مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-05-2008, 08:58 PM
الشهــاب الشهــاب غير متصل
Banned
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 572
معدل تقييم المستوى: 0
الشهــاب is on a distinguished road
exll ذم الهوى والإبتداع - خطبة منبرية

الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام دينا ونصب لنا الدلالة على صحته برهانا مبينا وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقا يقينا ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجرا جسيما وذخر لمن وافاه به ثوابا جزيلا وفوزا عظيما وفرض علينا الانقياد له ملاحكامه والتمسك بدعائمه وأركانه والاعتصام بعراه وأسبابه فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه فبه اهتدى المهتدون وأليه دعا الأنبياء والمرسلون أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون فلا يقبل من أحد دينا سواه من الأولين والآخرين ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين شهد بأنه قبل شهادة الأنام وأشاد به ورفع ذكره وسمى به وما اشتملت عليه الأرحام فقال تعالى شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام وجعل أهله هم الشهداء على الناس يوم يقوم الأشهاد لما فضلهم به من الإصابة في القول والعمل والهدى والنية والاعتقاد إذ كانوا أحق بذلك وأهله في سابق التقدير
فقال وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير وحكم سبحانه بأنه أحسن الأديان ولا أحسن من حكمه ولا أصدق منه قيلا فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا 00
واشهد ان لاإله إلا الله شهادة نرجوا بها النجاة يوم لاينفع00
واشهد ان نبينا محمداصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير0
يآ أيها الذين آمنوا اتقوالله000
عباد الله إن الأمة على مرالعصوروالقرون قدابتليت بأهل ألأهواء،والذين لايصدرون بأهوائهم إلا عن هوى كامن في نفوسهم فجعلواالهوى إلهاً يعبد من دون الله كما قال تعال: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون(1).
يقول بن كثيررحمه الله: أي إنما يأتمر بهواه فمهما رآه حسنا فعله ومهما رآه قبيحا تركه .
وقوله ( وأضله الله على علم ) يحتمل قولين أحدهما وأضله الله لعلمه أنه يستحق ذلك والآخر وأضله الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه والثاني يستلزم الأول ولا ينعكس ( وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ) أي فلا يسمع ما ينفعه ولا يعي شيئا يهتدي به ولا يرى حجة يستضيء بها ولهذا قال تعالى ( فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) كقوله تعالى ( من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ).
وفي الحديث عن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله :
»يكون أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه مفصل إلا دخله«. (3) فكم من رجل هوى في هواه وكما قيل
إن الــــهوى لهوالـهوان فإذا هويت فقد لقيت هوانــا
وكم من جماعة ضلت حينما اتبعت الهوى وأصبح الحق بزعمهم يتمثل بقادتها فلا يصدر منهم إلا حق وأشبهوا بذلك النصارى في جعلهم الأحبارأرباباً من دون الله كما قال تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدواإلهاواحدالاإله إلا هو سبحانه عما يشركون  (3) فالله الله في ترك الهوى ومجانبة أهل الأهواء فإن في ذلك تجنب للأدواء وجمع للشتات قال تعالى  ولا تكونو كالذين تفرقوا واختلفوا000
واستمسكوابالوحي الرباني قال تعالى فاستمسك بالذي أوحي إليك فلينصف كل من نفسه وليجاهد ها على هواها،وليدع التعصب للآراء والرجال حتى يفلح في الآخرة والأولى  والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين وماأحسن ماقال ابن عباس رضي الله عنهما"يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبوبكروعمر " فإن كان هذا الوعيد لتقديم كلام الخلفاء الراشدين على رسول الله فكيف بمن سواهم، وجاء الأمر من رب العالمين بالإستقامة على النهج القديم وتجنب أهل الردى من أهل الهوى فقد قال جل شأنه فاستقم كماأمرت ومن تاب معك ولا تطغوا وقال سبحانه واستقم كما أمرت ولا تتبع أهوائهم وقال سبحانه واستقيموا إليه واستغفروه
ويربؤ العاقل عن نفسه أن يجرى خلف كل ناعق والسير وراء تلك الأفكار المحدثة والفرق المجانبة للصواب إن الذين فرقوادينهم وكاموا شيعاًلست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله،ومن تلك الأفكارالمحدثة، والفرق المجانبة للصواب، من احدثوا في دين الله بدعا فضلوا سبيلا وطريقا وما علموا ان ذلك من الشيطان لهم فخا وصيدا، روىالهيثم بن مالك الطائي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر قال: "" إن للشيطان مصاليا وفخوخا ، وإن مصالي الشيطان وفخوخه: البطر بأنعم الله ، والفخر بعطاء الله ، والكبرياء على عباد الله ، واتباع الهوى في غير ذات الله "" .
حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد
واعلموا أيها الناس، أن الدين الإسلامي كغيره من الشرائع السماوية التي أرسل الله الرسل من أجلها، دين مبني على الاتباع والاقتداء والتأسي. ولا يصير الدين دينا إلا إذا كان الخضوع فيه للحق ـ سبحانه ـ؛ حيث إنه لا يفهم دين بلا خضوع ولا اتباع.وإن خير هدي ينتهجه المفلحون، وخير طريق يسلكه الصالحون، هو هدي رسول الله ، والطريق الذي رسمه للأمة في كل اتجاه، فلا هدي أحسن من هديه، ولا طريق أقوم من طريقه، وهيهات هيهات أن يأتي الخلف في أعقاب الزمن، بخير مما كان عليه السلف الصالح في عصور النور. ومن غربة الدين، أن تلتصق به المحدثات، والمسلم الحصيف يتجه نحو المعين الصافي، يشرب منه فيرتوي، ويقصد مصدر النور، يقتبس من إشعاعه فيهتدي، وإن النور لا يتم إلا بهدي الله وكتاب الله وحكم الله وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50]. صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَـٰبِدونَ [البقرة:138]. أيها المؤمنون، لقد أكمل الله هذا الدين ورضيه وأتمَّ به نعمته . . كتاب الله، وسنة رسوله محمد لم يتركا في سبيل الهداية قولاً لقائل، ولم يدعا مجالاً لمتشرِّع، العاقد عليهما بكلتا يديه، مستمسك بالعروة الوثقى، ظافر بخيري الدنيا والأخرى: ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً [المائدة:3]. وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].
روى الطبراني بإسناد صحيح عن النبي أنه قال: ((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله إلا وقد نهيتكم عنه))
كل عبادات المتعبدين يجب أن تكون محكمة بحكم الشرع في أمره ونهيه، جارية على نهجه، موافقة لطريقته، وما سوى ذلك فمردود على صاحبه: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) ((ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) بذلك صح الخبر عن الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والسلام.
يقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله في السنن الراشدة: سن رسول الله وولاة الأمر من بعده سنناً، الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستعمال لطاعة الله وقوة على دين الله، ليس لأحد تغيير فيها، ولا النظر في رأي يخالفها، من اقتدى بها فهو مهتدٍ، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً. أيها المؤمنون: إن غير سبيل المؤمنين نزعاتٌ وأهواءٌ، وضلالٌ عن الجادة، وشقٌ لعصا الطاعة، ومفارقةٌ للجماعة.لقد رسم الشرع للعبادات والتكاليف طرقاً خاصة على وجوه خاصة زماناً ومكاناً، وهيئة وعدداً، وقصر الخلق عليها أمراً ونهياً، وإطلاقاً وتقييداً، ووعداً ووعيداً، وأخبر أن الخير فيها، والشر في تجاوزها وتعدِّيها وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:216].والرسل برحمة الله إلى خلقه مرسلون، ومن رام غير ذلك، وزعم أن ثمَّة طرقاً أُخَر، وعَبَدَ الله بمستحسنات العقول؛ فقد قدح في كمال هذا الدين، وخالف ما جاء به المصطفى الأمين، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وكأنه يستدرك على الشريعة نقائص.
يقول ابن الماجشون: سمعت مالكاً رحمه الله يقول: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنةً؛ فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول: ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3]. فما لم يكن يومئذٍ ديناً؛ فلا يكون اليوم ديناً.
الابتداع وتلمُّس المسالك والطرق معاندةٌ للشرع ومشاقةٌ له. وهو محض اتباع الهوى فليس ثمَّة إلا طريقان:
إما طريق الشرع، وإما طريق الهوى... يقول الله عزّ وجلَّ: فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ [القصص:50].
لقد حصرت الآية الكريمة الحكم في أمرين لا ثالث لهما: إما الاستجابة للمصطفى، وإما اتباع الهوى.
ولئن قصد صاحب البدعة ـ أيها الإخوة ـ ببدعته التقرب إلى الله والمبالغة في التعبد؛ فليعلم أن في هذا مداخل للشيطان عريضة في مسالك ملتوية ووسوسات مميلة، ولم يرضَ هذا المبتلى بما حدَّه الشارع وقدَّره؛ فخرج عن هذه الضوابط وتفلَّت من هذه القيود، وقد يصاحب ذلك عُجبٌ وحبٌّ في الظهور، مع ميول النفس بطبعها إلى قبول الجديد الذي لم تعهده قطعاً للسآمة والملل.
إن القيام بالتكاليف الشرعية فيه كُلفةٌ على النفس؛ لأن فيه مخالفةً للهوى، ومنازعةً للرغبات، فيثقلُ هذا على المبتدع، والنفس إنما تنشط بما يوافق هواها.وكلُّ بدعة فإن للهوى فيها مدخلاً؛ لأنها راجعة إلى رغبات مخترعها ومبتدعها، ومتمشيةٌ مع هواه وميول نفسه ليست نابعةً من الشرع وأحكامه وأدلته.
ومن هنا فإنه قد يظهر من صاحب البدعة اجتهادٌ في العمل والعبادة، وما هذا إلا لخفة يجدها، ونشاطٍ يشعر به لما فيه من موافقة الهوى. ولقد كان الرهبان من النصارى ينقطعون في صوامعهم وأديرتهم على غير طريق الحق وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَـٰشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ [الغاشية:2، 3]. قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِٱلاْخْسَرِينَ أَعْمَـٰلاً ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف:103، 104]. أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ فَرَءاهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِى مَن يَشَاء فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرٰتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [فاطر
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة
وبسبب البدع وأهلها – أيها المؤمنون – يكثر الجدل بغير الحق، وبغير التي هي أحسن، وتحصل الخصومة في الدين. وقد قال قتادة رحمه الله في قوله تعالى: وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْبَيّنَـٰتُ [آل عمران:105]. قال: هم أهل البدع.وقال بعض أهل العلم: كل مسألة حدثت في الإسلام واختلف الناس فيها، ولم يورث ذلك الاختلاف بينهم عداوة ولا بغضاء ولا فرقة؛ فهي من مسائل الإسلام.
وكل مسألة حدثت أو طرأت؛ فأوجبت العداوة والبغضاء والتدابر والقطيعة ليست من أمر الدين في شيء.وأصحاب البدع يتبعون المتشابه، ويتعسفون في التأويل حتى فسِّر قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنْهُ [آل عمران:7]. بأنهم أهل البدع والأهواء.وحينما قال أهل التحكيم لعليٍّ رضي الله عنه: إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ [الأنعام:57]. قال: كلمةُ حقٍّ أريد بها باطل.وقد تأكد في الأخبار النبوية أنه ما قامت بدعة إلا وأميتت سنة.أخرج أحمد والبزار من حديث غضيف بن الحارث مرفوعاً: ((ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة، فتمسكٌ بسنةٍ خير من إحداث بدعة))
وأخرج أحمد أيضاً والطبراني والبزار من حديث غضيف عن النبي أنه قال: ((ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة)) ، فاتقوا الله أيها المؤمنون، واعلموا أن في ظهور البدع انطماساً للسنن، فالسعيد من عضَّ على السنة بالنواجذ، فأحياها ودعا إليها، فردَّ الله بها مبتدعاً، وهدى بها زائغاً وأنقذ بها حائراً. كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عدي بن أرطاة بشأن بعض القدرية: (أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه ، وترك ما أحدث المحدثون فيما قد جرت به سنة، فعليك بلزوم السنة، فإن السنة إنما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق، فارضَ لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم على علم وقفوا، وببصرٍ نافذٍ كفوا، وهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضلٍ كانوا فيه أحرى، إنهم هم السابقون، تكلَّموا بما يكفي، وصفوا ما يشفي، فما دونهم مقصِّر، وما فوقهم محسِّر، لقد قصَّر فيهم قوم فجفَوا، وتجاوز آخرون فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم) [6].
فاتبعوا رحمكم الله ولا تبتدعوا، فقد كفيتم. يقول حذيفة رضي الله عنه: كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله فلا تعبَّدوها فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً.أخرج الدارمي بسند صحيح أن أبا موسى الأشعري قال لابن مسعود رضي الله عنهما جميعاً: (إني رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى فيقول: كبروا مائة فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة، فيقول: سبحوا مائة فيسبحون مائة. قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء؟؟ ثم أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قـالوا: يا أبا عبد الرحمن، حصى نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد، قال:‍‍‍‍‍ فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، وَيْحَكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم؛ هؤلاء أصحابه متوافرون. وهذه ثيابه لم تبلَ، والذي نفسي بيده أنتم لعلى ملةٍ هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة؟! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه؟) [1].
وروي أن رجلاً قال لمالك بن أنس: من أين أُحرم؟ قال: من حيث أحرم رسول الله . قال الرجل: فإن أحرمت من أبعد منه؟ قال: فلا تفعل فإني أخاف عليك الفتنة. قال: وأي فتنة في ازدياد الخير؟؟ فقال مالك: فإن الله تعالى يقول: فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَـٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]، وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك خُصصت بفضل لم يخص به رسول الله جنبنا الله وإياكم محدثات الأمور
اقول ما سمعتم واستغفروا ربكم إنه كان غفارا
الحمد لله كثيرا وصلى الله على محمد عبده ورسوله خاتم أنبيائه بكرة وأصيلا واشهد ان لاإله إلا الله وحده لاشريك له إقرارا به وتوحيدا واشهد ان نبينا محمدصلى الله عليه وسلم بعثه الله مبشرا ونذيرا وداعيا إليه بإذنه وسراجا منيرا
عباد الله نحن في شهركريم كسائر الشهور ولم يختص بشيءٍ عن غيره من صيام او صلاة وغيرذلك من انواع العبادات
ينبغي أن يُعْمَرَ كغيره من الأوقات والأزمان بطاعة الرحمن والبُعد عن سَخَط الديّان، ولكن الحذر من تعبّدات محدثة لا برهان عليها من كتاب الله وسنة رسوله ، فالأصل المقطوع به في الدين النهي عن تخصيص زمان أو مكان بعبادة من العبادات إلا بدليل من الوحيين. فما أحدث من صلاة الرغائب وهي ما يفعل من الركعات ليلة أول جمعة من رجب، اعتقادًا بشرعيتها وفضيلتها في هذا الزمان بعينه، فذلك بدعة محدثة، كما صرح بذلك النووي وشيخ الإسلام والعز ابن عبد السلام والشاطبي وغيرهم
واعلموا عباد الله أن ما شاع عند بَعْضٍ من الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ليلة السابع والعشرين من رجب، فهو أمر محدث لم يكن عليه عمل النبي ولا أصحابه، ولا القرون المفضّلة، ولا من تبعهم بإحسان من أهل الفضل والإيمان. ثم إن هذا العمل كما هو خطأ شرعًا فهو خطأ تاريخيًا؛
فإن تحديد هذه الواقعة بهذه الليلة لم يثبت تاريخيًا، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "وذكر بعض القصّاص أن الإسراء والمعراج كان في رجب، وذلك كذب". ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ عند الكلام عن ليلة الإسراء والمعراج ـ: "ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا على عَشْرها ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به، ولا شُرِعَ للمسلمين تخصيص الليلة التي يُظنّ أنها ليلة الإسراء، بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر".
فيا ايها المسلمون، احذروا الخروج عن هدي المصطفى والتزموا سنّته؛ تنالوا الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.
فالسعادة فيما وضع، والطلبة فيما شرع، وما سوى ذلك فضلال وبهتان. وأن العاقد عليهما بكلتا يديه، مستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وما سواها فأوهام وخيالات، تندرس بها سنة الرسول، حتى تمد البدع أعناقها، فيشكل مرماها على جمهور المصلحين.
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
والبدعة هي ما أحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، وهي تؤخذ في الغالب تقليدا لشيخ معظم، أو والد محترم، أو مجتمع تقدس عاداته، أو أفكار تستحسن، أو مبادئ تستورد، وما وفد على الأمم الممزقة الحائرة، من دخل وابتداع، كان نتاج التقليد الأعمى، والانقياد الأرعن، الذي أدخل عليهم ما شاء الله أن يدخل، من البدع والأهواء.
والبدع سريعة الانتشار، تنجم كقرون المعزى، تستلفت أنظار الدهماء فيعمى دونها الذين لا يبصرون، ويصم عنها الذين هم عن السمع معزولون، فتعود صغار البدع عندهم كبيرة، بعد أن كان أولها صغيرا يشبه الحق، فاغتر بذلك من دخل فيها، ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت، وصارت دينا يدان بها، فخالف أصحابها الصراط المستقيم.
ولما كثرت البدع وعم ضررها، ودام الانكباب على العمل بها، والسكوت من أهل العلم والفقه عن الإنكار لها، صارت وكأنها سنن مقررات، وشرائع محررات؛ فاختلط المشروع بغيره، والتبس بعضها ببعض إلا على من عصمه الله، مع أن الداخل في هذا الأمر اليوم، فاقد المساعد إلا ما شاء الله، ينحو منحى عمر بن عبد العزيز ؛ حيث يقول: (ألا وإني أعالج أمرا لا يعين عليه إلا الله، قد فني عليه الكبير، وكبر عليه الصغير، وفصح عليه الأعجمي، وهاجر عليه الأعرابي، حتى حسبوه دينا لا يرون الحق غيره). قال الأوزاعي ـ رحمه الله ـ: (إن السلف ـ رحمهم الله ـ تشتد ألسنتهم على أهل البدع، وتشمئز قلوبهم منهم، ويحذرون الناس بدعتهم، ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس، ما كان لأحد أن يهتك سترا عليهم، ولا يظهر منهم عورة، الله أولى بالأخذ بها، وبالتوبة عليها، فأما إذا جاهروا، فنشر العلم حياة، والبلاغ عن رسول الله رحمة، يعتصم بها على مصر ملحد).
فاتقوا الله أيها المسلمون، واحذروا البدع، صغيرها وكبيرها، واعلموا أن من ابتدع بدعة في الإسلام فعليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ [النحل:25]. قال رسول الله : ((من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئا)) [رواه مسلم]
فاحذرايها المسلم ان تعبد الله بماليس له اصلا في الشرع واحذر ان تكون ممن قال ربنا فيهم"شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله"
فليتق امرؤ ربه، ولينظر قبل الإحداث، في أي مزلة يتردى ،أو بأي هوى يهوي، وهو لا يدري ما الذي يوضع له في ميزان سيئاته، مما ليس في حسابه ولا شعر أنه عمله." أفمن زين له سوء عمله00
اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأقوال والأعمال والأهواء والأدواء.
أيّها المسلمون، إنّ ثمرةَ الاستماع الاتّباع، فكونوا من الذينَ يستمعون القولَ فيتّبعون أحسنَه.
واعلموا أنّ الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبّحة بقدسه، وأيَّه بكم أيّها المؤمنون من جنِّه وإنسه، فقال قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمّ صلّ وسلّم على نبيّنا محمد، وارض اللهمّ عن الخلفاء الراشدين المهديين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون
وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم اعز الإسلام00
اللهم انصر دينك00
اللهم اصلح أئمتنا00
اللهم وفق ولي امرنا لكل خير وقد بناصيته إلى البر والتقوى وهيء له البطانة الصالحة الناصحة
اللهم وابرم لهذه00 اللهم لا تجعل لأحد في مقامنا00
اللهم واقمع اهل الشرك والزيغ والإلحاد والفساد
سبحان ربك رب العزة عما يصفون

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بر الوالدين ملخص من خطبة أبن الشدقاء المجلس الإســــلامي 5 06-08-2007 12:41 PM
الوقت واستثماره/خطبة الجمعة اليوم في احد الجوامع في الرياض0 الشهــاب المجلس الإســــلامي 6 16-07-2007 01:54 PM
خطبة أعجتني فاتمنى ان تحوز على رضاكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ راشد بن دربي المجلس الإســــلامي 6 15-04-2007 09:48 AM
خطبة إبليس يلعنه الله محمد بن راشد المري المجلس الإســــلامي 4 12-01-2007 01:20 AM
خطبة عرفة ..وقفة في وجه الليبرالية ابوانس المجلس الإســــلامي 2 16-01-2006 10:49 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 07:25 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع