الحجاب السعودي

[محمود المختار الشنقيطي]

الحجاب السعودي

أعتذر عن الإطالة ..


حجاب المرأة ( السعودية) ... بين السخرية ... والضرر.

تم توظيف السخرية للنيل من حجاب المرأة السعودية، وقد صدرت تلك السخرية من بعض السعوديين،قبل غيرهم.
في البدأ هذه جولة في ربوع (الكاريكاتير)،وقد تراوحت الرسوم بين السخرية من الحجاب،وبين الإخبار بواقع تعامل بعض النساء مع الحجاب،بخلعه في الخارج والالتزام به في الداخل :
رجل يقول لزوجته : ( تستري يا عمري .. ترى توّنا ما غادرانا ... صالة المطار){جريدة الجزيرة العدد 10619 في 17/3/1418هـ = 21/7/1997م}.
رسم لطائرة،تتساقط منها أغطية الوجه في الوقت الذي يُعلن .. (أعزائي المسافرين عزيزاتي المسافرات .. نرجو ربط الأحزمة استعدادا للهبوط بمطار "لندن"){جريدة الجزيرة العدد 9083 في 8/4/1418هـ = 11/8/1997م}.
صورة شاب طويل الشعر،ويرتدي بنطالا،ويقول :
(ألو ... نشرة الأحوال الجوية.ممكن تعطوني نبذة عن حالة الجو في أسواق العليا .. هل توجد قطع من السحب الركامية "السوداء"){جريدة الجزيرة العدد 9009 في 23/1/1418ه = 29/5/1997م}.
كاريكاتير كتب عليه ( عودة سياح الخارج "أعزائي المسافرين ..الآن نقدم لكم مبيعات الطائرة قائمة من العطورات الفاخرة والهدايا القيمة".."لو سمحت ما عندكم "برقع" والا "عباية" للبيع؟!) {جريدة الجزيرة العدد9091 في 16/4/1418هـ = 19/8/1997م}. عودة المسافرين من الخارج أيضااستعدادا للهبوط في مطار الرياض الرجاء من الأخوة المسافرين .. والسافرات ربط الأحزمة .. ولبس الشيلة والعباة) {جريدة الجزيرة العدد8758 في 8/5/1417هـ = 20/9/1996م}.
ثلاث فيتيات يتحدثن : ( "آه لو شفتينا يا نوره وحنا نتمخطر على شواطي كان .. وعيون الناس تا كلنا أكل"
"هو!!ما خفتوا أحد يعرفكن؟!"
"وشلون يعرفنا وحنا متبرقعات"){جريدة الجزيرة العدد9110 في 6/5/1418هـ = 7/9/1997م}.
في إطار السخرية،من حجاب المرأة السعودية، كتب الأستاذ سليم الخريص حين تتوقف عند الإشارة الضوئية وبجوارك (اللفافة) السوداء، الكل يرمقك بنظرة مسروقة .. حب استطلاع){ جريدة الجزيرة العدد 8247 في 28 / 11 / 1415ه. }. ويبدو أن الأستاذ عبد العزيز مشري ؟ رحمه الله ؟ وصف المرأة بوصف مقارب، بل زاد على سابقه. لم أطلع على ما كتب الأستاذ المشري، مباشرة، ولكنني، قرأت الرسالة التي وجهها له الأستاذ جرمان الشهري، والتي قال فيها :
( لقد أسأت كثيرا للإسلام أولا، وللمرأة ثانيا، وذلك عندما سخرت من المرأة المحتشمة، المحجبة، وقلت :
( القابعة في لفافتها كالغراب) ..){ جريدة المدينة العدد 12370 في 18 / 10 / 1417هـ. }. ويضع الأستاذ عبد الله أبو السمح،سخريته من الحجاب،في إطار طمأنتنا على التغير الذي أصاب المرأة الخليجية،بشكل عام، فيقول متغنيا، ومهنئا نفسه .. ( ليهنأك الزمان أبا عمرو، فهاهو قد استدار وعدت إلى مكانك، الأثير في ذات المقهى على الناصية اليمنى لشارع الشانزلزيه وبدايات الخريف تهب نسماته على باريس (..) وإخوانك الخليجيون (..) يملأون الرصيف العريض جيئة وذهابا (..) لكن الوجوه قد تغيرت صفاتها، ولم تعد نساؤنا يلطخن وجوههن بالأصباغ بل ارتقين سنة بعد أخرى فأجدن الزينة، ولم تعد الثياب فضفاضة كأنها مستعارة، بل متكاملة متلائمة ..){ جريدة عكاظ العدد 11378 في 10 / 6 / 1418هـ.} .
بعد السخرية جاء دور التباكي على تأثير العباءة على حياة بناتنا، وذلك عندما وقعت حادثة مؤسفة، دهست فيها إحدى طالبات كلية الآداب بالرياض، بواسطة الحافلة التي تنقل الطالبات، عندها كتب الأستاذ فهد السلمان، مقالة تحت عنوان (الموت بعباءة الاحتشام)، ومما جاء فيها .. ( رغم أنني لا أعرف تفاصيل الحادث، إلا من خلال ما نشرته الصحافة، إلا أنني على يقين بأنها لا تخرج بحال من الأحوال عن سيناريوهات الحوادث المماثلة والكثيرة، حيث تتحول العباءة إلى فخ أو قيد .. بل ( كلبشة) شديدة الإتقان (..) والسائق غالبا وفي مثل هذا الجو العام، وحتى يثبت جدارته بحمل تلك الأمانة .. لا يلتفت كثيرا إلى الباب إلا خلسة أو من طرف خفي حتى لا يتهم بالتلصص على أجساد النساء!! ومنهم من ألغى مرآة الوسط تماما .. للذريعة ذاتها!! الرئاسة مسكونة بهاجس المحرمية، لذلك فهي تهتم في المقام الأول والعاشر والمليون ... بقضية الستر، حد الوساوس .. وهي قضية متفق عليها ولكن بلا وساوس قد تحول الستر إلى قيد محكم أو حبل مشنقة كما يحدث الآن (..) يمنعون ما يسمى ب( العباءة الفرنسية) ذات الأكمام الأكثر اتساعا والتي ( قد) يمكن التخلص منها عندما يتعلق الأمر بالحياة والموت!! ويمنعون( الكاب ) الذي لا يوفر ما يكفي ؟ في تقديرهم ؟ من الفضفاضية!!. والله العظيم أنا في صف الحشمة لكنني ضد التكبيل والتكتيف){ جريدة الرياض العدد 10861 في 22 / 11 / 1418هـ.}. وقد رد على المقال المهندس محمد عسيري، تحت عنوان ( لا ذنب للملابس فيها : عدة أطراف مسؤولة عن حوادث الطالبات)، وخُتم التعقيب بالكلمات التالية : ( وأن تعلم أن هذه ( العباءة) المحتشمة ليست من تصميم رئاسة البنات كما ذكر أحد الكتاب وإنما هي ( حجاب) شرعي تنطبق عليه شروط الحجاب الشرعي ويستحق أن تتمسك به النساء){ جريدة الجزيرة العدد 9308 في 26 / 11 / 1418هـ.}. بما أن جمال المرأة شيء له أهميته، فقد تم التركيز على جمال المرأة السعودية كشيء ( مجهول)، بسبب الحجاب طبعا، يقول الأستاذ جهاد الخازن تأكدت عندي هذا الصيف قناعة قديمة هي بأبسط عبارة وأوضحها، أن الشاميات أحلى ، المصرية قد تكون أخف دم (..) والسعودية أجمل عينين ( وهل نرى غير العينين) ..){ جريدة الحياة العدد 12227 في 3 / 4 / 1417هـ.}. وفي نفس الباب، تعلق الدكتورة عزيزة المانع، على مقالة لأحد الكتاب: ( وأخيرا يتناول الجاسر ناحية اجتماعية سائدة ومعروفة تناولا يظن أنه مبطن غير أنه بدا واضحا جليا حتى لأغبى الأغبياء{ ألا تبدو الدكتورة، منفعلة باستعمالها عبارة ( أغبى الأغبياء)؟!!- محمود} وذلك عندما يتساءل بهلول الراوي ببراءة تامة ( كيف تعرفون المرأة الجميلة من الدميمة، ثم يواصل حديثه مقرا بأنه غير قادر على ذلك لأنه لم يرى في حياته سوى امرأتين أمه وزوجته){ جريدة عكاظ العدد 10835 في 24 / 11 / 1416هـ}.
من الواضح أنني اعتمدت كثيرا على ما ينشر في الصحف، وذلك لأنها لعبت الدور الأكبر في التأثير على حجاب المرأة السعودية، فهي أكثر انتشارا من الكتاب، وخصوصا في أمة ؟ يُقال أنها- لا تقرأ،و من ناحية أخرى، تتيح الصحافة مجالا أكبر لإشاعة الأفكار،عبر النقاشات المتوالية،والمكررة حتى يصاب الناس بالملل!! ولا مشكلة في الحوار،والنقاش،إلا إذا تعرضت بعض الأفكار للحجب،مقابل الإلحاح على توجه بعينه!!! وقد وجدنا من يشتكي من أنه حين يرد على بعض المقالات يتم حجب وجهة نظره. رغم وجود مكتبة كاملة حول وجوب تغطية المرأة وجهها،{كاتب هذه السطور (مالكي)، المذهب،ومعلوم رأي الفقه المالكي في تغطية وجه المرأة،ولكن النقاش الدائر في صحافتنا،أوسع من الخلاف الفقهي،ويتجاوز ؟ أحيانا- مسألة كشف وجه المرأة!! } إلا أننا نجد من يكتب في الصحف، أنه لا يوجد دليل على أن تغطية الوجه هي الأصل، فقد كتب الأستاذ نجيب يماني وما دفعني على تكرار الكتابة في هذا الموضوع{ كشف المرأة وجهها- محمود} هو إصرار البعض في كل وسائل الإعلام أن الأصل هو تغطية المرأة دون الاستناد إلى كتاب الله وسنة رسول الله ومن قال بما ليس في الدين فقد ابتدع ، فوجه المرأة على المذاهب الأربعة ليس بعورة، والدين يؤكد على ذلك فكيف نخالف النصوص والوقائع وهذا المجتمع يستمد أحكامه من شرع الله وحده، وبالتالي فإن تركيبته قائمة على أساس أحكام هذا الدين (..) وكشف وجه المرأة الأصل فيه الإباحة، وسوف أستمر في بيان هذه الأباطيل حتى يتم توضيح الحقيقة){ جريدة البلاد العدد 17671 في 26 / 1 / 1426هـ.}. إذا فالأمر بتغطية وجه المرأة من الأباطيل؟! على حد قول الكاتب!!
في لقاء مع الشيخ عبد الله المطلق، سُئل عن ظهور النساء في القنوات الجادة، أو في إذاعة القرآن الكريم، ومما جاء في ذلك الحوار برامج تشترك فيها النساء بالحجاب الإسلامي بالمعنى الثاني ( أي بغطاء الرأس دون الوجه) وينبغي لنا أن نفرح بأن 80 % من النساء المسلمات يرين أن هذا هو الحجاب الإسلامي الذي يؤجرن بإتباعه . مبينا فضيلته أن أكثر من 90 % من نساء المسلمين يعتقدن بالمعنى الثاني للحجاب الإسلامي، مشيرا إلى أن الخلاف بين ابن مسعود وابن عباس من زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم وحتى الآن ){ جريدة الوطن العدد 1295 في 25 / 2 / 1425هـ. }. طبعا هنالك ملاحظات كثيرة على الكلام المنسوب للشيخ، فهذه النسب(90% و 80%) من أين جاء بها الشيخ؟!! ثم القول بأن 80 % من النساء يرين أن هذا هو الحجاب الإسلامي الذي يؤجرن بإتباعه، كنا نتوقع أن ينسب (الشيخ) الآراء إلى الفقهاء، أو إلى الفقيهات، أما هذه النسبة المؤوية، التي تشبه الانتخابات، فهي عجيبة،حين تصطر عن شيخ سلفي!! ثم قوله : يؤجرن باتباعه! ولم يقل يأثمن بعدم ارتدائه،لأن محل الخلاف هل تأثم المرأة لكشف الوجه أم لا. لولا أن هذه المقابلة منشورة على الصفحة الأولى من جريدة (الوطن)،وعلى صفحة شبه كاملة، لارتبت في نسبة هذا الكلام، بهذه الطريقة، إلى الشيخ المطلق!!
كنا نتمنى على أخينا نجيب يماني - وهو احد قراء، وكتاب جريدة ( الوطن)- أن يعلق على ما جاء على لسان الشيخ المطلق، فهل كان الخلاف بين ابن مسعود، وابن عباس،رضي الله عنهما، على شيء لا أصل له في الدين؟!!
أضيف هنا هامشا صغيرا،حول الأستاذ نجيبب يماني،فبعد أن قرأت قوله أن فرعون – نعم فرعون ما غيره – مات مسملما أي على ملة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا السلام،لأنه ختم حياته بالشهادة!!! لم أعد أقرأ له
لم تأت البلبلة حول مسألة الحجاب، فقط من هذا التضارب، في الآراء،بين الحديث عن الخلاف الفقهي،في مسألة غطاء وجه المرأة، وبين من عده من ( الأباطيل)، بل تم إشراك عنصر آخر، هو الحديث عن المسلمات في الدول الأخرى، واللائي لا يغطين وجوههن، هل هن غير مسلمات؟
تقول الأستاذة انتصار العقيل { وهي تبتسم في صورتها المنشورة إلى جوار المقال، حاسرة الرأس} : ( السؤال الذي أريد له جوابا : هل المرأة في ماليزيا والإمارات والدول الإسلامية الأخرى ليست مسلمة؟! طمئنوني هل ولي أمر المرأة هو الذي سيقف عوضا عنها يوم الحساب أمام رب العباد ... فيعاقب أو يؤجر نيابة عنها؟! هل هذه المرأة من كوكب آخر أم هي بشر ككل البشر، لها بشريتها بكل ما فيها من حسنات ومثالب؟(..) وعن الحجاب الشرعي فهو ليس فقط واجبا، بل هو فريضة من الله فرضت على كل مسلمة والمرأة لا تضعه بأمر من بشر بل هو هدية من المولى يهديها للمرأة حيث تصل إلى درجة متميزة من درجات الإيمان .. ترى نور الإيمان نابعا من الأعماق ليضيء الملامح .. إنه يبدأ من أخمص القدم إلى أعلى الرأس وليس العكس ... إنه ليس موضة، إنه سمو وتعفف وملائكية في الفكر والأخلاق والسلوك .. وترفع عن الصغائر وزهد في ترف الحياة الزائفة ... دون انسحاب من التفاعل مع الحياة بكل متطلباتها، إنه المرحلة الرائعة في حياتنا حين تصبح قدراتنا القوية السامية متحكمة في برغباتنا الدنيوية الزائلة .. وهذه المرحلة مفروضة أيضا على الرجل .. أي نعم هو لا يغطي رأسه، ولكنه يحجب نفسه عن كل المعاصي ... إنها مرحلة كمال الإيمان البشري ... ليحققوا الهدف من وجودهم : العبادة وإعمار الأرض. عن نفسي أدعو الله جل جلاله أن أصل إلى هذه المرحلة .. لا أريد حجابا خارجيا فقط بل أدعو المولى الكريم أن تكون البداية من الداخل ومن ثم إلى الخارج وهذا ما أسعى له .. وإن شاء الله ربنا يكرمنا جميعا ويهدينا إلى ما يرضيه ..!! ){ سقط اسم المجلة ربما تكون ( الناس)، العدد 780 في 21 / 4 / 2004م.}.
لا أدري كيف يكون الحجاب : ليس فقط واجبا، بل فريضة،حسب قول الكاتبة، ثم يكون ارتداءه، مشروطا بالكمال؟!
إذا تجاوزنا هذه الكلام الذي يدنو من كلام أهل ( التصوف)، فإننا نشير إلى أن بداخله ما يشبه (اللغم)، فكلمة (حجاب)، أصبحت تحمل أكثر من معنى، فهل المقصود كشف الوجه فقط؟ أم الوجه، والرأس؟{مثل صورة الكاتبة المصاحبة للمقالتها} أم الوجه، والرأس، والصدر، والذراعين ..الخ؟ ومكمن (اللغم)،أننا إذا جعلنا كشف المسلمات، في ماليزيا، والإمارات، ومعظم الدول الإسلامية، عن وجوههن، دليلا على جواز كشف الوجه، كي لا ننفي عنهن الإسلام، فهل نقيس على ذلك (الحكم) جواز كشف الصدور، والسيقان، والبطون ؟ حسب الموضة الجديدة ؟ إذا فعلت المسلمات ذلك ؟ وقد فعلن، بل وظهرن بلباس البحر ؟ في الدول الإسلامية الأخرى، ألسن مسلمات؟
لم تقتصر مهاجمة الحجاب، على السخرية من الحجاب نفسه، أو من المجتمع السعودي، الذي بدا كأنه ينفي الإسلام عن المجتمعات الأخرى، بل تم لمز الحجاب، بكونه يمنع المرأة من العمل، مما يعني أنه سوف يكون عقبة في طريق رقي وتقدم المرأة السعودية، ومشاركتها في ( التنمية)، يقول الأستاذ عبد الله سموم، في مقال بعنوان ( حجاب المرأة)، وقد تحدث فيه عن تفسير آيات الحجاب، نقلا عن غيره، لا حظوا السند!! .. ( أنا لست بعالم ولست مؤهلا لتفسير معاني القرآن وهذه لها أهلها إلا أنني استمعت في برنامج ديني كانت تقدمه سيدة فاضلة من مصر في إحدى القنوات وأعتقد كانت قناة اقرأ في مجموعة ( أيه آر تي) أتت بتفسير لهذه الآية ؟ "{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ ...الخ وقالت أن المقصود هو تطويل الثوب ليغطي أرجلهن). ثم ختم مقالته بهذه الأسطر .. ( ما جاء في تفسير الآيات المذكورة، والمقولة الأخرى يجعلني أعتقد أن غطاء وجه المرأة ليس من الحجاب المطلوب في الدين وإذا لم نقتنع بهذا فكيف للطبيبة أن تمارس عملها في العيادة أو في غرفة العمليات وهي مغطاة الوجه. وكيف للمعلمة أن تمارس عملها في المختبر والمعمل وهي مغطاة الوجه وكيف للمهندسة أن تمارس عملها في رسم الخرائط وهي مغطاة الوجه وكيف .. وكيف .. والله من وراء القصد){ جريدة البلاد العدد 17578 في 12 / 10 / 1425ه = 24 / 11 / 2004م.}.
الحجاب السعودي
بعد الخوف من الحجاب الذي يستحيل معه أن تعمل المرأة، في العيادة، وغرفة العمليات، والمختبر ..الخ،تطور الأمر إلى تسمية الحجاب بـ( الحجاب السعودي)، فعل ذلك الأستاذ قينان الغامدي، الذي قال، في تعقيبه على مقال للدكتورة نورة السعد، حفظها الله، والتي ترفض الاختلاط :
( وأظن الدكتورة رأت بعينيها في أسواق بلدان إسلامية وعربية نساءً بحجابهن "الإسلامي وليس السعودي" يعملن ويبعن في مختلف المؤسسات والمحلات للرجال والنساء، ولم يحدث أن تحرش بهن أحد إلا بنسبة إن لم تكن أقل فهي تضاهي نسبة التحرش التي تحدث لنسائنا وهن بكامل حجابهن "السعودي"، ){ ؟ جريدة الوطن العدد 2034 في 27 / 3 / 1427هـ.}. وكان قد كرر في الحلقة الأولى من تعقيبه، الحجة المعروفة ومهما قلنا ومهما تجادلنا فإننا في النهاية لا يمكن أن نزعم أننا على حق، ومليار ونصف مليار مسلم بعلمائهم ومراجعهم الدينية على باطل.){جريدة الوطن العدد 2033 في 26/3/1427هـ}
في فورة الحماس، تجاهل الكاتب، أن هذا الذي يسميه ( الحجاب السعودي)، كان هو الحجاب السائد، في العالم الإسلامي كله، قبل أن ( تخلع) المرأة المسلمة ( الحجاب السعودي)، في بدايات القرن العشرين. في تركيا، تم خلع حجاب المرأة، مع كل تلك التغييرات، التي قام بها، كمال أتاتورك، من تغيير الكتابة بالحرف العربي، وتحويل الأذان من اللغة العربية، إلى التركية. وفي شبه القارة الهندية، كانت المرأة المسلمة، ترتدي( الحجاب السعودي)، حتى منتصف القرن العشرين، وفي تلك الفترة، كان هناك من يلمز الحجاب، بأنه يتسبب في موت النساء، لأنه، يمنع عنهن الأكسوجين!!
العجيب أنه بعد عقود من تلك الدعوى، ظهرت دراسة تقول أن المرأة المحجبة أقل إصابة بأمراض الجهاز التنفسي، لأن الحجاب، يقلل كمية السموم التي تستنشقها!!!

وفي سوريا كانت المرأة أيضا تضع ( الحجاب السعودي)، يحدثنا الدكتور بشير العظمة عن ذلك، وهو من مواليد بدايات القرن العشرين، فيقول .. (ترتدي الوالدة والبنات الملاءة السوداء الفضفاضة ويستحيل تقدير الأعمار ومعرفة نوعية أو عمر الإنسان الذي تستره. تتدحرج أكياس الفحم{ هل تذكرون وصف الأستاذ الخريص للمرأة السعودية ب(اللفافة السوداء)؟ يبد أن السخرية من المحجبات، مرحلة تمر بها كل البلدان الإسلامية!!- محمود} المذعورة مع الحيطان في أسواق الذكورة يروي الوالد أن قريبة له متقدمة في السن، يخلو فمها من الأسنان تعقبها متحرشا وهي تسير وحدها قرب المنزل رجل يتغزل بها، وملاءتها تخفي العيوب جميعا، فلما اقترب منها وانفردت به والطريق خالية، كشفت النقاب عن وجهها، وفتحت فمها وذراعيها وهي تقول : ( تقبرني الحقني إلى البيت)، فارتد هاربا خائفا من أن يلحق به الشيطان. كذلك كانت الملاءة تستغل، ونحن شباب، وسيلة للتخفي والتنكر للقاء العشيق في الظلام، ويسدل غطاء عربة الحصان أستارا على ما يجري في الخفاء. تتعرض المرأة التي تسير على قدميها، ورغم الملاءة المنسدلة، إلى الكلام الفاحش في الطريق، وتلاحقها صيحات الأطفال : ( أم ملاية زم ينزل عليك الدم) وقد يرشقها بعض الصبية بالحجارة أو ماء الفضة ( نترات الفضة ) تحرق الملابس وتشوه الوجوه){ ص 29 ( جيل الهزيمة ( بين الوحدة والانفصال)/ بشير العظمة/ منشورات دار الريس/ 1991م.}.
من الغير المنطقي أن تشتم المرأة، وترش عليها نترات الفضة، وهي متلحفة بملاءتها، الفضفاضة!!أو ترتدي (الحجاب السعودي) فهل كان تصرف الأطفال ذلك في بداية خلع المرأة لملاءتها، أو لبسها للملابس التي تحدد معالم الجسد؟ هذا أقرب للمنطق، وإن لم يبين (العظمة) ذلك في مذكراته. وأذكر أنني قرأت عن سكب ( الماء الحارق)، على مرتديات (المني جيب)، من قبل بعض المتدينين، في سوريا.
أما في فلسطين - فك الله أسرها- فيذكر لنا الدكتور إحسان عباس، في مذكراته ( غربة الراعي )، ملمحا عن المرأة الصفدية.. ( كانت المرأة في صفد حينئذ تستعمل عباءة حمراء أو قرمزية ذات خطوط سوداء، وكثيرا ما كانت ترفع هذه العباءة لكي تصلح وضعها إذا كانت تسير في مقابل الرجال، وكان هذا يسمح برؤية مفاتن محجوبة للحظة عابرة ؟ ولدا نساء صفد نسبة عالية من الجمال ؟ وكانت تلك اللحظة العابرة أمنية المحرومين){ نقلا عن : جريدة الحياة العدد 12092 في 15 / 11 / 1416ه/ 3 / 4 / 1996م.}.
طبعا ( أمنية المحرومين)، هذه أصبحت من الماضي، فغدت المرأة، المسلمة، تسير على الشواطئ، بلباس البحر، فاختفت فئة ( المحرومين)، وقدمت المرأة نفسها للناظرين على طبق من فضة أو ذهب! ... فهل هذا ما تريده المرأة السعودية، أو ما يراد لها؟
من أعجب العجب،أن المرأة الإيرانية (الشيعية)،كانت ترتدي (الحجاب السعودي)!!! .. ( وفي عام 1926 ألغى رضا بهلوي الحجاب الشرعي، وكانت زوجته أول من كشفت عن رأسها في احتفال رسمي، ثم أمر الشرطة بمضايقة النساء اللواتي رفضن الاقتداء بملكتهن وخرجن محجبات، وما كانت امرأة تخرج من بيتها محجبة إلا و عادت إليه سافرة، فقد كانت الشرطة تستولي على عباءتهن ؟ هكذا ؟ وتهين صاحبتها (..)وعندما سئل الملك عن سبب ضغطه على النسوة مع أن عجلة التاريخ قد تضمن له تحقيق أهدافه، أجاب : " لقد نفذ صبري، إلى متى أرى بلادي وقد ملئت بالغربان السود؟!"..){ ص 92 (وجاء دور المجوس : الأبعاد التاريخية والعقائدية للثورة الإيرانية) / عبد الله محمد الغريب ( الشيخ محمد سرور زين العابدين)/ د. ن / 1408ه / 1988م.}. حتى في إيران ( غربان سود أيضا)؟!!!!
وفي ليبي سنة 1970م يحدثنا الأستاذ القباني عن المرأة الليبية بقدر ما كانت بنغازي خالية الشوارع من النساء إلا القليلات في وسط المدينة كانت شوارع طرابلس مليئة بهن .. وكن نوعين لا ثالث لهما : السيدة الليبية بزيها الوطني الذي يكسوها من الرأس إلى القدمين فيما عدا فتحة صغيرة عد إحدى العينين تتبين منها السيدة طريقها ) ص 27 { حول العالم على كرسي متحرك) / حسين القباني/ شركة مكتبات عكاظ / الطبعة الأولى / 1401هـ = 1981م}.
أطلنا،فنكتفي بهاتين النتيجتين :
(( الحقيقة التي يجب أن نرجعها للعقول، وأن تكون راسخة في المفاهيم، أنه قبل عام ( 1924م ؟ 1343هـ) كان الحجاب التام والسابغ هو الأصل في جميع أنحاء العالم الإسلامي){ ص 64 ( هل يكذب التاريخ؟! مناقشة (تاريخية ) و ( عقلية ) للقضايا المطروحة بشأن المرأة / عبد الله الداوود / ط1 / الرياض / مكتبة الملك فهد الوطنية/ 1428هـ / 2007م.}.
الداعون إلى خلع المرأة السعودية حجابها، يتحدثون كثيرا، عن القضية وكأنها مجرد خلاف فقهي، حول تغطية والوجه والكفين، وهم أول من يعلم أن القضية أكبر من ذلك بكثير!
فحين رمت هدى شعراوي، حجابها في الحادثة المشهورة، لم تكن تجادل في جواز كشف المرأة وجهها، وكفيها، وهي التي قالت مخاطبة بعض النساء الأوربيات، في المؤتمر الذي عُقد بروما عام، 1923م وإنه يسرني حقيقة أن أرى نفسي بينكن في هذه الجمعية المحترمة {مؤتمر اتحاد النساء الدولي بروم - محمود} التي أمكن للمرأة المصرية أن تجيء لتناقش في حقوقها لأول مرة في التاريخ، وإنه لمما يدعوني إلى الاغتباط والفخر لاختياري لإظهار تلك الرابطة بين بنات النيل وأخواتهن في أوربا. ولنا عظيم الرجاء في أن نصل بفضل نصائحكنّ الغالية التي نعتبرها السبيل الهادي، والنسج على منوالكنّ الذي نجد فيه خير كفيل إلى تحقيق آمالنا ورغائبنا،ونضع تحت تصرفكنّ أنفسنا في خدمة مبادئكنّ ونشر آرائكنّ){ص 65 ( المرأة المسلمة)/ نذير حمدان / د. ن / 1410هـ / 1990م.} . وحين كتب الشيخ عبد العزيز البشري،مقالا يرد فيه على هدى شعراوي، وذكر فيه أن المؤتمر لن يقدم للمرأة أكثر مما قدم لها الإسلام، وكان عنوان المقالة (حقوق المرأة في الإسلام)، ردت عليه هدى : ( بأنهن لم يذهبن إلى مؤتمر روما ليطالبن بالمطالب القديمة المتمثلة في طلب إلغاء تعدد الزوجات، أو تعديل نظام الخطبة، أو تضييق دائرة الطلاق على الرجال، ولكنهن أردن أن يُظهرن المرأة المصرية بحقيقتها الثابتة أمام المرأة الغربية، التي تجهل عنها كل شيء، وأن يبيّن أن المرأة المصرية الحديثة تكاد تساوي أختها المرأة الغربية في مدنيتها، وأنها في أشد الحاجة إلى الاشتراك مع المرأة الغربية لتقتبس من أخلاقها وعاداتها ومدنيتها، وكل ما يتفق مع النهضة العامة){ ص 66 ( المرجع السابق). }. إذا فالقضية أكبر بكثير من مجرد خلاف فقهي، حول تغطية الوجه، وستر الكفين!! الأمر أكبر من ذلك بكثير.
الخطاب المطروح في صحافتنا، وإن كان يعاني بعض الغموض، إلا أنه في معظمه، يدور حول كشف الوجه، ولكننا وجدنا من ينتشي، حين ألقت سيدة الأعمال السعودية ( هدى شعراوي السعودية) لبنى العليان، كلمتها، في منتدى جدة الاقتصادي،والذي عُقد، سنة 1424هـ ألقت سيدة الأعمال تلك، كلمتها وهي حاسرة الرأس،فتم تمجيد تلك الخطوة، فكتب الأستاذ محمد صلاح الدين : (( طالعتنا صحيفتان سعوديتان إحداهما هذه الصحيفة ( المدينة المنورة)، بتمجيد غير مسبوق لسيدة أعمال سعودية شاركت في منتدى جدة الاقتصادي واختارت أن تلقي خطابها على الملأ حاسرة الرأس (..) ورأى محرر ملحق (الأربعاء) أن السيدة الكريمة قد بنت ؟ بما فعلت ؟ صرحا تعلو عنده القمم ويسأل علوه المجد الوثاب، واعتبر المحرر الذي أفقدته نشوة الإعجاب توازنه أن السيدة الكريمة ك( مداد خص نفسه بالإفصاح جهرا، وقلم خط المجد فجرا، وسفر لكفاح امرأة سعودية أنجزت الممكن، وتهفو للمستحيل في أقصى ركن من الإمكان، إنها مثال فوق المثال لهزيمة افتراء الغرب على المرأة السعودية) ( ملحق الأربعاء 29 / 11 / 1424هـ) ..){ جريدة المدينة العدد 14885 في 2 / 12 / 1424هـ.}. هل كل هذا التمجيد،والكلام الذي يشبه الشعر، من أجل الجرأة على كشف الرأس؟! سبق للأستاذة عائشة لمسين أن نقلت لنا بعض التغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي، وقد بدت في غاية السعادة، وهي تتحدث عن زيارتها الثانية للمملكة .. ( فقد لقيت فيها شعبا أكثر انفتاحا، وأعظم ثقة في هذا العام 1983، وقابلت مجموعة من النساء السعيدات بالحياة، وفتيات من ذوات السيقان المعصورة بالجنز الأزرق، يتموجن بلطف وغنج في عباءات صغيرة، من الحرير الأسود. ولما كانت الوجوه غير محجبة فإنهن يستنشقن بفرح، ذلك النسيم البحري على شاطئ جدة غير المحرم. بعد الآن. أما بيوت الأزياء النسوية، فإن بعضها، يدار، بأعجوبة، من قبل رجال حقيقيين!.){ ص 72 ( حُكم الأصوات : النساء العربيات يتكلمن) / عائشة لمسين : ترجم الكتاب عن الفرنسية د. حافظ الجمالي : دمشق / دار طلاس للنشر والتوزيع.}
نرجو أن تكون الأستاذ عائشة على اطلاع على ما يجري، في المملكة العربية السعودية، من تطورات، مثل كشف سيدة الأعمال عن رأسها، وذهاب- أو إرسال، أو استدعاء- سيدتين سعوديتين إلى واشنطن، لحضور دورة عن الديمقراطية!! وأخيرا وليس آخرا، هذا الخبر الذي نشرته صحيفة سعودية، أسبوعية، متخصصة في شأن المرأة، وقد جاء الخبر تحت عنوان لافت :{ عارضة سعودية تتنافس على لقب ملكة جمال المونديال }
( برلين / وكالات الأنباء .. تتنافس 32 فتاة يمثلن المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم للحصول على لقب ملكة جمال كأس العالم على هامش المونديال، ومن بين المتسابقات فتاة سعودية، ، وهي في الصورة الأولى من اليمين.
وقال منظمو المسابقة أن لجنة تحكيم تتكون من عدة من الشخصيات الشهيرة ستختار ملكة جمال البطولة في الأول من حزيران المقبل، على أن تقام مراسم التتويج الخميس المقبل في منتزه أوربا بارك بمدينة روست الألمانية، حيث ستقوم كل فتاة من المشاركات في المسابقة واللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و26 عاما بتقديم عروض وهي ترتدي القميص الرياضي لمنتخبها الوطني، يليه عرض بزي السهرة ثم عرض برداء البحر){ جريدة دنيا ( أول صحيفة نسائية سعودية للمرأة العربية) العدد 153 في 25 / 5 / 1427ه/ 21 / 6 / 2006م.}.
سعودية برداء البحر!! هذا يصلح ليكون عنوانا، رواية، أو فيلم، سوف يجذب القراء، والمشاهدين، فهو جذاب فعلا!!
أين الأستاذ نجيب يماني، الذي نذر نفسه ليعيد للمرأة حق الكشف عن الوجه، لما لا يفتينا، في جواز كشف الشعر؟! أو في جواز ظهور المرأة بلباس البحر؟!!!
من المفارقات، أنه في الوقت الذي يحاول فيه البعض، خلع حجاب المرأة السعودية، تعود المرأة غير السعودية، إلى ارتداء الحجاب!!،وفي ظل حركة العودة إلى الحجاب تلك،ينكشف ادعاء التنويريين، في زعمهم الإيمان بحرية الرأي، فهل تعلمون ما الذي سوف يحل بالسيدة زينب سويدان، لو ارتدت الحجاب؟!
( المطربة المعتزلة ياسمين الخيام، تبذل محاولات مضنية لإقناع قارئة النشرة التلفزيونية المعروفة زينب سويدان بارتداء الحجاب .. السينارست وحيد حامد زوج زينب، وأحد الذين يهاجمون الفنانات المحجبات ومؤلف مسلسل (العائلة) الذي أثار ضجة كبيرة حين عرضه، هدد زوجته بالطلاق إذا ارتدت الحجاب){ مجلة ( تي في ) العدد 31 في 13 / 3 / 1995م.}. لم تقم الدنيا، ولم تقعد على هذا الاعتداء السافر على( الحرية الشخصية) لتلك السيدة، وماذا لو كان العكس؟! ماذا لو هدد رجل زوجته بالطلاق،إذا خلعت حجابها؟!! لو حصل ذلك لتنادت جمعيات حقوق الإنسان،وربما عقد مجلس الأمن اجتماعا!! على كل حال ( طلق) التلفاز المصري، نفسه، مجموعة من مذيعاته،بسبب ارتدائهن الحجاب!!
ليس وحيد حامد فقط هو الذي لديه مشكلة مع اختيار المرأة للحجاب- بصفته اختيارا شخصيا-،ولا التلفاز المصري، فقد سبق لرئيسة الجمعية الثقافية النسائية في الكويت،لولوة القطامي{ لولوة القطامي، اعتزلت العمل الاجتماعي، بعد ان صدمت، في زميلات الكفاح، حين تخلين عنها، عند احتلال الكويت.}أن ثارت حين اتخذت الفتيات الكويتيات، قرارا بالعودة إلى ارتداء الحجاب، فكتبت في مجلة المجتمع الكويتية بتاريخ 13 / 3 / 1979م :
( الحجاب كله نفاق ورياء، والعودة إلى الحجاب هي عودة فاشلة للتستر أكثر منها للتدين، أنا أنظر إلى المرأة المتحجبة على أساس أن العباءة هي مادة لإخفاء الأعمال غير الشريفة، يا للأسف ... بعد هذه المدة الطويلة من الكفاح من أجل نسف هذا التقليد الاجتماعي البالي أفاجأ بأن العباءة تعود من جديد خاصة وأن فتيات الجامعة بدأن في لبسها، يا للأسف .. إنها ظاهرة خطيرة لا تهدف إلى التدين بل إلى التستر في الأعمال غير المشروعة){ ص 83/84 ( المرأة العربية المعاصرة على أين؟) .. ( ذكر سابقا).}.
هذا يذكرنا بما ذكره الأستاذ( العظمة)،من التستر خلف الحجاب،للقاء العشاق. ومسألة ادعاء تستر المرأة خلف الحجاب،لممارسة الأعمال غير الأخلاقية، شائعة جدا، وقد نقلنا بعض ذلك في كراس ( حتى لو دخلوا جحر ضب). وتعجبنا من هذا التباكي على ( الأخلاق)!! وهو المحور الرابع من محاور (مقاومة) الحجاب :
1- الحجاب ليس من الإسلام .. بل هو عادة تسربت إلينا من ثقافات أخرى،أو كما صرخ أحد المصريين .. ناخذ دينا عن (الهندوة)!
2- السخرية من الحجاب.
3السؤال التاريخي .. هل المسلمات في ماليزيا واندونيسيا و و غير مسلمات؟ ونحن فقط المسلمين؟!!!!
4- التباكي على (الأخلاق)
أما ختام الحديث عن قنبلة الحجاب، فسيكون بمقولة، تعطينا نتيجة، للبلبلة التي حصلت جراء الخلط على الناس بين الاختلافات الفقهية في جواز كشف وجه المرأة، وبين واقع مشاهد، تكشف المرأة عن مساحة من جسدها يصبح معها الحديث عن (كشف الوجه) أقرب إلى الطرفة، في تلك البلبلة نهى رجل ابنته عن تغطية وجهها، قائلا :
( كانوا يضحكوا علينا) !!!!!!!!!!!!!!!!!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقطي – المدينة المنورة

[غصون]

تقبل مروري وتحيااتي

[محمود المختار الشنقيطي]

السلام عليكم .. أختي (غصون) .. وتقبلي - كذلك - خالص تحياتي.