بسم الله الرحمن الرحيم
ايه الاخوة والاخوات اعضاء منتديات مجالس القبيلة .. تحياتي لكم جميعا ,, ارجو المعذرة على هذا الموضوع الطويل .. ولكن حقيقة حاولت ان اختصرة او الغي جزء منه .. ولكن كل قسم اهم من القسم الاخر .. .. فنقلته لكم كما هو ... .. لانه حقيقة كلام فيه من الواقعية الشي الكثير .. فعسى ان نستفيد منه بقدر الامكان .. لكشف حقائق الامور التي تحدث حولنا كل يوم وليلة .. لن اطيل في التقديم ... اترككم مع المقال .. وارجو ممن يقراءه ان يبدي رائه بكل شفافية ..
............................................
حسنٌ، إننا نعاني من مشكلةٍ غريبةٍ جداً، مشكلة تتعلق بتعظيم النص الشرعي المستمد من الكتاب العزيز أو السنة النبوية المطهرة، وإذا كان النص الشرعي ( القرآني أو النبوي ) يطلق عليه الدليل أي الذي يدلك على الطريق الصحيح للنجاة بنفسك من مفارز هذه الحياة المخيفة وأمواجها المتلاطمة، فما بال البعض من أبناء جلدتنا يعرضون عن هذا الدليل الصحيح الصريح إلى طرقٍِ ومسالك أخرى مجهولةٍ لم تقرعها خطا المشاةٍ يوماً، قد تقودهم إلى التهلكة والخسارة في الدنيا والآخرة ؟
كان المسلمون الأوائل يعظمون النص الشرعي ( القرآني أو النبوي ) فابن عمر رضي الله تعالى عنه، كان يمشي يوماً فحاد عن الطريق ثم عاد إلى مساره الأول، وعندما سأل عن السبب قال : رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك، وأحد الصحابة رضي الله تعالى عنه أو أحد التابعين ( والوهم مني ) كان يتحدث عن الحياء، فرد عليه أحدهم بهذا التعليق يا أبا فلانٍ ( إننا نرى أن هناك من الحياء ما قد يكون ضعفاً ) فغضب ذلك الصحابي أو التابعي من المعترض وقال له : أحدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم وترد على حديثه ! والله ما كلمتك أبداً، أو كلاماً في هذا المعنى .
يوم أمسٍ الأربعاء وقعت حادثة أو حادثتين أمنيتين، الأولى في النفق الذي يمر بجوار وزارة الداخلية السعودية من الجهة الشرقية على حد علمي، وليس عند مبنى جهاز الموساد الإسرائيلي، والثانية لا أعلم أين ولكن قيل إنها عند إحدى المراكز الأمنية والله تعالى أعلم، وأنا شخصياً أعتقد والله أعلم أن منفذ العملية قد بلغ الغاية في الشجاعة والحماسة، ليجود بنفسه رخيصةً في سبيل ما يعتقد أنه حق وصواب وخير، ظن صاحبنا والله أعلم أن روحه سيتخطفها ملك كريم على جناحه بعد أن يكبس زر التفجير في السيارة المشركة، وسيضعها داخل حوصلة طيرٍ أخضرٍ جميلٍ، يحوم بها فوق جنان رب الأرض والسماوات إلى أن تقوم الساعة فيدخل الجنة بغير حسابٍ ولا عقابٍ .
ظن صاحبنا الانتحاري أن رجال الأمن حول الوزارة والمراكز الأمنية المختلفة هم من جهاز الشاباك اليهودي أو من حرس الحدود الإسرائيلي، غلبت على صاحبنا الظنون وهو قابع في مركبته متوجهاً بها صوب هدفها المنشود، أنه متوجه لتنفيذ عمليةٍ استشهاديةٍ في مستوطنة كريات شمونة اليهودية، أقول : ظن صاحبنا، لكن الظن أكذب الحديث، ويا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن، نسي القاتل أن ذلك الجندي الذي يتربص به ليرديه قتيلاً،هو رجل حرام الدم والمال والعرض لأنه مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذه الشهادة تعصم دمه وماله وعرضه على الفور، فهو مسلم معصوم الدم والمال والعرض بأمرٍ من الله، وهو في حمى الله، لا يكسر أمنه ولا يسفك دمه إلا إذا نقض غزل هذه الشهادة باعتباراتٍ شرعيةٍ معلومةٍ لدى أهل العلم المعتبرين شرعاً .
أيها السادة : لا تنتهي العملية عند هذا الحد، بل إن فصولها المأساوية تبدأ من جديدٍ، هناك ضحايا أبرياء لا ناقة لهم في هذه الحروب ولا جملٍ سيسقطون من جراء هذا الانفجار، هناك امرأة سترمل قد تكون زوجة الجندي، وهي بحاجةٍ إلى من يقف بجوارها لمواجهة ظروف هذه الحياة القاسية، وطفلة أو طفل سييتم ولن يجد أو تجد من يجود عليها بعطفٍ أو شفقةٍ أو رحمةٍ أو تربيةٍ، وعاجزٍ سيصاب في جسده أو في جسد أبنائه، كل هذا سيقع وغيره كثير، لأن القاتل ظن أنه يتقرب إلى الله بدم من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ليت شعري ماهو الفارق في الجريمة بين هذا القاتل الذي أردى مسلماً موحداً أو عشرات المسلمين في مختلف العمليات الإجرامية التي وقعت في هذه البلاد، وبين الجندي اليهودي الغاصب في فلسطين ؟ والذي يردي في كل يومٍ عشرات المسلمين الفلسطينيين الأبرياء ؟ الجندي اليهودي يعتقد ولا يظن أنه من السلالة المختارة النقية لشعب الله، والقاتل يظن أو يعتقد أنه شهيد النضال المشرف عند نفق العليا، ماهو الفارق بين هذا القاتل وبين القاتل الأمريكي الصليبي الذي يقتل النساء والأطفال في العراق بطائراته الحربية وهو يطلب بركة مخلصه ياسوع المسيح عليه الصلاة والسلام، الجندي الصليبي يظن أو يعتقد أنه جاء مبشراً بدين الحرية والديموقراطية الإنسانية ولكل حربٍِ خسائرها المأساوية كما تقول الحكمة الأمريكية، وصاحبنا ظن أو يظن أنه يخلص الأرض من جحافل الظالمين حتى وإن كانوا مسلمين موحدين مصلين، وحتى تكتمل فصول المأساة أو المهزلة الرخيصة، فإنني سأترقب البيان الهزيل للذين كذبوا في تصرفاتهم وأفعالهم، وكذَبوا النص الشرعي الذي لا يبرر لهم هذه الغزوة غير المباركة، بأن العملية تمت ليلاً للحفاظ على أرواح المدنين الأبرياء !
وإذا كانت تصرفات القوم لم تراعي حرمة الدم المسلم الذي حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في عملياتها، فهل سيراعي هؤلاء الضالون حرمة الدم المسلم في الأشهر الحرم ؟
إنني لن أتحدث عن حرمة الدم المسلم الذي حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم سفكه بغير وجه حقٍ، هذا الدم الذي هو أعظم عند الله من الكعبة، بل أعظم عند الله من الدنيا بأسرها، والنصوص الشرعية الدالة على ذلك تزخر بها كتب الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والأجزاء الحديثية، بل إن الله تعالى قال ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ) النفس هنا لم تعرف بأل، والمعنى أن الله تعلى حرم قتل جميع الأنفس بغير وجه حقٍ، أي نفسٍ مسلمةٍ كانت أم كافرة، لكن أصحابنا لهم وجهة نظرٍ أخرى حول الأنفس المسلمة على وجه الخصوص، فغالبية القتلى في مختلف العمليات كانت مسلمةً، بل إن تفجير بعض المواقع كانت محسوبة على المسلمين أنفسهم، كحادثة الوشم وقتل رجلي أمنٍ عند بيت الله بعد أن أن خرجا من المسجد .
في حجة الوداع وفي يوم النحر، وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، خطب النبي عليه الصلاة والسلام في هجير مكة اللافح وقد اشرأبت إليه أعناق خير خلق الله من بعده، الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم أجمعين في انتباهٍ شديدٍ وهم على أهبة الاستعداد لتلقي أهم وثيقةٍ نبويةٍ طاهرةٍ في حقوق الإنسان المسلم، فقال عليه الصلاة والسلام مخاطباً جموع الحجاج في ذلك اليوم الرهيب ( يا أيها الناس : أي يومٍ هذا ؟ يقول الراوي حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال أليس يوم حرام، قالوا بلى، ويستمر الحديث أي بلدٍ هذا ؟ أي شهرٍ هذا والراوي يظن أنه سيسميه بغير اسمه، والنبي عليه الصلاة والسلام يشير إلى حرمة اليوم والزمان والمكان ويقررهم على حرمة الزمان والمكان في كل سؤالٍ من أسئلته المهمة، وهم يقرونه رضوان الله تعالى عليهم في جوابه، ثم يقول بعد أن تلقى عنهم هذا الإقرار : إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا في شهركم هذا، وأعادها مراراً، ثم أشهدهم على أنفسهم أنه بلغهم .
أيها السادة : من المعلوم لدينا جميعاً أن من الأشهر الحرم شهر ذي القعدة الذي وقعت فيه العملية الأخيرة، وقد كان كفار الجزيرة العربية يعظمون هذه الأشهر الحرم ويكفون فيها أذاهم عن بقية خلق الله، الكافر العربي الذي كان يأد طفلته الرضيعة خوف الفقر أو العار، الكافر العربي الذي كان يغير على أخيه الإنسان من القبائل الأخرى ويسفك دمه، ويسوق ماله، ويسبي نسائه وذراريه، كان يعظم هذه الأشهر الحرم ويتوقف فيها عن القتل والسلب والنهب، هذه الأشهر الحرم حرمها الله تعالى في كتابه العزيز ( منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) والمحسوب على هذا الدين مع الأسف الشديد يزدري حرمة هذه الأشهر ويستخف بدماء من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لأنهم يعملون في قطاعاتٍ أمنيةٍ وكفى بها إثماً عظيماً من وجهة نظره الخاصة .
حسنٌ، حضرتني صلاة الظهر يوماً في وزارة الداخلية لعملٍ خاصٍ بي، فكان لا بد لي من الصلاة هناك وإنجاز معاملتي الخاصة، مصلى الوزارة في الدور الأول أو الثاني والوهم مني، وهو يمتلئ عن آخره بالمصلين من العاملين أو المراجعين وما أكثرهم، والذي يحدث أن جميع أدوار الوزارة الخمسة أو السبعة يتم فرشها بالسجدات، وعندما تقام الصلاة في المصلى الرئيسي تقام الصلاة في مختلف أدوار الوزارة كل دورٍ بإمامه الخاص لضخامة المبنى، فتختلط أصوات القوم بالتكبير، وترتج الوزارة بذكر الله في منظرٍ تقشعر لهوله الأبدان، لا سيما إذا كنت في الأدوار العلوية، مابين راكعٍ وساجدٍ وقائمٍ ومعتدلٍ من ركوعه، كلهم يلهج الله أكبر، يالله إنهم مسلمون موحدون، وليسوا من منسوبي مفاعل ديمونة اليهودي، أو من سكان المنطقة الخضراء في العراق، فيهم الحليق والمتلحي، والمسبل وقصير الثياب، تجمعهم كلمة أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، كلمة تعصم دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وتمنع الآخرين عن ترويعهم فما بالكم بقتلهم ؟
حدثني بعض الجهلة أن القوم مجتهدون ! فقلت له : ليت شعري، ماهو الفرق بين الاجتهاد الشرعي المبني على صحيح النص وصريحه، وفق معطياتٍ معينةٍ في حادثةٍ تحتمل الخلاف والاجتهاد، وبين التقول على الله بغير علمٍ والكذب عليه سبحانه وتعالى ؟ لست أدري إلى أين نقاد ؟ في كل شارعٍ صباتٍ خرسانيةٍ، وفي كل زاويةٍ حارس أمني مدجج بالسلاح، وعلى قارعة الطرق دوريات أمنية تجوب الطرق، شوارع مغلقة، ومسارات جديدة وكبار السن الذين يعانون من طول المسافات بسبب الصبات الخرسانية وعمليات الإغلاق يقولون : حسبي الله على من كان السبب، كأننا نعيش أزمةً جديدةٍ من أزمات الخليج، لكنها أزمة داخلية صنعتها أيدي هؤلاء الجهلة الذين يزدرون النص الشرعي ويسخرون بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام .
لا تحدثوني عن المكتسبات، بل حدثوني عن الخسائر، ماذا خسرت الحركة الإسلامية ( ولا أعني بها حركة خبيث لندن ) بهذه التصرفات الصبيانية ؟ خسرنا الكثير ولم نكسب شيئاً، لأن الخبثاء من بني قومي ينسبون هذه التصرفات الصبيانية إلى أصول الحركة الإسلامية المباركة، والإسلام بريء منها براءة الذئب من دم نبي الله يوسف عليه السلام، وفي المقابل أعتقد أننا بحاجةٍ ماسةٍ إلى نقد أنفسنا، بل وحتى رموزنا لأنهم ليسوا بمعصومين ولا أحد فوق النقد، دون أن ننسى أننا لسنا بحاجةٍ إلى المرتزقة أيضاً، أصحاب التنظيرات الرخيصة المفلسة حول الأمن الدائم المزعوم لهذه البلاد، مقالاتٍ متهافتةٍ ركيكةٍ يراد بها لفت الانظار، نعم أنا موجود، وتوجد أدلة رجيحة على أنني أكتب مقالاتي بالخميرة، ورحم الله القائل ( تزبزب قبل أن يتحصرم ) .
إن الأمن يصنع بطاعة الله، وينقض بمعصية الله، والذي يكذّب هذا فهو يكذّب الله تعالى الذي يقول في سورة الأنعام ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) خطر المرتزقة قطع الله نسلهم لا يقل عن خطر أولئك الصبية القتلة، وفي كلٍ شر وخبث، العودة إلى الله والصراحة مع النفس ومحاسبتها هي من الخطوات الصحيحة لحل المشكلة، دون أن ننسى أن للقتلة دور أساسي في هذه المشكلة بطبيعة الحال ....
تحياتي لكم جميعا
فهد بن محسن
منقول
02-01-2005, 10:04 PM
العرض العادي
