مجالس العجمان الرسمي


مجلس الطب والصحـــــة والغذاء قسم يهتم بالإكتشافات الطبية وسبل الوقاية من الأمراض ، ومواصفات الغذاء الصحي وفوائد نعم الله

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-02-2009, 02:27 PM
حراب العجمي حراب العجمي غير متصل
Banned
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 908
معدل تقييم المستوى: 0
حراب العجمي is on a distinguished road
رسالة إلى كل طبيب مسلم

رسالة لكل طبيب مسلم وكذلك إلى مرضاه الذين سيتقبلون من طبيبهم كل نصيحة، بل كل كلمة، بالرضى والاقتناع، لثقتهم الكبيرة بطبيبهم الذي يتمنى لهم مع الشفاء كل خير.

ستجد اخي الطبيب المسلم كثيراً من مراجعيك يفضي إليك بجُلِّ أسراره، وخفايا فؤاده وأحاسيس نفسه، يدفعه لذلك أمور:
أولها: شكايته من مرضه، وحرصه على العلاج الناجح السريع، ضارباً بقيمة أسراره عرض الحائط ما دامت شكايته طالت، وآلامه ازدادت، ولياليه بأيامه اتصلت.
وثانيها: أنه لا يُميز بين ما تحتاجه أنت كطبيب من هذه الأسرار لعلاجه وبين ما لا تحتاجه، ولذا فهو ينثر بين يديك كنانته، تاركاً لك الحرية في اختيار ما تريده وتحتاجه من هذه الأسرار، لعلاج وجعه وتخفيف آلامه.
وثالثها: ثقته الكبيرة فيك، فأنت محط الآمال بعد الله عنده، يراك ستراً لهذه الأسرار، وصديقاً رحيماً مشفقاً تحرص كل الحرص على تقديم ما يحتاجه، فإياك بعد هذه الثقة من هذا المسكين المضطر أن تعلن ما اطلعت عليه من عيوب خَلْقيه فيه، أو أن تفضي شيئاً من أسراره لغيرك، أو تستخدمها لغرض أو لآخر، فقد ائتمنك لما أعطاك ما بجُعْبته، فلا تكن فيك خصلة من خصال المنافق فإنه إذا ائتمن خان


وإذا كان عدد كبير من المراجعين من هؤلاء المضطرين الذين اتصلت آلامهم، وسهروا لياليهم، واسودت الدنيا في وجوه كثير منهم، فراع أيها الطبيب العاقل نفسية هؤلاء، وإياك أن تخبره بشيء يدخل عليه الحزن واليأس والقنوط، واعلم أن مخرج الكلام الحسن والكلام القبيح واحد هو الفم، فكن سبّاقاً لكل كلام حسن وعبارة لطيفة تدخل السرور على هذا المريض، وقد كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل وهو الكلمة الطيبة الحسنة، حتى وإن كان المرض خطيراً فاعرضه على المريض على أنه يمكن علاجه، وأن الله لا يعجزه شيء، واختر من القصص التي مرت عليك وأنت تمارس عملك قصصاً لأناس تعرضوا لأمراض خطيرة أخطر من مرض الذي أمامك فشفوا بإذن الله، وكن على يقين أن علاج نفسية المريض أهم بكثير من علاج جسده، فلا يكن تحطم نفسيته على يديك، وبخاصة أنه قدم إليك واثقاً لينقذ مرض جسده وأوجاع نفسه، إلا إن كان في إخباره بخطورة مرضه مصلحة ظاهرة له أو لأهله، أو طلب منك المريض نفسه ذلك وكان قوي النفس ثابت الأركان تتيقن بإذن الله أنه لن ينهار أو يتسرب إليه يأس أو يتمكن قنوط منه، فأخبره بمرضه وأنت تقصد المصلحة له أو تخاف فوت شيء يتضرر المريض بفواته، وأنت مع ذلك الإخبار والصراحة لا تعدم المريض الأمل والطموح في العلاج والشفاء.


وإذا كان الشخص قوياً شرساً معانداً حال صحته فهو في مرضه يفقد جُلّ هذه الصفات في غالب الأحيان فتجده ضعيفاً رقيقاً بكّاء، متقبلاً لكل تعليمات تملى عليه، أو أمور تطلب منه، فاستغل ذلك في دعوته لكل خير، وبخاصة إذا كنت تعرف شيئاً من تقصيره في حقوق الله، أو حقوق أهله وأولاده، أو نقل لك ثقة ذلك.
ذكِّره بخطورة المعاصي التي وقع فيها إن كانت ظاهرة، واذكر له قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نُكِتَتْ في قلبه نُكْتةٌ سوداء، فإذا هو نَزَعَ واستغفر وتاب صُقل {وفي رواية: سُقل} قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تَعلُو قلبه وهو الران الذي ذكره الله: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون {المطففين: 14}"، وأخبره بآثار الذنوب الكثيرة ومنها موت القلوب كما قال عبدالله بن المبارك رحمه الله:
رأيت الذنوب تميت القلوب
وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها
ومنها: حرمان العلم، وحرمان الرزق، ووحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا توازيها ولا تقارنها لذة أصلاً، ووحشة تحصل بينه وبين الناس ولا سيما أهل الخير منهم، وتعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه، وظلمة يجدها العاصي في قلبه حقيقة يحس بها، ومنها أيضاً أن المعاصي توهن القلب والبدن، ومنها حرمان الطاعة، ومنها أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته، وهي كذلك تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضاً، وتضعف القلب عن إرادته، فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئا إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية، وينسلخ القلب من استقباح المعصية فتصير له عادة، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، ولا كلامهم فيه، وسئل لقمان: أي الناس شر، قال: الذي لا يبالي إن رآه الناس مسيئاً.
ثم بعد أن تصف له الداء الخطير الذي وقع فيه وهو داء الذنوب والتقصير افتح له آمالاً بالتوبة، فعرفه بشروطها وأنها تَجُبُّ ما قبلها.



وهذا المريض الذي أضناه المرض فأسهره وأتعبه وأقضّ مضجعه وأبكاه، وحرمه لذة النوم والأكل، وربما الحديث، قد تضعف عقيدته وهو في أمسِّ الحاجة في هذا الوقت إلى قوتها، فترى بعض هؤلاء المرضى يتعلق بالطبيب أو بالدواء تعلقاً يُخل بعقيدته، فيخرج من داء المرض ويقع في داء أخطر قد يفقده عقيدته، فإذا رأيت أمارات هذا التعلق عند المريض فابذل جهدك ووسعك وأرشده إلى التعلق بالله مبيناً له فضله وعظيم أجر من تعلق به، وهنا تأتي ثمرة الإيمان بالقضاء والقدر فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأنه بتقدير الله سبحانه وله في خلقه حِكَمٌ قد لا يدركها المصاب، وذكِّره بقوله تعالى: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء {النمل: 62} وبقوله تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان {البقرة: 186}، وبقوله عز وجل: ادعوا ربكم تضرعا وخفية {الأعراف: 55}.
ذكِّره بأن الله لا يخيب رجاء من رجاه، وأنه يجيب دعاء المضطر، ولا يرد يدي الداعي صفراً. قُلْ له: إن الله يحب المُلحِّين في الدعاء، واشرح له آداب الدعاء من التضرع، والخشوع، ورفع اليدين، واستقبال القبلة، والانطراح بين يدي الله تعالى، واذكُرْ له الأوقات التي يتحرى فيها الدعاء مثل آخر الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وحال السفر، وحال نزول المطر، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم، وغير ذلك.
عرِّفه بالرقية الشرعية ليرقي نفسه فيقرأ الفاتحة، وقصار السور، وبعض الآيات من القرآن الكريم وكله شفاء، قال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين {الإسراء: 82}، وقال جل وعلا: قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء {فصلت: 44}، ويقرأ أيضاً بعض الأدعية الصحيحة فينفث على نفسه أو يرقيه رجل صالح معروف بالعبادة والصلاح والورع والزهد.



ومع القراءة والرقية الشرعية والتعلق بالله يُذْكر للمريض بأن خير البشر وهم الأنبياء لم يسلموا من هذه العلل والأمراض والأوجاع، وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت رجلاً أشدَّ عليه الوجَعُ من رسول الله، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله وهو يُوعك وعكا شديداً فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله إنك لتُوعَكُ وَعْكاً شديداً، فقال رسول الله: "أجل، إني أُوعَكُ كما يُوعَكُ رجُلانِ منكم، فقلت: ذلك أن لك أجرين، فقال رسول الله: أجل، ثم قال رسول الله: ما من مسلم يُصيُبُه أذًى من مَرَضٍ فما سواه إلا حطَّ اللهُ سيئاتِه كما تَحُطُّ الشجرةُ وَرَقَهَا".
ولكن الأنبياء مع ما أصابهم صبروا وظفروا، فليتخذهم المريض مثلاً وقدوة، فيصبر ويحتسب وقد قال تعالى: وبشر الصابرين(155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون {البقرة: 155 - 157}، وقال تعالى: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله، ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم {التغابن:11} قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
وكيف لا يدخل السرور على هذا المريض وأنت تُسمعه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَب ولا همّ ولا حَزَن ولا أذًى ولا غَمٍّ حتى الشوكةِ يُشاكُها إلا كفَّر اللهُ بها من خطاياه"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "من يُردِ الله به خيراً يُصبْ منه"، وإذا علم المريض أن الأمراض من جملة الابتلاء، وأنه على خير، اطمأنت نفسه، وسكن فؤاده، وزالت همومه، وعلم أن الله أراد به خيراً، والعاقل لا يكره الخير.
وما ظنك بمكانتك عنده وقد أدخلت عليه السعادة، وجعلته يتلذذ أحياناً بذلك المرض إذا تيقن أنه مع الصبر يحطُّ الخطايا والذنوب، وإن لم تكن ثَمَّ ذنوب فهو رفعة في الدرجات.



وربما وجدت من بعض المرضى صعوبة في الفهم، أو عسراً في الإدراك، أو كثرة في الأسئلة والاستفسارات، فعليك بالحِلم، وتذكر نعمة الله عليك إذ جاءك هذا المريض مستغيثاً بك بعد الله ولم تأت أنت إليه، فإذا شرحت له علَّته أو علاجه وصعب عليه الفهم، فأعد عليه ذلك بعبارة تراها أسهل وأسرع لفهمه وأسكن لنفسه، وأنت في إعادتك لكلامك تحمد الله سراً وجهراً أنْ فضّلك على كثير من الناس، ووهبك فهماً يتمناه غيرك، لو عُرض عليه، بأموال الدنيا، فلا تكن نعمة الحفظ والفهم عندك داعية للتكبر على عباد الله، فإن الذي وهبك هذه النعم قادر على أخذها منك متى شاء، فحافظ عليها فبالشكر تدوم النعم.


************************************************


منقول

في امان الله

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
منتجات طبية ووصفاتها !!! فهد الذويب مجلس الطب والصحـــــة والغذاء 8 12-01-2008 11:44 PM
طرائف طبية! ::::أم راكان:::: المجلس العــــــام 4 21-11-2005 10:42 AM
طبيب السنون علي العرجاني مجلس الشعر النبطي 15 25-09-2005 09:28 PM
طبخة الحنيذ ابومحمد الشامري مجلس الأســــرة والمجتمع 16 26-03-2005 07:25 AM
طبخة المندي ابومحمد الشامري مجلس الأســــرة والمجتمع 25 26-03-2005 07:23 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:12 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع