الحياة يوم لك ويوم عليك
فهي طلوع ونزول ولاده و وفاه وما بينهما درجات
وحال الانسان لايستقيم على ما يريد ويتمنى كما ان احوال
الاخرين واوضاعهم وتعاملهم معه لا ياتي
على ما يحب دائما حتى ان البيئه المحيطه به تسير به كما الريح التي تاتي بما لاتشتهي السفن ولذالك
فالانسان شرعا ومنطقا مطالب بالتكيف في شتى حالات السراءو الضراء مع ما يحب وما يكره
والتكيف لا يعني باي حال من الاحوال التخاذل او الخنوع والاستسلام السلبي والرضى بالدونيه وعدم
السعي للافضل ولكنه يعني ان يكون الانسان سامي النفس
قنوعا بما لا بد منه راضيا بما خط له
في صفحة القدر مرنا ليستريح ويريح
هادئا غير قلق حتى يتمكن من
الصمود اما مجريات الحياة الصعبه
وتحسين حاله
فالانسان كا لشجره او السنبله التي لو تجمدت حركتها
ولم تنحني امام الاعصار والريح لتكسرت وربما قلعت
من جذورها
اما ان هي لانت وتحركت اغصانها
وتكيفت مع عوامل المحيط والضروف والبيئه فانها تعمر لفتره اطول
حتى تؤتي ثمارها بل ربما تستفيد من الريح في تلقيح ازهارها ونجاح ثمارها
وتعطي خيرها للاخرين وتعمر الارض بامثالها
ان الثقه بالنفس احد اهم عوامل التكيف كما
ان التفاؤل في المستقبل يساعد على التكيف مع الحاضر بتبني رؤيه ورديه لما سوف يكون
كم في هذه الدنيا من المرضى او المعاقين هم اسعد
من الاصحاء المعافين اذا كيفو حالهم وحياتهم مع واقعهم وتعايشوا معه بقناعه وقبول لقدر الله واحترام لحكمته ومشيئته سبحانه
وكم من الفقراء يفوقون الاغنياء سعاده بما في قلوبهم من قناعه وتكيف مع واقعهم ورضى بما قسمه الله لهم بل كم من حبيس او مسجون اسعد من طليق حر
قال احد الحكماء نضر سجين من شباك في السجن الى نجوم السماء فكان يتحدث عن جمال تلك
النجوم وينسى الشقاء ان التكيف مع النفس ومع الواقع يعني القناعه بما قسم
والسعي الجاد لتحسين الوضع
دون تذمر والسعاده في الواقع تكون في الاستغناء عن الاخرين على مذهب العوام
في قولهم
(طهر ولدك بالفاس ولا تحتاج للناس )
كما يعني الراحه من الحاجه للاخرين كما قال
الحريري في مقامته
واجن الثمار فان تفتك
....................فرض نفسك بالحشيشه
وارح فؤادك ان نبا
....................دهر من الفكر المطيشه
فتغاير الاحداث يؤذن
.................... باستحالة كل عيشه
التكيف لا يعني بحال من الاحوال التقاعس عن السعي لتحسين الوضع بل هي الرضا
بما انت فيه مع السعي للافضل والتكيف يريح نفس صاحبه ومن ثم يريح الاخرين في التعامل معه
ولعل لنا في الانبياء عليهم الصلاه والسلام اسوة حسنه
فمن له بشكر كشكر سليمان وصبر كصبر ايوب وبينهما كان محمد عليه الصلاة والسلام
بين الصبر والشكر صبرا في الضراء وشكرا في السراء وسعيا للاحسان واستعدادا للاتقان وعطاء دائما مهما كانت الضروف والازمان
والله المستعان