مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~ المجالس الـخـاصـة ~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الطلابي

المجلس الطلابي يعنى هذا المجلس بأخر الاخبار الجامعات والكليات والمعاهد الأكاديمية

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 27-08-2010, 10:42 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

آداب المشاورة في السنة النبوية
من الأمور المهمة التي لا غنى للناس عنها في حياتهم الاجتماعية التشاور بينهم فيما يمس حياتهم الخاصة والعامة، فالإنسان - مهما كان مركزه الاجتماعي - بحاجة إلى المشاورة، فالحاكم الذي يدير شؤون الدولة بحاجة إليها، وكذلك مدير المدرسة، وربّ الأسرة ونحوهم من الأفراد والجماعات.

والشورى مما جبل الله عليه الإنسان في فطرته السليمة، أي فطره على محبة الصلاح وتطلب النجاح في المساعي؛ ولذلك قرن الله تعالى خلق أصل البشر بالتشاور في شأنه إذ قال للملائكة {إني جاعل في الأرض خليفة}، إذ إن الله غني عن معونة المخلوقات في الرأي، ولكنه عرض على الملائكة مراده؛ ليكون التشاور سنة في البشر وضرورة، وأنه مقترن بتكوينه، فإن مقارنة الشيء للشيء في أصل التكوين يوجب إلفه وتعارفه.

ولما كانت الشورى معنى من المعاني لا ذات لها جعل الله إلفها للبشر بطريقة المقارنة في وقت التكوين.

ولم تزل الشورى في أطوار التاريخ رائجة بين البشر فقد استشار فرعون في شأن موسى عليه السلام فيما حكى الله عنه بقوله: {فماذا تأمرون}. واستشارت بلقيس في شأن سليمان عليه السلام فيما حكى الله عنها بقوله: {قالت يا أيها الملؤا أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون}، وإنما يلهي الناسَ عنها حبُّ الاستبداد وكراهية سماع ما يخالف الهوى، وذلك من انحراف الطبائع وليس من أصل الفطرة، ولذلك يهرع المستبد إلى الشورى عند المضائق.

وللمشاورة فوائد عدّة منها: أن المشاوِر إذا لم ينجح أمره علم أن امتناع النجاح محض قدر فلم يلم نفسه. ومنها أنه قد يعزم على أمر فيتبين له الصواب في قول غيره، فيعلم عجز نفسه عن الإحاطة بفنون المصالح. قال علي بن أبي طالب y (الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه). والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم. وقال بعض الحكماء: ما استنبط الصواب بمثل المشاورة؛ ولا حصنت النعم بمثل المواساة’ ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر.

ومن الأدلة الدالة على أهمية المشاورة ما رواه المصنف عن عمرو بن دينار قال: قرأ ابن عباس: (وشاورهم في بعض الأمر) فقوله تعالى لنبيه r (وشاورهم في الأمر) تُغني عن كلّ شيء، فإنه إذا أمرَ اللّه سبحانه وتعالى في كتابه نصّاً جليّاً نبيّه r بالمشاورة مع أنه أكمل الخلق فما الظن بغيره؟ وعن الحسن y قال: (والله! ما استشار قومٌ قطّ إلاّ هُدُوا لأفضل ما بحضرَتهم، ثم تلا: (وأمرهم شورى بينهم).

ويتأكّدُ الأمرُ بالمشاورة في حقّ ولاة الأمور العامة كالسلطان والقاضي ونحوهما والآثار الصحيحة في مشاورة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أصحابَه ورجوعِه إلى أقوالهم كثيرة مشهورة.

قال ابن خوير مندادواجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون، وفيما أشكل عليهم من أمور الدنيا، ومشاورة وجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح، ووجوه الكتاب والعمال والوزراء فيما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها).

ومن آداب المشاورة في السنة النبوية ما يلي:

1 ــ التحري والدقة في اختيار المستشار:

على طالب المشورة أن يبذل ما بوسعه لاختيار المستشار المناسب الذي يثق بدينه وخبرته وحذقه في المجال الذي يريد أن يشاوره فيه، قال النوويواعلم أنه يُستحبّ لمن همّ بأمر أن يُشاور فيه مَن يَثقُ بدينه، وخبرته، وحذقه، ونصيحته، ووَرَعه، وشفقته).

ويُستحبّ أن يُشاور جماعة بالصفة المذكورة، ويستكثر منهم، ويعرّفهم مقصودَه من ذلك الأمر، ويُبيِّن لهم ما فيه من مصلحة ومفسدة إن علم شيئاً من ذلك.

ويجب التحري والدقة في اختيار المستشار؛ لأنّه مؤتمن (أي أمين على ما استشير فيه)، فمن أفضى إلى أخيه بسره، وأمَّنَه على نفسه، فقد جعله بمحلها، فيجب عليه أن لا يشير عليه إلا بما يراه صوابا، فإنه كالأمانة للرجل الذي لا يأمن على إيداع ماله إلا ثقة، والسر قد يكون في إذاعته تلف النفس أولى بأن لا يجعل إلا عند موثوق به.

عن أبي هريرة قال: قال النَّبيُّ r لأبي الهيثم: (هل لك خادِمٌ؟). قال: لا. قال: (فإذا أتانا سَبْيٌ، فَأْتِنا). فأُتِيَ النَّبيُّ برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم. قال النَّبِيُّ r (اخْتَر مِنْهما). قال: يا رسول الله! اخْتَرْ لي. فقال النَّبيُّ r (إنَّ المستشارَ مُؤتَمَن، خُذ هذا؛ فإنِّي رأيتُه يُصلِّي، واستَوْص به خيراً). فقالتِ امرأتُه: ما أنتَ ببالغ ما قال فيه النَّبيُّ r إلا أن تُعْتِقَه. قال: فهُو عتيق. فقال النَّبيُّ r (إنّ لله لم يبعث نَبِيّاً ولا خليفة، إلا وله بطانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف وتَنْهاه عن المُنْكر، وبطانةٌ لا تَألُوه خَبَالاً، ومَنْ يوقَ بطانة السُّوء فقَدْ وُقِيَ).

وقولهr (إنّ المستشار مؤتمن) معناه: أن المستشار أمين فيما يسأل من الأمور، فلا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصلحته وذكر بعض العلماء أنه يحتاج الناصح والمشير إلى علوم كثيرة؛ فإنه يحتاج أولا إلى علم الشريعة، وهو العلم العام المتضمن لأحوال الناس، وعلم الزمان، وعلم المكان، وعلم الترجيح، إذا تقابلت هذه الأمور فيكون ما يصلح الزمان يفسد الحال أو المكان وهكذا فينظر في الترجيح فيفعل بحسب الأرجح عنده، مثاله: أن يضيق الزمن عن فعل أمرين اقتضاهما الحال فيشير بأهمهما، وإذا عرف من حال إنسان بالمخالفة، وأنه إذا أرشده لشيء فعل ضده، يشير عليه بما لا ينبغي ليفعل ما ينبغي، وهذا يسمى علم السياسة، فإنه يسوس بذلك النفوس الجموحة الشاردة عن طريق مصالحها، فلذلك قالوا يحتاج المشير والناصح إلى علم وعقل وفكر صحيح ورؤية حسنة واعتدال مزاج وتؤدة وتأن، فإن لم تجمع هذه الخصال فخطأه أسرع من إصابته فلا يشير ولا ينصح، قالوا : وما في مكارم الأخلاق أدق ولا أخفى ولا أعظم من النصيحة.

2 ــ قبول المشورة:

ومن آداب المشاورة؛ إذا بذل المستشير الوسع في اختيار المستشار المناسب عليه أن يتقبل منه المشورة؛ لأن فائدة المشاورة القَبول من المستشار إذا كان بالصفة المذكورة، ولم تظهر المفسدة فيما أشار به، وعلى المستشار بذل الوسع في النصيحة وإعمال الفكر في ذلك وإذا لم يؤدّ المستشار الأمانة الملقاة على عاتقه من إعمال الفكر وإسداء النصح للمستشير، فقد خانه، وارتكب إثما، فعن أبي هريرة قال: قال النَّبيُّ r (مَنْ تقوّل عليَّ ما لم أقل، فليتبوأ مقعَدَه مِنَ النَّار. ومَن استشارَه أخوه المسلمُ، فأشارَ عليه بغير رُشد فقد خانه. ومَن أُفتي فُتيا بغير ثَبْت، فإثمه على مَنْ أفتاه).

3 ــ تقديم المشورة من غير طلب:

إذا رأى المسلم أن أخاه بحاجة إلى منَ يشيره برأي سديد في أمر فيه مصلحته، فعليه أن يبادر بتقديم المشورة وإن لم تبدر من أخيه الاستشارة؛ لما رواه المصنِّف، عن وهب بن كَيسان أن عبد الله بن عمر رأى راعياً وغَنَماً في مكانٍ قبيح، ورأى مكاناً أمثل منه فقال له: ويحك! يا راعي! حَوِّلْها، فإنِّي سَمِعْتُ رسولَ الله r يقول: (كُلُّ رَاعٍ مسؤولٌ عن رعيَّتِه).

هذه طائفة من آداب المشاورة في السنة النبوية، فعلى الآباء والتربويين، تنمية روح التشاور والمناصحة في نفوس الأولاد والمتربِّين، وأن يربّوهم على كره نزعة الاستبداد والقهر والاستئثار بالرأي.









الباحث: علي غي (السنغال)

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27-08-2010, 10:52 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

مسئولية المعلم في التربية الاجتماعية


التربية الاجتماعية للمعلم يراد بها باختصار : قدرة المعلم على أن يألف ويؤلف ، بمعنى قدرته على تقبل الناس والانسجام معهم ، وقدرته على كسب احترام الناس له ، وتقبلهم لما يطرحه ، بناءً على ما يقدمه لهم من نفع وخدمة .

ومن خلال هذا الانسجام والتواصل المتبادل ، يستطيع المعلم التأثير على طلابه ، في إكسابهم كثيراً من العادات والسلوكيات ، لاسيما الآداب الاجتماعية ، التي تحدد علاقاتهم بالآخرين من أبناء مجتمعهم ، بل وأمتهم الإسلامية جمعاء ، فيؤثر ذلك في تماسك المجتمع ، وخلوه من القطيعة والفرقة والنزاعات ، كما أشار إلى ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه (المؤمن يألف ويؤلف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ، وخير الناس أنفعهم للناس) رواه الطبراني وصححه السيوطي ، ويمكن بيان مسئولية المعلم في تنمية التربية الاجتماعية في نفوس طلابه من خلال ما يلي :

1ـ التوجيه التربوي المبني على القدوة الحسنة ، فتجد المعلم المسلم يسعى جاداً إلى غرس الاتجاهات والقيم الإسلامية النبيلة في نفوس طلابه ، وإكسابهم العادات الاجتماعية السامية ، التي تحدد علاقة كل واحد منهم بربه ، وبوالديه وببقية أفراد أسرته ، وبرفاقه وجيرانه ، وبمدرسته ، وسائر أفراد مجتمعه وأمته ، ويستشعر المعلم في جميع تصرفاته أن طلابه ينظرون إليه نظرة احترام وتقدير واقتداء ، فيلتزم تقوى الله ـ عز وجل ـ توجهاً وسلوكاً ، ويحرص في جميع تعاملاته أن يظهر أمام طلابه على أكمل الأحوال في أقواله وأفعاله وتصرفاته ، فلا يأمر بشيء ويأتي بسلوك يخالفه ، حتى لا يتعرض لمقت الله القائل (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كَـبُـرَ مقتاً عند الله أن تقولون ما لا تفعلون) وهذا ما بينه الأنبياء عليهم السلام ، الذين هم قدوة المعلمين ، يقول الله تعالى حكايةً عن شعيب عليه السلام (قال يا قومِ أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقاً حسناً وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).

2ـ إدراك المعلم التام للأسس الاجتماعية التي ترتكز عليها العملية التربوية، وهذا يعني معرفته الواسعة بثقافة مجتمعه ، والآداب المتبعة فيه، والعمل على نشر الفاضل منها، وتعزيزه في نفوس أبنائه الطلاب، ومحاولة إصلاح ما كان منها مخالفاً للقيم الإسلامية، والآداب الرفيعة .

3ـ أن يعمل المعلم على تقوية الصلات الاجتماعية بين المدرسة والمنـزل، وسائر مؤسسات المجتمع الأخرى ، فالمجتمع بكامله إنما هو وحدة كلية متضامنة ، لا يمكن فصل بعضها عن بعض ، فلو حدث خلل في إحدى المؤسسات فإن آثاره تمتد إلى المؤسسات الأخرى ، وبالتالي يتضرر بها سائر أفراد المجتمع، وذلك مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم ، فالتواد والتعاطف والتواصل بين مؤسسات المجتمع الواحد ، يسهم بفاعلية كبيرة في تحقيق التربية الاجتماعية السليمة لأبناء المجتمع ، وبالمقابل فإن التنافر والتعارض في المواقف التربوية والاجتماعية بين هذه المؤسسات قد يعرض الطلاب لصور شتى من سوء التكيف الاجتماعي ، مما يعوق قدرتهم على النمو الاجتماعي السليم .

4ـ مساعدة المتعلم على تقوية علاقاته الاجتماعية بالآخرين ، من خلال تشجيعه على الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية المختلفة ـ داخل المدرسة وخارجها ـ كالاشتراك في جماعة الكشافة ، والرحلات والمعسكرات التدريبية ، لأنها تسهم في توسيع خبراته الاجتماعية ، وتساعده في اختيار أصدقاء يشاطرونه ميوله واهتماماته ، وقد شبه المعلم الأعظم صلى الله عليه وسلم الأثر الاجتماعي والأخلاقي للصديق بقوله (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء ، كحامل المسك ، ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة) رواه مسلم، ومن هذا المنطلق يلزم المعلم أن يساعد طلابه على اختيار أصدقائهم ، وذلك ببيان أوصاف الصديق الصالح ، وأثر ذلك على المرء في الدنيا والآخرة .

5ـ التعاون المشترك بينه وبين طلابه ، والمبني على قيم البر والتقوى ، والمحبة والإخاء ، امتثالاً لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلاً من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب)، وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم العلاقات الاجتماعية الناجحة القائمة على التعاون المشترك بالبنيان الواحد ، حيث قال (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) رواه مسلم .

هذا ومن أبرز المظاهر الإيجابية الدالة على علاقة المحبة بين المعلم وطلابه المحافظة على آداب التحية، والسلام عليهم أثناء دخول قاعـة الدرس، ولقد ربطت التربية الإسلامية بين هذا السلوك الاجتماعي المهم وبين دخول الجنة، وهو ما يستنبط من حديث النبي عليه الصلاة والسلام (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم، ومن مظاهره كذلك مقابلة الطلاب بالبشر والابتسامة، حيث تعمل الابتسامة على التقريب بين المسافات، وتزيل الحواجز النفسية التي قد تقع بين الأفراد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئاً ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) رواه مسلم .

6ـ المشاركة الفاعلة في اللقاءات الدورية لمجالس الآباء ، حيث يتم فيها الترابط الوثيق بين المعلمين والآباء ، مما يجعل كلاً منهم يشد أزر الآخر ، في الرقي بمستوى المتعلمين إلى المستوى المأمول ، هذا وقد ثبت تربوياً فوائد هذه اللقاءات ، وأثرها الملموس على المتعلمين ، فهي تساعد على تبادل الأفكار حول تقدم المتعلم في سيره الدراسي ، وتعين على اكتشاف قدراتهم ومواهبهم بشكل أكبر .

7ـ العمل على تنقية الثقافة من الشوائب التي قد تعيق النمو الاجتماعي السليم لأفراد المجتمع ، فمهمة المعلم لا تقتصر على مجرد نقل الثقافة ، بل هي قائمة على مهمة أخرى وهي تنقية هذه الثقافة من كل الشوائب والترسبات الجاهلية الضارة ، كالسحر والبدع والخرافات والأفكار الإلحادية الهدامة ، وكل ما يتعارض مع التصور الإسلامي الصحيح ، أو يؤدي إلى تشويه الحقائق ، وهذا بطبيعة الحال لا يعني الانغلاق على الذات ، والاستنكاف عن الاستفادة من الآخرين ، لاسيما ما هو نافع ومفيد ، بل المطلوب هو المحافظة على هوية المسلم من الذوبان ، ولا مانع من إضافة ما هو مفيد ، بعد تمحيصه وتنقيحه .

8ـ تدريب المتعلم على الإيثار ، والبعد عن الأنانية ، التي تركز على تحقيق القيمة الذاتية للفرد ، وتجعله يتمحور حول ذاته ، دون النظر إلى بقية أفراد المجتمع ، ولذا حرصت التربية الإسلامية على تحقيق التوازن بين حقوق الفرد وواجباته ، بحيث لا يطغى جانب على جانب ، مع مراعاة استخدام الأساليب التربوية المناسبة في ذلك ، والبعد عن الأساليب الخاطئة ، كالمبالغة في النقد ، وتصيد الأخطاء ، أو تهديده الشديد لمجرد خطأ بسيط ، أو الإسراف في تحذيره من مواقف الحياة الجديدة ، أو التلفظ عليه بألفاظ لا تليق ، كإشعاره بأنه غير مرغوب فيه ، أو نداؤه بأسماء الحيوانات ، أو غير ذلك ، مما يولد في نفس الطالب إحباطاً كبيراً ربما استمر أثره معه فترةً طويلة، وقد ثبت أن لهذه الممارسات الخاطئة نتائج سلبية على الطالب ، تجعله هياباً يخاف من كل شيء، وقد تنتابه حالات نفسية اجتماعية غير سوية ، مثل الخجل والتردد والارتباك والانطوائية والحرص الشديد والذعر من شبح الفشل .

9ـ تنمية روح الولاء للأمة الإسلامية في نفوس الطلاب ، والبراءة من أمم الشرك والإلحاد ، وذلك من خلال تبصير المتعلم بالمحنة الحقيقية التي تمر بها الأمة الإسلامية اليوم ، وهي تكالب الأعداء عليها من كل حدب وصوب ، بغية نهب خيراتها واستغلال ثرواتها ، وإضعافها من كل وجه ، واستثارة مشاعرهم حيال ذلك للدفاع عن أمتهم وحمايتها من كل من يريدها بسوء ، والعمل على إزالة أسباب الضعف التي لحقت بالأمة الإسلامية ، وحثهم على الالتحاق بالجمعيات الخيرية ، والهيئات الإغاثية ، لمساعدة المحتاجين والمتضررين ، لتكون الأمة الإسلامية كما وصفها الله عز وجل بقوله (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون).

وأخيراً ينبغي على المعلم تبصير المتعلم بحقيقة العالم الإنساني المعاصر ، وطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تربط بين شعوبه ، وتزويده بالحصانة الإيمانية المناسبة ، والتي تعمل على وقايته ـ بإذن الله ـ من الوقوع في التبعية الفكرية المقيتة ، أو الانجراف وراء الاتجاهات العالمية الهدامة ، بالإضافة إلى تزويده بالوسائل المناسبة التي تساعده على نشر رسالة الإسلام والسلام في ربوع العالم بأسره .

فإذا راعى المعلم هذه الأمور ، وعمل بموجبها ، يكون قد حقق جزءاً كبيراً من الأمانة الملقاة على عاتقه ، وكان له أكبر الأثر في النهوض بمستوى الطلاب ، والرقي بهم إلى مصاف الكمال ، فينشئون ـ بإذن الله ـ أسوياء قادرين على تحمل المسئولية ، والقيام بدورهم في الحياة، على أكمل الوجوه .

والله تعالى المسئول أن يصلح شبابنا وفتياتنا ، وأن يهديهم سبل السلام ، وأن يجنبهم الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، وأن يصرف عنهم كيد الكائدين ، ومكر الماكرين ، وأن يقيهم شر أنفسهم ، وشر الشيطان ، وشر كل من فيه شر ، والله أعلم وأحكم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .



الباحث: حسين نفاع الجابري (السعودية)

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27-08-2010, 11:37 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

الأخلاق في التربية النبوية
إن التربية النبوية عنيت بالأخلاق الإنسانية على نحو يختلف عن عناية الفلاسفة الغربيين في العصور القديمة والحديثة ، وعن الفلاسفة والحكماء الشرقيين على السواء ، فقد تحدث كل من سقراط وأفلاطون وأرسطو عن الأخلاق ، كل من منظوره الفلسفي والاجتماعي والسياسي ، ولكنهم لم يقدموا معايير أو مَحَكّات عملية للعمل الأخلاقي . وخلّفوا (علم الأخلاق) ، ولكن لم يقدموا معايير العمل الأخلاقي أو منظومة عملية للقيم ، تطبق في المجتمع والواقع العملي ، ولم تساعد الفلسفة الأخلاقية في حل مشكلات الإنسانية في مسارها التاريخي نحو المستقبل . وبقيت الإنسانية تعاني أزمة أخلاق ، في حين أن الإسلام قّدم إطاراً فكرياً وعملياً للأخلاق هدى ورحمة ، لكي تسعد الإنسانية وتحقق الغاية من وجودها - طاعة الله ، وإعمار الأرض - وبهذا ارتقت التربية الإسلامية إلى تربية عالمية ترتبط بحقـيقة الإنسان أينما كان وفي أي عصر ، فالإسلام دين خير وسلام . فالإنسان المسلم لديه رادع يردعه عن الإساءة للآخرين ، أو ارتكاب ما حرم الله ، والوقوع فيما نهى عنه ؛ لأنه يؤمن باليوم الآخر والثواب والعقاب الذي سيناله في الآخرة جزاءً لأفعاله. من هذه التربية يأتي الإعداد الصحيح للإنسان الصالح الذي يتبع هدى الله ، فهدى الله لا يترك الناس حيارى يتخبطون في التيه ، كل منهم يرسم الصورة على هواه ، وإنما يحدد لهم مواصفات هذا الإنسان في دقة ووضوح ، ويرسم لهم المنهج الذي يصلون به إلى تحقيق تلك الغاية.

وقال ابن الرومي :

كن مثل نفسك في السمو إلى العُلى لا مثل طينة جسمك الغدار

فالنفس تسمو نحـو عُـلو مَلِيكها والجسم نحو السِفل هاوٍ هار

وقال الشاعر :

والنفس راغبة إذا رغبتهـا وإذا تـردُ إلى قليـلٍ تقـنعُ

بهذه الأخلاق يسمو المؤمن ويرتقي بتربيته النبوية التي سبقه أجداده عليها ، فطريقه واضح ومنهجه مشرق ، يختلف عن منهج أولئك الضالِّين الذين يريدون أن يتبعوا آباءهم على الضلالة ، كما قال تعالى: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير)، (لقمان آيه 21) ، فأولى بالمسلم أن يتبع منهج سيد البشرية ، في تعامله وسائر أمور حياته حتى يُطهر نفسه ، ويزكيها من أدران الواقع الذي أصبح يغشى المؤمن ليخرجه إلى حياة اللهو والضلال . وبالتالي يخرج عن نطاق التربية النبوية ، التي تربي المؤمن تربية شاملة متوازنة ومتميزة كونها ربانية " تقرر وجود حقيقة مادية وأخرى روحية في كيان الوجود ، وفي كيان الإنسان ، ومن ثم تنظم حياة الإنسان على أساس واقعه المادي وواقعه الروحي ؛ لأنها لا تريد أن يعيش في السماء وهو في الأرض ، ولا أن يعيش منغمساً في الحياة الأرضية المادية وحدها ، فعالمه أوسع من عالم الحياة المادية- لأن في كيانه وجوداً روحياً- لهذا فهي تريد أن تجمع له حياة العالمين معا : عالم المادة ، وعالم الروح "، قال تعالى : (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون) ، (السجدة آية 7-9) ، الآية الكريمة فيها استدلال على أن الله U أحسن خلق الإنسان في جملة إحسان خلق كل شيء وبتخصيص خلقه بالذكر لما فيه من أطوار عجيبة تتكرر كل يوم أمامه ، بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً ، فأصله من تراب ، ثم كُوَّن فيه نظام النسل من ماء ، وفي خلقه دقائق ظاهرة و باطنة وأعظمها العقل ، فهو معجزة عظيمة في الإنسان . وإضافة الروح إلى ضمير الجلالة للتنويه بذلك السر العجيب الذي لا يعلم أدق تكوينه إلا هو U ، فالإضافة تفيد أنه من أشد المخلوقات اختصاصاً بالله تعالى ، والنفخ يبين الروحانية في الكثيفة الجسدية مع الإبداع في خلقه ، وجعل I الخطاب موجهاً للناس بأن خصهم بسمع وبصر ، وكلمة أفئدة أجمع من كلمة عاقلين ؛ لأن الفؤاد يشمل الحواس الباطنة كلها والعقل بعض منها ، وآثر بالامتنان الإنسان لأنه قليل ما يشكر نعم الحواس وقوى العقل ، التي هي أقوى من الامتنان بالخلق وتسويته ؛ لأن الانتفاع بالحواس والإدراك متكرر متجدد ، فهو محسوس بخلاف التكوين والتقويم فهو محتاج إلى النظر في الكون الذي سخره الله له ، وجعله يتناسب معه ، فصلابة الأرض مثلاً للسير عليها ، ورِقّة الهواء ليسهل استنشاقه للتنفس . والحيوانات لينتفع بها . وكل ما حوله مسخر له . وسوف يتم تناول الأحاديث النبوية التي توضح حدود وكيفية العلاقة بين الإنسان والحيوان ، كما تبين صلة الإنسان بما حوله - من أرض وجبال ورياح ومطر - والمنافع التي يحصل عليها وتعينه على مطالب الحياة الضرورية .







د. فاطة باجابر (السعودية)

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27-08-2010, 11:54 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

مشكلة الأمية
لم يأت في شريعة من الشرائع، ولا في ملة من الملل العناية بالعلم، والإشادة بأهله وذويه، كما جاء في الإسلام ، والنصوص في هذا لا تحصى كثرةً، وكل ذلك يعد تحذيراً في نفس الوقت من الأمية التي بمعنى الجهل، والذي يعد أكبر مشكلة تواجه التنمية، ولذا ينظر العالم بصفة عامة إلى هذه المشكلة من جميع جوانبها، ويبذل الأموال الطائلة في سبيل علاجها، بل كونت بعض البلدان وزارةً كاملةً لدراسة هذه المشكلة والخروج بحلول مناسبة لها، ومما يبين عناية التربية الإسلامية بأمر العلم والتعليم ما يلي :

1 ـ قوله تعالى (( اقرأ بسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم )) وهذه أول الآيات نزولاً على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وفيها الأمر بالقراءة، والإشادة بالقلم ، وهما من أعظم وسائل التعلم .

2 ـ قوله تعالى (( وقل رب زدني علما )) فلم يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يطلبه الزيادة من شيء إلا من العلم .

3 ـ قوله تعالى (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) قال الألوسي ( فيها دلالة على فضل العلم ، ورفعة قدره ، وكون الجهل بالعكس، واستدل به بعضهم على أن الجاهل لا يكافئ بنت العالم ) .

4 ـ وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ... ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي ، وقد أفرد ابن رجب لشرح هذا الحديث العظيم كتاباً سماه ورثة الأنبياء .

5 ـ الأمر لأهل العلم بأن يقوموا بنشر العلم بين أفراد المجتمع ، والوعيد الشديد لمن كتمه ، حيث يقول تعالى (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) وبهذه الآية استدل أهل العلم على وجوب تبليغ الحق ، وتبيان العلم على الجملة ، ولذا قال علي رضي الله عنه ( ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا ).

6 ـ الأمر بسؤال أهل العلم ، كما قال تعالى (( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ففيه الأمر بالتعلم وسؤال أهل العلم ، ونهي عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم ، وفي هذا حماية لمصدر التعلم ، وبيان لأهميته الكبرى ، حيث يعد المعلم العالم أهم ركائز العملية التعليمية ، ومن تحت يده يتخرج القضاة والمصلحون والأطباء والمهندسون ، وسائر المبدعين في جميع التخصصات العلمية والمهنية التي يحتاجها المجتمع ، ويتطلب إيجاد الأكفاء من أبناء البلد للعمل على توفيرها ، ومن المؤسف له أن العالم الإسلامي يعاني من ارتفاع نسبة الأمية ، حيث تبلغ نسبتها في النساء 80% ، بينما تبلغ نسبتها في الرجال 35% ، وهي بهذا حقيقة بإيجاد التخلف ، والاحتفاظ بالمستوى المتدني للعالم الإسلامي ، كما أنها تمثل عائقاً كبيراً للتنمية البشرية .



الباحث: حسين نفاع الجابري (السعودية)

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27-08-2010, 11:59 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

أهمية التآلف الاجتماعي


للتآلف الاجتماعي أهمية بالغة وعظيمة في حياة البشرية عموما, والمؤمنين علىِ الوجه الخصوص، حيث إن الوحدة الإسلامية لا تتحقق بين أبناء المجتمع إلاّ بتمام الألفة والتضامن بينهم.

ويُعتبر الاهتمام بأمر الوحدة والتآلف بين المسلمين من أعظم الجهاد في سبيل الله, قال السعدي: "فإن من أعظم الجهاد السعي في تحقيق هذا الأصل في تأليف قلوب المسلمين واجتماعهم على دينهم ومصالحهم الدينية والدنيوية في جميع أفرادهم وشعوبهم, وفي ربط الصداقة والمعاهدات بين حكوماتهم بكل وسيلة, ومن أنفع الأمور أن يتصدى لهذا الأمر جميع طبقات المسلمين من العلماء والأمراء والخبراء وسائر الأفراد منهم؛كل أحد يُجدّ بحسب إمكانه ,فمتى كانت غاية المسلمين واحدة ـ وهي الوحدة الإسلامية ـ وسلكوا السبل الموصلة إليها, ودافعوا جميع الموانع المعوقة والحائلة دونها, فلا بدّ أن يصلوا إلى النجاح والفلاح"



فالتربية الاجتماعية تهدف إلى ربط الفرد بالمجتمع, وأن يغرس فيه الشعور بالولاء والانتماء إليه وأن يكون الفرد مشاركا في شؤون المجتمع, ومسئولا فيه في ذات الوقت, وتتجلى مسؤولية المجتمع عن الفرد في مبدأ التكافل والتآلف الاجتماعي, وحفظ الحقوق والأموال والأنفس بالعدل.



فمتى تربى أفراد المجتمع وتآلفوا صلحت عقولهم وصفت نفوسهم, وتهذبت أرواحهم, وقويت أجسادهم فيكون المجتمع بذلك صالحا وقويا ومهذبا.



والألفة والتضامن ينبغي أن تقوم على شروط,من أهمها ما يلي:



أ ـ كمال الإيمان بالله تعالى رباً, وبالإسلام دينا, وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياًّ.

ب ـ النهي والتحذير من البغض وأسبابه المثيرة له.

ج ـ البعد عن الحسد ومقتضياته.

د ـ التحذير الشديد من التقاطع بين الناس المؤدي للتدابر والتنافر بينهم.

هـ ـ استشعار الفرد المسلم بواجب الوحدة الإسلامية مع إخوانه المسلمين.

و ـ بذل الجهد على المستويين الفردي والجماعي لتحقيق هذه الوحدة.



الباحث : أبوبكر أمادو علي (النيجر)

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 28-08-2010, 12:02 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

أسس الاستماع التربوي


الاستماع للآخرين له أصول وآداب، وكذلك الاستماع للقرآن له آداب ينبغي أن يتحلى بها المربون، فإذا أحسن المتربي الاستماع، وتحلى بهذه الآداب أعانه ذلك على التدبر، يقول أبو بكر الآجري: "فكان حسن استماعهم يبعثهم على التذكر فيما لهم وعليهم".



وللتربية على الاستماع، على المربي أن يطلب منهم صراحةً، وليس بالإشارة والتلميح، أن يستمعوا وينصتوا للآيات التي سوف تُقرأ عليهم، وقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من بعض أصحابه أن يستنصت الصحابة ليستمعوا إلى توجيهاته صلى الله عليه وسلم، فعن جرير رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (استنصت الناس) ثم قال: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض).





ومن أهم ما ينبغي أن يتربى عليه المستمع لكتاب الله ما يلي:

1ـ التهيؤ الذهني والنفسي قبل الاستماع: ويتطلب التهيؤ تجاوباً جسدياً من المستمع، وذلك بأن يثبت أعضاءه ولا يحركها، والتجاوب الجسدي نتيجة نتيجة حتمية لتوجيهات القلب الذي يأمر الأعضاء فتطيع، قال وهب بن منبه: "من أدب الاستماع سكون الجوارح، والعزم على العمل...يعزم على أن يفهم، فيعمل بما فهم". وهذا هو الاستماع التربوي المحمود، وذلك بأن يروض المتربي أعضاءه وجوارحه، فلا يشتغل قلبه عما يسمع من آيات، ويغض طرفه فلا ينصرف فؤاده بما يرى، ويحصر عقله فلا يحدث نفسه بشيء سوى ما يستمع إليه، والأهم من ذلك أن ينوي بقلبه على أن يبذل جهده لكي يفهم ما يستمع إليه، ثم يبادر مباشرةً للعمل بما فهم.



2ـ عدم الانشغال عن الاستماع أثناء القراءة، كأن ينظر إلى ما حوله من موجودات، أو يمسك بكتاب أو مسبحة أو غيرها من المباحات، فضلاً عن التلهي بالمحرمات، ومن صفات أعداء الله أنهم يبذلون جهدهم بشتى الوسائل لصرف أبناء الأمة عن استماع القرآن، قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ).



3ـ التفكير أثناء الاستماع في الآيات المتلوة، حيث يتدبر ما يسمع، ويستعرض أحوال النفس معها، وهذه صفة ممدوحةٌ من صفات عباد الرحمن، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمَّاً وَعُمْيَاناً). يقول القرطبي: "فكان حالهم يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ـ عند المواعظ ـ الفهم عن الله، والبكاء خوفاً من الله، ولذلك وصف الله أحوال المعرفة عند سماع ذكر الله وتلاوة كتابه، فقال: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحِقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ). فهذا وصف حالهم، وحكاية مقالهم، فمن كان مستناً فليستن".



4ـ الخشوع والبكاء أثناء الاستماع، وبذلك يحدث حسن التفاعل القلبي والجسمي مع الآيات المسموعة، فلا يكون التفاعل بالآهات المنكرة أو الأصوات المزعجة، ولا يكون البكاء بالصراخ والعويل، كما يفعله بعض المستمعين للقرآن، وإنما يكون الخشوع والبكاء منضبطاً ومتأسياً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يصفه ابن القيم رحمه الله بالأوصاف التالية: "لم يكن بكاؤه صلى الله عليه وسلم بشهيق ورفع صوت، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويُسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه عند سماعه القرآن بكاء اشتياق ومحبة وإجلال، مصاحب للخوف والخشية".

وبهذا التفاعل يكون للاستماع أثره التربوي، وفعله التدبري، وقد وصف القرآن أهل العلم الذين يسمعون كلام الله بأنهم يبادرون إلى الطاعات، ويتأثرون، ويبكون ويخشعون، قال تعالى: (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إَّ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلَى عَلَيهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأذْقَانِ سُجَّداً، وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا، وَ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً). يقول الشوكاني: "يبكون بتأثير القرآن في قلوبهم، ومزيد خشوعهم حيث (يزيدهم) سماع القرآن (خشوعاً) أي لين قلوب، ورطوبة عين".

كما أن صفة البكاء عند سماع القرآن من صفات المصطفين الأخيار من عباد الله الصالحين، الذين قال الله عنهم: (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِم آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيَّأً).



وذكر أبو نعيم في الحلية أنه: "لما قدم أهل اليمن زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وسمعوا القرآن، جعلوا يبكون، قال أبو بكر: (هكذا كنا)".



5ـ التفاعل الحسي والمادي: أي الاستجابة المطلقة بعمل الجوارح، وبذل غاية الجهد لتنفيذ ما تدعو إليه تلك الآيات أو تحذر منه، قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللهَ واسْمَعُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ)، وقال أيضاً: (فاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا وَأَنْفَقُوا خَيْراً لأنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولائِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ).

وقد أخبر الله عن أمة اليهود أنهم يسمعون ولا يستجيبون، قال تعالى: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إلاَّ قَلِيلاً).

بينما من صفات المؤمنين أنهم يبادرون للاستجابة، فعلاً وتركاً، إذا سمعوا أوامر ربهم ونواهيه، قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ والمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ باللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ).



د. هاشم بن علي الأهدل (السعودية)

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 28-08-2010, 12:05 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

التعاون على البر والمواساة


إنّ من أبرز مظاهر التّآلف الاجتماعيّ في العهد النبوي,التّعاون على البرِّ والمواساة بين المؤمنين, وقد كان بين الصحابة رضي الله عنهم نوع من التكافل والتناصر والمواساة ما يُضرب به المثل امتثالا لقول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوى الله إن الله شديد العقاب)

وقد مدح الله عزّ وجلّ الأنصار رضي الله عنهم بقوله( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبيّ صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع, فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله, فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك.

وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جدّه قال: لمّا قدموا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع, فقال سعد بن الربيع, لعبد الرحمن بن عوف: إنّي أكثر الأنصار مالاً, فأقسم مالي نصفين, ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي فأطلقها, فإذا انقضت عدّتها فتزوجها, قال بارك الله لك في أهلك ومالك, أين سوقكم؟ فدلّوه على سوق بني قينقاع فما انقلب إلاّ ومعه فضل من أقط وسمن, ثمّ تابع الغدو يوما وبه أثر الصفرة فقال النبّيّ صلى الله عليه وسلم : (مَهْيَمْ) قال تزوجت. قال كم سقت إليها. قال نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب.. شكّ إبراهيم.

فهذا الحديث يدلّ على قدر وعظم البرّ والمواساة والإيثار بين المهاجرين والأنصار.

ومن مظاهر البرّ والمواساة بينهم كذلك, موقف الصحابي الجليل الذي آثر ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعامه وطعام أولاده؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلا الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من يضم أو يضيف هذا), فقال رجل من الأنصار: أنا, فانطلق به إلى امرأته, فقال أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني فقال: هيّئي طعامك, وأصبحي سراجك ونوِّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء. فهيّأت طعامها, وأصبحت سراجها ونومت صبيانها ثمّ قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته, فجعلا يريانه أنّهما يأكلان فباتا طاويين, فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما) فأنزل الله تعالى: ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) يستفاد من هذا الحديث, بيان أهمية تربية النشء على الزهد في الدنيا, وأن الغاية والهدف هو الآخرة؛ وبيان ما هو عليه صلى الله عليه وسلم من شظف العيش, وقلّة ذات اليد, مع أنّه عليه الصلاة والسلام أكرم الخلق على الله, فلو كانت الدنيا تساوي عند الله شيئا؛ لكان أبرّ الناس بها وأحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويستفاد من الحديث كذلك حث المُرَبُّين والأئمة والدعاة على تربية الأجيال على الإقتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في البرّ والمواساة لإخوانهم المسلمين.

الباحث: أبو بكر علي أمادو (النيجر)

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 28-08-2010, 12:09 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

حقوق الوالدين (الجزء الأول)
لا تنتهي مهمَّة الوالدين بالإنجاب ، بل يتبع ذلك مشاقّ عديدة، ومسؤوليَّات متلاحقة ؛
فالأولاد في المهد محتاجون إلى عنايةٍ خاصَّةٍ وملاحظةٍ دائمةٍ .
ثمّ إذا ما تُرِكُوا إلى عرصة الدار احتاجوا إلى رعايةٍ من نوعٍ جديدٍ، ومتابعة دؤوب؛ لكونهم يُقابلون الحياة –لأول مرة-دون درعٍ أو سلاح.
ثمّ تأتي مرحلة التعليم والتربية وما أشقّها من مرحلة ، وما أكثر مسؤوليَّة الآباء فيها .
وهكذا يمضي الأبناء في طريقهم حتى يصلوا إلى مرحلة تحمُّل المسؤوليَّة .
ولكن ! مخطئٌ من ظنّ أنّ اهتمام الآباء يقف عند هذا الحدّ ؛ إنَّهم يُلاحقون أبناءهم حيث كانوا ؛ في سفرهم وإقامتهم ؛ في قربهم وبُعدهم ؛ في غناهم وفقرهم ، ولا يتردّدون في مشاركة أبنائهم ولو بشيءٍ يسير دون أن ينتظروا جزاءً أو شكوراً .
فكان من الطبيعي أن يُوصي الإسلام بالآباء، ويُحذِّر من عقوقهم؛ حتى إنَّ الله عز وجل قرن الإحسان إلى الوالدين بعبادته فقال: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) [الإسراء: 23]، وقال : (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) [النساء: 36] ، ووصّى بهما فقال : ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير [لقمان: 14] .
وكذا وصَّى بهما رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، وجعل عقوقهما من أكبر الكبائر، فقد روى البخاري في صحيحه ، وغيرُه ، من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ » . ثَلاَثًا . قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ». وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: « أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ » . قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ . الحديث.
وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم برَّ الوالدين من أحبِّ الأعمال إلى الله . روى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه ، قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ : « الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا » . قلت: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ». قلت : ثُمَّ أَيّ ؟ قَالَ : « الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ » .
ولِعِظَمِ المهمَّة الملقاة على عاتق الأمّ ، كرَّر الإسلام الوصيةَ بالإحسان إليها ؛ فهي التي حملت ولدَها وهناً على وهن، وغذّته بلبانها، وتعهّدته برعايتها حتى بلغ أشدّه ؛ سهرت لينام، وتعبت ليستريح، وتحمّلت من ألوان الشقاء الكثير كي يحيا ويسـعد .
من أجل هذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببرِّها، حين أوصى بها أحدَ أصحابه قائلاً: "اِلْزَمْهَا، فإنَّ الجنَّةَ تَحْتَ أَقْدَامِهَا"، "اِلْزَمْ رِجْلَهَا، فَثَمَّ الجنَّة" .
فلزومُ طاعة الأمَّهات–في غير معصية الله- سببٌ لدخول الجنَّة، ونيلِ المغفرة والثواب من الله عز وجل .
وقد جعل الإسلام حقَّ الأم على الأبناء ثلاثة أضعاف حقِّ أبيهم ؛ لأنّ الأمّ تُعاني بحمل الولد وولادته وإرضاعه، والقيام على أمره وتربيته أكثر ممَّا يُعانيه الأب.
روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ س ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : « أُمُّكَ ». قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : « ثُمَّ أُمُّكَ ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ: « ثُمَّ أُمُّكَ ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : « ثُمَّ أَبُوكَ » .
وتكرار هذه الوصية بالأم لعظم مسؤوليتها –كما أسلفت-، ولكونها ضعيفة ؛ قد يتجرّأ عليها أبناؤها لما يرون من ظواهر عطفها ورحمتها وحنانها، أو يتهاونون في أداء حقِّهـا الذي أوجبه الله عليهم . من أجل ذا خصَّها الإسلام بمزيدٍ من التذكير والتحذير .
ومهما قدَّم الإنسان لوالديه –ولا ســيّما أمّه- ، فإنَّه لا يُوَفِّيهم إلا شيئاً يسيراً ممَّا قدَّما .
رُويَ أنَّ رجلاً جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله إنِّي حملتُ أمي على عنقي فرسخين في رَمْضاء شديدة ، لو أُلقيَت فيها بضعة لحمٍ لنضَجَت . فهل أدَّيتُ شُكرَها ؟ فقال : "لعلّه أن يكون لطلقةٍ واحدةٍ".
ورُوي –أيضاً- أنَّ رجلاً قال : يا رسول الله : إنَّ أمي كَبُرَت حتى صِرْتُ أغسِلُ ذلك منها ، فهل جَزَيْتُهَا ؟ قال : "لا ، ولا بزَفْرَةٍ واحدةٍ" .
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان أنّ عليًّا وعمر رضي الله عنهما خرجا من الطواف ، فإذا هما بأعرابيّ معه أمّ له يحملها على ظهره ، وهو يرتجز ويقول :
أنا مطيتهـا لا أنفر وإذا الركــاب ذعرت لا أذعــر
لبيك اللهم لبيـك بما حملتني ورضّعـتني أكـثــــر
فقال علي رضي الله عنه : مُرَّ يا أبا حفص ، ادخل بنا الطواف ، لعلَّ الرحمة تنزل فتعمَّنا . قال : فدخل يطوف بها وهو يقول :
أنا مطيتهـا لا أنفر وإذا الركاب ذعرت لا أذعـــر
لبيـك اللهم لبيـك وما حملتني وأرضعتني أكـثـــر
وعليّ رضي الله عنه يجيبه :
إن تبرها فالله أشــكر يجزيك بالقليل الأكـثـــر
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان –أيضًا- عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه أنَّ رجلا من أهل اليمن حمل أمه على عنقه فجعل يطوف بها حول البيت وهو يقول :

إني لها بعيرها المدلل :::: إذا ذعرت ركابها لم أذعر

وما حملتني أكثر
ثم قال : أتراني جزيتها ؟ قال ابن عمر : لا ، ولا بزفرة .
انتهى الجزء الأول

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 28-08-2010, 12:17 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

أثر البيئة في الحياة الاجتماعية و التربوية


استوقفني نص تراثي كنت استشهدت به أثناء إعدادي لرسالة الماجستير عن الوصايا التربوية في الأندلس و المغرب ، جاء فيه أن ابن أبي أصيبعة روى عن القاضي أبي مروان الباجي ،قال: سألت القاضي أبا بكر بن أبي الحسن الزهري عن سبب تعلمه صناعة الطب فقال لي : إني كنت كثير اللعب بالشطرنج، ولم يوجد من يلعب مثلي به في إشبيلية إلا القليل، فكانوا يقولون: أبوبكر الزهري الشطرنجي، فكان إذا بلغني ذلك أغتاظ منه، فقلت في نفسي لابد أن أشتغل عن هذا بشيءٍ غيرِه من العلم لأُنْعت به، ويزول عني وصف الشطرنج ... فعدلت إلى أبي مروان عبد الملك بن زهر، و اشتغلت بصناعة الطب، وكنت أجلس عنده وأكتب لمن جاء مستوصفا من المرض الرقاعَ، واشتهرت بعد ذلك بالطب، وزال عني ما كنت أكره الوصف به.

و الذي يثير في هذا النص هو مدى تأثير البيئة الاجتماعية على شخصية الرجل ، و كذلك إرادته في الانسجام معها و التكيف وفقها ، فالأندلس في ذلك الوقت كانت أرض عِلم و جِدّ حتى قال المقري عنها و عن أهلها : (( وأما حال أهل الأندلس في فنون العلم، فتحقيق الإنصاف في شأنهم في هذا الباب أنهم أحرص الناس على التمييز، فالجاهل الذي لم يوفقه الله للعلم يجتهد في أن يتميز بصنعة ويربأ بنفسه أن يرى فارغا عالة على الناس لأن هذا عندهم في نهاية القبح، والعالم عندهم معظّم من الخاصة و العامة يشار إليه، ويحال عليه، وينبه إلى قدره وذكره عند الناس ، ويكرم في جوار أو ابتياع، أو ما أشبه ذلك )).



وهذا يؤكد حقيقة اجتماعية و تربوية : أن للبيئة تأثيرا كبيرا على اتجاهات الأفراد و ميولهم ، وبقدر ما يتوفر لدى الأمة من بيئة ثقافية و اجتماعية وعلمية فإنه يتحقق لها مجتمع راق يسمو بأفراده عن السفاسف و الكسل والدعة و الخمول ، وهذا ما نشاهده - مع الأسف -في بلد صناعي متقدم كاليابان حيث يعظم فيه العلم و يعطى للتعليم الأولوية في سلّم الاهتمام ، بل يُعد مقياسا و معيارا للفرد الناجح و الأسرة الناجحة ، ولقد ساعد على ذلك تضافر الجهود التربوية و الثقافية و الإعلامية و السياسية و الاقتصادية مما أنتج جيلا يتحدى دولا سبقته في مجال الصناعة و التقنية. و كان الأولى أن يحدث هذا في البلدان الإسلامية التي يعظم فيها دينها العلم و يرفع من شأن صاحبه فهو عامل قوي في إيجاد البيئة العلمية و التربوية السليمة . لكن تباين الاتجاهات الإعلامية و التربوية و الاجتماعية و تناقضها أضعف البيئة السليمة التي ترفع من فاعلية الفرد و جديته .



ولذلك هَوتْ بيئة الأندلس حين أصبحت تهتم بغير العلم من اللهو و غيره فسقطت ضعيفة في يد العدو ، و أصبحت لقمة سائغة له ، فهل يا ترى نعي الدرس؟







( نشر في مجلة الشمال التربوي منطقة عرعر - العدد الثالث )





فريد بن عمر عزوق ( باحث جزائري )

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 28-08-2010, 12:25 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

حقوق الوالدين (الجزء الثاني)
والإسلام قد أمر بمصاحبة الوالدين بالمعروف ؛ إذ الاختلاف في وجهات النظر أمرٌ قد يحدث بين الآباء والأبناء. والآباء عندما يأمرون، وينهون، ويُعاتبون ، فإنَّما يدفعهم إلى ذلك رغبتهم في الوصول بأبنائهم إلى أعلى مراتب الحياة .

فعلى الأبناء أن يُحسنوا مصاحبة آبائهم، ولتكن مجالستهم إيَّاهم بأدبٍ وتوقير، وعليهم أن لا يرفعوا أصواتهم في وجوههم، وأن لا تكون مناقشتهم بعنف وشدّة ، بل بتلطُّفٍ واسترضاء . وعلى الآباء أن يسمحوا لأبنائهم بالكلام في حدود الأخلاق والوقار ، على أن لا يتجاوزوا هذه الحدود .

وما الذي يُضير الأبناء لو نزلوا عند رغبة آبائهم، وحسموا الخلاف لصالحهم؛ لكثرة خبرتهم، وعِظم حكمتهم، وشدّة فهمهم للحياة ؟

هذا إذا لم يكن الخلافُ في العقيدة . أمَّا إن كان فيها فلا يُطاع الآباء في معصية الخالق سبحانه وتعالى ؛ فلو أُمر الولد بالسرقة ، أو حُرِّضت الفتاة على سلوك سبيلٍ مخالفٍ لسبيل الحشمة والعفاف ، أو نُهِيَ الابن عن أداء فرضٍ ، وَجَبَ على الأبناء أن يقفوا في وجه المعصية، مع الدفع بالحسنى ، والمصاحبة بالمعروف ، امتثالاً لقول ربِّنا عزوجل (وان جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) [لقمان : 15] .

سُئل الإمام الأوزاعيّ رحمه الله عن الرجل تمنعه أمُّه عن الخروج إلى الجماعة والجمعة ، فقال : "ليطعْ ربَّه ، وليَعْصِ أُمَّه في ذلك".

وروى الإمام البخاري عن الحسن البصري رحمه الله أنَّه قال : "إن مَنَعَتْهُ أمُّه عن العِشاء في الجماعة شفقةً عليه ، فلا يُطعْهَا".

ولا يمنع كفر الآباء من حُسن مصاحبتهم ؛ فقد روى الإمام البخاري في صحيحه أنَّ أسماء بنت أبي بكر أتَتْها أُمُّها المشركة ، فسألت النبيَّ r : أَصِلُهَا ؟ فقال: "نعم"، فأنزل الله تعالى فيها لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله لايحب المقسطين* إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهرو على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظلمون) [الممتحنة: 8-9] .

فالله تعالى أوصى الإنسان بوالديه ، وأمره بالعطف عليهما ، والإحسان إليهما وألزمه طاعتهما لما تحمَّلا في سبيله من المتاعب والمصاعب . ومع كلّ هذا حذَّره من طاعتهما في الشرك والعصيان ؛ لأنَّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

وليس الأمر قاصراً على الإحسان ، والمصاحبة بالمعروف ، وعدم العقوق،بل يجب على الأبناء أن يكونوا على مستوى لائق من الأدب مع النَّاس؛ فالمجتمع يرى فيهم امتدادًا لوالديهم، ونبتة تولّوْا غرسها، وفسيلةً زرعوها وتعاهدوها. فكان من الواجب أن يُعطوا صورة كريمةً عن أولئك الغارسين ؛ فلا يتطاولوا على الغير ؛ إذ التطاول يجرّ إلى الانتقام، ويُسبِّب العدوان الذي قد يطال نفوسهم ووالديهم بالشتم والسبّ .

وهذا ما حذَّر منه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ » . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : « يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ ، وَيَسُبُّ أَمَّهُ » .

وعلى الأبناء أن يتعهَّدوا آباءهم بالرعاية عند الكبر ؛ لأنّ ذلك من أسباب دخول الجنَّة ؛ كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقــولـه : « رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ». قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : « مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ » .

وبرُّهما عند الكبر، أو أحدِهما سببٌ لنيل الثواب والأجر الكثير؛ فقد أتى رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنِّي أشتهي الجهاد، ولا أقـدِر عليه ؟ قال : "هل بقيَ من والدَيك أحدٌ ؟ " . قال : أمِّي. قال : "قابل اللهَ في برِّها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ، ومعتمرٌ، ومجاهدٌ".

ولا يتوقَّف البرّ برحيل الأبوين ، بل يُطالَب الأبناء عندها بمسؤوليَّة جديدة، تتضمَّن الدعاء لهما، وطلب الرحمة والمغفرة لهما ، وإنفاذ عهدهما ، وأداء ديونهما ، وإكرام صديقهما ، وقضاء كافَّة الحقوق التي عليهما للنَّاس ، وصلة الرحم التي لا تُوصل إلاَّ بهما .

روى مسلم في صحيحه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إنَّ أبرّ البِرِّ صلةُ الولدِ أهلَ وُدِّ أبيه".

وروى أبو داود في سننه عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ف ، إِذ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ؟ قَالَ : « نَعَمِ الصَّـلاَةُ عَلَيْهِمَا ، وَالاِسْـتِغْفَارُ لَهُمَا ، وَإِنْفَاذُ عَهْـدِهِـمَـــا مِـنْ بَعْدِهِمَا ، وَصِـلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لاَ تُوصَـلُ إِلاَّ بِهِمَا ، وَإِكْــرَامُ صَـدِيقِهِمَا ».

وهذا الصنيع يُعدّ صلةً للوالد في قبره. فعن بُردة قال : قدمتُ المدينةَ، فأتاني عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال: أتدري لم أتيتُك ؟ قلت : لا . قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"من أحبَّ أن يصلَ أباه في قبره، فليصِلْ إخوانَ أبيهِ مِنْ بَعْدِهِ"، وإنَّه كان بين عمرَ أبي، وبين أبيك إخاءٌ وودٌّ، فأحببتُ أن أصلَ ذلك".

وليس هذا فحسب ، فهناك الكثير من الحقوق التي لم أُوردها .

وما أوردته قليلٌ من كثيرٍ منها .



الدكتور/ عبدالقادر بن محمد عطا صوفي

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
" دورة مـــطبخ المجــالس"( متجدد) &آهــــات الحــــزن& مـطـبـخ الـمـجـالـس 328 01-02-2009 02:34 PM
ريـــمكس شـــباب وبنـــات " موضوع متجدد" &آهــــات الحــــزن& المجلس العــــــام 39 20-11-2008 11:58 AM
عــدنا ريمكس شباب وبنات " متجدد" &آهــــات الحــــزن& المجلس العــــــام 18 06-11-2008 03:51 PM
أحاديث خفق لها قلبي "متجدد بإذن الله" سمو الرووح المجلس الإســــلامي 2 26-07-2008 11:26 PM
دراسات خفيفة "موضوع متجدد" قلب الشوق مجلس الدراسات والبحوث العلمية 26 25-06-2007 06:43 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:41 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع