مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 16-05-2012, 08:21 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
شاخصة الأبصار لذوي الاختيار

شاخصة الأبصار لذوي الاختيار :

يجد الإنسان نفسه عند اتخاذ قرار أنه في حالة حيرة وتردد، وأنه أمام أكثر من خيار، فهل يقدم على الأمر أو يحجم عنه؟ وهل ينجزه بهذه الطريقة أو بطريقة أخرى.

ورغم أنه لا يكاد يسلم إنسان من الوقوع في حالة الحيرة والتردد عند اتخاذ بعض القرارات، إلا أن مستوى هذه الحالة تختلف من شخص لآخر، من حيث ندرة أو تكرار حصولها، ومن حيث أسلوب التعامل معها.

فأكثر الناس تعتريهم حالة التردد حينما يجدون أنفسهم أمام حدث مفاجئ، أو قضية خطيرة ذات أثر بالغ على حياتهم ومصالحهم، وهذا أمر طبيعي.

لكن هناك من تلازمه حالة التردد في مختلف الأمور والمواقف، وهذا حال غير طبيعي.

إن للحيرة والتردد في اتخاذ القرار أسباباً من أهمها ما يلي:

أولاً: قصور إحاطة الإنسان بجوانب موضوع القرار، مما يجعله غير واثق من القدرة على انجازه، أو غير مطمئن لسلامة نتائجه، أو لعدم اتضاح أفضل سبل وأساليب تحقيقه.

ثانياً: تزاحم الرغبات والمصالح في نفس الإنسان، فهو يرغب في شيء لكنه يخشى أن تفوته به رغبة أخرى، ويطمح لمكسب معين، لكن ذلك قد يكلفه ثمناً لا يريد دفعه.

إنه يضطر حينئذ لتقديم مصلحة على أخرى، ولتحمل بعض الخسائر من أجل بعض المكاسب. مما يوقعه في دوامة الحيرة والتردد.

ثالثاً: ضعف الثقة والعزيمة، فهناك علاقة وثيقة بين حالة التردد عند الإنسان وبين مستوى ثقته بنفسه، ومستوى عزيمته وإرادته. فأصحاب الثقة العالية بالنفس، والمتوفرون على قوة العزيمة، تقل عندهم موارد الحيرة والتردد في اتخاذ القرار، بينما يكون ضعفاء العزيمة والثقة بأنفسهم فريسة لتلك الحالة غير السويّة من كثرة التردد والاضطراب في اتخاذ القرار.

وللعادة والممارسة أكبر الأثر على هذا الصعيد، حيث يتمكن الإنسان من تعزيز ثقته بنفسه، وتقوية عزيمته، حين يعتمد التفكير ويمارس الحزم، ولا يستجيب لحالة التردد.


العقل وإدارة الحياة:

من أوضح الأدلة على وجود الله تعالى وعظمته حاكمية النظام على الكون والحياة، فليس هناك عبث ولا فوضى ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً﴾. ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً﴾.

إن كل ذرة في الكون وجدت لهدف محدد، وغاية مرسومة، وهي تسير وتتحرك ضمن نظام دقيق ومعادلة ثابتة، يقول تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾. ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾. ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ﴾.

وحين سخر الله تعالى الكون لخدمة الإنسان، فإنه تعالى منح الإنسان قدرة يعرف بها ويفهم من خلالها السنن الحاكمة على الكون والحياة، ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ وتلك القدرة هي العقل العظيم.

فبالعقل يكتشف الإنسان سنن الحياة وأنظمة الكون، ليستطيع الاستفادة من الكائنات والخيرات التي سخرها الله تعالى له، وليتمكن من إدارة حياته وتسيير شؤونه.

وبمقدار ما يتجه الإنسان لعقله، ويُعمل تفكيره، تتقدم معرفته، وتزداد إمكانيات تأثيره، وتتطور حياته.

لذلك فإن الإنسان مدعو للالتفات إلى هذا الكنز العظيم العقل، والثقة به، واستثمار قدراته الهائلة، والاستضاءة بنوره الكاشف في دروب الحياة.

إن على الإنسان أن يرجع لعقله عند أي مشكلة تواجهه، وللإجابة على أي سؤال ينتصب أمامه، وحين يريد اتخاذ أي قرار، أو سلوك أي طريق، أو القيام بأي عمل.

وأخطر شيء على الإنسان، وأسوأ ما قد يقع فيه، هو إعراضه عن عقله، وغفلته عن الاحتكام إليه، والاهتداء بنوره، وحينئذ يكون فريسة الجهل والخرافة، وأسير الشهوة والهوى. وبمقدار غفلته عن عقله يفقد من مستوى تميزه الإنساني، حتى ينحط إلى مستوى البهائم. كما يقول الله تعالى في صفة الغافلين عن عقولهم: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾.

ولأن الإنسان معرض للوقوع في هذا الخطر العظيم، خطر الغفلة عن العقل، فقد بعث الله تعالى الأنبياء والرسل لتحذير الإنسان من الغفلة عن عقله، ولإرشاده لأفضل طرق الاستفادة من العقل، بعيداً عن الحواجز والحجب والمؤثرات المشوشة على التفكير.

لذلك نرى تركيز القرآن الكريم على مسالة العقل والتعقل، وما يرتبط به من مناهج التفكير والعلم والنظر والتدبر، حيث وردت لفظة العقل والتعقل في آيات القران الكريم تسعا وأربعين مرة كقوله تعالى ﴿أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ والتي وردت ثلاثة عشر مرة. وقوله تعالى ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ والتي وردت سبع مرات.

أما الفكر والتفكر فقد ورد في ثمانية عشر موضع من القرآن الكريم. وجاءت لفظة الفقه والتفقه في عشرين مورد.

أما لفظة العلم والتعلم فقد وردت في مئات الآيات.

إضافة إلى الآيات التي تتحدث عن التدبر والتذكر والنظر.

كما جاء في السنة الشريفة عدد كبير من الأحاديث والروايات التي تؤكد على مرجعية العقل ومحوريته في حياة الإنسان، بشكل مطلق.

ورد عن رسول الله أنه قال: «إنما يدرك الخير كله بالعقل» [1] .

وعنه : «استرشدوا العقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا» [2] .

وعنه : «إذا أردت أمراً فتدبر عاقبته، فإن كان خيراً فأمضه، وإن كان شراً فانته»[3] .

ويقول الإمام علي : «العقل صلاح كل أمر»[4] .

وعنه : «لا يستعان على الدهر إلا بالعقل» [5] .

وعنه : «ولا يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ اسْتَنْصَحَهُ » [6] .

وعنه : «بالفكر تنجلي غياهب الأمور».

هذه النصوص الدينية وأمثالها تؤكد على مرجعية العقل، وان على الإنسان أن يعود إلى عقله، وأن يُعمل فكره لمواجهة أي مشكل في حياته، فيتخذ قراره بناءً على ما يهديه إليه عقله، ويقوده تفكيره. مع الالتزام بمنهجية التفكير السليم.

وما حققه الإنسان من انجازات علمية وعملية ضخمة في مختلف مجالات الحياة هو اكبر شاهد على عظمة العقل، وقدرته على تجاوز الصعاب ومواجهة التحديات.

إن من أسباب تردد الإنسان في اتخاذ القرار ضعف ثقته بعقله، وعدم اجتهاده في ممارسة التفكير، مما يؤدي إلى ضمور نشاطه الفكري، وقد لا يلتفت الإنسان إلى ضوابط التفكير السليم، فتلتبس عليه الأمور، ويصاب بالحيرة والتردد.

الاستنارة بعقول الآخرين:

يفكر الإنسان في موضوع تنقصه الإحاطة ببعض جوانبه، وقد تتعارض الانشدادات والميول داخل نفسه ، وقد يعيش أجواء ضاغطة تدفعه نحو خيار أو آخر، فيجد نفسه عاجزاً عن اتخاذ القرار، وأسيراً لحالة التردد والحيرة.

وهنا عليه أن يلجأ إلى العقل مرة أخرى، عبر الاستنارة بعقول الآخرين ممن يثق بمنهجيتهم السليمة في التفكير، ويطمئن إلى صدقهم وخبرتهم في ذات الموضوع، فيستشيرهم ويستعين بعقولهم، ليشاركوه في التفكير وإعمال النظر. وليتجاوز نقاط الضعف التي سببت له الحيرة والتردد.

ويشير حديث مروي عن رسول الله إلى أن استشارة أصحاب الرأي تساعد الإنسان على الوصول إلى حالة الحزم والحسم، وتجاوز الحيرة والتردد، يقول : «الحزم أن تستشير ذا الرأي» [7] .

وفي حديث آخر عنه : « ما من رجل يشاور أحداً إلا هدي إلى الرشد» [8] .

ورد عن الإمام علي أنه قال: «من شاور ذوي العقول استضاء بأنوار العقول» [9] .

وعنه : «إذا أنكرت من عقلك شيئاً فاقتد برأي عاقل يزيل ما أنكرته»[10] .

وعنه : «حق على العاقل أن يضيف إلى رأيه رأي العقلاء» [11] .

ويشير الإمام علي إلى أن من أهم مميزات الاستشارة كون الآخر الذي تستشيره خارج تأثيرات الضغوط التي تسبب للإنسان التردد، يقول : «إنما حُضَّ على المشاورة لان المشير صرف، ورأي المستشير مشوب بالهوى» [12] .

وعنه : «من شاور ذوي الألباب دل على الصواب» [13] .

بالطبع فإن على الإنسان أن يشاور ذوي الاستقامة وأصحاب الخبرة والتجربة يقول علي : «شاور في أمورك الذين يخشون الله ترشد» [14] .

وعنه : «خير من شاورت ذوو النهى والعلم وأولو التجارب والحزم» [15] .

وعن معلي بن خنيس قال: قال أبو عبدالله : «ما يمنع أحدكم إذا ورد عليه ما لا قبل له به أن يستشير رجلا عاقلا له دين وورع. ثم قال أبو عبدالله : أما إنه إذا فعل ذلك لم يخذله الله» [16] .

شاكراً للمؤلف الكريم جهده، راجياً له وللقارئ كل خير وتوفيق، والحمد لله رب العالمين.


الكتاب: شاخصة الأبصار لذوي الاختيار
المؤلف: الشيخ أبي القاسم محمد بن الحسن فندم
دار النشر: دار المحجة البيضاء، الطبعة الأولى 1429هـ -بيروت

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-05-2012, 02:53 PM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: شاخصة الأبصار لذوي الاختيار

حسين علي احمد ال جمعة

جزاك الله خير ونفع الله بما قدمت


وشكرا لك ولجهودك الطيبة ولاهنت ولا حرمت الأجر والثواب الحسن

اللهم : آآآمين


تقبل فائق التقدير والاحترام لشخصك الكريم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-05-2012, 07:38 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: شاخصة الأبصار لذوي الاختيار

وجزاك الله بكل الخير

ياختي الكريمة
وشكرا لحضورك الكريم وردودك الطيبة ولاهنتي بيض الله وجهك


تقديري وحترامي.

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات بطلا للعالم الغروب مجلس الرياضة والسيارات 6 28-09-2010 02:08 PM
شمر الرقة: ناخبونا أحرار في الاختيار محمد الهتلاني المجلس الانتخابي والسياسة المحلية 4 13-06-2006 07:58 AM
خادم الحرمين يعلن انشاء صندوق لذوي الدخل المحدود فهد بن محسن المجلس السياسي 9 11-06-2006 12:05 PM
الابن ,, الزوج ,, أيهما الاختيار ؟!!! الشموخ المجلس العــــــام 12 22-09-2005 05:56 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 11:26 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع