مجالس العجمان الرسمي


مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 15-04-2005, 02:17 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
التعليم العالي والجامعات وما يختص بها

تعريب التعليم الجامعي
وأهم المشاكل التي تواجهه




د. عبد الرؤوف خـريوش (*)



أهمية التعريب والحاجة إليه في الحياة العربية المعاصرة:

بقيت جهود الاستعمار الرامية إلى طمس لغة ودين المجتمع العربي متواصلة، تهدأ حيناً وتحتد حيناً آخر؛ لكنها ظلت منذ الحملات الصليبية إلى اليوم حلماً يراود المستعمرين وأملاً في أعماقهم، وسيبقى صراعاً حضارياً علمياً يعبر عن وجود أمة –لغة وعقيدة- تبقى ببقائها وتزول بزوالها.

إن الجهود العربية في المجال العلمي والتي بدأت في عهد النهضة تعد حلقة من سلسلة متواصلة لدعم التراث العلمي العربي وتطويره، وقد واجهت هجمة استعمارية شرسة، عصفت بتلك الجهود إثر استعمار الوطن العربي من محيطه إلى خليجه، هذا الاستعمار أدى بدوره إلى قتل روح الإبداع، ومنها البذرة الأولى وهي التدريس باللغة العربية في المجالات العلمية في مناطق الشام ومصر وتونس؛ مما أدى إلى النزوح عن اللغة العربية وهجرها كلغة تدريس، والتدريس بلغة المستعمر الأجنبي الإنجليزية في المشرق والفرنسية في المغرب العربي.

رغم زوال الاستعمار مازلنا نشهد بقايا الاستعمار واضحة جلية في جامعاتنا باعتماد لغته، إذا ما استثنينا سوريا والسودان مؤخراً، ورغم النداءات الصادرة عن المجامع اللغوية والجامعة العربية ونداءات العلماء العرب الداعية إلى اعتماد اللغة العربية كلغة تدريس، إلا أن هذه النداءات لم تلق مجيباً.

إن التدريس باللغة العربية لا يعني إهمال اللغة الأجنبية، إذ من خلالها يمكن الاطلاع على ثقافة العالم الآخر وإبداعاته وتطوراته في المجالات العلمية، وإنما الدعوة إلى التعريب تأتي باعتماد اللغة العربية لغة حوار وتأليف علميين، من أجل تعميق الوعي والفهم باللغة الأم، الأمر الذي يؤدي إلى التطوير والنهوض؛ لهذا كله فإن للتعريب أهميات: علمية، ولغوية، وقومية، هذه الأهميات ترتبط بالحياة المعاصرة للإنسان العربي الساعي دوماً للتقدم والتطور والتخلص من التبعية والجمود ليعود كما كان في الماضي ذا إشراقات وإبداعات علمية تدفع به ليكون في مصاف الأمم المتقدمة.

أهمية التعريب القومية:

إن أهمية التعريب قومياً تأتي في أنه يوحد العرب في لغة الحوار الموحدة والمعروفة لديهم، أضف إلى أن اللغة قادرة على إيجاد كيان عربي موحد، يتمتع بمركزية عربية قوية " اللغة مكون أساسي من مكونات هويات الأمم " (1). لذلك فإن من شأن التعريب أن يصبغ الحياة بصبغة عربية، وهو مظهر من مظاهر التوحيد الفكري لشعوب مقسمة إلى كيانات سياسية مختلفة؛ لذلك فإن عامل التوحيد قومياً مهم لأبناء الأمة العربية الواحدة ولا بد من أن تركز الأمة على حضارتها ودينها من جديد "والآن وقد تخلصنا من الاستعمار المباشر في صوره العسكرية والسياسية، والذي شل قدراتنا على الحركة ، فإن واجبنا الديني والقومي أن نتابع حركة التحرر الوطني، ونقبل بها إلى غايتها المنطقية بأن نرفد ثورتنا السياسية التي خرّجنا بها الاستعمار المباشر بثورة ضارية نعيد بها النظر في كل مجالات حياتنا، فننفي عن وجودنا كل مظاهر التخلف والجمود وموروثات الاستعمار ونظمه"(2).

أهمية التعريب العلمية:

تتجلى في أن التعريب يرتبط بالثقافة العربية الإسلامية في مواجهة التحديات لأن اللغة العربية لغة الثقافة والحضارة وليست لغة العلم فقط؛ لذلك فإن أسباب عدم النهوض العلمي كحقيقة في عالمنا الإسلامي والعربي حتى الآن، هو ارتباط علومنا باللغة الأجنبية المستمر في سبيل الوصول إلى المعرفة بدلاً من ربطها باللغة العربية فانعزلت عن ماضيها في غربة عن تراثها وتاريخها ولغتها،فحدث الإنفصام الثقافي الذي زاد اليوم بين العلم وحضارة الأمة ، فغدا العلم هجيناَ في شجرة لا تألفه ، وأدى ذلك إلى بقاء الأمة ناقلة بدلاَ من أن تكون أُمة مبدعة (3). من هنا فإن أهمية التعريب العلمية هي ربط التراث العلمي القديم بمستجدات العلوم الحديثة للنهوض بالأمة؛ فنعيد صقل تراثنا العلمي من جديد بلغتنا القومية بقالب علمي حديث يوصلنا إلى التقدم العمي، ويخرجنا من ردهات الثبوت ويجد لنا مكاناً بارزاً وهاماً إلى جانب الحضارات المتقدمة الأخرى، "لم تقم نهضة علمية حقيقية في عالمنا العربي والإسلامي حتى الآن، ولم نتقدم صناعياً وتكنولوجياً لأننا نجتر أساليب الغرب ومعرفته اجتراراً ونقلدها تقليداً دون أن يكون ذلك جزءاً من تكويننا الفكري والاجتماعي"(4).

من هنا فإن للتعريب أهمية علمية على المستوى القومي إذ يرفد الأمة بعلوم العصر ويساهم في تنمية المجتمع عامة فيكون العلم في تناول الجميع مما يساعد على ازدياد الوعي وتنامي الجماهير عامة.

ولعل التعريب يساهم في فتح آفاق علمية واسعة ويساهم في إيجاد التكنولوجيا وإبداع المشتغلين بالعلوم مما يؤهلهم إلى الابتكار العلمي حين يتعمقون في فهم التعريب بلغتهم، لأن اللغة القومية تكون هي لغة الأفكار والأحاسيس للإنسان، ومن خلال التجارب التي قيست في الجامعات، وجد أن أهمية التعريب في المستوى العلمي، تساهم في انخفاض نسبة الرسوب، إضافة إلى ازدياد نسبة الوعي والفهم، ففي أواسط الستينات في الجامعة الأمريكية في بيروت،أجريت تجربة على مجموعتين من الطلاب: الأولى تلقت المادة العلمية بالعربية والأخرى بالإنجليزية بتوزيع متكافئ للطلاب؛ فوجد أن نسبة الوعي والفهم والاستيعاب بالعربية 76% في حين ان الفهم في اللغة الإنجليزية 60% (5). أضف إلى ذلك، أن تعريب العلوم له أهمية في الجانب المهني، إذ إن التلقي باللغة الإنجليزية يخلق لدى الطبيب والصيدلي عزلة عن المجتمع لغوياً وعلمياً؛ لذلك لا بد أن يعي المجتمع هذه الجوانب، وأن يساهم في رفع مكانته ؛لأن التدريس باللغة الأجنبية يؤدي إلى قطيعة لغوية تؤدي إلى قطيعة فكرية.

أهمية التعريب اللغوية

إن للتعريب أهميات لغوية كثيرة فهو يساهم في إثراء اللغة العربية لدى الأستاذ حيث يتعمق بلغته أكثر مما يقتضي الابتكار والإبداع.

إن تدريس المواد العلمية باللغة العربية يحفز بصورة تلقائية المدرس والمترجم إلى ترجمة هذه المواد باللغة العربية مما يدفعه إلى الأمام ولدعم تجربته وممارسة الترجمة.

وهناك أهمية لغوية أخرى للتعريب وهي الخوض في ألفاظ لغوية ترد إلى لغات أجنبية وردها إلى جذورها العربية، وهذا يفتح ويسهم في إثراء الدراسات اللغوية المقارنة فقد تعرف الدارسون والباحثون العرب على الكثير من الألفاظ المشكوك فيها وفي معرفة ألفاظ ومصطلحات غريبة هي في الأصل عربية مثل مصطلحات المعادن وألفاظ أثبتها علماء العرب بعد أن شكك علماء الغرب بأصلها وردوها إلى أصولها العربية؛ فمكنت الدارسين من الوقوف في وجه الدخيل الذي لا يتناسب والذوق اللفظي العربي (6).

إن قبول اللغة العربية للكثير من المصطلحات العلمية واللغوية ناتج عن خصائص اللغة العربية المتصفة بالمرونة والاشتقاق والنحت والتطور. وهذا يعمل على إغناء اللغة لغوياً وقلّ ما تتصف به لغة أخرى.

ولأهمية التعريب وضرورته، فإن التوصيات حوله صدرت عن كل مؤتمرات التعريب السبعة التي عقدت في أرجاء مختلفة من الوطن العربي فركزت معظم هذه المؤتمرات على ضرورة التعريب. ونجد قرار مجلس الجامعة العربية الذي عقد (1945م) يدعو إلى توحيد المصطلحات العلمية، كما نجد ندوة (1979م) التي عقدت في الخرطوم توصي الضرورة التعريب وهي ندوة عقدت حول التعليم في مراحله المختلفة ، وأيضاً اجتماع المعلمين (1976م) الذي عقد بنفس المدينة أوصى كذلك بضرورة التعريب. إضافة إلى توصيات مؤتمرات المجامع اللغوية العربية واتحادها.

ورغم ذلك فإننا نجد معظم الكليات العلمية تدرس العلوم باللغات الأجنبية إذا استثنينا سوريا والسودان وبعض أقسام الكليات في جامعة العراق.

إن اللغة العربية نعيشها منذ الطفولة، نحس بالألفة معها والأنس بها. إنها ليست شيئاً منفصلاً عنها أو زياً نرتديه اليوم ونخلعه غداً حينما نشاء، بل هي معنا منذ نعومة أظافرنا، فتشبه الأم قرباً إلى النفس، وإثباتاً في حنايا القلب وخلجات الضمير.

ولا يفهم من التعريب إضعاف اللغات الأجنبية بل تعتبر رافداً يطلع به على ما يستجد من علوم،نفهمها ونعيد صقلها بلغة عربية سليمة، مما يؤهل علماءنا إلى الإنتاج والإبداع.إذ إن التعريب الجامعي تلبية لطموح الأمة العربية في أن يعود إليها مجدها العلمي على أيدي علمائها المعاصرين وهي قومية لها مقوماتها وأسانيدها وقضية تعليمية حتى يستطيع الشباب العربي بلغته الأم تمثل ما يدرسون في العلوم البحثية والتطبيقية تمثلاً علمياً قوياً.

المشاكل التي تواجه التعريب:

واجهت قضية التعريب منذ إن بدأت في العصر الحديث مشاكل عدة، ولعل احتدام تلك المشاكل بدأ مع بداية الاستعمار الأوروبي للوطن العربي،إذ ألغي التعريب في مصر ولبنان واستمر في سوريا.

ورغم استقلال الدول العربية من الاستعمار مع أواسط القرن الحالي، ورغم إنشاء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومؤسساتها ، ورغم نداءات المؤتمرات والندوات إلا أن هذا لم يحد كثيراً من مشاكل التعريب، بل بقيت مشاكله قائمة في كل الدول العربية تتفاوت من قطر إلى قطر. لكنها متقاربة في المشاكل الكبرى. وهذه المشاكل هي:

1- مشكلة الكتاب الجامعي:

هذه المشكلة تعيق التعريب، فالمراجع العلمية باللغة العربية نادرة وقليلة ، ولعل سبب ذلك يعود إلى مشكلتي التأليف والترجمة. فعلى صعيد التأليف: نجد أن الكتب العلمية المؤلفة باللغة العربية قليلة جداً إذا ما قيست بالكتب المترجمة والكتب المؤلفة باللغة الأجنبية،ولعل سبب ذلك يعود إلى عدم وجود مؤلفين أكفاء باللغة العربية، وإن وجدوا فهم قلة. وعملية التوزيع، إذ الكتاب العلمي المؤلف باللغة العربية يواجه مشكلة في التوزيع ومشكلة الطباعة والإخراج الفني غير الدقيق.

أما على صعيد الترجمة، فإن الكتب المترجمة أيضاً قليلة على الرغم من وجود مكتب للتعريب والترجمة والنشر تابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بدمشق إلا أنه حديث العهد تأسس (1991م)، وعلى الرغم من ذلك تبقى المشكلة قائمة والسبب يعود في ذلك إلى عدم وجود الترجمة الفورية لما يستجد من أبحاث في مجالات المعارف والعلوم عدم ترجمة الكتاب بطبعاته الجديدة إذ الكتاب يصبح قديماً في معلوماته إذا لم يلاحق ويترجم كل جديد في الكتاب الأصل. و الكتب المترجمة لا تفي بالغرض لقلتها، ففي السودان مثلاً ما بين عامي 1970-1980 لم يترجم أي كتاب في حين أن كل ما ترجم في الأردن إلى حدود 1985 لم يتجاوز 50 كتاباً وفي تونس 92 كتاباً (7). وكذلك قلة المترجمين الأكفاء ذوي القدرة والخبرة. لذلك تبقى المكتبة العربية بشكل عام تفتقر إلى الكتب العلمية باللغة العربية مما يعيق الطالب الجامعي ويدفعه إلى الرجوع للمراجع الأجنبية لتوافرها. و لذلك لا بد من مواجهة هذا كله من خلال التأليف العلمي باللغة العربية بإعطاء الحوافز واعتماد ذلك في الترقيات العلمية. والترجمة الفورية لكل ما يستجد من معارف وعلوم الطباعة الجيدة، والتوزيع الجيد. وتدريب متخصصين أكفاء في التحرير والإخراج الفني مع التزام الدقة في المعلومات العلمية.

2- مشكلة المصطلح:

إن مشكلة توحيد المصطلح في الوطن العربي ما تزال قائمة بحد ذاتها، رغم جهود مكتب تنسيق التعريب. ورغم قرار الجامعة العربية ورغم جهود اتحاد المجامع العربية في توحيده؛ فاختلاف مصدر المصطلح يؤدي إلى اختلاف في ترجمته إضافة إلى قلة المعاجم الاصطلاحية المتخصصة.

كل هذا يشكل مشكلة في طريق البحث العلمي، ولكن مشكلة التوحيد ليست مشكلة صعبة في حالة استعمال المصطلح المترجم في حقل التأليف العلمي لأن حياة المصطلح بالكتب والاستعمال، لا في طيات المعاجم على الرفوف، وفي حال إيجاد لجنة عربية موحدة متخصصة تتولى أمر تعريب المصطلح، وفي حال التعاون بين المؤسسات العلمية العربية فإن هذا كله سيساهم في الحد من مشكلة المصطلح وتوحيده وترجمته.

3- مشكلة المدرس الجامعي:

تعتمد هيئة التدريس في مصادرها العلمية على لغات عدة وليست الإنجليزية (لغة التدريس في الجامعات) فقط؛ لذلك فالإنجليزية هي لغة أجنبية لبعض المدرسين الذين تلقوا علومهم بلغة أخرى غير الإنجليزية، ومع قلة إتقان بعضهم اللغة العربية الفصيحة، فإنهم يلجأون إلى التدريس بالعامية العربية مع التطعيم بالإنجليزية، مما يؤد ي إلى التشتت في المعلومات العلمية بتشتت مصادرها فيؤدي بدوره إلى تشتت الطالب فكرياً، ويحدث فجوة علمية بين العلم واللغة.

ومن مشاكل هيئة التدريس قلة إيمانهم بقضية التعريب والسبب في ذلك يعود إلى عدم اعتماد الأبحاث المترجمة والمؤلفة باللغة العربية في السلم الوظيفي، كما أن نشر الأبحاث في دوريات عربية مشهورة معدوم لديهم لقلة توفر هذه الدوريات التي تتمتع بالمكانة العالية؛ لذلك فإن عميلة تحسين وضعهم المادي والعلمي كإدخال الترقية على الأبحاث المترجمة والمعدة باللغة العربية يساعد المدرس على الاهتمام باللغة العربية وبالتعريب، كما أنه لا بد من مواجهة العامية في التدريس المطعمة بالإنجليزية ولا بد من الإلمام بالفصحى لكي يتمكن المدرس من التدريس بها.

4-مشكلة المعاجم:

لا شك أن المخطوطات العربية التي رهن الرفوف هي بالملايين ولعل العلمي منها يتجاوز الآلاف ، وهذا كله أدى إلى ضعف المعاجم العربية المؤلفة في الميادين المختلفة وقلتها، إذا ما قيست بالمعاجم المؤلفة باللغات الأجنبية، ولعل أهم ما تفتقر إليه المكتبة العربية هو المعجم التاريخي الذي أصبح لا بد منه ، وهذا لا يتم إلا إذا تحقق عدد كبير من المخطوطات العلمية والأدبية.

إضافة إلى أن المعاجم المتخصصة بالميادين العلمية المنشورة باللغة العربية أو المترجمة لم تتضمن كل المصطلحات، في اللغات الأجنبية، ولن تكفي الثلاث السنوات القادمة في ظل الظروف الراهنة من ترجمة كل المصطلحات العلمية وإصدارها على شكل معاجم اصطلاحية كما يخطط لذلك مكتب تنسيق التعريب بالرباط والسبب في ذلك يعود إلى تطور العلوم إضافة إلى تشتت الجهد العربي ومؤسساته وقلة إيمان معظمها كالجامعات -مثلاً- بالتعريب.

لهذا كله لا بد من البحث عن هذه المصطلحات في التراث العلمي العربي واستخدامها في حقل التأليف العلمي، وهذا يتم من خلال تحقيق المخطوطات العليمة في التراث العربي مما يساهم في إيجاد معجم تاريخي قادر على استيعاب كثير من المصطلحات والكلمات وردها إلى أصولها، على غرار معجم أُكسفورد التاريخي ومعجم وجريم الألماني كما أن الترجمة الفورية للمصطلحات تساعد على وضع اشتقاقات للمصطلح بصبغة عربية وهو المطلوب من المصطلح في الوقت الراهن.

5- مشكلة اللغة العربية:

عاشت اللغة العربية عصوراً زاهرة، وكانت لها مكانة مرموقة بين لغات العالم، فقد كانت لغة العلوم في كافة الميادين المعرفية، وهذا يعود إلى العناية والاهتمام الكبير بها من قبل أُولي الأمر في العصور الإسلامية المزدهرة كالأمويين والعباسيين.

على أن اللغة اليوم تشهد قلة العناية والاهتمام منذ المراحل الأساسية من التعليم إلى المراحل التعليمية العليا، كما أن إدخال لغة أجنبية تدرس بنفس الزمن منذ المراحل الأساسية إلى جانب اللغة العربية يؤثر على مدركات الطالب ، مما يدفعه إلى التشتت في التفكير ما بين لغتين فيؤثر على إبداعه ونمط تفكيره، فينتج عن ذلك ضعف في لغته الأولى (الأم) فيبدأ بالتفكير بنمطين مختلفين ليعبر بلغتين مختلفتين.

وفي المراحل التعليمية العليا،أصبح التدريس باللغة الأجنبية في معظم الجامعات العربية إذا ما استثنينا سوريا والسودان وبعض المواد للسنوات الأولى في بعض الجامعات المصرية، لأن لغة الحوار أصبحت بالمحافل العلمية العربية باللغة الأجنبية، فمؤتمر طب الأسنان العربي التاسع عشر الذي عقد بالخرطوم 12/1994 كان فيه الحوار بالإنجليزية، بل الذي أثار الاستغراب أن إحدى الندوات كانت عن "المسواك وفوائده" ولكنه قدم باللغة الإنجليزية وتلاه النقاش بالإنجليزية.

إن كل هذا يؤدي إلى قلة الاهتمام باللغة العربية ويدعم رأي القائلين بأن اللغة العربية لغة دين وليست لغة علم وحضارة، لأجل ذلك فإن الاهتمام باللغة العربية من الأساس بعدم إدخال لغة أجنبية في المراحل الأولى تدفع بالطالب إلى التفكير بلغة واحدة يتكلمها ويفكر بها دون أن يتشتت فكره مع لغة أخرى ملازمة له في التفكير والنطق، كما أن الطالب الجامعي بحاجة إلى التشجيع على البحث في اللغة العربية والترجمة كاعتماد ذلك في المقرر الجامعي. هذا كله يدفعه إلى الاهتمام باللغة العربية والتركيز على الفصيحة منها.

ومن مشاكل اللغة إدخال العامية في الحوار وفي قاعة الدرس بحجة ان إيصال المعلومة هو الهدف . ولكن كيف يفكر ويبدع بلغة بعيدة عن العلم؟ فالعامية ليست لغة مصطلحات ولا لغة علمية، فمن أسباب قلة الاهتمام بالعربية إدخال العامية بدل الفصيحة في محافل عدة حتى في قاعة الدرس منذ المراحل الأساسية إلى المراحل العليا من التعليم لذلك لا بد من احترام الفصيحة وجعلها لغة تدريس والتركيز عليها خصوصاً في المراحل الأساسية.

6-مشكلة الطالب الجامعي:

إن قلة المراجع العربية وقلة المصطلحات والمعاجم وضعف هيئة التدريس وقلة إيمانهم بالتدريس باللغة العربية الفصيحة يؤثر سلبياً على الطالب فتصبح قضية التعريب بالنسبة إليه مشكلة بحاجة إلى حل؛ فالطالب الجامعي في المجالات العلمية يتلقى تعليمه بالأجنبية فتصبح هي لغة الحوار والتفكير والبحث بالنسبة إليه، وهذا يؤثر على المجتمع بصفة عامة إذ يجد صعوبة في الموازنة بين لغة الحياة اليومية (المجتمع) ولغة العلم (الأجنبية).

لذلك فإن إدخال التعريب خطوة بعد خطوة مع جعل لغة الحوار بالعربية الفصيحة ودفعه إلى الترجمة وكتابة الأبحاث بالعربية كل هذا يؤدي إلى حل هذه المشكلة ومن شأنه أن يرفع مكانة اللغة العربية التي أصبحت اليوم إحدى لغات العمل في الأمم المتحدة.

7-مشكلة المؤسسات العلمية العربية الحكومية وغير الحكومية:

إن المؤسسات العلمية المحلية والعربية الحكومية وغير الحكومية، ضعيفة الإيمان باعتبار اللغة العربية لغة علمية وهذا معوق أساسي للتعريب، إذ انقسمت الدول العربية في هذا الشأن ما بين مؤيد ومعارض خلال مؤتمر التعريب السابع في الخرطوم وأدى ذلك إلى تشتت الجهد العربي في هذا المجال. وحتى الدول المؤيدة للتعريب والتي حضرت المؤتمرات فإن جامعاتها العلمية ما زالت تدرس باللغة الأجنبية –لغة المستعمر- على الرغم من وجود قرار عربي صادر عن جامعة الدول العربية ينص على ضرورة التعريب،وجعل اللغة العربية لغة التدريس في الجامعات .

لذلك لا بد من إيمان هذه المؤسسات العلمية بضرورة التعريب، وتوحيد الصفوف العربية في هذه القضية والتي تتجاوز إمكانيات البلد الواحد، مع وجود قانون يلزم هذه المؤسسات بضرورة تنفيذ القرار، مع التنسيق بين المؤسسات العلمية في هذا المجال. كل ذلك يدفع بعملية التعريب إلى الأمام ويحد من المشكلة.

8-المشكلة الاجتماعية:

وهي من المشاكل التي تواجه المتعلم عند تخرجه، وولوجه الحياة العملية وخصوصاً المتخرج من الكليات العلمية المهنية، فالطبيب يجد هوة ما بين اللغة التي تعلم بها ولغة الحوار العلمي مع المجتمع، وكذلك المهندس الزراعي عند الحديث عن الآفات الزراعية التي تواجه المزارعين.

لهذا فإن حل هذه المشكلة مرتبط بحل كل المشكلات السابقة الذكر، إن هذه المشكلة مرتبطة بالمخرجات العلمية، أي بعد تخرّج الجيل الجديد القادر على حمل زمام المبادرة، فإعداده لفترة وجيزة بلغة أجنبية ووضعه في مقدمة الركب لمواجهة المشاكل بلغة الأم يؤثر على عطائه ويؤدي إلى عزلته عن العلم الذي تلقاه باللغة الأجنبية في فترة وجيزة، فالطبيب لا يتعامل مع مريضه بلغة العلم الأجنبية وكذلك المهندس مع الفلاح مثلاً . فهذا يؤدي كله إلى عزلته عن المجتمع لغوياً ويتعامل معه بلغته العامية، لذلك لا بد من رابط بينه وبين العلم وبين المجتمع، وهذا لا يكون إلا بلغة مشتركة وهي اللغة الأم.

9-المشكلة المادية:

إن قلة الدعم المادي وعدم وفرته يؤثر على كل ما ذكر، فالمادة هي أكبر المشاكل التي تواجه التعريب، إذ التعريب الشامل من تأليف وترجمة وإعداد الكادر المؤهل، كل ذلك بحاجة إلى دعم مادي كبير يتجاوز إمكانيات البلد الواحد، لذلك لا بد من تكاثف الجهود بين المؤسسات العلمية الوطنية في البلد الواحد وبين المؤسسات العربية في الوطن العربي.

كذلك لا بد أن تتبنى مشروع التعريب عربياً جهة مركزية قوية على صعيد الوطن العربي لها إمكانيات ضخمة متوفرة.

ولعل الحل الأمثل لمواجهة هذه التحديات كلها هو البدء بالتدريس باللغة العربية خطوة بعد خطوة ، لأنه الطريق الأمثل للتعرف على الصعوبات وحلها في نفس الوقت.

خاتمة:

إن قضية التعريب ليست تأليفاً وترجمة. أو بحثاً عن أصل كلمة ، إنما هي قضية تفكير، كيف نفكر؟ وبأي لغة؟ ولماذا؟ وقبل تحديد أداة التفكير يجب معرفة الذات من نحن؟ إذ الفكر غالباً لا بد أن يعبر عنه بلغة تتماشى مع تقدم الأمة الحضاري والفكري، لكي تجد لنفسها مكاناً بين الأمم تخرجها من ردهات الثبوت والجمود، وهذا يتم فعلاً إذا استطعنا أن نحدد لأنفسنا منهجاً فكرياً بعيداً عن التدخلات الخارجية، فالثقافة والفكر العربي والإسلامي المتجذر منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمن، كفيل بأن يخلق منهجاً فكرياً يخلص الأمة من بقايا الاستعمار، فها نحن خرجنا من دائرة الاستعمار ، فعلينا إذا أن نجد لغة علمية قادرة أن تربط الماضي بالحاضر، وتدفع الأمة إلى الأمام والازدهار وهذا يعني أن ترتبط اللغة بالتفكير الذي يفكر به المجتمع لكي يحصل التقدم.

أما إذا فكرت الأمة أي أمة بعقلها وعبرت عنه بلغة أخرى فإن الهوة ستزداد وسيبقى التفكير سطحياً؛ ولذلك فالأمة العربية إذا فكرت بعقلها العربي وعبرت عن هذا الفكر باللغة الأجنبية فإنها ستبقى ثابتة، لأن اللغة وعاء للأفكار والأحاسيس فلا التفكير وحده يكفي ولا اللغة وحدها تكفي. فلابد من تفكير تعبر عنه لغة تنتمي إلى الإطار الفكري للأمة.

والوطن العربي اليوم ومنذ الفكر النهضوي كان صراعه في أن يجد لغة تعبر عن تفكيره وحارب الاستعمار هذه الفكرة ليبقى المجتمع العربي بعيداً من روحه الفكرية المعبر عنها بلغته، بل هناك أدوات استعمارية حاولت محاربة اللغة بتغيير حروفها وأشكال رسمها بالأحرف اللاتينية، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، ولكن الاستعمار استطاع أن يحول لغة العلم والتفكير من العربية إلى لغته في مجال تدريس العلوم لكي ينجح في إثبات دعوته القائلة بأن اللغة العربية لغة دين لا لغة علم.

ورغم ذلك فإن هناك محاولات بدأت منذ بداية القرن وما زالت مستمرة ، بدأت مع الدولة العربية بدمشق 1918م ولا زالت. ومع بداية 1945 م نشأت الجامعة العربية، وبدأت الخطى تسير رغم أنها بطيئة، إلا أننا نلحظ إنجازات هامة في مجال التعريب كالحاصل في سوريا والسودان وما نلحظه من حركة نشطة لتعريب المصطلحات العلمية خصوصاً ما يقوم به مكتب تنسيق التعريب من جهود مع المجامع اللغوية .

إن قضية التعريب قضية ترتبط بعقولنا وانتمائنا. فإذا أحست المؤسسات العلمية العربية وأحس المجتمع بأنه من الضروري أن يحصل التعريب لتكون لغتنا تعبيراً عن فكرنا ووعاءً له فإن القضية ستنجح وستكون كل المعوقات هي معوقات يسهل التغلب عليها وليس حلها بالمستحيل ، لذلك ندعو إلى :

إنشاء مؤسسات للتعريب والترجمة والتوزيع وطنيا وإقليميا وعربيا دعماً لجهود المجامع اللغوية،
التعاون والتنسيق بين المؤسسات العلمية في الوطن العربي،
الاهتمام باللغة العربية من مراحلها الأولى .
توفير الدعم المادي المطلوب للتعريب.
الاهتمام بالتراث العلمي كتحقيق المخطوطات.
تطوير الدراسات العلمية باللغة العربية .



الهوامش



1- محمود إبراهيم: تعريب التعليم العالي، دار آفاق للنشر. عمان . 1994 ، ص46.

2- عوني الشريف قاسم ،الإسلام والثورة الحضارية ، دار القلم بيروت، 1980 ، ص65 .

3- تعلم العلوم الصحية والفنية باللغة العربية ، منظمة الصحة العالمية، القاهرة ،1991 ص6.

4- عوني الشريف قاسم، الإسلام والبعث القومي ،دار القلم،بيروت ، ص206 .

5- انظر تعلم العلوم الصحية ، ص11 .

6- انظر عبد العزيز بن عبد الله،التعريب ومستقبل اللغة العربية،صادر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،معهد البحوث والدراسات العربية،القاهرة ،1975ص105 .

7- دراسات من واقع الترجمة في الوطن العربي،المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،تونس،1985،القسم الأول.

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-04-2005, 02:19 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

ثقافة العنف.. كيف تسللت الى جامعاتنا؟!

روشتـــة للقضـــاء على الانفــــلات الطــــــــــــلابي


تحقيق - هارون محمد آدم

لم يحدث خلال السنوات الأخيرة صدور قرارات عن الكونجرس الأمريكي تصل الى هذا الدرك من

üü «ثقافة العنف» ظاهرة كانت غير مألوفة لدى المجتمع الطلابي الجامعي ولكن تسربت ثقافة العنف واجتاحت كل الجامعات السودانية فعطلت النشاط الطلابي الذي تمثله اتحادات الطلاب بالجامعات في جزء كبير منها وكأن لغة المنطق قد حلت محلها لغة القوة العضلية والسيخ، ومن هنا نحن نتساءل: كيف دخل العنف لأروقة الجامعات التي أعدت أصلاً لصياغة الانسان المعاصر؟ وكيف نمت ثقافة العنف حتى جمدت نشاط كثير من الاتحادات الجامعية؟ وهل الاتحادات الطلابية فشلت في تحقيق أهدافها القائمة على ثقافة الحوار وإرساء روح الحوار والنقاش؟

طرحنا هذه الأسئلة على عدد من طلاب الجامعات المختلفة وعلى مدير جامعة السودان السابق البروفيسور عزالدين محمد عثمان وأستاذ القانون وعميد طلاب جامعة النيلين الدكتور محمد عثمان خلف الله، ونقدم روشتة للقضاء على الانفلات الطلابي.

غياب المنابر الطلابية

ü يقول «محمد بشير الفيل» الأمين الاجتماعي لاتحاد طلاب جامعة النيلين السابق وهو من الاتحادات الجامعية القليلة بولاية الخرطوم التي استطاعت إكمال دورتها دون أن يتسبب العنف في تجميد نشاطه: «هناك ارتباط وثيق بين القضايا الطلابية وقضايا المجتمع باعتبار الطلاب شريحة لا يمكن فصلها عن قضايا الشارع العام والحركة الطلابية، ظاهرة العنف فيها قديمة لكنها تشتد عندما تضيق الحريات وخصوصا عندما يكون هناك نظام حاكم ومعارضة ولكل منهما مؤىدون وسط الطلاب.

العنف تأجج في الآونة الأخيرة وسط الطلاب عندما غابت المنابر الديمقراطية التي كانت متنفساً للطلاب بمختلف توجهاتهم السياسية والثقافية والاجتماعية مما جعل الطلاب لايعرفون كيف يتجاوبون مع الرأي الآخر مما ساعد على نمو ثقافة العنف التي تعتمد على الاقصاء بالقوة واذا لم توجد منابر ديمقراطية حرة تتيح للطلاب التعبير عن آرائهم في داخل الجامعات لا يمكن أن يكون هناك استقرار أبداً في صفوف الطلاب.

ويضيف: الاتحادات طوال فترة حكم الانقاذ كانت ضعيفة جداً لأنها انشغلت بتنفيذ سياسة الدولة في الجامعات وأهملت واجبها الأساسي وهو رعاية هموم الطلاب.

كما أن غياب الاتحادات في كثير من الجامعات فيه هضم لحقوق الطلاب لأن الاتحادات هي الممثل الشرعي للطلاب بالجامعات، بالاضافة للضمور الذي يصيب الوعي الطلابي في مثل هذه الظروف فالذي يتخرج من الجامعات ويحرم من ممارسة النشاط المنبري في الجامعة يكون غير مؤهل لقيادة المجتمع والتعامل مع تيارات الأحداث.

نحن نعتقد أن بسط الحريات في الجامعات هو أنجع الوسائل للقضاء على العنف بالجامعات من خلال دستور تشترك في صياغته التنظيمات السياسية بالجامعة المعنية بعيداً عن التدخلات الأخرى تحت إشراف الجامعة نفسها لأن الاتحاد كلما كرس لخدمة الطلاب يضمن استقرار الجامعة ويمكن الطلاب من تغذية عقولهم علمياً وثقافياً وفكرياً.


الضعف الفكري
ü ويقول أحمد عبدالله جيدة نائب الأمين العام لاتحاد طلاب جامعة السودان السابق والذي حالت أعمال العنف الطلابي بعده دون انتخاب الاتحاد وظل نشاط اتحاد الطلاب مجمداً: «التوسع في التعليم العالي بالجامعات كان من ضمن إفرازاته ضعف البنية الفكرية للطالب الجامعي ولذلك اختفت أسس الحوار والنقاش القائم على الندية» وحل محلها العنف الذي اجتاح الجامعات حالياً.

ثم أن انعدام الحريات في المنابر الجامعية جعل الطلاب غير مبالين بالعواقب لأن الطالب وهو مقبل لأول مرة للجامعة يتخيل الحرية الموجودة في النشاط الجامعي وعندما يعايش حالها فإنه يصاب بالاحباط الذي بدوره يقود للعنف!!.. ويضيف:

لا يمكن إبعاد شبح العنف عن الجامعات إلا بإحياء المنابر الطلابية الحقيقية التي تمثل الطلاب خصوصاً وأن طلاب الجامعات فيهم صغار سن يحتاجون لتدريب على قبول الواقع الجامعي ثقافيا وفكرياً واجتماعياً حتى يتكيفوا على التأثير والتأثر مع التعدد الموجود داخل الجامعات.


سلوك غير مألوف
استاذ القانون بجامعة النيلين وعميد عمادة الطلاب الدكتور «محمد عثمان خلف الله» يقول: لفظ ظاهرة العنف في الجامعات أصبح مصطلحاً يتردد ويتداول من قبل الشارع السوداني كثيراً، ولكن العنف في الجامعات حتى الان لم يصبح ظاهرة بل هو سلوك غير مألوف، لأن الظاهرة عندما تصبح ظاهرة من الناحية القانونية تعني تكرار حدث معين وبشكل منتظم أو ثابت يمكن قياسه بنسبة مئوية باعتباره «انحرافاً سلوكياً» مما يفسر قانونياً بأنه اعتداء على النفس والمال وبالتالي يُقاس بالمقارنة ضمن الجرائم التي تقع على النفس والمال فإذا حدث ذلك يمكن وصفه حينئذ بالظاهرة في جميع الأحوال لكن الوضع في الجامعات حتى الآن لم يأخذ شكل الظاهرة وإنما هو سلوك عابر ولا يشكل قلقاً كبيراً في تقديري.

ويضيف: في الحقيقة إن حدوث بعض مظاهر العنف بالجامعات السودانية أثارت انتباه الناس لأن العنف سلوك غير مألوف في المجتمع الجامعي وغريب عليه ففي اعتقادي أن الحوادث التي وقعت في الجامعات من اشتباكات بين الطلاب ونتجت عنها إصابات وتخريب لمنشآت الجامعات كانت في العاصمة أو الولايات يبدو أنها نتجت من عدم الاهتمام بالمعالجات الفورية لمشاكل الطلاب والمجتمع السوداني في كثير من الأحوال يتصف بسلوكيات تجعله لا يعبر عن شأنه بالعنف لأن الشخصية السودانية مجبولة علي التسامح والمجاملة واحترام الغير الذي جوهره كظم الغيظ.

فالحوار هو أفضل الوسائل في العلاقات بين افراد المجتمع السوداني لذلك نجد العنف يندفع من أسباب ذاتية ناتجة عن اهتزاز سلوكي بالنسبة للشخص الذي يمارس العنف، إما نتيجة لخلل في الشخصية، أو في العقل، أو انحراف في التربية سببه تفكك أسري، ثم أن هناك أيضاً جهات تذكي العنف من خارج الجامعة لتحقيق أهداف تعتبرها مشروعة والطلاب وقود مناسب لها!!.

ثم أن العوامل والضغوط الاقتصادية التي يعاني منها طلاب الجامعات ولا يجدون متنفساً لها وغالباً ما تقودهم لأعمال العنف.

وفي تقديري الشخصي العنف في طريقه للزوال بسبب المتغيرات الدولية والمحلية وانحسار موجة العداء بين الحكومة والمعارضة وسيادة لغة الحوار والتفاوض السلمي. والطلاب يعتبرون في مرحلة الجامعة مشحونون بالنشاط الذي عندما لا يستغل استغلالا جيداً ربما يبدد في أعمال ساذجة تولد العنف الطلابي كرد فعل!!.

ويقول: الطالب الجامعي يحتاج لنشاط مكثف يوازي بين المحاضرات الجامعية والندوات الثقافية والنشاط الطلابي الذي تقوم به اتحادات الجامعات التي فشلت في تحقيق هذا النشاط في الآونة الأخيرة وانعكس بصورة أساسية الى عنف داخل الجامعات، فالجامعات ينبغي أن تبث روح الحوار بين الطلاب لترسيخ التجربة الديمقراطية في نفوسهم ابتداء بحرية اختيار الاتحادات الطلابية.

وجامعة النيلين قد أرست في الآونة الأخيرة نموذجاً ديمقراطياً قام على الشورى وقبول الرأي الآخر جنّب الجامعة مشاكل العنف على مدى عام كامل لأن احدى وظائف الجامعة حل مشاكل الطلاب من خلال التعرف عليها عن قرب.


حرية التعبير
ويقول البروفيسور «عزالدين محمد عثمان» مدير جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا سابقاً: الفترة التي كانت خالية من العنف الطلابي بالجامعات كان عدد الطلاب قليلاً والعلاقات الاجتماعية بينهم وطيدة بالاضافة للحرية النسبية التي تتيح التعبير خارج الجامعة، هذه العوامل جعلت أمر حسم النزاع بين الطلاب يكون بالتي هي أحسن، كما أن القنوات الطلابية المتمثلة في الاتحادات كانت تدار بطريقة مُرضية لدى الطلاب من ناحية النزاهة.

لكن عندما ضاقت مساحة الحريات والتعبير في العهد المايوي في الشارع العام أصبحت الجامعات هي منبر التعبير لمن هم خارج الجامعة ولذلك استغل منبر الطلاب كأداة تعبير كما حدث في اكتوبر والانتفاضة وتعددت آراء الطلاب لذلك أصبح العنف وسيلة للتعبير كلما ضاقت قنوات التعبير.

ويضيف: هناك منعطفات جديدة كصغر سن الطلاب وتساوي الجنسين في العدد، واهتمام الاسر المباشر بالتعليم ليكون هدفاً أساسياً لأبنائهم داخل الجامعات مما همش العمل السياسي وصار غير مرغوب فيه من قبل غالبية الطلاب، وهذا الوضع اذا وجد قدر معقول من الحرية خارج الجامعة وعُضد باتفاق أو ميثاق بين الأحزاب وقوى الأمن بنبذ كل أشكال العنف داخل الحرم الجامعي، وهو أمر ممكن سوف يكون هناك استقرار تام في كل الجامعات السودانية.

فأحداث العنف التي حدثت في السنوات الماضية رغم أثرها الخارجي إلا أنها كانت معزولة داخل الجامعات ولم تحز على معظم انتباهات الطلاب، لذلك نحن نرى أن كل شخص حادب على مصلحة التعليم العالي وعلى مصلحة البلاد ومظهر حرية التعبير فيها عليه أن يمارس نشاطه عبر القنوات المتاحة بالجامعات ويسعى من أجل مؤسسات طلابية تقوم على الانتخاب الحر الذي يجعل استقرار الجامعات هدفاً أساسياً وبعد ذلك لن يكون هناك عنف إطلاقاً.


غياب الاتحادات
ويواصل بروفيسور عزالدين محمد عثمان:

«المسائل الفكرية والسياسية لا تُحظى باهتمام الطلاب في الوقت الحاضر بالجامعات ولذلك العنف ليست له علاقة بالمناهج التي تدرس في المدارس لكنه مربوط بالتربية الحزبية.

والاتحادات كانت في فترة من الفترات تركز على اجتماعيات الطلاب أكثر من العمل السياسي وفي الوقت الحاضر العمل الاجتماعي للاتحادات أصبح مهماً لازدياد مشاكل الطلاب من سكن وغذاء ومواصلات بالاضافة للمشاكل الأكاديمية التي تواجه الطالب الجامعي.

غياب اتحادات الطلاب بالجامعات يعني فقدان مقعد الطلاب بالمجلس الأكاديمي الذي يدافع عن حقوق الطلاب كما أن الاهتمام بمثل هذه الأشياء يجعل للاتحادات نفوذاً حقيقياً على الطلاب، فالجامعات تتدخل في عمل الاتحادات باعتبارها أحدى مؤسسات الجامعة لها ميزانية ولها خطط، ولكن هذا لا يعني منع نشاط اتحاد يختلف مع الادارة سياسياً ونحن في جامعة السودان كنا نتعامل مع كل اتحاد ينتخبه الطلاب بطريقة ديمقراطية وجامعة السودان سبق لها أن شهدت عدة اتحادات من مختلف الألوان السياسية.. ويضيف «القوة السياسية في البلاد مطلوب منها ميثاق ينبذ العنف، توقع عليه قيادات الأحزاب والدولة، واذا حدث ذلك بمصداقية يكون العنف قد ودع الجامعات بلا رجعة.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-04-2005, 08:01 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

تحليل نظام مناهج التعليم الجامعي وما قبل التعليم الجامعي



د.‏/ سهام أبو سريع محمد هارون

مدرس بقسم التصميم العمراني

مقدمة:‏

في إطار محاور مؤتمر تطوير التعليم الجامعي والذي بدأ الأعداد له من خلال جلسات الاستماع والحوار التي عقدت تحت رعاية السيد الأستاذ الدكتور رئيس جامعة القاهرة.‏

حيث تم استعراض عدة محاور رئيسية في هذه الجلسات لتطوير العملية التعليمية بجامعة القاهرة.‏

وبناءً على ذلك‏0 فإن هذه الدراسة المقدمة قد تناولت جزئية من إحدى محاور المؤتمر وهي الخاصة بربط خطة الدراسة ومنهجية التعليم بين ما يدرس بكلية التخطيط الإقليمي والعمراني وبين منهجية التعليم ما قبل الجامعي.‏

وقد كان من الضروري إلقاء الضوء على الخطط والمناهج الحالية لكل من التعليم الثانوي العام والتعليم الفني وكذلك التعليم بالكلية وعمل الدراسات والتحليلات والمقارنات للوقوف على النقاط الإيجابية والسلبية لهذه العلاقة بهدف وضع بعض التوصيات لمعالجة هذه السلبيات.‏ ووضع نظام قبول خاص بالكلية.‏





‏1-‏‏1 سياسة التعليم:‏

تمهيد:‏

نعني بالسياسة التعليمية:‏ المبادئ التي يقوم عليها التعليم والتي تحدد إطاره العام وفلسفته وأهدافه ونظمه.‏

وهناك مستويان(‏)‏ لمناقشة سياسة التعليم:‏



المستوى الأول:‏

يعني بسياسة التعليم كما يعلنها المسئولون عن التعليم في البيانات والوثائق الرسمية ويحددون فيها اتجاهات الدولة في التعليم.‏



المستوى الثاني:‏

نعرض سياسة التعليم كما في الواقع أو بمعنى آخر كما نستخلصها من القرارات والإجراءات الفعلية التي تتخذ.‏

وأحياناً يتطابق كلاً المستويين وأحياناً أخرى نجد اختلافاً بينهما نظرياً أو تطبيقياً.‏ ونحن في هذا البحث سنتناول الموضوع من منور المستوى الأول أي سنعرض سياسة التعليم كما حددتها البيانات المعلنة.‏

المنظور الوصفي للتعليم:‏

معنى التعليم:‏

تحديد المقصود بمفهوم التعليم يمثل مشكلة أساسية،‏ ليس في حدود المعرفة النظرية لهذا المفهوم وإنما للنتائج العديدة التي تترتب عليه،‏ والتطبيقات المختلفة التي ترتبط به ولعل رجوعنا لبعض الآراء حول الموضوع يفيدنا في تحديد معنى التعلم وما يمكن أن يترتب على تحديده من آثار.‏

وقبل الخوض في استعراض تلك الآراء هناك في الواقع ثلاثة مفاهيم عامة(‏)‏ كان لها أثر كبير في التدريس وفي الخطط المدرسية والمناهج وهي:‏

التعلم كعملية "‏تذكر"‏.‏

التعلم كعملية "‏تدريب العقل"‏.‏

التعلم كعملية "‏تعديل في السلوك"‏

والمفهوم الأخير هو الذي يمثل حجر الزاوية في أغلب الاتجاهات الحديثة.‏ ونحن ننظر إلى التعلم على أساس أنه عملية تتضمن كل أنواع الخبرات للحصول على نتائج تعليمية مرغوب فيها.‏ وأن التعلم يحدث عندما يتعرض التلميذ لخبرة كاملة فيها العمل والنشاط –المعرفة-‏ الغرض.‏

فالتعلم بهذا المعنى يغير من شخصية الفرد بحيث لا يمكن أن يقال عنه أنه تعلم ما لم تتغير نظرته إلى الأشياء ويتعدل سلوكه ويصبح أكثر قدرة على معالجة البيئة والحياة فيها.‏

وفي حدود هذا المعنى تلتقي أغلب تعاريف التعلم فيعرفه جيتس Gates (‏)‏ مثلاً بأنه:‏ "‏تغير في السلوك له صفة الاستمرار وصفة بذل الجهود المتكررة حتى يصل الفرد إلى استجابة ترضي دوافعه وتحقق غاياته"‏.‏

ويعرفه ميرسل Mursell (‏)‏ بأنه –أي التعلم-‏ يتضمن تحسناً مستمراً في الأداء.‏ وأن طبيعة هذا التحسن يمكن ملاحظتها نتيجة التغيرات التي تحدث أثناء التعلم.‏ فأوجه النشاط التي يبذلها الفرد يكون المقصود فيها عادة في أول التعلم اكتشاف الموقف أكثر منها محاولة التمكن منه.‏

ولذلك فهي تتضمن غالباً الكثير من الاستجابات غير المميزة والخاطئة.‏ وباستمرار التدريب وبذل المجهود تقل الأخطاء ويميل الموقف إلى التمييز والوضوح ويصبح الفرد أكثر قدرة على التحكم فيه وعلى إدراك العلاقات التي يتضمنها.‏

وهذان التعريفان (‏جيتس وميرسل)‏ يختلفان عن تعريف جيلفورد Guilford (‏)‏ الذي يعرف التعلم بأنه:‏ "‏أي تغير في السلوك يحدث نتيجة استثارة"‏ وهو تعريف شامل لا يعطي حدوداً لعملية التعلم.‏ فتطبيق الاستشارة قد تمتد من متغيرات فيزيقية بسيطة تستدعي نوعاً من الاستجابات لا يمكن أن نقول عنها أنها متعلقة بمواقف أخرى غاية في التعقيد"‏.‏

الخلاصة:‏

ولعل من هذه التعريفات السابقة (‏جيتس وميرسل وجيلفورد)‏ ما يوضح حقيقة التعلم من حيث إنه:‏

تغير في سلوك الفرد أو (‏الكائن الحي)‏ ويمكن أن نقيسه نتيجة التحسن في أدائه.‏

وهو تغير يختلف في طبيعته عن الاستجابات التي تحدث نتيجة عوامل ترجع إلى التكوين العضوي للكائن الحي بل يحدث نتيجة تعرض الفرد أو (‏الكائن الحي)‏ لمواقف في البيئة الخارجية أو ظروف تثير فيه الرغبة للسيطرة عليها والتمكن منها.‏ ولا يتحقق هذا إلا نتيجة مروره بعدد من الخبرات يمارس أثناءها أنواعاً من النشاط ويصل في النهاية إلى التحكم في الموقف المعنى أو الوصول إلى حل بالنسبة له.‏

قيمة التعلم:‏

إن التعلم ليست في المعلومات نفسها وإنما في استجابة نفس الطالب لها وتأثره بها والتعليم عندما يفشل في توجيه حياة المتعلمين فذلك لأن أنظمته وأساليبه تقوم على المغالاة في قيمة المعرفة إغفال أهمية الوجدان والميول في حياة الإنسان.‏ جعلنا ننظر إلى غاية التعليم أنه كسب العلم ولم يرق فهمنا للعلم فهما صحيحاً أو لم نفرق بين العلم الحقيقي الحي الذي يتصل بتجارب المتعلم وأغراضه الحيوية –وبذا يصبح قوة فعالة في حياته-‏ أو بين المعلومات أو الأفكار الخالدة*INTER IDEAS كما سماها الفيلسوف الإنجليزي هوايتهد(‏)‏ تشبيهاً لها بمحتويات البركان الخامدة لأنها مجردة من القوة الدافعة،‏ فهي إذا دخلت العقل تبقى فيه منعزلة عن تيار تجارب المرء ووجدانه إلى أن تطلب في امتحان أو في مناسبة أخرى فتخرج من العقل كما دخلته ولم تؤثر أو تتأثر.‏ وفي هذا يقول الدكتور طه حسين(‏)‏

"إن التعلم ليس ترفاً، وإنما هو حاجة من حاجات الحياة وضرورة من ضرورتها".

"إنما التعليم كله على اختلاف أنواعه وفروعه ضرورة من ضرورات الحياة في أي أمة متحضرة".(‏)‏

‏3-‏ تاريخ التعليم:‏

إن دراسة تاريخ التعليم في البحث ليست مقصورة على سرد وصفي للتاريخ فقط ولكن أخذت دراسة الماضي لفهم الحاضر ولكي تحقق دراسة التاريخ هذا الهدف استلزم اتباع المنهج العلمي في استخلاص مفاهيم وحقائق،‏ وهذا ما تم اتباعه في هذه الدراسة،‏ وهذا المنهج يتضمن "‏اعتبار التعليم ظاهرة اجتماعية تنشأ من عوامل موضوعية موجودة في المجتمع فنمط التعليم السائد في المجتمع في وقت معين لا يرجع إلى جهد فردي أو إلى عوامل ذاتية بل إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة"‏.‏(‏)‏

أيد د.‏طه حسين هذا بقوله(‏)‏:‏

"إن العلم لا وطن له ولكنه إذا استقر في وطن من الأوطان تأثر بإقليميته وبيئته ليستطيع أن يتصل بنفوس ساكنيه".

والمنهج العلمي هو الذي يكشف لنا عن هذه الظروف ويربط بينها وبين التطور التعليمي.‏

أو أن أوضح أن تلك الدراسة لا تطلب وصفاً أو ذكراً لأنواع التعليم بالتفصيل بقدر ما تتطلب تحليل العوامل التي أدت إلى ظهورها أو اختفاءها أو تطورها.‏

‏4-‏ نظام التعليم:‏

نشأت نظم التعليم نشأة طبيعية وتطورت مع تطور المجتمع الإنساني في عصور الحياة المختلفة وتنوعت وتوسعت بتنوع المعارف الأساسية واتساعها.‏ فلقد قام التعليم في مبدأ الأمر لتعليم القراءة والكتابة وبعض أمور المعرفة،‏ ثم استمر الرد في النمو التعليمي تحت تأثير تزايد الثقافة الإنسانية وتعقدها وازدادت حاجته للبحث عن أفضل النظم التي تتبع في التعليم سواء فيما يتعلق بسنوات الدراسة أو بمراحلها أو.‏.‏ الخ،‏ ولقد تأثرت تلك النظم بالعديد من العوامل التي ترتبط بظروف الحياة المتطورة في كل مجتمع.‏

ومن أهم هذه العوامل التي أثرت وما زالت تؤثر في النظم التعليمية هي:‏

الظروف الاقتصادية.‏

الثقافة السائدة.‏

الظروف الجغرافية.‏

نظم الحكم.‏

ومن هنا تعتبر النظم التعليمية نظماً قومية.‏

"فكل نظام تعليمي تمتد جذوة من ثقافة البلد وحضارتها- هو نتاج عوامل كثيرة اقتصادية وتاريخية وسياسية واجتماعية والحقيقة أن التعليم كأي مظهر من مظاهر الحياة في المجتمع ما هو إلا انعكاس لظروف هذا المجتمع والقوى التي تتحكم فيه(‏)‏.‏

‏1-‏‏2 خطط الدراسة للتعليم ما قبل الجامعي:‏

‏1-‏‏2-‏‏1 المواد الدراسية لمدارس الثانوي العام:‏

يشترط للقبول بكلية التخطيط الإقليمي والعمراني من الطلبة الحاصلين على الثانوية العامة نظام حديث اختيار مجموعة المواد المؤهلة الإجبارية للكلية(‏)‏،‏ (‏)‏ وهي:‏

اختيار المواد المؤهلة الإجبارية الآتية:‏

الكيمياء (‏من مواد الصف الثاني)‏ + الفيزياء ورياضيات (‏‏2)‏ (‏من مواد الصف الثالث)‏

اختيار مادة رابعة من المواد الآتية:‏

الرياضيات(‏‏1)‏ أو الأحياء أو الجيولوجيا والعلوم البيئية (‏من مواد الصف الثالث)‏.‏

اختيار مادة أخرى (‏خامسة)‏ من المادتين الآتيتين:‏

الجغرافيا – علم النفس والاجتماع (‏من مواد الصف الثاني)‏.‏

‏1-‏‏2-‏‏2 المواد الدراسية للثانوي الفني:‏

تقبل الكلية طلبة الدبلومات الفنية حملة دبلوم المعاهد الفنية الصناعية التابعة لوزارة التعليم العالي وكذلك خريجو المدارس الفنية الصناعية نظام الخمس سنوات بعد الإعدادية التابعة لوزارة التربية والتعليم.‏

وبحصر عدد التخصصات لحملة دبلوم المعاهد الفنية الصناعية التابعة لوزارة التعليم العالي للطلبة المقيدين لنا بالكلية نجد أنهم انحصروا في خمس تخصصات تقريباً وهي كالتالي:‏

‏1-‏ فني موقع.‏ ‏2-‏ فني مكتب.‏

‏3-‏ مواد بناء ‏4-‏ هندسة صحية.‏ ‏5-‏ ديكور.‏

وبحصر عدد المدارس الفنية الصناعية نظام الخمس سنوات بعد الإعدادية التابعة لوزارة التربية والتعليم للطلبة المقيدين لنا بالكلية نجد أنهم انحصروا في ثلاث مدارس وهي كالتالي:‏

المدرسة المعمارية الفنية بدار السلام.‏

المدارس الفنية المعمارية.‏

مدرسة جلال فهمي الفنية الصناعية.‏

ويتضح مما سبق تعدد المصادر للطلبة الفنيين المعتمدين بالكلية وهذا يستتبع كثرة الخطط الدراسية لهم مع الاختلاف في عدد سنوات الدراسة ولكن بالمقارنة بين تلك الخطط نجد أن الاختلافات بسيطة في المقررات ولكن الخطوط الرئيسية للمقررات الدراسية لجميع المصادر السابقة واحدة تقريباً وهي موضحة بالتفصيل في الملاحق.‏

‏1-‏‏3 خطة الدراسة بكلية التخطيط الإقليمي والعمراني:‏

قبل عرض خطة الدراسة بالكلية تفصيلياً يجب إلقاء الضوء على فلسفة التعليم التي تنتهجها كلية التخطيط الإقليمي والعمراني حيث تتمثل في منظور أشمل من مجال الهندسة فقط بل تتعدى هذا إلى الخوض في مواد تتعلق بشكل واضح للعلوم الإنسانية.‏ كما تعتمد على مواد قوامها ثورة المعلومات التكنولوجية والتدفق المعرفي.‏

وهذه الفلسفة لا يحققها أسلوب ومناهج التعليم ما قبل الجامعي الذي يقتصر على تخصص لا يواكب العصر في مجال التكنولوجيا – والعلوم الإنسانية.‏

‏2-‏‏3 نتائج الدراسة التحليلية:‏

ونستخلص من التحليل الهيكلي المقارن لخطة الدراسة بالكلية وخطة الدراسة للتعليم ما قبل الجامعي ما يلي:‏

بدراسة الساعات للمواد الدراسية الأساسية بكلية التخطيط يتضح الآتي:‏


نسبة عدد الساعات للمواد الدراسية المؤهلة للتخصص لإجمالي عدد الساعات لجميع المواد ‏152 ÷ ‏327 = ‏46%.‏

نسبة عدد الساعات للمواد التأسيسية "‏هندسية"‏ لإجمالي عدد الساعات لجميع المواد ‏58 ÷ ‏327 = ‏17%.‏

بمقارنة النسبتين السابقتين يتضح لنا:‏

ثقل وزن المواد الأساسية المؤهلة للتخصص وأهميتها وقوتها المباشرة للتخصص الخاص بكلية التخطيط الإقليمي والعمراني.‏

بمقارنة المقررات الدراسية للثانوي العام بالمقررات الدراسية بالكلية وخاصة [‏العلوم الأساسية والإنسانية]‏ نجد أنها علاقة قوية وعلى سبيل المثال وليس الحصر مادة الجغرافيا وعلاقتها القوية بمادة (‏جغرافيا عمران)‏ و(‏جغرافية سكان)‏ وكذلك مادة اقتصاد بمادة (‏اقتصاد عمران)‏ و(‏اقتصاد عام)‏ وجيولوجيا وعلوم بيئية بمادة (‏الإنسان والبيئة)‏.‏ والتاريخ بمادة (‏تاريخ نظريات عمران)‏ وهكذا وتلك المواد تدرس في سنوات التخصص بالكلية [‏ثالثة – رابعة – خامسة]‏.‏

بمقارنة المقررات الدراسية للثانوي الفني والمعاهد الفنية بالمقررات الدراسية بالكلية لا نجد علاقة بين المقررات إلا في المواد التأسيسية "‏الهندسية"‏ وعلى سبيل المثال –مادة-‏ رسم معماري وعلاقتها بمادة (‏تعبير وإظهار)‏ ومادة مواد بناء بمادة (‏مواد ونظم إنشاء)‏ ومادة المساحة (‏بالمساحة)‏.‏

وهذه المواد تمثل وزن نسبي بسيط في المقررات الدراسية بالكلية كما يتضح في بند (‏‏1-‏‏2)‏ كما أن هذه المواد تدرس فقط في الفرقة الأولى كخلفية علمية عامة هندسية.‏

بمقارنة اللغات في التعليم الثانوي العام مع التعليم الثانوي الفني نجد أن التعليم الثانوي العام يدرس ثلاث لغات عربي ولغة أجنبية أولى وثانية وهذا يتوافق مع الدراسة بالكلية أما التعليم الثانوي الفني والمعاهد الفنية وتقتصر اللغة على اللغة الإنجليزية فقط والتي لا تتوفر في جميع المعاهد الفنية وهذا لا يتفق مع المقررات الدراسية بالكلية.‏

بدراسة الخطة والمقررات الدراسية للثانوي الفني التابع لوزارة التربية والتعليم بميزان المواد العملية [‏أشغال – الورش]‏ والتي تمثل تقريباً ‏50% من عدد ساعات الدراسة كما تمثل نسبة كبيرة من الدرجات بالنسبة للمجموع الكلي.‏

وهذا ما يستدعي التوصية بالتوجه للمجال المهاري اليدوي وليس للمجال الفكري.‏

‏3-‏ دراسة تفصيلية للطلبة المقيدين بالكلية :‏

تواجه كلية التخطيط الإقليمي والعمراني تضاعف في أعداد المرشحين من مكتب التنسيق خلال الأعوام السابقة بدأ من دفعة الثانوية العامة المزدوجة من عام ‏95/‏1996 وحتى الآن.‏ ولا تقتصر الزيادة في أعداد طلاب الثانوية العامة بل ويشمل ذلك أيضاً الدبلومات الفنية.‏

حيث نجد خلال الأعوام الماضية أي ما قبل ‏95/‏1996 كانت أعداد طلبة الدبلومات الفنية لا تتعدى ثلاث أو أربع طلاب في العام الدراسي الواحد ولكن زادت هذه الأعداد إلى أن وصلت في عام ‏97/‏1998 إلى ثمانية عشر طالب.‏ وكان من الضروري يثار موضوع هذه الزيادة للطلاب الفنيين للوقوف على مستواهم العلمي في الكلية ومدى أدائهم في المواد الدراسية المختلفة التي تدرس في الكلية وتم استطلاع واستبيان آراء أعضاء هيئة التدريس للوقوف على مدى كفاءتهم واستيعابهم للمواد فكان دائماً الجواب يشير إلى تعثرهم في الدراسة وهذا على مستوى جميع المواد تقريباً.‏

وللتأكد من صحة هذا الاستبيان قمنا بعمل دراسة لتتبع هؤلاء الطلبة "‏الدبلومات الفنية"‏ منذ دخولهم الكلية وحتى الآن.‏

ولم تقتصر الدراسة على طلبة "‏الدبلومات الفنية المقيدين بالكلية"‏ ولكن تمت الدراسة على جميع الطلاب وجميع الفرق لعام دراسي ‏97/‏1998 عدا الفرقة الخامسة.‏

اقتصرت الدراسة على طلبة كلية التخطيط موضوع الدراسة حيث تم حصرهم من شئون الطلاب واستخراج نتائجهم في السنوات السابقة.‏ وقد تم رصد تلك النتائج بالجداول (‏‏1)‏،‏ (‏‏2)‏،‏ (‏‏3)‏،‏ (‏‏4)‏ كما هي موضحة كالتالي:‏

وباستعراض جميع الجداول والمنحنيات السابقة نستخلص النتائج التالية:‏

على مستوى الفرقة الواحدة أو مقارنةً بجميع الفرق يوجد شبه تطابق لنتائج الطلبة ذوي شهادات الثانوية العامة الحديثة (‏شاملة أو رياضة)‏ والقديمة حيث تتميز بالتقديرات العالية (‏جيداً جداً – جيد)‏ وفي المقابل نجد التباين الواضح للطلبة ذوي شهادات الدبلومات الفنية مقارنة بشهادة الثانوية العامة حيث تدني التقديرات بصورة واضحة.‏

بمقارنة أعداد طلبة الدبلومات الفنية المقيدين بالكلية نجد أن أعداد المقيدين في تزايد مستمر فمنذ عام ‏94/‏1995 تم قبول أعداد تصل إلى ‏5% بالنسبة للدفعة وفي عام ‏97/‏1998 تم قبول أعداد تصل إلى ‏13% بالنسبة للدفعة حيث يمثل هذا نسبة تصل لأكثر من الضعف.‏

يتضح تعثر طلبة الدبلومات الفنية في الأداء الدراسي خاصة سنوات التخصص أي بدأً من الفرقة الثالثة إلى الخامسة.‏

وبعد أن أوضحت الدراسة وضع الأداء العلمي للطلبة المقيدين بالكلية عامة ما يحتم إلقاء الضوء بصورة تفصيلية لطلبة الدبلومات الفنية المقيدين بالكلية بهدف توضيح مستوى الأداء العلمي لهم والذي يتصف بالضعف وقد تم رصد تلك النتائج بالجداول رقم (‏‏5)‏،‏ (‏‏6)‏،‏ (‏‏7)‏،‏ (‏‏8)‏،‏ (‏‏9)‏،‏ (‏‏10)‏ كما هي موضحة كالتالي:‏

بيان بأسماء جميع الطلاب الحاصلين على دبلوم المعاهد الفنية

والمقيدين بالكلية للعام الدراسي ‏97/‏1998

الطلاب المقيدون بالفرقة الخامسة وتقديراتهم للسنوات السابقة:‏



الفرقة الأولى ‏93/‏94
الفرقة الثانية ‏94/‏95
الفرقة الثالثة ‏95/‏96
الفرقة الرابعة ‏96/‏97
رمز الطالب

منقول بمادة (‏إحصاء)‏
منقول بمادة (‏إحصاء)‏
منقول بمادة (‏إحصاء)‏
ل
‏5/‏1

منقول بمادة (‏إحصاء)‏
منقول بمادة (‏إحصاء)‏
منقول بمادة (‏إحصاء)‏
جـ ‏69%
‏5/‏2

منقول بمادة (‏إحصاء)‏
منقول بمادة (‏إحصاء)‏
ل
ل
‏5/‏3

جـ جـ
جـ ‏68.‏‏2%
جـ ‏69.‏‏1%
جـ ‏69.‏‏3%
‏5/‏4

‏91/‏92 منقول بمادة إحصاء+مساحة
‏92/‏93 راسب

‏93/‏94 بمادة
‏94/‏95 راسب

‏95/‏96 منقول بمادتين تخطيط عمران حضر + (‏إحصاء)‏
منقول بمادة (‏إحصاء)‏
‏5/‏5

جـ
منقول بمادتين عمران معمار + (‏إحصاء)‏
ل
جـ ‏66.‏‏6%
‏5/‏6




جدول رقم (‏‏5)‏

الطلاب المقيدون بالفرقة الرابعة وتقديرات للسنوات السابقة:‏

ملاحظات
الفرقة الرابعة ‏96/‏97
الفرقة الثالثة ‏95/‏96
الفرقة الثانية ‏94/‏95
اسم الطالب

‏95/‏96 راسب

منقول بمادة
‏93/‏94 راسب

‏94/‏95 بمادتين

نماذج + (‏إحصاء)‏
‏92/‏93 منقول بمادتين
‏4/‏1

الفرقة الرابعة

باق للإعادة
‏95/‏96 بمادتين حساب تحاليل + (‏إحصاء)‏
‏94/‏95

بمادة (‏إحصاء)‏
‏91/‏92 راسب

‏92/‏93 بمادة (‏إحصاء)‏
‏4/‏2


جدول رقم (‏‏6)‏

الطلاب المقيدون بالفرقة الثالثة وتقديرات للسنوات السابقة:‏

الفرقة الرابعة ‏96/‏97
الفرقة الثالثة ‏95/‏96
اسم الطالب

منقول بمادتين

(‏إحصاء)‏ + اقتصاد
‏94/‏95 راسب منقول بمادتين

حاسب آلي + إحصاء
‏3/‏1

منقول بمادتين

عمران معمار + حاسب آلي
منقول بمادتين

حاسب آلي + إحصاء
‏3/‏2

ل ‏59.‏‏4
منقول بمادة إحصاء
‏3/‏3

بمادتين
بمادة إحصاء
‏3/‏4

بمادتين

تاريخ نظريات + جغرافيا سكان
منقول بمادتين

إحصاء + مساحة
‏3/‏5


جدول رقم (‏‏7)‏

الطلاب المقيدون بالفرقة الثانية وتقديراتهم للسنوات السابقة:‏



ملاحظات
الفرقة الأولى ‏96/‏97
اسم الطالب

‏95/‏96 راسب ‏5 مواد

‏96/‏97 بمادتين إحصاء+مساحة
‏2/‏1

الفرقة الثانية باق للإعادة
‏95/‏96 منقول بمادتين

إحصاء+مساحة
‏2/‏2

الفرقة الثانية باق للإعادة
‏95/‏96

إحصاء+مساحة
‏2/‏3

جـ ‏69.‏‏9 %
‏2/‏4

جـ جـ ‏76%
‏2/‏5

جـ جـ ‏74.‏‏9%
‏2/‏6




جدول رقم (‏‏8)‏

وبعد استعراض الجداول السابقة تم تفريغ تحليل تلك الجداول في جدول مجمع رقم (‏‏9)‏،‏(‏‏10)‏ لاستخلاص نتائج الدراسة.‏

جدول تحليلي مجمع لتقديرات الطلاب بجميع الفرق

رمز الطالب
الفرقة الأولى
الفرقة الثانية
الفرقة الثالث
الفرقة الرابعة

‏5/‏1
?
?
?
?

‏5/‏2
?
?
?
?

‏5/‏3
?
?
?
?

*
‏5/‏4
?
?
?
?

‏5/‏5
?
?
?
?

‏5/‏6
?
?
?
?

*
‏4/‏1
?
¦
?

‏4/‏2
?
?
?
¦

‏3/‏1
¦
?

‏3/‏2
?
?
?
جيد جداً

‏3/‏3
?
?
?
جيد

‏3/‏4
?
?
?
مقبول

‏3/‏5
?
?
?
منقول بمادة

‏2/‏1
¦
?
منقول بمادتين

‏2/‏2
?
¦
?
راسب للمرة الأولى ثم بمادة

‏2/‏3
?
¦
¦
راسب للمرة الأولى ثم بمادتين

‏2/‏4
?
¦
باق للإعادة

‏2/‏5
?
الفرقة
‏2/‏3
مسلسل الطالب

‏2/‏6
?
جدول (‏‏9)‏




النسبة المئوية لإجمالي التقديرات المختلة لجميع المراحل



الرمز
التقدير
النسبة
النسبة بحذف *

?
جيد جداً
6%
4%

?
جيد
14%
30%
9%
25%

?
مقبول
10%
11%

?
منقول بمادة
23%
26%

?
منقول بمادتين
27%
29%

?
راسب للمرة الأولى ثم بمادة
6%
70%
4%
75%

¦
راسب للمرة الأولى ثم بمادتين
6%
4%

¦
باق للإعادة
6%
7%


النسبة المئوية بعد حذف أعلى وأدنى عينات الدراسة

جدول (‏‏10)‏

النتائج والتوصيات

نتائج الدراسة:‏

باستعراض جميع نقاط الدراسة السابقة نستخلص النتائج التالية:‏

انخفاض الحد الأدنى للمجموع الكلي لطالب الثانوي الفني مقارنة بالحد الأدنى لطالب الثانوي العام بنسبة ‏25% مما يؤدي لعدم تقارب المستوى العلمي للطلاب.‏

الاختلاف الكبير بين نوعية المواد الدراسية التي يدرسها طالب الدبلومات الفني وطالب الثانوي العام وارتباطها بالمواد التي تدرس بالكلية.‏ ما يتضح اختلاف المواد الدراسية للثانوية الفني عن نوعية المواد التي تدرس بالكلية.‏

بدراسة الخطة والمقررات الدراسية للثانوي الفني التابع لوزارة التربية والتعليم بميزان المواد العملية [‏أشغال الورش]‏ والتي تمثل تقريباً ‏50% من عدد ساعات الدراسة كما تمثل نسبة كبيرة من الدرجات بالنسبة للمجموع الكلي.‏ وهذا ما يستدعي التوصية بالتوجه للمجال المهاري اليدوي وليس للمجال الفكري.‏

يتضح من الجداول المرفقة تعثر طلاب الثانوي الفني في جميع المراحل الدراسية بالكلية بنسبة تصل إلى ‏100% في الفرقة الثالثة والرابعة وهي فرق التخصص الدقيق بالكلية وانحصار مواد التخلف لطلبة الثانوي الفني في المواد التخصصية بالكلية.‏

تعثر طلاب الثانوي الفني في جميع المراحل الدراسية بنسبة ‏75%.‏

نسبة الرسوب في جميع المراحل الدراسية تصل إلى ‏22%.‏

النتائج السابقة تم استبيانها من خلال إحصائيات ومقارنة مواد دراسية بعضها ببعض.‏ ولم نتطرق لجزئية هامة لا تعتمد على الأرقام فقط وهي جزئية.‏ التعامل والاحتكاك المباشر بالطلبة والتي أكدها جميع هيئة التدريس بمعظم المواد بأن هناك فجوة واضحة في استيعاب وتجاوب طلبة الثانوية الفنية أثناء الدراسة واختلاف درجة التحصيل عن أقرانهم طلبة الثانوي العام.‏



التوصيات:‏

الحد من قبول طلبة الدبلومات الفنية بالكلية وتوجيههم لكليات تناسب المواد والمهارات المهنية التي اكتسبوها من خلال دراستهم السابقة.‏ وفي حالة الضرورة لقبولهم نتيجة توصيات لسياسة التعليم يشترط أن لا يقل الحد الأدنى للمجموع الكلي للقبول عن الحد الأدنى لقبول طالب الثانوي العام إن لم يكن يفوقه.‏

يشترط حصول طالب الثانوي الفني على ‏70% على الأقل في اللغة الأجنبية الأولى.‏



المراجع والمصادر

‏1-‏ إبراهيم وجيه محمود التعلم – أسسه ونظرياته وتطبيقاته – القاهرة – الأنجلو ‏1970.‏

‏2-‏ أحمد فتحي سرور التعليم في مصر – روز آليوسف – ‏1970.‏

‏3-‏ إسماعيل محمود القباني سياسة التعليم في مصر – القاهرة – ‏1994.‏

‏4-‏ أمين سامي التعليم في مصر – القاهرة – ‏1917.‏

‏5-‏ رشدي لبيب وآخرون تاريخ ونظام التعليم في الجمهورية العربية المتحدة – مكتبة الأنجلو – طبعة ثانية ‏1969.‏

‏6-‏ زاهر أحمد تكنولوجيا التعليم – الأكاديمية – ‏1997.‏

‏7-‏ طه حسين مستقبل الثقافة في مصر – الجزء الأول – دار المعارف – ‏1944.‏

‏8-‏ وزارة التربية والتعليم مكتب التنسيق والقبول بالجامعات والمعاهد – دليل الطالب للقبول بالجامعات والمعاهد للطلاب الحاصلين على الثانوية عام ‏1997.‏

‏9-‏ وزارة التربية والتعليم قطاع الكتاب – دليل الطالب في خطة الدراسة ونظام الامتحان .‏

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-04-2005, 09:23 PM
الخليجي الخليجي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 1,246
معدل تقييم المستوى: 21
الخليجي is on a distinguished road

ماقصرت , جزاك الله خير

تحياتي

 

التوقيع

 

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفد ما عنده قال ( ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر )
رواه مسلم

 
 
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17-05-2005, 01:43 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

لا هنت يا السنافي على الحضور

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 09:57 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع