و نواصل معكم سلسلة نهاية العظماء . و موعدنا مع ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه
الذي زوجه الرسول صلى الله عليه و سلم ابنتيه رقيه ثم أم كلثوم رضي الله عنهما . و هو أحد
العشرة المبشرين بالجنه . كما أنه شاري بئر رومه التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من يشتري بئر رومه و له الجنه " . و هو من جهز أغلب جيش العسره حتى أن الرسول
صلى الله عليه و سلم قال : " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم " . و هو الذي تستحي منه الملائكه
و مناقبه كثيرة لا تحصى .
و قد قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من
الظالمين . اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي."
و لما استشهد ، فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوب
عليها : هذه وصية عثمان ." بسم الله الرحمن الرحيم . عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور
ليوم لا ريب فيه ، إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله."