قصــــة توبـــــة

[ابن وعيل]

روى قريب لي هذه القصة: (( اتصلت بي ممرضة تطلب مني ان ارسل من يفتح باب الشرفة في احدى غرف المشفى حيث اعمل بعد ان تم رشها بالفورمالين و هو معقم ... لتهوية الغرفة... اثناء ذلك وصل احد العمال وطلب مني ان يذهب هو لفتح الشرفة فقد اتصلت به الممرضة وطلبت منه ذلك.. كان شابا طويل اشقر بعينين زرقاوين باختصار كان من ذاك النوع الذي تجري خلفه النساء !!! وكان طبعا يشعر بذلك ويزهو به وله نزاوته !!! ارسلت الشاب ولم يكن امامي بد فقد كان كل العمال مشغولين ...
دقائق قليلة واذا به يتصل بي يطلب عون فارسلت له عامل كان قد عاد لتوه ...
لم تكد تمر عشر دقائق حتى عاد العامل الثاني مهرولا فزعا : الحقنا يا باش مهندس فلان اصابه مكرو (( يقصد الشاب الوسيم )) تركت كل شئ و ركضت خلفه الى حيث يفترض ان يكون فلم نجده وقيل لنا انه في الاسعاف ولم نجده واخيرا جدته كان في العناية الفائقة ... الغرفة تعج بالاطباء و الممرضات و الشاب مستلق مغمى عليه , كان صدره يعلو ويهبط بشكل مخيف و بالكاد يتنفس الاجهزة تكبله من كل جهة !!
دخلت , سالت قيل لي انه استنشق كمية كبيرة من المعقم (( الفورمالين )) فيما كان يحاول فتح الشرفة ...كانت حالته سيئة ولكن طمأنني الاطباء انه سيكون بخيرلاحقا و يجب ان يبقى في العناية لساعات ...
زرته في اليوم التالي كانت حجرته كخلية النحل من كثرة الممرضات ... بعد مغادرتهن سألته ماذا حدث ؟؟ قال لي انه استنشق كمية كبيرة من المعقم فيما كان يحاول فتح الشرفة و فجأة بدأ نفسه يضيق وشعر بدوار و بعدها لم يدع يدري بأي شيء .... قلت له : اصدقني القول ما كانت نيتك عندما عرضت ان تذهب انت لفتح الشرفة ؟؟ احمر وجهه خجلا و عرفت الجواب من صمته ..
بعد اجازة طبية لاكثر من اسبوع , كنت اطمئن عن اخباره من والده وهو صديقي , عاد الشاب الى عمله ... سالته عن حاله بعد تلك الازمة , اجابني وقد بدت السعادة على وجهه لقد اراد الله بي خيرا اذا اصابني ما اصابني لقد كان صفعة افاقتني واعادتني الى رشدي , وانت تعلم حالى واما انا فيه لقد عزمت على الزواج لاكمل نصف ديني واكف عن اللهو العبث و انتظمت في صلاتي بعد ان كنت اجمع كل فرضين او اصلي الفروض الخمس وقت العشاء و ايضا توقفت عن التدخين بعد ان كنت ادخن بشراهة
كانت نيتي سيئة ذلك اليوم و جزاني الله بها ولكنه سبحانه اعطاني الفرصة لاتوب اليه بان كتب لي عمرا جديدا ارجو ان استحقه ))

اللهم نسالك ان تستر على شبابنا وبناتنا وان تغنيهم بالحلال عن الحرام ...


منقووووول