مجالس العجمان الرسمي


المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #31  
قديم 29-09-2008, 02:13 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

هذا وقد يعرض لك سؤال من الأسئلة فتقول
: تبين لي مما سبق من شرح وبيان أنه لا يقع واقع في هذا الكون إلا وقد أذن به الله وشاء وأنه ما من حادث يحدث إلا انطوى على فضل ورحمة وإحسان، فكيف نفسر على ضوء ما عرضتموه جريمة القتل تقع على القتيل فتذهب بحياته وتحرم زوجه وبنيه من عطفه ورعايته وتسبب للقاتل الخزي والعار وتزج به في السجون بالدنيا، وتلقي به غداً في النار. وكذلك السرقة والزنا وسائر أنواع الجرائم والتعديات، وهل وقوع ذلك كله وحدوثه تشمله كلمة (الحمد لله رب العالمين)؟. وهل نستطيع أن نعدَّ ذلك فضلاً ورحمة وعناية من الله بكل من الطرفين القاتل والمقتول، والسارق والمسروق ماله، والزانية والزاني، والمعتدي والمعتدى عليه، وهل كل ذلك يُحمدُ تعالى عليه؟.

وجواباً على هذا السؤال وبوجه الاختصار أقول
: مادام كل واقع في هذا الكون لا يقع إلا بعلم الله ومن بعد إذنه، فلا شك أن كلمة (الحمدُ لله)تشمل وبدون استثناء كل حادث وواقع، وله الحمد تعالى على كل حال. ونفصِّل ولا نطيل فنقول: الإنسان في هذه الحياة أحد رجلين:

كافر ومؤمن، حيّ وميِّت، أعمى وبصير، أصم وسميع، فإذا أعرض الإنسان عن آيات ربِّه ولم يسلك طريق الإيمان التي شرعها الله تعالى وبيَّنها لعباده أضحت نفسه في ظلمة وعمى
. فإذا ما رأى شهوة من الشهوات الخبيثة استحبَّها واستهواها إذ لا نور له من الله يرى به حقيقتها وما تزال هذه الشهوات تعتلج في نفسه ويستفحل أمرها حيناً بعد حين حتى تملك عليه مشاعره وتستولي على قلبه وإنه ليصمم عليها ويعزم على فعلها وما مثل هذا الإنسان والحالة هذه إلا كمثل امرئ سائر في وادٍ سحيق اعترضته صخرة عظيمة سدَّت عليه طريقه ذلك هو مثل الإنسان، هذا بالنسبة لشهوته إنها الصخرة العظيمة سدَّت عليه طريق الإيمان، فمهما ذكرته بآيات الله لا يتذكر، ومهما أوردت له من العبر والمواعظ، لا يتعظ ولا يعتبر ومهما حذّرته من العواقب وأنذرته بسوء المصير لا يحذر ولا يخاف ولابدَّ قبل كل شيء من إزالة هذه الصخرة المانعة التي تعترض طريقه.. فإن أنت أزلتها فقد انفتح الطريق إلى الإيمان وأمكن المضي والسير. ولذلك ورحمة من الله تعالى بهذا الإنسان الذي أصبح سجيناً وراء شهوته وقد انسدَّ عليه بسببها طريق الإيمان، أنه يطلقه فيقع فيما هو مصمِّم عليه ومشتهيه، وهنالك تخلص النفس مما كان مسيطراً عليها وتخلو ساحتها مما كان شاغلاً لها ومالكاً عليها مشاعرها وتزول هذه الصخرة التي كانت قد سدَّت عليها طريقها، ولابدَّ للنفس حتى تسير في طريق الإيمان والحالة هذه من دافع يدفعها وسائق يسوقها، يسلِّط الله تعالى على هذا الإنسان بعد وقوعه في شهوته صنوفاً من الشدائد والمصائب والبلاء فإما المرض، وإما الفقر والفاقة وإما السجن والعذاب والتنكيل، وإما العرض على القتل والإعدام، وكل امرئ يسوق الله تعالى له الدواء المناسب بحسب حاله وبحسب شهوته وجرمه، ويشتد البلاء على هذا الإنسان المجرم ويزداد في الشدة، وما يزال به يضيِّق عليه ويزيد في الضغط حتى تضيق عليه الأرض بما رحُبت، وتضيق عليه نفسه فلا يجد ملجأً ولا منجاً من الله إلا إليه. وهنالك تستسلم النفس إلى الله وتعلم أن ما أصابها من الشدة والبلاء إن هو إلا بما كسبت يداها وبسبب ما وقعت فيه من إجرام، وتَصْدُقْ وما أسرع ما تنكشف لها الحقيقة أن لا إله إلا الله وأن الفعل كله بيد الله، وأن الشدة التي حاقت بها إن هي إلا محض رحمة وفضل وإحسان من الله فتشكر الله على البلاء، وتشكره على ما ساق لها من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر، وترى أن الجريمة التي نفذتها وأن البلاء الذي حلَّ بها من بعد، والعقوبة التي ذاقتها، كلها عوامل ووسائل ساعدتها على السير في طريق الإيمان. ولو أنها حبست وراء الشهوة ولو أنها لم يُسلَّط عليها من بعد ذلك البلاء والشدّة، لظلّت محرومة ممنوعة من الخير والحمد لله على ما أصابها وله الحمدُ على كل حال ولا يحمد على مكروه سواه.

ذلك هو الحال النفسي للقاتل عندما تنفذ فيه عقوبة الإعدام، وحال السارق حينما تقطع يده ويذوق مزيد الآلام الممضّة، ذلك هو حاله إن رجع للتفكير حال البلاء والشدّة، إنه ينتقل من الكفر إلى الإيمان، ومن الموت إلى الحياة فيغدو سميعاً بصيراً ويموت وهو يشكر الله ويحمده، وفي الحديث الشريف
: «يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان»(1).

أما إذا خرجت الشهوة، وحاق من بعدها البلاء والشدّة وظل هذا التفكير خامداً فلابدَّ والحالة هذه من شدَّة أعظم وبلاء أكبر
.

قال تعالى
: {..وَلاَ يَزَالُ الَّذينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِم..}(2).

وإن لم تفد هذه العلاجات كلها فالمصير حتماً إلى النار ونعوذ بالله من مصير أهل النار
.

وحيث أني شرحت لك من قبل ما يحلُّ بأهل الجرائم في النار يوم القيامة وبيَّنت لك أنهم يومئذٍ يرتمون بالنار ليخلصوا من خزيهم وعارهم وإنهم إذ ذاك يحمدون الله تعالى على ما يداويهم به فيها فلا حاجة هنا للتفصيل عن أحوالهم بها
(3).

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 29-09-2008, 02:13 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

تلك هي رحمة الله تعالى ونعمته وفضله ومنّته على المعرضين من بني الإنسان تنبت الشهوة في أنفسهم بسبب إعراضهم
. ويزيِّن الله تعالى لهم أعمالهم فيقتل القاتل، ويسرق السارق، ويزني الزاني، ويجرم المجرم ثم تكون الشدَّة والمداواة وتخلص تلك الأنفس إن هي رجعت إلى الله ممَّا كان بها من جرثوم الشهوات وتدخل في حظيرة الإيمان، وتحمد الله على ما عالجها به من علاجات. أما بالنسبة للمقتول وزوجه وبنيه، والمسروق ماله، والمعتدى عليه فلا تظننَّ أن الذي اعتلجت في نفسه جريمة القتل أو السرقة أو الزنا والتعدي يستطيع أن يسرق أو يعتدي على أي إنسان أراد. فالله سبحانه هو المهيمن والمشرف، وهو الحكيم العليم. قال تعالى: {..مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبّي عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقيمٍ}(1).

فإذا انتهى أجل المرء وكان من الحكمة والخير أن يموت هذا الذي انتهى أجله قتلاً وبهذه الصورة الرهيبة ساق الله تعالى القاتل إليه، وجعل تنفيذ جريمته عليه، وهنالك تكون الشدَّة التي تقع على المقتول ساعتئذٍ دواءً لنفسه وعلاجاً، إذ أنه لا بدَّ أن يكون من قبل قاتلاً فنال جزاءه وجزاء سيئةٍ سيئة مثلها، أو أن له من الأعمال السابقة ما اقتضى أن يكون موته بهذه الصورة، فلعلَّه إذا هو التجأ وأناب تطهر نفسه وتخلص مما بها من أدران وذلك ما كنا آنفاً فصَّلناه وبيّناه
.

وكذلك الأمر بالنسبة للمسروق ماله، والمعتدى عليه، لابدَّ أن كلاًّ منهما سبق أن ظلم فأعاد الله تعالى عمله عليه قال تعالى
: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(2)..حتى أن الزاني لا يقع عمله وعدوانه ولا ينفذ شهوته إلاَّ على امرأة خبثت نفسها وتطلَّبتْ هي أيضاً الفاحشة.

قال تعالى
: {الزَّاني لاَ يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنْكِحُهَا إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلكَ عَلَى الْمُؤْمِنينَ}(1) .

وهكذا فهذه الذات العليّة قائمة على الكون بالقسط وبيدها نواصي الخلق تسيّرها بالحق وما من واقع يقع إلاَّ من بعد إذنه، ولله الحمد على كل ما يسوقه لعباده
.. وإن من شيء عنده إلاَّ بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.

فإذا أردت أن لا يعتدي معتدٍ عليك فاستقم كما أُمرت، وإن أنت شذذت وبغيت فارتقب وقوع البلاء، والشدَّة من بعد الرخاء والله لا يغير ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم، ومن زكّى نفسه وسلك بها طريق الإيمان فقد أفلح وفاز، ومن أعرض عن طريق الإيمان، ودسَّ نفسه فقد خاب وخسر، وما الحياة الدنيا إلاَّ متاع الغرور
.


استنباط أوقات الصلاة من القرآن الكريم وكيفيتها
قال تعالى
: {.. مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ..}(1).

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 29-09-2008, 02:13 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

هذا الكتاب الذي يُحمد عليه تعالى لأنه يهدي الإنسان إلى سُبل السعادة مبيِّناً له ماذا يجب أن يختار حتى يسلم دنيا وآخرة
.

ولكن من ذا الذي يفهم ويشاهد هذه القوانين
.. من يفهم المراد الإلهي من كلامه تعالى؟.

حتماً القريب منه تعالى، وأقرب الخلْق من الله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أفهمهم لكلامه وأوضحهم بياناً لمراده تعالى، ولذا خاطبه الله قائلاً في سورة
(ق): {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}: أي: يا قريب، إذ بقربه العظيم من خالقه تشرَّب منه تعالى هذه المعاني العليّة فكان أهلاً لتلقي تلك الدلالة العالية التي لا يستطيع أي إنسان أن يأتي بكلمة منها.

لمَّا أنكر الكفَّار رسالته
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً..}.. أمره تعالى بالرد عليهم: {.. قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}(2).

فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}: مثلي، هل ثمة أحد يفهم مثلي.. فهمي وبياني وعلمي به ألا يدل على أنِّي رسوله!!.. هذا دليل على رسالتي. فبقربه العظيم صلى الله عليه وسلم فَهِمَ مراد الله هذا الفهم العالي العظيم.. وهذا قانون: كذلك كلما كان الإنسان قريباً من الله ورسوله كلما اقترب فهماً للمراد الإلهي وأدرك مما في القرآن من أسرار وحكم وأحكام منطوية في آياته تعالى.
أوقات الصلوات الخمس في القرآن الكريم
الصلاة
: هي صلة النفس بربِّها وارتباطها الوثيق بنور خالقها بارتباطها برسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم فهي حقيقة تسبيح من رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه النفس "المصلِّية المتَّصلة" بحمد الله بمشاهدة أسمائه الحسنى وعظيم جلاله وبحار أنواره تعالى وجماله. قال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِى اللَيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}(1).
{
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}: يا محمد صلى الله عليه وسلم، ليقولوا ما شاؤوا. {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}: عرِّفهم بأني أُحْمد على ما أسوق لعبادي، أرِهمْ فضلي وحناني وخيراتي وتسييري الخيِّر، هذه سورة الفاتحة ومشروعيتها.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 29-09-2008, 02:14 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

بكل ركعة يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم
: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.. بإسم الله: يا عبد الله أبلِّغك. الحمد لله: أنه يُحمد على كل ما يسوقه لعباده، سبِّح نفوس الذين آمنوا معك.

فكلمة
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) إنما هي خطاب لك أيها المصلِّي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخاطبك بها معرِّفاً ومبيِّناً أنه إنما يتلو عليك ما يتلوه بإسم الله وعن لسان الله وهو بيان لك من الله، وينصت هذا المصلِّي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويصغي إليه وتتفتَّح مسامع نفسه لما سيتلوه عليه، فإذا به صلى الله عليه وسلم يتلو كلام الله قائلاً: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.. فتصدِّق رسول الله وتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: بمعيَّتك يا رسول الله ندخل على الله مطيعين.

متى سبِّح
!. {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ}: الصبح.. وهذه صلاة الفجر. {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}: العصر.. وهذه صلاة العصر. {وَمِنْ آنَاءِى اللَيْلِ}: المغرب والعشاء. {فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ}: الظهر. {لَعَلَّكَ}: بهذا التسبيح لهم بحمد ربك وبما تصل إليه من إيمان جماعتك. {تَرْضَى}: إن آمنوا هذا الإيمان وقالوا الحمد لله: إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنانه وعطفه كاد يُهلك نفسه رحمة وحناناً عليهم فإذا رآهم قد دخلوا على الله ونالوا فضل الله عندها يرضى.

وقوله تعالى
: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ}(1).
{
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ..}(2).
{
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفي النَّهَارِ}: الطرف الأول عندما تميل إلى الزوال.. الطرف الثاني عندما تصبح الشمس أقرب إلى الغروب منها إلى الزوال: ظهراً وعصراً. {وَزُلَفاً مِنَ اللَيْلِ}: من الغروب للشفق الأبيض.. الغروب: صلاة المغرب للشفق الأبيض عندما يزول الشفق الأحمر بالسماء ويصبح اللون الأبيض بالغرب مثل اللون الأبيض بالشرق عندها دخل وقت العشاء: وهذه صلاة العشاء. والثالثة من الفجر للشروق: مغرب، عشاء، صبح. {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ..}: الصلاة تجر لفعل المعروف.

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 29-09-2008, 02:14 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

فالنهار يبدأ من شروق الشمس ولما تصل لكبد السماء
"منتصف السماء (خط الزوال)" وتبدأ بالميل إلى الزوال هنا تشرع صلاة الظهر.. يؤذن معلناً حلول موعد صلاة الظهر.. ينتهي الأذان حيث تكون الشمس قد مالت عن خط الزوال وهنا تبدأ صلاة الظهر وهذا هو الطرف الأول للنهار.

فكلمة
(الطرف)من التطرُّف، نقول: تطرَّف فلان في مسكنه، أي: ابتعد. فالشمس تبدأ بالابتعاد عن خط الزوال والنهار يتطرَّف منقضياً حتى حلول طرفه الثاني عندما تصبح الشمس أقرب إلى الغروب منها إلى وقت الزوال ويكون الطرف الثاني للنهار قد حل، وهنالك يؤذِّن المؤذِّن مُعلناً شروع صلاة العصر، وتسمى هذه المرحلة "من بعد حلول العصر" مرحلة الغروب وهي التي تصبح الشمس فيها أقرب للغروب منه لخط الزوال، وهي تمتد حتى غروب الشمس.

ففي سورة طه
: عبَّر تعالى بكلمة (أَطْرَافَ النَّهَارِ) عن مدى جواز إقامة صلاة الظهر، إذ يمكن للمصلِّي أن يصلِّيها من أول انحراف الشمس عن كبد السماء حتى وصولها لوقت العصر. أما قبل العصر فكان النهار في مسيرة التطرُّف للانقضاء والشمس في طور الميْل للزوال وهذا ما قصد به تعالى بكلمة (أَطْرَافَ النَّهَارِ).

أما سورة هود فتبيِّن بكلمة
(طَرَفي النَّهَارِ) حلول موعد صلاة الظهر وصلاة العصر.

الطرف الأول
: حيث بداية انحراف الشمس عن الزوال والشمس في كبد السماء بدأت تميل باتجاه الغرب، كمسافر بدأ بالاتجاه لبلد ما، فقد بدأ يزول عن بلده.

والطرف الأخير
: حيث نهاية انحراف الشمس عن الزوال وهي أقرب للغروب منها لوقت الزوال كما قدَّمنا.

وعبَّر تعالى بسورة طه بكلمة
(قَبْلَ غُرُوبِهَا) عن فترة جواز صلاة العصر وهي المرحلة ما بين عصر اليوم حتى غروب الشمس خلف خط الأفق وغيابها عن الأنظار؛ ومن بداية تلك المدة تبدأ إقامة صلاة العصر. وفي سورة هود (114): {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَيْلِ..}.

إذاً فأوقات الصلاة فهمها رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام الله ودلَّ أصحابه عليها وصلاَّها، وفي حديثه الشريف صلى الله عليه وسلم
: «علَّمني ربي فأحسن تعليمي».

وهذه سنة الله للخلْق أجمعين من لدن سيدنا آدم صلى الله عليه وسلم حتى انتهاء الدوران
. قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(1).
{
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ..}(2) .

هذا هو القانون الإلهي الذي فيه تتحقَّق سعادة الإنسان على مر العصور والأجيال من بداية الخلْق لانتهاء الدوران
{.. فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}(3).

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 29-09-2008, 02:15 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

وكل ما ورد عن أن الله أمر رسوله ليلة الإسراء بخمسين صلاة، ثم طلب التخفيف صلى الله عليه وسلم بناءً على تعليم سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم له فهي دسوس إسرائيلية واضحة وهي من تلك القصص التي تنافي حكمة الله وعلمه وتخالف أسماءه الحسنى فلا أصل لها، إذ ليس فيها ذرَّة من منطق، ولا يُكلِّف الله نفساً إلاَّ وسعها
.. ليس بوسع أحد أن يصلِّي 50 صلاة باليوم والليلة وهذا فوق الطاقة البشرية وجعلوا فيها سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم أعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم، بل من الله تعالى، إذ أنه أمر تعالى على حدِّ زعمهم وحكم مع أنه تعالى {..لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ..}(4) ، فردَّ سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم حكم الله بأحسن منه، فهل المخلوق أعلم من الخالق؟. حاشا وكلا وتعالى الله عن هذا الزعم علوّاً كبيراً، كما تدل على أن الله لا يعرف دلالة عباده وطريق سعادتهم فهو ليس بعليم ولا بحكيم ولا يريد الله بالإنسان اليسر، بل يريد له العسر.. وحاشاه تعالى، فلله الأسماء الحسنى وهو الذي يعلم طريق سعادة عباده، وكل الخلْق بما فيهم الأنبياء والرسل بحاجة لعلمه تعالى ويستقون منه الحكمة. {..وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}(1).

فالصلاة في القرآن الكريم وبكل الكتب السماوية هي ذاتها لم تتبدل ولم تتغير، خمس صلوات
: محطات تقوية لصلة النفس بربِّها.. كلما ضعفت يعود الإنسان ليقوِّي هذه الصلة ويمتِّنها. وحتى أن كيفية الصلاة أشار إليها القرآن الكريم أيضاً، ولكن من ذا الذي يدركها إلاَّ إنسان قريب من الله ورسوله حق القرب.

قال تعالى
: {.. إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً}: هذا هو السجود. {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً}: حق واقع. {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ}: ومن هنا أخذ الرسول الكريم السجدتين في الصلاة. {وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً، قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ}: أي اسم كان: قهَّار، جبَّار، منتقم، كلها أسماء حسنى.. كلها ضمن الرحمة. {أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ}: في النهار. {وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا}: في الليل. {وابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ}: من هنا أخذ صلى الله عليه وسلم قراءة الفاتحة في الصلاة. {الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً}(2):تكبيرات الانتقال في الصلاة.

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 29-09-2008, 02:16 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول من كتاب الكترونى ان كان مفيد وتام اشكر الله وان كان غير ذلك فاستغفر الله

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 02-10-2008, 07:14 PM
المرور المرور غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 750
معدل تقييم المستوى: 16
المرور is on a distinguished road
رد: الصلاة

الف شكر على الطرح القيم والرائع

وبارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف نعشق الصلاة المرور المجلس الإســــلامي 10 08-10-2008 06:11 PM
ادعية الرسول عليه الصلاة والسلام في الصلاة فلاح بن حثلين المجلس الإســــلامي 13 20-11-2007 02:08 AM
من أسرار الصلاة أثر الصلاة على استقرار الدماغ بنيان اليامي المجلس الإســــلامي 8 21-10-2005 06:50 AM
كيف تخشع في الصلاة.. ابوانس المجلس الإســــلامي 15 28-09-2005 09:02 AM
قبل أن تؤدي الصلاة kinzaan المجلس الإســــلامي 4 14-09-2005 11:06 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:58 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع