مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 05-09-2017, 02:12 PM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
ومضات من مذكرات"مرتدة : ضحية الجهل والعشق! (2)

ومضات من مذكرات"مرتدة : ضحية الجهل والعشق! (2)


يبدو أن الوضع يقترب من وضع"المطبق"! فقد استرجعتُ بعض ما فُقد مما اخترته ليكون سياحة في هذه المذكرات .. فهذه إذا .. خلطة أو"مطبق بفشة الجمل"!!
هذا سيضطرنا للعودة لبعض ما سبقت الإشارة إليه .. ولكن في البدأ .. وعلى عهدة المترجمة الدكتورة سامية صالح أن الأميرة"سالمة"فرت إلى ألمانيا سنة 1867،وهي المولودة سنة 1844،مما يعني أنها غادرت وهي في حدود الثالثة والعشرين فقط!! كما لفت نظري أن المؤلفة بعد أن سردت تفاصيل دقيقة عن قصور والدها .. تحدثت عن وفاته،والتي كانت سنة 1856،مما يعني انها كانت في الثانية عشرة فقط!

التعدد في الشرق والغرب نظرة "مرتدة"

هذا يصلح عنوانا لموضوع مستقل .. ولكنه هنا يشي بأننا سنعود لحديث"الأميرة"عن "التعدد" .. بعض حديثها عن الموضوع يذكر بشرط الشناقطة – أو أهل الاندلس بشكل عام – أعني أن تشترط المرأة ألا يتزوج عليها بعلها .. تقول :
(لكني لم أر أحدا يحتفظ بأربع نساء معا. يستطيع الفقير بالطبع أن يتخذ زوجة واحدة،ويكتفي الغني أيضا بواحدة،وفي أسوأ الأحوال باثنتين تسكنان في منزلين منفصلين عن بعضهما ويكون لكل منهما ميزانيتها.
من المفهوم أنه يوجد في الشرق أيضا نساء يعرفن كيف يحافظن على استقلالهن. وهن يتحرين ما إذا كان للخاطب زوجة ويشترطن عليه في عقد الزواج ألا يتزوج امرأة ثانية أو يشتري سرية.
يسود في الحياة العملية الزواج بواحدة غالبا ..){ ص 181 – 182 ( سالمة بنت سعيد "اميلي رويته" : مذكرات أميرة عربية / ترجمة : د.سالمة صالح / منشورات الجمل/ الطبعة الثانية 2006 ).}.
وتكمل،في إشارة إلى أن الغرب لا يخلو من نوع من"التعدد" ولكن تحت اسم آخر! تقول :
(.. سؤال مقابل. كيف هو الحال لدى المسيحيين ،لدى الأوربيين المتحضرين فيما يتعلق بالزواج؟ أريد أن أصمت تماما عن أنه في دولة مسيحية ،تناصر طائفة المورومنيين التي تسمي نفسها مسيحية تعدد الزوجات. ولكن في المجتمع المهذب في أوربا هل يعامل الزواج كشيء مقدس؟ أليس الحديث عن زوجة"واحدة"مجرد وهم غالبا؟ لا يجوز للمسيحي بالطبع أن يتزوج بأكثر من واحدة وهذه فضيلة كبيرة للمسيحية،يُدعى أن القانون المسيحي يريد ما هو طيب وصحيح،بينما يسمح القانون الإسلامي بما هو سيء،ولكن العادة المتبعة والأوضاع القائمة تخفف في الشرق من حدة عواقب القانون بدرجة كبيرة – بينما تطغى الخطيئة هنا بكثرة حقا رغم القانون. يبدو أن الفرق الوحيد تقريبا بين وضع الشرقية ووضع الأوربية أن الأولى تعرف عدد وأشخاص وطبائع منافساتها،بينما تبقى الأخرى في جهل عطوف.){ ص 182 – 183}.
تحدثت أيضا عن مكانة المرأة العربية .. فكتبت :
(أما أن العربي لا يحترم زوجته كما هو الحال هنا،فتلك هي مجرد أسطورة. وهذا ما يكفله الدين،رغم أنه يمنح المرأة في بعض النقاط حقوقا أقل من الرجل،لكنه ينصح بحماية الرجل لها مثل طفل عاجز. يعرف المؤمن والمسلم الذي يخاف الله الإنسانية جيدا مثل أي أوربي متعلم ومهذب،وربما كان الأول أكثر صرامة مع نفسه لأن الله تعالى الذي أصدر هذه الوصايا حاضر بالنسبة له في كل مكان،وهو يؤمن إيمانا راسخا بالجزاء العادل لأعماله الخيرة والشريرة حتى آخر حياته. (..) أستطيع أن اقول بضمير مرتاح أنني سمعت هنا عن الأزواج المهذبين الذين يضربون زوجاتهم أكثر مما كنت قد سمعته في وطني ،فالعربي الطيب يعتبر هذا انتقاصا لشرفه هو. الأمر مختلف بالطبع لدى الزنوج){ ص 183 – 184 }
وكانت قد كتبت .. ( ثمة أمثلة كثيرة على استقلال المرأة الشرقية (..) حين يلتقي الزوجان يقبل أحدهما يد الآخر .يتناولان الطعام مع أطفالهم. وتعبر المرأة عن حبها لزوجها بتقديم خدمات مختلفة له،فتناوله السلاح حين يخرج وتتناوله منه حين يعود،تقدم له الماء ليشرب.باختصار تقدم له كل الأعمال الصغيرة التي تجعل الحياة المشتركة مليئة بالمحبة والدفء. إنها خدمات طوعية تعبر عن المحبة،وهي ليست مستعبدة بأية صورة){ ص 185}.
وأضافت :
(ثمة نقطة أخرى جوهرية للفهم الصحيح للزواج الشرقي. لا يغير زواج الفتاة اسمها أو مرتبتها. فلن يخطر لزوجة أمير تنحدر من عائلة بسيطة أن تطلب حمل لقب زوجها،فهي تبقى رغم زواجها بنت فلان،وتخاطب بهذا الاسم. وبالعكس فإذا ما سمح أمير أو رئيس قبيلة في بلاد العرب بزواج ابنته أو أخته من عبد،فهو يقول في نفسه : خادمي يبقى خادمها أيضا،فهي سيدته كما كانت في السابق.إنه يكف بزواجه أن يكون عبدا حقيقيا،لكنه يخاطب زوجته بالطبع بـ"صاحب السمو"أو"سيدتي" دائما (..) أعتقد أن كل ما ذكرت يظهر بقدر كاف أن المرأة في الشرق ليست مستعبدة ومضطهدة،ومحرومة من الحقوق كما يعتقد المرء هنا. أما مقدار السلطة والنفوذ اللذين تستطيع بعض النساء كسبها فقد أظهره نموذج زوجة أبي عزة بنت سيف){ ص 188 - 189}.
ثم تحدثت عن سيطرة"عزة"على "السلطان"حتى مماته،وعجز أبنائه عن تخفيف تلك السيطرة،بما فيها ما يخص البلاط.ثم تحدثت عن "عمتها" .. (حين توفي جدي سلطان إمام مسقط ترك ثلاثة أطفال،أبي سعيد وعمي سالم وعمتي عائشة،كان عمر أبي تسع سنوات،لذلك كان نصب وصي عليه ضروريا.وقد أعلنت هذه العمة خلافا للأعراف أنها ستتولى الحكم حتى يبلغ ابن أخيها سن الرشد ،ورفضت أي اعتراض(..) لقد تخلت عن الشكليات وظهرت أمام وزرائها محجبة بالشيلة فقط،أي الملابس التي ترتديها المرأة لدى خروجها. ولم تبالِ بما كان يعيبه العالم وإنما سلكت طريقها بثبات ومهارة ونشاط ){ ص 190 - 191}.
حكمت السيدة"عائشة" باقتدار .. وخاضت "حربا" ضد من ظن أنه يستطيع أن يسقط حكم امرأة ( كانت تركب فرسها مرتدية ملابس الرجال وتطوف وحيدة ليلا لتتفقد خطوط مواقع الحراسة){ ص 191}.
وحين نفد الرصاص .. (هنا أمرت الوصية أن يجمع كل ما يمكن جمعه من المسامير للبنادق،والبحث عن الحصى المناسب لاستخدامها بدل الرصاص. كُسر كل ما وجد من حديد ونحاس أصفر وعُبئت به البنادق.فتحت الحاكمة أبواب خزائنها وحولت ريالات ماريا تريزا إلى رصاص){ ص 191}. وانتصرت .. (كانت فترة حكمها منذ ذلك الوقت هادئة،وقد استطاعت أن تسلم ابن أخيها،أبي،المملكة وهي في حالة من النظام،حتى أنه استطاع أن يوجه نظره إلى أهداف أخرى أبعد وخاصة فتح زنجبار. ونحن مدينون بالفضل في أن تكون لنا هذه المملكة الثانية لعمة أبي. لقد كانت امرأة شرقية أيضا.){ ص192}.
هذه الإشارة تنبه إلى أن "زنجبار"لم تنضم إلى "عُمان"إلا على يد السلطان سعيد بن سلطان 1791 – 1856م.
نختم هذه الحلقة بحديث المؤلفة عن كون الغربي،رغم سهولة المواصلات لا يعرف حقيقة الشرق،يسافر أسبوعين أو ثلاثة إلى مصر أو سوريا .. ولا يرى الحياة العائلية في الشرق،ويستقي معلوماته من نادل فرنسي أو ألماني،أو من"حمّار"!! ثم يعود ليؤلف كتابا سمكيا عن الشرق!! وتذكر أن الغربيات أيضا،لا يطلعن على حقيقة حياة المرأة الشرقية .. وعلاقتها بزوجها .. ثم تُرسم تلك الصور المشوهة عن مكانة المرأة المتدنية في الشرق .. إلخ.
تقول عن "الرحالة" أنه ( .. ببساطة يشحذ خياله ويكمل حسب هواه. (..) لقد حدث معي الشيء ذاته ،فقد حكمت على أوربا وقتا طويلا من خلال المظاهر الخارجية. حين رأيت الوجوه المشرقة في المجتمعات هنا،اعتقدتُ أن العلاقة بين المرأة والرجل في أوربا منظمة بصورة أفضل وأن الزيجات لابد أن تكون تبعا لذلك أكثر سعادة مما هي في الشرق المسلم. إلا أني عندما أصبحت أكثر تماسا مع العالم (..) شعرت أكثر فأكثر أنني كنت قد حكمت على الناس والعلاقات حتى الآن حكما خطأ وأن الظاهر أعشى بصري كثيرا. ){ ص 178}
وتشير إلى نقطة قد تبرئ الغربي،والغربية،ولو جزئيا :
( لا يحب العربي رغم كل مجاملاته أن يطلع غريب على شؤونه الشخصية،وخاصة عندما ينتمي هذا إلى أمة أخرى أو دين آخر. كانت إذا ما جاءت أوربية إلينا تواجه بالدهشة من قبل الجميع في البداية،بسبب حجم ثوبها العملاق،فقد شاع ارتداء الكرينولين الذي يغطي السلم بأكمله يوم ذاك. وكان الحديث المقتضب جدا الذي يتبادله الطرفان نادرا ما يتناول شيئا آخر غير أسرار الأزياء المختلفة. وبعد أن تكون السيدة المعنية قد ضيفت على الطريقة المعتادة،ورش عليها الخصيان زيت الورد،وحصلت على هدايا التوديع،فإنها كانت تنسحب دون أن تكون قد عرفت أكثر مما كانت تعرفه عند مجيئها. لقد دخلت بيت الحريم ورأت النساء الشرقيات اللائي يثرن الشفقة محجبات فقط،وشعرت بالدهشة من زينا،من حلينا ومن مرونة حركتنا لدى الجلوس على الأرض ،ولكن هذا هو كل شيء. (..) وكثيرا ما يتعذر عليها معرفة من تكون المرأة المحجبة التي تحدثت إليها. باختصار لم تعط لها فرصة بأي طريقة لتلقي نظرة تنفذ إلى الحياة العائلية الشرقية ومكانة المرأة){ ص 187 - 188}.
إ لى اللقاء في الحلقة القادمة .. إن شاء الله.

س/ محمود المختار الشنقيطي المدني
س : سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضات من مذكرات"مرتدة : ضحية الجهل والعشق! محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 03-09-2017 02:22 PM
ومضات من مذكرات أ. عبد الله بن إدريس محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 18-05-2017 11:19 AM
ومضات من مذكرات خالد العدساني (3) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 15-11-2012 11:02 AM
ومضات من مذكرات خالد العدساني (2) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 4 15-11-2012 10:59 AM
ومضات من مذكرات العدساني (1) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 20-10-2012 03:09 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 12:31 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع