:: منظر من المستشفى ::

[فهيد الكفيف]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


شئ مؤلم رأيته خلال تواجدي في المستشفى مع والدي ...

عندما يتجرد المرء من الرحمه وينفي كل مشاعر الانسانيه من ذاته ويقطع كل حبال الوصل ويتنازل عن حقه في ان ينعم بتلك اللحظات الطيبه بجانب من يحبه ومن تعب عليه ورباه...
عندما يتناسى المسلم ان طريقه الى الجنه يكون هنا امام عينيه ويكون بأذن الله عندما يراعي الابن والده ويقبل رأس والدته ويرعاهما كما ربياه صغيرا ...

منظر مؤلم ..

مسن بلغ من العمر مابلغ وتداولت عليه الامراض والاسقام والتعب فما كان الا ان يسقط امام ضربات الزمان ليكون طريح الفراش ملقى في احدى مستشفيات هذا العالم الذي تلون بألوان القسوه والعقوق...

أب في فراش المرض يأن من الالم ولا احد حوله من أبنائه ما زاد المه جعل مرضه اهون عليه مما يحدث له ..
ابنائه(( الرجال)) وهم لا يحملون من الرجوله الا الاسم فقط من كبيرهم الى صغيرهم
لم يزره منهم احد وكانهم يريدون الخلاص منه فلا حول ولاقوة الا بالله..

هذا المسن عندما يأن كان الجناح بكامله يأن معه بل ان الغالبيه منهم كانوا يدعون له ويدعون على ابنائه ...
ولكن كانت هناك رغم كل هذا اشراقة امل ووصل وحب يغمر هذا المسن..
انهن بناته اللاتي كن معه اغلب النهار ولكن عندما يحل الليل لا يستطعن الا تركه مرغمات ...

فكم من بنات هم اصلح وانفع لوالديهم من الرجال ...

اللهم بارك له في بناته واصلحهن ووفقهن لما تحبه وترضاه
اللهم اهدي له ابنائه واعدهم الى طريق الصواب

اللهم لا تدع سقيما او مريضا من المسلمين الا وشفيته وعافيته واعدته الى اهله سالما غانما
اللهم اجعل ابتلائك للمسلمين رحمه ومغفره وتكفيرا للذنوب..


فلاحول ولاقوة الا بالله


الجنه هناك عند شجرة الوصل والاعتناء بالوالدين فأن شئتم اخوتي رويتموها بوصلكم وان شئتم جعلتم اغصانها تذبل وتموت بقطعكم لأهلكم وابائكم وتركهم في غياهب المرض وحيدين..

اللهم اجعلنا ممن يصلون ارحامهم ويخدمون ابائهم وامهاتهم ولا تجعلنا يا رحمن من الاشقياء ..


اتمنى لكم التوفيق...