لاهنت يا محمد على هذه الصور الرائعة والتقارير للبلدان الأوروبية
:
ياليت تسمح لي بإضافة نبذة مختصرة عن جمهورية بولندا:
:
المعلومات الأساسية
بي آر ال هو اختصار لتسمية جمهورية بولندا الشعبية ,التي كانت التسمية الرسمية للدولة البولندية بين الأعوام 1952 حتى 1989، نستخدم تسمية بولندا الشعبية للفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية أي منذ عام 1945 حتى انهيار النظام الشيوعي في عام 1989، في هذا الوقت كانت بولندا داخلة في المنطقة الواقعة تحت نفوذ الإتحاد السوفيتي، والذي فرض فيه النظام الشيوعي نفسه على بولندا وتحكم في أداء سلطاتها. كانت جمهورية بولندا الشعبية دولة غير تامة الاستقلال ففي بعض الأحيان كانت تبدو غير تامة الاستقلال بشكل كبير وفي أحيان أخرى تمتعت بجزء من الاستقلال، بعد مرحلة السيطرة التامة من قبل السوفييت ونسخ الدولة على طراز الأنظمة السوفيتية حدث صدع في هذه المنظومة مرتبط بأحداث 1956 عندما تخلصت هذه الأنظمة من السيطرة الستالينية، فضعفت قبضة السوفيت على بولندا وقامت الحكومة المعادية للدين والملحدة بالاعتراف باستقلالية الكنيسة الكاثوليكية والتي كان لها دور في الحياة الاجتماعية لم يكن له نظير في بقية دول الكتلة الشرقية.
كانت دولة جمهورية بولندا الشعبية ذات دور شمولي يقوم باضطهاد كل من يبدي رأيا مخالفا لتلك المعلنة من قبل السلطة الحاكمة في الدولة. وبالرغم من مواد الدستور، فلم تحترم حريات المواطن الأساسية، فأي نشاط عام يسمح به فقط تحت سيطرة الدولة، الأجهزة الأمنية، الجيش والشرطة والقوات الخاصة كان هدفها الأساسي الحفاظ على السلطة لصالح الحزب الشيوعي، بالرغم من اعتراض المجتمع على هذا النظام، ولم يكن من أهداف هذه السلطات الحفاظ على أمن المواطن. كانت الرقابة مفروضة على الصحافة وكافة أنواع التعبير الفني، وبالرغم من ذلك تطورت الحياة الثقافية، ففي خلال هذه الفترة تطور النشاط الإبداعي الأدبي والسينمائي والمسرحي، والفن التشكيلي مثل فن اللوحات الدعائية.
لم تكن جمهورية بولندا الشعبية مرتبطة سياسيا وعسكريا بالكتلة الشرقية فقط بل ارتبطت بها أيضا من الناحية الاقتصادية، فتشكل مجلس تبادل المساعدات الاقتصادية في سنة 1949 والذي كان له تأثير على القرارات الخاصة بالسياسة البولندية بشكل ملموس. كان نظام مركزية إدارة الاقتصاد عن طريق العمل الجبري وسياسة التوظيف المقنعة والوهمية، والتخطيط المفصل في إطار نظام توزيع الدخل الإجباري هوالبديل للنظام الرأسمالي الاقتصادي والسوق الحر وميكانيكية السوق وسيطرة الملكية الخاصة.
ومن الصعب حاليا تثمين هذه الفترة التاريخية، فمن ناحية كنا نرى دولة جمهورية بولندا الشعبية دولة غير مستقلة، ولم يكن لمواطنيها أي تأثير على السلطة، وكل نواحي الحياة كانت تحت الرقابة والسيطرة من قبل جهاز الحزب الحاكم، وكل محاولة من أجل الحصول على شيء من الحرية كانت تواجه بالعسف، ولكن من ناحية أخرى استطاعت بولندا أن تبني نفسها من جديد بعد الحرب، وأن تقف على أقدام صلبة بعد الخراب الذي حل بها خلال هذه الحرب. كما نمت سكانيا وتحولت الى دولة صناعية زراعية. كما قدرت السلطات نجاحها الكبير في القضاء على الأمية في البلاد وتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع بالرغم من أن هذا كان يتحقق على حساب مستوي معيشة الشعب الذي عد منخفضا.
عدد كبير من أفراد الشعب في جمهورية بولندا الشعبية كان يعتبر هذا العهد عهدا يمثل فترة الشباب السعيدة والفقيرة، حيث كانوا يعيشون حياتهم العادية يبنون بولندا الاشتراكية في بولندا سواء رغبوا في ذلك أو لم يرغبوا، أما الآخرون فيعتبرون أن مثل هذا الوضع كان يمثل نوع من العمالة، ولهذا السبب فالحساب الأخلاقي خلال فترة جمهورية بولندا الشعبية متواجد حتى الآن في بولندا المعاصرة.
السلطة الجديدة
خرجت بولندا من الحرب العالمية جريحة ومدمرة، وتحت سيطرة دول التحالف الكبرى تغيرت الحدود البولندية بعد الحرب ووجدت بولندا نفسها تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي، ولأول مرة في التاريخ أصبحت بولندا بلدا ذو أثنية موحدة ودين واحد وذلك بعد تهجير أعداد كبيرة من المواطنين. استولى الشيوعيون على الحكم تحت سيطرة الجيش السوفيتي، والذي كان ينفذ أوامر جوزيف ستالين. وأصبحت بولندا دولة غير مستقلة ذات سلطة لا تقبل أي معارضة. وقامت السلطة الحاكمة بالتعامل مع المقاومة الحرة بشكل قاسي واعتبرت أي جندي تابع للسلطات البولندية في المهجر خائنا لوطنه، ومنع البولنديون الذين كانوا يعيشون بالخارج من الرجوع إلى وطنهم، ونتيجة لهذا العسف والقهر ظلت موجات الهجرة تتزايد من بولندا خاصة بعد سنة 1968 وسنة 1981. قامت دول الكتلة الشرقية بتأسيس مجلس تبادل المساعدات الاقتصادية ، حيث كانت تجارة بولندا الخارجية في إطار دول الكتلة الشرقية، الأمر الذي مثل بديلا تاما للتجارة مع الغرب. أما من الناحية العسكرية فكانت جمهورية بولندا الشعبية تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي في إطار ما سمي بحلف وارسو، حيث ظلت قوات الجيش الأحمر موجودة على الأراضي البولندية حتى عام 1993.
ساعد موت ستالين في سنة 1953 على التخفيف من سطوة النظام وهي الفترة التي سميت فترة انحسار الثلج. في عام 1956 قام عمال مدينة بوزنان بالإضراب ضد مستوى المعيشة السيئ الذي يعانون منه، وطالبوا بتحرير الحياة الاجتماعية. تم مواجهة هذا الاحتجاج بشدة وعنف من قبل السلطة العمالية التي يمثلها الحزب. أدت المعركة على السلطة داخل الحزب إلى حدوث تغيير آخر في سنة 1956 حيث استلم السلطة فواديسواف غومولكا، الذي كان في البداية يتمتع بدعم اجتماعي حقيقي كونه قادر على تحقيق قدر من الاستقلال الجزئي عن الاتحاد السوفيتي. في هذه الفترة وفي إطار دعم التغيير في بولندا قامت ثورة المجر التي انتهت بشكل دموي مع دخول القوات السوفيتية إلى الأراضي المجرية.
من اكتوبر حتى أغسطس
احداث "اكتوبر البولندي" تعد نقطة هامة في مراجعة تاريخ الدولة حيث ازدادت استقلاليتها بعد تلك الاحداث كما ان الكثير من التغييرات المتعلقة بحرية المواطن البولندي التي تمت خلال فترة ما بعد موت ستالين انحسار الثلج تم المحافظة عليها. ومن اهم هذه التغييرات استقلال الكنيسة الكاثوليكية بالرغم من أن هذا الوضع تسبب فيما بعد في خلالفات عديدة لكنه استمر وبدرجة غير متواجدة في اي دولة شيوعية اخرى. الوضع المستقل للكنيسة الكاثوليكية في بولندا اعطاها الفرصة في التأثير على الحياة الاجتماعية في البلد ومحاربة الايدولوجية الشيوعية المهاجمة لها. اصبح رواد الكنيسة هم المثل الاعلى في بولندا ومن اهم تلك الشخصيات رئيس الكرادلة ستيفان فيشينسكي و الكاردينال كارول فويتيلا الذي اصبح عام 1979 بابا الفاتيكان وتلقب باسم يان بولس الثاني. كانت الحياة الثقافية تلعب ايضا دورا هاما في هذه الفترة بالرغم من الرقابة التي كانت مازال متواجدة في بولندا اصبح الفنانون متمتعين بحرية اكبر في ابداعهم وهذا ما ساعد على ازدهار الفن البولندي في مجال السينما والادب والمسرح حيث ساهمت ثماره منذ تلك الفترة في التراث العالمي.
انتهت فترة حكم غومووكا باحداث درامية وقد بدأت السلطات حملة بين عام 1967 –1968 ضد الوسط الثقافي البولندي والطلبة تحت شعار معاداة السامية والتي كانت تهدف الى تصفية الأوساط الحاكمة في الحزب. وفي عام 1968 دخلت الجيوش السوفيتية وبجانبها الجيش البولندي الى تشيكوسلوفاكيا للقضاء على الحركة الاستقلالية التي قامت فيها.
وفي ديسمبر عام 1970 قامت الحكومة البولندية باعلان عن رفع الأسعار على المواد الغذائية الاساسية والذي تسبب في مظاهرات للعمال في المنطقة الشمالية من بولندا وكان رد الحكومة الشيوعية عل ذلك بارسال الجيش والقوات الخاصة من الشرطة للقضاء على المظاهرات. ونتيجة لاحداث ديسمبر تولى الحكم ادوارد غيريك.
خلال فترة حكمه انفتحت بولندا اقتصاديا واصبح هناك تبادل تجاري مع بعض الدول الرأسمالية لكن من الجهة الاخرى قامت حكومة غيريك في سحب قروض من الخارج والتي كان من السهل الحصول عليها في السبعينيات والتى كان هدفها شراء توكيلات صناعية وحقوق تكنولوجية والتى ادت الى الوقوع في فخ الديون وفيما بعد الانهيار الاقتصادي.
كان نتيجة تحسن العلاقات بين الغرب والشرق في ذلك الوقت انضمام حكومة بولندا الشيوعية الى منظمة الأمن والتعاون الأوربي KBWE في هلسينكي عام 1975 ومن ضمن التزمات اعضاء الحلف احترام حقوق الانسان وحرية المواطن والتي اصبحت فيما بعد مرجعا واساسا لتكوين المنظمات المعارضة للحكومة البولندية. من أهم الاحزاب التي تكونت في اطار تلك القوانين كان مجلس الدفاع عن العمال والذي تم تأسيسه ردا على تعسف الحكومة بعد مظاهرات عمالية في مدينة رادوم وأورسوس وبووتسك في يونيو عام 1975 . وفي خلال هذه الفترة بدأت حركة النشر المستقل الذي كان يتجنب الرقابة وينشر الكتب الغير متواجدة في السوق الرسمي وبينها كتب التاريخ التعليمية حيث أن تلك المتواجدة رسميا في المدارس ودور النشر الرسمية كانت غالبا ما تحتوي على معلومات كاذبة وغير صحيحة.
في عام 1979 قام البابا يوحنا بولس الثاني بزيارة وطنه حيث جذبت الاحتفالات التي تم تنظيمها بهذه المناسبة الملاين من البولنديين وهذا كان دافعا الى تكوين حركة اجتماعية كبيرة سميت في السنة التالية بحركة التضامن. كانت بدايتها مرتبطة بشخصية ليخ فاونسا والعمال المتجمعين في ترسانة غدانسك والذين قاموا بتشكيل مجلس لجنة الدفاع عن العمال عام 1980 وكان الشرط الاساسي للمجلس هوموافقة الحكومة على تشكيل رابطة مهنية مستقلة . وبعد ما حصل المجلس على تلك الموافقة تم الاتفاق مع الحكومة الشيوعية، وفي يوم 31 اغسطس من عام 1981. اصبح ليخ فاونسا اول رئيس لحركة "سوليدارنوش" والتي سريعا ما وصل عدد اعضائها الى 10 مليون شخص.
الثمانينيات و نهاية الجمهورية البولندية الشيوعية.
لم يستمر نسيم الحرية طويلا حيث انه في يوم 13 ديسمبر 1981 قام جنرال فويتشيخ ياروزلسكي باعلان حالة الطواريء وحظر التجوال وأصبحت منظمة "سوليدارنوش" منظمة غير شرعية وتم القبض على اهم الناشطين فيها ورؤسائها واعتقالهم. كانت تلك الاحداث مراقبة بدقة في الخارج وكان نتيجة التضامن الرمزي مع البولنديين تتويج ليخ فاونسا بحصوله على جائزة النوبل عام 1983.
مرت الثمانينيات تحت شعار أزمة اقتصادية شديدة واحساس بخيبة الامل ونظرة تشاؤمية. كانت بعض الاوساط الشبابية مثل المجموعة الشبابية من فروتسواف " البديل البرتقالي" تحاول ان ترى املا في الوضع الصعب. وفي منتصف الثمانينيات بدأت قبضة الحكومة ترتخي. استمرت منظمة "سوليدارنوشتش" ومارست نشاطها في الظلام وتحت الأرض كمنظمة غير رسمية. وفي عام 1989 وبفضل تدخل الكنيسة جلس ممثلي تلك المنظمة على طاولة واحدة مع ممثلي الحكومة الشيوعية البولندية. كان الهدف من هذا اللقاء التاريخي الذي سمي "محادثات الطاولة المستديرة " مفاواضات من اجل منح "السوليدارنوش" حقوقها السياسية وادخال مرشحيها في انتخابت برلمانية في يونيو 1989 والتي اصبحت اول انتخابات بولندية اشتركت فيها معارضة حقيقية لم يتم تزويرها منذ انتهاء الحرب العامية الثانية. كانت نتيجة تلك الانتخابات انتصار مذهل لحزب "سوليدارنوش" الذي أعلن حكومة جديدة وعلى رأسها تاديوش مازوفيتسكي. وبهذا استرجعت بولندا استقلالها كما استرجعت اسمها التقليدي – الجمهورية البولندية .Rzeczpospolita Polska
تفسير وسائل المساعدة المرئية والبصرية.
النظام الجديد كان تحت شعارالمساواة والعدل فركزت الحكومة في حملتها الاعلامية على تبديل الطبقات التى كانت تعد قمة المجتمع وهم من الارستقراطية البولندية بممثلي طبقة العمال والفلاحين (1). فبأسم مصلحة تلك الطبقات تم ادخال اصلاحات اقتصادية كان هدفها الاساسي تغيير النظام الاجتماعي المتواجد في ذلك الوقت. قامت الحكومة الشيوعية بتأميم الصناعة وتوزيع الممتلاكات والاراضي الزراعية كما تم ادخال التحكم الاقتصادي المركزي وتقليص الممتلكات الخاصة وحرية النشاطات الاقتصادية. اصبح بناء "مجتمع اشتراكي " هو الهدف الاساسي لسياسة الدولة والتي تركزت في تنمية الصناعة وخاصة الصناعات الثقيلة - صناعة الاسلحة والحديد والصلب وذلك على حساب احتياجات المجتمع الاساسية. كان الاتحاد السوفيتي المثل الأعلى للحكومة البولندية وخاصة فى فكرة المنافسة بين العمال في مجهودهم ومستوى انتاجيتهم والذي في كثير من الاحيان كانوا يصلون إليه على حساب صحتهم. (2)
(3) اصبح الاحتفال بعيد العمال يوم 1 مايو من اهم الاعياد. ومن ضمن الاحتفالات بهذا اليوم كان تنظيم مواكب في كل مدن بولندا الكبيرة والتى كانت تعد دليلا على تأييد الشعب للحكومة الشيوعية، لكن في حقيقة الامر كان البولنديون يشتركون فيها خوفا من الاضهاد وليس برغبتهم الخالصة.
(4) كان من النادر في وقت الشيوعية ان توفر المحلات كامل احتياجات زبائنها، وحينما كانت الحكومة تنفي ظاهرة التضخم رسميا طبقا لنظريات سياسة التخطيط المركزي وأسعارها الثابتة، كان اقتصاد بولندا يعاني من ظاهرة التضخم المقنع الذي كان يتبين في اختفاء البضائع من المحلات بشكل سريع جدا لسبب عدم توفرها في السوق بشكل مستمر. لقد اصبحت الصفوف على البضائع الغير متوفرة في السوق مثل ورق التوليت ظاهرة يومية في بولندا الشيوعية.
(5 و6) كانت الحكومة تقوم بنشاطات مختلفة لتقليص المتطلبات الاستهلاكية التي أصبحت تشكل مشكلة حقيقية. ففي منتصف السبعينيات تم تأسيس شبكة محلات توفر جميع انواع البضائع لكن باسعار اعلى بشكا كبير من اسعار السوق العادي. اما في الثمانينيات عملت على إدخال بطاقات تموين خاصة للمواد الأساسية. فلشراء كمية محددة من تلك المواد كان من الضروري الحصول على كروت خاصة. وبرغم من هذه الصعوبات ومشقة الحياة اليومية كان المجتمع البولندي يتمتح بروحه المرحة وتقبله للحياة . كان فن السخرية السياسية والمونولوج السياسي يزدهر بالرغم من الظروف المحيطة حتى ان بولندا عدت من أكثر الدول مرحا بين الدول الشيوعية.
(7) دكان "بضائع "Pekao في فندق هذه المحلات تحولت بعد ذلك الى شبكة محلات PEWEX” „. كان يتواجد في وقت بولندا الشيوعية نشاط تجاري على شكل استيراد داخلي حيث أصبحت البضائع المستوردة من الغرب او البضائع غير متوفرة في السوق متاحة، لكن شرائها كات ممكن فقط بالعملة الصعبة او ما يوازيها اي كوبونات من البنك الدولي مقدرة بالدولار الامريكي.
:
28-02-2009, 05:34 PM
~~¤¦¦▓▒ بــــولــنـــدا ▒▓¦¦¤~~
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
