المحسن المجهول
من أصل المساعدات الماليه التي تبرع بها أهل النخوه لمعالجة طفلٍ كسيح ، مبلغ من المال قدمه محسنٌ ، حرص على ان يبقى اسمه طير الكتمان .
المحسن المجهول اعظم فضلاً_ في نظري_ من الجندي المجهول ، لانه كتم اسمه قصداً فكانت مكرمته اثنتين ، الاولى تنازله عن ماله ، الثانيه تنازله عن ذاته .
واذا كان التنازل عن المال كرماً ، فالتنازل عن الذات بطولةً بكل ما في الكلمه من نبلٍ . فمن المحسنين ان يحسنون ليقال انهم احسنوا هؤلاء هم الكثرة الساحقه . انهم يعطون جميعاً بيمين ، ويأخذون بالشمال . وربما اخذوا من الصيت والجاه أضعاف ما اعطوا من مال الدنيا ومتاعها . بشرٌ هم ، لا يلامون . أما تلك الأيدي التي تنتهزوا غفلة المريض ، لتضع أمامه الدواء الذي عجز عن دفع ثمنه ، وتنتظر غياب الفقير عن بيته ، لتدس له الرغيف من النافذه
وترتدي الليل قفازاً لتلقى على بابك باقةً من الأزهار . . . تلك الأيدي الناعمة ، الحية ، موصولةً - لاشك - بيد الله . . .
أيها المحسن المجهول ، زاهدٌ انت في الشكر ، لذالك لا أقول لك شكراً ولكني أدل عليك واهتف : شكراً لله . .