاً إلى المروة ؛ فإذا بلغت العلم الأخضر فأسرع في سعيك بقدر ما تستطيع ولا تؤذ غيرك من الناس حتى تبلغ العلم الأخضر الثاني ، ولا تنس أن هذا الإسراع في المشي بين العلمين الأخضرين مشروع للرجال فقط أما النساء فلا يشرع لهن لأنهن عورة ، وإنما المشروع لهن المشي في السعي كله . ثم امش كالعادة إلى أن تصل إلى المروة فاصعد عليها واستقبل القبلة رافعاً يديك داعياً بما تشاء كما فعلت على الصفا . ثم انزل من المروة إلى الصفا ماشيا في موضع المشي ، وساعياً في موضع السعي حتى تكمل سبعة أشواط ، واعلم أن الذهاب من الصفا إلى المروة شوط ، والرجوع من المروة إلى الصفا شوط آخر . ولك ( أخي المعتمر ) أن تردد في سعيك ما شئت من ذكر الله سبحانه وتعالى ، والدعاء الصالح ، وتلاوة القرآن الكريم دون التقيد بذكرٍ معينٍ أو دعاءٍ خاصٍ لكل شوط .

* إذا أتممت سعيك سبعة أشواط فاحلق شعر رأسك أو قَصِّره على أن يعم التقصير شعر الرأس كله ، ولا تكتف بأخذ بعض الشعر من يمين الرأس وشماله ووسطه فإن ذلك خطأ يقع فيه كثير من الناس ، إذ إن الحلق أو التقصير يجب أن يكون شاملاً لجميع شعر الرأس . واعلم أن الحلق أفضل من التقصير لما ورد عن يحيى بن الحُصين عن جدته أنها سمعت النبي e في حجة الوداع " دعا للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة " ( مسلم ، الحديث رقم 3150 ، ص 548 ) . إلاّ أن يكون وقت الحج قريباً فإن التقصير أفضل . أما المرأة فتقص من كل ظفيرةٍ من ظفائرها قدر أنملة ، وبذلك تكون ـ أخي المعتمر ـ قد أتممت عمرتك ، ولك بعد ذلك أن تلبس ثيابك وأن تتطيب وأن تعود إلى ما كنت عليه قبل الإحرام .

* تذكّر أن عليك عدم تخطي الرقاب في الحرم ، والحذر من إيذاء المصلين ، فإن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وإياك والنظر إلى النساء أو الصلاة بجوارهن فإن ذلك مما يجب على المسلم اجتنابه وبخاصة في بيت الله الحرام . وعليك أن تتلطف بمن حولك من إخوانك الحجاج والمعتمرين والمصلين أثناء الطواف والسعي وعند تقبيل الحجر الأسود فإن كثير من الناس قد يقع في المحظور ليأتي بسنةٍ من السنن - والعياذ بالله - .

* لا تُغلِق أبواب الحرم ومداخله وطرقاته بالصلاة فيها أو النوم أو الجلوس والافتراش ، ولا تلوث الحرم بطعام أو شراب أو قذر ؛ فإن ذلك من العبث وعدم تعظيم شعائر الله . واعلم أنه لا يجوز ـ كما أفتى بذلك كثيرٌ من أهل العلم ـ تعطيل الطواف بالجلوس حول الكعبة أو الصلاة قربها أو الوقوف عند الحجر الأسود ، أو حِجر إسماعيل u ، أو أمام باب الكعبة ، أو عند مقام إبراهيم u ؛ وخاصةً عند الزحام لما في ذلك من الضرر بالمسلمين وإيذائهم . وأحذر من التمسح بجدران أو حِلق الكعبة أو ثوبها أو غير ذلك مما يفعله الجهلة بدين الله وشريعته السمحة .

* وختاماً : لا تنس أن تحمد الله تعالى على توفيقه إياك لأداء هذه الشعيرة ، وتيسيره لك إتمام أعمال العمرة ، وعليك أن تحمده وأن تُكثر من شكره سبحانه وتعالى أن وفقك لزيارة المسجد الحرام والبيت العتيق ، وأن تسأله القبول والإخلاص في القول والعمل . والله أسأل لنا ولك عمرةً مقبولةً ، وسعياً مشكوراً ، وذنباً مغفوراً ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، وسلّم تسليماً كثيراً .

د. صالح بن علي أبو عرَّاد

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 01-09-2010, 06:04 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

رسالة إلى حـاج
* أيها الحاج الكريم .

** يا ضيفاً من ضيوف الرحمن .

*** يا من لبَّيت النداء الخالد لخليل الرحمن u .

السلام عليكم ورحمة الله وبركته ، وبعد :

فإن الحج من أكثر العبادات تحقيقاً لمعنى العبودية الحقة لله سبحانه وتعالى ، كما أنه عبادة تزكي النفس البشرية من العداوة والبغضاء والشح والإيذاء يوم يهرع المسلم ببدنه لإجابة النداء الخالد مخلفاً وراءه المال والأبناء ، والأهل والأصدقـاء ، قاصداً بيت الله الحرام ليؤدي هذه الفريضة امتـثالاً لقوله تعالى : } وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً { ( آل عمران : من الآية 97 ) . واقتداءً بهدي وسنة سيدنا محمدٍ e الذي صح عن أبي هريرة t أنه قال : سمعت النبي e يقول : " من حجَّ فلم يرفث ، ولم يفسق رجع كيوم ولدته أُمه " ( البخاري ، الحديث رقم 1521 ، ص 247 ) .

وهنا أوجه هذه الرسالة لكل حاجٍ مسلمٍ مؤملاً أن ينفع الله بها ، وأن تكون من باب التذكير الذي قال فيه الحق سبحانه وتعالى : } وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ { ( الذاريات : 55 ) ، وأقول مستعيناً بالله وحده :

*يا من شددت الرحال إلى بلد الله الحرام وتركت الأهل والأبناء ، والديار والأوطان ، وتجشمت المتاعب والصعاب حتى تصل إلى بيت الله الحرام وحرمه الآمن ، اخلص النية لله تعالى في حجك ، واقصد به وجه الله ومرضاته ، وكن متبعاً لهدى النبي e في قولك وفعلك ونسكك ، ولا تتردد في سؤال أهل العلم الموثوقين عن ما أشكل عليك ؛ حتى تكون على بينةٍ من أمرك ، ويكون حجك صحيحاً إن شاء الله تعالى . قال سبحانه : } فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ{ (سورة النحل أية رقم 43)

*يا من قصدت بيت الله تعالى وحرمه الآمن لا تؤذ غيرك من حجاج بيت الله الحرام بالقول أو بالفعل ، واحذر من مزاحمتهم أو مضايقتهم وبخاصةٍ متى كنت قوي البنية مكتمل الصحة والعافية ، فإن نبينا محمد e قد حذّر من إيذاء الناس فقال : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " ( البخاري ، الحديث رقم 4 ، ص 5 ) . وعليك – بارك الله فيك - بضبط النفس والجوارح ، ومحاولة كظم الغيظ ، و الحرص على تجنب الجدال مع الآخرين عملاً بقوله تعالى : } وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً { ( البقرة : من الآية 83 ) .

*يا من أكرمك الله بإدراك هذه المناسبة العظيمة ، والوصول إلى هذه البقاع المقدسة ؛ تذكّر أنك في موسمٍ عظيمٍ ، و أيامٍ مباركةٍ يُضاعف الله تعالى فيها الأجر والثواب لمن عمروا أوقاتهم بالطاعات وشغلوها بالعمل الصالح الذي شرعه الله تعالى لعباده . وتذكّر أنه قد روي عن ابن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أن النبي e قال : " ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ ( يعني أيامَ العشر ) . قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهادُ في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء " ( ابن حبان ، ج 3 ، الحديث رقم 324 ، ص 30 ) .

*يا من أجبت النداء الخالد ، ولبيت دعوة أبينا إبراهيم u عليك بالسكينة والوقار في كل شأنك ، وترَّفق بإخوانك الحجاج أثناء الطواف والسعي ، وعند رمي الجمرات ونحر الهدي والأضاحي ، وأثناء التنقل بين المشاعر . وإياك أن تؤذي غيرك من الحجاج بقولٍ أو فعلٍ وبخاصةٍ عند استلام الحجر الأسود ، وكن مع الناس لطيفاً يكن الله بك رحيماً . قال تعالى : } وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً { ( الأحزاب : 58 ) .

واعلم – غفر الله لي ولك – أنه لا يلزم الحاج أو المعتمر استلام الحجر الأسود وتقبيله ، ويكفيه الإشارة إليه بيده والتكبير متى كان الزحام شديداً .

* يا من جعلت قدوتك في كيفية القيام بالعبادات وأداء الشعائر والمناسك ما جاء به سيد الخلق محمد e ؛ إياك أن تقع في بعض البدع التي يقع فيها كثير من الحجاج - عن جهلٍ منهم - فلا تخص كل شوطٍ من الطواف أو السعي بأذكارٍ مخصوصةٍ أو أدعيةٍ معينة لأن هذا أمرٌ لا أصل له ، وعليك الإكثار من الدعاء في طوافك وسعيك بما تيسر ، أو الانشغال بذكر الله تعالى تسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً واستغفاراً ونحو ذلك ، أو قراءة وترتيل القرآن الكريم . وأعلم أنه ليس لعرفة دعاءٌ مخصوص ، ولا للمشعر الحرام بمزدلفة بل على الحاج أن يدعو بما تيسر ، وما أُثِرَ عن نبينا محمدٍ e من الأدعية الثابتة الصحيحة الجامعة للخير .

* يا من تبتغي بحجك وأداء مناسكك وجه الله تعالى ومرضاته ؛ اعلم أن تقبيل الركن اليماني من الكعبة الشريفة أثناء الطواف بها خطأٌ لا ينبغي لأنه يُستلم باليد اليمنى فقط ، ولا يُقبّل مثلما يُقبّل الحجر الأسود ؛ فلا تفعل ذلك عند طوافك ، ولا تُزاحم غيرك لاستلامه متى كان ذلك شاقاً عليك . وامض في طوافك دون إشارة أو تكبير عنده.

* يا من تحرص على تمام عملك وترجو قبوله كاملاً غير منقوص ؛ لا تُبق كتفك اليمنى مكشوفةً عند الإحرام ؛ فهذا خطأ يقع فيه كثير من الحُجاج الذين يجهلون أن كشف الكتف اليمنى لا يُشرع للحاج أو المُعتمر إلا في طواف القدوم ، ويُسمى ( الاضطباع ) فإذا ما انتهى الطواف فإن على الحاج أو المعتمر أن يُعيد رداءه على كتفيه وصدره وأن يُكمل باقي نسكه .

*يا من تعرف لبيت الله الحرام قدره ومنـزلته ؛ إياك وبعض أفعال الجُهال كرفع الصوت بالذكر ، أو الدعاء بشكلٍ جماعيٍ مزعج يُشوش على الآخرين ، أو لمس جدار الكعبة وثيابها أثناء الطواف ، أو رمي الجمرات بالحجارة الكبيرة والقوارير والنعال ونحو ذلك من الأفعال التي لم تثبت عن النبي e وصحبه الكرام .

*يا من قصدت بحجك طاعة الله تعالى ومرضاته جل في علاه لا تُخطئ في فهم معنى التعجل الذي قال فيه تعالى : } فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ { ( البقرة :من الآية 203 ) . لأن المراد باليومين الحادي عشر والثاني عشر ، وليس يوم العيد ويومٍ بعده كما يُخطئ كثير من الحجاج في فهم ذلك جهلاً .

وأعلم - تقبّل الله مني ومنك - أن من تأخر إلى اليوم الثالث عشر فرمى الجمار بعد زوال الشمس ثم نفر فإنه يكون قد أتى بالأفضل والأكمل ، وجنب نفسه مشقة الزحام والعناء .

*يا من تحرص على الحج المبرور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور ؛ إحذر المبالغة في الاهتمام بأمور الدنيا ، وصرف الوقت الطويل في شؤونها كالبيع والشراء ، والتجول في الأسواق ، والانشغال بشراء الهدايا ، ونحو ذلك مما يُضيع وقتك ، ويحرمك فضل هذه الأيام الكريمة وثوابها العظيم ، والتي لا تدري هل ستعود إليها أم لا .

ثم تذَّكر - أخي الكريم - أنك في بلد الله الحرام الذي تُضاعف فيه الحسنات بالأعمال الصالحة ، كما تُضاعف فيه السيئات باقتراف المعاصي والآثام ؛ فلا تدع الفرصة تفوتك ، واغتنم فترة وجودك في هذه الرحاب الطاهرة والبقاع المقدسة في الإكثار من صالح الأعمال والأقوال كأداء الفرائض ، والإكثار من النوافل ، والانشغال بتلاوة القرآن الكريم ، والصلاة على النبي e ، والإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والحرص على الصدقة ، والإحسان إلى الغير ، ومساعدة المحتاج ، وإرشاد الضال ، ونحو ذلك من أعمال البر وأفعال الخير .

*يا من أكرمك الله تعالى بإتمام مناسك الحج ، وأداء شعائره كاملةً غير منقوصة ؛ لا تنس أن تحمد الله جل في عُلاه على أن وفقك لإتمام حجك ، وأن تشكره سبحانه أن يسر لك ذلك ، وعليك أن تسأل الله تعالى أن يكون عملاً صالحاً مقبولاً .

* وختاماً .. أسأل الله تعالى لنا ولكم حجاً مبروراً ، وسعياً مشكوراً ، وذنباً مغفوراً ، وأن يهدينا جميعاً إلى خير القول وصالح العمل ، وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .



د. صالح بن علي أبو عرّاد
0

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 01-09-2010, 06:07 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

قراءة تربوية في المطويات الدعوية
أدى الاتساع المعرفي المعاصر إلى التنوع في الوسائل الناقلة للمعلومة، وكان الناس ولا يزالون يبتكرون وسيلة إثر أخرى للطرق الكفيلة في إيصال الأفكار إلى الآخرين، ويمتاز العصر الحالي بكثرة الوسائل المستخدمة وتنوعها وتوفيرها للوقت الكثير والجهد والمال، واستخدم الغيورون من أبناء الأمة بعض تلك الوسائل في المجال الدعوي، بغية التوصيل السليم والصحيح للفكرة الدعوية إلى أكبر قدر ممكن وبأقل التكلفة والجهد البشري، ضمن إطار منهج التربية الإسلامية في توجيه الدعوة ووسائلها، ومع ما لا يتنافي مع خصوصية الدعوة الإسلامية وأهدافها وغاياتها، ولعل من ضمن تلك الوسائل المطويات الدعوية، والتي أصبحت تنافس المطويات التجارية الكثيرة.

والقارئ لبعض المطويات في المجالات الدعوية المختلفة يلحظ بعض النقاط والتي تنبئ عن ضعف المحتوى والإعداد اللازم لإخراج المطوية على وجهها الصحيح، الأمر الذي يؤكد الاهتمام التربوي لمضامين المطوية.

الأهمية التربوية للمطوية الدعوية: تكتسب المطوية أهميتها التربوية من أهمية الدعوة ذاتها، إضافة إلى سهولة وصولها إلى القراء، ومناسبتها لغالب فئات المجتمع، وتميزها بعدم وجود الرقابة عليها، وسهولة قراءتها حيث لا تحتاج إلى وقت كثير، وخفة حملها بحيث يمكن حملها بسهولة، ومجانيّتها في كثير من الأحيان، مما يجعلها من أكثر الوسائل الدعوية تأثيرا إذا أحسن استخدامها.

الإعداد التربوي للمطوية: يحتاج معدّ المطوية إلى معرفة فنّ التأثير الذي يجذب أنظار القارئ ويستميله، إضافة إلى إجادته للمادة العلمية التي يقدمها، وبعض المؤهلات العلمية التي تساعده في فنّ الكتابة والتأليف. ويجدر بالمهتمين أن يقيموا دورات تدريبية في فن إعداد المطوية علّ ذلك يساهم في الارتقاء بالمطوية الدعوية إلى مستوى المطويات الرائدة.





إرشادات تربوية في مجال المطوية الدعوية:

o وضوح الفكرة وحسن البيان.

o مراعاة المستهدفين وحسن التوزيع.

o الاهتمام ببعض الموضوعات الاجتماعية الهامة

o مراعاة الخصائص الاجتماعية للنطاق المكاني الذي يراد فيه توزيعها.

o مراعاة النطاق الزماني، فمثلا لا توزع مطويات تخص رمضان والصوم إلا في شعبان أو في رمضان.

o العناية الفنية للإخراج، ولزوم الدقة في المضمون، بحيث لا تشتمل المطويات على أخطاء مطبعية أو علمية.

وصلّ اللهم وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه.



الباحث: عبدالله حسن إبراهيم

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 01-09-2010, 06:11 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

من الفوائد التربوية للإنفاق النبوي
خالق البشرية من العدم أوجد الفقر والغنى، وابتلى بهما بنو آدم ليعلم الشاكر من الكافر، فليس الغنى حكرا على أناس أو عائلة دون غيرهم، وليس الفقر محتوما على آخرين، فالله بيده الأمر، يرفع القسط ويخفضه، من أسمائه الغني، وهو الرحمن الرحيم بخلقه وعبيده، وهو الودود يتودد إلى عباده بنعمه، امتن على نبيه صلى الله عليه وسلم بالغنى فقال: "ووجدك عائلا فأغنى" وأحب أن يرى أثر النعمة على عبده، وجعل إنفاق المال في الوجه المشروع من أسباب نيل مرضاته، فالمال مال الله، والخلق خلق الله، لهذا اعتبر الأغنياء مستخلفين في ماله، "وآتوهم من مال الله الذي آتاكم" " وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" " ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم".

وكان صلى الله عليه وسلم أ جود الناس، يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة، يمينه كالريح المرسلة، يواسى المنكوب، ويرحم الضعيف، ويصل الرحم، ويحمل الكلّ، ويعين على نوائب الحق، ويجود بالموجود، وكان لا يستكثر شيئا أعطاه لله تعالى ولا يستقله، وكان لا يسأله أحدٌ شيئا إلا أعطاه، وكان العطاء أحب شيء إليه، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه وكان يسأل ربه الغنى فيقول: "اللهم أني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" وكان يستعيذ بالله من الفقر " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" وكان يوسع على أهله في النفقه، وهي من مظاهر خيريته لأهله، يقول الشوكاني: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي كل واحدة من زوجاته مئة وسق من خيبر" ولم يحرم سائلا، ولم يزجر مستعينا، كان أملك الناس لعاطفة الملكية، وفي هديه صلى الله عليه وسلم في الإنفاق لنا فيه عدة فوائد تربوية نذكر منها:

1. حقارة الدنيا والمال، وأنها لا تسوي عند الله جناح بعوض، فيتلذذ المتبرع بصدقته، ويعتقد وفور أجرها عند ربه، وأقدم عليها في وقت سعته وضيقه.

2. تحقيق الزهد المطلوب، فلا شيء يعظم في عينه إلا امتثال هديه صلى الله عليه وسلم.

3. البذل والإنفاق من مقومات القيادة، فكان من هديه: أن"ينوع في أصناف عطاءه، فتارة بالهبة، وتارة بالصدقة، وتارة بالهدية، وتارة بشراء الشيء ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعا، وتارة يقترض شيئا فيرد أكثر منه وأفضل وأكبر، ويشتري الشيء فيعطي أكثر من ثمنه، ويقبل الهدية ويكافئ عليها بأكثر منها وبأضعافها تلطفا وتنوعا"مما يؤكد على البذل لمن هو في موضع التأسي والقدوة والقيادة.

4. طهارة النفس ونقاوة الضمير وتزكية القلب.

5. مرضاة الرب في تحقيق مقاصد تشريعه للإنفاق.

6. التخلق بالبذل يقول ابن القيم: "فإذا رآه البخيل الشحيح دعاه حاله إلى البذل والعطاء، وكان من خالطه وصحبه ورأى هديه في الإنفاق لا يملك نفسه من السماحة والندى" فكان تعليم هديه في الإنفاق، وتنوع جوده، وكثرة بذله، من الأساليب التربوية للتربية على الإنفاق.

وصلّ اللهم وسلم على الرحمة المهداة، والخير المسداة، نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



الباحث: عبدالله حسن إبراهيم

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 01-09-2010, 06:16 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

التوريث التربوي ضرورة للعمل الإسلامي
إن ما تعانيه الكثير من المؤسسات الدعوية، والأعمال الخيرية في العالم الإسلامي قد تكون نتيجة تفريط القائمين عليها في إيجاد خلف لهم، وإذا وجد قد لا تتعدى أسوار العمل الروتيني في تعيين نائب للمؤسسة الدعوية، فلا هذا ولا ذاك يجدي في المجال الدعوي في تحقيق التوريث الدعوي الصحيح، إن التوريث الصحيح يعني بذل أقصى الجهود الممكنة، واتباع أنسب الأساليب في غرس قيم وأخلاق وأهداف المؤسسة الدعوية في شخص أو أكثر حتى تتأكد بأن المؤسسة بإمكانها أن تحقق أهدافها دون الحاجة إليك، أو على الأقل لن تتأثر بفقدك.

إن التوريث في العمل الإسلامي كان همة الصالحين، وهدفا من أهداف المخلصين، أكتسب أهميته من أهمية الدعوة ذاتها والتي يقول الله فيها " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين" فكانت مطلب الخليل –إبراهيم عليه السلام-" واجعل لي لسان صدق في الآخرين" وزكريا إذ يقول: "فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا" ويعقوب في لحظة الاحتضار " أم كنتم شهداء إذ خضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم.."ولقد ضرب نبينا صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التوريث الصحيح للعمل الإسلامي في شخصية الصديق أبي بكر رضي الله عنه حتى قال " والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله لحاربتهم عليه "

الأبعاد التربوية للتوريث الدعوي:

1ـ توحيد الجهود الدعوية المبذولة حتى يبني اللاحق على جهود السابق.

2ـ حماية الأعمال الدعوية من الأخطار المهددة.

3ـ وضوح الهدف والرؤية المستقبلية للمؤسسة الدعوية

4ـ بناء جسر التواصل بين الجيل المنصرم والجيل القادم.

5ـ شحذ الهمم وإيجاد دافعية حقيقية في نفسية الشاب تجاه العمل الإسلامي.

6ـ ضمان استمرارية العمل الدعوي

7ـ الحفاظ على أصالة الأسلوب الشرعي للعمل الإسلامي مع الإفادة من مستجدات العصر مما يساير الإنفجار المعرفي والمعلوماتي.

8ـ التخطيط السليم للعمل الخيري وفق الأهداف المرسومة لها.

9ـيؤصل مفهوم العمومية الدعوية، ويعزز المسئولية الفردية لكل أحد عن المهام الدعوية، ويوسع قاعدة العمل الإسلامي، تطبيقا للنظرة الشمولية لمنهج التربية الإسلامية في ممارسة الأعمال الدعوية.

10ـ المحافظة على القدرات والمواهب وتقديرها والتعرف عليها من خلال ممارسة عملية التوريث في مجال العمل الإسلامي.

وصلّ اللهم وسلّم على نبيا محمد وآله وصحبه أجمعين.

الباحث: عبدالله حسن إبراهيم

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 01-09-2010, 06:18 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

تربيتنا الأُسرية إلى أين ؟
الحمد لله القائل ) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم :21)
والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ القائل : " خيركم خيركم لأهله " ( رواه الترمذي ، الحديث رقم 3895 ، ص 875 ) . وعلى آله الأطهار ، وصحابته الأخيار.



وبعد فنقصد بمصطلح التربية الأُسرية ذلك النوع من التربية الذي يتم في البيئة الأُسرية والذي يبدأ مع الإنسان منذ نعومة أظافره وقد يستمر معه خلال مراحل عمره الأُخرى سواءً أكان ذلك بطريقةٍ مُباشرةٍ أو غير مُباشرة.

وتعتمد التربية الأُسرية كثيرًا على مستوى الوعي والمعرفة عند مجموعة أعضائها ، الذين يؤثرون فيها وفي ثقافتها تبعًا للكثير من العوامل الحياتية المختلفة.

وانطلاقًا من أن للأُسرة في المجتمع المسلم العديد من الصور ؛ فإن تربية الإنسان فيها تتأثر إلى حدٍ كبيرٍ بكل صورةٍ من تلك الصور ؛ فقد تكون الأُسرة مؤلفةً من الزوج والزوجة فقط ، وقد تكون مؤلفةً من الزوجين مع بعض الأطفال ، وربما شارك في تكوين هذه الأسرة بعض الأجداد ، أو الأعمام ، أو الأخوال ، أو غيرهم من الأقارب ، إضافةً إلى الخدم والمربين ونحوهم في بعض الأحيان . كما أن أفراد الأُسرة قد ينتمون إلى أجيالٍ مختلفةٍ حيث إنها قد تشمل ( الأجداد ، والآباء ، والأبناء ) . وهذا بلا شك ينعكس بدوره على تربية أفرادها ويؤثر عليها سلبًا أو إيجابًا.



والمعنى أن للأُسرة أثراً فاعلاً ودوراً كبيراً في تربية الإنسان ؛ إذ إنها المحضن الأول الذي يعيش فيه الفرد ، وهي الخلية الأولى التي يتكون منها نسيج المجتمع ، كما أنها الوسط الطبيعي الذي يتعهد الإنسان بالعديد من أوجه الرعاية والعناية منذ سنوات عمره الأولى . وقد حث الإسلام على تكوين الأُسرة وبنائها والاهتمام بها ، والعناية بكل فردٍ من أفرادها نظرًا لأثرها البارز في بناء شخصياتهم ، وتحديد معالمها منذ الصغر ، إضافةً إلى كونها المحضن الأول الذي يعيشون فيه ويتشربون منه كثيرًا من أنماط حياتهم وسلوكياتهم .



وتتكون الأسرة في الغالب من مجموعة أفراد تجمعهم فيها ظروف المعيشة الواحدة ؛ وتربطهم رابطةٌ شرعيةٌ قائمةٌ على المودة والمحبة .

من هنا فإنه يمكن القول : إن الأسرة تُعدُ أهم المؤسسات التربوية الاجتماعية التي لها الكثيـر من الوظائف ، وعليها العديد من الواجبات الأساسية ، ولاسيما أن الإنسان يعيش فيها أطول أطوار حياته ، فيتشرب منها العقيدة ، والأخلاق ، والأفكار ، والعادات ، والتقاليد ، وغير ذلك من الصفات والسلوكيات الأُخرى التي يكتسبها من الأُسرة بمن فيها وما فيها من أفراد وظروف وعوامل . ولذلك فإن الأُسرة إما أن تكون مصدر خيرٍ للإنسان ، أو معول هدمٍ للدين والأخلاق والقيم .
أما وظائف التربية الأُسرية فكثيرةٌ ومتنوعة ولاسيما أنها تُعنى بتنمية ورعاية جميع الجوانب الشخصية للإنسان في مختلف مراحل عمره . وعلى الرغم من اشتراك الأسرة المسلمة مع غيرها من الأسر في أداء بعض الوظائف التربوية العامة ؛ إلا أن للأُسرة المسلمة بعضاً من الوظائف التربوية المميزة التي من أبرزها ما يلي :



أ) العمل على تزويد المجتمع المسلم بالذرية الصالحة التي تُحقق قوله " تزوجوا الولود الودود ؛ فإني مُكاثرٌ بكم " ( رواه النسائي ، الحديث رقم 3026 ، ص 680). والتي تكون عاملاً قوياً في تحقق واستمرار الحياة الأُسرية ، وضمان استقرارها .



ب ) تحقيق عوامل السكون النفسي والطمأنينة لجميع أفراد الأسرة حتى تتم عملية تربيتهم في جوٍّ مُفعمٍ بالسعادة بعيداً عن القلق والتوتر والضياع . ويأتي ذلك تحقيقاً لقوله تعالى في سورة الروم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون) آية رقم (21) .



ج) حُسن تربية الأبناء والقيام بواجب التنشئة الاجتماعية ، والعمل على صيانة فطرتهم عن الانحراف والضلال ، تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم " كُلُّ مولودٍ يُولدُ على الفطرة فأبواهُ يُهوِّدانِهِ ، أو يُنصِّرانِهِ ، أو يُمجِّسانِهِ " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 1385، ص 222) .



د) توفير مقومات التربية الإسلامية الصحيحة لأفراد الأسرة عن طريق العناية بمختلف الجوانب الشخصية للإنسان ( روحياً ، وعقلياً ، وجسمياً ) . والحرص على توافرها وتكاملها لما لذلك كله من الأثر الكبير في تشكيل وتكوين الشخصية المسلمة السوية ، والعمل على تفاعلها وتكيفها مع ما حولها ومن حولها بصورةٍ إيجابيةٍ، ومستمرةٍ طول فترة الحياة .



هـ) الحرص على توعية أعضاء الأسرة وخاصة الصغار منهم بكل نافعٍ ومفيد والعمل على تصحيح مفاهيمهم المغلوطة ، وحمايتهم من كل ما يُهدد سلامتهم وسلامة غيرهم ، وتعليمهم الأخلاق الكريمة ، والآداب الفاضلة ، والعادات الحسنة حتى يشبوا عليها ، ويتعودوا على مبدأ التحلي بالفضائل ، والتخلي عن الرذائل .



و) إكساب أعضاء الأسرة الخبرات الأساسية والمهارات الأولية اللازمة لتحقيق تكيفهم وتفاعلهم المطلوب مع الحياة ، وإكسابهم الثقة بالنفس ، والقدرة على التعامل مع الآخرين .





أما أبرز الملاحظات التي تؤخذ على تربيتنا الأُسرية ؛ فمنها :


# انعدام العناية من بعض أولياء الأمور ببعض أفراد هذه الأُسرة ، وهو ما يتضح في أولئك الصغار الذين يقضون معظم أوقاتهم خارج المنزل دونما رقيبٍ أو حسيبٍ ، الأمر الذي ينتج عنه الكثير من المفاسد الأخلاقية ، والعادات السيئة ، والطباع المنحرفة ، ونحو ذلك مما لا تُحمد عقباه .


#ضعف دور التربية الأُسرية في مجتمعنا المعاصر إلى درجةٍ أصبح دورها هامشياً في معظم الأحيان . فالمدرسة تحظى بنصيب الأسد من عدد ساعات اليوم الواحد ، والإعلام والشارع يحظيان بالبقية الباقية منه ، ولا يبقى للأُسرة إلا زمن النوم وربما زمن تناول الطعام.


#تأثر التربية الأُسرية في مجتمعنا بظروف العصر التي جعلت من الأبوين مشغولين جداً بالسعي خلف لقمة العيش ، ومتابعة مجريات الحياة المعاصرة التي أسهمت جميعها في كثيرٍ من التقصير وربما الإهمال غير المقصود في دورهما الأساسي في العملية التربوية ، الأمر الذي ترتب عليه إسناد تلك الأدوار والمهام للمربين أو الخدم أو غيرهم.



#اختلاف النظرة إلى الحياة بعامة بين جيل الآباء وجيل الأبناء ، الأمر الذي أسهم في وجود فجوة كبيرةٍ في طريقة التفكير وكيفية التعامل الأُسري ، وهذا بدوره أثر كثيراً في مدى نجاح تربيتنا الأُسرية التي يعتمد نجاحها كثيراً على مدى الانسجام والتوافق بين نظرة الجيلين.



وبعد ؛ فهذه خواطر سريعة حول هذه القضية التي لا شك أنها من القضايا الجوهرية ذات التأثير الفاعل والمُباشر في مجريات حياتنا ، والتي علينا جميعاً أن نعتني بها ، وأن نُعيد النظر جدياً في كيفية التعامل معها ، وأن نوفيها حقها اللازم من العناية والاهتمام .





والله نسأل أن يكتب لنا التوفيق والسداد .







بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرّاد
أستاذ التربية الإسلامية المُساعد

ومدير مركز البحوث التربوية بكلية المعلمين في جامعة الملك خالد بأبها

د. صالح بن علي أبو عرّاد (السعودية)

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
" دورة مـــطبخ المجــالس"( متجدد) &آهــــات الحــــزن& مـطـبـخ الـمـجـالـس 328 01-02-2009 02:34 PM
ريـــمكس شـــباب وبنـــات " موضوع متجدد" &آهــــات الحــــزن& المجلس العــــــام 39 20-11-2008 11:58 AM
عــدنا ريمكس شباب وبنات " متجدد" &آهــــات الحــــزن& المجلس العــــــام 18 06-11-2008 03:51 PM
أحاديث خفق لها قلبي "متجدد بإذن الله" سمو الرووح المجلس الإســــلامي 2 26-07-2008 11:26 PM
دراسات خفيفة "موضوع متجدد" قلب الشوق مجلس الدراسات والبحوث العلمية 26 25-06-2007 06:43 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 01:11 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع