ترددت كثيرا قبل انزال هذه الاسطر هنا لجهلي بالقسم المناسب:
كلما نظرت إلى وجهه أمي في العشر الاوخر من شهر رمضان 26 إقراء من بريق عينيها حروف الألم والحسرة و الخوف من المجهول كانت تكابر بان لا تنظر إلي عندما نتكلم خوفا من إن يجهشها البكاء.
حاولت إن استوعب ماتخفيه وما تكنه بين إضلاعها كنت اشعر بذالك الخوف على أبناء تفرقوا في مسالك الأرض ماذا ستفعل عندما تستيقظ يوما ما فلا تجد إلا الصور.
بعد أمد غير بعيد حل العيد ضيفا وحان موعد السفر.
كان أبي أكثر من يدخل ويخرج ولكن بدون كلام لم يجد ما يقوله وهو الذي يتكلم عندما يصمت الجميع.
تعزز ثم جلس وصاح قائلا "اين الفطور يا هلنا" وما هي إلا ثواني وإذا بتلك الوجبة كنها خلقت بين يديه اقتربنا من ذلك المخلوق المحبب "المرظوفه" أو" البُر والسمن" وكنت على علم يقين أن الفراق سيطول ولن أجدها في أرقى مطاعم نيويورك أو في مزارع إنديانا.
وبعد صلاة العيد لم يذهب الجميع للمعايدة الأهل والأقارب بل أتوا إلى موادعت شخص كاد أن يجثوا على ركبتيه لولا ما اسماه أبي شيم الرجال.
ابتسامه بلا إحساس ونظرة من عين ملئيه بالدمع أخذنا نتكلم رغبةً في كسر حاجز الصمت وتكلم الجميع إلا أمي.
عند الساعة التاسعة حان وقت الرحيل لم اعد اذكر كثيراً مما قيل لي لأنه لم يكن هناك من يتكلم. وبعد أن نظرت إلى الجميع سألت بصوت لم أزل اذكره "وين أمي"
فقيل لي في المطبخ.
توجهت إلى المطبخ وعندما دخلت مازالت تكابر ولكنها كانت تنتظرني وساد الصمت وانقطع الكلام وسجدت وقبلت قدميها فسابقتني دموع عينيها
انهمرت الدموع ولكن بشدة وجلسنا على أرضية المطبخ.
وبعد لحظات مددت لها بالجواز والتذاكر وقلت "ماعاد الله كتب لي سفر" فقالت لي" لا وانا امك مابه غايب الاغايب القبر".
وما هي إلا ثواني معدودة و أنا في مطار نجران في انتظار رحلتي الدولية المعهودة ولكن في زمانٍ ولأسباب مختلفة.
اوهايو
1 نوفمبر 2006