مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 18-01-2012, 07:39 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
حتى لا نندم يوم القيامة

حتى لا نندم يوم القيامة :

يحفل القرآن الكريم بالكثير من الآيات المباركات التي تحذر الإنسان من حال الحسرة والندامة في يوم القيامة. ان العقل والفطرة السليمة يدعوان المرء إلى الاستجابة إلى التحذيرات الصادرة عن ذوي الخبرة، سيما إذا اجتمعت إلى جانبها الشفقة. فالخبير المشفق لا يلقي الكلام على عواهنه ولا يعطي التحذير اعتباطًا، ذلك لأنه مشفق ويريد المصلحة والخير لك.
نعم إذا كان التحذير قد جاء من طرف لا تثق بخبرته، أو لا تثق بإخلاصه لك، فلربما كان ذلك مبررًا لعدم الاستجابة، أما إذا كان المحذر لك طرف تثق بخبرته وإخلاصه فإن عقلك وفطرتك يدعوانك لأخذ تحذيره بعين الاعتبار، وحينما يقول لك ذلك الخبير المشفق إنك ستندم حتما لو لم تحذر أمرا من الأمور، فإن هذا مما يوجب مضاعفة الاهتمام، فإذا لم يؤخذ التحذير حينها بعين الاعتبار وأصبحت أمام الكارثة فهنا يكون الندم في النفس مضاعفا.
إن الله تعالى وهو الخبير بنا، والعالم بهذه الحياة ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وهو الرحيم الذي لا يريد لنا إلا خيرا، هذا العليم الخبير يحذر عباده من ولوج بعض المسالك في هذه الحياة الدنيا، خشية التعرض للحسرة والندامة الكبيرة يوم لا ينفع مال ولا بنون، أفلا ينبغي لنا أن نأخذ هذا التحذير الإلهي بعين الاعتبار؟.
إن الله سبحانه يصف يوم القيامة بأنه يوم الحسرة. وجاء في الآية الكريمة ﴿وأنذرهم يوم الحسرة﴾، والحسرة تعني الندامة الشديدة المؤلمة لنفس الإنسان، فيوم القيامة هو يوم الندامة الشديدة. وقد حذرت آيات عديدة في القرآن الكريم من أن يصاب الانسان بالحسرة في ذلك اليوم. وتنقسم الحسرة يوم القيامة إلى نوعين، حسرة عامة تصيب جميع البشر في يوم القيامة المحسن منهم والمذنب، فيندم المذنب نتيجة اخطاءه، فيما يندم المحسن لأنه لم يزد في إحسانه، فيتمنى لو ازداد في عمل الخيرات. وذلك يشبه تماما كما لو عرضوا على تاجر شراء كمية من الأسهم الرابحة وعنده من المال الكثير، لكنه اكتفى بشراء كمية ضئيلة من الأسهم حتى بعد نصيحة ذوي الخبرة، فإذا بهذا التاجر يجد لحظة جني الأرباح أسفا وندما شديدا في نفسه لأنه لم يستمع لنصيحة ذوي الخبرة في هذا الشأن، وإلا لكان ازداد أرباحه أضعافا مضاعفة.
ثمة العديد من النصوص الدينية التي تصور لنا حال الحسرة لدى البشر يوم القيامة تصويرا دقيقا كما لو كنا نعيش تلك اللحظة. ومن ذلك قوله تعالى ﴿أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت من الساخرين﴾، فالآية الكريمة تصور الواحد من هؤلاء وهو يعاتب نفسه عتابا مرا على تجاهله تحذيرات رب العالمين وعدم آخذه الأمر على نحو الجد.
كما ورد عن النبي قوله (يا ابن مسعود أكثر من الصالحات والبر فإن المحسن والمسيء يندمان. يقول المحسن يا ليتني ازددت من الحسنات، ويقول المسيء قصرت وتصديق ذلك قوله تعالى (ولا أقسم بالنفس اللوامة))[1] . وعنه (شر الندامة ندامة يوم القيامة)[2] ، ذلك لأن ندامة الدنيا تنسى مع مرور الأيام لكن ندامة الآخرة هي الأشد والأبقى. ولنا أن نتأمل هذا النص الوارد عن رسول الله والذي جاء فيه (الحسرة أن يرى أهل النار منازلهم في الجنة )[3] ، وذلك بأن يعرض على أهل النار قصورهم المعدة لهم في الجنة في حال أطاعوا ربهم في الدنيا، لكن وبسبب تفريطهم فقد فوتوا على أنفسهم هذه القصور، وهنا تكون الندامة أكثر شدة وقسوة على النفس.
ومع ما سبق إلا ان هناك نصوصا دينية تتحدث عن حالات خاصة تكون فيها الحسرة يوم القيامة في أشد ألوانها،
وأبرزها ثلاثة موارد:
المورد الأول: الكسب غير المشروع يعود للوارث الصالح
ينهمك البعض في جمع المال بكل صورة مشروعة وغير مشروعة، ولا يؤدون حق الله فيها، ثم يرحلون عنها، فتعود لورثتهم الذين ينتفعون بها، وينفقونها في مختلف أوجه البر. ويأتي صاحب المال يوم القيامة فيرى ورثته يدخلون الجنة بسبب المال الذي كسبه هو بطرق غير مشروعة وخلفه لهم، أما هو فيدخل بسببه النار، وهنا الحسرة الكبرى. ورد عن أمير المؤمنين (إن أعظم الحسرات يوم القيامة حسرة رجل كسب مالا في غير طاعة الله فورثه رجلا فأنفقه في طاعة الله سبحانه فدخل به الجنة ودخل به الأول النار)[4] .
وسيان في ذلك من يكسب المال بطرق غير مشروعة ومن لا يؤدي الحقوق الشرعية من أمواله، وقال جمع من الفقهاء في هذا الصنف الأخير من الناس، أنه إذا كان شخص لا يخمس أمواله عصيانًا، فلا يجب على ورثته تأدية الخمس عنه، بل يتصرفون فيه كيف شاءوا وعليه وزر التقصير. وسئل أمير المؤمنين (من أعظم الناس حسرة، قال من رأى ماله في ميزان غيره، فأدخله به النار وأدخل وارثه به الجنة)[5] . جميع هذه النصوص تحذرنا وتلفت أنظارنا إلى ضرورة أن ننتبه لأنفسنا، حتى لا نقول انا كنا عن هذا غافلين.

المورد الثاني: الواعظ غير المتعظ

ان الوعاظ هم أولى الناس بالتزام الموعظة الحسنة التي يلقونها على أسماع الناس. فالواعظ سواء كان خطيبًا أو عالمًا أو حتى إنسانا عاديًا، يأمر الناس بالخير والمعروف، فيدخل الناس الجنة بسببه وقد يدخل هو نفسه النار لأنه لم يتعظ ولم يعمل الخير الذي أمر به الناس، بل على النقيض من ذلك فقد يكون خالف مواعظه الملقاة تماما. فأمثال هذا ينظر إلى المستمعين لموعظته فيراهم في الجنة فيسألهم كيف أتيتم هنا؟ فيقولون جئنا بسبب التزامنا بمواعظك فأنت الذي هديتنا، وههنا تكون الحسرة شديدة ومضاعفة. يقول الإمام الباقر لخيثمة (أبلغ شيعتنا أنه لا ينال ما عند الله إلا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره)[6] . فماذا ينفعنا الإفتخار بسيرة أئمتنا أمام الآخرين، دون أن نقتدي بهم ونمشي على خطاهم، ذلك مما يورث الحسرة في النفوس يوم القيامة. ولنتأمل هذه الرواية قال أمير المؤمنين (إن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله عز وجل فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله، فأدخله الله الجنة، وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوى)[7] . وورد عن رسول الله قال (يطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فيقولون ما أدخلكم النار وقد دخلنا الجنة لفضل تأديبكم وتعليمكم؟ فيقولون إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله)[8] .

المورد الثالث: التضحية بالدين لمصلحة الغير
ان ألزم ما على المرء دينه. فالشقي من باع دينه بدنياه لهثا وراء مصالحه الشخصية، اما الأشقى منه فهو من باع دينه بدنيا غيره. فقد يشهد أحدهم شهادة زور لصالح شخص آخر، فينتصر له بالباطل، فيربح ذلك الطرف القضية بفضل شهادة الزور تلك، فيما يبوء صاحب الشهادة المزورة بذنبه. وكذلك الأمر مع من يضحون بدينهم من أجل الظالمين ماذا سيجني اولئك في مقابل ذلك؟. ، هذا مصداق لمن يبيع آخرته لأجل دنيا غيره. ورد عن رسول الله (ان أشد الناس ندامة يوم القيامة رجل باع آخرته بدنيا غيره)[9] ، وسئل أمير المؤمنين (أي الخلق أشقى؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره)[10] .

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المتعظين والمنتبهين لأنفسهم والمتفكرين في آخرتهم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-01-2012, 10:42 AM
عبيد العرجاني عبيد العرجاني غير متصل
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: منطقة مبارك الكبير
المشاركات: 4,456
معدل تقييم المستوى: 18
عبيد العرجاني is on a distinguished road
رد: حتى لا نندم يوم القيامة

اللهم إجعلنا من اهل الجنة

حسين علي احمد ال جمعة

الله يجزاك الخير وبارك الله فيك

 

التوقيع

 


عليگ بذكـرالله تـرى آلعمر محدود وآردع هـوى آلنفس آلدنيّه و قدهآ وآحفظ صلآتك تكسب آلرزق وآلفود تكسب مكآسيب آلحيآة و سَعـده

 
 
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24-01-2012, 08:17 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: حتى لا نندم يوم القيامة

شكراً على المرور

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المحاورة(الثانية) بين صاحب السمو الامير متعب ابن ثنيان ابن محمد آل سعود ونجل شاعر يام عامر الحجرف مجلس المحــــاورة والألغاز الشعرية 7 19-12-2009 05:31 PM
حتى لا نندم المبشر المجلس الإســــلامي 9 29-08-2009 06:28 AM
قصيدة ألم وحسره وندم لمن فرط في عصيان ربه ملامح عشق المجلس الإســــلامي 6 04-06-2008 03:51 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:00 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع