|
زايـد .. أسطورة الألفيتين,,,,رحمك الله يابو خليفه,,,
وثيقة جديدة تغني المكتبة العربية
زايـد .. أسطورة الألفيتين
جهد إبداعي في العلاقة بين الوطن والقائد
في تاريخ الأمم رجال عظام أنجزوا واخترعوا وصنعوا، لكنهم ظلوا قلة قليلة إذا ما قيسوا بعدد سكان العالم، ولاغرووووووور بأن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، واحد من هؤلاء الرجال العظام؛ إذا لم يكن في مقدمتهم وصدارتهم... إنه القائد والرئيس الفذ، الوالد العطوف الحكيم والمنصف العادل والإنسان الرائد.
بهذه الكلمات قدمت الشيخة موزة بنت محمد بن بطي آل حامد حرم الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان كتابها الجديد بعنوان " زايد .. أسطورة الألفيتــين "، وهو الكتاب الذي ضم نحو 450 صفحة مصورة وموثقة بفصول المسيرة المباركة لصانع دولة الاتحاد، حيث التطور في مختلف ميادين الحياة، وحيث الاهتمام بالتراث والمرأة والطفولة والعمران والاقتصاد والبيئة والثقافة والإنسان بشكل عام.
إن هذا العمل الخلاق يعتبر من الأعمال النادرة والمهمة في حياة الأجيال الحالية والمستقبلية، وهو علامة بارزة في المكتبة العربية يضع أمام القارئ المعلومة والصورة والشكل الذي يليق بانجازات الأيادي البيضاء لصاحب السمو رئيس الدولة على امتداد سنوات العطاء المتواصلة.
تتناول الباحثة في الباب الأول (الموقع، والتاريخ لدولة الإمارات العربية المتحدة)، حيث تؤكد المواقع الأثرية ارتباط الدولة بعهود تعود إلى بلاد الرافدين ووادي السند وارتباطها بطرق تجارية في العصور القديمة. أما الباب الثاني، فقد خصصته الباحثة لحلف بني ياس، وترجع أول إشارة إلى بني ياس إلى عام 1633 في مخطوطة (كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة)، للمؤرخ العماني سعيد بن سرحان، حيث أوردت المخطوطة أن بني ياس سارعوا إلى المشاركة في مناصرة أهل الظاهرة في الجهاد لطرد البرتغاليين من قلعة جلفار شمال رأس الخيمة. وكان حلف بني ياس يمثل القوة البرية في المنظمة بزعامة آل فلاح، وقد أطلق عليه اسم " حلف بني ياس"، وقد تشكل هذا الحلف من مجموعة من القبائل بقيادة آل بو فلاح الذين خرجت منهم أسرة آل نهيان التي تولت الحكم منذ أكثر من مائتي عام.
وتواصل الباحثة في كتابها تقديم المزيد من التفاصيل التاريخية حتى تصل إلى أصل تسمية أبوظبي، فتقول : " يشيرة تقرير لحكومة الهند كتب عام 1831 إلى أن أحد رجال آل بوفلاح اكتشف بئر ماء للمرة الأولى في جزيرة أبوظبي عام 1761، مما دفع بعض أفراد بني ياس إلى الهجرة للجزيرة والإقامة فيها.
واختلفت الروايات حول اسم أبوظبي، فهناك رواية تقول إن الجزيرة سميت بذلك أنها كانت زاخرة بالظباء، وتقول رواية أخرى أن صياداً اصطاد ظبياً بعد ملاحقة عنيفة، ولقي الصياد والظبي حتفهما عطشاً قرب بئر جاف ماؤها فسميت البئر "أبوظبي" وصار الاسم علماً للجزيرة ثم للإمارة كلها فيما بعد، وهناك رواية أخرى تقول إن الجزيرة كانت تسمى في البداية "أبوظبي" وتحولت التسمية إلى "أبوظبي".
من هذه المعطيات التاريخية والعلامات المكانية الأساسية تخرج الباحثة إلى الباب الثالث وهو بعنوان :" صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، حيث تستعرض طفولته الغنية بالفطنة والذكاء والشجاعة، وصولاً إلى انتقال سموه إلى مدينة العين وتقول " بدأت تتجسد أهداف سموه وتتوضح ميوله نحو الأصالة العربية مثل الصيد بالصقور وركوب الخيل والهجن الأصيلة والتدريب على السلاح. وقد كان فجر شبابه مفعماً بالحيوية والنشاط، مليئاً بالبهجة والسعادة، ومن أسعد أيامه وأوقاته عندما كان يجلس مستمعاً إلى أديب أو مثقف أو عارف بوقائع العرب وتاريخهم وأيامهم وحكاياتهم". وقد كان يوم السادس من أغسطس عام 1966 يوماً استثنائياً بتألقه وشروقه وزهوه لأنه صفحة نور في تاريخ الإمارات، ففيه تبوأ صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، ومنذ اللحظة الأولى اتخذ قراراً لا رجعة عنه، إنه قرار النهضة الشاملة والانطلاقة الحضارية الواعدة وبناء الإنسان ونشر الوعي والعلم والمعرفة وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.
وفي نفس الإطار تبدأ مسيرة الدولة الاتحادية بقيادة سموه في الثاني من ديسمبر في عام 1971، ويبدأ سموه برسم سياسة الدولة خارجياً وداخلياً بدقة ووعي وإخلاص وإيمان بالله العلي القدير .
وعلى صلة بالباب الثالث، تبدأ الباحثة الباب الرابع بعنوان " زايد القائد"، وهو الباب الذي تضمن في الكتاب تفاصيل البناء ورسم السياسة والمسؤوليات والعلاقات العربية والإسلامية في مختلف الميادين، وتقول في هذا المجال: إن سموه يؤمن بالإخلاص بالعمل لأنه سيولد الرخاء، وهذا الرخاء سيولد الإيمان بأهمية الاتحاد ويري ان الإيمان وحده كفيل بصنع المعجزات، ويربط سموه مصيره بمصير الدول العربية كلها ويشعر أن الوحدة قائمة معهم بالمشاعر والأفعال ولو لم يعلن عنها " نحن مع إخواننا ولو لم يعلن الاتحاد معهم إننا معهم في الرخاء والشدة".
هذه القيادة الفذة لسموه، والرؤية الثاقبة، كلتاهما كانتا سبباً في بناء الاتحاد الذي هو في مصلحة الأمة بكاملها.
محاور عدة تضمنها كتاب " زايد .. أسطورة الالفيتين" للباحثة الشيخة موزة بنت محمد بن بطي آل حامد حرم سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، حيث تتناول في الباب الخامس عنواناً مهماً في العمل القيادي لسموه وهو بعنوان " رؤية الشيخ زايد الاستراتيجية"، وفيه على الصعيد الداخلي " بناء الوطن والإنسان"، من خلال النهضة الزراعية والعمرانية والعلمية والصحية وتقول" إن الشيخ زايد رجل عملي بكل ما تعنيه هذه الكلمة، ولهذا ربط الفكر بالعمل والنظرية بالتطبيق، فاتخذت استراتيجية صفحة الحركة، وابتعدت عن التكلس والجمود .. إنها حركة التكتيك القائم على ربط فاعلية التعليم وآفاق المعرفة وقضايا الوطن بحركة المجتمع والأمة لأجل الإنتاج والتطور والنمو الذي يستند على استمرارية التفاعل بين العلم والعمل".
ثم تتطرق في نفس الباب إلى بناء القوات المسلحة، ثم بناء المكانة الدولية والإقليمية على الصعيد الخارجي، والصوت التضامني الذي عُرف بصوت السلام وتعزيز الصداقة بين دول العالم وتفضيل أسلوب الحوار على أسلوب العنف والقوة، مع الحزم تجاه القضايا المصيرية لصالح الوطن والأمة.
وفي هذا المجال لا تزال أقوال سموه ماثلة في الأذهان حول النزاع الإقليمي بين العراق وإيران، وحول الصراع العربي الإسرائيلي وغيرها من قضايا الأمة.
وتتنوع الأبواب حسب تنوع الحياة والعطاء غير المحدود لسموه، فتصل الباحثة إلى الباب السادس وتخصصه للتراث من أنشطة وفعاليات وجوائز وسباقات وبحوث ودراسات.. وعندما أعلن سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي التراث والتاريخ"، فإن الهدف من ذلك هو الاعتراف بفضل صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على حفظ التراث والاهتمام به واعتباره جزءاً من الثروة الوطنية والقومية.
ومن هذا المعنى تخرج الباحثة إلى الباب السابع وتخصصه لـ " زايد الخير"، حيث يعترف القاصي والداني بدور سموه في التنمية والدعم والأيادي البيضاء التي امتدت على طول الأرض وعرضها، وقد قدمت المنظمة الدولية للأجانب ومقرها جنيف تقديراً لأعمال صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وجهوده في المجالات الإنسانية ورعاية الجاليات الأجنبية العاملة في الدولة" الوثيقة الذهبية للمنظمة"، وكان ذلك عن طريق الدكتور هانودي رئيس وفد المنظمة الدولية للأجانب، الذي قال بهذه المناسبة" إن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حظي هذا العام بتقدير المنظمة باعتباره أهم شخصية لعام 1985م".
أما في مجال البيئة فقد أفردت الباحثة الباب الثامن بعنوان " زايد رجل البيئة"، وما من أحد في هذا العالم إلاّ واعترف بالمعجزة الحضارية التي أدت إلى تحول اللون الأصفر في الصحراء إلى لون أخضر على امتداد دولة الإمارات العربية المتحدة. إلى جانب الاهتمام بالمحميات والحفاظ على عدد من أصناف الحيوانات من الانقراض مثل المها العربي، إضافة إلى بناء السدود والمتاحف الطبيعية وزراعة النخيل والاهتمام بالثروة السمكية. . وصولاً إلى تأسيس جائزة الشيخ زايد الدولية للبيئة وقيمتها مليون دولار.
وبين البيئة والتراث، والرؤية السياسية والاستراتيجية، تصل الباحثة إلى باب " الشاعرية الفذة"، حيث القائد الشاعر الذي تناول في شعره الجود والكرم والشجاعة والشهامة والنبل وخاطب الشباب والأرض والنسيم والماضي والحاضر والمستقبل ، فكان سيد الشعر الصافي الرقيق والملامح البلاغية :
حــي بنسيــم الشـــرق لمــريف
لـــي نفختــــه نرجـــس ومشـــموم
رحبــت به وأصبـــــحت في كيف
منــــي وزالـــت كـــل الهمـــوم
انــــشدّك لـي مــــريت يا ريف
داره عســــى تــكفــا من اللـــــوم
زايد الإنسان، كرم الإنسان فأحبه الناس في كل مكان، ويجيب سموه على سؤال من التلفزيون الفرنسي عن كيفية ممارسته للحكم فيقول: نجاح الإنسان في عمله يرجع أساساً إلى رغبته وحبه لعمله ومسؤوليته التي يتحملها، ومن لا تكون لديه الرغبة والطموح والحماس لن يستطيع تحقيق ما يصبو إليه حتى لو توافرت لديه الإمكانات.
بهذا المعنى جاء الباب العاشر في الكتاب بعنوان "زايد الإنسان"، وهو الداعي إلى التآخي والإيمان بالله، وهو باني المساجد والمدارس في كل أرجاء المعمورة، وحين اختير سموه لشخصية العام الإسلامية 1999م، قال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع :" لقد كنا محظوظين أن جاد علينا الدهر بزايد .. هذا القائد الكبير الذي يبدر مثيله في زماننا، والذي سيبقى اسمه في صفحات التاريخ علامة من علامات الفخر والعزة ليس لأبناء الإمارات وحدهم وإنما لكل العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ".
وللمرأة في عهد زايد جاء الباب الحادي عشر حافلاً بالإنجازات والرعاية الكريمة التي أولاها سموه للمرأة في العلم والعمل والأمومة والمواقع الجامعية والإدارية. ورداً على ظاهرة غلاء المهور جاء إنشاء صندوق الزواج للحد من المغالاة في المهور والإسراف المبالغ به في مظاهر الاحتفالات. وهكذا تتوالى الإنجازات التي توزعت على أبواب الكتاب فتتناول الباحثة في الباب الثاني عشر " الشباب في عهد زايد"، وقد كتبت جريدة الشرق الأوسط والصحافة الأجنبية تحت عنوان" في الإمارات .. الرياضيون هم الأوفر حظاً" إن دولة الإمارات وطن شاب يضع الشباب في أعز موضع".
وتضمن الباب الثالث عشر مناسبات التقدير والتكريم والمواقف المضيئة التي وقف فيها سموه وعلى صدره الأوسمة العالمية وكلمات التقدير من كبار رجالات العالم في قارات الكرة الأرضية، وبعد حصر عدد من الأقوال الخيرة في الشيخ زايد، تختتم الباحثة كتابها بفصل واسع حول الإمارات في عهد زايد، وهو فصل مصور يقدم شهادة حية على التطور الذي وصلت إليه دولة الإمارات في شتى المجالات.
إن هذا الكتاب وبحق من أهم المراجع والوثائق التي تعنى بتكريم القائد الوالد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ينم عن جهد الباحثة في عملية الربط الموضوعي بين الوطن والقائد .
رحمك الله يا زايداااااا.,,,, رحمك الله رحمة وااااااااااااسعه,,,,,
|
30-04-2005, 07:23 AM
العرض العادي
