مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 21-01-2015, 09:41 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"5"

طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"5"



على طريقة التلفاز في إعادة المسلسلات،هذه إعادة لمسلسل :



{"خلطة" كتب}

نبدأ هذه الحلقة من الحكاية الثانية عشرة من حكايات (ليز)،وتعلمها اللغة الإيطالية،والاهتمام بابا الفاتيكان :

(12)

(من الأهمية بمكان أيضا،قراءة الجريدة كل يوم للاطلاع على حالة البابا. هنا في روما،تسجل صحة البابا يوميا في الجريدة،تماما كالطقس،أو برامج التلفزيون. البابا اليوم متعب.البارحة،كان البابا أقل تعبا مما هو عليه اليوم.غدا،من المتوقع ألا يكون البابا متعبا بقدر اليوم.(..) فبالنسبة إلى شخص أراد دوما تكلم الإيطالية،هل من مكان أفضل من روما؟ وكأن أحدهم أوجد مدينة حسب طلبي،حيث الجميع (حتى الأطفال،حتى سائقو التاكسي،حتى ممثلو الإعلانات!) يتحدثون هذه اللغة الساحرة.وكأن المدينة متآمرة لتعليمي الإيطالية. حتى أنهم ينشرون الجرائد بالإيطالية خلال وجودي هنا،لا يمانعون في ذلك!ولديهم مكتبات لا تبيع سوى الكتب الإيطالية! (..) ثمة دروس محادثة عفوية (..) كنت جالسة على مقعد في حديقة عامة حين أتت امرأة مسنة في ثوب أسود،وراحت تحدثني عن أمر ما. هززت رأسي مرتبكة وعاجزة عن الكلام.فاعتذرت بلغة إيطالية لطيفة جدا : "أنا آسفة،ولكنني لا أتحدث الإيطالية". فبدت وكأنها على وشك أن تضربني بملعقة من الخشب وأصرت قائلة : "أنت تفهمين!" (وكانت على حق في الواقع. فقد فهمت تلك الجملة). أصبحت تريد أن تعرف الآن أين ولدت.فأخبرتها أنني من نيويورك (..) ثم سألتني إن كنت متزوجة،فأخبرتها أنني مطلقة. سألتني بالطبع "Perche?" في الواقع "لماذا"هو سؤال تصعب الإجابة عنه في أي لغة كانت. تلعثمت،ثم قلت أخيرا :"Labbiemo rotto" (حطمنا زواجنا). هزت برأسها،ثم سارت عبر الشارع إلى محطة الباص،ولم تلتفت إليّ مجددا. هل غضبت مني؟ الغريب أنني بقيت منتظرة على المقعد لعشرين دقيقة،على أمل أن تعود لنتابع حديثنا،ولكنها لم تعد أبدا.){ص 45 - 47}.

كان يُفترض أن أميز عبارة (حطمنا زواجنا)،فهي تبدو معبرة جدا. ولكن غضب تلك العجوز الإيطالية أعجب!

يبدو أن الطعام الإيطالي ... ولا حتى اللغة الإيطالية الساحرة ... لم يستطيعا الوقوف سدا منيعا في وجه اتحاد (الكآبة) و(الوحدة) حيث هاجما المؤلفة عند الحكاية السادسة عشرة :

(16)

(لحق بي الاكتئاب والوحدة بعد عشرة أيام من وجودي في إيطاليا. كنت أمشي في فيلا بورغيز (..) استندت إلى الدرابزين أشاهد غروب الشمس،ورحت أفرط في التفكير،ثم توالدت أفكاري،وهنا أدركاني.

تقدما نحوي بصمت وتهديد و كأنهما المحققان بينكرتون،وأحاطا بي،الاكتئاب عن يميني والوحدة عن يساري.لم يكونا بحاجة إلى تقديم شارتيهما،فأنا أعرفهما جيدا. نحن نلعب لعبة القط والفأر منذ سنوات. مع ذلك،أقرّ بأنني تفاجأت لرؤيتهما في هذه الحديقة الإيطالية الأنيقة عند الغروب. فهما لا ينتميان إلى مكان كهذا.

قلت لهما : "كيف عثرتما عليّ هنا"من أخبركما بمجيئي إلى روما؟".

قال الاكتئاب،الأكثر مكرا : "ماذا،ألست سعيدة بلقائنا؟".

قلت : "ارحلا عنّي".

قالت الوحدة،وهي أكثر حساسية : "آسفة سيدتي.ولكن كان عليّ تعقبك طيلة سفرك.إنها مهمتي".

قلت لها : "أفضل حقا لو أنك لم تفعلي"،فهزت كتفيها معتذرة تقريبا،ولكن لتقترب أكثر.

ثم أفرغا جيوبي من أي فرح حملته معي إلى هناك.حتى أن الاكتئاب صادر هويتي،ولكنه يفعل ذلك دوما.ثم بدأت الوحدة تستجوبني،وهذا ما يثير رعبي،لأنها تستمر لساعات. هي مهذبة ولكنها لا تتعب،وفي النهاية يزل لساني دائما. تسأل إن كان لديّ أيّ سبب لأكون سعيدة (..) عدت إلى المنزل،على أمل إبعادهما عني،ولكنهما لحقا بي،الأحمقان. كان الاكتئاب يمسك بكتفي بقوة والوحدة تلاحقني بأسئلتها (..) قلت له : "ليس من العدل أن تأتيا إلى هنا.لقد سبق ودفعت للتخلص منكما.قضيت عقوبتي في نيويورك".

إلا أنه وجه إليّ ابتسامته القاتمة ثم جلس على سريري المفضل،ووضع قدميه على طاولتي،وأشعل سيجارا ملأ المكان برائحته المريعة. أما الوحدة فراقبت ما يجري وتنهدت،ثم استلقت على سريري وغطت نفسها بالملاءات،وهي بكامل ملابسها وحذائها. سوف تجبرني على النوم معها ثانية الليلة،أعرف ذلك. ).{ص 56 - 57}.

في الحكاية التالية مباشرة ،تتحدث (ليز) عن بعض الإجراءات التي اتخذتها للتخلص من معاناتها مع (الطلاق) :

(17)

(ابتعت جميع كتب العناية الذاتية ذات العناوين المحرجة (وحرصت دوما على تغطية الكتب بأغلفة آخر إصدارات هاستلر{هل هذا هو ناشرها - الذي مول الكتاب قبل تأليفه- تقدم له هنا دعاية غير مباشرة؟}،لكي لا يعرف الغرباء ماذا أقرأ). بدأت أحصل على مساعدة أخصائية في العلاج النفسي،كانت لطيفة ولكنها تفتقر إلى نفاذ البصيرة. توقفت عن أكل اللحم (لوقت قصير على أي حال) بعدما أخبرني أحدهم بأنني آكل خوف الحيوان لحظة موته.وأخبرني مدلك ينتمي إلى العهد الجديد أن عليّ ارتداء سراويل برتقالية اللون لإعادة التوازن إلى الشاكير (..) لديّ،وقد قمت بذلك بالفعل. شربت من شاي عشبة القلب تلك ما يكفي لإضفاء البهجة على جيش روسي،ولكن من دون جدوى.ومارست الرياضة،وعرّضت نفسي للفنون التي ترفع المعنويات،وتجنبت بعناية الأفلام والكتب والأغاني الحزينة (إن ذكر أحدهم كلمتي ليونارد وكوهين في جملة واحدة غادرت الغرفة).

بذلت جهدا لمقاومة البكاء المستمر. (..) مشيت تحت أشعة الشمس.اعتمدت على شبكة الدعم المحيطة بي،فتعلقت بعائلتي،وعززت صداقاتي الجيدة. وحين أصرت تلك المجلات النسائية على أن معنوياتي المنخفضة لا تساعد في مسائل الاكتئاب إطلاقا،غيرت قصة شعري،واشتريت مواد تجميل وفستانا جديدا.){ص 59 - 60}.

في الحكاية الحادية والعشرين،تحلل المؤلفة عدم قدرتها على الاستمتاع،وتعرج على المجتمع الأمريكي بالمرة!! :

(21)

(مع ذلك،فإن العقبة الأساسية أمام بحثي عن المتعة هو شعوري المتأصل بالذنب البيوريتاني. هل أستحق هذه المتعة؟ هذا إحساس أمريكي جدا أيضا،الشعور بعدم الأمان حول ما إذا كنا نستحق سعادتنا. فالإعلانات الأمريكية تتمحور كليا حول ضرورة إقناع المستهلك المتردد بأنه يستحق المكافأة. هذا لأجلك!أنت تستحق استراحة اليوم لأنك تستحقها!لقد مشيت طريقا طويلا!ويفكر المستهلك القلق في نفسه : أجل!شكرا!سأشتري رزمة الست قطع اللعنة!وربما أشتري رزمتين!وهنا تأتي ردّ فعل الإفراط في الاستهلاك،يتبعه الندم. غير أن هذه الحملات الإعلانية ليست فعالة في الثقافة الإيطالية على الأرجح،لأن الناس هناك يعرفون أساسا بأن لهم الحق بالاستمتاع بالحياة.){ص 75 - 76}.

أشرت في حكاية سابقة إلى أن المؤلفة (تطبطب) على نفسها .. ولكنها في الحكاية الثانية والعشرين،تتخطى تلك الهمسة لتضفي على نفسها الكثير من الصفات الطيبة :

(22)

( أما أنا فأختفي في الشخص الذي أحبه. أنا غشاء نفيذ،إن أحببتك،تحصل على كل شيء. تحصل على وقتي وإخلاصي ومالي وعائلتي وكلبي ومال كلبي ووقت كلبي تحصل على كل شيء.إن أحببتك،أحمل عنك كل عذابك،وأتحمل ديونك (بكل ما للكلمة من معنى)،أعطيك الحماية من مخاوفك،وأسقط عليك جميع أشكال المزايا الحسنة التي لم يسبق لك أن غذيتها فعلا في نفسك،وأشتري هدايا لك ولعائلتك بأكملها. أعطيك الشمس والمطر،وإن لم يكونا متوفرين،أعطيك شيك شمس وشيك مطر. أعطيك كل هذا وأكثر،إلى أن أصبح منهكة ومستنفذة إلى حد أن الطريقة الوحيدة لاستعادة طاقتي هي بأن أتيّم بشخص آخر.){ص 80}.

نستطيع أن نقول بالعامية أنها (خربتها) في ما ختمت به كلامها!!!

إلى اللقاء في الحلقة القادمة ... إذا أذن الله.

س/ محمود المختار الشنقيطي

س : سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"3" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 19-01-2015 09:03 AM
طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"2" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 18-01-2015 09:49 AM
طعام صلاة حب : امرأة تبحث عن كل شيء"خلطة كتب"(10) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 30-11-2012 01:50 PM
طعام صلاة حب :امرأة تبحث عن كل شيء "خلطة كتب"(9) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 6 29-11-2012 04:08 PM
طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"7" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 26-11-2012 09:28 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 05:49 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع