الغالب من الموظفين يبحث عن الراحة والهدوء بوصفها شرطاً أساسياً في العمل الوظيفي حتى لو كان الراتب قليلا والجهد بسيطاً..
إلا صنفا واحدا وهم الأبطال حقا والرجال صدقا.
وهم رجال الإطفاء ،،، فلماذا اختاروا هذه الوظيفة؟ وما هو همهم؟
إن العمل في هذه المؤسسة يعني أنك في كل يوم تخرج فيه من منزلك متوجها إلى العمل ثم ترجع إلى أهلك وأبنائك فإن الواجب عليهم أن يطيروا فرحاً ويستبشروا بقدومك.
والسبب أن هذه الوظيفة توجب عليك أن تكتب وصيتك وورقة بديونك التي عليك في كل يوم قبل خروجك لأنك والله لا تدري تعود أو لا تعود؟!!!
فالأهل يضعون أيديهم على قلوبهم منذ خروجك للعمل ويرفعون أيديهم لمولاهم أن يحفظك من كل مكروه، حتى ترجع إليهم سالما.
وكم والله شاهدنا وعرفنا أبطالا من رجال الإطفاء خرجوا من بيوتهم بكامل صحتهم وعافيتهم أحياء ورجعوا ليس لبيوتهم بل إلى المقابر أمواتا نسأل الله الرحمة والغفران.
أذكر منهم رجالاً عاصرتهم وعرفتهم، وفجعت لما سمعت بوفاتهم أثناء تأدية واجبهم، المقدم/راجح عويضة العجمي وزميله الملازم أول/ خالد شليويح رحمهما الله.
وهدف رجال الإطفاء ليس- والله- المادة في اختيارهم لهذه الوظيفة الخطيرة بل هم رجال يحبون التضحية وإنقاذ الناس وبذل الجهد لدفع الأضرار عنهم بما يستطيعون.
فالواجب علينا أن نقدرهم ونعاملهم المعاملة التي تليق بهم ،فتكون لهم معاملة خاصة جداً في الدوائر الحكومية وترفع حوافزهم المادية، ويشجعون باستمرار؛ لأنهم يضحون بأنفسهم من أجل سلامتنا فمنا إلى حكومتنا الموقرة المزيد من الاهتمام الجاد بهؤلاء الأبطال.