مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 19-02-2012, 07:57 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
منابع العظمة المحمدية

منابع العظمة المحمدية

شكلت المكانة العظيمة التي حظي بها نبينا الأكرم محمد حالة فريدة في التاريخ البشري، وللحديث عن منابع العظمة لنبينا محمد فإنه يمكننا الحديث عن أربعة منابع أساسية:


المنبع الأول: الاختيار الإلهي

كانت الخاصية الأولى للنبي أن اختاره الله واجتباه وقرّبه إليه دون سائر البشر. فكما قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾، لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون في هذا المجتمع البشري من أبناء آدم قدوات تتكامل فيهم صفات الخير والكمال وهم الأنبياء والرسل، فهم الشريحة الأكمل من أبناء البشرية، فكل صفات الخير والفضل والكمال تتجسد في حياتهم وسيرتهم، إلا انه سبحانه فاضل بين هؤلاء الأنبياء أنفسهم في الدرجات والمكانة: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾، وقد شاء الله تعالى أن يكون أفضل هؤلاء الرسل والأنبياء هو نبينا محمد .

شاءت الارادة الالهية أن يكون النبي الأكرم أفضل خلق الله حتى بين الأنبياء أنفسهم فضلا عن سائر البشر. وحين يقول عن نفسه: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين)[1] ، فإن ذلك لم يكن في مقام الافتخار، وإنما في مورد بيان الحقيقة، وذكر النعمة التي أمره الله تعالى أن يتحدث بها تبعا للآية الكريمة ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾، ولذلك أبان هذه الحقيقة. فقوله : (أنا سيد ولد آدم) أي أنه أحب الخلق إلى الله وأفضلهم عنده وأكرمهم عليه، فإذا كان أكرم الناس أتقاهم عند الله وفقاً للآية الكريمة ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، فهل هناك من البشر من ينافس رسول الله في تقواه؟، لاشك أنه أتقى الناس فهو أكرم الناس عند الله تعالى.

إن اختياره من قبل الله تعالى دون سائر البشر ترتب عليه أمور عديدة في الدنيا والآخرة. ومن ذلك ما تحدث عنه أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة حينما يبعث الناس، وتشير الروايات إلى أن الأمم من أتباع الأنبياء السابقين يأتون إلى أنبيائهم طالبين منهم الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى، من آدم إلى نوح إلى كل الأنبياء، لكن لا يتجرأ حينها أي نبي من الأنبياء على طلب الشفاعة من الله قبل نبينا محمد ، فهو أول شفيع ومشفع في أمته، وأول من يفتح له باب الجنة، وأول من يدخل الجنة كما ورد عنه : (أنا أول من يقرع باب الجنة، فيقوم الخازن فيقول: من أنت؟ فأقول: أنا محمد، فيقول: أقوم فأفتح لك ولم أقم لأحد قبلك ولا أقوم لأحد بعدك)[2] . نسأل الله أن يدخلنا الجنة معه بشفاعته.


المنبع الثاني: عظمة الرسالة التي بعث بها

شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل رسالة نبينا الأكرم الرسالة الأكمل إلى البشرية. لقد جاء الرسل السابقون لأقوامهم برسالات سماوية، ولكن الله تعالى شاء أن يجعل رسالة الاسلام بصيغتها ونسختها التي جاءت على يد رسول الله هي الرسالة الأكمل التي توجه إلى البشرية في أفضل أزمنة نضجها وتكاملها. وحينما يقرأ العلماء والمفكرون والقانونيون تشريعات الإسلام في مختلف المجالات يدركون سر عظمة هذه الرسالة الخالدة التي تأخذ بعين الاعتبار مختلف جوانب ونواحي الإنسان، فهذه الرسالة تهتم بالروح كما تهتم بالجسد، وتأخذ بالدنيا ولا تنسى الآخرة، وتعير العقل أيما اهتمام دون اغفال للعاطفة، علاوة على الاهتمام بالذات والآخرين، فهي رسالة التكامل والتوازن، والرسالة التي تصلح للإنسان في كل الأزمنة والأمكنة حينما يفهمها الإنسان حق فهمها.


المنبع الثالث: عظمة الأخلاق

لقد تميز النبي بأروع الأخلاق، وأنبل السلوك، وسط مجتمع مفكك جاهلي، سمته القسوة والعنف والعداوة. ولعلها القيمة الأسمى لهذه الأخلاق التي تحلى بها رسول الله ، أنها برزت في قوم كانوا يعيشون في بؤرة التخلف وقاع الانحطاط، وكانوا يعيشون الجفاء والجفاف، وكانت حياتهم شقية تعيسة، وقد تعامل رسول الله مع هؤلاء الناس على ما هم عليه من القسوة والجفاء والجفاف، بأروع خلق وأنبل سلوك، لينتشلهم وينقذهم، حتى أن الله تعالى حينما أراد أن يثني على نبيه وأن يذكر أهم صفة في سيرته قال له: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.

لقد مثل النبي حالة فريدة، نادرة، في مجتمع جاهلي متخلف. اذ من المعروف عندما يعيش الإنسان في مجتمع له مستوى من التحضر والأخلاق العامة، فسينعكس ذلك على أخلاقه وسلوكه، والعكس بالعكس. لقد اتسم مجتمع الجاهلية بالقسوة البالغة عند الناس تجاه بعضهم بعضا، على المستوى الفردي أو المجتمعي، من حيث تفشي الحروب والغزو والاقتتال، فقد كانوا يعيشون أشبه بحياة الغابة، فالقوي فيهم كان يأكل الضعيف، والتعاطي بينهم في منتهى الفظاظة والغلظة، ومع ذلك يأتي رسول الله فيرسي بينهم تعاملاً أخلاقياً ونبلاً رفيعاً قل نظيره، بالرغم من سيل الاتهامات وكيل الشتائم التي نالها منهم. ففي ذهابه من مكة المكرمة إلى الطائف كانوا ـ أهل الطائف ـ يؤذونه، حتى لم تبق إساءة لم ينلها منهم، من سب وشتم، فكان أطفالهم وسفاؤهم يمشون خلفه وهم يقولون ساحر، كذاب ومجنون، وكانوا يقذفونه بالحجارة حتى أدميت قدماه وأصابه التعب الشديد، فلجأ إلى بستان ليستريح، وفي ذلك الوضع وهو على تلك الحالة المزرية تهبط عليه ملائكة الله فتخاطبه (يا محمد أنت خير خلق الله أمرك مطاع. مرنا ماذا نصنع تجاه من أساءوا إليك) فقد جاءته ملائكة الرياح والمطر ومختلف القوى التي بها يسير الله الكون والحياة، ولكنه وبرغم ما أصابه من المشركين من الألم النفسي والجسدي، تسامى على آلامه وجراحاته، ورفع بصره إلى السماء، وبدلا من أن يدعوا عليهم، دعا لهم بقوله : (اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون)، فأي نفس هذه النفس، وأي خلق هذا الخلق؟.

لقد برز الخلق النبوي النبيل في أعظم تجلياته عند تعامله مع ألد أعداءه الذين طالما حاربوه وقتلوا خلص أصحابه. فبالرغم من الحروب والمعاناة التي عاناها من قريش، فإذا به يجمعهم يوم دخل مكة فاتحاً وخاطبهم بقوله: ما ترون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء[3] . لا، بل إن أحد أبرز أعدائه وهو أبو سفيان جاءه يقول: يا رسول الله لقد عفوت عن الجميع وأنا واحد منهم، ولكن لأنني بارز في قومي أريد ميزة منك يا رسول الله، فإذا به يتجاهل كل ما صنعه أبو سفيان من مساوئ، ويقول: ألا ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. وهكذا الحال مع عبدالله بن أبي، رأس النفاق في المدينة، الذي فعل ما فعل تجاه رسول الله ، وعندما حضره الموت طلب من رسول الله قميصه حتى يكفن به، ولم يقبل بالقميص الخارجي، بل طلب القميص الذي يلاصق جسم رسول الله ، فيلبي له الرسول حاجته. هذه هي الأخلاق العظيمة الفاضلة التي استطاع من خلالها النبي أن يغير وجه التاريخ.


المنبع الرابع: الانجاز الكبير

لقد حقق النبي في زمن قياسي ما اعتبر الإنجاز الأكبر في التاريخ. ولقد أدهش ذلك الانجاز المفكرين والباحثين في حياة رسول الله ، ولذلك وجدنا أن باحثاً أمريكياً وهو الدكتور مايكل هارت حينما كتب كتابه سنة 1978م عن المائة الأوائل في تاريخ البشرية، وضمنه أنبياء وفلاسفة وقادة سياسيين، فإنه فاجأ الجميع بعدما وضع على رأس القائمة اسم نبينا محمد . فما الذي دفع هذا الرجل الأمريكي الغربي المادي أن يجعل هذه الشخصية العظيمة لنبينا على رأس القائمة؟ دعونا نقرأ ما يقول هذا الباحث في مقدمة كتابه: (إن اختيار المؤلف لمحمد ليكون على رأس القائمة التي تضم الأشخاص الذين كان لهم تأثير عالمي في مختلف المجالات، ربما أدهش كثيراً من القراء إلى حد أنه قد يثير بعض التساؤلات، ولكن في اعتقاد المؤلف أن محمداً كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي). ويضيف الباحث: (لقد أسس ونشر محمد أحد أعظم الأديان في العالم وأصبح أحد أبرز الزعماء السياسيين العظام، وفي هذه الايام وبعد مرور ثلاثة عشر قرنا تقريبا على وفاته، فأن تأثيره لا يزال قوياً وعارماً).

هذه هي منابع العظمة في سيرة رسول الله .

الحمدلله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-02-2012, 02:28 PM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: منابع العظمة المحمدية

" صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم "

جزاك الله خير الجزاء

حسين علي احمد ال جمعة

وفي ميزان حسناتك إن شاء الله

ولك كل الشكر والتقدير والاحترام.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-02-2012, 02:36 PM
الصورة الرمزية مهره ..
مهره .. مهره .. غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: محدن عسفها,,
المشاركات: 295
معدل تقييم المستوى: 13
مهره .. is on a distinguished road
رد: منابع العظمة المحمدية

جزاك الله خيراً

*_*

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-02-2012, 07:30 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: منابع العظمة المحمدية

جزاكم الله خير على المرور

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجمعيات الخيرية.. تجفيف منابع الخير وسيع البنايد المجلس الإســــلامي 9 20-05-2007 11:37 PM
الشمائل المحمدية ( 2 ) جابر البطان المجلس الإســــلامي 12 18-03-2006 03:10 PM
الشمائل المحمدية ( 1 ) جابر البطان المجلس الإســــلامي 18 06-03-2006 02:37 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 08:23 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع