مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-04-2005, 01:48 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
والذي خبث لا يخرج إلا نكداً



أصل هذه القاعدة هو قول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " (الحجرات: الآية 6) .

" يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي- رحمه الله تعالى- في ( أضواء البيان: 7/628): وقد دلت هذه الآية من سورة الحجرات على أمرين:

الأول: أن الفاسق إن جاء بنبأ ممكن معرفة حقيقته، وهل ما قاله فيه الفاسق حق أو كذب، فإنه يجب فيه التثبت.

والثاني: هو ما استدل عليه بها أهل الأصول من قبول خبر العدل، لأن قوله تعالى: " إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا " يدل بدليل خطابه، أعني مفهوم مخالفته أن الجائي بنبأ إن كان غير فاسق بل عدلاً لا يلزم التبين في نبئه على قراءة: فتبينوا، ولا على التثبت على قراءة: فتثبتوا، وهو كذلك ( انتهى كلام الشنقيطي).

إن الله عز وجل بيّن أن التثبت في خبر الفاسق واجب، فأول شيء قبل التثبت من الخبر هو النظر في حال صاحبه، هل هو عدل أم فاسق ؟

ولذلك ينبغي النظر في حال الجارح، فقد يكون بينه وبين المجروج عداوة، أو حسد وبغضاء، أو تنافس مذموم، أو هو من قبيل كلام الأقران بعضهم في بعض، أو يكون الجارح أصلاً غير مرضي في دينه وأمانته..الخ.

قال السخاوي في ( فتح المغيث 3/328): رأى ابن عبد البر أن أهل العلم لا يقبل فيهم الجرح إلا ببيان واضح، فإذا انضم لذلك عداوة فهو أولى بعدم القبول. (انتهى كلام السخاوي).

ويقول السبكي في ( طبقات الشافعية الكبرى 2/9): " بل الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته، وكثر مادحوه ومزكوه، وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره، فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه ، ونعمل فيه بالعدالة، وإلا لو فتحنا هذا الباب، أو أخذنا تقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون " ( انتهى كلام السبكي)(1).

ولا يعني ذلك رفض الحق، أو العدول عن النصيحة، أو عدم قبول النقد والتوجيه، كما لا يعني ذلك مخالفة الأثر الذي يقول: " الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ".

ولكن المقصود من كلامنا هذا أن لا نقدم حسن الظن بأعداء الله وأهل السوء والفساد، بل ينبغي أن نكون على حذر دائم منهم، كما روي ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال: " احذروا من الناس بسوء الظن"، وهؤلاء كما أخبر الله عنهم: " " كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمةً يُرضونكم بأفوافههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدّوا عن سبيله إنهم سآء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمةً وأولائك هم المعتدون " (التوبة 008-10).

لذلك يتحتم على المسلم أن ينظر في حال الجارح ومثير الشبه والتهم، فإن كان على غير صلاح وتقوى وأمانة وعلم فلا يصدق ما جاء به، ولا يقبل منه حتى يتثبت من كلامه ويتأكد من زعمه، قبل أن يكون المسلم أداة بيد هؤلاء.

نعم، قد يخرج الصواب ( أحياناً) على لسان العدو، وقد يصدُقك الكاذب، وربما ينطق المجنون بشيء من الحكمة، ولكن ذلك هو الشاذ القليل النادر، أما عادة العدو المكر، وشأن الكاذب الكذب، وديدن المجنون الهذر الذي لا ينفع ولا يفيد، فعلام نتثبث بالشاذ المخالف للعاده، ونترك الأصل الذي فطر الناس عليه، وصدق الله إذ يقول: " " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون ". (الأعراف: الآية 58).


د.. علي الحمادي
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 04:14 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع