مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 13-07-2007, 06:43 PM
الشهــاب الشهــاب غير متصل
Banned
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 572
معدل تقييم المستوى: 0
الشهــاب is on a distinguished road
Thumbs up الوقت واستثماره/خطبة الجمعة اليوم في احد الجوامع في الرياض0

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خطبة اليوم في احد الجوامع في الرياض للعبد الفقير(الشهاب) وكان منها:000
عباد الله في هذه الأيام يكثر الفراغ عند كثيرٍ من الناس، فالبعض يستغله بالسفر إلى بلاد العهر والمجون،والبعض يقضيه في اللهو المحرم،وقيل من الناس من يستغله في الخير والطاعات والله يقول( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)فاحرص يا عبد الله على ما ينفعك واعلم ان الله سآئلك عن وقتك وما قضيت فيه فلا تجعله في ضياع واغضاب لرب الأرض والسماء
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرأ أي مفسدة
إن المسلم مأمور بالطاعة في كل وقت وفي كل ساعة وفي كل ثانية وفي كل دقيقة قال تعالى(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي00) فاعلم ان وقتك كله لله رب العالمين فاستغله في فعل الخيرات والبعد عن الموبقات، فإن الله وعد المؤمن الصادق الذي يستغل اوقاته بفعل الصالحات بالحياة الطيبة فقال سبحانه( من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)إن هذه الآية يفهم منها بأن من لا يستغل وقته بالعمل الصالح فلن يحيي حياة طيبة فالجزاء من جنس العمل، واعلم يا عبدالله أن عمرك مشتمل على تلك الساعات وما قضيت فيها من عمل، متضمن الدقائق والثواني، والتي ستسأل عنها في ذلكم اليوم العظيم- يوم لاتخفى عليه خافية- يوم يبعث من في القبور ويحصل ما في الصدور- يوم لاتملك نفس لنفسٍ شيئا-يوم لاينفع مال ولابنون-إن في ذلك اليوم ستجازى بكل ماعملته من خير أوشر(ووضع الكتاب فترى المجرمين000) يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يومٌ ذهب بعضك".
فيا ايها العبد المسلم اغتنم الفرص قبل ضياعها،وتحرى فعل الخيرات قبل أن يحال بينك وبينها، واعلم أن كل يوم يمضي من حياتك فإنه يقربك إلى الآخرة فاستعد لما أمامك، فالموت يأتي على الصغير والكبير، والذكر والأنثى ، والطفل الرضيع فاغتنم فراغك قبل شغلك، واغتنم صحتك قبل هرمك، واستغل شبابك قبل هرمك0
عباد الله ومن المواقف التي تذكر لأولئك الأخيار ، ممن سلف، في حفظهم للوقت واستغلاله
ذكر الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 277هـ، أن أبا حاتم قال: قال لي أبو زرعة: ما رأيت أحرص على طلب الحديث منك، فقلت له: إن عبد الرحمن ابني لحريص، فقال: ومن أشبه أباه فما ظلم. قال الزَّمَّام وهو أحمد بن علي أحد رجال إسناد الخبر: فسألت عبد الرحمن عن اتفاق كثرة السماع له وسؤالاته لأبيه، فقال: ربما كان يأكل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء ـ أي: في طريقه إلى الخلاء ـ وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه. فكانت ثمرة تلك المحافظة النادرة على الزمن والحرص على طلب العلم نِتاجًا علميًا كبيرًا، منه كتاب الجرح والتعديل في تسعة مجلدات، وكتاب التفسير في عدة مجلدات، وكتاب المسند في خمس وعشرين ألف صفحة.
ويقول ابن عقيل المتوفى سنة 513هـ صاحب كتاب الفنون ذي الثمانمائة مجلد متحدثًا عن نفسه: "إني لا يحلّ لي أن أُضيّع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة وبصري عن مطالعه أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا ابن الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين"، ويقول: "وأنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سَفَّ الكعك وتحسِّيه بالماء على الخبز؛ لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفرًا على مطالعة أو تسطير فائدة لم أدركها".
فليت الناس وطلبة العلم خاصة يفقهون مثل هذا الكلام، فكم نمضي ونضيع من الأوقات ونحن جالسون على مائدة الأكل.في قيل وقال، وفي امور لاتنفع فالله المستعان
وقال القاضي إبراهيم بن الجراح الكوفي تلميذ القاضي الإمام أبي يوسف رحمهم الله تعالى، يقول: "مرض أبو يوسف فأتيته أعوده، فوجدته مغمى عليه، فلما أفاق قال لي: يا إبراهيم، ما تقول في مسألة؟ قلت: في مثل هذه الحالة؟! قال: ولا بأس بذلك، ندرس لعله ينجو به ناجٍ". ثم مضى في سؤاله وعرض مسألته العلمية الفقهية.
ولا ننسى في مقامنا هذا بعض علماء عصرنا كمثل الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله ، فلم يكن لديه إجازة في حياته، بل قد اكمل عددا من الكتب وهو في السيارة، كل ذلك استغلالاً للوقت ومحافظة عليه، وكم من المواقف التي لايسعفنا الوقت بذكرها
قال بن القيم رحمه الله: فالوقت منقض بذاته منصرم بنفسه فمن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته وعظم فواته واشتدت حسراته فكيف حاله إذا علم عند تحقق الفوت مقدار ما أضاع وطلب الرجعى فحيل بينه وبين الاسترجاع وطلب تناول الفائت ،وكيف يرد الأمس في اليوم الجديد (وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ) ومنع مما يحبه ويرتضيه ، وعلم أن ما اقتناه ليس مما ينبغي للعاقل أن يقتنيه وحيل بينه وبين ما يشتهيه
فيـا حسراتٍ مـا إلى ردِّ مثلهـا سبيلٌ ولو ردّت لهان التحسّر
هي الشهوات اللاء كانت تَحوّلت إلَى حسرات حين عزّ التصبُّر
فلـو أنهـا رُدَّت بصبـر وقـوة تحوّلن لذّاتٍ وذو اللب يبصر ( )
ويقول بن القيم رحمه الله : الواردات سريعة الزوال تمر أسرع من السحاب وينقضي الوقت بما فيه فلا يعود عليك منه إلا أثره وحكمه فاختر لنفسك ما يعود عليك من وقتك فإنه عائد عليك لا محالة لهذا يقال للسعداء ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) ويقال للأشقياء (ذلك بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون)( )
عباد الله: كم من انسان تشغله سفاسف الأمور عن معاليها من حطام هذه الدنيا الفانية فتجده ينشغل في السيارة ومنضرها،والبيت وما يحتويه، فيتأخر عن الفرائض إن لم يضيعها عياذاً بالله، وإن نبي الله سليمان بن داوود عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم، لما عرضت عليه الخيل فأخرته عن صلاة النهار، ماذا فعل قال الله حاكيا عنه (ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق )
ووجه استشهاده بالآية أن سليمان عليه السلام كان يحب الخيل فشغله استحسانها والنظر إليها لما عرضت عليه عن صلاة النهار حتى توارت الشمس بالحجاب فلحقته الغيرة لله من الخيل إذ استغرقه استحسانها والنظر إليها عن خدمة مولاه وحقه فقال ردوها علي فطفق يضرب أعناقها وعراقيبها بالسيف غيرة لله، فماذا عوضه الله نعم من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه، عوضه الله كما قال سبحانه(فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص- وآخرين مقرنين بالأصفاد-هذا جزائنا فامنن ا وامسك بغير حساب، وفي الآخرة قال تعالى( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب)
أيها المسلمون، يخيَّل لبعض الناس أن الأيام ستفرغ له في المستقبل من الشواغل، وتصفو له من المكدرات والعوائق، وأنه سيكون فيها أفرغ منه في الماضي أيام الشباب، ولكن الواقع المشاهد على العكس من هذا، كلما كبرت سِنُّك كبرت مسؤولياتك وزادت علاقاتك وضاقت أوقاتك ونقصت طاقتك، فالوقت في الكبر أضيق، والجسم فيه أضعف، والصحة فيه أقلّ، والنشاط أدنى، والواجبات والشواغل أكثر وأشدّ.
أترجـو أن تكون وأنـت شيـخ كما قد كنتَ أيام الشبـاب
لقـد كذَبَتك نفسك ليـس ثوبٌ دَريسٌ كالجديد من الثيـاب
وما شأن هذا الذي يرى التفرّغ من الشواغل في مستقبل الأيام آتٍ إلا كشأن ذلك الرجل الذي قال للإمام ابن سيرين: إني رأيت في منامي أني أسبح في غير ماء وأطير بغير جناح، فما تفسير هذه الرؤيا؟! فقال له: أنت رجل كثير الأماني والأحلام.
فيا ايها المسلم احذر التسويف فإنه من جند ابليس، فكم أهلك فيه من أناس وقادهم إلى الهاوية، واحذر من ألأماني والأحلام فالإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب، وصدقته الجوارح والأعمال، فبادروا عبادالله بالأعمال الصالحة قال صلى الله عليه وسلم : ((بادروا بالأعمال سبعًا: هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًا، أو غنىً مطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال؛ فشر غائب ينتظر، أو الساعة؛ فالساعة أدهى وأمرّ)) رواه الترمذي في سننه، وقال فيما رواه الحاكم في مستدركه عن ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)). فنسأل الله أن يرزقنا الإستعداد لما أمامنا، ويكفينا شر أعمالنا
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم

الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خِلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: أيها المسلمون، فيقول الله تعالى في محكم التنزيل: (وَالْعَصْرِ - إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ -إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) أقسم الله سبحانه بالعصر الذي هو الليل والنهار ومحلُّ أفعال العباد وأعمالهم أنّ كل إنسان خاسر وفاقد لأرباح كثيرة. والإنسن مطالب باستثمار الوقت ، وإلا فإنه سيخسره، ومع أنّ الخسارة تتفاوت فأعظمها خسارة الكافر، حيث يخسر خسارةً مطلقة بفَقده الجنة واستحقاقه الخلود في النار، إلا أنّ الجميع أيضًا يخسَرون أشياءً؛ المؤمن والكافر، لأنّ الخسارة قد تكون في بعض الوجوه دون بعض، لكن الجميع خاسرون، باستثناء من استثنى الله تعالى في هذه السورة العظيمة، وهم من اتّصفوا بأربع صفات:
أولها: الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون عِلم، فهو فرع عنه لا يتمّ إلا به.
ثانيها: العمل الصالح، وهذا شامل لأعمال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلّقة بحق الله وحق عباده، الواجبة والمستحبة. وقول الله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه هو داخل في هذا المعنى؛ فكل خير تعمله ربح، وكل شر تأتيه أو خير تقصر فيه فهو مسجل عليك خسارة، فأكثِر إن شئت أو أقلل، واعمل ما شئت فإنك مجزىٌ به.
وثالث صفات الذين ينجون من الخسار: التواصي بالحق الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك ويحثه عليه ويرغبه فيه، والله عز وجل يريد من الأمة المسلمة أن تكون واعية، قائمة على حراسة الحق والخير، يشعر كل فرد من أفرادها أن عليه عملا، وله دور تجاه المجتمع، فلا يكتفي أن يعمل هو فقط، بل مطالب أيضًا أن يوصِي غيره بذلك، وهذا يستدعي صبرًا في مودة وغيرةً وإشفاقًا على المسلمين أن ينالهم شرٌ أو يفوتهم خير.
والصفة الرابعة من صفات من استثني من الوقوع في الخسارة: هم المتواصون بالصبر بكلّ أنواعه؛ لأن النهوض بالحق عسير، والمعوقات عنه كثيرة، منها هوى النفس ومنطق المصلحة وأعراف الناس وتقاليدهم وطغيانُ الظالم وجورُ الجائرين، فالتواصي تذكير وتشجيعٌ وإشعارٌ بالقربى ووحدة الهدف والقيام بحق الأخوة. وطبيعة هذا الدين كذلك لا يقوم إلا في حراسة يشترك فيها الجميع، كل بما يستطيع؛ بيده أو لسانه أو قلمه أو جاهه أو ماله، فإن عدِم تلك الأشياء كلها فبدعائه، حيث لا يستطيع أحدٌ أن يقف بينه وبين الدعاء، والدعاء انعكاسٌ لما يكمن في القلب إذا عجزت الحواس الخارجيّة والوسائل المذكورة.بل الدعاء هو العبادة، والعبادة هي الغاية( وما خلقت الجن والإنس 00)
عبادالله إن من عظم هذه السورة ما قاله الإمام الشافعي: لو ما انزل الله على خلقه حجة الا هذه السورة لكفتهم، إن هذه السورة تشتمل على أمور عضيمة، لاغنى للمسلم عنها، والا فستصيبه الخسارة
فاحرص ايها المسلم على الوقت قبل فواته، وعل العمل قبل زواله عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال ليس بغافل ولا ذاكر للموت من عد غدا من أجله فرب مستقبل يوما لا يستكمله ومؤمل غدا لا يبلغه لو أبصرتم الأجل ومروره لأبغضتم الأمل وغروره فيا عجبا للفروع ذهبت أصولها وللنجوم قد آن أفولها ( ) وخطب خالد القسري رحمه الله فكان مما قال: أيها الناس نافسوا في المكارم وسارعوا إلى المغانم واشتروا الحمد بالجود
ثم اعلموا عباد الله ان خير ما تقضون به أوقاتكم هو ذكر الله عزوجل ففيه حياة القلوب، وفيه المغفرة من الذنوب فعن معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير أعمالكم لكم و أزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم غدا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله عز وجل رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
ولذا فإن رسول الله حذر من أن تنفض المجالس دون أن يذكر الله عز وجل فيها بقوله : (( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة )) رواه أبو داود والحاكم .
فهذا رسول الله يمقت مجالس الغافلين ، وينهى عن كل تجمع خلا من ذكر الله ، وكل وقت لم يذكر الله فيه وأن المجالس التي ينسى فيها ذكر الله ، وتنفض عن لغط طويل ، حول مطالب العيش ، وشهوات الخلق ، في تهويش وتشويش ، وهمز ولمز ؛ هي مجالس نتنة ، لا شيء فيها يستحق الخلود ، إنما يخلد ما اتصل بالآخر سبحانه وتعالى ، ولذا فقد قال صلوات الله وسلامه عليه : ((من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك . إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك )) رواه الترمذي وابن ماجة .
عباد الله إن في استغلال الوقت بذكر رب العالمين لفيه السعادة ، وفيه الحصن الحصين من الشيطان الرجيم
وما حصل عند كثيرٍ من المسلمين ممن اجتالتهم الشياطين، وركبوا مركب الغافلين الا بالبعد عن الذكر العظيم
عباد الله : لو كلف كل واحد منا نفسه ، في أن يحرك جفنيه ، ليرى يمنة ويسرة ، مشاهد متكررة ، من صرعى الغفلة وقلة الذكر ، أفلا ينظر إلى ظلمة البيوتات الخاوية من ذكر الله تعالى ، أولا ينظر إلى المرضى المنكسرين ، أوكلهم الله إلى أنفسهم لما نسوه ، فلم يجبروا عظما كسره الله، وازدادوا مرضا إلى مرضهم ، أولا ينظر إلى المسحورين والمسحورات ، وقد تسللت إليهم أيدي السحرة والمشعوذين ، والدجاجلة الأفاكين ، فانتشلوا منهم الهناء والصفاء ، واقتلعوا أطناب الحياة الهادئة ، فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم .
أو لا يتفكر الواحد منكم في أولئك المبتلين بمس الجان ومردة الشياطين يتوجعون ، ويتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء ، تتخبطهم الشياطين من المس فلا يقر لهم قرار ، ولا يهدأ لهم بال ، أرأيتم عباد الله ، لو كلف كل واحد منكم نفسه بهذا ، أفلا يُسائل نفسه أين هؤلاء البؤساء من ذكر الله عز وجل ؟! أين هم جميعا من تلك الحصون المكينة ، والحروز الأمينة ، التي تعتقهم من عبودية الغفلة والأمراض الفتاكة ؟!! أما علم هؤلاء جميعا ، أن لدخول المنزل ذكرا وللخروج منه ؟! أما علموا أن للنوم ذكرا وللاستيقاظ منه ؟! أو ما علموا أن للصباح من كل يوم ذكرا ، وللمساء منه ؟ ! بل حتى في مواقعة الزوج أهله ، بل وفي دخول الخلاء – أعزكم الله – والخروج منه ؟ بل وفي كل شيء ذكر لنا منه الرسول أمرا ، علمه من علمه وجهله من جهله .
والواقع أيها الناس ، أنه إنما خذل من خذل من أمثال هؤلاء الغافلين ، لأنهم على عجزهم وضعفهم ، ظنوا أنفسهم شيئا مستقلا ، لا سباق لهم في ميدان ذكر الله ، بينما نجد آخرين عمالقة في قوتهم ، وهم من ذلك ، يرون أنفسهم صفرا من دون ذكر الله تعالى ، فكانت النتيجة أن طرح الله البركة واليمن على من ذكروه ، فنجوا وأفلحوا ، ورفع رضوانه وتأييده عمن اعتز بنفسه ، فتركه مكشوف السوءة عريان العورة .
وفي حضارتنا المعاصرة ، كثر المثقفون ، وشاعت المعارف الذكية ، ومع ذلك كله ، فإن اضطراب الأعصاب وانتشار الكآبة داء عام . ما الأمر وما السبب في ذلك ؟ إنه خواء القلوب من ذكر الله ، إنها لا تذكر الله كي تتعلق به وتركن إليه ، بل كيف تذكر ، من تتجاهله ؟!!!
إن الحضارة الحديثة ، والحياة المادية الجافة ، مقطوعة الصلة بالله إلا من رحم الله ، والإنسان مهما قوي فهو ضعيف ، ومهما علم فعلمه قاصر وحاجته إلى ربه أشد من حاجته إلى الماء والهواء ، وذكر الله في النوازل عزاء للمسلم ورجاء الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [سورة الرعد :28]. ولو تنبه المسلمون لهذا ، والتزموا الأوراد والأذكار ، لما تجرأ بعد ذلك ساحر ، ولا احتار مسحور ، ولا قلبت بركة ، ولا تكدر صفو ، ولا تنغص هناء .
عباد الله صلوا وسلموا على
اللهم اصلح أئمتنا وولاة امورنا واجعل ولا يتنا فيمن00
اللهم وفق ولي أمرنا لكل خير، وقد بناصيته للبر والتقوى وهيء له البطانة الصالحة الناصحة التي تذكره بالخير وتعينه عليه
00000000000000000000000000000

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-07-2007, 12:48 AM
الاحرش الاحرش غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 490
معدل تقييم المستوى: 18
الاحرش is on a distinguished road
رد: الوقت واستثماره/خطبة الجمعة اليوم في احد الجوامع في الرياض0

جزاك الله الف خير

اخوي الشهاب

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-07-2007, 12:48 AM
الاحرش الاحرش غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 490
معدل تقييم المستوى: 18
الاحرش is on a distinguished road
رد: الوقت واستثماره/خطبة الجمعة اليوم في احد الجوامع في الرياض0

جزاك الله الف خير

اخوي الشهاب

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عوامل هدر الوقت المخصص للعملية التعليمية د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 4 08-05-2007 08:43 PM
واقع التعليم في الدول الاعضاء بمكتب التربية لدول الخليج العربي د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 0 28-04-2007 11:44 PM
من قصة سنين عمري راكان بن فيصل الحثلين بوح المشاعر 3 23-04-2006 06:48 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 11:18 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع