مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 30-07-2011, 07:58 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
التكلّف في العلاقات الاجتماعية

التكلّف في العلاقات الاجتماعية

يسلط القرآن الكريم الأضواء على جانب من مناطق الضعف وموارد الخلل في شخصية الإنسان وسلوكه، وذلك حتى يتلافاها ويتجاوزها، مستهدفا ترشيد سلوك هذا الإنسان وصناعة شخصيته السوية المستقيمة.

ومن نقاط الضعف التي تطرأ على سلوك الإنسان ما أشارت إليه الآية الكريمة بمصطلح "التكلف"، في قوله تعالى: ﴿قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين﴾ وذلك بأن يكون الإنسان متكلفا في سلوكه.

يقول الله تعالى على لسان نبيه : ﴿قل ما أسألكم عليه من أجر﴾ أي على تبليغ الرسالة، ثم ينفي عن نفسه صفة "التكلف" لغرض لفت النظر إلى سلبية هذه الصفة فيقول ﴿وما أنا من المتكلفين﴾.

فالتكلف صفة مذمومة في شخصية الإنسان وقد وردت نصوص كثيرة تحذر الإنسان من هذه الصفة، منها ما ورد عن النبي : (أنا وأتقياء أمتي براء من التكلف).

والتكلف في معناه هو التصنع والتظاهر بشخصية على غير الحقيقة، كأن يدعي الإنسان مكانة ليست له، أو يتبوأ مقاما في غير محله. ومن معاني التكلف أن يتحمل الإنسان مشقة في تعامله مع الآخرين دونما داع ومبرر، وهذا محل حديثنا. إذ ينبغي أن يتسم تعامل الإنسان مع الآخرين من حيث الأصل بالبساطة والبعد عن التكلف وتكبد المشقة.

هنا لابد من التوضيح بأن هذا لا يعني بأي حال عدم إيثار الآخرين على النفس والمبادرة في قضاء حوائجهم، فهذا التصرف لا يطلق عليه تكلفا بل يسمى إيثارا ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾، وهذا في الشريعة أمر ممدوح. بل المقصود من التكلف هنا، هو التكلف في التعامل مع الآخرين عبر تحميل الذات مشاق من دون داع سوى الرياء وطلب السمعة، فهذا منهي عنه شرعًا.

ذلك على غرار المريض الذي يوصيه الأطباء بالتزام الفراش وطلب الراحة التامة لكنه مع ذلك يخالف رأي الأطباء، فيلتزم باستقبال ضيوفه لا لشيء إلا ليجامل أصدقاءه على حساب صحته، هذا من التكلف المذموم في بعض صوره.

وكذلك ما يرتبط بأمور الضيافة مثلًا، فالضيافة شيء محبوب ومندوب ولكن التكلف فيها مذموم، وعندنا نصوص كثيرة تعالج هذا الأمر، فقد روي عن أمير المؤمنين : (شر الأخوان من تكلف له)،

هكذا ينبغي أن يكون الإنسان عفويا ومنبسطا في تعامله مع الآخرين، فقد ورد عن النبي أنه قال: (من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته ويتحفه بما عنده ولا يتكلف له شيئًا).

وعن الحارث الأعور قال أتاني أمير المؤمنين فقلت له يا أمير المؤمنين: ادخل منزلي، فقال : أدخل شرط ألا تذخر عني شيئا مما في بيتك، ولا تتكلف شيئا مما وراء بابك). وفي رواية (ولا تجف بالعيال) أي لا يكون إكرام الضيف على حساب أهل الدار.

وهناك في السياق ذاته رواية لافتة عن أبي وائل قال دخلت أنا وصاحب لي على سلمان الفارسي، فقال لولا أن رسول الله نهى عن التكلف لتكلفت لكم، ثم جاء بخبز وملح ساذج لا إدام عليه، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا هذا سعتر، فبعث سلمان بمطهرته ليرهنها عند البقال ليشتري سعترًا، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا، فقال سلمان: لو قنعت بما رزقك الله لم تكن مطهرتي مرهونة عند البقال.

إن علينا أن ننشر ثقافة عدم التكلف في مجتمعنا، خصوصا في مجال العادات الاجتماعية ومنها ما يرتبط بالعادات المتعلقة بحفلات الزواج كما سبق لنا الحديث.

فجميعنا يدرك حجم الكلفة القائمة في حفلات الزفاف النسائية تحديدا، وهي كلفة مرهقة لأصحاب المناسبة والضيوف المشاركين فيها على حد سواء، لكننا جميعا متواطئون على هذا النهج مع شديد الأسف.

فعادة ما ينتهي حفل استقبال المهنئين ويبدأ زفاف العريس في وقت مبكر نسبيا قد لا يتعدى الساعة العاشرة والنصف مثلًا.

وقد درجت مجتمعاتنا في السابق على زفاف العريس إلى بيت الزوجية وقد سبقته عروسه فيدخل بيته وهي بانتظاره، لكن الأمر الآن انقلب، فحفلات الزفاف لدى النساء باتت تستمر حتى ساعات قريبة من الفجر مع الأسف، بل إن وجبة العشاء لا تقدم للضيوف إلا بعد منتصف الليل!، وهذا برنامج مكلف ومزعج لجميع الأطراف، خصوصا في ظل تزايد حفلات الزواج في العطل الصيفية، فكثير من المدعوات مضطرات تحت وقع الالتزام الاجتماعي لتلبية الدعوة لحضور أكثر من حفلة زواج في أوقات متقاربة، ما يعني ذلك تأخر الكثير من النساء عن العودة لبيوتهن وأزوجهن وعيالهن، الأمر الذي ولد مشاكل كثيرة بين العوائل وقد بلغنا الكثير منها، لا لشيء سوى نتيجة هذا التكلف المبالغ فيه.

إننا مدعون لإعادة النظر في هذه السلوكيات حتى تكون بعيدة عن التكلف دون أن نحرم أنفسنا فرصة مشاركة بعضنا أفراح بعض. نسأل الله تعالى أن يوفقنا للالتزام بتعاليم الدين.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-07-2011, 11:09 AM
عبيد العرجاني عبيد العرجاني غير متصل
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: منطقة مبارك الكبير
المشاركات: 4,456
معدل تقييم المستوى: 18
عبيد العرجاني is on a distinguished road
رد: التكلّف في العلاقات الاجتماعية

حسين علي أحمد ال جمعه

موضوع مميز ورائع لاهنت

تحياتي

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-07-2011, 11:53 AM
مقبل العرجاني مقبل العرجاني غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 647
معدل تقييم المستوى: 13
مقبل العرجاني is on a distinguished road
رد: التكلّف في العلاقات الاجتماعية

لاهنت وجزاك الله خير

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمريكا تتجسس على الشبكات الاجتماعية salem almarri مجلس الكومبيوتر 5 04-05-2011 05:24 AM
محمد العجمي منسق للقائمة الاجتماعية بالتزكيه ابونايف الوعيلي المجلس الانتخابي والسياسة المحلية 5 10-11-2007 01:48 PM
الاتجاهات النفسية الاجتماعية العظــ سالم ــيمان مجلس الدراسات والبحوث العلمية 18 21-08-2007 06:07 PM
الاسرة والتنشئة الاجتماعية د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 9 08-05-2007 09:06 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 09:48 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع