لــ النقاش .. عائلات تجبر بناتها على الزواج من أبن العم ..

[عبدالله الوعيلي]

استنادا لعادات قديمة وعصبية قبلية
عائلات تجبر بناتها على الزواج من ابن العم وعدم الزواج من خارج القبيلة



رغم ازدياد الوعي في المجتمع مازالت بعض الأسر تتمسك بزواج الفتاة من ابن العم

بريدة: عائشة الراضي

قيادة المرأة للسيارة، وتقلد المناصب العليا في الدولة، وفتح مجال أكبر للمرأة للعمل في قطاعات أخرى غير التعليم والطب.. قضايا كثيرا ما تثار على الساحة المحلية، ولكن الواقع يقول إن المرأة تعاني من بعض المشكلات التي تعتبر أهم مما يثار حاليا حول واقع المرأة وطموحاتها، فمازالت فئة غير قليلة في المجتمع تعيش تحت وطأة عادات اجتماعية قديمة ليس لها أساس من الدين، من هذه العادات إجبار الفتاة على الزواج من ابن العم، أو منعها من الزواج من خارج القبيلة.
هذا موروث قديم مازالت بعض الأسر تتمسك به، رغم أن الإسلام أعطاها الحق الشرعي في اختيار شريك الحياة، ورغم، التقدم الفكري والحضاري والاجتماعي الذي يعيشه المجتمع السعودي على كافة الأصعدة، تقول نوال من منطقة حائل ( 25 سنة) "لم أكن أتوقع يوما من الأيام أنني سوف أرتبط بابن عمي، فقد تربيت أنا وهو في بيت واحد، فهو بالنسبة لي أخ، حتى فاجأني أبي ذات يوم عندما سأل أمي كم تريدين مهرا لابنتك، فقد عقدت قرانها على ابن عمها؟، ونزل الخبر علي كالصاعقة، وبدأت أبكي لا شعوريا، وتوسلت لأبي وأمي، وعندما بدأت أصرخ قام أبي بضربي، وحاولت أمي الدفاع عني، فقام أبي بضربها، واتهمها بأنها من أفسدني، ومر على ذلك سنتان وأنا أرفض الزفاف، ووالدي مازال مصرا ومتمسكا برأيه، رغم أن ابن عمي بعد أن علم برفضي عزم على الطلاق، إلا أن والدي أقسم عليه أن لا يطلقني، ابن عمي الآن متزوج وأنا مازلت على ذمته، أرفض الزفاف إليه".
هدى فتاة تبلغ من العمر 20 عاما تقول " تقدم لخطبتي ابن عمي الذي تجاوز الخامسة والأربعين، وهو متزوج ولديه أبناء، وأكبر أبنائه أكبر مني، فرفضته بشدة، وحاولت إقناع أمي بموقفي، ولكن والدي قال إن البنت لن تجد خيراً من ابن عمها، وتم عقد قراني دون علمي، وبغير حضوري".
حنان الدخيل ( 21 عاما) تقول " زوجت لابن خالي، مع أنني لم أكن أريده، فلجأت إلى أخوتي وأعمامي، وتم حل القضية بطريقة ودية، واستطاعوا إقناع والدي، وتم طلاقي بعد شهر من الزواج".
أما جواهر المطيري من القصيم ( 27 عاما) معلمة متزوجة قبل أربع سنوات من ابن عمها تقول "ظاهرة إلزام الفتاة بالزواج من ابن عمها ليست كالسابق في انتشارها، بسبب الوعي الديني والتطور الثقافي والحضاري الذي يعيشه المجتمع السعودي حاليا، ألا أن الواقع يؤكد أن هذه الظاهرة مازالت موجودة عند بعض الأسر في أغلب القبائل".
يقول الدكتور صالح عبدالعزيز التويجري (أستاذ بجامعة القصيم) "إن حرص الأب على بناته يوجب الرحمة بهن والنصح لهن، ولا يجوز للأب أن يرغم ابنته على الزواج ممن لا تريده، ويجب أن تعطى الحرية للفتاة في اختيار شريك الحياة".
وأضاف أن على الجميع التعاون على بناء أسس الحياة الزوجية على القناعة والصراحة والتفاهم والقبول، وأنه من غير المقبول إرغام الفتاة على الزواج من ابن العم أو أي قريب لصالح عادات لم تعد مجدية في مجتمع متعلم وصاحب حياة ناجحة متكاملة في كل الجوانب.
وتقول مديرة مركز التدريب المستمر وخدمة المجتمع النسائي بالقصيم فوزية الناصر "رغم التطور والقفزة الهائلة التي نراها في عالمنا والتي بلا شك أصبح لها تأثير واضح ودور فعال في رفع درجة الوعي بالمجتمع مازالت هناك بعض الأسر تتمسك بتقاليد موروثة كانت تطبق من باب القبلية وليس لها أي أساس ديني أو عملي، من هنا يجب أن تدرك الأسر معنى التوعية، وتغيير مثل هذه المفاهيم الخاطئة، مشيرة إلى أهمية استخدام القوانين لتغييرها، حتى لا تكون التقاليد سببا في ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع وتشرد الأبناء.

أتمنى ان اراء تعليقاتكم أحبتي اعضاء مجالس العجمان على هذه القضيه !!


ارق التحااايــا
سلالالالالالالالام ..