الاطفال المعرضين للخطر
هم أطفال يجوبون الشوارع ليلاً نهاراً، لا يجلبون انتباه أحد، تراهم يجمعون النفايات تارةً، ويمسحون زجاج السيارات عند الإشارات المرورية تارةً أخرى، أو يقومون بأعمال صعبة داخل ورش أو محال مُظلمة صغيرة، و يكاد لا يخلو شارع منهم. فهم في كل مكان، وفي كل حارة وزقاق. هؤلاء الأطفال خَبِروا الحياة، وتعلموا لعبتها، فطوروا استراتيجيتهم في التعامل مع ظروفهم، والعوامل المؤثرة عليهم بل وكيفية التغلب عليها.
إن شروط لعبتهم هذه أن لا تمكن الظرف من أن يمسك بك بل عليك تطوير رد فعل مباشر تجاه كل ظرف يواجهك. قد لا تكون هذه اللعبة مفهومة للكثيرين منا، ولكنها مفهومه بطريقة دقيقة جداً من قبل هؤلاء الأطفال. فهي لعبتهم التي لا يلعبون غيرها وقد يتبدل اللاعبون والظروف ولكنها في النهاية نفس اللعبة وإليكم الدليل:
إذا كان دخل الأسرة غير كاف ولا يسد رمقها من مأكل وملبس ومسكن، وإذا كان الأب عاطلاً عن العمل، أو كان غير قادر على العمل نتيجة مرض أو عجز، أو كان الأب غير مسؤول في تصرفاته، فهو مُعاقر للخمر ويلعب القمار. ففي كل هذه الأحوال يجب على الطفل أن يطور استراتيجية لتوفير الدخل والعمل، أي كان نوع هذا العمل، المهم أن يوفر ما لا يقل عن 30% من دخل الأسرة، كما رأيناه في بعض المجتمعات الحضرية في الأردن.
وأمّا إن كانت أسرة الطفل مفككة نتيجة لعدة ظروف مثل: الطلاق، الموت، الهجر أو عدم اعتراف الأبوين ببنوة الطفل، أو سجن أحد الأبوين. ففي هذه الأحوال عليه أن يغوص في مشاكل أسرته ووضعها، وإما أن يوضع في مؤسسة رعاية، أو يظل مع أسرته ولكنه في كلتا الحالتين عليه أن يعيش في عُزلة مع نفسه ليقيها من كل هذه المشكلات التي تحيط به. وفي كل الأحوال فإن الأسرة أصلاً لا تُ*** الطفل أي اهتمام أو عناية، بل إن إهمال الأسرة له يجعله مُجبراً على اللجوء إلى مرجع، فإن لم تكن أسرته هي المرجع فعليه أن يطور شلته لتكون هي المرجع، وهي التي توفر ****اية والرعاية والحماية له.
لكن للشلة شروط وقواعد، فكيف ينتمي طفل في المدرسة إلى شلة كل أفرادها تركوا المدرسة منذ زمن، ولماذا يبقى الطفل في المدرسة إذا كانت المدرسة هي الأخرى مكتظة ومعظم المعلمين يصفونه بالفشل، بل أن المجتمع بما فيه لا يعطيه الفرصة للنجاح. لذا فإن الطفل عليه في هذه المرحلة من اللعبة أن يأخذ قراراً بترك المدرسة.
كما أنّ من متطلبات الشلة أنْ تمارس فيما بينها بعض الممارسات ال***ية، وهي أيضاً انعكاس لما يدور في البيئة بشكل عام من إساءة، وما على الطفل إلا أن يُقدم فروض الطاعة للشلة، لأنها هي التي تحميه وتراعي حاجاته وتوفر له الأمن.
كما ويعيش في عالمنا اليوم مجموعات من الناس في مجتمعات محرومة، فقيرة، ومهمَّشة لدرجة افتقارها لأبسط حقوق الإنسان من الخدمات الصحيَّة والتعليميَّة وغيرها. وفي هذه المجتمعات فئات مهمَّشة إضافية، كالنساء وكبار السِّن والأطفال. والأطفال يشكُّلون في العادة وفي كل المجتمعات النامية، النسبة الكبرى من أفراد هذه المجتمعات.
ويتعرَّض نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال إلى العديد من الظروف والعوامل التي توقِّعهم تحت خطر الانحراف. وقد تتضاعف هذه الظروف والعوامل لتدفع بعض الأطفال ليعرِّضوا أنفسهم للخطر. ومن بين هذه العوامل الحرمان من الرعاية والتعليم والخدمات الأخرى التي تدفع الأطفال إلى إشباع حاجاتهم بطرق عدوانيَّة، وكذلك تقليد نموذَّج الأب أو الأخ أو القرين أو أي نموذج آخر.
إضافةً إلى ذلك، هناك عوامل نفسيَّة وانفعالية مثل القلق والتوتُّر اللذان يلعبان دوراً هاماً في جنوح الأحداث. وأحياناً نجد ظروف البيئة الاجتماعية تفرض على هؤلاء الأطفال تعلُّم عادات معيَّنة، عدوانيَّة الطابع، عُزِّزت بتكرارها، حيث أنها تخفض ما يعانيه الطفل من توتُّر. وعوامل اجتماعيَّة واقتصاديَّة أخرى تجعل الأطفال يعانون من المشكلات الاقتصاديَّة التي تولِّد لديهم القلق والرغبة للحصول على المال حتىَّ وإن كانت بطرقٍ غير شرعيَّة.
فالأطفال في هذه المجتمعات هم الأكثر عرضة للمشكلات، والأكثر تهميشاً، وخاصة أولئك الأطفال الذينَّ ينتمون إلى أُسر مفكَّكة. فهذا يؤدِّي إلى ضياع هؤلاء الأطفال وهروبهم إلى عالم آخر يجدون فيه الإنتماء والحماية أو المأوى.
وهكذا، فالطفل الذي يدخل الشارع يكتسب الكثير من وراء إنتمائه إلى شلَّةٍ ما. ولكنه بالمقابل، يدفع الكثير: يدفع صوته وحرِّيته ورأيه وحتى جسمه أحياناً. فيصبح للطفل معايير جديدة تتحكَّم به وبطريقة تحديده لقيمته الشخصيَّة ولدوافع قراراته وأولويَّاته. وغالباً ما توصِّله هذه المعايير إلى السجن أو دار رعاية الأحداث.
كما أنَّ أعضاء هذه الفئة من الأطفال يقومون ببعض الممارسات السلوكيَّة الخاطئة، مثل تناول المسكِّرات والمخدَّرات وشمِّ الآجو والثنر، والقيام ببعض الممارسات ال***يَّة الخاطئة أيضاً. كما أنَّهم ينتمون إلى الشلل التي تدفعهم للقيام بتلك الممارسات السلوكيَّة الخطرة. وقد يقومون ببعض الأعمال والتصرفات في الشارع التي يرون أنها تحقِّق لهم ربحاً ماديَّاً سواءً كان ذلك عن طريق بيع العلكة أو جمع الخردوات.
وقد أصطلح على تسمية هذه الفئة من الأطفال " أطفال الشوارع "، غير أنه نادراً ما يوجد لدينا، في العالم العربي، أطفال شوارع فعلا.ً ولكن لدينا نسبة - تزداد نتيجة للظروف الاقتصادية والاجتماعية والأسرية والدراسية - من الأطفال في الشارع يتعرَّضون للخطر كل يوم. وهذه الفئة لا تكون عادة منبوذة من قبل المجتمع، ولكنها تقوم بارتكاب مخالفات عديدة في سبيل الحصول على المال. وأعضاء هذه الفئة يمتلكون بعض الصفات التي تجعل أفراد المجتمع يرفضون التعامل معهم.
معايير اختيار الاطفال المعرضين للخطر:
· متسرِّبون من المدرسة.
· يتعرَّضون لخبرات قضائيَّة مع القانون (هم أو أفراد أسرهم).
· ينتمون لأسر وظروف اجتماعيَّة صعبة (كالفقر والتفكُّك).
· معرَّضون لأخطار عديدة كالإنتماء للشلل وإرتكاب المشكلات.
· يمارسون أشكالاً عديدة من السلوكيات غير الاجتماعية كالتدخين، شمِّ الثنر، الاستغلال ال***ي، وغيرها.
· تتراوح أعمارهم بين ال10 وال18 سنة.
· يقومون بدور اقتصادي في الأسرة
04-08-2006, 10:26 AM
الاطفـال معرضيـن للخـطـر ( ارجوا التثبيت)...؟
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
