مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 25-02-2005, 05:13 AM
الـكـادي الـكـادي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: أرض الطيبه والكرامه
المشاركات: 539
معدل تقييم المستوى: 20
الـكـادي is on a distinguished road
سلسلة الإعجاز القرآني





*******************************
*******************************



الإعجاز بالفلك:

الإنفجار العظيم


قال الله تعالى: {أَوَ لَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30]


التفسير اللغوي:

قال ابن منظور في لسان العرب:
رتْقاً: الرَّتْقُ ضدّ الفتْقُ.
وقال ابن سيده: الرَّتْقُ إلحام الفتْقِ وإصلاحه، رتَقَه يرتُقُه ويرتِقُه رتقاً فارتتق أي التَأَم.
ففتقناهما: الفتقُ خلاف الرتق، فتقه يفتقُّه فتقاً: شقه.
الفتق: انفلاق الصبح.


فهم المفسرين:


قال الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}.

اختلف المفسرون في المراد بالرتق والفتق على أقوال:

أحدها: وهو قول الحسن وقتادة وسعيد بن جبير ورواية عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهم أن المعنى كانتا شيئاً واحداً ملتصقتين ففصل الله بينهما ورفع السماء إلى حيث هي، وأقرّ الأرض، وهذا القول يوجب أن خلق الأرض مقدم على خلق السماء لأنه تعالى لما فصل بينهما ترك الأرض حيث هي وأصعد الأجزاء السماوية، قال كعب: "خلق الله السموات والأرض ملتصقتين ثم خلق ريحاً توسطتهما ففتقهما بها".

وثانيها: وهو قول أبي صالح ومجاهد أن المعنى: كانت السموات مرتفعة فجُعلت سبع سموات وكذلك الأرضون.

وثالثها: وهو قول ابن عباس والحسن وأكثر المفسرين أن السموات والأرض كانتا رتقاً بالاستواء والصلابة، ففتق الله السماء بالمطر والأرض بالنبات والشجر، ونظيرهقوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}. ورجحوا هذا الوجه على سائر الوجوه بقوله بعد ذلك: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} وذلك لا يليق إلا وللماء تعلق بما تقدم، ولا يكون كذلك إلا إذا كان المراد ما ذكرنا.

ورابعها: قول أبي مسلم الأصفهاني: يجوز أن يراد بالفتق: الإيجاد والإظهار كقوله: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} وكقوله: {قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ}، فأخبر عن الإيجاد بلفظ الفتق، وعن الحال قبل الإيجاد بلفظ الرتق.
أقول )أي الرازي): وتحقيقه أن العدم نفي محض، فليس فيه ذوات مميزة وأعيان متباينة، بل كأنه أمر واحد متصل متشابه فإذا وجدت الحقائق، فعند الوجود والتكون يتميز بعضها عن بعض، وينفصل بعضها عن بعض فبهذا الطريق حَسُنَ جعل الرتق مجازاً عن العدم والفتق عن الوجود".
قال الطبري في تفسير الآية أيضاً:
"وقوله: "ففتقناهما" يقول: فصدعناهما وفرجناهما ثم اختلف أهل التأويل في معنى وصف الله السموات والأرض بالرتق، وكيف كان الرتق وبأي معنى فتق؟
فقال بعضهم: عنى بذلك أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين ففصل الله بينهما بالهواء وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك أن السموات كانت مرتتقة طبقة ففتقها الله فجعلها سبع سموات وكذلك الأرض كانت كذلك مرتتقة ففتقها فجعلها سبع أرضين. وهو مروي عن مجاهد وأبي صالح والسدّي.
وقال آخرون: بل عُني بذلك أن السموات كانتا رتقاً لا تمطر، والأرض كذلك رتقاً لا تنبت، ففتق السماء بالمطر والأرض بالنبات، وهو مروي عن عكرمة وعطية وابن زيد.
قال أبو جعفر "الطبري": وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: معنى ذلك: ألم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً من المطر والنبات ففتقنا السماء بالغيث والأرض بالنبات، وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله: "وجعلنا من الماء كل شيء حي" على ذلك".
ورجّح هذا القول القرطبي في تفسيره أيضاً


*************
*************


مقدمة تاريخية:



يمكن العودة بأولى تصورات الإنسان لنشأة الكون إلى العصر الحجري أي قبل مئات الآلاف من السنين، حيث سيطرت الخرافة على خيال الإنسان وتطور العقل البشري عند المصريين القدامى والبابليين الذي تجلى عندهم الربط بين أزلية الكون والآلهة المتعددة المسيطرة عليه، وقد حاول فلاسفة الإغريق والرومان وضع نظريات للظواهر الكونية بينما ساد علم التنجيم الحضارتين الهندية والصينية.

إن الخاصية العامة التي طبعت تصورات الكون عند الحضارات القديمة هي ارتباطها بعالم الآلهة واعتقادها الراسخ بوجود اختلاف أساسي بين الأرض والسماء، مما لم يسمح بوضع نظريات عن الكون وكيفية نشأته، لكن بعد التطورات الهامة التي شهدتها الإنسانية في بداية القرن العشرين في المجال الفلكي (Cosmology) على الصعيد النظري، مع نظرية النسبية العامة التي وضعت الإطار الرياضي الصحيح لدراسة الكون، وكذلك على الصعيد الرصدي مع الاكتشافات الرائعة لأسرار الفضاء، كان لا بد من وضع نظرية عامة تقوم بإدماج تلك المعطيات مقدمة تصوراً موحداً ومتجانساً قصد تفسير أهم الظواهر الكونية ومنها نشأة الكون.

لقد اقترح القس البلجيكي "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) سنة 1927 صورة جديدة لنشأة الكون وتطوره وقد وافقه على ذلك جورج غاموف (George Gamov) الفيزيائي الأمريكي (من أصل روسي) الذي قدّم أفكاراً طورت نظرية (لو ميتر).

*********
*********


حقائق علمية:


- في عام 1927 عرض العالم البلجيكي: "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) نظرية الانفجار العظيم والتي تقول بأن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة، ثم بتأثير الضغط الهائل المتآتي من شدة حرارتها حدث انفجار عظيم فتق الكتلة الغازية وقذف بأجزائها في كل اتجاه، فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرّات.

- في عام 1964 اكتشف العالمان "بانزياس" Penziaz و"ويلسون" Wilson موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون لها نفس الميزات الفيزيائية في أي مكان سجلت فيه، سُمّيت بالنور المتحجّر وهو النور الآتي من الأزمنة السحيقة ومن بقايا الانفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون.

- في سنة 1989 أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية "نازا" (NASA) قمرها الاصطناعي Cobe explorer والذي أرسل بعد ثلاث سنوات معلومات دقيقة تؤكد نظرية الانفجار العظيم وما التقطه كل من بنزياس وويلسن.

- وفي سنة 1986 أرسلت المحطات الفضائية السوفياتية معلومات تؤيد نظرية الانفجار العظيم.

التفسير العلمي:

إن مسألة نشأة الكون من القضايا التي تكلّم فيها الفلاسفة والعلماء ولكنها كانت خبط عشواء، فلقد تعددت النظريات والتصورات إلى أن تحدث عالم الفلك البلجيكي "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) سنة 1927 عن أن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة أسماها البيضة الكونية.







ثم حصل في هذه الكتلة، بتأثير الضغط الهائل المنبثق من شدة حرارتها، انفجار عظيم فتتها وقذفها مع أجزائها في كل اتجاه فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرات.

ولقد سمى بعض العلماء هذه النظرية بالانفجار العظيم “Big Bang” وبحسب علماء الفيزياء الفلكية اليوم فإن الكون بعد جزء من المليارات المليارات من الثانية (10 -43)، ومنذ حوالي خمسة عشر مليار سنة تقريباً كان كتلة هائلة شديدة الحرارة بحجم كرة لا يبلغ قطرها جزءاً من الألف من السنتيمتر.

وفي عام 1840 أيد عالم الفلك الأمريكي (من أصل روسي) جورج غاموف (George Gamov) نظرية الانفجار العظيم: “Big Bang”، مما مهد الطريق لكل من العالمين "بانزياس" Penziaz و"ويلسون" Wilson سنة 1964 اللذين التقطا موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون لها نفس الخصائص الفيزيائية في أي مكان سجلت فيه، لا تتغير مع الزمن أو الاتجاه، فسميت "النور المتحجّر" أي النور الآتي من الأزمنة السحيقة وهو من بقايا الانفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون.

وفي سنة 1989 أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية “NASA” قمرها الاصطناعي “Cobe explorer” والذي قام بعد ثلاث سنوات بإرسال معلومات دقيقة إلى الأرض تؤكد نظرية الانفجار العظيم، وسمّي هذا الاكتشاف باكتشاف القرن العشرين. هذه الحقائق العلمية ذكرها كتاب المسلمين "القرآن" منذ أربعة عشر قرناً، حيث تقول الآية الثلاثون من سورة الأنبياء: {أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}.

ومعنى الآية أن الأرض والسموات بما تحويه من مجرات وكواكب ونجوم والتي تشكل بجموعها الكون الذي نعيش فيه كانت في الأصل عبارة عن كتلة واحدة ملتصقة وقوله تعالى {رتقاً} أي ملتصقتين، إذ الرتق هو الالتصاق ثم حدث لهذه الكتلة الواحدة "فتق" أي انفصال وانفجار تكونت بعده المجرات والكواكب والنجوم، وهذا ما كشف عنه علماء الفلك في نهاية القرن العشرين.


أو ليس هذا التوافق مدهشاً للعقول، يدعوها للبحث عن خالق هذا الكون، مسبب الأسباب؟
{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}.






******
******

مراجع علمية:

قد ذكرت الموسوعة البريطانية انه في عام 1963، كلفت مختبرات “Bell” العالِمان أرنو بنزياس و روبرت ويلسون باتباع أثر موجات الراديو التي تشوش على تقدم اتصالات الأقمار الاصطناعية. اكتشف العالِمان "بنزياس" و "ويلسون" أنه كيفما كان اتجاه محطة البث فإنه يلتقط دائماً موجات ذات طاقة مشوشة خفيفة، حتى ولو كانت السماء صافية، أسهل حل كان إعادة النظر في تصميم اللاقطات لتصفي الموجات من التشويش، ولكنهما ظلوا يتتبعون أثر هذه الموجات المشوشة، فكان اكتشافهم المهم للموجات الفضائية التي أثبتت نظرية الانفجار العظيم.
بنزياس و ويلسون ربحوا جائزة نوبل في الفيزياء على هذا الاكتشاف سنة 1978.


********
********

وجه الإعجاز:

وجه الإعجاز في الآية القرآنية هو تقريرها بأن نشأة الكون بدأت إثر الانفجار العظيم بعد أن كان كتلة واحدة متصلة، وهذا ما أوضحته وأكدته دراسات الفلكيين وصور الأقمار الاصطناعية في نهاية القرن العشرين.



تحياتي

اخراج وجمع المعلومات

بنت شيوخ

ليس منقول

ولكم شكري لحسن المتابعه




يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة : الـكـادي بتاريخ 25-02-2005 الساعة 05:18 AM.
  #2  
قديم 25-02-2005, 01:59 PM
فجر فجر غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 606
معدل تقييم المستوى: 20
فجر is on a distinguished road

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفي كل شــــــــىء له آية تدل على أنه واحد
جزاك الله خير أختى بنت شيوخ ، الله يجعله لك في الموازين

في انتظار بقية السلسلة

أطيب التحايا
بندوول
  #3  
قديم 25-02-2005, 02:07 PM
أبو محمد أبو محمد غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
العمر: 49
المشاركات: 1,794
معدل تقييم المستوى: 21
أبو محمد is on a distinguished road

جزاك الله خيرا وبانتظار البقية

  #4  
قديم 25-02-2005, 04:20 PM
ابومحمد الشامري ابومحمد الشامري غير متصل
ابوحمد الشامري ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: شـبـكـة مـجـالـس العجمـــــان
المشاركات: 19,132
معدل تقييم المستوى: 10
ابومحمد الشامري قام بتعطيل التقييم

جزاك الله خيرا يا بنت الشيوخ على السلسلة الرائعة في اعجاز القران.

كما نعلم ان الحضارات القديمة كانت تعبد الالة التي تجلب لهم الرزق كالشمس والقمر حيث كانت الحضار للمالك اليمنية والعرب خاصه يامنون بالقمر والشمس وذلك لتهديهم في مسير القوافل وتتبع مسار النجوم.
ونرى ان الحضار اليونانية والاغريقية غلت في تفسير خلق السموات والارض فانشوا نظرية تعرف بـ { بالميتافيزيقيا } او ما يعرف بعلم وراء الطبيعة ، حيث رجع فلاسفة اليونان ان الخلق يرجع ان ثلاثة اشياء { الماء ـ النار ـ التراب } وكان من غلوهم في نظرية خلق الكون هو الكفر الصريح.
لا هنتي يا ينت الشيوخ وننتظر البقية على احر من الجمر وجعل الله هذه السلسة في ميزان اعمالك.

  #5  
قديم 25-02-2005, 07:15 PM
الـكـادي الـكـادي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: أرض الطيبه والكرامه
المشاركات: 539
معدل تقييم المستوى: 20
الـكـادي is on a distinguished road

شكرا لمروركم الكريم ولا عدمتكم

  #6  
قديم 26-02-2005, 12:35 AM
ابن وعيل ابن وعيل غير متصل
إداري مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,672
معدل تقييم المستوى: 21
ابن وعيل is on a distinguished road

بارك الله فيك اختى على الموضوع القيم
اسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك
  #7  
قديم 26-02-2005, 01:38 AM
أبو شبيب أبو شبيب غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 41
معدل تقييم المستوى: 0
أبو شبيب is on a distinguished road

جزاك الله خيراً يابنت شيوخ وبإنتظار البقيه إنشاء الله .

  #8  
قديم 26-02-2005, 03:07 AM
سنا البرق سنا البرق غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 30
معدل تقييم المستوى: 0
سنا البرق is on a distinguished road

لنستوضح حكم تفسير القرآن بالنظريات الحديثة



سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ:


هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟



فأجاب بقوله:

تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك أننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات، ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها؛ فمقتضى ذلك

أن القرآن صار غير صحيحٍ في نظر أعداء الإسلام، أما في نظر المسلمين؛ فإنهم يقولون إن الخطأ مِن تصور هذا الذي فسّر القرآنَ بذلك، لكن أعداء المسلمين يتربصون به

الدوائر.


ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية، ولْنَدَعْ هذا الأمرَ للواقع: إذا ثبتَ في الواقع؛ فلا حاجة إلى أن نقول

القرآن قد أثبته.


فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق والتدبُّر.. يقول الله ـ عز وجل ـ: {كتابٌ أنزلناه إليكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّروا آياتِهِ ولِيَتَذَكَّرَ أولو الألبابِ}. [سورة ص، الآية: 29]. وليس لمثل هذه الأمور ـ التي تُدْرَك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم ـ.


ثم إنه قد يكون خطَرًا فادِحًا في تنزيل القرآن عليها:


أضرب لهذا مثلا:

قوله تعالى: {يا معشَرَ الجِنِّ والإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ تَنْفُذوا مِنْ أقطارِ السماواتِ والأرضِ فانْفُذوا لا تَنْفُذون إلا بِسُلْطان} [سورة الرحمن، ص: 33]:

لما حصل صعودُ الناس إلى القمر ذهب بعضُ الناس لِيُفَسِّرَ هذه الآيةَ، ونَزَّلها على ما حدث، وقال: إن المرادَ بالسلطانِ: العلمُ، وأنهم بعِلْمِهم نَفَذُوا مِن

أقطارِ الأرضِ وتَعَدّوا الجاذبيةَ...



وهذا خطأ، ولا يجوز أن يفسَّرَ القرآنُ به؛ وذلك لأنك إذا فسّرْتَ القرآنَ بمعنًى؛ فمُقتضى ذلك أنك شهدتَ بأن اللهَ أرادَهُ، وهذه

شهادةٌ عظيمةٌ ستُسْأل عنها.


ومَنْ تَدَبَّر الآيةَ وجدَ أن هذا التفسيرَ باطلٌ؛ لأن الآية سِيقتْ في بيان أحوالِ الناسِ وما يؤول إليه أمْرُهم..

اقرأ سورةَ الرحمن تجدْ أن هذه الآيةَ ذُكِرَتْ بعد قولِهِ تعالى: {كلُّ مَنْ عليها فانٍ، ويبقَى وجهُ ربِّك ذو الجَلالِ والإكْرامِ، فبأي آلاءِ ربِّكما تكذبانِ}[سورة

الرحمن، ص26].


فلنسأل: هل هؤلاء القوم نَفَذوا من أقطارِ السماوات؟

الجواب: لا ، واللهُُ يقول: {إنِ اسْتَطَعْتُم أن تَنْفُذوا مِنْ أقطارِ السماواتِ والأرضِ}.

ثانيا: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟

والجواب: لا .

إذن فالآية لا يصح أن تُفَسَّرَ بما فَسَّر بِهِ هؤلاء.


ونقول:

إن وصولَ هؤلاء إلى ما وصلوا إليه هو: مِنَ العلومِ التجريبيةِ التي أدْركوها بتجاربِهم..


أما أن نُحَرِّفَ القرآنَ لِنُخْضِعَهُ للدلالةِ على هذا؛ فهذا ليس بصحيحٍ، ولا يجوز.







[من كتاب العلم، للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ، ص: 150ـ 152].
**********************************************





قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله -

في كتابه " الخطب المنبرية "(2/268)[طبعة مؤسسة الرسالة] في أثناء الخطبة التي

بعنوان " الحث على تعلم العلم النافع " :


(... بل بلغ الأمر ببعضهم أن يفسر القرآن بالنظريات الحديثة، ومنجزات التقنية المعاصرة، ويَعتَبِر هذا فخراً للقرآن، حيث وافقَ ـ في رأيه ـ هذه النظريات،

ويسَمِّي هذا " الإعجاز العلمي "..

وهذا خطأ كبير؛ لأنه لا يجوز تفسير القرآن بمثل هذه النظريات والأفكار؛ لأنها تتغير، و تتناقض، ويُكَذِّب بعضُها بعضًا.


والقرآن حق، ومعانيه حق، لا تَناقُضَ فيه، ولا تغيُّر في معانيه مع مرور الزمن..


أما أفكار البشر ومعلوماتهم: فهي قابلةٌ للخطأ والصواب، وخطؤها أكثرُ من صوابِها..


وكم من نظريةٍ مسلَّمةٍ اليومَ تحدثُ نظريةٌ تكذِّبها غدًا..


فلا يجوز أن تربطَ القرآنَ بنظريات البشر وعلومهم الظنية والوهمية المتضاربة المتناقضة.


و تفسير القرآن الكريم له قواعد معروفة لدى علماء الشريعة: لا يجوز تجاوزُها وتفسيرُ القرآن بغير مقتضاها.


وهذه القواعد هي :


ــ أن يفسَّرَ القرآنُ بالقرآن: فما أُجْمِلَ في موضع منه فُصِّل في موضع آخر، وما أطلِق في موضع قُيِّد في موضع.


ــ وما لم يوجد في القرآنِ تفسيرُه؛ فإنه يفسَّر بسنةِ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ؛ لأن السنةَ شارحةٌ للقرآنِ، ومبينةٌ له:

قال تعالى لرسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ: { وأنْزَلْنا إليكَ الذكْرَ لِتُبَيِّنَ للناسِ ما نُزِّلَ إليهِمْ ولعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرونَ } [النحل ـ 44].


ــ وما لم يوجد تفسيره في السنة: فإنه يُرجع فيه إلى تفسير الصحابةِ، لأنهم أدرى بذلك لمصاحبتهم رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ،

وتعلمهم على يديه، وتلقّيهم القرآنَ وتفسيرَه منه، حتى قال أحدُهم: ما كنا نتجاوزُ عشرَ آياتٍ حتى نعرفَ معانيهن، والعملَ بهن.


ــ وما لم يوجد له تفسيرٌ عن الصحابة: فكثيرٌ مِن الأئمة يَرْجِعُ فيه إلى قول التابعين؛ لِتَلقّيهم العلمَ عن صحابةِ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله

وسلم ـ، وتعلمِهم القرآنَ ومعانيه على أيديهم.

فما أجمعوا عليه: فهو حجة، وما اختلفوا فيه: فإنه يُرْجَعُ فيه إلى لغةِ العربِ التي نَزَل بها القرآن.



وتفسير القرآن بغير هذه الأنواع الأربعة لا يجوز


فتفسيره بالنظريات الحديثة من أقوال الأطباء والجغرافيين والفلكيين وأصحاب المركبات الفضائية: باطل، لا يجوز:
.





لأن هذا تفسير للقرآن بالرأي وهو حرام شديد التحريم؛ لقوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ: "من قالَ في القرآنِ برأيه وبما لا يعلم فلْيتبوأ مقعدَه من

النار" رواه ابن جرير والترمذي والنسائي

و في لفظ " من قال في كتاب الله فأصاب فقد أخطأ " ) .
**********************************************





وهناك للشيخ يحيى الحجوري ـ حفظه الله ـ

كتابا للرد على الزنداني وبيان ضلالاته في كتابه "توحيد الخالق"..

حيث استدل بالاكتشافات الكونية الحديثة على صدق القرآن..

قال الشيخ يحيى الحجوري:

(( قال ـ يعني الزنداني ـ في ص (67): "أثبت التقدم العلمي في أسرار الكون صدق ما قرره القرآن" اهـ.


قلت ـ أي الحجوري ـ: أ

أستغفر اللهَ العظيمَ مِن حكايةِ هذا القول.

يا هذا! أبَلَغَ بكَ الشكُّ في صدقِ كلام الله عز وجل ما يجعلك تبحث عن بعض العقليات والفلسفات والتجارب المحدَثات للتأكد من صدق كلام رب العالمين وصحته!!؟


إن الذين تحذو حذْوَهم أرادو التشكيك في ثبوت القرآن وصدقه ـ كما هو مكرهم لهذا الدين ـ ..

فما بالك أنت!؟

أوَ تُحِبُّ أن تكون لهم مُشاركًا، وفي بيدائهم هالكا!

ألم تقرأ قول الله عز وجل:
{ومَنْ أصْدق من اللهِ حديثا}

وقوله:
{ومَن أصدق من الله قيلا}

وقوله:
{ألَم يَأنِ للذين آمنوا أن تخشعَ قلوبُهم لذِكْرِ الله وما نَزَل من الحق}

وقوله:
{ أولم يَكْفِهِم أنّا أنزلنا إليكَ الكتابَ يُتْلى عليهم}.


واللهِ ..

لو كان للكلام رائحة؛ لآذى كثيرا من المسلمين نَتَنُ هذا الكلام الذي يُعتبر تشكيكا في صِدْق كلام الله، حتى يأتي التقدم العلمي ـ فيما تزعم ـ ويثبت

صدق ما نطق به القرآن الكريم؛ فيصير بعد ذلك صحيحا لغيه بعد أن شهد له المستشرقون الحيارى من اليهود والنصارى... اللهمم انتصر))



[من الصبح الشارق، ص: 62ـ63].
**********************************************





سئلت اللجنة الدائمة :

السؤال الثالث من الفتوى رقم (9247):


س: ما حكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية؟ فقد كثر الجدال حول هذه المسائل؟


الجواب:

الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد:

إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى:

{أوَ لَمْ يَرَ الّذِيْنَ كَفَرُواْ أنَّ السَّمَواتِ والأَرْضَ كانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْناهُما وجعَلْنا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}

بأن الأرضَ كانت متصلةً بالشمس وجزءًا منها، ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرضُ ثم برُد سطحُها ، وبقي جوفُها حارًّا، وصارت من الكواكب التي تدور

حول الشمس..


إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها.




وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى:

{وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحاب} على دوران الأرض..


وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القرآن الكريم لما يسمونه نظريات علمية،
وإنما هي ظنِّيات أو وهميات

وخيالات.


وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بغير علم.



وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عبدالله بن قعود

عضو
عبدالله بن غديان

نائب رئيس اللجنة
عبدالرزاق عفيفي

الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
**********************************************




وسئل الشيخ الوالد محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـ :



س: بالنسبة لكتاب الله عز وجل هل يجوز تفسيره في كل عصر بما يختلف عن العصر السابق؟



فكان الجواب حاسما:


((
أبدا.. هذا هو الضلال المبين.



لا يجوز التلاعب بتفسير القرآن..



القرآن كما قال تعالى في القرآن: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}


إذًا.. الرسول قام ببيان القرآن ...))


ثم قال:



(( خليك على الأمر القديم ))





من الشريط: (241) من سلسلة الهدى والنور، [08:34].
**********************************************




إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

[النور : 51]
  #9  
قديم 26-02-2005, 05:49 PM
الـكـادي الـكـادي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: أرض الطيبه والكرامه
المشاركات: 539
معدل تقييم المستوى: 20
الـكـادي is on a distinguished road

لاهنتي اختي بالله سنا على تعقيبك المميز

وشاكره لكي المرور

  #10  
قديم 16-12-2010, 01:16 PM
الصورة الرمزية عـســاف
عـســاف عـســاف غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الكويت + الصرار
العمر: 42
المشاركات: 1,501
معدل تقييم المستوى: 17
عـســاف is on a distinguished road
رد: سلسلة الإعجاز القرآني

بآآرك الله فيكـ ..

وجعلهآ في ميزآن حسنآآتكـ ..
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله - ابن وعيل المجلس الإســــلامي 9 16-12-2010 01:26 PM
سلسلة الإعجاز القرآني((6))الإعجاز الرقمي في القرآن الـكـادي المجلس الإســــلامي 7 05-03-2005 03:14 PM
سلسلة الإعجاز القرآني((5)) الـكـادي المجلس الإســــلامي 5 04-03-2005 04:23 AM
سلسلة الإعجاز القرآني ((4)) الـكـادي المجلس الإســــلامي 6 02-03-2005 04:36 AM
سلسلة الإعجاز القرآني((3)) الـكـادي المجلس الإســــلامي 5 27-02-2005 07:05 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 08:37 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع