مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الدراسات والبحوث العلمية

مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-11-2005, 07:10 AM
سهيل الجنوب سهيل الجنوب غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 873
معدل تقييم المستوى: 20
سهيل الجنوب is on a distinguished road
مـكـتـبــــــة مـجـالـس العجمـــــان (( كتب + دراسات + مقالات )) ( الجزء الثالث )


العولمة : المواجهـة بالاقتنــاع والإقنــاع

جدة -نورة خالد السعد(رئيس قسم الاجتماع /جامعة الملك عبدالعزيز )
رغم اختلاف الآراء حول مفهوم (العولمة) إلا أن هناك إجماعاً على تعزيز المتغير الاقتصادي من متغيرات هذا المفهوم؛ لأن العولمة كانت وليدة النظام الرأسمالي كما كانت الرأسمالية إحدى ثمرات الثورة الصناعية وما واكبها من تغيرات اجتماعية واقتصادية. إذا توقفنا عند تحليل أحد التعريفات العديدة للعولمة فنجد أنها (ليست مجرد آلية من آليات التطور الرأسمالي؟ بل هي أيضاً بالدرجة الأولى أيديولوجيا تعكس إرادة الهيمنة على العالم). وكما يذكر الأستاذ سيد ياسين؛ أنه لا يمكن اختيار تعريف واحد للعولمة، وإسقاط باقي التعريفات. ذلك أن كل تعريف منها يلمس الواقع في أحد جوانبها (بصفتها ظاهرة مركبة ومعقدة) فالعولمة تجمع بين جوانبها متغيرات عديدة كونها تمثل حقبة تاريخية هامة، فهي هيمنة للقيم الغربية بوجه عام والقيم الأمريكية بوجه خاص، وهي أيضاً ثورة تكنولوجية واجتماعية. إن العولمة بصفتها تياراً اقتصادياً وفكرياً ساحقاً يجتاح العالم النامي بشكل خاص، هي صورة حديثة من صور هيمنة الأقوى على الأضعف، التي اكتسحت المجتمعات المهزومة في الحروب السابقة. ولكن هذه الصورة الحديثة تجيء وفق متغيرات هذا العصر بتقنيته الحديثة.. وثورة الاتصالات ولهذا حملت الجانبين السلبي والإيجابي. وبما أن الجوانب السلبية للعولمة تأخذ عمقاً ربما أكثر حدة من الجوانب الإيجابية التي لا تزال محدودة بالقيود الخاصة بالنسق الاقتصادي. ولهذا تولد هذا القلق الاجتماعي الذي يدفع كل قارئ للحدث التارخي أن يسأل: نحن والعولمة: من سيربي الآخر؟ إن العولمة ظاهرة عالمية غربية تحمل تحدياً حقيقياً لهوية الإنسان المسلم وكينونته الحضارية خصوصاً في عالمنا النامي، في ظل ضعف الدور التنموي الفعال، وعدم تجسير الفجوة بين الجانبين الثقافي والمادي في الإطار الحضاري للوجود البشري. وبما أن خطر العولمة - إذا تحدثنا عن جوانبها السلبية - يتضح أكثر في المجال الثقافي ذلك أنها تتدخل مباشرة في صياغة الفكر والقيم، وتؤثر في السلوك الإنساني، وتملك الهيمنة الطاغية على هذه المتغيرات المتعددة، وبالتالي يصبح من الصعوبة تجاهلها أو محاربتها؛ لأننا شئنا أم أبينا نقع في مجال هيمنتها، ولهذا لابد من إحداث وعي بمفهوم (العولمة) وتعريفاته المتعددة واستيعاب جوانبها الإيجابية بموضوعية، والسلبية هذه موضوعية لابد من استحضارها تفرضها علينا متطلبات الدور الاستخلافي للإنسان على الأرض. إذ إن متطلبات هذا الدور المحوري لم تتغير، ومضمون «الدور الاستخلافي» لم يتغير، حتى في حالة تغير المنوط بهم هذا الدور من خلال تغير الظروف المحيطة بهم، وانهزامهم في دوائرها. فما حدث من تغير في آلية التطبيق لوصف { كنتم خير أمة أخرجت للناس} عبر مراحل تاريخية مرت بالعالم الإسلامي كانت سبباً في تغيير الصورة المثالية، التي كان ينبغي علينا الوصول إليها والحفاظ عليها. ولهذا مطلوب منا- حالياً- بصفتنا مسلمين، أن نوضح أنه لا حجة على هذا الدين بخطأ أولئك الأفراد والجماعات، ومن الإنصاف أن تكون هذه المتغيرات في الناس وفي آلية التطبيق محررة وواضحة في ذهن المسلم «الذي يواجه العولمة» لأن الغفلة عنها بصفتها حقائق سوف يضر بمبدأ إبلاغ الدعوة وأداء رسالته في كل زمن، لأنها رسالة مستمرة لا تتوقف عند مرحلة تاريخية، ولا عند أشخاص معينين.. من كل هذا لابد من تنقية ذواتنا المسلمة أولاً من هذه الضبابية حتى يكون واضحاً ما المقصود «بالدور الاستخلافي»، أي واجبنا تجاه أنفسنا أولاً بكل المقاييس العقدية والاجتماعية والحضارية، ثم تجاه الآخرين من حولنا. من هذا لابد أن يتحول استيعابنا لمفهوم «العولمة» كما هي في الواقع المعاصر، وكما ستكون عليه في المستقبل خطوة مبدئية وضرورية، ومعرفة آثارها على أنماط حياتنا الاجتماعية والاقتصادية، يتحول هذا الاستيعاب وهذا الوعي إلى مواجهة موضوعية نعترف فيها بضعفنا أن نكون «خير أمة». أمام هذه التحديات، والاعتراف هنا هو المفتاح لمعرفة كيف يمكن أن نواجه العولمة؟ هذه المواجهة كي تنجح لابد من استحضار جدلية الاقتناع والإقناع لدى الإنسان - محور الاهتمام - فالاقتناع هو الخطوة المبدئية لميلاد الإرادة الإنسانية كي تقف في وجه إرادة الهيمنة، فالمسلم له رسالة عالمية، ولابد من استعادة عظم مسؤولية هذه الرسالة كي نستثير داخله كوامن الهدوء والاستسلام والانهزام السائدة في عالمه حالياً. لابد من الاقتناع بأن هذا الإنسان له دور حضاري عليه أن يؤديه، ومن خلاله يواجه تحديات العولمة. وكي يتحقق هذا الاقتناع ثم الإقناع لابد أيضاً من استراتيجية شاملة نعيد فيها صياغة متطلبات بناء الإنسان ذهنياً وثقافياً قبل البناء الاجتماعي - من خلال هذه الاستراتيجية التي يجب أن يعاد من خلالها صياغة متفاعلة مع المتغيرات المعاصرة، والعولمة تشكل أهمها. لأن من نتائج جدلية الاقتناع والإقناع توافر إمكانية (الدور الانتقائي) المتوقع الذي سيسهم في أن يرتفع بهذا الإنسان إلى مستوى المعادلة الحضارية (مع) وليس (دون)! ما أعنيه أنه لابد من تعزيز قوي للقيم الإسلامية وتحويلها إلى واقع معاش وليس فقط مثاليات في صفحات الكتب لا يتمكن الجميع من تمثلها في حياتهم كما ينبغي. إن الانتقال الإجرائي بهذه المفاهيم في شموليتها في نسق الحياة اليومية.. ثقافياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وسلوكياً.. من الجانب شبه النظري إلى المستوى الواقعي الفعلي لابد منه خطوة مبدئية وأساسية إذا كنا نرغب في إيجاد الفرد الذي يحقق الدور الانتقائي لآثار العولمة.. ولابد من تهيئة الإمكانات الاجتماعية والاقتصادية في تعدد احتياجات الفرد في المجتمع حتى لانحتاج إلى غيرنا.. ونقع مرة أخرى في موقع المهزوم والأضعف في مساحات تأثير العولمة، وفرض القيود الاقتصادية، وتعزيز متتابع للقيم الغربية في النسيج الاجتماعي كل مجتمع يعيش على فتات الموائد الغربية.. من يربي الآخر في جدلية العولمة والنحن؟ إجابة السؤال، هي الإجابة التي يبحث عنها كل من يعي حقيقة (السنن الإلهية) فالبدء في الإنسان.. وكما هي المراحل التاريخية التي مرت بها المجتمعات الأخرى التي استطاعت أن تقف إلى مستوى (الندية) مع تيارات العولمة.. ذلك أن الهوية الوطنية للمجتمع -أي مجتمع- هي إرث حضاري يرفض كل إنسان ينتمي إليه المساس بمقوماتها أو تجريح تراثها الحضاري. نشر في مجلة (المعرفة) عدد (48) بتاريخ (ربيع الأول 1420هـ -يونيو/يوليو 1999م)

 

التوقيع

 

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

 
 

التعديل الأخير تم بواسطة : سهيل الجنوب بتاريخ 10-11-2005 الساعة 07:12 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصـــــــة أبكت الرسول عليه الصلاة والسلااام!!! العنيد المجلس الإســــلامي 13 11-08-2007 09:27 AM
مـكـتـبــــــة مـجـالـس العجمـــــان (( كتب + دراسات + مقالات )) ( الجزء الثاني ) سهيل الجنوب مجلس الدراسات والبحوث العلمية 15 03-11-2005 12:38 AM
مـكـتـبــــــة مـجـالـس العجمـــــان (( لصور العلمية )) ( الجزء الاول ) سهيل الجنوب مجلس الدراسات والبحوث العلمية 11 17-10-2005 06:09 AM
مـكـتـبــــــة مـجـالـس العجمـــــان (( كتب + دراسات + مقالات )) ( الجزء الاول ) سهيل الجنوب مجلس الدراسات والبحوث العلمية 15 17-10-2005 06:03 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 07:08 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع