مجالس العجمان الرسمي


المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 16-06-2019, 06:59 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
حياة أميرة عثمانية في المنفى"14"

يوجد خلل ما!! في الموتيب وقع لم أعثر إلا على الحلقة (11) ثم الحلقة (25 : الأخيرة)!! وفي الأصل .. الترتيب مختلف .. نكمل من من الحلقة "13" اي التي تلي حفلة"السراسقة"التي حضرتها "سلمى" :

حياة أميرة عثمانية في المنفى"14"
بعد حضور سلمى إلى تلك الحفلة : (حبست نفسها في بيتها،بعد هذه التجربة المؤلمة. وهي ناقمة على الأرض كلها،إنها لا تحبها(..) وسرعان ما شاع الخبر بوجود هذه الأميرة الشابة ذات العيون الزمردية،الطويلة،بقدر ما هي متعالية. وفي كل يوم تأتيها بطاقات دعوة موجهة من أسماء عظيمة.وفي مثل هذا المجتمع الذي يعرف بعضهم بعضا حتى الفتيان،فإن وجها جديدا هو تسلية عظيمة القيمة. وكانت الفتاة قد أقسمت ألا تقبل أية دعوة. ولكنها انتهت بعد بعض الوقت،ومن طرف الشفاه،بالقبول : فها إنها قد بلغت الثامنة عشرة .. (..) وخلال بضعة أشهر تنشئ سلمى لنفسها مكانا تغبط عليه،في المجتمع البيروتي العالي،لا لأنها الأجمل بين كل هؤلاء النساء – فاللواتي يغرن منها ينتقدن أنفها الطويل بعض الشيء وذقنها المثلثة الشكل – لكن الرجال لا ينظرون إلى هذه التفاصيل.){ص 282 - 284}. ويحل عيد ميلاد سلمى .. فيا لله من الفرق بين احتفال الحاضر،واحتفالات الماضي :
(فيلاديتين تيدريك إيدريم! ليكن مبارك يوم ولادتك! ولتزهر زمنا طويلا ورود خدّيك،وتملأ روائح الجنة أنفك،ولتكن حياتك كلها عسلا ولبنا!
واجتمعت الأسرة في الصالة التي قامت الكالفتان بتزيينها بطاقات الخبيزة والداتورا،لكي تحتفل بالعيد العشرين لولادة سلمى. وكانت الهدايا المقدمة قد صُفت على الطاولة المصنوعة من الخشب المذهب،وأحاطوها،بعناية،بالورق البلوري. فقد جاءها من نيرفين و ليلى خانم مناديل لطيفة من الباتيستا،طرزتاها بأرقام سلمى،وفقوها تاج،ومن زينل زجاجة من"الكريب دوشين"من صناعة مييو،وهي الرائحة التي تفضلها لدى العزيز زينل. والذي احتاج إلى أن يحرم نفسه من السجائر خلال أسابيع لكي يستطيع شراءها لها. أما خيري،العملي دائما،فقد قدم لأخته علبة من الفواكه المجففة التي يمكن لأهل البيت جميعا أن يستفيدوا منها. أما السلطانة ... فقد هيأت مانطو من الزيبلين،وهو روعة تتذكر سلمى أنها رأته على أمها في الماضي،عندما كانت تذهب إلى "ضولمة باهشتة"،ووضعته على الفوتوي. (..) وأشعلت نيرفين الشمعات العشرين الموضوعة في قالب الكاتو الكبير،بالشوكولا. (..) وتتأمل سلمى،حالمة تلك "الشعل"التي تتراقص،وقليلا تراها تتحول،وتكبر،وتتكاثر. وهي الآن مئات ومئات تتألق تحت ثريات الكريستال في قصر أورطاكوي. وكانوا في أعياد ميلادها،في عهد الطفولة يشعلونها كلّها،على شرفها. وتعود تفاصيل هذه الحفلات الفخمة كلها إليها الآن،واحدا بعد آخر. وكانت الأوركسترا النسوية التي توقظها على نغمات الموسيقى،بينما كانت الإماء تُعنى بها لجعلها أجمل ما يمكن،تستمر في عزف الأنغام التي كانت تحبها،ثم يأتي دور الكالفات الصغيرات،الاثناعشرة،وقد لبسن ثيابا جديدة قدمتها السلطانة،فيأتين ويواكبنها إلى بهو المرايا،حيث كان أبواها ينتظرانها،هما وكل من كان الحرملك. وعندما كانت الأوركسترا تبدأ بعزف لحن عيد الميلاد – وكانوا في كل عام يؤلفون لحنا جديدا – وكانت الكالفات ترمي فوقها آلاف من زهرات الياسمين الصغيرة التي كانت تعطر الغرفة كلها.
وعندئذ يبدأ توزيع الهدايا التي تكون سلمى قد اختارتها مع أمها السلطانة،لكل واحدة من إماء القصر ونسائه. ذلك أنهم،في المشرق،يعرفون،أن في العطاء من السعادة أكثر من تلك التي توجد في الأخذ،وأن عيد الميلاد يجب أن يكون عيد بالنسبة لكل من يحيط بنا. (..) وكانت سلمى تحتاج إلى ساعتين أو ثلاث لتفتح هذه الحزم،وتنظر في محتوياتها (..) وكثيرا ما تتذكر سلمى،بشكل خاص،عيدها الثالث عشر،أو الأخير،قبل النفي. ذلك أن أباها استقدم من باريس،من عند بائع الحلي المشهور كارتييه ساعة صغيرة عجيبة،لم تستطع البُنية أن تفهمها لأول وهلة. وكان الإطار الكريستال محاطا بلآلئ وماسات،وكانت عقارب الساعة من الماس أيضا،وكان الرقاص المصنوع من الذهب،والمعلق بين عمودين صغيرين من الكوارتز الزهري،ينعكس في قاعدة من الكريستال الصخري. (..) ومن خلال الشعل التي تترنح،كانت سلمى ترى نفسها لابسة ثوبا طويلا له ذيل،وعلى جبينها تاج. كما ترى باقات وأزهارا نارية،تلهب حديقة قصرها،قصر الدانتيل،وأوركسترا متوارية في الغيوبات،تعزف فالسات رومانتيكية. أما هي فإنها تمشي والوجه معرض لنسائم البسفور،وحولها نساء يلبسن قفطانات مطرزة بالذهب،يهرولن ويضحكن من سعادتها ... وبدأ الشمع يسيل على قطعة الكاتو الشوكولاتية. وبنفخة واحدة قوية،أطفأت سلمى الشموع،وصفقت الكالفات. وهذا يعني،على ما يتنبآن به،أن الأميرة ستتزوج خلال سنة.
أتتزوج إذن؟ ولكن ممن؟ إن سلمى تعرف أن أمها عادت إلى مراسلة بعض الأمراء،الذين كانوا، في الماضي،من أتباع الإمبراطورية. وحزرت الآن أنها كانت موضوع هذه الرسائل،ولكنها تتظاهر بأنها لا تُعنى بهذا الأمر.){ص 289 - 291}.
يبدو أننا سنخرج إلى الحديث عن السياسة في لبنان,بطبيعة الحال كما جاءت في الرواية ... والحديث عن إضرابات 1931 :
(أما المطالبة بالاستقلال،ومشكلة الاحتلال حتى لو أطلق عليه اسم الانتداب،فإن سلمى عاشت مثل ذلك كله في تركيا،وتألمت منه بدرجة كافية،لكي تفهم نفاد صبر أصدقائها.(..) لكن أكثر المرشحين لرئاسة الجمهورية هم الموارنة. ومن أبرزهم،إميل إدّة،وهو رجل قصير القامة في السابعة والأربعين من عمره،ومعروف بسلامته الخلقية وعواطفه المنحازة إلى فرنسا،وبشارة الخوري،وهو محامي لامع،أكثر انفتاحا على العالم العربي،وأشد نقدا لنظام الانتداب. ويقف ضد هؤلاء جميعا رجل مسلم هو الشيخ محمد الجسر،رئيس البرلمان. وهو رجل وسيم ذو لحية بيضاء،محترم بين أنداده المسلمين والمسيحيين على السواء. وكان نائبا في العهد العثماني،ونائب حاكم بيروت. وأثناء الحرب قام بخدمات كبيرة للطائفة المارونية،وأنقذ بطريركها من النفي. وهكذا فإنه مدعوم لا من الشيعة والسنة والدروز فحسب،بل كذلك من الكثيرين من الروم الأرثوذكس ومن الموارنة. ولما كان المسيحيون منقسمين على أنفسهم،فإن النجاح يصبح كبيرا. ولكن أيُقبل مسلم على رأس الحكم في لبنان؟ ويرى كثيرون من المسيحيين اللبنانيين،وفرنسا التي فصلت لهم بلدا على مقاسهم بُغية أن يكون لها في الشرق الأوسط حليف موثوق،أن هذا غير معقول،إذ يوشك أن يرمي لبنان في فلك سورية والعرب. (..) وتقضي سلمى ساعات في النقاش مع مروان وأمل. ونراها تستاء أشد الاستياء من موقف الفرنسيين،وملأى بالحماسة للشيخ الجسر،وهو صديق السلطانة يساعدها بأكثر مما يستطيع منذ أن جاءت منفية : وهي لم تنس قط تلك الليلة التي قضاها في قصر ضولمة باهتشه،وعندما كانت لا تزال في عمر الرابعة. وكان يصحب أباها إلى الدعوة الموجهة إليه من قبل السلطان عبد الحميد. وتقف سلمى مع أنصار الشيخ الجسر المتحمسين جدا. وظلت تفعل ذلك حتى جاء ابن عمها أورهان مع خيري،إلى شارع مار إلياس،وأنّبها بعنف على ما تفعل.
- إن هذا كله أمر لا علاقة له بك،أيتها الأميرة. وليس عليك أن تدخلي فيه.
وعلى الطريق،أمعن أورهان في تأنيبها،لمدة طويلة.
- سلمى،أأضعت صوابك. أتريدين أن يطردونا جميعا مرة جديدة؟ وإلى أين نذهب؟ أرجوك أن لا تكثري من الكلام،وتذكري أننا لسنا في بلادنا.
ترى أكان يمكن أن تنسى ذلك. ولكن عليها أن تعترف أن أورهان على حق. ذلك أن أفراد الأسرة العثمانية ما يزالون يُنظر إليهم وكأنهم السادة القدماء. فلا يمكن أن يسمحوا لأنفسهم بالتحيز لأية جهة. "وحتى بين الأصدقاء ينبغي أن تظلي على الحياد،إذ ما من شيء يبقى خافيا على الناس".){ص 292 - 293}.
في الحلقة القادمة : هل تصبح الأميرة سلمى نجمة من نجمات هوليود؟ أم تصبح "ملكة"على ألبانيا؟ .. إلى اللقاء في الحلقة القادمة ... إذا أذن الله.

س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة
((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب))

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حياة أميرة عثمانية في المنفى"24" : (الأخيرة) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 19-05-2015 09:56 PM
حياة أميرة عثمانية في المنفى"24" : (الأخيرة) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 19-05-2015 09:56 PM
حياة أميرة عثمانية في المنفى"5" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 11-05-2015 08:07 AM
حياة أميرة عثمانية في المنفى"2" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 03-05-2015 08:07 AM
حياة أميرة عثمانية في المنفى"1" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 26-04-2015 11:20 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 05:44 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع