مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الدراسات والبحوث العلمية

مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2005, 01:39 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

بسم الله الرّحمن الرّحيم

القراءة عند الأطفال
دوافعها- وسائل تنميتها- دور الوالدين والمعلم

} ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان } هذه العبارة يزيد عمرها عن ألفي عام ما زالت تدوّي بقوّة في جميع أرجاء المعمورة , وإن دلّت على شيء فإنّما تدل على أنّ الحياة في مفهومها الجوهري أعمق من المأكل والمشرب , بل هي – أي الحياة- تقوم على حاجات روحيّة , وعقليّة , ونفسيّة , وجسديّة.
ومن هذا المنطلق تشكل الثّقافة عاملاً مهماً من عوامل التّكوين العقلي والنّفسي للكائن البشري فهي تدخل في تكوينه الفكري والاجتماعي على حدّ سواء .
والثقافة مفهوم عام ومعين لاينضب يجب أن ينهل منه { الرّجال والنساء والبالغون واليافعون والأطفال } فهو لا يقتصر على فئة دون أخرى , لذا تطلق على الثّقافة صفة } الجماهيريّة } لأنّها لكل الشّرائح الاجتماعيّة .
والطفل هو أحد أهم هذه الشرائح , بل هو اللبنة الأساسيّة التي يبنى عليها المجتمع , فحري بنا أن نغرس في نفسه حب المطالعة والقراءة واقتناء الكتاب , واستغلال أوقات الفراغ , وأن نكرّس لديه المبدأ الخالد { وخير جليس في الزّمان كتاب } .
وكون الطفل هو اللبنة الأساسية في البناء الاجتماعي فهو الذي سيقود العمليّة التثقيفية عندما يشب ويكبر على ثقافة ثرّة وقراءة وفيرة , فقد سئل فولتير مرّةً عمّن سيقود الجنس البشري ؟ أجاب : الذين يعرفون كيف يقرؤون ....!!
ويجب أن يتحلى القارىء بحبّ القراءة لتكون فاعلة ومؤثّرة فقد سئل الأديب الكبير عبّاس محمود العقّاد عن سبب حبه للقراءة فقال: (( لست أهوى القراءة لأكتب ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير السّنين وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا وحياة واحدة لا تكفيني , ولا تحرّك كل ما في ضميري من بواعث الحركة , والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة في مدى عمر الإنسان الواحد لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وإن كانت لا تطيلها في مقدار الحساب , فكرتك أنت فكرة واحدة , شعورك أنت شعور واحد , خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك ,
ولكنّك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى , أو لاقيت بشعورك شعوراً آخر , أو لاقيت بخيالك خيال غيرك فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين أو أن الشعور يصبح شعورين أو أنّ الخيال يصبح خيالين . كلا . إنّما تصبح الفكرة بهذا التّلاقي مئات الفكر في القوّة والامتداد(( .
يتّضح لنا من كلام الأديب الكبير { العقّاد } أنّ كثرة القراءة تكرّس لدى المرء { حب المطالعة } وتزيد من ثقافة الفرد فتعزّز لديه ثقته بنفسه وبكيانه (( أنا أقرأ إذاً أنا موجود (( .
والثقافة النّاجمة عن القراءة العميقة الهادفة مظهر حضاري , ومعيار صادق لتقدّم الشعوب ورقي الأمم , فالثقافة لم تعد{ ترفاً فكريّاً } مقصوراً على فئة دون الأخرى بل أصبحت أمراً لازماً , وزاداً روحياً للفرد فهي تلعب دوراً بارزاً وأساسياً في تكوين شخصيته وإكسابها إشراقاً وتألّقاً وبريقاً خاصاً
والشعب الذي لا يقرأ يعني أنّه شعب توقّفت عقول أفراده عن النمو وعجزت عن متابعة التّطور العلمي والثقافي , فالقراءة توسع المدارك وتجعل الفرد القارىء يطّلع على ثقافات الشعوب والأمم الأخرى , وكذلك ثقافات الأجيال التي سبقته لذلك قيل : (( إنّ الذي لا يعلم شيئاً إلا عن جيله عاش طفلاً (( .
والقراءة هي الطريقة الأكثر شعبيّة إذا ما قورنت بوسائل الإعلام الجماهيريّة الأخرى كالإذاعة والتلفزيون , إذ تتمتّع القراءة بعدّة مزايا منها ( أنّ القارىء يستطيع أن يختار ما يريد قراءته من بين أرقى الكتابات سواء الحديثة أو القديمة , كما يستطيع القارىء أن يقرأ في المكان والزمان اللذين يراهما مناسبين ( .
وهدف القراءة لا يقتصر على الاستمتاع فقط , بل يتعدّاه إلى فهم الحياة أكثر , فالنّاس يقرؤون في المدرسة والمعمل والمنزل وفي وسائط النّقل ( الأوتوبيس, الطّائرة, القطار, الباخرة, السيارة ...) وحتى في طوابير الانتظار في ( العيادات والمطارات والبنوك ( .
ويجب الا يغيب عن البال التّمييز بين حجم ونوعيّة القراءة بين الكبار والصّغار وبين الذّكور والإناث , وبين المجتمعات المتقدّمة والمجتمعات النّامية , لذا فإنّ كل قارىء سواءً كان صغيراً أو كبيراً, امرأة أو رجلاً يقرأ بشكل مختلف ويبحث في الكتب أو الدّوريّات ( الصحف والمجلات ) ما يستهويه ويلبّي رغباته وقد تكون القراءة لأغراض ترفيهيّة وقد تكون { للتأنّس بها { .
دوافع القراءة لدى الأطفال:
القراءة مهمة جداً في مرحلة الطفولة لأنّ ّ هذه المرحلة هامّة جداً في حياة الإنسان حيث يعتمد عليها كل ما يتلوها من مراحل النمو في المستقبل , ففي هذه المرحلة ترسى الأسس التي تبنى عليها شخصيّة الطفل وما يتضمّنه هذا البنيان من قيم واتجاهات تحدّد نوعيّة وطريقة سلوكه مستقبلاً .
وتلعب القراءة دوراً فعّالاً في بناء شخصيّة الطفل , فالذي يقرأه في صغره ينعكس على سلوكه وعواطفه وأفكاره , لذا يتم تنشئة الطّفل ثقافيّاً واجتماعياً فإذا نجحنا في تشكيل الطفل وفق مبادىء سليمة فبالإمكان تقليل مخاطر المراحل اللاحقة التي قد تكون متعبة للوالدين والأبناء بل والمجتمع الذي يدفع ضريبة ذلك لا محالة , وتثقيف الطفل بطريق القراءة يساعده على أن يعيش حياته بطريقة أكثر فعاليّة , وتلعب القراءة دوراً هاماً في التّنمية المعرفيّة للطفل وهي دافع رئيسي للتنمية العاطفية والاجتماعيّة .
وتوسّع القراءة مدارك الطفل وتقد ّم له ثروة لا يمكن لأحد انتزاعها , والقراءة مصدر غير محدد للترفيه وصديق في الوحدة ومتنفّس في الضيق , وقد تناول بعض الباحثين الغربيين الأسباب التي تدفع الطفل للقراءة , فالباحث ( LENG ) 1981 م أشار إلى الأسباب التي تدفع الأطفال للقراءة ومنها (( تدريب قدراتهم لتحسين واجباتهم الدّراسيّة, إشباع حب فضولهم عن العالم الخارجي , فهم المعروف وإزالة القلق من المجهول (( .
وعن طريق القراءة يتمرن الطفل على المشاكل التي ستواجهه في الحياة الحقيقيّة , ويرى براون
( BROWNE ) أنّ الأطفال يقرؤون أحياناً ( لتمضية الوقت , أو للقضاء على الملل , ولمعرفة أكثر عمّا يدور حولهم , ولتحسين لغتهم , ولاكتشاف المجهول , وإنجاز الواجبات الدراسيّة ( .
وقد أشار ماثوسيون ( Mathewson ) 1976 م إلى دوافع القراءة عند الأطفال وهي حسب رأيه
( حب الاستطلاع , والاستكشاف , والنّجاح بتفوّق ( .
ويعزي كل من جريني Greany / ونيومان N euman 1983 م دوافع القراءة عند الطفل إلى ثلاثة أسباب رئيسيّة وهي ( التّسلية , الفائدة , الهروب من الواقع ( .
فالأطفال يقرؤون لثلاثة خصائص رئيسيّة لطبيعتهم وهي : حب الاستطلاع , أو لإشباع رغبة معيّنة , أو للرغبة في التّقليد , والطفل الذي يقرأ بسهولة ويبحث عن المعلومات بنفسه يكون قد اتّخذ أقصر طريق للتّعلّم فهو يتعلم بساعات قليلة حقائق لايتعلمها الطفل الذي لا يقرأ بعدّة سنوات من التّجربة , أو قد لا يتعلّم على الإطلاق , فالطفل القارىء والمواظب على القراءة بحب وشغف يكون قد أوجد لنفسه ثروة من التّرفيه والتّسلية , ولكي يكون للقراءة مذاق خاص يجب أن تكون المادّة المقروءة ممتعة , وجذّابة , وتتفق مع ميول ورغبات القارىء , مع العلم أنّ الميول والعادات القرائيّة التي تنشأ في مراحل الطفولة المبكرة تبقى مصاحبة للطفل مدى الحياة .
لذا أوصت العديد من الدراسات (( بضرورة زرع عادة القراءة بين الأطفال )) منذ مرحلة مبكرة من العمر , لأنّ ما يتعوّد عليه الطفل منذ الصّغر يلازمه في الكبر لذلك يقال { العلم في الصّغر كالنّقش في الحجر { .

مهمّة الوالدين في المنزل : البيت هو المدرسة الأولى التي ينهل منها الطفل معارفه , والأسرة هي صاحبة الميلاد الأوّل ( البيولوجي ) وهي صاحبة الميلاد الثاني ( تكوين شخصيّة الطفل الثقافيّة والاجتماعيّة ) حيث تبذر فيه بذور الثقة بنفسه وبناء شخصيّته , وهي بذلك تهيئه للحياة في المجتمع ابتداءً بالعلاقات المنظّمة مع الآخرين وانتهاءً ببناء الاتجاهات عنده وفي مقدمة هذه الاتجاهات اتجاه حب القراءة عند الأطفال وهي التي تعتبر الأساس الأوّل لتكوين المجتمع المثالي المثقّف , والثقافة ليست مسؤوليّة فرد أو جماعة بعينها بل مسؤوليّة أمّة , والمؤسف أنّ الاهتمام بتثقيف الصغار يحتل مرتبة أقل مما يجب بكثير , فالاعتماد على المدرسة أو وسائل الإعلام فقط لا يغني عن دور الأسرة الرّئيسي فيما يتعلّق بالتّنشئة الثقافيّة إذ يجب أن تنفق الأسرة على صغارها في تعليمهم وتثقيفهم بمستوى الإنفاق نفسه في مجالي الأكل والشّرب والسّكن والألعاب .
وتتجلّى مسؤوليّة الأسرة أيضاً في تنمية حب القراءة بالتّوصيات التّالية :
1- للقدوة دور كبير في ذلك , فلنتصوّر طفلين أحدهما يرى والده يتصفّح قبل أن ينام مجلّةً أو يقرأ
كتاباً وثانيهما لا يعرف الكتاب منزله ولا يطرق بابه .
2- يجب أن يكون الكتاب جزءاً أساسيّاً من الحياة العامّة للأسرة , فما أجمل أن يتناقش الوالدان أمام أطفالهما حول كتاب جميل قرأاه يعبّر كل منهما عن رأيه فيما قال المؤلّف تأييداً أو معارضةً .
3- يجب تخصيص جزء من ميزانيّة الأسرة لشراء ما يناسبها من كتب أو تنظيم العلاقة بين الطفل ومجلّة ما يشتريها بنفسه أو تشترى له .
4- يجب اصطحاب الأولاد إلى مكتبات الأطفال أو أقسام كتب الأطفال في المكتبات العامّة وذلك لتنمية الاستقلال في تحصيل المعرفة عندهم .
5- يجب تشجيع كل مبادرة للقراءة عند الطفل .
6- أن يسمع الوالدان للطفل وهو يقرأ القصّة لأنّه يتمتّع باستماع والديه لما يقرأ .
7- أن يكون الوالدان على صلة مستمرّة بالمدرسة ليتعرّفا عادات أطفالهم في القراءة .
مهمّة المعلّم في المدرسة :
للمعلّم الدور الرّئيسي في تنمية حب القراءة وجعل الأطفال يعتادونها لتصبح عادة متأصّلة لديهم
ولصيقة بكيانهم , ورسالة المعلم بل (( الأمانة التّاريخيّة التي يحملها )) في هذا المجال هي (( أن يغرس في نفوس الأطفال حب القراءة والمطالعة )) , فالأطفال أمانة في عنقه يجب الحفاظ عليها امتثالاً لقول الله تعالى في بيانه العظيم : { إنّا عرضنا الأمانة على السّموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولا{ .
وانطلاقاً من كون المعلم راعياً ( وكل راعٍ مسؤولٌ عن رعيّته ) فعليه أن يؤصّل عادة القراءة ويغرسها في نفوس الأطفال لأنّهم أساس المجتمع , وهم ( السّبب الحقيقي لازدهار الأمّة ) أو ضياعها , وما علينا إلا أن نهتمّ اهتماماً بالغاً ببنائهم جسديّاً وعقلياً لينشأ كل منهم قوي الشّخصيّة ومتّزن المدارك , فحب المعرفة والإطلاع موجودان عند الأطفال منذ صغرهم وما علينا إلا أن ننمّي هذا الحب في نفوسهم ونجعلهم يقرؤون ويطالعون ويلعبون , والأطفال طاقة هائلة من الحيويّة والنّشاط وحب التّنقيب والإطلاع والاستكشاف ومن أهم أساليب تحقيق ذلك ( القراءة ) يقول المثل الانكليزي (( الطفل كالدّجاجة .. دائم البحث والتنقيب (( .
نتوصّل مما سبق إلى أنّ دورنا هو أن نجعل من أطفالنا { قارئين } مواظبين على المطالعة واقتناء الكتب الجيدة وارتياد المكتبات العامّة وقراءة كل ما هو جيّد ومفيد وهادف .
وسائل تنمية القراءة لدى الأطفال : هناك العديد من الوسائل التي تساهم في غرس حب القراءة لدى الأطفال نذكر منها :

1- أن يقرأ الكبار وبالذات ( الوالدان , والأخوة , والمدرسون ) للأطفال وأمامهم , والتّركيز على
هذه الفئات الثلاث يعود إلى أنّهم ( أكثر النّماذج احتكاكاً بالطفل ) فمن الطبيعي أن يكون لتوجيهاتهم وسلوكهم تأثيراً مباشراً وغير مباشر على الأطفال وتقليد الأطفال للكبار هو أبرز مظاهر هذا التأثير , فإذا كانت القراءة تحمل إيجابيّة لدى هؤلاء الكبار فإنّها حتماً ستكون كذلك عند الأطفال , وهنا يجب التّنويه إلى الدّور الفعّال الذي يلعبه الأب في تعزيز عادة القراءة لدى الطفل وتشجيعه على الاستمرار فيها وهو لجوء الأب إلى جلب الهدايا للطفل وإعطاءه المكافآت كأن يقول له : إذا قرأت هذا الكتاب كلّه فسأجلب لك درّاجةً من السّوق , أو سأشتري لك قميصاً جديداً , أو يعتمد على المكافأة النّقديّة , أو يوعده برحلة أو نزهة في مكان جميل إذا أنجز قراءة هذا الكتاب أو ذاك .
2- ويبرز دور الوالدين في البيت بإنشاء مكتبة منزليّة وتخصيص قسم منها للأطفال وتزويدهم بالكتب والمجلات الخاصّة بهم , والأجدى نفعاً وفائدةً هو إيجاد مكتبة صغيرة خاصّة بالطفل داخل غرفته الخاصّة به إن توافرت .
3- نظراً لأهميّة المكتبات يجب إنشاء مكتبات أطفال في مختلف الأحياء السّكنيّة في المدينة الواحدة ويتم تزويدها بكافّة المعارف والعلوم والمواد المناسبة للقراءة الحرّة ودعمها بمختلف الأنشطة الدّاعمة للقراءة , وتعيين أمناء مكتبات متخصصين يجيدون أصول التّعامل مع الأطفال ويستخدمون الوسائل الكفيلة بتحبيب وتشجيع الأطفال على القراءة .
وللمكتبات دورٌ هام في التربية والتعليم بالنسبة للأطفال , وبهذا الصّدد يقول ( ج – رالف ) في كتابه ( المكتبة ودورها في التربية ) : (( معظم الأطفال بمجرّد أن يستطيعوا القراءة سوف يقرؤون , وما على المربّي إلا أن يهيء لهم الكتب الملائمة ويجعلها في متناولهم , وهناك الكثير من الشّواهد التي ينبغي أن تمهّد فيها الطريق لكي يصبح الطفل قارئاً مدى الحياة ولكنّ الأطفال ليسوا جميعاً مستعدّين استعداداً طبيعيّاً لكي يصبحوا كذلك في هذه السن , وهذه حقيقة ينبغي أن يضعها المعلمون نصب أعينهم وذلك لأنّ كثيراً من الأطفال الذين يشغفون من تلقاء أنفسهم بالقراءة سوف يصبحون فاعلين في المجتمع لو تلقوا العون في الوقت المناسب (( .
4- تخصيص أقسام للأطفال في المكتبات العامّة .
5- تعليم الأطفال المهارات الأساسيّة اللازمة للقراءة في المدارس وبالأساليب التّربويّة الحديثة وتعويد الطلاب على ارتياد المكتبات المدرسيّة بشكل يومي ووضع حوافز تشجيعيّة للمواظبين على المكتبة من الطلاب .
6- وضع أسس مرنة لعمليّة استعارة الكتب من المكتبات المدرسيّة والعامّة .
7- تأمين كتب ومجلات أطفال ذات مضامين جيّدة ومحتويات هادفة لجميع المراحل العمريّة ولجميع الطبقات الاجتماعيّة .
8- تقديم القصص والمجلات والكتب للأطفال في مناسبات النّجاح بدلاً من الألعاب والحلويّات .
9- دعم صحافة الأطفال فهي من المصادر الأساسيّة في ثقافة الطفل من قبل القطاعات الحكوميّة والخاصّة وبكل الإمكانات لتقوم بدورها الفعّال في بناء الطفل وتنوير عقله , ويجب تطويرها من النّاحيتين ( الكميّة والكيفيّة ) لتحفيز الأطفال على قراءتها .
10- تشجيع الذين يكتبون للأطفال ودعمهم بالحوافز والمكافآت الماليّة الجيّدة لتشجيعهم على الاستمرار بالكتابة للأطفال .
11- مساهمة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة بتقديم المقالات والبرامج التي تنمي ميول الأطفال القرائيّة .
12- ضرورة التنسيق بين الأجهزة الحكوميّة المعنيّة بتربية وتثقيف الطفل عن طريق إيجاد الخطط والبرامج المدرسيّة للنهوض بثقافة الطفل .
وفي خاتمة المطاف لابدّ من القول : إنّ الطفل أمانةٌ لدينا , وعودٌ نضرٌ يجب الاعتناء به ليصبح صلباً قويماً , وحياة الطفولة متنوّعة ومتشعبة الجوانب ومتكاملة ويجب أن نهتم بجميع جوانب حياة الطفل الاهتمام نفسه , وألا نفضّل جانباً على آخر , فإهمال أي جانب يؤدّي إلى ( الخلل , والإرباك , واعوجاج السّلوك ) والقراءة هي أحد الجوانب الهامّة التي يجب أن نعزّزها في شخصيّة الطفل ونجعلها تستقطب كل إهتمامه ومعظم وقته وهذا يقوده إلى تقدير قيمة الوقت إعمالاً للحكمة القائلة : ( الوقت كالسّيف إن لم تقطعه قطعك ( .
ولكي تكون القراءة مجدية يجب ألا يقيسها المربّي بالكم وعدد الصّفحات بل يجب أن يدرّب طلابه على ( التدقيق , والفهم , والإحاطة , والاستعانة بالمكتبات ) ليزهر الأمل في أطفالنا الذين هم أملنا الوحيد , وبهذا الصّدد يقول الكاتب الأمريكي ( سام ليفنسون ) : (( كل طفل يولد على هذه الأرض يحمل رسالة إلى البشريّة ويده الصّغيرة تقبض على ذرّة من الحقيقة لم تنكشف بعد على مفتاح سرٍ قد يحمل لغزاً للإنسان وأنّ لديه وقتاً قصيراً لتأدية رسالته ولن تتاح له أو لنا فرصةً أخرى وهو قد يكون أملنا الوحيد , لذا يجب أن نعامله بإجلال (( .
وللقراءة مكانة خاصّة عند الله سبحانه وتعالى , فقد قال في محكم تنزيله مخاطباً رسوله الكريم صلى الله عليه وسلّم : { إقرأ باسم ربّك الذي خلق } كما عزّز الله تعالى في كتابه العظيم العلماء إذ قال : { وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون { فالعلم ثروة تتكوّن بالقراءة المستمرّة والدّؤوبة التي توصل صاحبها إلى مرتبة العلماء الذين قال عنهم الرّسول صلى الله عليه وسلم : )) العلماء ورثة الأنبياء (( .
فلنغرس حب القراءة والمطالعة في نفوس أولادنا عسى أن ينالوا شرف العلم ويصبحوا علماء تنتفع بهم الأمّة .

المراجع والمصادر :
1- مجلة (( الحرفيّون )) السّوريّة – العدد / 153 / مارس 1995 م .
2- مجلة (( العربي )) الكويتيّة – العدد / 278 / كانون الثاني 1982 م .
3- جريدة (( الجزيرة )) السّعوديّة – العدد / 8216 / تاريخ 27/10/1415 هجرية .
4- مجلة (( جيش الشّعب )) السّوريّة – العدد / 1670 / تاريخ 1/11/1991 م .
5- كتاب (( المكتبة ودورها في التّربية )) المؤلّف ( ج .رالف )


بقلم المحامي / عبد العزيز إسماعيل أحمد
الجمهوريّة العربيّة السّوريّة

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-04-2005, 01:40 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الجودة الشاملة والإصلاح التربوي
Total Quality & Educational Reform

تقديم :
إن مصطلح الجودة هو بالأساس مصطلح اقتصادي فرضته ظروف التقدم الصناعي والثورة التكنولوجية في العصر الحديث، لقد اهتمت الدول الصناعية بمراقبة جودة الإنتاج من أجل كسب السوق وثقة المشتري وقد أدى هذا إلى ظهور طرق جديدة لإدارة العمل ، فلم تعد الإدارة مجرد عملية من أعلى إلى أسفل تتمثل في إصدار الأوامر للموظفين فقط ، بل هى مشاركة العاملين بفاعلية في عملية الإدارة وتنظيم العمل ودرجة الإتقان ، أي إنجاز العمل بدرجة عالية.
المقصود بعملية الجودة:
لقد تعددت تعريفات مفهوم الجودة في التعليم، فيرى البعض بأنها ما يجعل التعليم متعة وبهجة حيث أن المدرسة التي تقدم تعليماً يتسم بالجودة هي المدرسة التي تجعل طلابها متشوقين لعملية التعليم والتعلم مشاركين فيه بشكل إيجابي نشط، محققين من خلاله اكتشافاتهم وإبداعاتهم النابعة من استعداداتهم وقدراتهم الملبية لحاجاتهم ومطالب نموهم. وبمعنى آخر أن الجودة في التعليم هي مجمل السمات والخصائص التي تتعلق بالخدمة التعليمية وهي التي تفي باحتياجات الطلاب.ويرى آحرون أن مفهوم الجودة في المجال التربوي تعني ترجمة احتياجات وتوقعات الطلاب إلى خصائص محددة تكون أساساً لتعميم الخدمة التربوية وتقديمها للطلاب بما يوافق تطلعاتهم.
ان التحسين المستمر هو احد اسس ادارة الجودة الشاملة ويتمثل في جهود لا تتوقف لتحسين الاداء، جهود تهدف الي تحسين المدخلات والعمليات المؤدية لتحويل المدخلات الي مخرجات، اى انة يشمل اداء العاملين والمباني والتجهيزات وطرق الاداء، وتمارس جهود التحسين المستمر من خلال فرق العمل. فالمستفيد(الطالب) يتلقي مخرجات العملية وحتى تصله مخرجات جيدة لابد ان يكون ما سبقها متصفا بالجودة.
فوائد الجودة في التعليم: يمكن تلخيصها فيما يلي:
1. ضبط وتطوير النظام الإداري في المدرسة نتيجة وضوح الأدوار وتحديد المسئوليات.
2. الارتقاء بمستوى الطلاب في جميع الجوانب الجسمية والعقلية، والاجتماعية، والنفسية، والروحية.
3. ضبط شكاوي ومشكلات الطلاب وأولياء أمورهم والإقلال منها ووضع الحلول المناسبة لها.
4. زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوى الأداء لجميع الإداريين والمعلمين العاملين في المدرسة.
5. الوفاء بمتطلبات الطلاب وأولياء أمورهم والمجتمع.
6. توفير جو من التفاهم والتعاون والعلاقات الإنسانية السليمة بين جميع العاملين في المدرسة.
7. تمكين إدارة المدرسة من تحليل المشكلات بالطرق العلمية الصحيحة والتعامل معها من خلال الإجراءات التصحيحية والوقائية لمنع حدوثها مستقبلاً.
8. رفع مستوى الوعي لدى الطلاب وأولياء أمورهم تجاه المدرسة من خلال إبراز الالتزام بنظام الجودة.
9. الترابط والتكامل بين جميع الإداريين والمعلمين في المدرسة والعمل عن طريق الفريق وبروح الفريق.
10. تطبيق نظام الجودة بمنح المدرسة الاحترام والتقدير المحلي والاعتراف العالمي.
متطلبات إدارة الجودة في التربية والتعليم:-
1. رسم سياسة الجودة وتشمل تغطية النقاط التالية:
• من هو المسؤول عن إقامة الجودة وإدارتها.
• كيف تتم مراقبة ومراجعة النظام من جانب الإدارة.
• المهام التي يجب أن تتم الإجراءات المحددة لها.
• كيفية مراقبة تلك الإجراءات.
• كيفية تصحيح الإخفاق في الالتزام بالإجراءات.
2. الإجراءات: وتشمل المهام التالية: التسجيل، وتقديم المشورة ، وتخطيط المنهج ، والتقويم ، ومواد التعليم، واختيار وتعيين العاملين، وتطوير العاملين.
3. تعليمات العمل: يجب أن تكون تعليمات العمل واضحة ومفهومة وقابلة للتطبيق.
4. المراجعة: هي الوسيلة التي يمكن للمؤسسة أن تتأكد بها من تنفيذ الإجراءات.
5. الإجراء التصحيحي: هو تصحيح ما تم إغفاله أو ما تم عمله بطريقة غير صحيحة.
6. الخطوات الإجرائية لتطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في المجال التربوي والتي يمكن إدراكها من الجدول التالي:

نظام الأيزو ((ISO 9002 في الميدان التربوي:
إن كلمة أيزو مشتقة من كلمة يونانية تعني التساوي أو التماثل أو التطابق والأيزو "مصطلح يعني أن هذا المنتج تم اعتماده من قبل الهيئة الدولية للمواصفات القياسية وهي إحدى المنظمات العالمية التي تهدف إلى وضع أنماط ومقاييس عالمية للعمل على تحسين كفاءة العملية الإنتاجية وتخفيض التكاليف".
ولقد تم تطوير نظام الأيزو 9000 ليتوافق مع الميدان التربوي فظهر ما يسمى 9002 ويتضمن تسعة عشر بنداً تمثل مجموعة متكاملة من المتطلبات الواجب توافرها في نظام الجودة المطبقة في المؤسسات التعليمية للوصول إلى خدمة تعليمية عالية، وبنود نظام الأيزو9002 هي مايلي:
1. مسئولية الإدارة العليا. 2. نظام الجودة. 3. مراجعة العقود. 4. ضبط الوثائق والبيانات.
5. الشراء. 6. التحقق من الخدمات أو المعلومات المقدمة للمدرسة من قبل الطالب أو ولي أمره. 7. تمييز وتتبع العملية التعليمية للطلاب. 8. ضبط ومراقبة العملية التعليمية. 9. التفتيش والاختيار. 10. ضبط وتقويم الطلاب. 11. حالة التفتيش والاختبار. 12. حالات عدم المطابقة. 13. الإجراءات التصحيحية والوقائية. 14. التناول والتخزين والحفظ والنقل.15 . ضبط السجلات. 16. المراجعة الداخلية للجودة. 17. التدريب. 18. الخدمة. 19. الأساليب الإحصائية.

وفي الجدول التالي بعض المصطلحات من أيزو9000 وما يعادلها في التعليم والتدريب:

ISO 9000 معادل التعليم/ التدريب.
التصميم/ التطوير تطوير المنهج.
تطوير المقرر.
تصميم مواد التدريس.
الإنتاج تدريب/ تدريس.
إنتاج مواد التعليم.
الإرشاد التعليمي.
التقييم.
تقديم المشورة.
التركيب وضع مقرر تعليمي لتنفيذه في مقر العمل.
الخدمة متابعة المتعلمين بعد إكمال المقرر التعليمي.
الفحص النهائي التقييم/ الامتحان

الإجراءات التي يقوم بها مدير المدرسة عندما يتسلم مدرسة جديدة تطبق نظام الجودة:
1. التعرف على العاملين بالمدرسة.
2. التعرف على إمكانيات ومرافق المدرسة.
3. طرح فكرة تطبيق نظام الجودة وإمكانيات ذلك النظام.
4. اختيار بعض العناصر التي لديها الاستعداد والرغبة في العمل/ تكوين فريق العمل.
5. عمل تقييم أولى للبيئة المدرسية ووضع الملاحظات مع وضع حلول أولية.
6. تدريب العاملين بفريق الجودة.
7. إعداد دليل الجودة وتوزيعه على العاملين.
8. توزيع العاملين على لجان لكتابة الإجراءات الخاصة بالعمل.
9. إعداد الوصف الوظيفي لجميع العاملين.
10. التنسيق مع الإدارة العليا للإطلاع على ما تم تخطيطه وتدقيقه قبل التنفيذ.
11. تجهيز ملفات الجودة.
12. توزيع الإجراءات على العاملين.
13. اختيار فريق المراجعة الداخلية وتدريبهم وتحديد الرئيس.
14. إعداد الخطة السنوية والتفصيلية.
15. الاجتماع الافتتاحي وتوزيع الوثائق المرجعية.
16. إعداد الأسئلة للتدقيق في الإجراءات.
17. تعبئة التقارير للمراجعة الداخلية وعمل الإجراءات التصحيحية.
18. الاجتماع الختامي.
19. رفع التقرير النهائي إلى الإدارة العليا.
تجربة دول الخليج العربي:
انحصرت تجارب الدول الخليجية في تطبيق نظام الجودة في العمل التربوي في:
• المناهج والكتب المدرسية وأداء المعلمين.
• المباني المدرسية.
• العمل الإداري.
وترى هذه الدول أن تطبيق نظام الجودة في العمل التربوي (بناء على تجربتها) يؤدي إلى:
• تحسين كفاية الإدارة التربوية.
• تطوير المناهج.
• رفع مستوى أداء المعلمين.
• تنمية البيئة الإدارية.
• تحسين مخرجات التعليم.
• إتقان الكفايات المهنية.
• تطوير أساليب القياس والتقويم.
• تحسين استخدام التقنيات التربوية.
صعوبات ومعوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة:-
1. المركزية في اتخاذ القرار التربوي: إن إدارة الجودة الشاملة تتطلب اللامركزية في القرار التربوي.
2. اعتماد نظام المعلومات في المجال التربوي على الأساليب التقليدية.
3. عدم توفر الكوادر المدربة والمؤهلة في مجال إدارة الجودة الشاملة في العمل التربوي.
4. التمويل المالي: يحتاج تطبيق نظام الجودة الشاملة في العمل التربوي إلى ميزانية كافية.
5. الإرث الثقافي والاجتماعي هو ثقل الموروث التربوي التقليدي وعدم تقبل اساليب التطوير والتحسين.

إن تحديث العمل التربوي وتطبيق إدارة الجودة الشاملة يستدعي إعادة النظر في رسالة المؤسسة وأهدافها وغاياتها واستراتيجيات تعاطيها مع العمل التربوي ومعايير وإجراءات التقويم المتبعة فيها والتعرف على حاجات الطلاب، أي ماهية التعليم والإعداد التي ترى المدرسة أنها تحقق حاجات الطلاب وتلبي رغباتهم الآنية والمستقبلية، أما فيما يتعلق بالمعلمين والإداريين فلابد من إعادة النظر في كيفية توظيف واستثمار الموارد بكفاءة وفاعلية وإعادة هيكلة التنظيم على نحو يتماشى مع واقع المناهج الدراسية التي من الضروري مراجعة محتواها ورعايتها بشكل دوري وتعرف مدى توافقها مع متطلبات الحياة العصرية ، وتلبية حاجات الطلاب والمجتمع الذي ينتمون إليه ويجب أن ينظر إلى العمل التربوي باعتباره عنصراً من نظام له مدخلاته وعملياته ومخرجاته أي نتائجه التي تتمثل في إشباع وتلبية احتياجات الطلاب.
وكذلك يجب النهوض بجودة المناهج المدرسية من حيث المحتوى ووضع الأهداف وإمكانية تحقيقها والتأكد من واقعيتها في تلبية رغبات الطلاب وأولياء أمورهم والمجتمع، وكما يجب الاهتمام بتطوير طرق التدريس ووسائل التقويم، مما يؤدي إلى التطوير المتواصل لقدرات ومهارات الطلاب انطلاقاً من مراحل الدراسة الأولى وتحقيق ذلك يجنب الهدر في الطاقات والموارد، ان اصلاح النظام التعليمي يتطلب اعداد مناهج تربوية مناسبة وتوفير معلمين اكفاء وادارة تربوية ذكية. إن عملية بناء الجودة في المدرسة تستدعي بذل الكثير من الجهد والصبر، فعملية البناء لا تتم بين ليلة وضحاها، بل تستغرق وقتاً طويلاً.


بحث وتلخيص
د. محمد يوسف أبو ملوح
مركز القطان للبحث والتطوير التربوي/ غزة

_____________
المصادر
1. مصطفى ، أحمد & الأنصاري ، محمد (2002) برنامج إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها في المجال التربوي، المركز العربي للتعليم والتنمية- الدوحة قطر.
(Online ) Available from:
http//: www.gulftraining.org/TQM/Doc/Main%20content.doc
(Accessed 2 September 2002)
2. مدارس الجودة الشاملة، تعليم الإحساء- رسالة مركز الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز للجودة.
(Online ) Available from:
http//: www.jeddahedu.gov.sa/AIZOZmain.htm
http//: www.jeddahedu.gov.sa/AIZO2/QTM4.htm
(Accessed 2 September 2002)
3. نظام إدارة الجودة الشاملة وإمكانية تطبيقه في مجال العمل التربوي في دول الخليج العربي (2001).
(Online ) Available from:
http//: www.gulftraining.org/TQM/Doc/Nizam.doc
(Accessed 2 September 2002)

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-04-2005, 01:41 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

أنا المدير !

عبارة بكافة جوارحنا تقع منًّا موقع الألم فنرى أثارها بارزة على السطح ، فشل وفشل وهفوات وكبت .
كم عفا الزمن على هذا المنطق ، فمن يؤمن به أكاد أراه من العصور الوسطى لا يبحث إلا عن نفسه فيعيش لها وكأن مرؤوسيه عبارة عن ألآت لا مشاعر ولا علاقات .
مسكين ! أهمس قائلاً ما هكذا تورد الإبل كن أخا لمرؤوسيك قلبا نابضا بالحب والتقدير ، احتسب تحملك مشاق العمل رسالة ترجو بها رضا الله .
ذوب جبال الثلج التي أوجدتها في غياهب الصحراء ولتجعل هناك واحات للعطاء تزهو فيها ثمار الإنتاج ويشرب من غديرها كافة منسوبي دائرتك ولا تبني حول هذا المنبع الوحيد في هذه الصحراء القاحلة أسوار فتجد الجميع يبغضك وترى أكفهم مرفوعة بالدعاء .. لا تكن مسافر بلا راحلة أو زاد.. بل كن قائد لقافلة طويلة من المعطاءات ينتجها معك الأفراد لتجد من يقدمك على نفسه رغم حاجته ، فهل يا ترى ستقول أنا المدير وهو يقدم لك رشفة ماء تنقذك من الموت أجب فهو حالك أيها الوحيد .. عشت لوحدك وستموت لوحدك إن لم يمت جسدك فمشاعرك وروحك وعطاؤك ميت فأنت جسد ولكن بلا روح فالجميع يتمنى عندها أنك تروح . ..!!

بقلم / عبد الهادي البيضاني

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-04-2005, 01:41 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

نموذج لعملية سير تنفيذ التدريس في الصف الدراسي

أخي المعلم : لعملية التدريس ثلاث مراحل أساسية في الحصة أضعها بين يديك للاستفادة منها وهي كالتالي :
أ- مرحلة البداية : وهي تبدأ عادة بدخول وقت الحصة وتستغرق نحو 10% من وقت الحصة وتستهدف أساساً تهيئة الصف فيزيقياً وإنسانياً للبدء في تعلم الدرس الجديد ، فضلاً عن أنه يتم فيها حصر الغياب ومراجعة الواجب المنزلي والدرس السابق والرد على استفسارات الطلاب وغير ذلك من مهام تتطلبها هذه المرحلة ويمكنك إنجاز هذه المرحلة من خلال الخطوات التالية :
1- اذهب إلى غرفة الصف مبكراً قبل بدء الحصة بخمس دقائق على الأقل إن كان ذلك ممكناً .
2- ادخل حجرة الصف مبتسماً وألق التحية والسلام على الطلاب .
3- أجر أحاديث سريعة تلقائية ( دردشة ) مع بعض الطلاب وأختر غيرهم في الحصة التالية .
4- أبدأ الدرس في موعده دون تأخير .
5- قف مبتسماً في منتصف مقدمة الصف بحيث يراك الجميع .
6- انظر إلى كافة الطلاب وأخبرهم أن أمامهم مهلة من الوقت نحو دقيقة ، للانتهاء مما يشغلهم ( إدخال الكتب والكراسات وإخراجها ، تجهيز الأقلام ... الخ ) .
7- إذا لم يصمت الطلاب بعد هذه المهلة ، استخدم أساليب ضبط النظام غير العقابية ( مثل : التجاهل ، الإشارات الجسدية ، الاقتراب الجسمي ، نقل الطالب من مكانه ، الإنذار . ) وإذا لم تجد هذه الأساليب استخدم بعض الأساليب العقابية ( مثل : التوبيخ ، السخرية المعتدلة ، الحرمان من الامتيازات ... الخ ) .
8- إذا لاحظت أن طلابك متوترون أو متذمرون من شيء ما ، استمع إليهم باهتمام ، ووظف في ذلك ما يسمى بأسلوب الاستجابة المتعاطفة عن طريق نكتة أو دعابة تزيل هذا التوتر أو وعدهم بحل المشكلة التي يعانون منها حسب الاستطاعة .
9- عندما يهدأ الجميع وتكون الظروف مواتية قل : بسم الله الرحمن الرحيم ثم صل على نبينا محمد .
10 – اكتب تاريخ اليوم والمادة على السبورة .
11- قل للطلاب : إن هنالك نحو دقيقتين للرد على استفساراتكم وأسئلتكم .
12- راجع إجابات أسئلة الواجب إن وجد أو الدرس السابق ولخص أهم نقاطه الأساسية .
13- تأكد من توافر متطلبات التعلم المسبقة لدى الطلاب اللازمة لهم لتعلم الدرس الجديد .
14- قل عبارة : الآن نبدأ – على بركة الله – في تدريس موضوع الدرس الجديد .
ب- مرحلة العرض : وهي تلي مرحلة بداية الحصة وتستغرق نحو ( 70 - 80 % ) من وقت الحصة وتستهدف أساساً تعليم الطلاب نقاط / عناصر محتوى الدرس الجديد ويمكنك إنجاز هذه المرحلة من خلال الخطوات التالية :
1- هيئ الطلاب لموضوع الدرس الجديد بأحد أساليب التهيئة الحافزة والتي منها ( الأسئلة الحافزة ، الطرائف ، حكي القصص ، الأحداث الجارية ، ربط الدرس السابق بالدرس الجديد ... الخ ) .
2- انطق عنوان الدرس الجديد واكتبه على السبورة .
3- عرف طلابك على أهداف الدرس والنقاط المراد تعلمها في هذا الدرس ليسهل مناقشتها مع طلابك .
4- أعد ملخصاً لكل هدف أو نقطة على السبورة عقب استعراضها مع الطلاب مع مراعاة الربط بين الأهداف ونقاط الدرس مع ربطها كذلك بحياة الطالب العملية وبمجتمعه إن أمكن ذلك .
5- احرص على عدم انصراف الطلاب عن متابعة الدرس وعلى زيادة دافعيتهم عن تعلمهم وذلك عن طريق استخدام أساليب الاستحواذ على الانتباه مثل : تقديم معلومات شائقة ، إظهار الحماس ، تنويع موقعك في الصف تنويع نبرات الصوت ، الفكاهة وغير ذلك وكذلك من أساليب استثارة الدافعية : تحدي قدراتهم بمشكلات متوسطة الصعوبة ، إبراز مغزى ما يتعلمونه ، ربط ما يدرس لهم بميولهم واهتماماتهم ، الحد من شعورهم بالملل والتعب .
6- قم بتعزيز السلوك الصحيح الصادر من الطالب عن طريق المعززات اللفظية ( رائع ، مدهش ، ممتاز ... الخ ) المعززات الاشارية ( الابتسامة ، التواصل / التلاقي العيني ، المصافحة باليد ... الخ ) المعززات المادية والمعنوية .
7- امنع ظهور سلوكيات الشغب قبل حدوثها قدر الاستطاعة .
8- اطرح أسئلة على الطلاب من حين إلى آخر لتتأكد من فهمهم لما تعلموه أثناء الدرس والتي تسمى أسئلة المتابعة .
9- أعد تدريس بعض نقاط الدرس إن تطلب الأمر ذلك .
10- أعط الطلاب أنشطة تدريبية وتطبيقية لإنجازها أثناء الدرس متى وجدت الفرصة لذلك .
11- صحح أخطاء التعلم لدى الطلاب متى وجدت .
12- توقف عن التدريس أكثر من مرة وأعط الطلاب فرصة ليطرحوا خلالها أسئلتهم واستفساراتهم .
ج – مرحلة الختام : وتحتل الفترة الأخيرة من الحصة وتستغرق نحو ( 10 – 20 % ) من وقت الحصة وتستهدف أساساً غلق الدرس وتتم من خلال الخطوات التالية :
1- قدم ملخصاً ختامياً للدرس في الوقت المحدد وبلا تأخير . 2- اسمح للطلاب بنقل الملخص السبوري عند الحاجة .
3- اطرح الواجب المنزلي وناقش الطلاب في كيفية إنجازه واستمع لأي استفسارات عنه .
4- امسح السبورة واجمع أدواتك التي استخدمتها في الحصة من وسائل معينة وطباشير وممحاة وكتب وغير ذلك .
5- اطرح سؤالاً تحفيزياً له علاقة بالدرس القادم على الطلاب ليفكروا في إجابته حتى موعد الحصة القادمة .
6- وجه عريف الصف بجمع كراسات الواجب إن وجدت .
7- ودع طلابك بكلمات طيبة على أمل اللقاء بهم بإذن الله تعالى في الحصة القادمة محدداً اليوم والحصة .

والى اللقاء في نشرات قادمة ومفيدة بإذن الله تعالى

أخوكم
حسين بن علي يحيى النعمي
مشرف الرياضيات بمحافظة القنفذة

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-04-2005, 01:42 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الاختبار الجيد
هناك صفات أساسية يجب أن تتوفر في أي اختبار كي يحظى باحترامنا ونثق بنتائجه ونستفيد منها ، كما أن هناك صفات ثانوية يستحسن أن تتصف بها الاختبارات ولكن اتصافها ليس شرطا ضروريا ، وهناك فئة ثالثة من الصفات خاصة بالاختبارات المقننه أو المعبرة . والاختبار الجيد هو الذي يصلح لأداء الغرض الذي وضع من أجله على الوجه الأكمل ، ومثل هذا الاختبار لا يكتمل إلا إذا توافرت معلومات عن مدى صلاحيته للقياس .
أولا.. الصفات الأساسية :
أ ـ الموضوعية :
تعني إخراج رأي المصحح أو حكمة الشخصي من عملية التصحيح ، أو عدم توقف علامة المفحوص على من يصحح ورقته ، أو عدم اختلاف علامته باختلاف المصححين ، كما تعني أيضا أن يكون الجواب محددا سلفا بحيث لا يختلف عليه اثنان كما هو الحال في الأسئلة الموضوعية ، والموضوعية صفه أساسية من صفات الاختبار الجيد عليها يتوقف ثبات الاختبار ثم صدقه كما أنها ضرورية لجميع الامتحانات من مقاليه وحديثة ألا أن لزومها أشد بالنسبة للامتحانات المقاليه ، والسبب أنها تتصف بالذاتية أي يتأثر تصميمها وتصحيحها بآراء وأهواء المصحح .
فالفاحص عندما يصمم الاختبار يضع أسئلة تتفق مع مزاجه وميوله ، فيرى أن هذا الجز من المادة مهم فيضع علية سؤالا أو عدة أسئلة وأن ذاك الجزء غير مهم فيهمله وهذا رأى قد لايشاركة فيه أحد وسيكون دوما هناك أجزاء من إجابات التلاميذ لا تنطبق عليها قواعده أو لم يأخذها بالحسبان ، أما عند التصحيح فسيتأثر بعوامل خارجية كخط التلميذ وأسلوبه وترتيبة ونظافة كتابته وجودة إملاءه وبأثر الهالة التي تحيط به . وبطبيعة الحال لا يقبل المربي الحق أن يعطي الدرجات جزافا أو أن يحابي أو يظلم أحد ولذا يحاول أن يجد طرقا ليمنع ذلك وهذه تتوقف على طبيعة الاختبار وتتعلق بتصميمه وتصحيحه .
أما ما يتعلق بالتصميم فيجب أن تكون الأسئلة عينه ممثلة لمختلف أجزاء المادة ، وأن تكون محددة وخالية من اللبس والغموض ، وأن تكون في مستوى التلاميذ ومناسبة للغة الطلاب ، وأن تكون على النمط الحديث (الطريقة الموضوعية ) .
أما ما يتعلق بالتصحيح فلابد من وجود نموذج إجابة خاصة في الطريقة المقالية ، ولابد من قراءة عينة من الإجابات قبل التصحيح ، ولا نحتاج للخطوتين في الأسئلة الموضوعية . وباستعمال الأسئلة الموضوعية نستطيع أن نحقق موضوعية التصحيح بنسبة 100% .
ب ـ الصدق :
الاختبار الجيد هو الذي يقيس ما أعد من أجل قياسه فعلا ، وهذا ما يسمى بالصدق ، أي يقيس الوظيفة التي أعد لقياسها ، ولا يقيس شيء مختلف ، ولا يتطلب أسئلة تقيس الذكاء حتى لا يتحول الاختبار إلى قياس للذكاء . أن صدق كل سؤال يتوقف على مدى قياس للناحية المفروض أنه وضع لقياسها ، ويرتبط صدق الاختبار بصدق كل سؤال فيه . والاختبار الصادق هو الذي يصلح للقياس على مجموعة معينة من التلاميذ وقد لا يكون صادقا لمجموعة أخرى ، وذلك لتداخل عوامل تؤثر على مدى صدق الاختبار كمستوى التلاميذ أو أن المدرس الذي يدرس هذه المجموعة غير الذي يدرس للمجموعة الأخرى وهكذا . ولهذا يفضل أن يقوم كل مدرس بإعداد الاختبارات الموضوعية لتلاميذه لأن المدرس هو الأكثر معرفة بالمستوى التحصيلي لتلاميذه ولذالك سيكون الاختبار أكثر صدقا . كما أن تجريب الاختبار في مراحل إعداده وتطبيقه وتعديله عده مرات يرفع من درجه صدقه وذلك بتنقيته من العوامل المؤثرة على درجه الصدق ، وبذلك يقترب الاختبار في جزئيا ته وأهدافه التي وضع من اجلها إلى درجه كبيره من الصدق .

ولتحديد معامل صدق الاختبار تستخدم إحدى الطرق التالية :
صدق المحتوى أو المضمون .
الصدق التطابقي .
الصدق التنبويء .
وأهم خصائص الصدق مايلي :
أنه يتوقف على عاملين هما الغرض من الاختبار أو الوظيفة التي ينبغي أن يقوم بها ، وكذلك الفئة أو الجماعة التي سيطبق عليها الاختبار .
الصدق صفه نوعيه أي خاصة باستعمال معين ( بالغرض الذي من أجله وضع الاختبار ) وعليه يكون اختبار التحصيل في مادة ما صادقا إذا كان يقيس تحصيل الطالب في تلك المادة .
الصدق صفه نسبية أو متدرجة وليست مطلقة فلا يوجد اختبار عديم الصدق أو تام الصدق .
الصدق صفه تتعلق بنتائج الاختبار وليس بالاختبار نفسه ولكننا نربطها بالاختبار من قبيل الاختصار أو التسهيل .
يتوقف صدق الاختبار على ثباته أي على إعطاء النتائج نفسها تقريبا في كل مره يطبق فيها على صف بعينه .
وجدير بالذكر أن أبو لبده أشار في كتابة " مبادئ القياس " إلى أنواع الصدق ، كالتالي :
صدق المحتوى .
الصدق المنطقي أو صدق المفهوم .
الصدق السطحي أو الظاهري .
الصدق التجريبي والإحصائي ، ويقسم إلى ( تنبويء ،وملازم أو مصاحب ) .
الصدق العاملي .
وهناك عوامل مهمة تؤثر على الصدق منها مايلي :
1ـ عوامل متعلقة بالتلميذ ..
· اضطراب التلميذ في الاختبار
· العادات السيئة في الإجابة
2ـ عوامل متعلقة بالاختبار ..
· لغة الاختبار
· غموض الأسئلة
· سهوله الأسئلة أو صعوبتها
· صياغة الأسئلة
· العلاقة بين الأسئلة وما تعلمه الطالب .
3ـ عوامل متعلقة بإدارة الاختبار ..
· عوامل بيئية كالحرارة ولبرودة والرطوبة والضوضاء .
· عوامل متعلقة بالطباعة .
· عوامل متعلقة بالتعليمات الغير واضحة أو المتذبذبة .
· استخدام الاختبار في غير ما وضع له .
ج - الثبــــات :
يقصد بثبات الاختبار إعطاء نفس النتائج إذا ما أعيد على نفس الأفراد في نفس الظروف ، ويقاس هذا الثبات إحصائيا بحساب معامل الارتباط بين الدرجات التي حصل عليها التلاميذ في المرة الأولى وبين النتائج في المرة الثانية ، فإذا ثبتت الدرجات في الاختبارين وتطابقت قيل أن درجة ثبات الاختبار كبيرة . وهناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤدي إلى عدم ثبات درجات الاختبار جمعها " ثورندايك "فيما يلي :
1ـ سمات الفرد العامة الدائمة :
· مستوى قدرة الفرد في واحدة أو أكثر من السمات العامة .
· مهاراته العامة .
· قدرته على فهم التعليمات .
2ـ سمات الفرد الخاصة الدائمة :
· سمات نوعية بالنسبة للاختبار .
· أنواع معينة من مفردات الاختبار .
· أثر عوامل الصدفة المتعلقة بمدى معرفة الممتحن .
3ـ سمات الفرد العامة المؤقتة :
· الصحة
· التعب
· الدافعية
· التوتر الانفعالي
· منطق الاختبار
· فهم طريقة أداء أسئلة الاختبار
· الظروف الخارجية
4ـ سمات الفرد الخاصة المؤقتة :
· فهم الأعمال الخاصة المطلوبة من الاختبار
· الحيل النوعية
· التأهب العقلي
· تذبذب الذاكرة
· الزمن والخط
· عامل الحظ والصدفة .
قياس الثبات :
يحدد الثبات بعدة طرق تجريبية وإحصائية يهمنا منها ما يلي :
1. إعادة التطبيق أو الروز المتكرر
2. الصور المتكافئة
3. الأنصاف
4. حساب الثبات بواسطة المعادلات الإحصائية
ومن مصادر عدم الثبات مايلي :
1. المصحح
2. عدم ثبات محتوى الاختبار
3. عدم ثبات المختبر نفسه.
د ـ التميــيز :
الاختبار المميز هو الذي يستطيع أن يبرز الفروق بين التلاميذ ويميز بين المتفوقين والضعاف ، لذلك ينبغي أن تكون جميع الأسئلة التي يشملها الاختبار مميزة ، أي أن كل سؤال تختلف الإجابة عليه باختلاف التلاميذ . وهذا يتطلب أن يكون هناك مدى واسع بين السهل والصعب من الأسئلة ، بحيث يؤدي هذا إلى توزيع معتدل بين أعلى وأقل الدرجات ، وأن تصاغ الأسئلة في كل مستوى من مستويات الصعوبة بحيث يحصل التلاميذ على درجات متفاوتة . وفي ما يلي مثال توضيحي لذلك :
أعطي السؤال التالي للتلاميذ في الفصل الدراسي :
هل الصدق فضيلة ؟ أجب بنعم أو لا .
من تحليل إجابة التلاميذ أتضح أن جميعهم أجابوا بنعم ، بينما أجاب تلميذ واحد بلا . والمفروض في السؤال المميز أن تختلف الإجابات عليه باختلاف الأفراد ، وهذا يدل على أن هذا السؤال واضح تماما وغير مميز .

وقد أعطي سؤال آخر على نفس التلاميذ :
يعتبر الصدق ضروريا في مواقف الحياة أذكر نسبة ذلك ؟
كانت أجابه التلاميذ مختلفة وتراوحت بين 50 ـ 100 % وهذا يدل على أن هذا السؤال مميز ، وذلك بان أوضحت الفروق الفردية بين التلاميذ ، وهذا شرط أساس في أي سؤال من أسئلة الاختبار .فإذا أتضح أن أحد أسئلة الاختبار غير مميز ، فان من واجب واضع الاختبار أن يستبعد هذا السؤال لعدم جدواه .
ولتحقيق التميز في أسئلة الاختبار لابد من تحليل نتائج كل سؤال إحصائيا وتحديد سهولتها وصعوبتها ودرجه التمييز بينها من واقع عدد الإجابات الصحيحة والخاطئة والمتروكة في كل سؤال أو من خلال إيجاد العلاقة بين نتائج كل سؤال ونتائج الاختبار كله .
هـ سهوله التطبيق والتصحيح واستخلاص النتائج :
تتأثر عملية تطبيق الاختبار بعوامل متعددة ، منها ما يتصل بالاختبار وما يتميز به من خصائص ، ومنها ما يتصل بمن يعطي الاختبار ، ومنها ما يتصل بالتلاميذ الذين يطبق عليهم الاختبار . لذلك يجب على المعلم أن يراعي الجو النفسي والاجتماعي المناسب للتلاميذ ، بحيث يمكنهم من أداء الاختبار بدقة ، ويحدد الهدف الذي وضع من أجلة وذلك بان تقوم علاقة إنسانية تتسم بالاطمئنان والثقة بين المعلم والتلميذ . كما ينبغي أن يتيح المعلم الفرصة لكل تلميذ بان يظهر أفضل ماعندة من قدرات واستجابات ، ليحصل على أفضل النتائج التي يمكن مقارنتها بزملائه من التلاميذ . ولاشك أن مما يساعد على هذا أن يلتزم كل من المعلم والتلميذ بالتعليمات المصاحبة للاختبار ، ويحسن أن يقوم المعلم بإلقاء التعليمات بنفسه أمام التلاميذ قبل البدء في الإجابة ، حتى لا يختلط عليهم الأمر في فهمها ، وخاصة أن التلاميذ يكونون معنيين بالأسئلة أكثر من التعليمات والبعض لا يقرأها أحيانا.
ويجب أن تكون التعليمات بسيطة وواضحة وأن يقوم المعلم بإلقائها بحيث يكون كل جزء من التعليمات واضحا ، ليتجنب سوء الفهم والخلط من التلاميذ ، وعلى المعلم أيضا الإجابة على الاستفسارات المتعلقة بالتعليمات حتى يزيل أي غموض فيها ، فمن الضرورة أن يشعر التلاميذ دائما بأن من يوجههم ويشرف عليهم إنسان يهتم بهم ويحرص عليهم ، وهذا يمكن المعلم من الحصول على أفضل أداء من التلاميذ في تطبيق الاختبار .
ويجري تصحيح الاختبار طبقا للنموذج المحدد للإجابة ، وطبقا لجدول تقدير الدرجات ، وتفسير هذه الدرجات يعتبر خطوة هامة ، حيث يعطينا الاختبار هنا وصفا كميا مباشرا لاداء الشخص نطلق عليها " الدرجة الخام " ، وتكون عبارة عن عدد الأسئلة التي أجاب عليها التلميذ إجابة صحيحة ، وهي في حد ذاتها لا معنى لها وليس لها أي دلاله ، ولايمكن أن تفسر إلا بمقارنتها بجدول المعايير الذي يعتبر خطوة هامة من خطوات إعداد الاختبار ، فتحول الدرجات الخام إلى درجات معيارية أو العمر التحصيلي و النسبة التحصيلية والتي يمكن ترجمتها إلى مستويات محددة للتحصيل كما سبق إيضاحه .
في ختام هذه الخلاصة عن صفات الاختبار الجيد ، هناك خطوات هامة يتطلبها عمل الاختبار الجيد ، هي كالتالي :

تحديد الأغراض
مادة الاختبار
وضع الأسئلة
تنظيم ترتيب الأسئلة
وضع تعليمات الأسئلة
تجهيز مفتاح الأسئلة
تجريب الاختبار
تعديل الاختبار
تطبيق الاختبار
عمل معيار للاختبار .
__________________
المراجع
تم الرجوع في هذه المقالة إلى المراجع التالية :

· مباديء القياس النفسي والتقييم التربوي ، سبع أبو لبدة ، 1405 هـ .
· التقويم التربوي ، سعيد بامشموس وآخرون ،1400 هـ .
· التقويم والقياس النفسي والتربوي ، رمزية الغريب ، 1970م .
· علم النفس التعليمي ، محمد خليفة بركات ، 1396 هـ .
· الإحصاء في التربية وعلم النفس ، عبد العزيز القوصي ، 1956 م
بقلم / أحمد بن محمد بن سعد الحسين

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-04-2005, 01:43 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

لقد اعتزلت الضرب !! ( من مذكراتى الخاصة )

هكذا قلتها أمام تلاميذي في يوم من الأيام أمام نظراتهم التي ملئت دهشة وترقب وحذر وشك !!!
هم لم يتعودوا مني هذا الأسلوب التربوي بل تعودوا على مشاهدتي وأنا أحمل عصاي وأستخدمها بمناسبة ودون مناسبة !!!
ولعلكم تتساءلون عن هذا التغير الكبير في الأسلوب، وطريقة التعامل ؟؟!!
أنا شخصيا لا أدري سر هذا التغير ولكنه قد يكون نتاجاَ لعدة عوامل منها:-
* قراءتي المستمرة عن الأضرار البد نية والنفسية التي يؤدي إليها العقاب البدني، وشعوري أن الضرب لم يؤدي إلى تلك النتائج الكبيرة التي كنت أرجوها وأتوقعها منه كأسلوب!!
* حاجتي إلى تغيير أسلوبي في التعامل مع تلاميذي عله يسفر عن نتائج أفضل..
عودة لتلاميذي المذهولين الذين ألجمتهم المفاجأة في البداية عن الاستفسار عن أسباب اعتزالي الضرب وخاصة وهم يشاهدونني أقوم بتكسير العصا ورميها في سلة المهملات أمام أعينهم !!
ولكنهم بعد ذلك بدأوا يتساءلون عن طريقتي الجديدة في العقاب؟؟!!
فأوضحت لهم أنني سأعمد إلى نصحهم وتحفيزهم وتشجيعهم بالهدايا والمكافآت وأما المهملون فسأعمد إلى الخصم من درجاتهم.
مر أسبوع على هذه التجربة ولم أحظى بنتائج واضحة وهذا ما توقعته ولكنني أ صـّريت على الاستمرار في هذه التجربة لمعرفة النتائج التي من الممكن أن أحصدها منها.
ولم يمض شهر واحد حتى بدأت النتائج المذهلة تتوالى تباعا ومنها :
1 - استعاد كثير من التلاميذ ثقتهم في أنفسهم أمامي ففي السابق كان الطالب مثلا يقف أمامي لتسميع آيات أو أناشيد وهو مرتبك وعينيه على عصاي التي أحملها متوقعا ضربة سريعة على جسده في أي لحظة ونتيجة لأي خطأ بسيط.
أما الآن فهو يقف بثقة ويقرأ بتمكن وهو يرى ابتسامة حانية من أستاذه وتشجيع له منه .
2 - أصبح هناك نوع كبير من المصارحة في التعامل بيني وبين تلاميذي والصدق .. ففي الماضي كان التلميذ يكذب وقد يضطر إلى الحلف بأغلظ الأيمان كاذبا حتى يتجنب لسعات عصاي أما الآن فالطالب يتحرى قول الحقيقة والصدق لعلمه أنه لا توجد أسباب لجعله يكذب خاصة وأن أستاذه أصبح يعطيه فرصة لاستدراك ما فاته من واجبات ودروس نظرا لقوله الحقيقة..
3 - التطور الكبير والمذهل في مستوى بعض التلاميذ الضعيفين. وهذا التطور جاء نتيجة لإحساسهم بالأمان الداخلي ولأسلوب التشجيع الذي تعاملت به معهم ولمحاولة إثبات قدراتهم بعد أن تخلصوا من عبء كبير وشبح رهيب كان يطاردهم ويسمى العصا
3 - علاقة الحب والود الكبيرتين التي نشأت بيني وبين تلاميذي فأصبحوا ينتظرون حصصي على أحر من الجمر وعندما أدخل عليهم أجدهم على أهبة الاستعداد والحماس للدرس الجديد وأصبح الجميع يشارك بلا استثناء وتغيرت كثير من المستويات إلى الأفضل وأصبح نتيجة لهذا الحب نوع من الثقة والمصارحة بيني وبين تلاميذي فهم لا يترددون بإخباري عن جميع ما يمرون به من أزمات ويطلبون رأيي ومشورتي فيها مما قرب كثير من المسافات بيني وبينهم، ولعل أصدق دليل على هذا الحب أنني اضطررت للانتقال من مدرستي قبل نهاية العام الدراسي لظروف خاصة ودخلت على تلاميذي لأودعهم للمرة الأخيرة ولكنني لم استطع إكمال الحصة حيث تحول الفصل إلى قاعة للبكاء من جميع التلاميذ دون استثناء مما جعلني لا أستطيع السيطرة على مشاعري فشاركتهم البكاء وخرجت من الفصل مسرعا وجاء زميل لي إلى الفصل وتوقع أنني ودعتهم بالضرب عندما شاهد حالتهم تلك ولأنه لا يعرف أني قد اعتزلت الضرب منذ زمن !!!
وحقيقة منذ ذلك الوقت ندمت ندما شديدا على سنين خلت من خدمتي في التعليم كانت العصا هي سلاحي في التعليم والتقويم ..
وتمنيت أن يعود الزمن للوراء لأصلح ما أفسدته العصا ولكن لعل في تجربتي الشخصية هذه ما يفيد غيري من المعلمين الجدد والقدامى على حد سواء ليقرؤوها ويستفيدوا منها وليطبقوها وسيرون النتائج المذهلة التي يحصلون عليها عندها سيعرف الجميع الفوائد الجمة التي دعت المسئولين لمنع استخدام العقاب البدني في المدارس وسيقف كـل واحـد منهـم أمـام تـلاميذه وسـيكـسـر عصـاه وسيقول كما قلت سابقا: (( لقد اعتزلت الضرب)) !!


بقلم / النظر الثاقب

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-04-2005, 01:44 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


بسم الله الرحمن الرحيم

تطلع المعلمين إلى آفاق جديدة

إننا الآن مقبلين علي زمن جديد يحمل آفاقا جديدة يتسم هذا الزمن بان المعرفة ليست مجرد وسيلة بل هي غاية في حد ذاتها و هذا يعني إننا ننتظر الكثير من المعلمين لترجمة هذا للواقع العملي . فإن المسئولية تقع علي عاتق المعلمين في هذا العصر الجديد ليس لتهيئة النشء لمواجهة المستقبل فقط بل لبناء هذا المستقبل بأنفسهم و يجب أن نبدأ اليقظة منذ مرحلتي الابتدائية و الثانوية لمواجهة تحديات المستقبل و فهم ظاهرة العولمة و كيفية الاستفادة منها و التحكم فيها .

و في ظل هذا العصر الجديد الذي تنحصر فيه النزعات القومية ضيقة الأفق و تفسح مكان للقيم العالمية و يحل التسامح محل التحيز و تسود الديمقراطية محل الاستبداد و الشمولية و يختفي العلم المجزأ الذي يحتكر فيه البعض التكنولوجيا إلى عالم موحد تكنولوجيا . هذا يفرض علي المعلم دور كبير يزداد أهمية حيث يسهم المعلم في تكوين شخصية الجيل الجديد و عقولهم لاحتواء هذا القدر من التكنولوجيا و التحكم فيها بل و بنائها مع وضع القيم الأخلاقية التي تكتسب منذ الطفولة في الصدارة .

و في سبيل تحسين نوعية التعليم يجب أولا تحسين وضع المعلم من حيث إعداده إعدادا جيدا من حيث المعارف و المهارات و الصفات الشخصية و القدرات المهنية . و كذلك تهيئة ظروف اجتماعية و مادية مناسبة حتى يستطيع العمل بكفاءة .

ý العالم في قاعة الدرس

و ازداد دور المعلم صعوبة حيث أن الطالب يأتي إلى المدرسة يحمل قدر هائل من المعلومات و كثير من بصمات العالم التي يتلقاها بشكل سريع جذاب هذا القدر يتجاوز كثيرا حدود الأسرة و المدرسة و المجتمع المحلي هذه الوسائل الإعلامية تنافس ما يتعلمه في المدرسة و أحيانا تتناقض معه .

و هنا تكون المنافسة صعبة من حيث المدة فقد يجلس الطفل أمام جهاز التلفاز مدة أطول من التي يقضيها في حجرات الدراسة ، و أيضا بين المتعة التي الفورية التي يتلقاها الطفل من التلفاز دون جهد و بين ما يتطلبه مقتضيات النجاح في المدرسة . هذا يعني أن يكثف المعلم مجهوده ليجعل مادته اكثر جذبا مستخدما وسائل جديدة متطورة لفهم حقيقي.

و من ناحية أخرى لا يمكن تجاهل مشكلات المجتمع حيث إن الفقر و العنف و المخدرات تدخل مع التلاميذ داخل المدارس بعد أن كانت تظل خارجها مع الأطفال الذين لا يلتحقون بالتعليم و هنا يجب علي المعلم ليس فقط أن يكون قادرا علي مواجهة المشكلات و تنوير التلاميذ بشأن قضايا المجتمع بدءا من تعزيز مواقف التسامح و انتهاء بتنظيم النسل بل أيضا يجب عليه أن ينجح فيما عجز عنه الآباء و السلطات العامة ، كما أن علي المعلم أن يوجد التوازن بين الحداثة و التقليد

ثمة شئ آخر اكثر أهمية هو محاولة المعلم مد العملية التعليمية خارج المؤسسة التعليمية عن طريق الربط بين المواد التي تدرس و بين الحياة اليومية للتلاميذ.

و في الماضي كان التلاميذ مضطرين إلى تقبل ما تقدمه المدرسة من لغة التدريس أو مضمونه أو تنظيمه أما اليوم فالناس اصبحوا يعتبرون أنفسهم انهم أصحاب رأي فيما يتخذ من قرارات بشأن تنظيم التعليم .

و هنا لكي تنمي ملكات الإبداع و حب الاطلاع و روح الاستقلال لابد للمعلم ان يحافظ علي وجود هامش يفصل بين المدرسة و محيطها لكي تتاح للأطفال فرصة إعمال حسهم النقدي و علي المعلم أن يقيم علاقة جديدة مع المتعلم حتى لا يقتصر دوره علي التلقين بل اكتشاف العلم و تنظيمه و توجيه الفكر لا قولبته مع الحفاظ و التمسك بالقيم الأساسية .



n التطلعات و المسئوليات

إن ما يطلب من المعلم كثيرا جدا و أحيانا بلا حدود . ففي بعض البلدان يترتب أحيانا علي التوسع الكمي للتعليم نقص في المعلمين و اكتظاظ الفصول و كل هذا يعد ضغوطا علي المعلم .

و مهنة التعليم من اشد المهن تنظيما في العالم و ينتمي المعلمون _ البالغ عددهم في العالم حوالي خمسين مليون _ إلى نقابات تستهدف تحسين شروط عمل أعضائها من خلال توزيع الاعتمادات المالية المخصصة لقطاع التعليم و تتمتع بخبرة كبيرة لجوانب العملية التعليمية و إعداد المعلم و تعتبر وسيط للحوار بين المدرسة و المجتمع ليشمل فضلا عن قضايا الأجور و شروط العمل مسألة الدور المركزي الذي ينبغي أن يؤديه المعلم في تصميم الإصلاحات و تنفيذها فما من إصلاح يأتي بثمار إيجابية ضد إرادة المعلم أو دون مشاركته .

Q التعليم فن و علم

أن الصلة القوية بين المعلم و التعلم هي صلب العملية التربوية و رغم أن التعلم عن بعد اثبت فاعليته إلا أن للمعلم مكانة خاصة لا بديل له فمن منا لا يحتفظ بذكري تشجيع أو توجيه تلقاه من معلمه؟

و لا يقتصر عمل المعلم علي نقل المعلومة بل حسن عرضها في صورة إشكالية و من خلال طرح المشكلة يتسنى للطالب أن يربط بين حلولها و بين تساؤلات أوسع نطاقا .

و العلاقة بين المعلم و الطالب تتطلب من المعلم تنمية كاملة لشخصية الطالب مع احترام استقلاليته .

تكمن قوة المعلم في المثال الذي يقدمه من خلال ما يبديه من حب الاستطلاع و انفتاح فكري و استعداد لاختيار نظرياته بناء علي الواقع و الاعتراف بأخطائه أيضا و أن ينتقل لتلاميذه حب الدراسة و العلم .



O نوعية المعلمين

أثرت عدة عوامل علي نوعية المعلمين و كفاءتهم منها : قلة الموارد المالية ، افتقار الوسائل التعليمية ، اكتظاظ الصفوف ، استقبال تلاميذ يواجهون صعوبات علي الصعيد الاجتماعي و الأسرى .

و كلما اشتدت وطأة العوائق أمام التلميذ مثل : الفقر ، البيئة الاجتماعية الغير مواتية ، العوائق البدنية كلما طلب من المعلم المزيد من العطاء و كلما طلب منه أيضا أن يكون مكتسبا مهارات تربوية قوية و خصال إنسانية لا تقتصر علي فرض السلطة بل أيضا المشاركة الوجدانية . و هنا يجب علي حكومات البلدان عامة أن تحرص علي أهمية معلمي التعليم الأساسي و علي تحسين كفاءاتهم و تدريبهم لذا ينبغي أن تهتم الحكومات بالارتقاء بنوعية المعلم و تعزيز حوافزهم عن طريق الآتي :

O الحشد : تحسين الاختيار و توسيع قاعدة الحشد و البحث عن أصول لغوية و ثقافية متنوعة

O التدريب الأول : توفيق الصلة بين الجامعات و دور إعداد معلمي المستقبل في مرحلتي الابتدائية و الثانوية و الهدف هو أن يتابع المعلمون دراساتهم العليا و إن لم يكون في إطار الجامعة ذاتها .

O التدريب المستمر : تنمية برامج التدريب المستمر بحيث يتسنى لكل معلم أن يلتحق بها حسب احتياجاته و خاصة بواسطة تكنولوجيا الاتصال و يمكن أن يسهم التعليم عن بعد في خدمة المعلم و في تطوره و تطور أساليب تدريسه و تطبيق إصلاحاته .

O أساتذة دور إعداد المعلم : يجب العناية بهم و تأهيلهم لكي يسهموا في تجديد الممارسات التربوية علي المدى البعيد

O المراقبة : يجب تتاح فرص اكبر للمراقبة ليس فقط للتفتيش بل للحوار مع المعلمين أيضا و توجيههم في تطور المعارف و الأساليب و مصادر المعلومات و كيفية تمييز المعلمين المجتهدين و مكافأتهم .

O الإدارة : و من شأن الإصلاحات الإدارية أن تخفف الإجراءات الإدارية اليومية التي تقع علي عاتق المعلمين و تتيح فرص التشاور بشأن أهداف التعليم و تلقي الضوء علي بعض الخدمات المساعدة مثل دور المرشد الاجتماعي و أخصائي علم النفس التعليمي و ضرورة وجودهم بالمدارس .

O مشاركة أطراف خارجية : مثل إشراك الآباء بصور مختلفة في العملية التعليمية .

O ظروف العمل : يجب توفير ظروف عمل و أجور مرضية و لابد من منح بعض المزايا الخاصة للمعلمين الذين يعملون في المناطق النائية و ذلك لحفزهم علي البقاء فيها و استفادة هذه المناطق من المعلمين الأكفاء .

O الوسائل التعليمية : من أهم عوامل إنجاح العملية التعليمية حيث إن تجديد و تطوير المناهج عملية دائمة و يجب إشراك المعلمين فيها في مراحل تصميمها و مراحل تنفيذها . و قد أصبحت تكنولوجيا الاتصال اكثر السبل لتعزيز عملية التعلم و التقييم و تفتح طرقا اكثر جذبا أمام الطلاب لتحصيل المعارف و المهارات و تقوم التكنولوجيا أيضا بعمل جسر بين البلدان الصناعية و البلدان الغير صناعية كما تعمل التكنولوجيا إلى تحسين و رفع مستوي مهارات و معارف المعلمين الذين لم يتلقوا إعدادا كافيا و تساعدهم علي بلوغ مستويات من المعرفة لم يبلغوها إلا بالتكنولوجيا .




¨ تعلم مواد التدريس و أساليبه

اصبح العالم يتطور بسرعة هائلة و إدراك المعلمون أن إعدادهم الأول لم يعد كافيا و لا ملائما لما يحدث اليوم بل يجب تحديث أنفسهم و معارفهم مدي الحياة مع الحفاظ علي كفاءتهم في المادة التي يدرسونها و الكفاءة في التدريس ذاته و لا يجب أن يهمل المعلم اكتساب المهارات اللازمة الدائمة في هذين المجالين علي حد سواء .

و للإعداد الجيد للمعلمين أن يتتلمذوا علي يد المعلمين المحنكين ذوي الخبرة ، و أن التدريب المستمر يسهم في رفع كفاءة المعلم بالإضافة إلى تحسين أوضاعهم و ظروف عملهم .

كما يجب الاهتمام بمدرس العلوم و التكنولوجيا و رفع كفاءتهم العلمية حيث أن العلم هو السبيل الوحيد لمكافحة الفقر و التخلف و خصوصا في الدول النامية .

أيضا من شأن الفكر الجديد للمعلم هو أن تتاح له فرصة ممارسة مهن أخرى خارج الإطار المدرسي ليتعرف علي جوانب أخرى من عالم العمل مثل حياة المؤسسات و الشركات التي كثيرا لا يعرفونها حق المعرفة .



- المعلمون في خضم العمل

المدرسة المجتمع المحلي

إن تقوية الصلات بين المدرسة و المجتمع المحلي من أهم السبل الكفيلة بتنمية التعليم في كفاءة و انسجام حيث يكون المعلم اكثر إدراكا لحاجات ذلك المجتمع و اقدر علي تحقيق غاياته.

إدارة المدارس

إن مدير المدرسة هو أحد أهم عوامل نجاح المدرسة إن لم يكن أهمها علي الإطلاق فالمدير الكفء يستطيع إدخال تعديلات و تحسينات نوعية من شأنها رفع مستوي المدرسة .

و لهذا يجب أن يتولى إدارة المدارس إلى مهنيين أكفاء يفتحون باب التعلم المستمر أمام المعلم الذين يكون وقتها معلما أحيانا و متعلما أحيانا أخرى .



Ñ إشراك المعلمين في اتخاذ القرارات التي تخص قضايا التعليم

ينبغي إشراك المعلمين في اتخاذ القرارات المتصلة بالتعليم و إعداد المناهج و المواد الدراسية .



H تهيئة ظروف ملائمة لتعليم فعال

يستحسن زيادة إمكانية انتقال المعلمين سواء في إطار مهنة التعليم أو بينها و بين المهن الأخرى لكي يتاح لهم توسيع نطاق تجاربهم ، و لكن لكي يؤدي المعلم عمله بنجاح يجب أن يتمتع بمساندة كافية إلى جانب ظروف مادية ووسائل تعليمية كافية و هذا من شأنه وجود نظام للتقييم و الإشراف كفيل بتشخيص الصعوبات و معالجتها كما يجب علي كل سلطة أو إدارة محلية أن تدرس كيفية الانتفاع بالمهارات المتاحة في المجتمع المحلي و تشجيعها . كما أن مشاركة الآباء عمل إيجابي لابد منه .



¥ مؤشرات و توصيات



? علي الرغم من تباين أوضاع المعلمين النفسية و المادية بحسب البلدان إلا انه لابد من تحسينها ، و من اجل تقدم المجتمع و تعزيز التفاهم بين الشعوب يجب علي المجتمع الاعتراف بصفة المعلم بكل ما تحمله الكلمة من معني و أن يعطي السلطة اللازمة و الموارد الملائمة .

? التعلم مدي الحياة يقود إلى مجتمع التعلم الذي تتاح فيه فرص التعلم في شتي المجالات سواء في المدرسة أو الحياة الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية

? و لان المعلمين اكثر فئات المجتمع المعنية بهذا الأمر فهم مكلفون برفع مستوي معارفهم و تحديثها و يجب استغلال الفرص لتحقيق اكبر قدر من الإنجازات العلمية لدي المعلم مثل الإجازات المدرسية أو إجازات التفرغ العلمي .

? و رغم أن مهنة التعليم و إن كانت في جوهرها نشاطا فرديا إلا أن العمل الجماعي أمر لابد منه لاسيما في مراحل التعليم الثانوي من اجل تحسين عملية التعليم .

? أهمية المبادلات بين المعلمين و المشاركات بين مؤسسات البلدان المختلفة فهذا يحقق انفتاح أوسع علي ثقافات و حضارات و تجارب أخرى .

? كل التوجهات يجب أن تكون محل حوار علي تتجاوز الطابع النقابي المجرد . و الحقيقة أن النقابات إلى جانب أهدافها في حماية المصالح المعنوية و المادية لأعضائها ، قد تراكم لديها رصيد من الخبرة هي علي استعداد لان تضعه في خدمة أصحاب القرارات السياسية .



من كتاب جاك ديلور وآخرون: التعلم ذلك الكنز المكنون ، تقرير اللجنة الدولية المعنية بالتربية للقرن الحادي والعشرين ، اليونسكو ، مركز الكتب الأردني، 1996. ص ص 123ـ 133.

تلخيص الطالبة نيفين بالدبلوم العام كلية التربية جامعة حلوان



إشراف الدكتور / صلاح عبد السميع عبد الرازق

دكتور المناهج وطرق التدريس بالكلية

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-04-2005, 01:45 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


ظاهرة العنف الطلابي ضد المعلمين

انتشرت ظاهرة العنف الطلابي ضد المعلمين وازدادت حدتها في السنوات الأخيرة ولاشك أنها ظاهرة غريبة على مجتمعنا بكل المقاييس وتستلزم الدراسة والتقصي ولا أعلم إن كانت وزارة المعارف قامت بدراسة الظاهرة وأسبابها ووضعت لها الحلول المناسبة .

الآتي هو اجتهاد شخصي اعتمد على خبرتي في العمل التربوي كمعلم للمرحلة المتوسطة لعدة سنوات وقربي من الطلاب ومشاكلهم .

العنف :

يعرف العنف بشكل عام بأنه هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين جسميا أو نفسيا ويقابله الرفق والعطف والتسامح ومقابلة السيئة بالحسنة .

والطالب بشكل عام يتأثر بعدة عوامل تحيط به وتؤثر في سلوكه إما إيجابا أو سلبا وهي العائلة ، المجتمع ، والإعلام المرئي فإن صلحت صلح الطالب وبالتالي صلح الجيل بأكمله . والعنف عادة ما ينتج من الشعور بالإحباط وعدم الاتزان النفسي وانعدام التوجيه التربوي .

والعنف الطلابي نتاج لعدة أسباب تأثربها سلوك الطلاب أذكر منها :

1- العنف العائلي:

الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى وهي الباني الأول لشخصية الطفل وتشكيل سلوكه في المجتمع .وبالتالي فإن الأسر التي يسود فيها_ بين الأبناء أو بين الأبوين _ سلوك العنف والفوضى والعادات السيئة والتناحر نجد أبنائها يمارسون هذا العنف خارج البيت ضد الغير كأسلوب حياة .

2- القسوة في المعاملة من قبل الوالدين :

حيث أن القمع وعدم احترام الأبناء أو الاهتمام بمشاكلهم وعدم مراعاتهم وعدم المساواة في المعاملة ، كلها أسباب تؤدي إلى العنف وحب الانتقام .

3- قسوة بعض المعلمين واستخدامهم لأساليب غير تربوية :

فالعقاب البدني الغير مبرر والذي يصل أحيانا لحد الانتقام ، والاستهزاء بالطالب وعدم احترامه ومراعاة شعوره والتوبيخ المستمر من قبل المعلم للطالب ، كلها عوامل تساعد على بناء رغبة الانتقام عند الطالب .

4- شخصية المعلم وقدرته العلمية وقدرته على التوجيه :

إحساس الطالب بضعف شخصية المعلم وعدم قدرته على السيطرة على الفصل يترك أثرا سلبيا في نفوس الطلاب وينعكس على سلوكهم نحوه فتعم الفوضى داخل الصف ويبدأ التراشق بالكلمات الغير لائقة بين المعلم وطلابه وقد يدفع ذلك بالطلاب إلى التمادي وتجاوز الحدود ، كما أن إحساس الطالب بالقصور العلمي عند المعلم يولد عدم الاحترام للمعلم .

6- مرحلة المراهقة :

تعتبر هذه المرحلة مرحلة صراع وتمرد على أسلوب الحياة ورغبة في إثبات الذات وهي مرحلة صعبة جدا ولايتم تجاوزها بسلام إلا بتعاون البيت والمدرسة حيث أن للإرشاد والتوجيه التربوي دوران مهمان في تشكيل شخصية الطالب وفي استقراره النفسي وتجاوز هذه المرحلة بسلام .

5- دور الإعلام المرئي :

انتشار أفلام العنف في التلفزيون يؤدي بالطالب إلى الرغبة بالتقليد ويغذيه بطرق جديدة لممارسة العنف .

6- القصور الإداري في التعامل مع العنف :

عدم وجود أنظمة رادعة وانعدام الكفاءات المؤهلة لمعاجلة مثل هذا السلوك .

بعض الإجراءات التي أرى أنها تقلل من انتشار العنف بين الطلاب :

1- الإعداد الجيد للمعلم من الناحية التربوية والعلمية .

2- تقريب المسافة بين الطالب والمعلم .

3- احترام الطالب وبالتالي احترام رأيه وفكره وعدم التقليل من قيمتهما والسماح له بالتعبير عن مشاعره مع مراعاة عدم تجاوز الطالب لحدود الأدب .

4- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب .

5- التوجيه المستمر والغير مباشر للطلاب وحثهم على السلوك الحسن و ذلك عن طريق القصص الواقعية التي وردت في التراث الإسلامي .

6- التحذير من رفاق السوء وإرشاد الطلاب لكيفية انتقاء الأصدقاء وماهي مواصفاتهم وطرح الأمثلة وبيان النهاية المتوقعة لرفقة السوء .

7- عدم اعتماد الأساليب التقليدية في الشرح وإعطاء الطالب الفرصة للمشاركة والاكتشاف والوصول إلى النتائج وهذا سوف يضفي على الدرس صفة التشويق وحب المادة العلمية وحب المعلم.

8- الاهتمام بالتوجيه والإرشاد وتأهيل المرشدين تربويا ونفسيا للقيام بأدوارهم وتنظيم اللقاءات الدورية فيما بينهم للإطلاع على المشاكل المختلفة وكيف تم التغلب عليها والاستفادة المتبادلة من خبراتهم .

بقلم / عبد الله الخضراوي

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-04-2005, 01:45 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

بسم الله الرحمن الرحيم
ظاهرة غياب الطلبة قبل العطل الرسمية وبعدها وأثناء العام الدراسي

مقدمة :

تعتبر المدرســة من وسائــط النظام التربــوي في المجتمعــات الحديثة ، وأســاليـب التربية المطبقة فيهـــا تعتبر من أهم أساليب الضبـــط الإجتماعي 0 كما أن الأسـرة تؤدي دورا هاماً في توجيــه سلوك الأبناء وتساعدهم على اكتساب العادات الحميدة التى تقوي الخلــق والانضباط ومن أهم هذه العادات حب النظـــام 0 وظاهـرة تغيب الطلبة والطالبات عن الدوام المدرسي قبل العطـــل والإجازات الرسميـــة تعتبر من الظواهر السلوكية السلبية 0 وعدم احساس الطلبة بأنهم يعيقون المسيرة التربوية ويمارسون مسلكا خاطئاً فإن ذلك ناشيء أصـــلا عن نقص في المثــــل والمبـاديء الأخلاقية التى يتحلى بها الوالدين أو أحدهما 0 حيث أن مباديء الأبناء تقوم أساساً على صدى ما يحس به أبويه من رضا أو عدم رضا في كـــل ما يبدر عنه من فعل ، فإذا ما أظهر الوالدان اللامبالاة والرضا عن أعمال غير مقبولة فلا يمكن أن نتوقــع توافق أخلاق الطلبة مع ما يتطلبه النظـــام المدرسي 0 فأصبـــح الطلاب والطالبات يستغلون كثرة الإجازات خـــلال السنة الدراسية للتغيب قبلها وبعدهـــا وســط تهيئه أسرية وعدم اعتراض الأهـــل على ذلك0 فالطلبـــة لا يدركون أثـــر هذا الغياب في تحصيلهم العلمي ولا يبـالون بالآثار السلبية لكثرة الغياب ، والأهــــل لا يدركون أن كثرة أيام الغياب تفقد الطالب حماســــة للدراسة واحترامه للأنظمة المدرسية 0
وظاهرة الغياب لها نتائج وخيمة على الطالب وتكمن خطورتها في أنها تولد التمرد على النظم واللوائح المدرسية ، كذلك تساعد في أن يتخــرج الطالب فاقد الاحساس بأهمية الحرص على الـــدوام ومن ثم ينعكس ذلك عندما يتولي مهامـــه الوظيفيـــة في الدولة 0 فالانتظام في الــــدوام المدرسي يولــد الجديـــة وحب العمل والجلــد ، والانتماء والولاء الشديد للمؤسسـة وللأسرة وللمدرسة وللوطن وللبيئة المحيطة ، ويولد عشــق النظام واحترام السلطة والطاعة الواعية والالتزام بالقيم والأخلاقيات ولاشــك أن هذه الظاهرة لها أسبابهـا العديدة ، ومن المؤكد أن سلبية أولياء الأمور سببب جوهري وراء تفشي هذه الظاهرة 0

أسباب الغياب :
**********
أولا : الأسباب الاجتماعية :

(1) كثرة المناسبات الأسريـة قبل الإجازات والعطل الرسمية : وجود مناسبة زواج أو خطبــة في محيط العائلـــة يدفع بالكثير من الطلبــة وخصوصــًا الفتيات بالغيـــاب وخصوصا عند البدو، وتبـــرز هــذه الظاهرة بكثرة في المرحلة المتوسطة 0
(2) مستوى تعليم الأسرة : حيث أن إدارك الوالدين لأهميـــة التعليم يتوقــف على مستواهم الثقـافي ، وعدم احساسهم بأهمية التعليم والمواظبة على الـــدوام المدرسي يجعـــل ذلك ينعكـس على أبنائهم ويشكل أحد الأسباب الهامة لتكرار الغياب 0
(3) سفــر الوالدين : إن من أهم الأسباب كذلك التى تدفــع بالطلبة للغياب هو إصرار أولياء الأمور على اصطحـــاب أبنانهم عند السفروخصوصاً قبيل الإجـــازات الرسمية 0 هنا يبرز مدى تهاون الأهل بل وتشجيعهم للأبناء على ترك الدراسة والسفر 0
(4) السهر إلى ساعات متأخرة من الليل : حيــــاة السهر التي يعيشها الطلبة مع أولياء أمورهم على ما تعرضه القنوات الفضائية إلى ساعات متأخرة من الليل وخصوصـــًا أن البرامج الجيـــدة تكثـر قبيـــل العطل والإجازات الرسمية دون انتبــــاه الأهل لأهمية الراحة البدنية الكافية للطالب والنوم مبكرا ، ومن ثم تدفع الطالب للتغيب لعـــدم أخـــذ كفايته من النوم ، وهذا يقوى لدى الطلبة نزعة اللاجدية في الحرص على الدوام المدرسي 0
(5) الاتفاق على الغياب الجماعي : يتعمـــد الطلبة إلى الاتفــاق وحث بعضهم البعض على الغيـــاب قبيل العطل والإجازات الرسمية ، فهم لا يكتفـــون بكثـــرة هذه الإجازات بل عـــادة ما يتفقون جماعياً على الغياب يومــًا أو يومين قبيل وبعد هذه الإجازات 0
(6) الحالــــة الاقتصادية للأســـرة : إن ارتفــاع المستوى الاقتصادي للأسرة وتوفير جميع وسائل الترفيــه من كمبيوتـــر / تلفزيون / فيديـــو / سيجا 0000الخ 0 قــد تشغل الطالب عن دراسته إذا ما أتيح له استخدامها في أي وقت وانشغالــه بها يدفعه إلى اهمال دروسه وكثرة غيابة ، فالتطرف في تدليـــل الأبناء لـــه العديد من الآثـار السلبية كما أن ارتفاع المستوى المعيشي لبعض الطلبة وامتلاكهم لكــــل ما يريدون يقلل من فائدة التعليم وقيمته في نظرهم ويدفعهم إلى التمرد على النظام والانضباط المدرسي0
(7) المشاكــــل الأسرية : إن تصـــدع الأسرة وتفككهـــا إما بسبب الطلاق أو الحرمــــان من أحد الوالدين سيدفع بالطالب إلى الانطواء وضعف الحافز للتعليم نتيجـــة لانعكاس ذلك على نفسيـــة الطالب مما يدفعه إلى الغياب المتكرر عن المدرسة ويحرمه من متابعة دروسه 0
(8) قلة التعاون بين البيت والمدرسة وعـدم استجابة أولياء الأمور للمدرسة عند دعوتها لهم للتباحث حول أسباب الغياب 0
(9) قصور الأجهزة الاعلامية من صحافة وإذاعة وتلفزيون في نشر التوعية بأهميـــة الانتظام في الدوام المدرسي قبيـــل العطل الرسمية ، بــــل على العكس تعتبر وسائل الاعلام هي مــــن الأسباب التى تدفع بالطلبة للغياب من خلال ما تقدمة من برامج ترفيهيـــة وما تبثــه من اعلانات لمواقــــع وأماكن ترفيهية تجذب انتبــــاه الطلبة وأولياء أمورهم لارتيادهـــــا على حساب الدوام المدرسي 0
(10) أسبـــاب أخرى خارجـة عن إرادة الطالب أو الطالبــة : الإصابـــة ببعض الأمراض ممـــا يؤثر على الكفــــاءة الجسمية والقدرة على الحركة وبذل النشاط مما يعوق الطالب عن الحضور للمدرسة 0 وأكثر هذه الأمــراض شيوعا أمراض الحلق والتهاب اللوزتين الحاد والمزمن 0وخصوصـا أن معظم العطل الرسمية تكون في فصلي الشتاء والربيع0

ثانيا : الأسباب التربوية :

(1) الإدارة المدرسية : عـــدم وجــــود اهتمام فعلي من جانب بعض الإدارات المدرسية بمتابعــــة مواظبة الطلبة على الدوام المدرسي ، ولا شـــك أن تراخي بعض المدارس مع الطلبة الذين يتغيبون قبيــــل العطل الرسميــة وبعدها من الأسباب التى تشجعهم على تكـــرار مثل هذا الغياب حيث أن بعض الإدارات المدرسية قد تكون من عناصـــر تشجيع الطلبة على عدم الحضور وخصوصا مدارس البنين0فبعض المدارس تعتبر غير جادة في عملها قبيل الإجازات الرسمية مما يدفع بالكثير من الطلبة على الغياب 0 إلا أنــــه بالمقابــــل نجد إدارات تبتكر أساليب جاذبة لحضور الطلبة قبيل الإجازات كعمــــل جـــدول يتضمن على اختبارات قصيــرة ، أو تكثيــــف الأنشطة المدرسية المشوقة ، ضمانا لعدم غيابهم 0 إلا أنـه وعلى الرغم من التفاوت الواضح في حرص الإدارات على مواظبة الطلبة على الدوام المدرسي قبيل وبعد العطل الرسمية نجــــد أن ما تبنية إدارة مدرسيـــــة تهدمـــه إدارة مدرسية أخـــرى قريبة من حيث المسافة لهذه المدرسة 0 على سبيل المثال نجـــد أن ولي أمر لدية أبناء في المرحلتين الإبتدائيـــة والمتوسطة بنين وبنات ، فكيف نتوقع من ولي الأمر !
أن يحضر ابنته إلى مدرستها في المرحلة المتوسطة بينما أبناءه الأخرون تم حثهم على عدم الحضور من قبل المدارس الأخرى 0 فــوجــــود تفــــاوت بيــن الإدارات المدرسية في تطبيق لائحـــة الغياب شكـــك في مصداقيته 0 لذا لابد من تكاتـــف جميع الجهود وتنســــيق المواقف بين جميع الإدارات المدرسية تجــــاة الإلتزام بالحضور والمواظبة على الدوام المدرسي قبيــــل وبـعـد الإجازات الرسمية 0
(2) المعلم : إن شخصية المعلم وطريقـــة شرحــــه وأسلوبه في التدريس له دوراً كبيراً في استماله الطلبة له وحرصهم على حضور حصصه ، فكلما كان محبوبا من طلبته فإنهم سيحرصون على مادته وعلى عـــدم التخلف عنها ومن ثم على عدم الغياب حرصاً منهم على الالتقاء به يومياًّ 0 إلا أن بعض المعلمين يخبـــرون طلبتهم بأنــه لن يتم تدريس أو شرح درس جديد في هذه الأيام مما يدفـــع بالكثير من الطلبة حتى الحريصين منهـــم على عدم الغياب ، بعدم الحضور فلا جدوى من حضورهم طالمــا أنه لن يتم شـــرح دروس جديدة 0وعــــدم متابعة الإدارات المدرسية للمعلمين الذين يحثون طلبتهم على الغياب أدى لاستفحال وانتشار هذه الظاهرة 0
(3) استخــدام العقاب البدني من قبل بعض الإدارات المدرسية : إن الشدة في معاملة الطلبـــة في غير موضعها لهـــا الآثار السيئة على نفسية الطالب وتدفعـــه لكراهيـــة المدرسة ومن ثم الغياب المتكرر عنها قبيل العطـــل الرسمية وبعدها أو حتى طوال السنة الدراسية 0 فهنــاك بعض الإدارات المدرسية التى تلجأ لضرب الطلبة المتأخرين أو تلجأ لحرمان الطالب من اكمـــال يومه الدراسي بحجة عدم حضوره مبكراً وخصوصا في مـدارس البنين مما ينتج عنه مشاكل كثيرة تستفحل مع الأيام 0 فالطالب المتأخــر يفضل عــــدم دخول المدرســـة والغيــــاب حتى لا يتعرض للعقاب البدنى المتمثل في الضرب 0 وعــــادة ما نرى بعض الطلبة يجوبون المجمعات والمقاهي خــلال ساعات الدوام الرسمى وعنـــد سؤال أي منهم يكــــون السبب أنهم ذهبوا متأخرين عـــن المدرســة ، ولو تصورنــا تكرار هـــذا التأخير من قبل الطالب وتكرار ضربة أو تكرار طرده من المدرسة فإننــا في كلتا الحالتين نولد لدية دوافع انتقامية وكــره شديد تجاه المدرسة 0
(4) الدور السلبي للأخصائى الإجتماعى : هامشيـــة الـــدور الــــذي يقـوم به الأخصائي الاجتماعي تجاه توعية أولياء الأمور والطلبة بأهمية الانتظام والمواظبة على الحضور قبيل العطل والإجازات الرسمية 0 بل انه أحيانا قد يســهم في سلبيـــة أوليـــاء الأمـــور تجاه الكثيـر من الأمور التربوية فوظيفتـــه تقف عند حد استدعاء أولياء أمور الطلبة المشاغبين أو ذوي الأداء التحصيلي المنخفض أو لاستدعاء ولي الأمر لأخذ ابنـــه المريض فقط لا غير 0 فلا يهتـــم بعقد سلسلة من اللقاءات لأوليــاء الأمور بهدف دراسة ومناقشة بعض المشاكـــل الطلابية الجماعية أو بإقامــــة البرامج الثقافية والتوعوية لأولياء الأمور بهــــدف تنويرهم وارشادهم بكيفيــــة مواجهة المشكلات الدراسيـــة والسلوكية ، أو استدعائهم لدراسة بعض الظواهر السلوكية ذات المــــردود السلبي على العملية التعليمية كظاهرة الغياب مثلا 0
(5) البيئة المدرسيــة : افتقار البيئة المدرسية للأنشطة والفعاليات المشوقة تـــؤدي لعـــزوف وتثاقل المتعلمين عـــن الحضور للمدرسة قبيل العطــل والإجــازات الرسميــــة 0 يجب أن تكـــون المدرسة غنيـــة بالأنشطـــة والفعاليات والمهارات الحياتية 0 ويجب على كل الإدارات المدرسيـة أن تعمل باستمرار على استثـــارة دافعيـــات الطلبة وشوقهم وحبهم للتعلم ، فالمدرسة ليست مجـــرد معلومات تنقل للتلاميذ بـــل هي خبــرات محببة لنموهم 0 لذا لـــو تعمدت الإدارات المدرسية على جعل الأيام التى تسبق العطل الرسمية وتليها مليئة بالأنشطة والفعاليات المحببة للطلبة لما كان هناك غياب جماعي في مثل هذه الأيام 0

مقترحات لعلاج الظاهرة

لابد من وجود متابعة جادة لمشكلة الغياب الجماعي قبـل الإجازات والعطل الرسمية والعمل على تنمية الاحترام والميل للتعليم بشتــى الوسائل مع الاعتماد على الأسس التربوية الصحيحة عند معاملة الطلبة والتي يجب أن تستهــــدف تعديــــل سلوكهم واعدادهم للتوافق مع المجتمع مثل :

(1) إيجــــاد الوسائـــل التربويـــة الكفيلة في الحـد من غياب الطلبة قبل وبعد الإجازات والعطل الرسمية على سبيل المثال :
· الغياب بـــدون عذر مقبول في هذه الأيام أو حتى طوال العام الدراسي يُفقــد الطالب نصف درجة من كل مادة فاتته في هذا اليوم 0
· الحرمان من بعض الامتيازات ، كأن يحرم الطالب من حضور الإذاعة المدرسية / النشاط المدرسي / الفرصة واللعب مع الأصدقــاء لمـــدة يومين عن كل يوم غياب بدون عذر 0
· التكليف بالواجبات ، وهو جــــزاء جيد إذا ما تم استعماله بعـدل دون إسراف بغية الانتقام من الطالب المتغيب بــدون عذر، كما أنه يساعد على تثبيت المعلومات لدى الطالب 0 كـــأن يطلب منه نسـخ الدروس التى فاتته من زملائه وذلك داخل أسوار المدرسة 0
· مكافأة الطلبة الذين يحرصون على عـــدم الغياب في هــــذه الأيام من خلال استحداث الأنشطة المتنوعة المحببة لهم 0
· عمل اختبارات قصيرة تدخل ضمن درجات الطالب في هــــذه الأيام 0مع التأكيد على أن هذه الامتحانات لن تعـــاد أبداً إلا في حالــة غياب الطالب بعذر خارج عن إرادته كالمرض أو وفاة أحد الوالدين فقط 0
· منع إعـــادة شـــرح الدروس لأي طالب يتغيب بدون عذر مقبول في الفترة التى تسبق وتلي الإجازات الرسمية 0

(2) أخذ تعهد على جميـع الإدارات المدرسية والمدرسيـن بعــدم حث الطلبة على التغيب قبـل وبعـد العطل والإجازات الرسمية 0 وفي حالة المخالفة يتم توجيه انــذار للمدرسة المخالفة حتى يتم توحيـد حضور جميع طلبة المدارس في جميع المراحــل الدراسيـــة دون تفريــق مـع التشديد على مدارس البنين 0
(3) دراســـة ظـــاهرة الغيـــاب فـــي مدارس التعليم العام بـدولة الكويـــت والأسبـــاب المؤدية لهذه الظاهرة ، مع تحــديد حجم هذه الظاهرة من خـــلال النسب المئوية وتـــدارس الأسباب التى أدت لتفشيها في جميع المراحل الدراسية من قبل متخصصين 0
(4) إشاعة الروح العائلية في المدرسة وسيادة الاحترام والحب المتبادل بين الإدارة والمعلم والطالـــب 0فعـــن طريــق المعامــلة الحسنـــه الموجهة والرعاية النفسية المستنيرة وفي ظــل الولاء الـــذي يســـود المدرســـة نستطيع التخلص من هذه الظاهرة من خلال تقديم النصح والارشاد من خلال الإذاعة المدرسية باعتبارها من أهم الأنشطة التربوية 0
(5) تفضيل الثواب على العقاب في حث المتعلمين على عـــدم الغياب وعــدم معاملتهم بقســوة بزعـــم أنها تؤدي إلى التربية الرشيدة فالشــر لا ينتج خيراً 0
(6) العمـــل على إيجاد السبل الكفيلة بتوطيد العلاقة بين البيت والمدرسة من خلال تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي وزيـــادة الاهتمام بمجالـس الآباء والمعلمين للعمـــل على حــــل الظواهر التربويــة المختلفة ومنها ظاهرة الغياب الجماعي قبل العطل الرسمية 0
(7) لابـــد من إعادة النظر في وجـــود الممرضة المقيمة في كل مدرسة نظراً لأهميـــة الـــدور الذي تقـــوم به ، حيث كانت تهتـــم بالحــالات المرضية المزمنة والطارئة 0 ممــا ساهــم في احســاس أولياء الأمور بالاطمئنان لوجود من يرعاهم في فترة مرضهم أثنــاء تواجــدهم بالمدرسـة ، إلا أن الاستغنـــاء عنهم أدى لتفشي ظاهـــرة الغياب والاستئـــذان طـــوال العام الدراسي بشكــل ملحـــوظ 0 فمجـــرد احساس الطـــالب بصــداع طفيف بالــرأس يدفع بالطالب للاتصال على ولي أمـــرة لأخــــذه مــن المدرسة والاستئذان وبالتالي تضيع علية الكثير من المواد الدراسية 0 فلــو كانت هناك ممرضة لوفرت له العلاج السريع دون الحاجة للاستئذان أو التغيب من المدرسة 0 وعلى الأقل فلتوفر وزارة التربية الممرضة المقيمــة في المدارس ذات الكثافة الطلابية الكبيرة تحسبا لحدوث أى مشاكل طارئه0
(8) السماح للطلبــة بالغياب لمــدة أسبوع قبل امتحانات نهاية الفصل بصفة رسمية وذلك لوجود قناعـــات لـــدى معظـــم الإدارات المدرسية بأحقية الطالب للغياب استعدادا للامتحانات وكذلك نظرا للاستعدادات التى تقــوم بها الإدارات في تلك الفترة 0
(9) منع إعادة شرح الدروس لأي طالب يتغيب بعـــذر غير مقبول في الفترة التى تسبق وتلي الإجازات الرسمية 0


بقلم / أ0إيمان الرمح
مدرسة أولى لغة إنجليزية
ماجستير مناهج وطرق تدريس جامعة الكويت

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-04-2005, 01:46 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


اضطراب الإنتباه لدى الأطفال:اجعله يمسح السبورة

تُعد عملية الانتباه من أهم العمليات التي تؤدي دورًا كبيرًا في النمو المعرفي لدى الفرد، إذ إنه من خلالها يستطيع انتقاء المنبهات الحسية المختلفة التي تساعده على اكتساب المهارات وتكوين العادات السلوكية الصحيحة بشكل يحقق له التكيف مع البيئة المحيطة.

الكتاب: اضطراب الانتباه لدى الأطفال.
المؤلف: السيد علي أحمد ـ فائقة محمد بدر.
الناشر: مكتبة النهضة المصرية.
عدد الصفحات: 150 صفحة.


عرض: محمد عويس.


وتشير الدراسة التي أعدها الدكتور السيد علي أحمد والدكتورة فائقة محمد بدر بعنوان «اضطراب الانتباه لدى الأطفال» إلى أن 50% تقريبًا من الأطفال المصابين باضطراب الانتباه يوجد في أسرهم من يعاني أيضًا هذا الاضطراب، وأن معدل انتشاره بين أبناء هذه الأسر يكون مرتفعًا لدى الأطفال التوائم ولاسيما التوائم المتشابهة، وتعاني نسبة من الأطفال اضطرابًا في الانتباه، ويتضح ذلك من عدم قدرتهم على التركيز على المنبهات المختلفة لمدة طويلة فيجدون صعوبة في متابعة التعليمات وإنهاء الأعمال التي يقومون بها، كما أن لديهم ضعفًا في القدرة على التفكير فيخطئون كثيرًا بالإضافة إلى عدم ترابط حديثهم.
ويتسم أولئك الأطفال بالاندفاعية حيث يجيبون على الأسئلة الموجهة إليهم قبل استكمالها، القيام بأعمال تؤذي الآخرين، تعريض أنفسهم للمخاطر.
وتبين الدراسة أن هذا الاضطراب يعود إلى أسباب عديدة منها: ما يرتبط بالوراثة، والبيئة، والغذاء، والمخ، كذلك لطبيعة العلاقة بين الطفل ووالديه وهو ما يؤكد حاجة الطفل إلى الحب والدفء العاطفي من والديه تمامًا مثل حاجته إلى الغذاء والكساء، لذلك فإن أساليب المعاملة الصحيحة من الوالدين التي تشعر الطفل بالاهتمام والحب تؤدي إلى توافقه النفسي والاجتماعي. أما أساليب المعاملة الخاطئة التي تتسم بالرفض الصريح وغير المقنع والإهمال واللامبالاة والعقاب البدني أو النفسي الشديد والتي يشعر الطفل معها بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه وكأنه من سقط المتاع، فإنها تؤدي إلى إصابته باضطراب الانتباه وهو الأمر الملاحظ لدى الأطفال رعايا مؤسسات الإيواء والأحداث مقارنة بالأطفال الذين يعيشون في كنف أسرهم، مما يدل على أن الحرمان العاطفي من الوالدين الناجم عن التفكك الأسري يؤدي إلى إصابة الطفل باضطراب الانتباه.
وتشير الدراسة إلى أن أعراض اضطراب الانتباه لدى الأطفال تتمثل في الانتباه القصير (ثوان متتالية) وسهولة تشتت الانتباه وضعف القدرة على الإنصات والتفكير وتأخر الاستجابة وعدم قدرة الطفل على إنهاء العمل الذي يقوم به، والنشاط الحركي المفرط من دون سبب أو هدف، والاندفاع وقطع الطفل حديث الآخرين، وعدم الثبات الانفعالي، وأحلام اليقظة وضعف القدرة على الحديث.
ويذكر تقرير ورد عن وكالة الصحة العقلية الأمريكية أن نصف الأطفال المحالين إليها للعلاج كانوا يعانون هذا الاضطراب. كذلك بينت نتائج الدراسات العلمية الوبائية الحديثة في الطب النفسي أن هذا الاضطراب يصيب نسبة تصل إلى 10% تقريبًا من أطفال العالم كما أن معدل انتشاره بين الأطفال في سن الدراسة يتراوح بين 4% و6%.
وتقدم الدراسة بعض الإرشادات للمعلمين والوالدين والتي يمكن أن تساعدهم على فهم سلوك هؤلاء الأطفال والتعامل معهم ومساعدتهم على التكيف مع البيئة المحيطة وهي كما يلي:
أولاً: إرشادات للمعلمين
ـ يجب أن تكون الحجرة الدراسية مجهزة تجهيزًا خاصًا بحيث تكون بعيدة عن الضوضاء والمنبهات الصوتية الأخرى التي تأتي من خارجها لأنها تشتت الانتباه السمعي لدى الأطفال، كما يجب أن تكون خالية من اللوح والوسائل التعليمية التي تعلق على جدرانها لأن المنبهات البصرية التي تحتويها من أشكال وألوان وأحجام وغيرها تؤدي إلى جذب الانتباه البصري لدى هؤلاء الأطفال إليها، وتشتته بعيدًا عن الموقف التعليمي.
ـ عدم عزل الأطفال الذين يعانون هذا الاضطراب في حجرات خاصة بهم؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى شعورهم بالنقص والدونية ويخفض لديهم تقديرهم لذواتهم، كما أنه سيحرمهم من التفاعل الاجتماعي مع الأطفال الأسوياء والتعلم من سلوكيات أقرانهم الإيجابية.
ـ يجب على المعلم أن يقيم علاقة طيبة مع الطفل الذي يعاني هذا الاضطراب، كما يجب عليه أيضًا احترام خصوصياته وعدم إفشاء أسراره أو التحدث عن مشكلاته ونقاط ضعفه أمام أقرانه وعدم الاكتراث بالنقد السلبي من المعلمين السابقين للطفل الذي يعاني هذا الاضطراب، ولكنه يجب أن يعرف منهم نقاط القوة لديه ويعمل على تنميتها وإظهارها أمام أقرانه في حجرة الدراسة حتى ينمي لديه ثقته بنفسه، ويعرف منهم أيضًا نقاط الضعف ويعمل على تعديلها.
ـ الأطفال الذين يعانون اضطراب الانتباه يملون من العمل المتكرر، ولذلك يجب على المعلم أن يغير في طريقة أدائه بحيث يكون هناك حداثة في العرض وتشويق للطفل، كما يجب على المعلم أن يركز على جودة العمل بدلاً من التركيز على مقداره. فعلى سبيل المثال بدلاً من أن يطلب المعلم من الطفل الذي يعاني هذا الاضطراب أن يقوم بحل عشر مسائل في مادة الرياضيات في أثناء الحصة، فإنه من الأفضل أن يطلب منه حل خمس مسائل فقط، ويقوم بمراجعتها معه وتصحيح أخطائه، لأن الكم القليل المفهوم من المادة العلمية خير من الكم الكثير غير المفهوم.
ـ لما كان الطفل الذي يعاني هذا الاضطراب لديه قدر كبير من الطاقة البدنية التي لا يستطيع التحكم فيها أو كبتها، لذلك يجب على المعلم أن يسمح له بالتحرك داخل حجرة الدراسة للتنفيس عن هذه الطاقة من خلال قيامه بسلوك اجتماعي مقبول، وذلك مثل السماح للطفل بمسح السبورة، أو توزيع الكتب على زملائه، كما يجب على المعلم أيضًا عدم حرمان هذا الطفل من الفسحة لعقابه على أي خطأ ارتكبه، حيث إن الانطلاق الحر في الفسحة يخلص الطفل من هذه الطاقة، ويساعده على الجلوس في استقرار عند عودته لحجرة الدراسة.
ـ نظرًا لأن الطفل الذي يعاني هذا الاضطراب يشعر دائمًا بالفشل، لذلك يجب على المعلم أن يتيح له فرص معايشة النجاح، وذلك من خلال تكليفه ببعض الأعمال البسيطة التي يستطيع النجاح فيها، أو تقسيم العمل إلى وحدات صغيرة وتكليف الطفل بجزء واحد منه فقط بحيث يستطيع النجاح فيه، حيث إن هذا النجاح يعمل على تنمية ثقة هذا الطفل بنفسه، ويرفع من تقديره لذاته، ويشجعه على القيام والنجاح في أعمال أخرى مستقبلية.
ـ لما كان التسرع والإجابة قبل التفكير عن أسئلة لم تستكمل بعد من الأعراض الرئيسة لاضطراب الانتباه، لذلك يجب على المعلم علاج هذه المشكلة عن طريق تدريب الطفل على التفكير قبل الإجابة، ويمكن للمعلم أن يتبع استراتيجية لتحقيق هذا الهدف تتمثل في تدريب الطفل على الاستماع أولاً، ثم التوقف بعض الوقت، ثم التفكير، ثم الإجابة الشفهية، ثم الإجابة العملية، وهذه الطريقة فعالة جدًا في علاج الاندفاع لدى الأطفال الذين يعانون هذا الاضطراب.
ـ يجب على المعلم أن يشرك الطفل الذي يعاني هذا الاضطراب في الأنشطة المختلفة، خصوصًا الرياضية منها والفنية، حيث تعمل الأنشطة الرياضية على التنفيس عن الطاقة المكبوتة لديه في شكل سلوك مقبول اجتماعيًا، كما أن النشاط الفني ينمي لديه القدرة على التركيز.
ثانيًا: إرشادات للوالدين
وهناك بعض الإرشادات التي يجب تقديمها للوالدين الذين لديهم طفل يعاني اضطراب الانتباه وهي كما يلي:
ـ لا بد أن يقتنع الوالدان أن طفلهم الذي يعاني هذا الاضطراب يقوم بالاندفاع وفرط النشاط الحركي عن غير قصد منه، ولذلك فإن العقاب البدني، والنقد اللاذع من قبل الوالدين لا يفيد معه.
ـ يجب عدم تشجيع هذا الطفل على كثرة النشاط الحركي في الوقت غير المخصص لذلك، كما يجب منع أشقائه من اللعب معه لعبة تحتاج إلى حركة بدنية كثيرة مثل المطاردة، أو الألعاب الصاخبة، لأن هذا اللعب سوف يعزز لديه النشاط الحركي الزائد المفرط، ويجعل هناك صعوبة في التخلص منه أو خفض مستواه.
ـ يجب على الوالدين أن يجعلوا الجو العام للمنزل يسوده النظام ويدربوا الطفل على ذلك، ولذلك فإنه يجب عليهم تحديد وقت للعب، ووقت لتناول الطعام، ووقت لحل الواجبات المدرسية، ووقت للنوم على أن تكون مواعيدها ثابتة دائمًا بقدر الإمكان، كما يجب عليهم أيضًا أن يعلموا الطفل عدم دخول حجرة الآخرين بالمنزل، أو اللعب بأشياء تخص غيرهم دون استئذان.
ـ يجب على الوالدين إبعاد هذا الطفل عن التجمعات التي لا يستطيعون فيها التحكم في سلوك طفلهم، وذلك مثل الحفلات والأفراح، حيث إن هذه التجمعات سوف تجعل الطفل ينطلق مع أقرانه ويقوم بنشاط حركي كبير، مما يؤدي إلى استثارة فرط النشاط الحركي الكامن لديه، ورفع مستواه.
ـ على الوالدين تنمية الانتباه والذاكرة لدى هذا الطفل من خلال تشجيعه على ممارسة بعض اللعب والأنشطة التي تحتاج إلى تركيز ولا تحتاج إلى نشاط حركي كبير مثل مطابقة الصور، أو تلوينها، أو بناء الأشياء من المكعبات، كما يمكن للوالدين تنمية قدرة الطفل على الإنصات من خلال سرد القصص المثيرة والمشوقة عليه، حيث إنها تجذب انتباه الطفل وتجعله ينصت لكي يستمع إلى تفاصيلها.
وأخيرًا، يجب أن يقوم الوالدين بتوجيه الطفل لتعديل سلوكه عن طريق تقديم (النمذجة) لسلوك الوالدين، وسلوك أقران الطفل وأشقائه.

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 08:03 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع