مجالس العجمان الرسمي


المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #26  
قديم 29-09-2008, 02:13 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

هذا وقد يعرض لك سؤال من الأسئلة فتقول
: تبين لي مما سبق من شرح وبيان أنه لا يقع واقع في هذا الكون إلا وقد أذن به الله وشاء وأنه ما من حادث يحدث إلا انطوى على فضل ورحمة وإحسان، فكيف نفسر على ضوء ما عرضتموه جريمة القتل تقع على القتيل فتذهب بحياته وتحرم زوجه وبنيه من عطفه ورعايته وتسبب للقاتل الخزي والعار وتزج به في السجون بالدنيا، وتلقي به غداً في النار. وكذلك السرقة والزنا وسائر أنواع الجرائم والتعديات، وهل وقوع ذلك كله وحدوثه تشمله كلمة (الحمد لله رب العالمين)؟. وهل نستطيع أن نعدَّ ذلك فضلاً ورحمة وعناية من الله بكل من الطرفين القاتل والمقتول، والسارق والمسروق ماله، والزانية والزاني، والمعتدي والمعتدى عليه، وهل كل ذلك يُحمدُ تعالى عليه؟.

وجواباً على هذا السؤال وبوجه الاختصار أقول
: مادام كل واقع في هذا الكون لا يقع إلا بعلم الله ومن بعد إذنه، فلا شك أن كلمة (الحمدُ لله)تشمل وبدون استثناء كل حادث وواقع، وله الحمد تعالى على كل حال. ونفصِّل ولا نطيل فنقول: الإنسان في هذه الحياة أحد رجلين:

كافر ومؤمن، حيّ وميِّت، أعمى وبصير، أصم وسميع، فإذا أعرض الإنسان عن آيات ربِّه ولم يسلك طريق الإيمان التي شرعها الله تعالى وبيَّنها لعباده أضحت نفسه في ظلمة وعمى
. فإذا ما رأى شهوة من الشهوات الخبيثة استحبَّها واستهواها إذ لا نور له من الله يرى به حقيقتها وما تزال هذه الشهوات تعتلج في نفسه ويستفحل أمرها حيناً بعد حين حتى تملك عليه مشاعره وتستولي على قلبه وإنه ليصمم عليها ويعزم على فعلها وما مثل هذا الإنسان والحالة هذه إلا كمثل امرئ سائر في وادٍ سحيق اعترضته صخرة عظيمة سدَّت عليه طريقه ذلك هو مثل الإنسان، هذا بالنسبة لشهوته إنها الصخرة العظيمة سدَّت عليه طريق الإيمان، فمهما ذكرته بآيات الله لا يتذكر، ومهما أوردت له من العبر والمواعظ، لا يتعظ ولا يعتبر ومهما حذّرته من العواقب وأنذرته بسوء المصير لا يحذر ولا يخاف ولابدَّ قبل كل شيء من إزالة هذه الصخرة المانعة التي تعترض طريقه.. فإن أنت أزلتها فقد انفتح الطريق إلى الإيمان وأمكن المضي والسير. ولذلك ورحمة من الله تعالى بهذا الإنسان الذي أصبح سجيناً وراء شهوته وقد انسدَّ عليه بسببها طريق الإيمان، أنه يطلقه فيقع فيما هو مصمِّم عليه ومشتهيه، وهنالك تخلص النفس مما كان مسيطراً عليها وتخلو ساحتها مما كان شاغلاً لها ومالكاً عليها مشاعرها وتزول هذه الصخرة التي كانت قد سدَّت عليها طريقها، ولابدَّ للنفس حتى تسير في طريق الإيمان والحالة هذه من دافع يدفعها وسائق يسوقها، يسلِّط الله تعالى على هذا الإنسان بعد وقوعه في شهوته صنوفاً من الشدائد والمصائب والبلاء فإما المرض، وإما الفقر والفاقة وإما السجن والعذاب والتنكيل، وإما العرض على القتل والإعدام، وكل امرئ يسوق الله تعالى له الدواء المناسب بحسب حاله وبحسب شهوته وجرمه، ويشتد البلاء على هذا الإنسان المجرم ويزداد في الشدة، وما يزال به يضيِّق عليه ويزيد في الضغط حتى تضيق عليه الأرض بما رحُبت، وتضيق عليه نفسه فلا يجد ملجأً ولا منجاً من الله إلا إليه. وهنالك تستسلم النفس إلى الله وتعلم أن ما أصابها من الشدة والبلاء إن هو إلا بما كسبت يداها وبسبب ما وقعت فيه من إجرام، وتَصْدُقْ وما أسرع ما تنكشف لها الحقيقة أن لا إله إلا الله وأن الفعل كله بيد الله، وأن الشدة التي حاقت بها إن هي إلا محض رحمة وفضل وإحسان من الله فتشكر الله على البلاء، وتشكره على ما ساق لها من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر، وترى أن الجريمة التي نفذتها وأن البلاء الذي حلَّ بها من بعد، والعقوبة التي ذاقتها، كلها عوامل ووسائل ساعدتها على السير في طريق الإيمان. ولو أنها حبست وراء الشهوة ولو أنها لم يُسلَّط عليها من بعد ذلك البلاء والشدّة، لظلّت محرومة ممنوعة من الخير والحمد لله على ما أصابها وله الحمدُ على كل حال ولا يحمد على مكروه سواه.

ذلك هو الحال النفسي للقاتل عندما تنفذ فيه عقوبة الإعدام، وحال السارق حينما تقطع يده ويذوق مزيد الآلام الممضّة، ذلك هو حاله إن رجع للتفكير حال البلاء والشدّة، إنه ينتقل من الكفر إلى الإيمان، ومن الموت إلى الحياة فيغدو سميعاً بصيراً ويموت وهو يشكر الله ويحمده، وفي الحديث الشريف
: «يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان»(1).

أما إذا خرجت الشهوة، وحاق من بعدها البلاء والشدّة وظل هذا التفكير خامداً فلابدَّ والحالة هذه من شدَّة أعظم وبلاء أكبر
.

قال تعالى
: {..وَلاَ يَزَالُ الَّذينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِم..}(2).

وإن لم تفد هذه العلاجات كلها فالمصير حتماً إلى النار ونعوذ بالله من مصير أهل النار
.

وحيث أني شرحت لك من قبل ما يحلُّ بأهل الجرائم في النار يوم القيامة وبيَّنت لك أنهم يومئذٍ يرتمون بالنار ليخلصوا من خزيهم وعارهم وإنهم إذ ذاك يحمدون الله تعالى على ما يداويهم به فيها فلا حاجة هنا للتفصيل عن أحوالهم بها
(3).

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف نعشق الصلاة المرور المجلس الإســــلامي 10 08-10-2008 06:11 PM
ادعية الرسول عليه الصلاة والسلام في الصلاة فلاح بن حثلين المجلس الإســــلامي 13 20-11-2007 02:08 AM
من أسرار الصلاة أثر الصلاة على استقرار الدماغ بنيان اليامي المجلس الإســــلامي 8 21-10-2005 06:50 AM
كيف تخشع في الصلاة.. ابوانس المجلس الإســــلامي 15 28-09-2005 09:02 AM
قبل أن تؤدي الصلاة kinzaan المجلس الإســــلامي 4 14-09-2005 11:06 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 04:02 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع