بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الفوائد المقتطفة من شريط ( أثر الذنوب والمعاصي ) للشيخ/ محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى-
* الذنوب والمعاصي سبب عظيم في منع العلم الشرعي وحصول بركته، وطالب العلم إذا ابتعد عن المعصية قذف الله في قلبه النور، ووفقه لكل خير، وابعده عن كل شر، وأول ما يوفق إليه العمل بعلمه، فإن بارز الله في المعصية حصلت له الكارثة !!
حرم هذا العلم الذي يسعى له، وإن أوتي شيء لم يوفق للعمل به.
* إذا وجدت يا عبد الله في نفسك ضعف للعلم، وتكاسلاً عنه أو عدم حفظ له، فتفقد نفسك وانظر حالك، وما أنت عليه مقيم.
* العاصي يظلم قلبه فينسى العلم، وربما يجتهد ويجتهد فيكون محط الأنظار بين الناس، وربما درس عشر سنوات أو أكثر إلى أن تخرج وهو على حالٍ طيبة، فإذا وقع بالمعصية ولم يتداركه الله برحمته، ويجدد التوبة والرجوع إلى خالقه وبارئه، وقعت البلية !!
فيأتيه من ظلمة هذه المعصية بقدر ما يغطي في قلبه مساحة من مساحة هذا النور، فيقع في هذا المحل ظُلمة، وهكذا كلما تمادى حتى يظلم قلبه.
* فالعاصي لله جل وعلا ، لا يرحمه الله ولا يتلطف عليه، إلا إذا كان من باب الإستدراج، فهذه والله أشد من الأولى !
* ومن أضرار المعاصي حرمان الرزق،فإنها ماظهرت على إنسان أو بلاد أو قطر من الأقطار، إلا ضيق الله على من كان على ذلك.
* ومن أضرارها وحشة يجدها العاصي في قلبه، بينه وبين ربه،ولو حاول أن يجمع جميع لذائذ هذه الدنيا، ليخرج من هذه الوحشة الذي يجدها في قلبه، والله لا يستطيع..!!
لأن هذه تُدفع بالسبب المعنوي، والسبب المعنوي: " أقبل على الله يقبل الله عليك" .
* وحشة القلب لا يحسها كل أحد، وإنما الذي يحس بهذه الوحشة من كان في قلبه حياة، أما من مات قلبه بالإدمان على المعاصي، فكلما وعظته ازداد استكبارًا، ومن مات لا يأثر فيه الجرح.
ما لجرح بميت إيلام
* لو لم يكن مِنْ ترك الذنوب والمعاصي والآثام، إلا الحصول على راحة القلب واطمئنانه، لكفى !!
فما بالك وتركها موجب للفوز بجنات النعيم .
* الوحشة أثرها عظيم، وإذا ما وجد المرء في قلبه شيء من ذلك، فليتفقد نفسه، وليحرص على تفقدها أشد من حرصه على تفقد عدوه، لأن النفس عدوة أيضًا.
إذا كنت قد أوحشتك الذنوب *** فدعها إذا شئت تستأنس
* من أضرار المعاصي حصول الوحشة بين العاصي وبين أهل الخير، ثم بعد ذلك لناس كلهم، حتى تجد بعض الفساق أو بعض من يقع في بعض المعاصي يستوحش من ذلك العاصي الذي قد زاد عليه في المعصية .!!
* فإذا كان حزبك ووليك الشيطان، وأعداء الرحمن، من الإنس والجان، فكفى بذلك خذلانًا.
وإذا كان عدوك هم أولياء الرحمن، وجنده من رسله وملائكته والمقربين الأخيار من عباده، فكفى بهذا خذلانًا.
* ومنها تعسير الأمور، فإذا تعسر عليك أمر من أمورك التي تطلبها وترجوا حصولها، فاعلم أنه والله ما منعت إلا بسبب قد كسبته.
* تتقوى ظلمة العاصي في القلب حتى تظهر على الوجه، وإذا علت الوجه صار مسودًا، وهكذا وجه العاصي أمر مشاهد، يراه الموفقون المؤمنون من عباد الله جل وعلا، ويعرفه كل أحد ينظر إليه.
{ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ يونس : 27]
* العاصي ذليل، أول الأمر يتعنتر عليك إذا أمرته ونهيته وذكرته بالله، فإذا جاء الجد تجده ولو كان مثل البعير يخور أمامك والسبب ذل المعصية في قلبه، فظهرت وحشتها في وجهه، ولا يقوى النور إذا سلط عليه أحرقه، فيسقط أمامك ولو كان من أعتا الناس.اثبت واستعن بالله واقرأ على شيطانه، وابرك على صدره واقرأ عليه آية الكرسي، يخور أمامك بتوفيق من الله جل وعلا وبسبب تسليط الله عليه.
* ما أثقل المعصية على عباد الله الصالحين، وما أخفها على أعداءه الفجار، وما أخف الطاعة على أولياءه المتقين، وما أثقلها على عباده الفجار. { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } [ البقرة: 45 ]
* ومن أضرارها كما أنها توهن البدن، توهن القلب، فلا تزال توهنه وتضعفه حتى تزيل حياته بالكلية، فيرى أكبر المنكرات التي نهى الله عنها ورسوله من الشرك بالله، فلا يتغير وجهه ولا يتمعر وجهه لله جل وعلا.
يُطاف بالقبر من عنده فلا يغضب لله جل وعلا.
يُحلف بغير الله عنده فلا يغضب لله جل وعلا.
يُدعى غير الله عنده فلا يغضب لله جل وعلا.
ضعف القلب حتى مات، فإذا مات وصل حينئذ إلى ما يريده الشيطان.
* ومن أضرار هذه المعاصي، حرمان الطاعة، وهذه من أعظم الآثار وأشرها على عباد الله الأخيار، أن يحرم طاعة الملك الجبار.
* ومن أضرارها وأخطارها وشؤمها، أنها تزرع مثلها، وتولد بعضها بعضًا حتى تستحكم قلب المرء، ويعز عليه بعد ذلك أن يفارقها - إلا من رحمه الله جل وعلا برحمته - .
* إن المعاصي إذا تكاثرت على قلب العبد وتراكمت عليه فأنها حينئذ تقضي عليه بالغفلة الكاملة حتى يران على قلبه.
* ومنها حرمان دعوة الملائكة لعباد الله الصالحين. { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [ غافر: 7-9 ].
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
انتهى
منقول