السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
صاحب السمو أغلق باب المزايدات مؤكداً حرصه على الديموقراطية والدستور.. وأن دعاة التشكيك في النوايا تجاه الدستور هم الأكثر انتهاكاً له
شدد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في خطاب ألقاه مساء أمس على رسالة الوحدة الوطنية وحث على حمايتها من مهالك العصبية القبلية والطائفية وحسراتها، مؤكدا ان اشرف الشرف هو صدق الانتماء الى هذه الارض الطاهرة التي وصفها سموه بسفينة فيها الجميع «ولابديل في الابحار فيها الى مرسى الأمان إلا ان تتصافى الأنفس وتتوحد القلوب وتتشابك الأيدي وتسود مشاعر الألفة والتعاون بروح الاسرة الواحدة».
وقد أبدى سموه حفظه الله ثقته بأبناء الوطن بقوله: «ان ثقتي بأبناء وطني كبيرة فأحلامنا وأمانينا وتطلعاتنا واحدة وطريقنا الى بلوغ المراد، ولاؤنا ووحدتنا وانتماؤنا واتقاء الله في وطننا».
جاء ذلك فيما دعا سموه ودعا الى «ادراك مخاطر الفتنة البغيضة» التي قال: انه «لا يجدي معها حل او علاج.. الخاسر فيها الوطن» مشددا سموه على ان «امن الكويت غاية الغايات» و«مركز القوة الحقيقية في الدفاع عنها» ومشددا على انه «ليس من الديموقراطية مايسمح بالتعدي على قيمنا وثوابتنا بالتطاول والتجريح للآخرين والحط من كرامتهم» كما أكد سموه انه ليس من الديموقراطية والحرية في شيء تجاوز الدستور والقانون باسم الدستور والقانون» مبينا حفظه الله ان «الديموقراطية اداة تستوجب المصلحة الوطنية حسن استخدامها لتحقيق الغايات السامية».
وقد حملت كلمة سمو الامير تساؤلات قال فيها: هل بات مقبولا ان نرى من الممارسات ونسمع من العبارات ما يمس ثوابتنا الوطنية ويسيء الى نسيجنا الاجتماعي ومكوناته؟ كما تساءل حفظه الله بقوله: «هل اصبح التهديد والتشكيك والشحن والاثارة وتعبئة الجماهير واستخدام الاساليب الغريبة وانتهاج الفوضى والانفلات بديلا للاحتكام للقانون وتأكيد سلطته والحفاظ على هيبته»؟
وتساءل سموه ايضا «اليس غريبا ان تُجهض الانجازات وتفوت الفرص ويهدر الوقت وتضيع الجهود في أمور عقيمة لا طائل منها ونحن بأمس الحاجة الى توجيه من نملك من طاقات وقدرات نحو تحقيق المشروعات التنموية»؟
والى ذلك قال سموه: ان الساحة الكويتية ابتليت بممارسات مؤسفة تجاوزت كل الحدود وشوهت الحرية.
وقد تضمنت كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله تجديد سموه التأكيد على التمسك بالدستور وقال: «انه لمن دواعي الاسف ان يستمر البعض بترديد الادعاءات بتوجهات للتعدي على الدستور والتحاوز عليه وغيرها من أطروحات التشكيك وخلط الامور سعيا لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة».
واردف سموه في هذا المقام يؤكد «ان ايماننا راسخ بالديموقراطية وكذلك التزامنا بالدستور واحكامه بما لا يسمح باي مزايدات مرفوضة بهذا الشأن» وزاد سموه «وهنا ينبغي التأكيد بألا احد يملك الوصاية على الدستور وكلنا يعلم بان احكام الدستور قد نظمت آليات واجراءات تعديله ولعل دعاة هذه الشائعات والشكوك هم اكثر من ينتهك الدستور ويخالف مبادئه ونصوصه».
وقد دعا سمو الامير رعاه الله مجلس الامة والحكومة الى تحمل مسؤولية التوصل الى تأمين مقومات راسخة تكفل بناء شراكة حقيقية وتعاون ايجابي بين السلطتين التزاما بالاطر الدستورية كما جاء في نطق سموه الذي ابدى فيه خشيته «من تعرض الديموقراطية لانتكاسة بسبب الافراط في تسييس الامور».
هذا وقد دعا سموه الى «التنويه بالاجراءات التي بادرت الحكومة الى اتخاذها في التعامل الجاد مع مجريات الاحداث الاخيرة واحتواء اسباب فتنة بغيضة بالعمل على فرض حكم القانون بما يحقق العدالة ويعلي صوت القانون ويوطد دعائم دولة القانون والمؤسسات بالممارسات قولا وفعلا الامر الذي يستوجب من الجميع التوقف عن الخوض في هذا الموضوع وتداعياته بعد ان بات الامر برمته في قضائنا العادل».
وقد شدد سموه على دور وسائل الاعلام في الحفاظ على الوحدة الوطنية وقال: ان «الالتزام بالمعايير المهنية السليمة ضروري في اداء الاعلام الواعي الحر المسؤول» واضاف حفظه الله «اذا كنا ننتقد بعض الممارسات الاعلامية غير المسؤولة والتي لا يجوز التهاون ازاءها فلاننا لا نريد لاعلامنا الانحراف عن رسالته الوطنية السامية فيما يهدد الوحدة الوطنية والامن الاجتماعي ويعكر صفو العلاقات الخارجية ليكون مشعلا حضاريا مشهودا له».