يا ((قينان الغامدي)) دع القنقنة... فهذا ما قالته أمي فيك[إعصار أمريكا]
جلست مع والدتي - أمدّ الله في عمرها على طاعته – بعد صلاة العصر كي أطلعها على آخر الأخبار من موقع المختصر والمفكرة كما عوّدتها، وبعد أن انتهيت قمت أتصفح جريدة الوثن (الوطن) وقرأت عليها طرفاً مما كتبه قينان عن إعصار كاترينا وأن الكاتب يعتب على الذين يتشفون بأمريكا ويعتبر ذلك إساءة للدين الإسلامي، ويصفهم بالمرضى، قالت والدتي:
أخرس الله لسانه وأعمى بصره، ألا يرى هذا الممسوخ ما فعله هؤلاء الكفرة في العراق وأفغانستان وفلسطين، ولكن كما قال الله عنهم (هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ).
قلت: هذا كلام امرأة كبيرة في السن لكنّ الفرق بينها وبين هذا المفتون هو أنها تخرجت من إذاعة القرآن تخصص نور على الدرب، وقد تعلمت في محو الأمية وواصلت في دور تحفيظ القرآن حتى أصبحت تحفظ أكثر القرآن، نعم... هذا هو كلام كل من تربى على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
________________________________________
كتب قينان الغامدي تحت عنوان ((المرضى ولغة التشفي من الكوارث: ليتنا في السعودية فعلنا ذلك)) يقول:
هؤلاء الذين يجدون في الكوارث فرصة للتشفي، لا يسيئون إلى أنفسهم فحسب، بل يسيئون إلى ديننا الإسلامي العظيم الذي جاء رحمة للعالمين. منذ كارثة "جسر الأئمة" في بغداد، وكارثة إعصار "كاترينا" في أمريكا، وساحات الإنترنت تضج بعدد من مرضى "العقول والقلوب" الذين يعبرون عن تشفيهم بفعل الكارثة من أشقائنا في الدين واللغة والمصير "الشيعة" الذين راح منهم أكثر من ألف قتيل ( قال أبو غريب: إخوانك وحدك، أما نحن فنشهد الله على بغضهم وكرههم ومعاداتهم فيه حتى يعودوا إلى دينه الحق، يسبون الشيخين ويتهمون أمنا عائشة بالزنا ويعتقدون تحريف كتاب الله ويدعون غيره، ويكيدون لإخواننا في كل مكان وتريدنا أن نبكي عليهم؟ قاتلهم الله أنّا يؤفكون، وأذكرك أن من أحب شخصاً حشر معه!!).
(ومن إخواننا في الإنسانية في أمريكا الذين راح منهم حسب التقديرات أكثر من عشرة آلاف ضحية ) قلت: تخبط وضياع سببه الاضطراب في التأصيل والنشأة، فمرة أخوة في المصير ومرة في اللغة ومرة في الإنسانية وأظن لديك مزيدا، فقد تخرج لنا يوماً تتباكى على الحيوانات النافقة وتقول هؤلاء إخواننا في الحيوانية، اربأ بنفسك يا دكتور وأحترم القراء!! قال الله لنوح عليه السلام حين دعا لابنه: إنه ليس من أهلك.
( أشقاؤنا السنة في العراق يقدمون أرواحهم فداءً لأشقائهم "الشيعة" ومرضى "العقول والقلوب" في الإنترنت، يتشفون، ويتقيأون أسوأ الكلام. قادة العرب والمسلمين يقدمون تعازيهم ومواساتهم للرئيس الأمريكي، وبعضهم بادر إلى تقديم التبرعات للمساعدة) قلت: فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً، فلطالما هدمت البلدوزرات الأمريكية بيوت الفلسطينيين، وهاهم في العراق يقتلون إخواننا فأين ذهبت أحاسيسك الجياشة ودموعك الرقراقة يا دكتور؟ بل هاهو 11مليون مسلم يموتون جوعاً في النيجر، فأين دموعك، وأين التبرعات عنهم؟!.
(ومرضى "القلوب والعقول" في الإنترنت يتشفون، ويتمنون كوارث أخرى) قلت: صدقت، والله إننا نتمنى أن تحل بأمريكا الكوارث والنكبات وأن يذيقها الله أضعاف ما فعلته بإخواننا في أفغانستان والعراق وفلسطين، وأما الشعب الأمريكي فهو الذي دعم ولا يزال يدعم حكومته الظالمة المتغطرسة وهو الذي يدفع لها الضرائب ويصفق لها كي تعيث في الأرض الفساد، وهذا نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام فرح وقومه بغرق فرعون وجنده وهلاكهم، والقصص في القرآن كثيرة في هلاك الظالمين وفرح المظلومين لمن أراد أن يتدبر أو يعتبر.
( أي عقول هذه، وأي قلوب. وأي دين هذا الذين يزعمون التحدث باسمه متمنين الخراب والدمار والقتل للبشرية؟ أليس المسلم الحق هو الذي استخلفه الله في الأرض لعمارتها، وليس لتدميرها؟، أليس المسلم الحق هو صاحب اليد البيضاء التي يمدها للبشرية جمعاء بالخير والحب والتسامح وليس الشتام العدائي المتشفي، قد يقول قائل إن هؤلاء "خفافيش ظلام" يكتبون بأسماء وهمية وهم لا يمثلون سوى أنفسهم فقط، وهذا صحيح إلى حد ما، ولكن الموقف في حد ذاته يعبر عن حالة مرضية مزرية تتطلب علاجاً فكرياً، وتصحيحاً عقائدياً طويل المدى، لا بد أن تتصدى له الأمة كلها عبر مؤسساتها المختلفة ومنابرها الإعلامية. لقد أحسنت المملكة الأردنية الهاشمية، عندما أقامت صلاة الغائب يوم الجمعة الماضي في جميع جوامعها على الشهداء من أشقائنا "الشيعة" في العراق وقد تمنيت لو أن كل الدول الإسلامية فعلت كما فعلت "الأردن"، وليتنا هنا في السعودية فعلنا ذلك ) قلت: أعوذ بالله من الخذلان، فتاوى وتوصيات وكأنه من كبار العلماء، فالجاهل عدو نفسه وأعظم منه شراً الجاهل المركب وهو الجاهل الذي يجهل أنه جاهل
أبو غريب... محمد غريب الشـويعر،،،
20-09-2005, 05:34 PM
العرض العادي
