الاغتصاب أبشع جريمة تنشرها الصحف، والضحية فيها تقتل ألف مرة، وتتحول إلى فريسة تلتهمها النظرات بعدما مزقتها أنياب الذئاب البشرية. ومن أبشع ما قرأته أخيراً من جرائم الاغتصاب، جريمة وقعت أحداثها في محافظة كفر الشيخ المصرية.
في الجريمة تربص الذئاب وكان عددهم 11 فرداً، أسفل إحدى البنايات، بزوجة وأم لطفل عمره ثلاث سنوات، وما إن خرج زوجها لزيارة أحد أقاربه حتى صعدوا إلى الطابق الذي تقيم فيه وطرقوا الباب ففتحت معتقدة أن الطارق زوجها الذي عاد لنسيانه أمر ما لكن كانت المفاجأة في انتظارها.. اقتحموا عليها الشقة.. وحملوها كما الذبيحة على أكتافهم ونزلوا بها سلم المنزل من دون أن ترهبهم صرخاتها التي كسرت سكون الليل. وعلى الرغم من أن الجيران استيقظوا على صوت الضحية إلا أنهم جميعاً وقفوا موقف المتفرج بعدما أشهر الجناة في وجوههم أسلحة بيضاء، جعلت كلاً منهم يخاف على عمره ويدخل شقته ويغلق على نفسه الباب قاصداً السلامة و”يا روح ما بعدك روح”.
الزوجة والأم سيقت إلى منطقة مهجورة وتم الاعتداء عليها طوال الليل، وقبل ان تشرق الشمس مزقت ملابسها وضربت بقسوة واستولى الجناة على مجوهراتها وعثر عليها بعد ذلك أشبه بالجثة.
الغريب في الحادثة ليس أنها جريمة اغتصاب، ولا لأن تفاصيلها بشعة، ولا يصدقها عقل فكل يوم تقع عشرات جرائم الاغتصاب، ولكن الغريب أنها وقعت في قرية ريفية، ومحافظة كفر الشيخ التي شهدت الجريمة فيها بعض المناطق لا تزال تبيع وتشتري بنظام البدل أي ان ربة المنزل تذهب الى “الدكان” وتحمل في يديها بيضة أو أكثر وتعطيها للبقال لتحصل مقابلها على السلعة التي تحتاجها وهذا النظام كان معمولاً به منذ بدايات القرن العشرين، وما زال بعض الناس متمسكين به ضمن تمسكهم بالتقاليد التي توارثوها عن أجدادهم.
وفي الريف المصري كل شيء يسير وفق الأعراف والتقاليد، حتى الجرائم والدليل ان اللص أي لص تمتهن كرامته من كل من يقابله لأن جريمته بحسب رأي الناس لا تُغتفر، وحتى المجرمين في الريف كانت لديهم تقاليدهم التي تحكم عملهم.. وبحسب الرواة كانت أخلاقهم تمنعهم من مهاجمة المرأة، ونادراً ما وقعت في الريف جريمة اغتصاب، وإذا حدث تظل حديث الناس سنوات وسنوات.
لكن ماذا حدث؟ هل تبدل الوضع، وصارت الجرائم تُرتكب علانية وعلى مرأى ومسمع من الجميع؟ يبدو ذلك؟