مجلس الأســــرة والمجتمع يعنى بـ ( القضايا الاجتماعية وكل ما يتعلق بعالم الاسرة)

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 02-09-2006, 12:08 PM
فزاع فزاع غير متصل
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
الدولة: الحفيره !!
العمر: 48
المشاركات: 4,400
معدل تقييم المستوى: 24
فزاع is on a distinguished road
الزواج سكن ومودة

بسم الله الرحمن الرحيم

شرع الله تعالى ضمن سنته الكونية الزواج، وهذا نراه متدرجاً في عالم النبات ثم عالم الحيوان ثم يبلغ أسماه في عالم الإنسان .
قال تعالى: “ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون” (الذاريات: 49). ولقد رغب الإسلام في الزواج وحث عليه، وبين سبحانه وتعالى أنه من سنن الأنبياء وهدي المرسلين، قال تعالى: “ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية” (الرعد: 38).

والزواج آية من آيات الله في خلقه ذكرها الله في معرض الامتنان على عباده “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة” (الروم: 21).

قال ابن كثير رحمه الله: أي خلق لكم من جنسكم إناثاً تكون لكم أزواجاً ولو أنه تعالى جعل بني آدم كلهم ذكوراً وجعل إناثهم من جنس آخر لما حصل الائتلاف بينهم، فهذه آية دالة على عظمته وكمال قدرته، والزواج من سنته صلى الله عليه وسلم بدليل ما قاله للأشخاص الثلاثة الذين قال أحدهم: أنا أصلي الليل أبداً، وقال الآخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، وكان هؤلاء قد سألوا عن عبادته صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا قالوا: وأين نحن منه صلى الله عليه وسلم، قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما أن علم النبي بما قالوا حتى قال قولته الشهيرة والتي سجلها الزمان بأحرف من نور: “أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني” (رواه الإمام البخاري).




الزوجة الصالحة

شرع الله عز وجل الزواج حصناً للفرج وغضاً للبصر وتكثيراً للنسل وحفظاً للأنساب وسكناً ورحمة وحماية من الأمراض، ونادى النبي صلى الله عليه وسلم شباب الأمة نداء الرسول الكريم والأب المصلح الرحيم فقال: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”. ومعنى وجاء: أي حماية ووقاية.

ولم يترك رسولنا الكريم الحث على الزواج أمراً عاماً بل دعا إلى اختيار الزوجة الصالحة، وذلك لأن الزوجة سكن للزوج ومهوى فؤاده وهي أهم ركن من أركان الأسرة، فهي المنجبة للأولاد وعنها يرثون الكثير من المزايا والصفات، وفي أحضانها تتكون عواطف الطفل وتتربى ملكاته ويكتسب كثيراً من تقاليده وعاداته، وهل الصلاح إلا التمسك بالدين والمحافظة على الفضائل ورعاية حق الزوج وحماية الأبناء؟

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”.

ومعنى تربت يداك: أي التصقتا بالتراب، وهو دعاء بالفقر على من لم يكن الدين من أهدافه.

فهي دعوة صريحة الى الشباب أن يتزوجوا من صاحبة الدين، فإن كانت صاحبة دين وجمال فهذا فضل وخير، وإن كان تزيد حسباً وعائلة فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.

وفي المقابل أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أولياء الأمور إلى تزويج بناتهم من صاحب الدين والخلق الحسن بقوله: “إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” (رواه الترمذي).

وفي العقد الفريد: سأل رجل الحسن بن علي رضي الله عنهما: إن لي بنية، وإنها تخطب فمن أزوجها؟ فقال: زوجها ممن يتقي الله فإن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها.

والحق يقول: لو اتقى الله أولياء الأمور وزوجوا بناتهم من صاحب الدين والخلق القويم ما سمعنا شكاوى كثير من النساء فواحدة تقول: إني ابتليت بزوج لا يصلي، وأخرى تقول: إن زوجي يشرب المسكرات، وثالثة تقول: إن زوجها يضربها من دون حق، وغير ذلك من المآسي التي يندى لها الجبين ويحترق لأجلها القلب.




حقوق متبادلة

وللزوج على زوجته حقوق كثيرة من أهمها ان تطيعه في المعروف. ففي الحديث: “إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها” (رواه ابن حبان).

فما أحرى النساء بالعمل بهذا الحديث الذي فيه سعادة الدارين الدنيا والآخرة حسبك أيتها المرأة الصالحة بدخول الجنة فوزاً إن قمت بحق زوجك طاعة ورعاية وعلى المرأة أن تحفظ زوجها في عرضه وماله فلا ترتكب ما حرم الله ولا تبذر ماله تبذيراً قال تعالى: “فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله” (النساء: 34).

وللزوجة أيضاً حقوق كثيرة منها أن يعاشرها زوجها بالمعروف وأن ينفق عليها وألا يؤذيها وأن يحسن إليها بكل طرق الإحسان.

روى أبو داوود من حديث معاوية بن حميدة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: “أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت”.

ومعنى لا تقبح: أي لا تقل لها قبحك الله فهي مسبة واضحة فعلى الزوج أن يستعمل الكلام السهل اللين، فإن النساء قوارير خلقن للرجال، حتى تدوم المودة ويصفو الوئام ونحيا حياة زوجية سعيدة.


الدكتور علي عبدالدايم

 

التوقيع

 


ان جيت أرض المسيله= يجيك روضٍ فيه الحيا سال
مابين ذيك الغصون الجميلة=ربعٍ لهم في جملة الصيد منهال
عندهم شواهين صايدات الفصيلة=اقنص معهم وخص لي يشرح البال
هِضْت بعَرْمك وربوع المسيله=وبسيوحهن يا ما حلى شرب فنجال
 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الزواج ومقاصده شما مجلس الأســــرة والمجتمع 4 28-03-2006 08:11 PM
صفحة ... لـ السب الذي تعرض له المصطفى صلى الله عليه وسلم... ابوانس المجلس العــــــام 60 07-03-2006 03:22 PM
لــ النقاش .. عائلات تجبر بناتها على الزواج من أبن العم .. عبدالله الوعيلي المجلس العــــــام 35 28-02-2006 02:52 AM
فتاوى الزواج لقاء كان مع فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى saad المجلس الإســــلامي 8 16-12-2005 03:10 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:49 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع