لا أستطيع – مستحيل .... بل أستطيع" أ. د . ناصر بن سليمان العمر
التخدير المركب !
كلمتان تتكرران على الألسنة كثيراً ، وهما سبب رئيس لحالة الفشل العامة والخاصة ؛ التي تعيشها الأمة,وأفرادها .
إن منبع هاتين الكلمتين ؛ هو العجز العقلي , قبل أن يكون عجزاً حقيقياً واقعياً . والعقول العاجزة لا تصنع إلا الفشل .
لا مراء ولا جدال أن هناك أموراً في الحياة لا يستطيعها الفرد ؛ ولـذلك كـان النبي -صلى الله عليه وسلم - وهو يبايع الصحابة يقول لهم : ( فيما استطعت ) ؛كما في حديث ابن عمر – رضى الله عنهما - وغيره .
بل يقول سبحانه تأكيداً لهذا الأمر : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) ( البقرة: من الآية 286) ؛ مما يدل على : أن هناك ما هو فوق الوسع والطاقة . ومن هنا فإن هذه الحقيقة ليست مندرجة في هذا الموضوع الذي نحن بصدده , حتى لا ندخل في جدال لا ينتهي ؛ بل ينتهي بنا إلى الوهم الكبير :
(لا أستطيع – مستحيل ) ويزيد على ذلك : بأن نلبسه لباساً شرعياً .
إن هاتين الكلمتين - مع ما بينهما من فرق في اللغة والدلالة والمعنى - فقد أصبحتا قانوناً لكل عجز,وتأخر, وتفريط . تساقان للتبرير , والتخدير , وتحطيم العزائم ووأد النجاح .
كثير من الناس ، وأجيال تتلوها أجيال ، جعلت من هاتين الكلمتين: نبراساً لحياتهم ومنهجاً لتفكيرهم ، ومنطلقاً للشعور بعدم التقصير ، وأساساً للرضى بالواقع المرير .
إنني أقف مدهوشاً أمام هذا التخلف الرهيب , في واقع الأمة وحياتها ؛ مع ما تملكه من مقومات النجاح,والتفوق, والريادة , والسيادة . ومن ثم , أعملت تفكيري في هذا الأمر الجلل ؛ فتوصلت - بعد مراحل من البحث والتحليل، والسبر والتقسيم - إلى أن من أهم الأسباب في ذلك – والأسباب كثيرة– :تحول هـذا الوهم الكبير : ( لا أستطيع – مستحيل ) إلى قاعدة صلبـة في حياة كثير من أفراد الأمة أولاً، وشعوبها ثانياً . منهـا ينطلقون ، وفي ظلامها يسيرون.
وكم جر علينا هذا الوهم - ولا يزال- : من مآس , وتأخر, وتقهقر في أمور الدين والدنيا ؛ ولذلك فإن من أخطر ما يتعلق بهذا الأمر هو : عدم الإدراك بأنه وهم ، لا يثبت عند التحقيق , والتمحيص . فترى من يفني جزءاً من حياته للدفاع عن هذا الصنم ؛ ليثبت أنه ركن صلب , وحقيقة قائمة ، ومسلمة لا مراء فيها .
إن هذا الوهم لم ينشأ بين عشيه وضحاها ؛ وإنما هو ثمرة لمجموعة من التراكمات والعوامل ؛ نشأت على مر السنين والأعوام . وهو إفراز لظروف مرت بها الأمة في تاريخها الطويل . فبدل أن تنتج من رحم المعاناة رجالاً ؛ يقودون الأمة إلى الرقي , والتقدم دون استسلام للصعوبات , والعقبات وبنيات الطريق ؛ وإذا بتلك العوامل تكون سببا لمزيد من الإحباط , واليأس , والفشل , والتردي في هوة الوادي السحيق .
كم يتعجب المرء عندما يرى أمة وثنية ؛ اتخذت من الشدائد منطلقاً لرقيها ومزاحمتها لأشد أعدائها,دون أن تستسلم للهزيمة النفسية ، والإحباط المعنوي .
فهذه اليابان جعلت من حطام قنبلتي ( هيروشيما , وناجازاكي) وقوداً سريع الإنضاج , لما وصلت إليه من رقى, وتحضر في أمور الدنيا ؛ حتى أصبحت رقماً مهماً في المعادلة الاقتصادية الدولية، ولم تجعل من تلك الهزائم, والفواجع وسيلة للبكاء , واستدرار عطف الآخرين .
أما ألمانيا ؛ فقد خرجت من تحت أنقاض الخراب والدمار دولة كبرى . يحسب لها المجتمع الدولي ألف حساب. وأصبح اقتصادها من أقوى ركائز الاقتصاد في العالم مع أنه لم يمر على تدمير ألمانيا سوى سنوات معدودة ؛ حيث إن النقلة بين التاريخيين لا تزيد عن (30 ) عاماً .
إنني أسرح في تفكيري بعيداً !! فأقول : يا تُرى , لو أن المجددين والمصلحين -من قادة الأمة - استسلموا لهذا الوهم الكبير : (لا أستطيع – مستحيل) ، كيف سيكون حال الأمة ومصيرها ؟!!
لو أن أبا بكر – رضي الله عنه – قال : لا أستطيع مقاتلة العرب بعد ارتدادهم واستسلم لهذا الواقع المرير – وحاشاه من ذلك – كيف ستكون النتيجة ؟! إن مجرد التفكير في ذلك ؛ يحدث هزة ورعباً .
لو أن أحمد بن حنبل – رحمه الله – لم يقف ذلك الموقف الصعب الصلب , في وجه قادة الفتنة , من أساطين المبتدعة , المدعومين من حكام لم يدركوا خطورة ما فعلوا واستسلم لـ ( لا أستطيع – مستحيل ) , فهل يا ترى يكون قد تحقق ذلك النصر المذهل , لأهل السنة على يد رجل واحد ، تخلى عنه أقرب الناس إليه ، وبقى في الميدان وحيداً، يواجه عتاة الفتنة العمياء ، وتأول المحبين؟! .
لو أن صلاح الدين الأيوبي –رحمه الله - استسلم لذلك الذل الرهيب , الذي كانت تعيشه الأمة تحت استعمار الصليبيين ، وهم يدنسون بقعة من أقدس البقاع في الأرض ، معللاً نفسه بأنه : لا يستطيع أن يواجه تلك القوى الغاشمة , التي تملك أقوى الأسلحة المادية ، مع الدعم اللا محدود من كثير من بلدان العالم ، ورضى لنفسه ما رضيه كثير من حكام زمانه ؛ بالخضوع والخنوع , مع ضمان الملك والسلطان . لو أنه فعل ذلك ، وقال: إن إخراج النصارى ومواجهتهم مستحيلة ، أكانت القدس تطهر من براثن الصليبيين وحقدهم ؟!! قد تمر سنوات طويلة ؛ حتى يتحقق ما تحقق على يد صلاح الدين في حطين ، وما أشبه الليلة بالبارحة!
لو أن شيخ الإسلام ، ابن تيمية – رحمه الله – لم يشمر عن ساعد الجد علماً وعملاً وجهاداً ، في زمن سيطر عليه الجمود ، وارتفعت فيه أصوات أهل الباطل ، من المبتدعة ، وأرباب الكلام ، مع هزائم سياسية وعسكرية ؛ عانت منها الأمة في وقته لو أنه استسلم لعقيدة ( لا أستطيع – مستحيل ) ، أيكون قد حفظ لنا التاريخ ذلك التراث الضخم من البطولات ، والصولات ، والجولات ، والعلم الغزير ، والمنهج السديد الرصين ، والتحدي للباطل - حتى آخر نفس من حياته ، وهو فرد واحد ، ولكنه كان يأوي إلى ركن شديد؟!!
ولو أن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وقد وجد الجزيرة تعيش في ظلمة الجهل ، والبدع ، والتقليد ، والتعصب ، لو أنه رضي لنفسه ما رضيه غيره من الطيبين والأخيار ، وتناغم مع ذلك الوهم الذي أصبح واقعاً : ( لا أستطيع – مستحيل ) ، فهل يا ترى تكون الجزيرة قد تخلصت من بدعها ، وشركياتها واستيقظت من نومها , وسباتها ؟!! علم ذلك عند ربي جل وعلا .
وتاريخنا الطويل مليء بمثل أولئك الرواد من القادة ، والمصلحين ، والمجددين ، الذين سطروا بمداد من نور أروع الأمثلة ، والنماذج على قدرة المسلم على تحطيم أعتى العقبات الحسية ، والمعنوية دون أن يستسلموا للهزيمة النفسية والتخدير المركب .
سيقول كثيرون: إن أولئك الرجال عظماء ، وقليل ما هم !!
فأقول : إننا لم نعرف أنهم عظماء ؛ إلا بعد أن سجلوا تلك الصفحات المشرقة وقاموا بتلك البطـولات الرائعـة في شتى الميادين ؛ وإلا فإنهم قبل ذلك رجـال عاديون ؛ ولكنهم - لأسباب كثيرة - تدرجوا في قصة النجاح الطويلة ، التي جعلت منهم أبطالاً وقادة . وكان على قمة تلك الأسباب : تحطيم ذلك الوهم الكبير ( لا أستطيع – مستحيل)
بـل أستطـــيع
يقول ابن القيم- رحمه الله- : لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته ؛ لأزاله .
لقد توصلت - بعد سنوات من الدراسة والبحث والتأمل- إلى : أنه لا مستحيل في الحياة ؛ سوى أمرين فقط .
الأول : ما كانت استحالته كونية ) فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ) (البقرة: من الآية258(
الثاني : ما كانت استحالته شرعية ؛ مما هو قطعي الدلالة ، والثبوت ، فلا يمكن أن تجعل صلاة المغرب ركعتين ، ولا أن يؤخر شهر الحج عن موعده ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات) (البقرة: من الآية197) ، ولا أن يباح زواج الرجل من امرأة أبيه (إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً)(النساء: من الآية22) وما عدا هذين الأمرين وما يندرج تحتهما من فروع ؛ فليس بمستحيل .
قد تكون هناك استحالة نسبية لا كلية ، وهو ما يدخل تحت قاعدة عدم الاستطاعة فقد يعجز فرد عن أمرٍ ؛ ولكن يستطيعه آخرون، وقد لا يتحقق هدف في زمن ؛ ولكن يمكن تحقيقه في زمن آخر ، وقد لا يتأتى إقامة مشروع في مكان ، ويسهل في مكان ثان ، وهكذا .
إن الخطورة: تحويل الاستحالة الفردية ، والجزئية ، والنسبية ؛ إلى استحالة كلية شاملة عامة .
إن عدم الاستطاعة هو تعبير عن قدرة الفرد ذاته ، أما الاستحالة ؛ فهو وصف للأمر المراد تحقيقه ، وقد حدث خلط كبير بينهما عند كثير من الناس ، فأطلقوا الأول على الثاني .
إن من الخطأ أن نحول عجزنا الفردي إلى استحالة عامة ؛ تكون سبباً في تثبيط الآخرين ، ووأد قدراتهم ، وإمكاناتهم في مهدها .
إن أول عوامل النجاح ، وتحقيق الأهداف الكبرى هو: التخلص من وهم ( لا أستطيع – مستحيل ) ، وهو بعبارة أخرى: التخلص من العجز الذهني ، وقصور العقل الباطن، ووهن القوى العقلية.
إن الأخذ بالأسباب الشرعية ، والمادية يجعل ما هو بعيد المنال حقيقة واقعة .
إن كثيراً مـن الـذين يكررون عبـارة : لا أستطيـع ، لا يشخصون حقيقة واقعـة ،يعذرون بها شرعاً وإنما هو انعكاس لهزيمـة داخلية للتخلص من المسئولية.
إن من الخطوات العملية لتحقيق الأهداف الكبرى هو:
الإيمان بالله ، وبما وهبك من إمكانات هائلة تستحق الشكر. ومن شكرها : استثمارها ؛ لتحقيق تلك الأهداف التي خلقت من أجله .
أي عذر لإنسان ؛ وهبه الله جميع القوى التي تؤهله للزواج ، ثم هو يعرض عن ذلك دون مبرر شرعي . إن هذا من كفر النعمة لا من شكرها ، وهو تعطيل لضرورة من الضرورات الخمس التي أجمعت جميع الديانات السماوية على وجوب المحافظة عليها ، وهو النسل .
وحري ، بمن فعل ذلك أن تسلب منه هذه النعمة الكبرى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم)
وقل مثل ذلك : في كل نعمة ، وموهبة وهبها الله الإنسان .
إنني لست بصدد بيان عوامل النجاح ، ومرتكزات القيادة ، والريادة ؛ ولكنني أحاول أن أزيل هذا الوهم الذي سيطر على عقول كثير من رجال الأمة ، وشبابها ؛ فأوصلنا إلى الحالة التي سرّت العدو ، وأحزنت الصديق .
إن الأمة تمر بحالة تاريخية ذهبية من العودة إلى الله ، وتلمس طريق النجاة ، والنجاح ، والسعادة ، والرقي .
وإذا لم تستثمر تلك الإمكانات ، والطاقات الهائلة ، والأمة في حال إقبالها ؛ فإنه سيكون الأمر أشد وأعسر في حال فتورها .
إن من الأخطاء التي تحول بين الكثيرين ، وبين تحقيق أعظم الأهداف ، وأعلاها ثمناً تصور أنه لا يحقق ذلك إلا الأذكياء .
إن الدراسات أثبتت أن عدداً من عظماء التاريخ كانوا أناساً عاديين ، بل إن بعضهم قد يكون فشل في كثير من المجالات كالدراسة مثلاً .
لا شك أن الأغبياء لا يصنعون التاريخ ؛ ولكن الذكاء أمر نسبي يختلف فيه الناس ويتفاوتون ، وحكم الناس غالباً على الذكاء الظاهر ، بينما هناك قدرات خفية خارقة لا يراها الناس ؛بل قد لا يدركها صاحبها إلا صدفة ، أو عندما يصر على تحقيق هدف ما ؛ فسرعان ما تتفجر تلك المواهب مخلفة وراءها أعظم الانتصارات ، والأمجاد .
إن كل الناس يعيشون أحلام اليقظة ، ولكن الفرق بين العظماء وغيرهم : أن أولئك العظماء لديهم القدرة ، وقوة الإرادة والتصميم على تحويل تلك الأحلام إلى واقع ملموس ، وحقيقة قائمة ، وإبراز ما في العقل الباطن إلى شيء يراه الناس ، ويتفيئون في ظلاله .
إن من أهم معوقات صناعة الحياة : الخوف من الفشل ، وهذا بلاء يجب التخلص منه، حيث إن الفشل أمر طبيعي في حياة الأمم ، والقادة ، فهل رأيت دولة خاضت حروبها دون أي هزيمة تذكر ؟!
وهل رأيت قائداً لم يهزم في معركة قط ؟!
والشذوذ يؤكد القاعدة ، ويؤصلها ، ولا ينقضها.
إن من أعظم قادة الجيوش في تاريخ أمتنا – خالد بن الوليد – سيف الله المسلول ، وقد خاض معارك هزم فيها في الجاهلية ، والإسلام ، ولم يمنعه ذلك من المضي قدماً في تحقيق أعظم الانتصارات ، وأروعها .
ومن أعظم المخترعين في التاريخ الحديث ؛مخترع الكهرباء ( أديسون ) وقد فشل في قرابة ألف محاولة ؛ حتى توصل إلى اختراعه العظيم ، الذي أكتب لكم هذه الكلمات في ضوء اختراعه الخالد .
وقد ذكر أحد الكتاب الغربيين ؛ أنه لا يمكن أن يحقق المرء نجاحاً باهراً حتى يتخطى عقبات كبرى في حياته .
إن الذين يخافون من الفشل النسبي ، قد وقعوا في الفشل الكلي الذريع ( أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ) (التوبة: من الآية49)
ومن يتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر
إن البيئة شديدة التأثير على أفرادها ؛ حيث تصوغهم ولا يصوغونها ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى )( وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)(الزخرف: من الآية23 )، ولذلك فهي من أهم الركائز في التقدم ، أو التخلف ، والرجال الذين ملكوا ناصية القيادة والريادة ؛لم يستسلموا للبيئة الفاسدة ولم تمنعهم من نقل تلك البيئة إلى مجتمع يتسم بالمجد والرقي والتقدم ؛ ولذلك أصبح المجدد مجدداً ؛ لأنه جدد لأمته ما اندرس من دينها وتاريخها وقد ختمت النبوة بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم - فلم يبق إلا المجددون والمصلحون ؛ يخرجونها من الظلمات إلى النور فحري بك أن تكون أحد هؤلاء .
وأختم هذه المقالة بإشارات تفتح لك مغاليق الطريق :
1- ذلك الكم الهائل من عمرك والذي يعد بعشرات السنين ، قد تحقق من أنفاس متعاقبة وثوان متلاحقة ، وآلاف الكيلو مترات التي قطعتها في حياتك ؛ ليست إلا خطوات تراكمت فأصبحت شيئاً مذكوراً.
وكذلك الأهداف الكبرى ؛ تتحقق رويداً رويدا ، وخطوة خطوة ، فعشرات المجلدات التي يكتبها عالم من العلماء ، ليست إلا مجموعة من الحروف ضم بعضها إلى بعض ، حرفاً حرفاً ؛ فأصبحت تراثاً خالداً على مر الدهور والأجيال .
2- علو الهدف يحقق العجائب ، فمن كافح ليكون ترتيبه الأول ؛ يحزن إذا كان الثاني ومن كان همه دخول الدور الثاني ؛ يفرح إذا لم يرسب إلا في نصف المقررات والمواد .
وإذا كانت النفوس كـباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
مـن يهـن يسهــــــل عليه *** ما لجــــرح بميت إيـلام
3-الإبداع لا يستجلب بالقوة , وتوتر الأعصاب ؛ وإنما بالهدوء , والسكينة وقوة الإيمان , والثقة بما وهبك الله من إمكانات ، مع الصبر والتصميم , وقوة الإرادة والعزيمة ؛ ولذلك فأكثر الطلاب تفوقاً ؛ أكثرهم هدوءاً , وأقلهم اضطراباً عند الامتحان . وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس ، وأربطهم جأشاً ، وأثبتهم جناناً ، وأقواهم بأساً ؛ يتقون به عند الفزع لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً .
4-التفكير السليم المنطقي يقود إلى النجاح ، والتخطيط العلمي العملي طريق لا يضل سالكه .
وفشل كثير من المشروعات منشؤه الخطأ في طريقة التفكير ، والمقدمات الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة .
5- الواقعية لا تتعارض مع تحقيق أعظم الانتصارات , والريادة في صناعة الحياة ؛ بل هي ركن أساس من أركانها ، وركيزة يبنى عليها ما بعده ، وعاصم من الفشل والإخفاق بإذن الله .
6- كثير من المشكلات الأسرية , والشخصية , والاجتماعية ؛ منشؤها توهم صعوبة حلها , أو استحالته . بينما قد يكون الحل قاب قوسين أو أدنى ؛ ولكن الأمر يحتاج إلى عزيمة وتفكير ، يبدأ من تحديد المشكلة ثم تفكيكها إلى أجزاء ، ومن ثم المباشرة في علاج كل جزء بما يناسبه .
7 – (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين ُ) (الفاتحة:5) جماع الأمر ، ومدار العمل ، والقاعدة الصلبة التي بدونها تكون الحياة هباء منثوراً .
أخذنا من وقتكم كثيراً ، فهلموا إلى العمل والمجد والخلود
أ.د/ ناصر بن سليمان العمر