مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الدراسات والبحوث العلمية

مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #61  
قديم 05-04-2005, 02:04 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم




اللعب عند الأطفال


مما لا شك فيه أن الطفل يقضي معظم ساعات يقظته في اللعب، بل قد يفضله أحياناً على النوم والأكل فهو أكثر أنشطة الطفل ممارسة وحركة. فمن خلاله يتعلم الطفل مهارات جديدة ويساعده على تطوير مهاراته القديمة، إنه ورشة اجتماعية يجرب عليها الأدوار الاجتماعية المختلفة وضبط الانفعالات والتنفيس عن كثير من مخاوف الأطفال وقلقهم سواء تم ذلك اللعب بمفرده أو مع أقرانه، وإذا فقد الطفل ذلك النشاط وتلكم الممارسة انعكس ذلك على سلوكه بالسلب بل إن غياب هذا النشاط لدى طفل ما لمؤشر على أن هذا الطفل غير عادي، فالطفل الذي لا يمارس اللعب طفل مريض.
- ينبغي أن نعلم أن اللعب دافع ذاتي حقيقي لا يكتسبه الطفل بتعزيز الآخرين له فهو نشاط تلقائي طبيعي لا دخل لأحد له في تعليمه ، فهو يعبر عن ميل فطري في الفرد يكتشف الطفل من خلاله نفسه وقدراته، ويطور إمكاناته ويطور إمكاناته العقلية والحسية بل يمكن اللعب الطفل من اكتساب قيم ومهارات واتجاهات ضرورية للنمو الاجتماعي السليم، وعلى ذلك فاللعب نشاط حيوي يمارسه كل أطفال العالم ولقد ترددت عن اللعب مقولات عديدة ظلت فترة من الزمن يوصي بها الأبناء للآباء والمعلمين للأطفال ومفادها اللعب مضيعة للوقت واستثمار سيئ للزمن فالأب يقول لابنه يا بني لا تهدر وقتك في اللعب، يا بني اترك اللعب والتفت إلى دروسك،لا فائدة من اللعب غير إضاعة الوقت. فهل هذه المقولة صحيحة؟. هل اللعب مصدر تسلية ومضيعة للوقت فعلاً؟. أم أنه وسيلة تعلم؟. وهل اللعب يخدم النمو بأنواعه لدىالطفل؟.
هذه الأسئلة وغيرها نجد الإجابة عليها في ثنايا هذا الموضوع :
أولاً:- مفهوم اللعب.
ظهرت تعريفات كثيرة للعب وذلك لتوجهات الباحثين فيه فمنهم من يركز على القيمة العلاجية للعب ومنهم من يربط اللعب بالنمو العقلي ومنهم من يربطه بالنشاط التعليمي. وعلى ذلك فيمكن تعريفه على انه: نشاط موجه أو غير موجه يعبر عن حاجة الفرد إلى الاستمتاع والسرور وإشباع الميل الفطري له وهو ضرورة بيولوجية في بناء ونمو الشخصية المتكاملة للفرد. وهو سلوك طوعي، ذاتي، اختياري، داخلي الدافع غالباً أو تعليمي تكليفي يوافق النفس، وهو وسيلة لكشف الكبار عن عالم الطفل للتعرف على ذاته وعلى عالمه ويمهد لبناء الذات المتكاملة من ظل ظروف تزداد تعقيداً ويزداد معها تكيفاً.
اللعب والدراسات الحديثة في بداية الطفولة:
أظهرت الدراسات الحديثة في ميدان الطفولة أن للعب إسهامات واضحة في نمو الأطفال وبناء شخصياتهم. ولقد أدرك العلماء أهمية اللعب في تنشئة الأطفال وتعليمهم ونمو شخصياتهم ؛ سنذكر نموذجين مختلفين اتفقتا على أهمية اللعب لدى الطفل :
النظرية الكونية توضح أن اللعب أحد متطلبات النمو فكل نوع من اللعب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرحلة معينة من مراحل النمو .
نظرية التحليل النفسي: توضح أنه وسيلة للتنفيس وتخفيف التوتر الناتج عن فشل الفرد في تحقيق رغباته.
وبعد ذلك نشطت الدراسات حول هذا الموضوع لتخلص إلى نه ثمة علاقة قوية بين اللعب ومظاهر النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي بل ولقد وصلت إلى نتائج أقوى من ذلك حيث أوضحت أهميته ودوره في تنمية كثير من سمات الشخصية وتعديل سلوك الأطفال.
اللعب عند علماء المسلمين:
يؤكد الغزالي أهمية اللعب للصغير فهو ينمي جسم الطفل ويزيد من قوته ويروح عنه بعض تعب وعناء ويدخل في نفسه السرور .
ومن قبله أكد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- على أهمية اللعب (روحوا القلوب ساعة بعد ساعة وإن القلب إذا أكره عمي).
وظائف اللعب( أهمية اللعب)
إن اللعب يحوي جميع جوانب النمو ونلاحظ أن هناك إجماع على أهمية اللعب وإسهاماته في الطفولة فعن طريقة تظهر ما يلي:-
1) يساعد الطفل في السيطرة على القلق والمخاوف والصراعات النفسية البسيطة .
2) يساعد الطفل في تنمية المشاركة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين وتعزيز السمات الاجتماعية المرغوبة .
3) يساعد اللعب في تنمية المهارات الحركية والنمو الجسمي.
4) يساعد اللعب في تنمية استشارة القدرات العقلية وتنميتها.
5) يساعد اللعب في تنمية مدركات الأطفال وتنمية تفكيرهم وحل مشكلاتهم.
6) يساعد الأطفال في التعرف على أنفسهم وكشف إمكاناتهم .
7) يساعد في عمليات التعلم.
8) يساعد الطفل في إثراء لغته فيجود أداءه اللغوي ويثري قاموسه اللفظي.
9) فيه يختبر أنواع السلوك الاجتماعي الذي يلائم مواقفه.
10) يساعد المعلم على تحسين معلوماته عن الطفل وابتكار وسائل جديدة لممارسة الطفل لألعابه.

أنواع اللعب:
لايمكن حصر أنماط اللعب في وجهة واحدة نظراً لاختلاف الثقافات بين الأطفال علاوة على المحطات التي تختلف باختلاف اللعب هل نأخذه من جانب الموضوع أم الأدوات أم الحقيقة والخيال أم البساطة والتعقيد أم في الغاية والهدف.
فهذه دراسة صنفت الأطفال من ملاحظاتها أثناء لعبهم الحر في دور الحضانة إلى فئات ثلاث:-
أ‌- طفل غير مشارك في اللعب فيقف في مكان ما في الغرفة يجول نظره في أرجائها ويقوم بحركات غير هادفة وهم قلة.
ب‌- الطفل الوحيد؛ فهو يلعب وحده وينهمك فيما يلعب فيه لا يهمه أحد وهؤلاء ما بين السنة الثانية والثالثة.
ت‌- الطفل المراقب؛ فهو يكتفي بالتحدث مع الآخرين المنهمكين في اللعب، فهو يبدئ اهتماماً بلعب الآخرين ولكنه لا يشاركهم.
الأنماط الشائعة للعب في محيط الأطفال من أهمها:-
I. اللعب التلقائي الحر.
Ii. اللعب الإيهامي أو التخيلي.
Iii. اللعب الإنشائي أو التركيبي.
Iv. الألعاب الرياضية أو الترويحية.
V. الألعاب الإلكترونية.



الشيخ / محمد الدويش

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #62  
قديم 05-04-2005, 08:06 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

لغة الطفل في السنوات الخمس الأولى

أول ما يصدر من أصوات عن الطفل عند الولادة هو صرخة الولادة، وبطبيعة الحال ليست هذه الصرخة وما يصدر عن الوليد بعد ذلك بقليل من أصوات لغة أو كلاما، ولكنها بلا شك مفيدة للوليد، وخاصة من حيث هي تمارين في استعمال جهاز النطق عنده.

ويبدأ الطفل استعمال اللغة كوسيلة للاتصال في ما بين اثني عشر شهرا وثمانية عشر شهرا من عمره، وتتطور اللغة تطورا سريعا إلى درجة انه ما أن يبلغ الطفل أربع سنوات من العمر حتى يصبح قادرا على استعمال عشرة آلاف كلمة في اليوم الواحد، وعندما يبلغ الست سنوات من عمره تكون قد تشكلت لديه حصيلة كبيرة من المفردات تصل إلى 2500 كلمة مختلفة.

وبهذه السن يستطيع الطفل تشكيل جمل مختلفة الطول والتعقيد. وعندما يبدأ المدرسة يكون قادرا على التعبير عن حاجاته باستعمال لغة واضحة – هذا إذا أحسن التكيف مع أجواء المدرسة.

وتوصل بعض المؤلفين إلى نمط معين تتطور لغة الطفل على أساسه إلى مرحلة تعلم القراءة والكتابة.

1 - يتعلم الطفل الإصغاء إلى اللغة المحكية ليميّز مقاطع الكلام ويربط الكلمات بالواقع المادي المحيط به.

2 – يتعلم الطفل استعمال الكلام للاتصال بالآخرين – يبدأ أولا بجمل مؤلفة من كلمة واحدة، ثم تزداد جمله تعقيدا.

3- يتعلم الطفل التمييز بين الرموز البصرية المختلفة من حروف وصور.

4- يتعلم الطفل الربط ما بين الكلمات المطبوعة والأجسام المادية والأفكار الأكثر تجريدية ويتعلم استعمال هذه الكلمات في جمل وفقرات قصيرة مفيدة.

5- يبدأ الطفل كتابة الكلمات، مع بعض التدريب في استعمال الرموز اللفظية في النصوص المقروءة. ويساعد التدريب على الخط والتهجئة في تعزيز الإقبال على الكتابة.

مشكلات لغوية عند دخول المدرسة:

هذه المراحل التي أتينا على ذكرها هي مراحل عامة ولا تنطبق بحذافيرها على كل تلميذ وتلميذة. ويجب أن يدرك المعلم أن تلاميذه الثلاثين هم في مراحل متفاوتة من التطور اللغوي، ويعانون من مشكلات لغوية مختلفة اختلافا بينا. من هذه المشكلات:

يعاني كثير من الأطفال من إحساس مربك بالخجل في الوضع الاجتماعي الجديد في المدرسة. فالواحد منهم يعرف كيف يخاطب أمه أو أباه أو أخوته الكبار في البيت، ولكنه لا يعرف كيف يخاطب من هم في سنه في الصف أو المدرسة، وهم قادمون من أسر تختلف في مستوياها الاجتماعية والاقتصادية. وقد يكون هذا واضحا في وضع تلميذ ذكي قادر على استعمال مفردات كثيرة بجمل أكثر تعقيدا مما يستعمله أطفال آخرون. فقد يغدو هذا التلميذ موضع سخرية من بقية التلاميذ.

ويألف بعض الأطفال استعمال شكل خاص من اللغة في البيت يفهمه أفراد الأسرة ولا يفهمه معلم الصف في المدرسة، الأمر الذي يولد صعوبات في طريق تكيف هذا التلميذ مع جو المدرسة. يضاف إلى ذلك أن بعض المفردات التي يستعملها الطفل في البيت للتعبير عن حاجاته الأساسية كالذهاب إلى المرحاض قد تسبب له الإحراج إذا استعملها في الصف، وهذا الإحراج يجعل عملية التكيف في المدرسة أكثر صعوبة.

ويواجه بعض الأطفال صعوبة في النطق الواضح السليم، وقد لا يكون هذا عقبة كبيرة في بداية السنة المدرسية، ولكن المعلم الحاذق يستطيع أن يلاحظ إن كان يمكن مساعدة الطفل بعرضه على مشرف لغوي متخصص في تقويم مشكلات النطق بتمارين خاصة وبعلاج فيزيائي.

ومن الممكن أن لا يفهم التلميذ اللغة التي يستعملها المعلم نظرا إلى أن الجو المدرسي يستدعي استعمال مفردات جديدة. كما أن المدرسة قد تفرض على التلميذ نمطا جديدا من استعمال اللغة والنطق، وهذا يزيد من أعباء التكيف مع الظروف الجديدة. وهنا يتعين على المعلم أن يعي أهمية تشجيع التلميذ على التعبير الحر وأن يعي المرحلة من التطور اللغوي التي يمر بها.

وقد تفرض المدرسة على التلميذ أن يبدأ في تعلم القراءة والكتابة في مرحلة أبكر مما يجب في السنة المدرسية الأولى. ومن المعروف أن الكتابة والقراءة امتداد لقدرات لغوية مبكرة. يقول بعض المؤلفين إن التلميذ يستعمل بالمتوسط ثلاثين ألف كلمة في اليوم قبل دخول المدرسة، ولذلك فمن المتعذر عليه أن يقفز قفزة كبيرة ما بين الكلام الحر والقيام بمهام جديدة كل الجدة تضع قيودا على ما يستطيع أن يفعله.

عوامل التطور اللغوي:

ويؤكد المؤلفون العلاقة بين التطور اللغوي للطفل ونموه العام في السنوات التي تسبق الالتحاق بالمدرسة. ويحددون ثلاثة أنواع من العوامل:

العامل البدني: يتعلم الطفل قبل سنوات المدرسة جملة من المهارات الحركية العامة التي يستعملها في النشاطات العضلية. ويتعلم التوافق العضلي عن طريق هذه النشاطات. وهذه مرحلة يزداد فيها نشاط الطفل الحركي، الأمر الذي يستدعي أن توجه المدرسة اهتماما خاصا لبرنامج يهدف إلى تنظيم هذه النشاطات وربطها بالبرامج اللغوية. فالمدرسة ليست للجلوس فحسب، كما أن تلقي المعلومات قد يقيد تفكير الطفل وحركته. ويولي المعلم عناية خاصة لتطوير توافق العضلات الصغيرة كعضلات العينين والفكين واليدين المستعملة في الكلام والقراءة والكتابة.

العامل العقلي: يهتم تلاميذ هذه المرحلة بالأشخاص والأشياء المحيطة بهم بشكل مباشر، وبالتدريج يتعلمون الاهتمام بالأشخاص والأشياء التي تقع خارج بيئتهم المباشرة. ويجب أن تكون هذه الخبرات حقيقية ويجب أن ترتبط بالخبرات السابقة للأطفال حتى تصبح جزءا من حياة الطفل. والأطفال في هذه المرحلة أطفال واقعيون، فعندما يروون قصة يهتمون اهتماما عظيما بكل تفصيل فيها. وعندما تتقدم بهم السن قليلا يصبحون أكثر انتقائية للتفصيلات في القصة. ولغة الأطفال في هذه المرحلة تركز على الواقع وهي لغة مباشرة ومحددة. وشيئا فشيئا تنتقل اللغة من المادي إلى المجرد. ويهتم الأطفال حتى سن الخامسة أو السادسة بوصف الأشياء، في حين أنهم بعد السابعة يهتمون بالأسباب وراء حدوث الأشياء وكيفية حدوثها.

العامل الاجتماعي: يبدأ الطفل في سن دخول المدرسة التخلي عن اللعب وحده، ويميل إلى الألعاب الأكثر تنظيما التي يشارك فيها عدد من الأطفال. واللغة هنا مباشرة ومحددة، والجمل واضحة، والطفل هنا أكثر قدرة على المشاركة في المناقشة الجماعية. وفي أواخر هذه المرحلة يأخذ الأطفال بتقسيم أنفسهم إلى فئتين واضحتين: واحدة للبنات وواحدة للأولاد. وكل فئة لها ما يميزها من الألعاب والاهتمامات.

د. زياد الحكيم
استاذ جامعي سوري - بريطانيا

رد مع اقتباس
  #63  
قديم 05-04-2005, 08:07 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

رسالة من أم إلى ابنها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:

هذه إحدى الأمهات قالت بالحرف الواحد:
لي أربعة أبناء, ثلاثة لا أراهم إلا قليلا..أما رابعهم يأتيني كل جمعة..بعد صلاة الجمعة مباشرة..ومعه جريدة..يتصفحها عندي قليلا ثم ينصرف\" فكتبت إليهم هذه الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم

يا بني..هذه رسالة مكلومة من أمك المسكينة..كتبتها على استحياء..بعد تررد وطول انتظار..أمسكت بالقلم مرات فحجزته الدمعة..وأوقفت الدمعة مرات فجرى انين القلب..يا بني..بعد هذا العمر الطويل..أرآك رجل سويا مكتمل العقل..ومتزن العاطفة..من حقي عليك أن تقرأ هذه الورقة..وإن شئت بعد فمزقها كما مزقت أطراف قلبي من قبل..يا بني..منذ خمسة وعشرين عاما كان يوما مشرقا في حياتي..عندما أخبرتني الطبيبة أنني حامل..والأمهات يا بني يعرفن معنى هذه الكلمة جيدا..فهي مزيج من الفرح والسرور..وبداية معاناة مع التغيرات النفسية والجسمية..وبعد هذه البشرة..حملتك تسعة أشهر في بطني..فرحةً جذلا..أقوم بصعوبة..وأنام بصعوبة..وآكل بصعوبة..وأتنفس بصعوبة..ولكن..كل ذلك لم ينقص محبتي لك..وفرحي بك..بل نمت محبتك مع الأيام..وترعرع الشوق إليك..حملتك يا بني وهن على وهن..وألما على ألم..أفرح بحركتك..وأسر بزيادة وزنك وهي حمل على ثقيل..إنها معاناة طويلة..أتى بعدها فجر تلك الليلة التي لم أنم فيها...ولم يغمض لي فيها جفن..ونالني من الألم والشدة, والرهبة والخوف مالا يصفه القلم ولا يتحدث عنه اللسان..ورأيت بأم عيني الموت مرات عدة...حتى خرجت إلى الدنيا..فامتزجت دموع صراخك بدموع فرحي..وأزالت كل ألامي وجراحي..يابني..مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك في قلبي..وأغسلك بيدي..جعلت حجري لك فراشا..وصدري لك غذاء..أسهرت ليلي لتنام..وأتعبت نهاري لتسعد..أمنيتي كل يوما أن أرى ابتسامتك..وسروري في كل لحظة أن تطلب مني شيء أصنعه لك..فتلك هي منتهى سعادتي..ومرت الليالي والأيام..وأنا على تلك الحالة..خادمة لم تقصر..ومرضعة لم تتوقف..وعاملة لم تفتر..حتى اشتد عودك..واستقام شبابك..وبدت عليك معالم الرجولة..فإذا بي أجري يمينا وشمالا..لأبحث لك عن المرأة التي طلبت..وأتى موعد زفافك..فتقطع قلبي..وجرت مدامعي..فرحة بحايتك الجديدة..وحزنا على فراقك..ومرت الساعات ثقيلة..فإذا بك لست ابني الذي أعرفه..لقد أنكرتني وتناسيت حقي..تمر الأيام لا أرآك..ولا أسمع صوتك..وتجاهلت من قامت بك خير قيام..يابني..لا أطلب إلا القليل..اجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك..وأبعدهم حضوة لديك..اجعلني يابني..إحدى محطات حياتك الشهرية..لأرآك فيها ولو لدقائق..يابني..احدودب ظهري..وارتعشت أطرافي..وأنهكتني الأمراض..وزارتني الأسقام..لا أقوم إلا بصعوبة..ولا أجلس إلا بمشقة..ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك..لو أكرمك شخصا يوما لأثنيت على حسن صنيعه..وجميل إحسانه..وأمك أحسنت إليك إحسانا لا تراه..ومعروفا لا تجازيه..لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات..فأين الجزاء والوفاء؟...ألهذا الحد بلغت بك القسوة وأخذتك الأيام؟ يابني..كلما علمت أنك سعيد في حياتك زاد فرحي وسروري..ولكني أتعجب وأنت صنيع يدي! أي ذنب جنيته حتى أصبحت عدو لك؟ لا تطيق رؤيتي!..وتتثاقل زيارتي..هل أخطأت يوما في معاملتك أو قصرت لحظة في خدمتك؟..امنحني جزءا من رحمتك..ومن علي ببعض أجري..وأحسن..فإن الله يحب المحسنيين..يابني..أتمنى رؤيتك..لا أريد سوا ذلك..دعني أرى عبوس وجهك..يابني..تفطر قلبي..وسالت مدامعي..وأنت حي ترزق..ولا يزال الناس يتحدثون عن حسن خلقك وجودك وكرمك..يابني..اما آن لقلبك ان يرق لإمرأة ضعيفة أضناه الشوق..وألجمه الحزن..جعلت الكمد شعارها..والغم ديثارها..وأجريت لها دمعا, وأحزنت قلبا, وقطعت رحما..لن أرفع الشكوى..ولن أبث الحزن..لأنها إن ارتفعت فوق الغمام..واعتلت إلى باب السماء..أصابك شئم العقوق..ونزلت بك العقوبة..وحلت بدارك المصيبة..لالالالالالا..لن أفعل..لا تزال يابني فلذة كبدي..وريحانه حياتي..وبهجة دنياي..أفق يا بني..بدأ الشيب يعلو مفرقك..وتمر السنوات ثم تصبح أبا شيخا..والجزاء من جنس العمل..وستكتب رسائل لأبنك بالدموع..مثل ما كتبتها إليك..وعند الله تجتمع الخصوم..يابني..اتقي الله في أمك..كفكف دمعها..وواسي حزنها..وإن شئت بعد ذلك فمزق رسالتها..واعلم أن من عمل صالحا فلنفسه..ومن أساء فعليها..

إخوتي /أخواتي..لنقف و نراجع و نفكر في تعاملنا و مخاطبتنا لأمهاتنا..فقد كثرت آهاتهن .


جمال صالح عبيد الغامدي

رد مع اقتباس
  #64  
قديم 05-04-2005, 08:09 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

أسئلة حول شلل الأطفال

س : ما هو مدى انتشار المرض ؟
ج : لا يزال مرض شلل الأطفال هو السبب الشائع للإعاقة الجسدية في معظم بلدان العالم ، وفي الأقطار نجد أن واحداً من كل مائة طفل على الأقل قد أصيب بالشلل من هذا المرض ، وفي البلدان التي طبقت فيها مناهج التطعيم ضد المرض فقد انخفضت فيها الإصابات بدرجة كبيرة .

س : ما الذي يسبب المرض ؟
ج : مسبب المرض هو فيروس يصيب جزءاً من الحبل الشوكي ويضر بالأعصاب التي تتحكم في الحركة ، وفي المناطق التي تفتقر إلى العناية الصحية وانعدام دورات المياه ينتشر بها المرض حين يصل البراز المصاب بالمرض إلى طعام الطفل الصحيح الجسم ، أما في الأماكن التي تتوفر فيها عناية صحية أفضل فإن انتشار المرض فيها يكون عن طريق السعال .

س : هل يصاب بالشلل كل الأطفال الذين ينتقل إليهم فيروس المرض ؟
ج : كلا ، فيما عدا نسبة مئوية قليلة تصاب بالشلل وأكثرهم يصابون بنزلة برد شديدة مع حمى ، والطفل الذي يصاب بالفيروس إذا أعطي حقنة دواء من أي نوع كان فإن هذا قد يسبب له الشلل .

س : هل الشلل معدٍ ؟
ج : كلا ، لا يكون الشلل معدياً بعد مرور أسبوعين على إصابة الطفل بالمرض والواقع في أكثر الحالات أن انتشار المرض يكون بواسطة براز أطفال غير مصابين بالشلل ، وإنما يشكون فقط من نزلة البرد التي سببها لهم فيروس شلل الأطفال .

س : في أي الأعمار يصاب الأطفال بالشلل ؟
ج : في المناطق التي تفتقر إلى العناية الصحية يصيب الأطفال بين شهرهم الثامن وشهرهم الرابع العشرين ، ولكن يحدث أحياناً أنه يصيب الأطفال إلى سن الرابعة والخامسة وكلما تحسنت الرعاية الصحية فإن المرض يميل إلى إصابة الأطفال الأكبر سناً وحتى البالغين من الشباب .

س : أي الناس يتأثر بالمرض ؟
ج : يتأثر الأولاد بالمرض أكثر من البنات بقليل كما يتأثر به الأطفال الذين لم يطعموا بالمصل الواقي أكثر من الذين تم تطعيمهم .

س : كيف يبدأ الشلل ؟
ج : يبدأ الشلل بعد ظهور نزلة البرد والحمى وأحياناً مع الإسهال والقيء وبعد أيام تصبح الرقبة متصلة ومؤلمة وبعد ذلك تصبح أجزاء من الجسم رخوة وقد يلاحظ الوالدان ضعف الطفل مباشرة أو بعد أن يشفى الطفل من المرض الحاد .

س : ما هي التغيرات أو التحسينات المنتظرة بعد إصابة الطفل بالشلل ؟
ج : في الغالب يشفى الطفل من الشلل جزئياً أو كلياً بصورة تدرجية ، والشلل الذي لا يزول بعد مرور سبعة أشهر يبقى بصورة دائمة ولا تزداد درجة الشلل بعد ذلك غير أنه قد تظهر مشاكل ثانوية ولا سيما إذا لم تتخذ تدابير ضرورية لمنع حدوثها .

س : ما هو حظ الطفل في أن يعيش حياة سعيدة ومثمرة ؟
ج : عادة يكون ذلك جيداً إذا وجد الطفل تشجيعاً لعمل الأشياء بنفسه والإفادة من الدراسة واكتساب مهارات مفيدة ضمن الإمكانيات المحدودة .

ياسر بن سعيد الحجوري
معلم اللغة العربية
مدرسة الحافظ بن عساكر الابتدائية

رد مع اقتباس
  #65  
قديم 05-04-2005, 08:10 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

التخاطب المبكر مع الطفل

\" الأهمية والأسلوب \"
يعتمد الطفل كثيرا في السنوات الأولى من حياته على الكبار ، في طعامه ، وشرابه ، ونظافته ، وتلقينه ماذا يفعل ومتى يفعل ، وهو بذلك طوع ما يختاره الكبار ، ثم يتعلم تدريجيا التحرك بمفرده يستكشف ، ويستطلع بيئته دون معونة، ويتقدم بذلك سريعاً في كل الاتجاهات حتى يحصل على الاستقلال والاعتماد على الذات في معظم شؤونه الحياتية اليومية .
إن مرحلة ما قبل الاستقلال هي المرحلة الأكثر طوعاً في حياة الطفل ، والراشد الذكي يدرك أن الإدارة الحكيمة لحياة الطفل تتطلب منه الاهتمام المبكر بغرس ما يراه ضرورياً لتْنْشئَة سليمة ، فَالطفل لن يكون طوع إرشاداته لأكثر من أعوامه التي يقضيها كاملة بالمنزل ، لذلك على الراشد أن يستغل انفراده بالطفل في هذه السنوات الأولى فيغذي شخصيته النامية بالقواعد والأصول الاجتماعية والدينية والأخلاقية باستفاضة وتوضيح ، فوقت التخاطب والاتصال بينهما عند بدء المدرسة سيكون شديد الاختصار ، لأن حياتهما ستكون أكثر شحناً بالمطالب والصعوبات . ( 1 ،225 )* .
والتخاطب في تقديري نوعان ، مباشر وغير مباشر ، ويتمثل المباشر في اللغة التي نتحدث بها مع وأمام الطفل ، وما نوجهه له من أوامر ونواهي وتعليمات مباشرة ، أما غير المباشرة فيتمثل فيما يشاهده الطفل من نماذج سلوكية يومية أمامه داخل المحيط الذي يتواجد به ، كذلك أساليب المعاملة الوالدية والتي يدركها الطفل كرسائل موجهة إليه تحمل الكثير من المعاني سواء كانت إيجابية أم سلبية ، و إدراكنا لأهمية التخاطب المبكر مع الطفل وأسلوب هذا التخاطب هو أولى الخطوات نحو العمل على توجيه نموه توجيهاً سليماً ، ووقايته من المشكلات ، والاضطرابات التي يمكن أن تحدث إذا ما أهملنا هذه الجوانب .
واللغة اللفظية هي الوسيلة الأساسية للاتصال ، إلا أنها ليست الوحيدة ، ذلك أن أسلوب نطقنا وطريقة كلامنا ، والنغمة المصاحبة لكل ما نقول ، كلها متغيرات تؤثر في اتصالنا وعلاقتنا مع الآخرين ، وإذ لم يراعى المحيطون بالطفل مضمونه ، وأسلوب اللغة المستخدمة في الاتصال معه ، فإنها يمكن أن تعرقل نمو الطفل السوي ، فالطفل إذا لم يكن متخلفاً عقلياً ، أو أصماً فإن تأخره في الكلام مؤشر على تخلفه الاجتماعي ، وتسبق قدرته على الكلام قدرة أخرى هي إصدار أصوات غير مفهومة ، إلا أن كثرة هذه الأصوات وشدتها مؤشرات على يقظة الطفل لما حوله من منبهات، أو إلى جدب انتباه الآخرين ، أو التعبير عن حاجته إلى خدماتهم ، وعلى الراشد أن يحاول فهم هذه النداءات وتلبية رغبات الصغير ، مما يدفع إلى إدراك أو إحساس الطفل بأهميته وحب عائلته له .
أما إهمال الطفل وتركه لساعات طويلة دون تلبية لنداءاته بداعي عدم تعوده على استخدام هذا الأسلوب لجدب الانتباه ، أو الإهمال وعدم الإكثرات ، فانه سريعاً ما يدرك انه وحيد غير ذي أهمية ، فيسكت عن المطالبة ، ويدعنُ للواقع ، ويفقد شهيته للاستكشاف ، وهذا يعني أن الطفل الذي يبكي مثلاً لمدة طويلة دون ما أحد يلبي نداءه ، فإن سكوت الطفل عن البكاء لا يعني أن الأسرة قد نجحت في تعليمه عدم استخدام البكاء كوسيلة لجدب الانتباه ، ، بل هذا يمكن أن يكون إدراكا من الطفل بعدم أهميته واستسلاما منه بقلب ومشاعر حزينة تترك آثارها في سلوك وشخصية الطفل النامية المستقبلية .
كذلك لأسلوب ومضمون اللغة التي يتم بها التخاطب بين الطفل والآخرين أهمية كبيرة ، فالطفل الصغير وأن كانت لغته المستخدمة غير كاملة ظاهرياً ، أو بمعنى آخر ليس وفق قواعد اللغة ، إلا أنه عندما ينطق بكلمة واحدة فانه يوجه بها رسالة كاملة خاضعة لجميع قواعد اللغة ، فالطفل كما نعلم يستطيع الفهم قبل الكلام ، من هنا وجب على الأهل عدم التقليل من قدرة الطفل على الفهم والاستيعاب ، وأن يبتعدوا عن استخدام ما يسمى بلغة الطفل والتي هي تحريف مستهجن للكلمات بداعي تبسيطها ليفهمها الطفل ، وهذا لا يعني المطالبة باستخدام اللغة الأصلية بجميع قواعدها أثناء الحديث مع الطفل ، بل المقصود هو استخدام اللغة العادية التي نتحدث بها نحن الكبار .
كذلك على الأسرة الاهتمام بمضمون اللغة التي يوجهونها للطفل أو يتحدثون بها أمامه ، والابتعاد عن اللغة التي تهينه وتقلل من شأنه ، حتى لا تكون نماذج لفظيه يتعلمها الطفل ويقوم بأدائها فيما بعد (6 ، 106 ) .
والتخاطب المبكر يشير إلى أن الطفل يتمتع بمحيط يساعده على الاتصال بالآخرين ، ولغته التي يتم بها هذا التخاطب هي مؤشر واضح على مستوى عائلته الثقافي أولاً ، ومستوى ذكائه ثانيا ، فإذا انتقى الطفل كلامات جيدة ومؤدبة فإنه يختلف عن آخر غير جاد في التعبير السليم أو بدئ الألفاظ .
ووقاية الطفل من أخطاء التخاطب مسؤولية المحيطين به ، فالطفل الذي يبدل أثناء كلامه حرف مكان آخر ويجد استحساناً من أهله لهذه الأخطاء ، سوف يبالغ في اعوجاج لغته ، ويطيل فيها ، وكثيراً ما تؤدي يقظة الأهل واهتمامهم بالطفل إلى تدارك المواقف التي تُوثّرُ الطفل وتصيبه بالخوف والرهبة ، فيتهته ، ويتلجلج في كلامه ، وهنا تكون وقايته نفسياً بتعديل الظروف أو المثيرات المثيرة للخوف والقلق أو بتعديل أسلوب الوالدين في التعامل معه . (1 ، 232 ) .
في هذا المجال يشير حامد زهران إلى أن تعدد اللهجات أو اللغات المستخدمة في التخاطب مع الطفل في وقت واحد تسبب اضطرابات في الكلام لدى الأطفال .
(2 ،517 ) .
وتتميز مرحلة الطفولة بغزارة الأسئلة التي يوجهها الطفل للمحيطين به ، والتي يكون للاجا به عليها – بطريقة صحيحة – الأثر الكبير في تكيف الطفل الاجتماعي ، ونموّه النفسي نمواً سليماً .
إن نسبة من هذه الأسئلة سببها المخاوف من أشياء ليس للطفل معرفة أو خبرة سابقة بها ، وبهدف الشعور بالأمان والطمأنينة ، وكثيراً ما يكون الدافع لأسئلة الطفل حب الاستطلاع والاستكشاف ، ورغبته الطبيعية في الحصول على انتباه الآخرين إليه والاهتمام به ، كما يلجا الطفل إلى كثرة الأسئلة لإدراكه أنه أصبح يتقن لغة الكلام والمخاطبة والتفاهم ومن تم يلجا إلى استخدام اللغة في السؤال تلو السؤال ليس حباً في طلب الإجابة على قدر رغبته في ممارسة اللغة والتباهي بقدراته في استخدامها.
وينزعج كثير من الأباء والأمهات بأسئلة أبنائهم ذلك لأن الكثير من أسئلة الأطفال محيرة للأباء والأمهات ويعجزن عن إعطاء الإجابة المناسبة ، بل أحياناً ينهرونهم والبعض قد يعاقبهم ، والقاعدة الأساسية في الإجابة على أسئلة الأطفال أن تأتى الإجابة محدودة وبسيطة وقصيرة ، كما يجب أن يدرك الأباء أن الأخذ والعطاء مع الطفل في الإجابة على أسئلته له فوائد كثيرة أهمها تنمية شخصية الطفل ، وتنمية قدرته اللغوية ، وتمرينه على استعمال الكلمات والتعابير الجديدة ، كما يتعلم الطفل عن طريق الأخذ والعطاء في الإجابة على أسئلته القدرة على الإصغاء والاستماع إلى الإجابة ، ( 9 ، 152 : 153 ) .
من جهة أخرى تؤكد نظرية التحليل النفسي على أهمية الخطاب المباشر المتمثل في ما يقدمه الأهل من أوامر ونواهي وتوجيهات متضمنة كم من المعايير عن طرق الصواب والخطاء في التفكير والمشاعر والسلوك ، في تكوين الأنا الأعلى (الضمير) ( Superego ) ، والذي يشكل مع الأنا الأعلى والهو ( ego and ID ) النموذج التكويني للشخصية المنفردة ، حيث يؤكد فرويد على أن الأنا الأعلى ينمو نتيجة لجهود الوالدين المستمرة في تأكيد الاتجاهات الصحيحة والمقبولة لأبنائهم ، بواسطة وسائل مباشرة أو غير مباشرة أو عن طريق التواب والعقاب ، والأنا الأعلى ( الضمير ) يعتبر نوعاً من النظام الداخل للشرعي والمباح أو الممنوع وغير المتاح . ( 4 ، 48 ) .
وبعبارة أخرى يعد الأنا الأعلى بمثابة الضابط الداخل للسلوك الفرد ، والذي يتشكل في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل ، مما يؤكد أهمية التخاطب المبكر مع الطفل .
كما أن للتخاطب المبكر تأثير على تقدير الطفل لذاته ، فالطفل في سنواته الأولى معرض لعدم الفهم ولسوء التقدير لذاته بسبب عدم اكتمال نضجه ، ومن مظاهر عدم فهمه اعتقاده بأنه قادر على القيام بأي شئ ، وهو ما يسمى بالتلقائية Spontaneity ، وهو ليس اضطرابا ، لان الطفل في سنواته الأولى لا يعرف أسلوباً غيره ، وهنا تأتى حاجته إلى راشد يتفهم طبيعة الطفل وحاجاته ، لا إلى راشد لا يؤمن إلا بالملاحظة الدائمة للصغير ، وبالتربية الصارمة ، فالإكثار من الأوامر والنواهي ، والحد من الحركة والكلام ، وفرض اختيارات الراشد ودوقه على الصغير ، تؤكد للطفل قصوره وعدم قدرته على الاعتماد على النفس ، واعتماده على الآخرين ، وتأجيل نضجه ، وبصورة عامة تقدير سلبي نحو الذات ، أما إذا فهم المربي أن للطفل ذات يحبها ، فإنه لن يخطي تقدير حقوق الطفل النفسية ، فالطفل في حاجة إلى الآخرين ، والتشجيع على القيام بأشياء تسعده ، وهو بحاجة إلى الإحساس بأنه قادر على إنجاز شئ بمفرده ، وهنا ينبغي عدم الحكم على إنجاز الصغار بمعايير الكبار ، بل ينبغي أن يكون أسلوب خطاب الراشد في هذه الحالة هو التشجيع والحث على الاستمرار ، حتى وإن أخفق في إنجاز هدفه ، لأنه بذلك يكون قد أرسى واحدة من القواعد الأولى للصحة النفسية السليمة ، وإحدى طرق التعليم وهي أن يتعلم من أخطائه ، وأن يكافح لتَخطّيَ العقبات . (1 ، 217 : 218 ) .
ويرتبط التخاطب المبكر مع الطفل بتكوين الاتجاهات المختلفة للطفل ، فأغلب الناس يكتسبون الكثير من الاتجاهات في بيوتهم التي ينشؤون فيها ، من خلال ما يستخدمه الوالدان من توجيهات وتعليقات على الموضوعات والقضايا المختلفة ، وما يلاحظه الطفل من نماذج في سلوك الوالدين يقتبسها الطفل وتصبح جزءاً منه ، وهذا بفعل الاتصال القوي بين الأهل والأطفال ، وقد لاحظ ،( نيو كامب ) وجود علاقات أقوى بين الأهل والأبناء ذوي المستوى الاقتصادي المنخفض ، وأرجع ذلك إلى أن الحياة الأسرية غالباً ما تكون أكثر تماسكاً في المستوى الاقتصادي المنخفض عنة في المستوى المرتفع ، بسبب انشغال الوالد بأعماله الخاصة ، ونقص الاتصال والحوار بين الطفل ووالديه ، خاصة إذا أوكلت مهام تربية الطفل إلى مربيات وخدم . ( 7 ، 23 ) .
ويعد تعليم الطفل اللغة وإرشاده إلى أساليب التخاطب مع من حوله من المهام الأساسية للأسرة ، فالطفل لا يتعلم الكلام بالتحدث إلى نفسه فحسب ، بل إن قدرته لا تتطور إلا من خلال تفاعله مع العالم المحيط به ، لذا فإن طريقة تعامل الوالدين مع الطفل ، وإدراكهما لأهمية الدور الذي يلعبانه في حياته ، وأهمية أسلوبهما في التعامل أو التحدث معه ، يعتبر الدعامة الأولى لتشجيعه على التخاطب ، وتأثيره على شخصيته بصورة عامة .
في هذا المجال ، يعتبر سكنر أن لأسلوب الأهل في التعامل مع طفلهما ، وما يقدمانه من تعزيزات لأنماط من السلوك ، الدور الأول في تشكيل سلوك الفرد الراشد ، فالرجل المشهور بالعنف أو العدواني في نظر سكنر شخص ربما يكون قد تم تشجيعه والتفاخر به – التفاخر بعنفه وقوته وهو تعزيز إيجابي – من والديه أو رفاقه عند ممارسه سلوكاً عدوانياً ، على عكس الرجل الذي لا يحب العنف ( 4 ، 119 ) .
والوالد العدواني ، القاسي في تعامله مع الأطفال ، قليلاً ما يتخاطب أو يتحاور مع أطفاله ، إضافة إلى انه كثيراً ما لا يتسق في التعامل معهم ، ويعد عدم الاتساق في المعاملة مع الطفل من أهم أسباب ممارسة هذا الطفل للسلوك الجانح ، بالإضافة إلى ما تسببه من مشكلات أو اضطرابات نفسيه للطفل . (5 ، 225 ) .
كما أن لتجاهل سلوك الطفل أثرُ على نشوء سلوكيات مثل الصياح ، والشكوى ، الضرب ، البطء ، الكسل ، التخريب المتعمد ، فعندما لا يتلقى الطفل الانتباه والاستحسان و التشجيع على سلوكه الجيد ، فإن سلوكيات من النوع السابق يمكن أن تظهر ، بل إن سكنر يؤكد على أهمية الانتباه لسلوك الطفل حتى لو كان هذا الانتباه يتضمن تأنيباً قاسياً وتهديداً ، فأي نوع من الانتباه يكون أحيانا افضل من عدم الانتباه ( 4 ، 79 ) .
كما يؤدي عدم الانتباه والاهتمام بسلوك الطفل إلى عدم تشجيعه على الاتصال والتخاطب ، على العكس عندما يحس الطفل بأن هناك من ينتبه له ، ويحاول فهم وتفسير محاولاته للتواصل ويستجيب لها ، إن هذا الإحساس سوف يشعر الطفل بالسعادة والرضا ، ويصبحان الدافع الرئيس في زيادة حماسه ورغبته في التواصل والحوار .
كما أن هناك أنماط من السلوك يتبعها بعض أولياء الأمور تترك آثارها السلبية على محاولات الطفل الاتصال بالآخرين ، مثل ولي الأمر المبالغ في المساعدة ، وهو الذي من كثرة حبه لا يدع لطفله الفرصة لأن يقوم بعمل شئ أو حتى ليعبر عن نفسه بطريقته الخاصة ، وولي الأمر المعلم ، وهو الذي يتحدث في معظم الأوقات ناسيا أن أفضل طريقة لتعليم الطفل هي أن يشارك بنفسه في الحديث بدلاً من مجرد المشاهدة أو اتباع التعليمات ، إن النمط الجيد من أولياء الأمور هو ولي الأمر المستجيب ، الذي يشجع الطفل على التخاطب ، ويكون مستجيباً لمحاولات الطفل للتحدث ، ويساعد عليه ، ويشاركه في أعماله وألعابه (8 ، 5 : 8 ) .
وفي حديثنا السابق عن دور الوالدين ، لم نفرق بين الأب والأم، وهذا لا يعني عدم التمييز بينهما ، فتأثير الأم أسبق وأشمل ، حيث إن علاقة الطفل بأمه تبدأ من اللحظات الأولى من حياته ، وهي في اتصال مستمر معه، لهذا يشكل أسلوب ومضمون خطابها معه الأساس الأول في أسلوب ومضمون خطاب الطفل.
أما الوالد فعلاقته مع الطفل تبدأ متأخرة قليلاً عن الأم ، حيث تبدأ تقريباً في الظهور في السنة الثانية من عمر الطفل ، مع نمو خبرته بوسط الأسرة الاجتماعي ، فيزداد انتباهه وحبه لأبيه كلما اجتمع به ، وتتوقف هذه العلاقة على مدى عطف ومحبة الأب لطفله، غير أن هناك حقيقة هامة وهي أن درجة معرفة الطفل لأبيه وتعلقه به لا تتوقف على عدد الساعات التي يقضيها الأب مع ابنه ، بل تتوقف بدرجة كبيرة على طريقة معاملته للطفل، ومدى تشجيعه للحوار والاتصال معه، فاشتراك الأب مع أولاده في بعض الأعمال والحوار وتشجيعه لهم على القيام بالأعمال المختلفة حتى في حال إخفاقهم ، وإتاحة الفرصة أمامهم لقيادة الحديث والسؤال ، كل هذه الأشياء تقضي على أية فكرة سيئة عن الأب باعتباره أباً مخيفاً عديم النفع ، هذه المعاملة من جانب الوالد تساعد بدرجة كبيرة على نمو الطفل واتصاله بأبيه ، مما يشعر الطفل باهتمام الأب له ، ورعايته والعناية به ، ولا تستطيع الأم وحدها أن تعوض الطفل النقص الذي ينشأ عن غياب الأب ، أو عدم عنايته والأشراف على أبنائه (3 ، 10: 117) .
ومن خلال كل ما ذكر سابقاً يمكن أن نلخص النقاط التالية عن أسلوب التخاطب أو الاتصال مع الطفل :-
1) الاهتمام بنداءات الطفل وعدم إهمالها .
2) تركيز الانتباه على السلوك الجيد للطفل وتعزيزه .
3) استخدام اللغة المحلية الخالية من التحريف عند الحديث مع الطفل .
4) عدم استخدام الكلمات البذيئة ، أو الكلمات المهينة أو المقللة بشان الطفل .
5) الاهتمام بالقصص والحكايات والابتعاد عن القصص الخرافية .
6) التحدث المستمر مع الطفل بجمل قصيرة وبسيطة .
7) توجيه أسئلة عن الأشياء التي توجد حوله بشرط عدم الإكثار منها .
8) تشجيع الطفل على التخاطب والحوار .
9) السماح للطفل بقيادة الحديث والاستجابة لاهتماماته وحاجاته .
10) الحرص على أن تكون وضعيه الحوار مع الطفل وجهاً لوجه .
11) التركيز عند الحديث مع الطفل على الأشياء المحسوسة .
12) يفضل استخدام الإشارات والإيماءات عند الكلام مع الطفل .
13) إثارة حاسة الفضول لدى الطفل وذلك بتوفير فرص وأنشطة يهتم بها كثيراً ، بحيث يقوم باستكشاف هذه الأنشطة .
14) محاول مشاركة الطفل في أي نشاط أو عمل يحبه ويستمتع به .
15) الإنصات الجيد للطفل .
16) عدم تعليم الطفل في الست سنوات الأولى من حياته لغة أخرى إلى جانب لغته الأم .
17) عدم استخدام العنف في تعليم الطفل والنطق السليم للحروف والكلمات .

أخيراً :-
إن فهم أهمية التخاطب المبكر مع الطفل ، وأسلوب هذا التخاطب ، هو الأساس الأول في إعداد الطفل وتنشئته التنشئة الصالحة بما يضمن حقوقه ، ويأهله للقيام بواجباته ، كما ينبغي التأكيد على أنه ليس المهم دائماً معرفة ماذا نقول للطفل ، فكما قيل الفن الحقيقي ليس أن تقول الشيء الصحيح في الموضع الصحيح وحسب ، بل وأن تمتنع عن قول الشيء الخطأ في اللحظة الحرجة .

خالد محمد المدني


االمراجع :-
1) ألفت حقي ( 1995 ) ، الاضطراب النفسي ، الجزء الأول ، الإسكندرية : مركز الإسكندرية للكتابة .
2) حامد عبد السلام زهران ( 1977 ) ، الصحة النفسية والعلاج النفسي ، القاهرة : عالم الكتب .
3) رشيدة رمضان ( 1998 ) الصحة النفسية للأبناء ، الجزء الأول ، القاهرة : دار الكتب العلمية .
4) روبرت ناي ( 2001 ) السلوك الإنساني ثلاث نظريات في فهمه ، ترجمة احمد إسماعيل ، منير فوزي ، الجيزه : هلا للنشر والتوزيع .
5) زكريا الشربيني ، ويسرية صادق ( 1996 ) تنشأة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهه مشكلاته ، القاهرة : دار الفكر العربي .
6) عبد الستار إبراهيم ، عبد العزيز الدخيل ، رضوان إبراهيم ، ديسمبر ( 1993 ) ، العلاج السلوكي للطفل ، الكويت : عالم المعرفة .
7) ك.م ايفانز ( ب ت ) الاتجاهات والميول في التربية ، ترجمة صبحي معروف ، أنور رضاء ، منير عطالله ، عالم المعرفة .
8) مانولسون أيالا ، العلاقات الحنونة التي تساعد الأطفال على التواصل ، ترجمة صالح سالم الغيلان ، شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) .
9) ملاك جرجس ( 1985 ) مشاكل الصحة النفسية للأطفال ، الدار العربية للكتاب .

رد مع اقتباس
  #66  
قديم 05-04-2005, 08:11 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

خصائص نمو طفل مرحلة ما قبل المدرسة وعلاقتها بتساؤلاته

\"إن حياة الإنسان متداخلة الأطوار ، يجب أن يعيشها الإنسان جميعا بكل ما فيها ، ومن خسر فيها طفولته فقد خسر صباه ، وشبابه ، ورجولته ، وشيخوخته ، أو قل فقد خسر حياته كلها ، فالإنسان بلا طفولة شجرة بلا جذور ، وإذا رأيتم إنسانا فقد إنسانيته فى عالم الكبار فابحثوا عن طفولته فإنها – بلا ريب – تحمل سر تعاسته المأساوية\" .
وقد نبه الباحثون فى ميدان علم النفس على أهمية هذه الحقيقة، وهم يتفقون على أن السنوات الأولى من حياة الطفل هى من أهم السنين فى تكوين شخصيته ، وتوجيهها الوجهة التى تبنى عليها دعائمها فيما يلى من أطوار نموه .
فمدارس علم النفس رغم اختلافها تكاد تجمع على أن السنوات الست الأولى من عمر الفرد هى أهم السنوات فى تكوين شخصيته وبنائها ، حيث تشكل هذه السنوات مرحلة جوهرية ، وتأسيسية تبنى عليها مراحل النمو التى تليها ، كما أن الاستشارة الاجتماعية ، والحسية ، والحركية ، والعقلية واللغوية السليمة التى تقدمها الأسرة ، ورياض الأطفال لها أثار إيجابية على تكوين شخصية الطفل واستمرار نموه السوى فى حياته المستقبلية .
ولكن وقبل الحديث عن أهم خصائص نمو طفل هذه المرحلة وعلاقة هذه الخصائص بتساؤلاته ، قد يكون من المناسب بيان تعريف لكلمة \"النمو\" ذاتها ، فقد عرفها البعض بأنها : \"التغيرات الإنشائية البنائية التى تسير بالكائن الحي إلى الأمام حتى ينضج\" ،أو هو \"سلسلة من التغيرات المستمرة المطردة ، والتى تتجه نحو هدف نهائي هو اكتمال النضج\".
والنمو النفسي فى كل مرحلة له خصائصه ودوافعه المميزة لكل مرحلة عمرية واستثمار هذه الخصائص والتعامل معها يؤدى إلى النمو المتكامل ، والمتوازن ، وطفل ما قبل المدرسة يتميز بمجموعة من الخصائص ، يمكن أن نلخصها فيما يلى :
أ – خصائص النمو الجسمية والفسيولوجية والحركية وعلاقتها بتساؤلات الأطفال :
1- يسير النمو الجسمي خلال هذه المرحلة بمعدل أبطأ بالمقارنة مع النمو الجسمي السريع فى المرحلة السابقة (سن المهد) ، ومع ذلك فإن النمو الجسمي للطفل فى نهاية هذه المرحلة – أى فى السادسة من العمر – يكون قد وصل إلى حوالي 43% من النمو النهائي .
2- وبالنسبة لليد تفضيل إحدى اليدين شاملا وثابتا إلى حد كبير مع بلوغ الطفل سن السادسة ، حيث يظهر عند معظم الأطفال تفضي لليد اليمنى (حوالي 90%) فى حين تفضيل نسبة بسيطة اليد اليسرى .
3- يكون طول الطفل فى بداية هذه المرحلة 90 سم كحد أدنى وسيصل إلى 125 سم كحد أقصى فى نهاية المرحلة (6سنوات) ، ويكون طول الطفل فى سن الرابعة ضعف طوله عند الميلاد ، وهناك فروق بسيطة بين البنين والبنات من حيث الطول لصالح البنين .
4- وتظهر المهارات الحركية التى تساعد فى جعل الطفل كائنا اجتماعيا بدرجة أكبر ، حيث يميل إلى اللعب ، وببلوغه سن الخامسة تزداد قدرته على الاتزان الحركي ، ويستطيع الوثب بسهولة ، وربط الحذاء وتقليد رسم مثلث أو مربع ورسم صورة مبسطة لرجل تغطى الملامح العامة .
5- ويزداد الوزن بمعدل كيلوجرام واحد فى السنة ، ويزداد نمو الهيكل العظمى ، ويسير النمو العضلي بمعدل أسرع من ذى قبل ، مما يزيد الوزن ، والبنين أكثر حظا من البنات فى النسيج العضلي .
6- يطرد نمو الجهاز العصبي حيث يصل وزن المخ إلى 90% من وزنه الكامل عند الراشدين وذلك فى نهاية المرحلة.
7- يتميز إبصار الطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة بطول النظر ، فهو يرى الأشياء الكبيرة أوضح من الصغيرة ، والبعيدة أكثر من القريبة . أما حاسة السمع فتظل غير ناضجة تماما حتى نهاية هذه المرحلة ، فالطفل لا يستطيع تذوق اللحن المعقد ولكن تستهويه أصوات الطيور والحيوانات والأشياء كالقطار والسيارة .
8- النشاط والحركة المستمرة ويظهر ذلك أثناء اللعب وتتسم أجسامهم بالرشاقة وخفة الحركة .
والخصائص السابقة للطفل من قدرة على المشى ، والتحرك السريع، والرغبة فى اللعب كل ذلك يساعد على فتح آفاق جديدة أمام الطفل فهو يرى ظواهر ، وأحداث متنوعة تثير انتباهه وتجعله يوجه الأسئلة للكبار من حوله . أما نمو المخ والجهاز العصبي فهو أيضا يساعد على تنشيط ذهن الطفل ويجعله يفكر فى الظواهر الطبيعية من حوله فيوجه الأسئلة للكبار . والمظاهر النمائية السابقة من قدرة على تناول الأشياء وتفحصها ، والتحرك فى البيئة وزيادة النشاط الحركي المستمر ، كل ذلك يؤدى إلى زيادة فضول الطفل وحبه للاستطلاع ومن يزيد من فرص إلقاء المزيد من الأسئلة للكبار من حوله ، واستعمل اليد اليسرى ، ورغبة الآباء وخصوصا فى المجتمعات الإسلامية – فى ان يتناول الطفل الأشياء باليمين كل ذلك يؤدى إلى مزيد من التساؤلات التى يوجهها الطفل للمحيطين به .

ب – خصائص النمو العقلي المعرفي وعلاقته بتساؤلات الأطفال :
العقل البشرى طاقة من أكبر الطاقات ، ونعمة من أكبر النعم التى أنعمها الله علينا : (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ) ( ) \"والفؤاد يستخدم فى القرآن بمعنى العقل، أو القوة الواعية فى الإنسان أو القوى المدجركة على وجه العموم\" .
ومرحلة طفل ما قبل المدرسة مرحلة حاسمة فى حياة الفرد العقلية باعتبارها مرحلة الأساس والتكوين فى بناء الإنسان الصالح فى جميع أبعاد نموه الأساسية حيث يوضح فيها الأساس القوى لشخصية الفرد ، وسلوكه فى جميع النواحي ، وبالنظر إلى طفل ما قبل المدرسة نجده يقع فى المرحلة العمرية من (4 – 6 سنوات) ، وتقع هذه القترة فى مرحلة ما قبل العمليات حسب تصنيف بياجيه لمراحل النمو العقلي للطفل وهى نهاية مرحلة ما قبل المفاهيم وأغلب المرحلة الحدسية

ومراحل النمـو الأربعـة الرئيسية التى ذكرها بياجيه هى كما يأتى :
1- المرحلة الحسية الحركية : وتشمل السنتين الأوليين من حياة الطفل ، أو من الميلاد ، وحتى يبدأ الكلام ، وقد أسماها بياجيه المرحلة الحسية ، لأن الطفل خلالها يكون مشغولا بحواسه ، وأنشطته الحركية .
2- مرحلة التفكير التصوري ، أو مرحلة ما قبل العمليات :
وتشمل من سن السنتين حتى السابعة ، وقد اهتم بياجيه بهذه المرحلة خاصة السنوات الأخيرة منها ودرسها بدقة بالغة ، وبشكل لم يتكرر فى دراسته لمرحلة أخرى ابتداء من الميلاد حتى النضج ، وحيث إن موضوع البحث يركز على طفل ما قبل المدرسة الابتدائية خاصة فى رياض الأطفال ، وسنتناول بشيء من التفصيل هذه المرحلة لشرح جوانب النمو العقلي والمعرفي المختلفة .
3- مرحلة العمليات المحسوسة أو العيانية :
وتشتمل الفترة من السابعة حتى الحادية عشرة .
4-مرحلة العمليات الشكلية أو المنطقية :
وتشمل الفترة من الحادية عشرة وما بعدها .
مما سبق يمكن ذكر أهم الخصائص العقلية والمعرفية لطفل هذه المرحلة وهى :
1- حب الاستطلاع والاستقصاء المستمر للوصول إلى الحقائق ، وهذا بدوره يدفع الطفل إلى سيل متدفق من الأسئلة يوجهها إلى المحيطين به ليشبع حب الاستطلاع لكى يصل إلى الحقائق .
2- القدرة على حل المشكلات ، والتكليف ببعض المهام البسيطة ، وهذا قد يساعد الوالدين والمحيطين بالطفل فى استغلال هذه القدرة فى محاولة الإجابة عن بعض التساؤلات .
3- اكتشاف بعض خصائص الأشياء ، واتساع مجال إدراكه الحسى، ويستطيع تكوين المعاني ثم تتسع قدرته على تكوين المعاني والمفاهيم اتساعا سريعا .
4- ومن مظاهر النمو العقلي أيضا تكوين المفاهيم مثل الزمان والمكان والعد ، ويطرد نمو الذكاء ، وتزداد قدرة الطفل على الفهم ، وتزداد القدرة على تركيز الانتباه ، ويكون التفكير ذاتيا. ويظل التفكير خياليا وليس منطقيا حتى يبلغ الطفل سن السادسة .
5-على الرغم من زيادة طول فترة التركيز فى سن الخامسة إلا أنها تكون محدودة بعنصر أو عنصرين فقط .
6- يزيد التذكر المباشر لدى طفل ما قبل المدرسة ، فيتذكر طفل الثالثة مثلا ثلاثة أرقام ، وطفل الرابعة والنصف يتذكر أربعة أرقام ، ويكون تذكر الكلمات والعبارات المفهومة أيسر من تذكر الغامضة منها ، ويستطيع الطفل تذكر الأجزاء الناقصة فى الصورة وتنمو القدرة على الحفظ وترديد الأغاني والأناشيد وبخاصة الذاكرة البصرية والسمعية ، لتصل الذاكرة إلى ما يسمى \"بالعنصر الذهبي للذاكرة\" فى نهاية هذه المرحلة .
7- تنمو قدرة الطفل على فهم كثير من المعلومات البسيطة وكيف تسير بعض الأمور التى يهتم بها ، وقدرته على التعلم من المحاولة والخطأ بسبب ظهور دوافع الاستطلاع لمعرفة الأشياء والأشخاص والمواقف .
وهكذا يؤثر النمو العقلي للطفل بكل مظاهره السابقة فى جعل الطفل فى حالة نشاط عقلي دائم ، فهو يحاول كشف العالم من حوله لذلك يبدو شغوفا بتوجيه الأسئلة الدائمة – عن كل شئ للكبار من حوله.
كما أن الأسئلة تزداد بالطبع مع زيادة النضج العقلي : فهى تقل عدد المتخلفين عقليا ، وتزيد عدد الأعلى ذكاء ، ولا شك أن الإجابات التى يحصل عليها الأطفال من أبائهم ، يكون لها أهمية كبرى لا من حيث النمو المعرفي فحسب ، بل أيضا من حيث الاتزان الانفعالي ، ونمو الشخصية . وقد ذكر أحد الباحثين أن هناك فرقا واضحا بين مستوى إدراك طفلين فى سن السادسة ، أحدهما كان كثير الأسئلة ، والأخر لم تكن له فرصة مماثلة .
جـ – خصائص النمو اللغوي وعلاقته بتساؤلات الأطفال :
تقوم اللغة بدور مهم فى حياة الطفل بصفة خاصة والراشد بصفة عامة ، فمن طريق اللغة يستطيع الإنسان أن يعبر عن أفكاره ورغباته وميوله ، كما أنه من خلالها يستطيع فهم البيئة المحيطة به وكذا التواصل الاجتماعي مع الآخرين .
مظاهر النمو اللغوي :
يتفق العديد من الباحثين على أن هذه المرحلة تتميز بسرعة النمو اللغوي ، تحصيلا وتعبيرا وفهما . ومن مظاهر هذا النمو :
1- يتجه التعبير اللغوي فى هذه المرحلة نحو الوضوح ، والدقة ، والفهم .
2- يتحسن النطق ، ويختفى الكلام الطفلى مثل الجمل الناقصة ، والإبدال واللثغة وغيرها .
3- يزداد فهم كلام الآخرين .
4- يستطيع الطفل الإفصاح عن حاجاته وخبراته .
5-يقلد بمهارة الأساليب المرتبطة بالكلام كأساليب الإخبار والنفى والتعجب والسؤال .
6- يحاكى أصوات الحيوانات ، والطيور ، والظواهر الطبيعية ، والأشياء المألوفة كالساعة والقطار .
7- يعتمد الطفل للغة فى هذه المرحلة اعتمادا رئيسا على الكلمة المسموعة ، لا المكتوبة .
8- من دراسات لغة الطفل ، ذكر أن طفل الرابعة ينطق 77% من أصوات لغة نطقا صحيحا و88% فى سن خمس سنوات وتصل النسبة إلى 89% فى سن ست سنوات ، ويبلغ حجم مفردات طفل الرابعة (1450) كلمة وطفل الخامسة حوالى (2000) كلمة وطفل السادسة حوالى (2500) كلمة .
9-وفيما يتعلق بالفروق بين البنين والبنات أشارت بعض الدراسات إلى تفوق الإناث على الذكور فى القدرة المنطوقة بينما أشارت دراسات أخرى إلى عدم وجود فروق بينهما فى ذلك .
مراحل النمو اللغوي للطفل :
يرى ديفشتا أن مراحل النمو اللغوي تسير فى التتابع الآتي :
1- مرحلة المهد .
2- مرحلة المناغاة .
3- مرحلة النطق غير المفهوم .
4- المرحلة التى تتسم بالهدوء .
5- مرحلة الجمل المتكاملة ذات الكلمة الواحدة .
6- مرحلة طفرة نمو الكلمة .
7- مرحلة الجملة .
8-مرحلة استخدام أنواع الجمل , ومنها يستخدم الجمل البسيطة والمعقدة والمركبة ، ولا تزال جملا غير مكتملة نحويا وتستمر من الثالثة حتى الخامسة .
9- وتبدأ هذه المرحلة من سن الخامسة حتى النضج ، وفيها يظهر النظام اللغوي المستقل الذى يتضح فى استخدام الجمل، وتزايد أنواعها وطولها .
خصائص وسمات لغة الطفل :
1-التمركز حول الذات .
2- يغلب على لغة الأطفال المحسوسات .
3- يغلب على لغة الطفل عدم الدقة والوضوح .
4-تقديم المتحدث فى الجمل الخبرية .
5-اختلاف وقصور مفاهيم الأطفال ، وكلماتهم ، وتراكيبهم عما هى عليه عند الكبار .
6- تكرار الكلمات والعبارات .
وهكذا يتضح ان هذه المرحلة هى مرحلة أسرع نمو لغوى تحصيلا وتعبيرا وفهما ، وتعرف هذه المرحلة بالعصر الذهبي للغة فى حياة الطفل ، فهو يلتقط كل جديد من الكلمات ، ويحاول جاهدا أن يكرر كل ما يسمعه كما أن الأسئلة فى هذه المرحلة اللغوية تتميز بالكثرة . فقد أشار البعض إلى أن حوالى 10 – 15% من حديث الطفل فى هذه المرحلة يكون عبارة عن أسئلة ، بل إن الأسئلة وحب الاستطلاع تساعد على اتساع الحصيلة اللغوية للطفل .
د – خصائص النمو الاجتماعي وعلاقته بتساؤلات الأطفال :
تلخص سحر نسيم الخصائص الاجتماعية لطفل ما قبل المدرسة فى النقاط التالية :
1-الود والتعاون والرغبة الصادقة فى إسعاد من حوله ، ويفضلون صحبة الأطفال فهم فى حاجة إلى رفاق فى سنهم.
2-فهم الأدوار التى يقوم بها فى المحيط الاجتماعي .
3- الميل إلى منافسة الرفاق ، ومحاولة التفوق عليهم .
4- الإحساس بالزمالة .
5- الولاء للمعلمة ، والانتماء للجماعة .
6- يستمع الأطفال باللعب الدراسي ، والتمثيل واللعب الجماعي .
7- يحب الطفل الألعاب المنظمة ذات القواعد .
8- قد ينشأ صراع بين الأطفال أثناء اللعب ؛ نتيجة لأن اهتمامات الأطفال بدأت تشمل الآخرين بدلا من التركيز على نفسه فقط . ويذكر حامد زهران \"أن عملية التنشئة الاجتماعية فى الأسرة تستمر ، ويزداد وعى الطفل بالبيئة الاجتماعية ، ونمو الألفة ، وزيادة المشاركة الاجتماعية ، وتتسع دائرة العلاقات والتفاعل الاجتماعي فى الأسرة ومع جماعة الرفاق\" .
وما سبق من مظاهر النمو الاجتماعي فى هذه المرحلة – بما تضمنته من علاقات وتفاعل ، ومصادقة ، ومشاركة اجتماعية ، وتعاون مع الآخرين ، ومع جماعة الرفاق – كل هذا يدعو الطفل إلى المزيد من الأسئلة عن عالم الكبار من حوله سواء أكانوا داخل البيت أم خارجه ، لكى يأخذوا دورا بجانب هؤلاء الكبار ويلفتوا انتباههم .
هـ – خصائص النمو الانفعالي وعلاقته بتساؤلات الأطفال :
تشير الدراسات المتخصصة فى هذا المجال إلى أن الانفعالات تؤدي دور مهم فى حياة الطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة ؛ نظرا لتميزها عن انفعالات الراشدين حيث تتميز أنها قصيرة المدى وكثيرة، ومتقلبة ، وحادة فى شدتها . وتتميز هذه الانفعالات أيضا بأنها شديدة ومبالغ فيها (غضب شديد – حب – كراهية – غيرة …) ويتركز الحب كله حول الوالدين وتظهر الانفعالات المتمركزة حول الذات (خجل – إحساسه بالذنب – ثقة – لوم ذات) .
ومن ابرز النمو الانفعالي فى هذه المرحلة الشعور بالقلق والخوف وما ينتاب الطفل من نوبات غضب ، وإحساس بالغيرة ، ومن أهم مسببات هذا القلق والخوف : الرغبة فى كشف المجهول الذى يحيط به.
وفى سن الخامسة يتكون نوع من الاستقرار فى حياة الطفل الانفعالية نتيجة ، للأمان والطمأنينة التى تسود علاقته بأمه ، ومع ذلك فهو لا يزال عنيدا ، ويستمر ذلك معه حتى نهاية المرحلة .
وهكذا يلاحظ أن حالة الطفل الانفعالية فى هذه المرحلة بكل ما فيها من حب ، وقلق ، وخوف وحاجة للأمن والطمأنينة ، والتحكم فى البيئة التى لن تتحقق إلا بخفض التوترات عند الطفل وأفضل طريقة لذلك هى الإجابة عن كل تساؤلات الطفل المرتبطة بهذه النواحي .
ولعل مما يستخلص مما سبق أن جوانب النمو السابقة لا تنفصل عن بعضها البعض ، بل ترتبط ببعضها بطريقة أو بأخرى ، وتشكل فى مجملها الشخصية الإنسانية فلا يمكن فصل أحد هذه الجوانب عن هذا الكل الواحد (الشخصية) إلا بغرض الدراسة والبحث فقط ، وحتى عند هذه الجزئية لابد أن يضع الفرد فى ذهنه أن هذا الجانب أو ذاك ليس منفصلا ، ولا مستقلا تماما عن غيره من الجوانب الأخرى بل من الضروري أن يؤثر فى غيره من الجوانب التى تتكامل معه وتشكل هذا الكل الواحد .
فالأمر الذى لا يحتاج إلى تأكيد هو أن النمو الإنساني عملية كلية ومتكاملة ، فلا ينبغى أن ننظر إلى جانب من جوانب النمو منفصلا عن غيره من الجوانب الأخرى ، وهذا يعنى أن يعمل على تنشئة الطفل تنشئة متكاملة تحقق نموا شاملا فى النواحي الشخصية والاجتماعية والدينية والصحية والعلمية والفنية والسياسية .
ودراسة مراحل النمو المختلفة سواء أكانت جسمية ، أم عقلية ، أم لغوية ، أم انفعالية ، أم اجتماعية – تساعد بشكل أو بأخر على تعرف تساؤلات الأطفال ، والأسباب الكامنة وراء هذه التساؤلات ، وكذا توضيح ما الدور المنوط بالمحيطين بالطفل لإشباع تلك الرغبة المتدفقة للبحث ، وحب الاستطلاع ، وكثرة التساؤلات ، ففهم هذه الخصائص يساعد المعلمة ، والوالدين ، وكل من يتصل بالطفل على احترام مشاعره والإجابة عن تساؤلاته الإجابة الصحيحة التى تقدم له العون والمساعدة .


المصدر
عبد الرازق مختار محمود ،التربية الدينية للأطفال

دكتور/ عبد الرازق مختار محمود
كلية التربية –جامعة أسيوط
جمهورية مصر العربية
razic2003@maktoob.com

رد مع اقتباس
  #67  
قديم 05-04-2005, 08:11 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

تكوين شخصية الطفل

أطفالنا هم أمل و مستقبل الأمة وبقدر ما كان نموهم وترعرعهم وتربيتهم سليمة بقدر ما كان مستقبل الأمة مشرقا ومشرفا .
فسلوكنا مع أطفالنا وطريقة معاملتهم هما اللذان يحدان مستقبلهم ، فكلما كان سلوكنا مع الطفل صحيحا نشأ الطفل سليما من غير عقد نفسية ، يثق في نفسه وفي قدراته ويثق فيمن حوله وكان إيجابيا في تعامله مع مجتمعه .

هناك أسس يجب على الوالدين التقيد بها لتساعد الطفل على تكوين تلك الصورة الإيجابية عن نفسه :

1- الرعاية والاهتمام من الوالدين الغير مبالغ فيهما والشعور بالمسؤولية وتلبية حاجات الطفل الأساسية كالغذاء السليم ، الملبس النظيف ، التعليم الجيد والرعاية الصحية الصحية ومتابعته .

2- إعطاء الطفل الفرصة للقيام بالأعمال الناجحة والتشجيع المستمر وإشعاره بسعادتنا لنجاحه بالقيام بها ولنحذر من تكليفه بمهام صعبة تفوق عمره العقلي والزمني و إلا شعر بالعجز وفقد الثقة في نفسه .

3- مراعاة حالة الطفل النفسية وشعوره والتغيرات التي تفرزها مثل القلق، عدم التكيف ، والشعور بالعجز ومحاولة علاج ذلك بالتهدئة وزرع الثقة في نفوسهم وإشعارهم بالحب والحنان والرعاية و إلا سوف تتحول إلى مشكلات نفسية تؤثر على سلوك الطفل كأن يصبح عدوانيا أو منطويا .

4- البحث عن نقاط القوة في الطفل وتعزيزها وتشجيعها وتنميتها وإرشاده إلى نقاط الضعف وكيفية التغلب عليها كالغضب السريع والخجل .

5- الاهتمام بهوايات الطفل وأنشطته وميوله وتوجيهها وتشجيعها كالقراءة والكتابة وجمع الطوابع ، ممارسة الرياضة بأنواعها .

إعداد / عبد الله الخضراوي

رد مع اقتباس
  #68  
قديم 05-04-2005, 08:12 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المراهق والأسرة

المشكلة الأسرية عند المراهق :

وتتمثل هذه المشكلة في نمط العلاقات الأسرية والاتجاهات الوالدية في معاملة المراهقين ومدى تفهم الآباء بحاجاتهم، ونظرة المراهقين إلى السلطة الأبوية من حيث أنها قوة موجهة ضدهم أو لحل مشكلاتهم.

تلعب الأسرة دوراً كبيراً في حياة المراهقين، في وقت تزداد فيه نزعتهم إلى الاستقلال والانطلاق، فالمراهق يود التخلص من مراقبة الوالدين له ليعتمد على نفسه في تنظيم وقته واتخاذ قراراته، بل ويرى أن إرشادات الوالدين تدخل في شؤونه الخاصة، ومن هنا فإن احتمالية نشوء مشكلات أسرية عديدة أمر ممكن باعتبار أن الأسرة قوة قد تحول دون تحقيق حاجته وتطلعاته. ورغم ذلك فقد أظهرت معظم البحوث العربية أن هذه المشكلات احتلت ترتيباً متأخرا. ففي بحث \" منيرة حلمي\" على الطالبات، وبحث هنا على الطلاب في مصر كانت ترتيب هذه المشكلات الأخير أو ما قبل الأخير، وكذلك في دراسة \" هاني \" على طلاب المرحلة الثانوية في الأردن، ودراسة البرقاوي على طلاب الجامعة، ودراسة \" حسين \" على طلاب الثانوية العامة، ودراسة السواد في العراق احتلت المشكلات الأسرية ترتيباً متأخراً من حيث أهميتها: وقد علل الباحثون هذا الترتيب المتأخر بأن الطالب العربي لا يرغب في الإفصاح عن مشكلاته العائلية بفعل الخجل والولاء للأسرة، ورغم نزعة المراهق إلى الاستقلال واصطدامه بالأسرة، فإن الارتباط العاطفي لا زال قوياً .

ومن أكثر المشكلات تواتراً وحدة في هذا المجال ما يلي:

1. أتمنى أن تكون أحوال أسرتي أفضل مما هي عليه الآن.

2. لا أستطيع المذاكرة في البيت لعدم توفر البيئة المناسبة. وتعبر هذه المشكلات عن ضيق المراهق وقلقه على أحوال أسرته.

3. أخجل أن أناقش أبي في مشكلاتي الخاصة.

4. آراء والدي لا تتفق مع آرائي.

5. يحد والدي من حريتي في معظم الأمور.

وتتمثل هذه المشكلات في عدم تفهم الآباء لحاجات المراهقين وصعوبة التفاهم مع الآباء. ولا شك أن هذه المشكلات أمور طبيعية، فالمراهق يتطلع إلى أن يكون له دور في المنزل والحياة الأسرية، ويبدو أن نمط العلاقة السائدة بين المراهقين ووالديه لا تسمح له بإبداء رأيه أو مناقشتهم في كثير من القضايا. أما مشكلة اختلاف آراء المراهق عن أسرته فراجع إلى تبني المراهق لأفكار قد تختلف عن تلك التي اكتسبها في الأسرة .

من إعداد /محمد حسن عمران
مساعد باحث _كلية التربية_ أسيوط
جمهورية مصر العربية

رد مع اقتباس
  #69  
قديم 05-04-2005, 08:13 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


الكذب عند الأطفال

هل يثير قلق الأسرة؟ إن الأمانة في ذكر الحقيقة كالأمانة بشأن ممتلكات الآخرين، يكتسبها الطفل من البيئة التي يعيش فيها ويتفاعل معها نتيجة لما يحتاج له من فرص ومواقف يتدرب فيها على تمييز الوقائع، والتعرف إلى الحقائق، وأهمية الصدق فيما يفعل ويقول.
فقد يتهم الطفل أخاه بكسر إناء الزهور ويكون هو الفاعل.. وقد نسأله عن موضوع ما فلا يقول الحقيقة.. وأحياناً قد يكذب كذباً لا يضر ولا ينفع، وأحيانا أخرى يحمل كذبه ضرراً له وللآخرين ونتساءل لماذا يكذب الطفل؟
والحقيقة هنالك أجوبة متعددة لهذا السؤال.. فقد يكذب الطفل لكي يعوض عن نقص حقيقي أو خيالي في نفسه وقد يكذب لوقاية نفسه من الضرر أو للهرب من النتائج الحتمية والمؤولة لعمل قام به. أو لتجنب نقد يوجه إليه من عالم الكبار، تجاه سلوك قد سلكه. ان كثيراً من أكاذيب الأطفال سببها عالم الكبار فقد يكره الأب ابنه على الكذب دون أن يدري، فالطفل غير البارع في الرياضيات قد يخبر والده بأنه حصل على درجة عالية في المادة لأنه يعلم أن والده يسر بذلك وقد تنعكس بعض الطموحات الاجتماعية للراشدين من خلال مبالغات الطفل وأفكاره الخيالية، فيغدو الأب الذي يعمل موظفاً صغيراً في نظر الطفل مديراً لإحدى الشركات عندما يسأل عن مهنة والده.إن كثيراً من أكاذيب الأطفال سببها نمو التخيل عندهم وخاصة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ببين الرابعة والخامسة وهي لا تعد أكاذيب بالمعنى الحقيقي للكلمة، وإنما هي خيالات اختلطت بالواقع.
إذ ان خيال الطفل في هذه المرحلة يتصف بالمبالغة والغزارة والابتكار وعدم التقيد بالواقع المحسوس وتظهر تلك الظاهرة في ألعابه حيث يمتطي العصا كأنها حصان أو يتخيل الكراسي المصفوفة عربات قطار تنقله مع رفاقه وقد يروي قصة تدور حول قتله لذئب مفترس وكيف حمل البندقية وقضى على اللصوص الذين هاجموا منزله وبنموه يستطيع أن يدرك أن هذه خيالات وليست حقيقة.
إن الكذب هو إحدى الاستراتيجيات التي يستخدمها الطفل للحفاظ على احترامه لذاته إلا أنه ينبذ هذه الاستراتيجية عندما يكتسب القوة والثقة بالنفس. بيد أن بعض الأطفال يستمرون في ممارسة الكذب ويصبحون في نهاية الأمر غير قادرين على التمييز بينه وبين الصدق وقد يكون ذلك حالة خطيرة تستدعي اهتمام الأبوين حيث يجب البحث جديا عن سبب الكذب.. فقد يكون السبب ما يفرضه الراشدون على الطفل من مهمات.. أو قواعد معقدة جداً لا يستطيع الطفل تنفيذها بنجاح فيلجأ إلى الكذب.. وقد يشعر الطفل بعدم الأمان والأذى في المدرسة حيث يجد في القصص الكاذبة التي يؤلفها الطريقة الوحيدة للاحتفاظ بمركزه بين الآخرين فالكذب المناسب يحدد مدى قبول الآخرين له أو نبذهم للطفل الذي يكذب. إن الطفل الذي يحمل زاداً وافراً من الحب والحنان والتشجيع والنجاح )أي الصفات التي ينشأ عنها احترام الذات( نادراً ما يحتاج إلى الكذب. وقد يلجأ الطفل إلى نبذ معايير والديه عوضاً عن تبنيها إذا كانت علاقاته معهما مضطربة. وبهذا يكون كذبه شكلاً من أشكال عدم الاعتراف بما يريد الوالدان وقد يجبر بعض الأطفال على الكذب بسبب رغبة والديهما في الاطلاع الدائم والمستمر على أسرارهم وتفاصيل حياتهم وخاصة عندما يقترب هؤلاء الأطفال من مرحلة المراهقة. إنهم يرغبون في هذه الفترة باخفاء أسرارهم عن والديهم.
إن الوقاية من الكذب خير من علاجه وهذا يتوقف على أسلوب التعامل مع الطفل فهو يمتص الصدق من المربي )الأب أو الأم( أو من المحيطين به فالالتزام بالأقوال والأفعال شرط مهم في التعامل مع الطفل لأن الابن إذا نشأ على الخداع وعدم المصارحة من الآخرين فأكبر الظن أن مثل هذا الجو سوف لا يعمل على تكوين اتجاه الصدق عند الطفل لأنه سوف يدرك أن الكذب وسيلته لتحقيق أهدافه.إن الطفل بمقدوره أن يميز بين ما هو كاذب وما هو صادق لذلك على الكبار التزام الصدق قولاً وفعلاً ليكونوا قدوة حسنة لأبنائهم. لا بد أن نبصر الطفل بأهمية الصدق في القول والفعل وتشجيعه عليهما باستمرار ومعاقبته بعقوبة تناسبه في حالة الكذب عدة مرات دون الاكتراث بما ننصحه. علينا الا نزج الطفل في مواقف يضطر فيها للكذب وألا نبالغ في عدم تصديقه لكل عمل يقوم به ونضايقه في كل صغيرة وكبيرة، لأن هذا الأسلوب الصارم لا يجدي كثيراً في الاقلاع عن الكذب الذي لا يجد الطفل مفراً من اللجوء إليه كمحاولة للظهور بالمظهر الذي نريده. إن التربية الواعية تبحث عن الأسباب التي تدفع الطفل للكذب وتتفهم أوضاع الطفل الحياتية. وإذا استمر الطفل بكذبه دون مبرر وازدادت حدته مع النمو يوماً بعد يوم.. فلابد من استشارة الأخصائي النفسي من أجل المساعدة.


د. سلوى مرتضى
جامعة دمشق كلية التربية رئيسة قسم تربية الطفل

_____________________
عن جريدة الجزيرة

رد مع اقتباس
  #70  
قديم 05-04-2005, 08:14 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


أهمية اللعب والرياضة للأطفال وفوائدهما

يعتبر من السهل نقل اجماع اكثر رجال التربية على اهمية اللعب والحركة ودورهما الهام في تنمية قوى الطفل، الجسمية، والعقلية، والخلقية، والاجتماعية. ففي مجال التنمية الذهنية للطفل: (اثبتت الابحاث ان الاطفال الذين تكون لديهم الامكانات والفرص للعبب تنمو عقولهم نمواً أكثر واسرع من غيرهم ممن لم تتح لهم هذه الفرص وتلك الامكانات). وفي مجال تنمية القوى الجسمية وتنشيطها، فإن لعب الأطفال يكسبهم مهارات حركية، فالقفز، والجرى، والتسلق، والتسابق وغيرها من النشاطات الجسمية يكتسب منها الطفل قدرات حركية، الى جانب ان اللعب يساهم مساهمة كبيرة مع الغذاء في زيادة وزن الطفل وحجمه ويساعد على نمو أجهزته الجسمية المختلفة. اما من الجانب الاجتماعي والخلقي فإن ممارسة الطفل للعب وسط مجموعة من الاقران، يساعده على التكيف الاجتماعي وقبول آراء الجماعة، وايثارها على النفس، والتخلص من الأنانية وحب الذات، الى جانب ظهور القيادات بين الأولاد، وتعلم أساليبها وطرق ممارستها. كما ان المباريات المختلفة بين الأطفال تعتبر مجالا جيدا لصرف المشاعر العدوانية عندهم. وممارسة الطفل للأدوار الاجتماعية المختلفة كالأب، والأم، والطبيب، والجندي، في لعبة التمثيلي: يجعله يتقلب بين هذه الشخصيات المختلفة، فيكتسب منها أدباً اجتماعيا، في كيفية التعامل مع هذه الفئات، والشخصيات الاجتماعية المختلفة. ومن فوائد اللعب ايضا: انه يساعد الطفل على معرفة البيئة من حوله، فيكتشف أولا غرفته التى يعيش فيها ومحتوياتها، ثم يتعرف على باقي غرف البيت، وما فيها من أثاث، ويتدرج في ذلك ليخرج فيتعرف على ما يحيط بالبيت من منازل، وحدائق.وهكذا فالطفل في نمو مطرد، ومستمر، وظاهر حركته اللعب واللهو، ولكنه لعب مفيد، يزيد في معرفته ومعلوماته. وقد اشار الى اهمية اللعب الامام الغزالي، وتنبه الى ذلك من جهة حث الولد على طلب العلم، وعدم التنفير منه فقال رحمه الله: (وينبغي ان يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب ان يلعب لعبا جميلا يستريح اليه من تعب المكتب بحيث لا يتعب في اللعب، فإن منع الصبي من اللعب وارهاقه الى التعليم دائما يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش، حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسا) وهذه لفتة هامة من الامام الغزالي تبين أثر اللعب في النشاط الفكري للولد، وان فيه راحة للعقل من كثرة التلقين كما ان في اهماله ايذاء للولد وتضييقا عليه في عيشه، ودفعا له لاتخاذ الحيلة غير المشروعة. وقال رحمه الله حول اهمية الحركة والرياضة للولد: (ويعود في بعض النهار المشي والحركة والرياضة حتى لا يغلب عليه الكسل)، وقال بعض الحكماء: (الخلق المعتدل، والبنية المتناسبة دليل على قوة العقل وجودة الفطنة)، ولقد اثبتت التجارب ما اشار اليه الغزالي من ان هناك علاقة بين حركة الجسم والعقل، (فالتمرينات العضلية التى تسبق العمل الفكري تؤدي الى تحسينه غالبا وزيادة نشاطه)، كما انها في الجانب الآخر (تنمي كتلة العضلات وتزيد من قدرتها على المقاومة، كما تزيد ضخامة العظام، وتيسر سرعة الحركات ورشاقتها) ومما تقدم نجد ان الرياضة البدنية ضرورية لاعداد الافراد اللائقين بدنيا، وعقليا، واكتساب القامة المعتدلة، واعطاء الجهاز الدوري والدورة الدموية كفاءة جيدة مع حماية الجسم من الامراض ولقد نص الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضية في مادته الاولى على ان الرياضة حق أساسي للجميع، وأنه يجب توفير برامج للتربية البدنية والرياضية للأطفال في سن ما قبل المدرسة. وهذه أدلة كافية وواضحة على اهمية هذا الجانب في حياة الولد، حيث يتحمل الأب المسؤولية الكبرى في اعداد وتكوين الجو المناسب لابنه، لاستغلال طاقاته وقدراته الجسمية في ممارسة الألعاب والنشاطات البدنية المختلفة التى تعود عليه بالنفع.

د. نزار جميل شقدار

___________
عن جريدة المدينة

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 06:11 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع