«نائب سابق» .. أنقذ نورية !

[الانتخابي]

الأهم في جلسة الاستجواب هو ماذا حدث قبل الاستجواب؟
«نائب سابق» .. أنقذ نورية !

كتب محرر الشؤون البرلمانية

العنجري أفشل مخطط الطرح المناطقي والفئوي
«بشت» البصيري و«وضع» خضير ودعيج والصانع رجحا الكفة
السعدون لديه اسئلة.. والبراك لديه إجابة أخرى !
البعض في «الوطني» استغل نورية لتحسين وضعه.. وصورته
الطبطبائي.. وفتوى «ولاية المرأة».. وباقر والتركيبة السكانية
لماذا سحب سعدون حماد اسمه ورفض النمران التوقيع ؟
إذا كانت وزيرة التربية نورية الصبيح قد اقنعت «البعض» فإن النائب د. سعد الشريع قد اقنع «البعض الآخر».. وإذا كانت نورية قد فندت «بعض» المحاور «بالعاطفة وبعض المعلومات الناقصة».. فان د. الشريع قد طرح «كل» المحاور «بالوثائق».. وإذا كان «معسكر مؤيدي» نورية قد بدأ حملته بالطرح المناطقي والفئوي فإن الوحدة الوطنية كانت خيار كل مواطن غيور.
ولكن ماذا حدث في جلسة الاستجواب؟.. للإجابة على هذا السؤال لابد من ذكر بعض الحقائق التي ساهمت بشكل او بآخر بتغيير مسار الاستجواب.
الحقيقة الأولى: لقد رفع البعض في التحالف الوطني بعض الشعارات مثل ان «المستهدف هو نورية بنت الصبيح.. او ان المستهدف هي المرأة..» و«ان هناك استقطاباً مناطقيا وانحيازا فئويا»، وبالتالي وجد هذا الشعار قبولا في بدايته، ولكن المخلصين في «كتلة العمل الوطني» وعلى رأسهم النائب الفاضل مشاري العنجري كان له موقف مغاير من خلال محاولة تطويق ذلك الشعار وعدم الانجراف وراء الطرح المناطقي والفئوي لخطورته.
الحقيقة الثانية: البعض في «التحالف» و«العمل الوطني» كان يشعر بان قرار «الحل» كان وشيكاً، وبالتالي كان يرغب في الحصول على شعار لحملته الانتخابية خاصة من كان وضعه السياسي والانتخابي «رايح فيها» وبالتالي وجد في نورية الصبيح مخرجاً ومدخلاً لتحسين وضعه.. ومدخلاً ليتحدث و«يطنطن» فيه في حملاته الانتخابية بانه «المدافع عنهم».. وانه المقاتل عن نورية بنت الصبيح.
الحقيقة الثالثة: فهي «الخوف العام» من «الغضب».. ومن صدور قرار بالحل.. ومن الملل من كثرة الاستجوابات ومن دوافع الاستجوابات ومن يقف وراءها.. ونظرية المؤامرة.. وان البعض «ماله خلق» و«خايف» من الدوائر الخمس.. ونتائجها.. وبالتالي آثر السلامة والصمت او الدفاع من «الوضع الحالي» في محاولة لاستمراره الى أبعد مدى.. وأطول وقت..!!
اما مواقف الكتل البرلمانية فمن الواضح انها منقسمة ولم تكن متفقة.. فـ «حدس» كانت تضم الصقرين «جمعان الحربش وجمال الكندري» ومن خلفهما جمعية المعلمين والاتحاد الوطني لطلبة الكويت
واعضاء هيئة التدريس.. وقواعد كبيرة تطالب بالوقوف ضد نورية وممارساتها ويدعم هذا التوجه د. غازي الرشيدي «المسؤول عن ملف التربية في حدس» اما الحمائم «ناصر الصانع، ومحمد البصيري، وخضير العنزي، ودعيج الشمري» فانهم مع دعم نورية ولكن لكل منهم دافعا وسببا فأما النائب د. الصانع فيرى ان الوقوف ضد نورية سوف يضره انتخابيا ويدعم مرشحين اخرين منافسين له في الدائرة الانتخابية الثالثة. اما محمد البصيري فقد ذاق طعم «بشت» نائب رئيس مجلس الأمة بالاضافة الى ان فرص نجاحه في حال اجراء انتخابات برلمانية تكاد تكون صعبة.. اما خضير العنزي ودعيج الشمري فهذان النائبان يعلمان جيداً انهما لن تكون لهما فرص اخرى للحصول إلا على لقب «نائب سابق» فوضعهما في الدائرة محرج للغاية.فخضير العنزي قد تحدث الى «عالم اليوم» وقال انه ضد نورية.. وضد ممارساتها.. وانه سوف يصدر بياناً بذلك ولكن عند اجتماع «حدس» السري كان له موقف مغاير.. كان معها.. خاصة ان حملة «الحل» كانت مطروحة.. وبما انه لا يريد «الحل» فقد غير رأيه.. واصبح مسانداً لنورية.. ومدافعاً عنها.اما دعيج الشمري فهو يجمع بين كل ما قلناه..!
وفيما يتعلق «بالسلف» فان مواقف النائبين احمد باقر وعلي العمير فقد كانا معها منذ البداية حيث كان النائب أحمد باقر يتهرب من كل ما يمكن ان يفسر على انه ضد نورية إذ اصدر تصريحاً حمّل فيه التركيبة السكانية مسؤولية الاعتداء على طلبة العارضية..!!! وقبلها قال ان نورية ليست مسؤولة عن سحب كتب أئمة السلف.. وكذلك ادعى ان نورية لا تعلم عن الكتب الجنسية او ان نورية «ماتدري» عن الحفلات المختلطة.. في حين لاحق النائب أحمد باقر الوزير السابق د. عبدالله المعتوق في كل صغيرة وكبيرة.. باختصار باقر «مو مشتهي».
اما د. وليد الطبطبائي فقد صرح في أكثر من موقع بانه لن يمنح الثقة لنورية سواء «فندت» او لم تفند.. المهم عنده في الامر ان لديه فتوى ملتزم بها وهي عدم منح الثقة لامرأة.. من باب شرعي.
وقال قبل يومين من جلسة الاستجواب لأحد مقربيه لن امنحها الثقة.. هذا موقف شرعي يلتزم به السلف.. هناك فتوى..!!
اما فيما يتعلق «بالتكتل الشعبي» فهناك ايضا رأيان الأول يعبّر عن النواب مسلم البراك ومحمد الخليفة ود. حسن جوهر ومرزوق الحبيني حيث يرون ان هناك تجاوزات لا يمكن السكوت عنها وخاصة فيما يتعلق بحادثة العارضية، اما الرأي الثاني فيعبّر عنه النواب أحمد السعدون والسيد عدنان عبدالصمد وأحمد لاري، حيث يرون ان الاستجواب لا يرقى إلى طرح الثقة.. فيما عدا حادثة العارضية بالاضافة الى انهم لا يريدون الانجرار والانجراف وراء «دوافع خفية» للاستجواب.. ولديهم اسئلة وشكوك حول «من يقف وراء الاستجواب..؟!.. وما هي اهدافه؟!
اما الحقيقة الاخيرة فهي ان «سيف الحل» الذي وضع على رقبة النواب «المترددين.. والصامتين والخائفين من الحل.. والخائفين من فقدان لقب نائب» والتحوّل إلى «نواب سابقين» قد نجح في انقاذ رقبة نورية من مقصلة «طرح الثقة» بالاضافة الى توقيع كم كبير لبعض النواب لمعاملاتهم.. في محاولة منهم للاستفادة من «الوضع الحالي»..!! وهذا ما يفسر سحب سعدون حماد لاسمه من طلب طرح الثقة ورفض مزعل النمران التوقيع.. ختاماً نقول ان الاستجواب قد كشف بعض المستور.