الجنس الناعم خشن، والجنس الخشن ناعم!!

[أبو مسعود]

إذا مشيت في الشارع يوماً ووجدت فتاة تقف بظهرها، شعرها منسدل على كتفيها، البنطال ضيق وساقط على وسطها، وتلبس قميص ضيق لونه فوشية أو روز، لا تتعجب إذا استدارت ووجدتها لشدة دهشتك... شاب صغير السن له ذقن (دوجلاس) قصيرة.!!!

ولا تتعجب أيضاً إذا رأيته واقف مع صديق يرتدي بنطال مثل ذلك الذي يرتدونه في الجيش، وحلق شعر رأسه تماماً (على الزيرو)، ثم استدار لتجده فتاة تضع المساحيق الداكنة على وجهها..!!

حسناً، هذه هي الموضة التي قلبت معايير جمال الأنوثة، وخشونة الذكورة إلى تلك النماذج المشوهة.
فبعد الوشم (التاتو)، الأقراط (الحلق)، والبنطلون ال"مدلدل" أو ما يطلق عليه (الخصر الساحل)...، إلى آخر تلك القائمة الطويلة والعريضة من الصرعات (الموضات) التي تظهر كل يوم بين الشباب والأولاد وتحيل أشكالهم إما لفتيات أو لبلطجية، ظهرت صرعة جديدة من نوعها، وهي... شطب الحاجب.!
ملابس وموضة...
شطب الحاجب هي إحدى الصرعات الجديدة التي تقوم على حلق جزء من إحدى الحاجبين مع حلق جزء من مقدمة شعر الرأس، وهي تنتشر في شوارع العاصمة الأردنية عمَّان يوماً بعد يوم، حتى لتتخيل أن ثمة أصحاب سوابق أو خريجي سجون منتشرين في تلك الشوارع.

ويبرر الأستاذ محمد مدادحة (أخصائي إجتماعي) هذه الظاهرة بأنها محاولة للتنافس بين الشبان من أجل الحصول على مظهر غريب مثير للفتيات أحياناً، وللمجتمع بشكل عام.
لكنه يضيف أن أغلب الصرعات الشبابية الحديثة أصبحت تقترب كثيراً من التشبه بالفتيات، وهو مؤشر خطير يدل على تماهي الجنسين في الشكل والملبس وحتى الصرعات..!

ويجمع الكثيرون على أن الكثير من تلك الصرعات وقصات الشعر تعطي للشباب منظراً منفراً وغير محبب لدى الناس مثل، الجينز الطويل الذي تشعر أنه أكبر من مقاسك بعشرين درجة أو قصات الشعر التي تجعلك تزيله كله ماعدا جزء صغير تتركه على مقدمة الرأس فقط.
بنطال مثني وأزياء هيب هوب!
تعتبر عمَّان الغربية هي المكان المفضل لإلتقاء أصحاب تلك الصرعات أو تواجدهم بصفة عامة، وذلك تحديداً في الكوفي شوب، مطاعم الوجبات السريعة، أندية البلياردو والسنوكر، ومقاهي الإنترنت في مناطق عبدون.
بينما يخف تواجد هؤلاء في مناطق الأسواق والتجمعات العائلية بسبب الإنتقاد واللوم الموجه لهم دائماً من الأكبر سناً وعدم تقبلهم اجتماعياً.

وائل سرحان، أحد هؤلاء الشباب الذين أطلقوا صرعة خاصة بهم عن طريق إطالة شعر ذقنه ورأسه، وعندما سألناه عن السبب، أجاب بأن هدفه هو تغيير مظهره فقط ليس أكثر، لكنه أشار بكثير من السخرية أننا يجب أن نتتبع صرعات الفتيات بدلاً من الشباب لأنها الأكثر إثارة، مشيراً إلى أن هناك صرعة دارجة بينهن هذه الأيام تتمثل في ثني جزء من البنطال الجينز وإسدال الجزء الآخر..!!

عبرت إحدى الفتيات اللاتي إلتقيناهن (وهي في السنة الأخيرة من دراستها بالجامعة)، عن سخطها وإشمئزازها مما تشاهده في جامعتها حيث تقول أن الجامعات بصفة عامة أصبحت ساحات لعروض الأزياء وأحدث الصرعات وقصات الشعر بين الفتيات والشباب على حد سواء. ويقول شاب آخر أنه اعتاد ارتداء ملابس مشابهة لتلك التي ترتديها فرق الهيب هوب الغنائية الأمريكية لأنه يجد نفسه أكثر راحة عند ارتداءها وهو لا يعبأ بنظرات الناس الغريبة إليه.
***** شخصيتك بلون خصلة شعرك!!*****
وعموماً فقد اجتاحت تلك الموجة الغريبة والشاذة والأنماط الجديدة من صرعات الموضة وقصات الشعر والوشم، فئات معينة من الشباب الأردني خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

هناك دلالات معينة لكل لون من ألوان صبغات الشعر، حيث تعتبر الخصلة (الخضراء) عنوان الجرأة، أما الأكثر جرأة فهي خصلة الشعر المنفردة ذات اللون (الأصفر) وهي تدل على أن صاحبتها ذات شخصية متحررة للغاية.
أما آخر ما تقدمه صالونات التجميل في العاصمة عمَّان من صرعات جريئة، هو التركيز على تلوين أجزاء من الشعر والرأس وليس الرأس كله، وأيضاً ظهرت بعض الفتيات اللاتي حلقن شعر رؤوسهن تماماً مثل الرجال، فيخففن كثيراً من الشعر ويطلن من السالف على خدودهن، وهن من يطلق عليهن في أوساط عمَّان الغربية (الصلعات)

وهناك أيضاً من يقومون بتلوين مناطق محددة من الجسم بألوان فاقعة أو تزيين بعض العظمات الهامشية في الجسم بحلي ومجوهرات خاصة عند منطقة الرمانة في القدم، لوحة الكتف، كوع اليد، أو حتى كعب الرجل. وجميع هذه الأجزاء لها ما يزينها من قطع ملونة في الأسواق المحلية، وكلها موديلات حديثة مستوحاة من الموضة الغربية.

ولكننا في النهاية لا ندري لماذا يتشبه هؤلاء الشباب بموضة وألوان الفتيات، ولماذا تتشبه الفتيات بموضة الذكور الخالية من أي رقة أو جمال أنثوي؟
أهو مجرد تقليد أعمى لموضات الغرب التي تخلو من أي قيم أو أخلاقيات ولا تتماشى مع مجتمعاتنا الشرقية؟، أهي تعبير عن الحرية بصور مبتذلة؟

على أي حال، من تشبه بقوم فهو منهم، فليتنا نأخذ من هؤلاء القوم ما يؤدي إلى نجاحنا وتقدم شبابنا، وليس ما يجعل منهم أكثر هيافة وفراغاً..!
شكرااا




هذا الكلام ينطبق على الاقليه


تحيتي لكم