بسم الله الرحمن الرحيم
انقسم الشارع الرياضي السعودي على نفسه مابين مؤيد ومعارض بعدما أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم أمس الجمعة إقالة مدرب المنتخب السعودي, البرازيلي ماركوس باكيتا من منصبه وتعيين مواطنه هوليو سيزار مدرباً بديلاً لقيادة "الأخضر" في بطولة كأس الأمم اللآسيوية لكرة القدم التي ستقام في ضيافة ماليزيا واندونيسيا وفيتنام وتايلاند خلال يوليو/تموز المقبل.
وكان نائب رئيس اتحاد كرة القدم السعودي الامير نواف بن فيصل قال تعليقاً على إقالة باكيتا: "بعد مشاركة منتخبنا في كأس العالم وكأس الخليج رصدت العديد من الملاحظات الهامة في الاداء الفني للمنتخب وتم ابلاغ المدرب بها لتصحيحها عبر برامج الاعداد واثناء المنافسات، وحرصا على الاستقرار الفني للمنتخب فقد اعطي الوقت الكافي لتصحيح هذه الملاحظات، الا انه عندما قدم برامج الاعداد لمنافسات نهائيات كأس آسيا لاحظنا عدم تصحيح هذه الملاحظات".
ورأى المدرب الوطني خالد القروني في تصريحات نشرتها صحيفة "الوطن" السعودية تعليقاً على إقالة باكيتا أن الأجدر والأفضل الإبقاء على باكيتا لضيق الفترة الفاصلة عن الاستحقاق المقبل للمنتخب وهو نهائيات أمم آسيا، وقال: "التعاقد مع مدرب جديد يجعله تحت طائلة المحاسبة على النتائج التي سيحققها المنتحب في البطولة المقبلة, لذلك كان الأفضل الإبقاء على المدرب باكيتا إلى ما بعد البطولة".
واستطرد: "دورة الخليج ليست مقياساً لتقييم المدرب, لأن لها خصوصياتها في كل شيء, فالمعروف عنها أن بطلها غالباً ليس من يقدم المستويات العالية, وأرجو ألا تكون الإقالة استجابة لمطلب الشارع الرياضي الذي قد يعود إلى ذات المطالبة مع المدرب الجديد في أول إخفاق مقبل".
وأضاف: "المنهجية التي نعتمدها مع مدربي المنتخب ليست جيدة, فالعالم من حولنا يلاحظ أننا الأكثر تغييراً لمدربي المنتخب, لهذا يجب إعطاء المدرب الفرصة والصلاحيات الكافية كي يعمل بفكر أفضل".
مواصفات خارج الأسطوانة
ويقول المدرب الوطني صالح المطلق: "عبر تجربتي كلاعب سابق في المنتخب, عاصرت عدداً كبيراً من المدربين الذين تولوا مهمة تدريب الأخضر, أتصور أنه من الضروري أن يكون المدرب الجديد صاحب شخصية مختلفة عن المدربين العاديين, إلى جانب أنه من الضروري أن يكون مقنعاً وواجهة مشرفة للاعب والجمهور والأجهزة الإدارية والإعلام, فكل هذه الصفات يجب توافرها في المدرب لأنها ستصب في النهاية لمصلحة تطوير اللاعب الذي سيعمل بجد لإرضاء مدربه, ومن ثم المنتخب, والكرة السعودية ".
وأضاف: "المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا الذي قاد المنتخب سابقاً, درب أغلب المنتخبات الخليجية, وهو يمتلك شخصية تبهر اللاعب، فهو مقنع, وملم ثقافياً وكروياً ونفسياً, وكل هذه الصفات يجب أن تكون معياراً في عملية اختيارنا للمدرب الجديد الذي يدير منتخب البلد, وبالتالي فالهزيمة أو الفوز معه يعنيان كثيراً".
واستغرب المطلق اشتراط بعض المدربين الذين يتم التعاقد معهم للمنتخب أن يكون مساعدوهم من أبناء جلدتهم، وقال: "طلب المدرب الألماني أوتوفستر إبان إشرافه على الأخضر أن يختار الجهاز المساعد له من أبناء جلدته, لكن عندما تعاقد مع أحد الأندية المصرية لم يطلب هذا الشرط, وفرض عليه جهاز معاون وطني مصري, وكذلك الأمر حدث عندما تولى تدريب منتخب توجو في كأس العالم الأخيرة, لهذا أستغرب شروط المدربين سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، وهذا ما يجب أن ننتبه له، وأعتقد أنه حان الوقت لتواجد المدربين الوطنيين ضمن أجهزة تدريب المنتخبات".
ورفض المطلق المقولة التي تؤكد أن المدرب الجديد للمنتخب سيحتاج وقتاً كي يتعرف على اللاعبين, وقال: "هذا غير صحيح، والحديث عن الوقت أسطوانة مشروخة تتكرر قبل استقطاب أي مدرب جديد, ومع الأسف مضى علينا أكثر من 20 عاماً ونحن ندور حول أنفسنا, والدليل أن المدربين الذين نطالب بمغادرتهم نعود بهم من جديد, مثل المدرب كاندينو الذي قاد الهلال ثم عاد ليدرب الاتحاد, ثم عاد مرة أخرى للهلال, ومع الأسف هذه الثقافة انتقلت لدوري الدرجة الأولى، ومن يلاحظ حالياً يجد نحو 10 مدربين يتناوبون على قيادتها".
ورأى الكاتب الصحافي سليمان الجمهور أنه كان من الأفضل التعاقد مع مدرب ملم بالدوري السعودي وعلى معرفة تامة باللاعبين وكذلك بالمنتخبات الآسيوية التي سيواجهها المنتخب كبديل لباكيتا.
وأضاف: "هناك فرصة لخليفة باكيتا قبل انطلاق كأس أمم آسيا ليعد المنتخب بشكل جيد من أجل الحصول على البطولة".
وعن إقالة باكيتا, قال: "تقييم أي مدرب يتم من خلال نتائجه, وباكيتا لم يقدم ما يشفع له في البقاء, رغم حصوله على الفرصة كاملة".