السلام عليكم أختي الكريمة (المستعجلة) .. بعد أن نشرت أمس (حتى لا نعين الشيطان عليهن .) عثرت على هذه الأسطر وقد كتبتها قبل سنوات أرجو أن تجدي فيها فائدة .. لاهنتِ ودمت بخير.:
الفارق في العمر بين الزوجين ... هل يؤثر؟
قبل عدة سنوات دخلت في حوار مع أحد إخواننا حول زواج الفتاة بمن يكبرها في السن، وكنت أرى أن الأمر أولا، وقبل كل شيء يخص الفتاة، فإذا حصلت على نصيب من العلم، وأصبحت قادرة على اتخاذ القرار، فهي صاحبة الشأن، هذا أولا. وثانيا نقلت عن التيجاني صاحب ( تحفة العروس) :، حديث عبد الله بن بريدة رضي الله عنه عن أبيه قال : خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة رضي الله عنها بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال لهما : إنها صغيرة، و خطبها على فزوجها منه، أخرجه النسائي وترجم عليه في باب تزوج المرأة من كان مثلها في السن){ ص ( تحفة العروس)/ محمد بن أحمد التيجاني}. ونقلت أيضا عن : ( .. ( الخطابي في (غريب الحديث ) قال قال، عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( لا ينكح أحد إلا لمته من النساء ... ولمته مخففا من كان في مثل سنه. كره للمسن أن يتزوج الشابة، وللشاب أن يتزوج المسنة){( المرجع السابق)}.
لاشك أن هذا هو الأصل، أي زواج الإنسان من كان في مثل سنه، وخصوصا مع خشية إجبار الفتاة على الزواج بمسن، رغبة أو رهبة، فذلك سد، ينبغي أن يوضع في وجه زواج الإجبار. أما حين يكون الأمر من باب إيجاد حل لإشكالات قائمة، ومع تعليم الفتيات، فالأمر مختلف جدا.
وهناك تجربة، وإن كنا نذكر من باب الأمانة، أن نهايتها لم تكن سعيدة. فقد علمنا أن طالبا يدرس في الجامعة الإسلامية- وكان ذلك قبل أن تتعقد الأمور- تزوج من أرملة تكبره في السن، تعيش وحيدة، وبعد سنوات من الزواج، ذهب إلى بلاده، وتزوج بابنة عمه، وأحضرها لتعيش مع زوجه الأولى، وقد عاملتها كابنتها، وبعد سنوات أخر، غادر الشاب وابنة عمه، ولم يعد بعد ذلك! إذا كانت هذه التجربة انتهت نهاية غير سعيدة، فذلك لا يمنع أن تنجح تجارب أخرى، وخصوصا حين تكون الزيجة ضمن المعارف، أو الأقارب.
على كل حال، في الغرب، الذي سوف أزعجكم بالحديث عنه، وفي عالم الفن بالذات، هناك الكثير من النجوم ومن النجمات، تزوجوا ممن يصغرهم سنا، بفارق كبير، ولم نسمع من يحتج على ذلك، كما لم نقرأ عن مشكلات وقعت لأصحاب تلك الزيجات، بسبب فارق السن. ولعل هذا أيضا مما يكشف النفاق الغربي، ونفاق من يستوردون منه أفكارهم، فهم ينتقدون بشدة زواج الفتاة بمن يكبرها في السن – نحن ننتقده أيضا إذا أجبرت الفتاة عليه – ولا نسمع لهم صوتا للتجارب الكثيرة، في الغرب، والتي يتزوج فيها بعض نجوم الفن، وبعض المنتجين، والأثرياء، من فتيات صغيرات، قبل أيام كانت قناة ( إم بي سي 4 )، تبث برنامجا تم الحديث فيه عن فنان، تزوج بفتاة، في الثامنة عشرة، ثم تزوج بأخرى، في التاسعة عشرة، وعلق مقدم البرنامج ضاحكا : إنه يحب الفتيات الصغيرات! وفي نفس القناة، أجريت مقابلة مع فتاة، تجاوزت العشرين بقليل، متزوجة من منتج تجاوز السبعين! ومن أشهر نجوم الفن الذين تزوجوا وهم في سن متقدمة، بفتيات صغيرات، نجم الكوميديا الأشهر شارلي شابلن، والذي لا نظن أنه سمع بالطرفة التي توردها كتبنا التراثية، والتي تقول أن رجلا تزوج في سن متقدمة، وحين سؤل عن ذلك قال :
أردت أن أبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق.
يبدو والله أعلم، أن تقارب (العقليات)،والثقافة المشتركة، من الأسباب الهامة، التي تعمل كركيزة لاستقرار الزواج، سواء كان الزواج بين متقاربين في السن، أو عكس ذلك.
24-12-2013, 11:30 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
